المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {{ وفاءً لِمَن انتقلَ إلى البرزخِ مِن أَهلِ المُلْتَقى . وحَقّا عليَّ لمن يَسيرُ إلى دارِه الثانيةِ ولمّا يصلْ بَعدُ }}



أهــل الحـديث
24-05-2012, 02:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



{{ وفاءً لِمَن انتقلَ إلى البرزخِ مِن أَهلِ المُلْتَقى . وحقًّا عليّ لمن يَسيرُ إلى دارِه الثانيةِ ولمّا يصلْ بَعدُ }}

الحمد لله وكفى ، والصلاة على المصطفى محمّد ( عليه الصلاة والسلام ) وبعدُ :

إنّه مِمَّا يُعلمُ جيّدًا عندَ كلّ من استخدم الشبكة العالميّة ( الانترنت ) والتحقَ بمواقع شتّى أنّه قدّمَ أفكاره على أطباق عقول الآخرين ، أو نصح و استنصحَ ، أو أفاد واستفاد ، وغير ذلك مِمَّا كتبَه على لوحة المفاتيح وبكبسة زر تظهر أمام ملايين بل قل أكثر من هذا الرقم ولا تَخف ، وتعرّفَ على أشخاصٍ شاهدَ بعضهم ، ولم يلتقِ بالكثيرين منهم ، فكانَ المشارك ( المكّلف ) في هذا الفضاءِ من أحد فريقين : فريقٍ يراقب الله فيما يرى ويكتب ، وآخر مِمّن لا يُراعي حمى الله فيرتع في محارمه – معاذ الله – فَنسألُ الله أن يهديه ، وأن يثبّتَ الأول على طاعته مرضاتِه ، قال الله (( ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد )) ، ولا يَدري المسكين أنّ الأجلَ سارَ إليه وهو قد يصبحُ صباحَه الأخير وبعدَ ذلك تبدأ حياته البرزخيّة ليمكثَ فترةً ثم ينتقلُ إلى حياته الأبدية ( جنّة أو نار ) .

فيا إخواتاه :
الدنيا ( زائلة فانية ) والآخرة ( باقية دائمة) ، وإنّ مِن نَقْصِ العقلِ أن يُختارَ الزائل ، ويقدّم الفاني ، فهذا هو نقصان العقل بل ذهابُه وذبولُه ، وإنّ من توفيق الله للعبدِ المسلم أن يسّرَ له الخيرَ أينما حلّ وارتحل ، فالحمدُ لله أن جعلنا نعرفُ ( ملتقى أهل الحديث ) في هذا الفضاء الواسع من المواقع .
وفي هذا الملتقى الطيّب أهله قد استفدنا منه الكثير من مشايخه وفضلائه – أدامهم الله - ، وتآخى طلبة العلم مع بعضهم البعض من غير أن يرى الواحد منهم صورة أخيه على الحقيقة وإن كانت صورة القلب حاضرةً في ذهنه ، والله يسّر لكلّ أحدٍ على ما هو عليه ، فترى الفارغينَ البطّالين لا يثبتونَ في هذا الملتقى وقتًا طويلا ، ويرحلونَ إلى الأماكنِ التي هي على شاكلتهم ، فالطيّور على أشكالها تقع .

أيّها المشايخ والأخوة الفضلاء :
علاقة أعضاء ملتقى أهل الحديث مع بعضهم تستمرُ إلى يوم المعاد في أرض المحشر ، فهم أحبّوا بعضهم في الله ولله فلن يضيّعهم الله الكريم ، وفي هذا الملتقى أناسٌ قد ارتحلوا عنّا إلى الحياة البرزخيّة ، وسكنُوا دارًا غير دارنا ، ومنهم العزيزان ( سلطان التميمي وطارق بن ناجي الدراقطني ) – رحمهما الله – وقد يكونُ هناك أعزّاء قد انتقلوا من دار الدنيا ولكن لم نعرف ذلك ، فنسأل الله أن يجمعنا بهم في جنّته .

أيّها الأحبّة :
لا ندري متى يحينُ الأجل ، وتسقطُ آخر ورقةٍ من شجرة العمر ؛ لذلك كتبتُ موضوعي هذا ؛ وفي القلب خواطر وأشجان وكلام :
إنّ التوادّ والألفة يجب أن تبقى بيننا ، وأن لا ننسى الدعاء لبعضنا في ظلمة الليل ، وأن نسعى لنحصّل العلم النّافع ؛ لنتكلم بعلم أو نسكتَ بحلم ، أن نراقب الله فيما نكتب بعدينَ عن التّعصب المقيت للأشخاص ، وأن نتعاهد قلوبنا في كل حين ، فهي محطّ نظر الله . ( فهذه للأعضاء الأحياء حقًّا لهم عليّ ) .

وأمّا من مات من أعضائنا ، فقد فقدنا أعضاء من أعضائنا ، وإنّ منَ الوفاء لمن قضى نحبه في ملتقانا أن نحيي ذكره ، ونتذاكرَ أخباره ونعرفها ، لنتعلم ونرفع الهمّة ونترحم على من مات .
فالذي يعرفُ أيَّ شيءٍ من أخبار الشيخ طارق بن ناجي أو الشيخ سلطان – رحمهما الله – فليكتبه لنقرأ ، وندعو للكاتب والمكتوب عنه .
( موقف أو لقاء معه أو جاره أو أحواله ) فوالذي رفع السماء لو كنتُ أعرفُ مسكنهما الذي كان يقيمانِ فيه في دنياهما لتجشمتُ الصّعاب ولم ألُ في ذلك ؛ لأسأل عنهما وأدوّنَ كلّ ما أسمعه ، وأذهبُ إلى مسجدهما ، والحي الذي يسكنان فيه ، وأقاربهما ، الناس الذين يعرفونَهما ، أو أيّ شيء ارتبط بهما بخيط وصلة ، وأدوّنه - فلا يبخل من يعرف ذلك
وفاءً لكما يا أخوايَ ( التميمي والدارقطني ) - أسأل الله أن يرحمكما ويوسّع عليكما قبركما
هذا ما جاشَ في خاطري في هذه الليلة الساكنةِ صوتُها .

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو سُليمان الخليلي .
ليلة الخميس 2 رجب 1433 هـ - 24 – 5 – 2012 م .

حرتُ في أيّ منتدىً أضعهُ فاخترتُ ( منتدى تراجم أهل العلم المعاصرين ) .
فكلُّ عضوٍ هو مِن أهلِ العلمِ المعاصرين – إن شاء لله – الأموات والأحياء سواءً بسواء .