المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على نفسها جنت براقش الجزء الأول والثاني للشيخ الحويني شفاه الله وعافاه



أهــل الحـديث
24-05-2012, 02:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرحمن الرحيم
على نفسها جنت براقش الجزء الأول والثاني
للشيخ أبي إسحاق الحويني
حفظه الله


إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعــــــد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.






معركة جديدة في الزود عن المصادر الأصلية:فقد عدتُ بحمد الله تبارك وتعالى إليكم بعد تغيب دام قُرابة أربعة أشهر ، لأبدأ معركة جديدة في الزود عن مصادرنا الأصلية ولا أدري كيف أبدأ ؟ لكن أبدأ الحكاية من قبل سفري : (لقيني شاب فقال لي أن رجلاً تخصص في الطعن على السنة بعامة، وعلى صحيح البخاري بصفة خاصة وله حلقة أسبوعية يداوم الطعن فيها على هذه المصادر الأصلية فأين أنت وأين المشايخ في الرد على أمثال هؤلاء؟ حتى لا تختل الثقة بهذا الإرث الذي ورثناه كابراً عن كابر على مدى هذه القرون الطويلة .)
رد الشيخ _حفظه الله_ علي الشاب الذي أخبره بمن يطعنون علي البخاري:فقلت له بلهجةٍ لا تخلو من جديةٍ ، قلت له ):يا بني نحن متخصصون – هكذا قلت له بنص العبارة – في اصطياد النسور القشاعم والأسود الضراغم ، فلن نعجز أن نصطاد غراباً! هؤلاء تعودنا منهم في السنوات الأخيرة أن يخرجوا ما كتبه أهل البدع قديماً وكان أهل البدع في القدم أعلم منهم وأذكى وآدب ، هؤلاء جمعوا قلة علم وقلة أدب ! وفي غياب لجنة كبار العلماء وفي غياب سلطان الشريعة خرج هؤلاء من الجحور وتكلموا بنفثة مصدور ، ونسى هؤلاء أن هذه المصادر الأصلية عليها حراسٌ شِداد غرهم أننا قلة في نظرهم
تُعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليلُ
تصور هؤلاء لأنهم لا يرد عليهم أحد من المؤسسة الرسمية بل قد يرد أحدهم رداً هزيلاً جداً كما ستسمعون الآن وتصور هؤلاء أن لهم حُجة في المسألة ، ولذلك طلبت من القناة ، قلت : أريد وقتاً مفتوحاً ولا أريد أن يكون هناك برنامجٌ بعدي حتى أستطيع أن أوفي هذا الموضوع حقه ، وإن كنت أعلم أن حلقة واحدة لا تكفي بل حلقات ، لكن أنا سأحاول بقدر المستطاع أن أتكلم بكلامٍ موجزٍ وبينٍ في الوقت ذاته لأفضح هؤلاء، وجعلت عنوان حلقتي هذه أو دفاعي هذا عنواناً يبدوا طويلاً إلى حد ما ، وأنا حريص وأعلم أن العناوين تُصان عن الإسهاب ، إذا أنا وضعت عنواناً لمقالة أو عنوانا لكتاب ، فالأصل ألا أجعله فِضفاضاً طويلاً، لكن أنا مُضطر إلى هذا العنوان وهو :
العنوان الذي اختاره الشيخ _حفظه الله_ للحلقة: (الطعن علي البخاري نفقٌ مظلم من دخله بغير مصباح إرتطم وجهه بالحائط ): لم أجد عبارةً أبلغ من هذه وردت على خاطري الطعن على صحيح البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباحٍ ارتطم وجهه بالحائط.
توضيح الشيخ حفظه الله للمراد بكلمة( الطعن على البخاري نفقٌ مظلم) أرجو ألا يتصور أحد أن البخاري معصوم كشخصٍ وإن كان من صفوة البشر بعد الأنبياء والصحابة والتابعين ، الإمام البخاري نسيجه واحدة وعقِمت أرحام النساء أن تلد مثله في معناه ، وأنا في ألمانيا اتصل بعض الإخوة وقال: أن هناك رجل محامي استضافوه في بعض القنوات الفضائية وحاوره اثنان والحلقة موجودة على ألنت تستطيع أن تنزلها نزَّلت الحلقة بالفعل واستمعت إليها وأنا معني بالرد على هذا الإنسان.
وصف الشيخ للمعترض:وأرجو ألا يحمر أنفه إذا وصفته بالجهل فهذا أقل ما يُقال فيه ، وأنا ليس من عادتي أن أسب أحداً، عندما أصف إنسان بالجهل هذا ليس سباً إذا كان في موضعه لأن الله عز وجل قال: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾وقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ولا شك أن هذا الطاعن باغ وظالم ، ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾وهو باغ وظالم ، لماذا ؟ لأنه عندما يتكلم عن البخاري ، لا يتكلم عن شخص البخاري إنما يتكلم عن صحيح البخاري .
صحيح البخاري تلقته الأمة بالقبول على رغم أنفه وأنف كل طاعن :،وسأبين كيف تلقته الأمة بالقَبول وما معنى التلقي بالقَبول أيضاً ، لأن بعض الناس يتصور أن تلقي الأمة بالقَبول لصحيح البخاري ، أنه لا يوجد أي ملاحظات على صحيح البخاري وهذا كلامٌ غير حقيقي ولم يعنه أي أحد من أهل العلم قط، لأن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه هو كتاب الله عز وجل وحده ، أما أي كتاب فهو من تصنيف البشر .
ماتميز به صحيح البخاري عن غيره من الكُتُب الأخرى: لكن صحيح البخاري أخذ مزية لم يأخذها كتاب وهو أن الأمة اجتمعت على أنه أصح كتاب ، (كلمة أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى) ليس معناه أنه ليس فيه ما يُنتقد ، لكن ما يُنتقد لا يساوي شيئاً بجانب ما أحرزه من الصواب وقد صح عن البخاري رحمه الله ، أنه قال : (عرضت كتابي هذا على علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين فأقرُّوه إلا أربعة أحاديث )، قال أبو جعفر العُقَيلي الإمام العلم صاحب كتاب الضعفاء والقول فيها قول البخاري أي أن الراجح هو قول البخاري ،إذن الكلام بين أئمة المجتهدين الذين يمتلكون أدوات الاجتهاد وعندهم أهلية ليس كهؤلاء الجهلاء والذين لا يعرفون القراءة ، مجرد القراءة ، يعني هذا الطاعن المحامي الذي طعن على البخاري لا يستطيع القراءة، وأنا طبعاً سأقول كلاماً وإذا عارضني في هذا ، في الحلقة القادمة سآتيه بالصوت والصورة لأنني نقلت كلامه بحرفه وأحفظه أيضاً لأنني سمعت هذه الحلقة أكثر من مرة ، لا يستطيع القراءة الصحيحة ولا يستطيع الفهم من باب أولى وأنا سأبين فيما يأتي إن شاء الله سبحانه وتعالى الاعتراض على البخاري كيف يكون والذين اعترضوا على البخاري في بعض ما أودعه في صحيحه كالدار قطني ، كأبي العالية الغساني كابن حزم ، أي واحد من هؤلاء العلماء اعترض على البخاري اعتراض عالم وليس اعتراض جاهل .في بداية الأمر ، محاوران في البرنامج حاورا هذا المحامي واستضافا شيخاً من شيوخ الأزهر واستضافا أيضاً بعض الدعاة الشباب .
أجود ما في البرنامج هو أسئلة المحاورين كانت أسئلة ممتازة لم يجب عنها هذا المعترض أبداً.أول سؤال قالا له: قبل ما نبدأ أريد أن أعرف خلفيتك الدينية التي تؤهلك لهذا الكلام في هذا الموضوع ؟فلم يزد على أن قال : أن هذا الدين بتاعي my old ( ماي أولد) هذا الدين بتاعي ، هذه أول غلطة ، هذا الدين ليس أولدك لوحدك ، هذا أولد الناس كلها لكن كاعتقاد ،.
إنما الدين كعلم له رجاله قال عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾هذا الكلام موجه لمن؟ لمن ليس من أهل الذكر فبين في الآية أن الناس ينقسمون إلى فريقين : إلى عالم وإلى متعلم لا أريد أن أقول الجهل يعني ، إلى عالم وإلى متعلم ، المتعلم هذا الذي لا يدري شيئاً عن العلم يسأل أهل العلم ويجب عليه أن يسأل ، هو نفسه تناقض بعدما قال ( ماي أولد) قال: إن الله عز وجل قال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ﴾ولم يقل: أفلا يتدبر أهل الأزهر القرآن؟
رد الشيخ حفظه الله علي المعترض بقول وجوب التدبر؟ يجب على الناس أن يتدبروا القرآن وهذا الوجوب لا أدري من أين أتى به؟ ولو سلمنا فإن فهم إمام كإبن جرير الطبري مثلاً إمام المفسرين ليس كفهم هذا المعترض ، لأن ابن جرير مثلاً يمتلك الأدوات من لغة وأحاديث وأسانيد وفهم وقراءات ، رجل بحر من البحور ، لا يستوي تدبره مع هذا إذا قلنا أن التدبر مفتوح لكل لناس بعض الناس لا يحسنون التدبر ولا يعرف معنى التدبر هو نفسه ناقض نفسه.
قول المعترض:(أن البخاري أودع في صحيحه قول ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآنالكريم ، واتجهت إلى بعض العلماء أسألهم فأجابوني إجابة كان من الممكن أن تخيل على آبائي وأجدادي قبل ذلك ، لكن إحنا دماغنا منورة حبة )
تعقيب الشيخ حفظه الله علي هذه المقولة:فهذه الدماغ المنورة نرى هي منورة حبة ولا حبتين بعد قليل يعني ، فاتهم آباءه وأجداده وطبقتهم أنهم لا يتدبرون القرآن!ولا يفهمون ، إنما هو ذكي ويفهم ولذلك هو أفضل من أجداده!!فإن هذا الذي يقول : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ﴾هل آباءه وأجداده وهذه الطبقة كانوا أهلاً لتدبُر القرآن؟ فكلامه يعارض بعضه .
السؤال الثاني الذي سُئل للمعترض: ( قال له: سأسألك سؤالاً قد يبدو غبياً، كم عمر صحيح البخاري ؟) قال له من يوم ما ألفوا البخاري ، قال له: كم سنة يا فندم؟ - أنا أنقلها بالنص لأنني حفظت الحلقة- قال له: من يوم ما ألفوا البخاري ، يعني البخاري ولد سنة 195 ومات سنة 245، قال له: يعني له أكثر من ألف سنة ؟ - المحاور الآخر قال له : ألف ومائتان وشوية ، فهو لا يعرف متى وُلد البخاري ولا متى مات لأن البخاري أولا لم يولد سنة 195 البخاري ولد سنة 194 ولم يمت البخاري سنة 245 إنما مات سنة 256 ، واحد يقول لي : أنت جئت تتصدر في التواريخ، فوتها ، أقول لك: لا ، هذه لا تفوت، نعم ، يفوتها أمثال هؤلاء ، لكن بالنسبة لعلماء الحديث لا تفوت المسألة التي مثل هذه.
توضيح الشيخ لمولد البخاري ووفاته: وُلد البخاري في شوال سنة 194 ومات في شوال في ليلة عيد الفطر ودفن يوم عيد الفطر بعد صلاة الظهر سنة 256 ، فالبخاري عاش إثنان وستون عاماً إلا ثلاثة عشر يوماً .
أهمية التورايخ عند عُلماء الحديث: يقول قائل: ، ما هذه التواريخ التي تقولها؟ أقول لك : هذه عند علماء الحديث مسألة مهمة في مباحث الاتصال والانقطاع ، يعني مثلا : البخاري دفن بعد صلاة الظهر يوم واحد شوال سنة 256 ، لو أن رجلاً قال: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري يوم عيد الفطر سنة 256 بعد صلاة العصر حكمه أنه كذَّاب, لأن البخاري دُفن بعد صلاة الظهر ، فعندما يقول : حدثني بعد صلاة العصر هذا يكون كذاباً ، والفرق بين صلاة الظهر وصلاة العصر ساعتين ثلاثة ، هذا من سنة 245 وهو مات سنة 256 ، فانظر كم سنة ، وعلم الحديث عندنا الانقطاع يثبت بلحظة وبغمضة عين ، ليس بعدد من السنوات!. فالرجل لا يعرف البخاري متي وُلد ولا متي مات ، ولا متي ألف صحيحه ! ؟
متي ألف البخاري _رحمه الله_ صحيحه؟ ألف البخاري صحيحه في سبعة عشر عاماً، ، وانتقي صحيحه من ستمائة ألف حديثٍ يحفظها – وكل هذا الكلام بالأسانيد الصحيحه- وما وضع حديثاً صحيحاً في كتابه إلا توضأ وصلى ركعتين قبله ، وحوَّلَّ تراجمه وكتب تراجم الصحيح الخاص به ,أكثر التراجم,في الروضة الشريفة بجانب قبر النبي ﷺ.
كم مرَّه نقَّحَ البخاري_ رحمه الله _صحيحه؟ نقح البخاري كتابه ثلاث مرات ولذلك نجد أحياناً في بعض روايات البخاري في تبويب ليس مذكوراً ، أحياناً التبويب يكون ناقص كلمة ، مثلما العلماء لا سيما الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر روايات البخاري والفروق بين هذه الروايات وخرجت بعض الكتب أي الأجزاء المفردة في رواية البخاري وزيادة بعضهم على بعض ، هذه الزيادة من أين أتت؟ أن البخاري في المرة الأولى ممكن يكون نقح صحيحه زود كلمة ، زود كلمتين زود باب إلى آخره كما هو معروف .
فقال له المحاور: ألف ومائتان سنة ؟ لم يتفتق ذهن واحد في خلال ألف ومائتان سنة عن هذه الاعتراضات التي أتيت بها أنت اليوم؟
فلم يُجب إلا بمثال المحاور الثاني اعترض عليه ، قال له: يعني المسيح عليه السلام ولد من كم سنة؟ قال له ألفين وعشرة ، قال له : لو أن واحداً جاء إلى النصارى وقال لهم أن عيسى ليس هو ابن الله وإنما هو إله وليس عبداً لله، ماذا سيقولوا له ؟ المحاور قال له : سيكذبوه ، المحاور الثاني قال له : أنا أختلف معك في هذا المثال، قال له : إرميه ، ولم يضع مثالاً آخر ، سوى أن له عقلاً يفكر به .
من أول طعون المعترض علي صحيح البخاري رحمه الله:ثم بدأ يقول: إن صحيح البخاري مشتمل على تكذيب كتاب الله! وأول مثال ضربه : (أن البخاري روى في صحيحه أن ابن مسعود _رضي الله عنه _أنكر أن تكون المعوذتين من كتاب الله ، قال: كيف يكون أصح كتاب بعد كتاب الله ويشككني في القرآن ؟ !).
رد الشيخ _حفظه الله_ علي هذه الفرية: قبل أن أبتدئ الرد على هذه الفرية الصلعاء الكاذبة ، لأن هذا رجل كذَّاب ، كما سأقرأ عليكم ، أنا أتيت بنصوص البخاري لكي أقرأ ، أنا أعرفها وأحفظها ، ولكن أنا سأقرأ لكي أأتي لكم بالنص بالكامل، وبكل أسف استضافوا شيخاً أزهرياً ليرد عليه ، فزاد الطين بله وكان رده أسوأ من اعتراض المعترض ، ليته ما رد لأنه جرَّأ هؤلاء المشايخ غير المتخصصين في الصحيح أو في السنة خذلوا الحق في هذا الموضع، لأن العوام مع المنتصر، مع الغالب أيا كان هذا الغالب قال بحق أو قال بباطل ، المهم أنه غلب .فإذا لم يكن المرء متخصصاً في الرد فإنه يهزم الحق ويتصور هذا المعترض أنه على حق، إذا عجز مثل هؤلاء العلماء أن يردوا عليه ، فيزدادوا كبراً وعناداً وإصراراً على باطلهم .
رجاء الشيخ _حفظه الله_ من غير المتخصصين في السنة : أرجو من السادة العلماء غير المتخصصين في السنة ، وغير المتخصصين في معرفة صحيح البخاري ألا يتكلموا صحيح البخاري ليس كتاباً هيناً حتى يدخل فيه أعشار المتعلمين وأخماس المتعلمين وأرباع المتعلمين ، هذا كتاب ليس ذلولاً، ليس سهلاً،.
رحلة الشيخ_حفظه الله_مع البخاري: أنا رحلتي مع البخاري إلى اليوم استمرت خمساً وعشرين سنة بالتمام والكمال ، أروز الكتاب وأنظر فيه ، وأتأمله ، ومع ذلك لا أدَّعي أنني عرفت كل أسرار هذا الكتاب ، وعلى هذا الكتاب ، وعلى كتب السنة حُرَّاسٌ أقوياء أشداء في جنبات العالم الإسلامي وأنا أفتخر أنني واحد منهم وإن كنت من أقلهم علماً، وهناك من هم أعظم علماً وهناك من هم أقوى علماً يستطيع أن يرد لكن أين هم؟ لابد أن يخرجوا ويردوا، هؤلاء يشتمون السنة ويشتمون البخاري .
الجريدة التي وقعت تحت يدي الشيخ أثناء قدومه إلي الحلقة: اليوم وأنا قادم إلى الحلقة وقع تحت يدي جريدة، و صورت والله الكلام ، و حدث لي ألم في معدتي فوراً عندما قرأت هذا الكلام!العدد القادم في جريدة الأسبوع القادم يقول: ( ننشر فصول أجرأ رواية مصرية )، أنا أقرأ هذا الكلام لعدد سيصدر الأسبوع القادم وأقول هذا الكلام للمراقبين على الصحف، إن كانوا مسلمين ويتقون الله سبحانه وتعالى ، الرقابة على الصحف أين هي؟ إذا كان الصحف تسب رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية راض أن يُشتم ، هذا هو حر في هذا ، لكن أن يُشتم النبي عليه الصلاة والسلام وفي العدد القادم من الصحيفة ، هذا لا يحل مطلقاً! أنا أقول هذا الكلام حتى لا يصدر هذا العدد ، وأحذر ، والمؤسسة الرسمية ينبغي أن تأخذ إجراءاً فورياً ضد هذه الصحيفة
الإفتراءات التي وردت في الجريدة علي النبي _ ﷺ_ أنا اقرأ الآن وأقول: ( العدد القادم ننشر فصولاً لأجرأ رواية مصرية محاكمة النبي محمد ! على صفحات اليوم السابع فقط ، لماذا يجاهد أعداءه بالسيف قتلاً وسبياً ويستحل الغنائم ؟لماذا جعل الحكم بعده ملكية خاصة لأصهاره وأقاربه؟الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء !!!)هذا الكلام يُكتب في دولة دينها الرسمي الإسلام ؟!! الذي قال الحمراء لمحمد!! محمد من إذن ؟!!!الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾يعني لا يحل لأحدٍ أن يقول له : يا محمد هكذا مجرداً ، وهذا يقول الأسرار الحمراء ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، هذا نبي ، وهذا كلام يكتب عن النبي ﷺفي جريدة ويقال أجرأ رواية في دولة دينها الرسمي الإسلام؟!! ويقولون الأزهر الأزهر إلى أن أوجعوا أدمغتنا بالأزهر .
مناشدة الشيخ حفظه الله علماء الأزهر بالرد علي الجريدة: أنا أريد الأزهر يتصرف في هذا ، أريد شيخ الأزهر يتصرف في هذا ، أريد علماء الأزهر يتصرفون في هذا ، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء ، ولماذا لا يتزوج أحد من أمته بنسائه بعده ؟!!أنا لا أفهم والله هؤلاء مسلمين أم كفرة ، والله عز وجل يقول : ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾يريد أن يقول ماذا ؟ أن يتزوجوا نساء النبي؟!! هؤلاء مسلمين الذين يكتبون هذا الكلام؟!! يتاجرون بعرض النبي ﷺ، حتى وصل أنه لا يوجد أي خط أحمر إطلاقا؟!! والنبي ﷺصار كلئاً مباحاً ، وصار عرضه كلئاً مباحاً على صفحات الجرائد ؟!! والليالي الحمراء ؟!! للنبي مع النساء !!أنا والله لا أدري ما أقول يعني .
الخراب والدمار والعار الذي نعيش فيه ، سببه أمثال هؤلاء: أرضنا لو أُحتلت وما بقي لنا منها شبر ، لا تساوي قِلامة ظفر أمام هذا الكلام نحن نستحق أن نُضرب بالنعال في كل مكان ، لأمثال هؤلاء ، الذين ضيعوا البلاد والعباد وفرضوا علينا الضنك .
النبي ﷺ خطٌ أحمر لا يجوز لأحد مطلقاً أن يتكلم عنه: هذا الكلام ولا عُشر هذا الكلام ، لكن تجرءوا عندما تخلت المؤسسة الرسمية عن دورها الحقيقي وهو الدفاع عن دين الله ، والدفاع عن الله ورسوله ، ويخرج يقول لك : هذه حرية فكر!! هذا ليس فكر، ، هذا اسمه كفر ، فالهجوم علينا من كل مكان ، بكل أسف كما قال القائل :
لو كان سهماً واحداً لاتقيته
ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ
أنا كدت ألا أأتي اليوم عندما رأيت هذا العنوان ، لأن قلبي إنصدع من هذا الكلام أنا لا أريد أن أكمل الكلام ، طبعاً لازال هناك عناوين أخرى في هذه الورقة ، لا أستطيع أن أكملها .
نرجع إلى كلامنا الذي كنا نتحدث فيه ، عن هذا المعترض الذي يقول: كيف يكون صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله وفيه الطعن على القرآن في إنكار المعوذتين
هل هناك فرق بين صحة الرواية وبين صحة المروي؟نحن عندنا شيئان:
أولاً : صحة الرواية ثانياً: صحة المروي، عندما حكي الله سبحانه وتعالى عن الكافرين ، ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾من جهة صحة نسبة الكلام إليهم، صحيح مائة بالمائة ، لكن هل كلامهم حق؟ لا ، ليس كلاماً حقاً، لا ينفع أن أقول هذا الكلام كذب، لا، لابد أن نفرق بين صحة الرواية وبين صدق القول
مثلا: عندنا ابن حزم ، ابن حزم_ رحمه الله_، كان ينكر القياس جليه وخفيه ، و هو الدليل الرابع المتفق عليه بين الأصوليين في أصول الفقه ، الدليل هو : ( القرآن ، السنة الإجماع ثم القياس)وبعد ذلك يوجد ثمانية أدلة مُختلف فيها بين العلماء ولكن الأربعة المتفق عليهم هؤلاء الذين ذكرتهم ، ماعدا ابن حزم خالف في القياس ، فأنا عندما أقول : حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن ابن حزم أنكر القياس ، نقول في هذه الحالة : صح هذا إلى ابن حزم أما إنكار ابن حزم فباطل أو خطأ .
رد الشيخ حفظه الله علي المثال الفرية الأولي علي صحيح البخاري: المعترض لا يفهم هذه القضية البخاري رحمة الله عليه لما روى حديث المعوذتين في الصحيح ، هو يقول البخاري يشككنا في القرآن !طيب البخاري روى هذا الحديث في كتاب التفسير ، قال: ( باب سورة الفلق .وبعد ذلك أعقبها : باب سورة الناس) . إذاً البخاري يثبت أن الفلق سورة في القرآن ، والناس أيضاً سورة من القرآن ، لأنه في كتاب التفسير في صحيح البخاري ، يقول : ( باب سورة البقرة ويأتي بتفسير بعض آياتها ، باب سورة آل عمران ، النساء ، المائدة ، إلى آخره ).فلما يقول : باب سورة الفلق ، باب سورة الناس إذن البخاري يثبت أن سورة الفلق والناس من القرآن وبعد ذلك أخرج حديثاً واحداً عن شيخين مختلفين في السورتين ، ماذا قال البخاري أيها الإخوة ؟ لتعلموا أن هؤلاء الجهلة لا يستطيعون إطلاقاً أن يصلوا إلى هدفهم من الطعن في البخاري .
إيراد الشيخ حفظه الله لنص البخاري :البخاري قال بنص كلامه : ( سورة قل أعوذ برب الفلق )حدثنا قُتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ابن عيينة – عن عاصم – هذا هو ابن بهدنة ابن النجود صاحب القراءة المشهورة ، أي هو حفص عن عاصم – وعبدة ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ قال – أنا أريد لو سمحتم أن تركزوا معي جداً لأن البخاري له شُفوف نظر لا يبصره أمثال هؤلاء المتخلفين وهذا الشُفوف هو الذي سأوضحه الآن إن شاء الله –سألت أُبيٌ بن كعب عن المعوذتين فقال:" سألتُ النبي ﷺ فقال: قيل لي فقلت ، قال أُبيٌ ، فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ".هذا النص ورد في سورة الفلق بعدما قال: ( باب قل أعوذ برب الفلق) أورد هذا الحديث ومن ثم أتى وقال: ( باب سورة قل أعوذ برب الناس) .قال: حدثنا علي بن عبد الله – هو علي بن المديني – ثنا سفيان – هو ابن عيينة أيضا- ثنا عبده ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ – وقال ( حاء) أي كتب حرف الحاء ، يعني سيحول الإسناد ، أي سيأتي بإسناد آخر ( حاء ) حرف من التحويل – اختصار أو اختزال لكلمة تحويل – وحدثنا عاصم – الذي قال حدثنا عاصم هو ابن عيينة – عن زِرٍ قال – انتبه للكلام الذي سيأتي مهم جدا – قال:" سألت أُبي ابن كعب قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذل وكذا ، فقال أُبيٌ: سالت رسول اللهﷺ فقال لي: قيل لي فقلت : فنحن نقول : كما قال رسول الله ﷺ."هذا الحديث يرويه عن سفيان ابن عيينة اثنان (عند البخاري) (قتيبة ابن سعيد وعلي بن عبد الله ألمديني ) روى هذا الحديث( عن ابن عُيينة)(أيضاً الشافعي وأحمد بن حنبل في المسند ، والحُميدي أيضاً في مسنده ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة أربعة ، كلهم رووا هذا الحديث باللفظ الآتي :"قلتُ أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف _يحك المعوذتين من المصحف_ ويقول : ليستا من كتاب الله"
الذين صرحوا بلفظة يحك المعوذتين من كتاب الله: الشافعي أحمد بن حنبل ابن الحميدي ، وسعدان ابن كلمة غير واضحة،البخاري تنكَّب الرواية عن هؤلاء جميعاً ,أخذ الرواية المبهمة التي أبهمها ابن عُيينة استعظاماً لكلام ابن مسعود ، لأجل ذلك في حديث علي بن المديني الذي ذكر فيه المعوذتين عن ابن قتيبة : اختصر الحديث وأتى بقول أُبي فقط ، ولم يأت بكلام ابن مسعود رضي الله عن الجميع.
علي بن المديني عندما روى الحديث عن سفيان ابن عُيينة قال: قلت – بإسناده إلى زِرٍ بن حُبيش- قال : "سألتُ أُبي بن كعب ، قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا –"لم يأت البخاري يحكهما من المصحف وإنما قال كذا وكذا هكذا على الإبهام .
لماذا اختارالبخاري هذه الرواية ؟ لماذا لم يأت برواية عن ألحميدي وهو من مشايخه ؟ لماذا لم يأت برواية عن أحمد وهو من مشايخه أيضاً ، وأحمد والحُميدي الاثنين صرحا بأنه كان يحك المعوذتين من المصحف ؟.
أولاً:لأن البخاري استعظم هذا ، وابن عيينة هو الذي مرة يصرح ومرة يذكرها على الإبهام .فتلقى أحمد بن حنبل والحميدي والشافعي الرواية عن ابن عيينة بالتصريح بحك المعوذتين من المصحف ، وعلي بن ألمديني تلقاها عن ابن عيينة على الإبهام : إن أخاك يقول كذا وكذا ، ولم يرض أن يقول ماذا يقول ، اختار البخاري رواية علي بن ألمديني التي لم يصرح فيها أنه يحك المعوذتين ، لماذا فعل البخاري ذلك؟ استعظاما لهذا الكلام هذا أول شيء، وسنرى مثل هذا النظر ، لا يمكن أن يصلوا له مثل هؤلاء أبداً ولا يعرفوا تصرف البخاري .
ثانياً: أن الإمام البخاري رحمة الله عليه ذكر كلام ابن مسعود في سياق الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج ، وهذه مسألة مهمة جداً ، هذه حكاية يحكيها ، لو كان البخاري يتبنى قول ابن مسعود لما قال: باب سورة الناس ، لو كان يشكك في كتاب الله ، لم يكن عنون بكلمة ( باب سورة ) ولم يكن يأتي بكلام أُبي بن كعب ,إذن انا عندي كلام سيق على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج ، وكلام سيق للاحتجاج .طيب، النص أمامك هكذا .
لماذا لم يأت المعترض بكلام أُبي؟ والمعترض لم يأت بكلام أُبي بن كعب ، أتى بكلام ابن مسعود فقط ، حتى يتسنى له أن يطعن في البخاري وهو يظن أن الناس لا يقرؤون .
البخاري يريد أن يحتج بكلام أُبي، وليس بكلام ابن مسعود : وأذكر مثال يبين الفرق بين الكلام عندما يُساق على سبيل الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج.
مثال: صحيح مسلم أيضا قيل لأبي بن كعب: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول: من قام الحول أدرك ليلة القدر قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن – هو ابن مسعود– أراد ألا يتكل الناس ، وإنه ليعلم أنها في رمضان ، وأنها ليلة سبع وعشرين- وآية ذلك كما أخبر النبي ﷺ إن الشمس تخرج يومها لا شعاع لها.
إذن أنا عندي في هذا الحديث قولان :
القول الأول :قول ابن مسعود : كأن رجلاً سأله أريد أن أحرز ليلة القدر ، قال له : إذا قمت السنة كلها أدركت ليلة القدر . وابن مسعود يعلم أن ليلة القدر في رمضان ، ليست في شوال ولا في شعبان ، فأُبي بن كعب لمعرفته لمكانة ابن مسعود وعلمه قال: رحم الله أبا عبد الرحمن أراد ألا يتكل الناس.إذن تأول له لأنه عالم وقال: إنه ليعلم أنها في رمضان ، وآية ذلك الحديث.
فالإمام مسلم عندما يورد هذا الحديث أراد أن يحتج بكلام من ؟ بمذهب ابن مسعود أم بكلام أُبي بن كعب؟ قطعاً أراد أن يحتج بكلام أُبي بن كعب ، إنما ساق كلام ابن مسعود على سبيل الحكاية ، وليس على سبيل الاحتجاج إنما يُحتج بكلام أُبي وليس بكلام ابن مسعود.
أيضاً في صحيح مسلم من حديث عبيد بن عُمير رحمه الله قال:" بلغ عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول أو يفتي النساء أن ينقضن رؤوسهن من الجنابة ._ أي أن المرأة إذا أجنبت وأرادت أن تغتسل، تنقض شعرها توصل الماء إلى أصول شعرها أم يكفي أن تضفر شعرها وتلفه هكذا ومن ثم تضع الماء عليه ، ولا يبتل شعرها بالكامل؟_عبد الله بن عمرو بن العاص ، كان يقول : تنقض شعرها يوجب عليها أن يصل الماء إلى أصول الشعر .إذن هذا عندي مذهب ، فقالت عائشة :" يا عجبا لابن عمر هذا ، أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن"- ويرتحن من هذه القصة لأن المسألة هكذا شاقة ،" لقد رأيتني أغتسل مع النبي ﷺ من إناء واحد فما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاثة إفراغات."
إذن أنا عندي كلام عبد الله بن عمرو بن العاص سيق على سبيل الحكاية ، الإمام مسلم أراد قول عائشة أم قول عبد الله ابن عمرو بن العاص؟ أي إنسان يفهم يقول أنه أراد قول عائشة ، وأورد قول عبد الله بن عمرو بن العاص على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج.
كذلك في الصحيحن وغيرهما يروى هذا الحديث، عبد الرحمن ابن أبزة –"جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمار بن ياسر كان جالساً فقال: يا أمير المؤمنين إني أجنبت ولم أجد ماءاً ، فقال له : لا تصلي حتى تجد الماء,فقال عمار: يا أمير المؤمنين ، ألا تذكر لما كنا في سرية كذا وكذا وأجنبنا ، فأما أنت فلم تصلي وأما أنا فتمعكت في التراب- أي جلس يتمرمغ في التراب- فجئنا إلى النبي ﷺ فقال: كان يكفيكما ضربة للوجه والكفين ، فقال عمر: يا عمار إتق الله ، - أي أن عمر نسي الحكاية كلها – قال : يا أمير المؤمنين إن شئت لم أحدثك – تريدني أن أسكت سوف أسكت – قال: لا بل نوليك ما توليت . أي أنت مسئول عن هذه الرواية"
فأنا عندي الآن حديث فيه قول لعمر وقول لعمار ، البخاري عندما أورد هذا الحديث قال: (باب هل ينفخ فيهما ؟ )- في يديه عندما يتيمم هكذا هل ينفخ في يده ؟ ومن ثم يمر على وجهه أم لا؟ - إذن البخاري أراد أن يحتج بقول عمر أم بقول عمار ؟ أراد أن يحتج بقول عمار ، إنما قول عمر جاء في سياق الحكاية وليس مذهباً للبخاري لأنه احتج به إذن أنا عندي الكلام ، كلام يأتي في سياق الحكاية ليس مراداً للمصنف ، إنما يريد أن يبين لك الحوار لأن هناك حوار جرى ، فيريد أن يبين لك الحوار ، هذا الحوار ليس موجوداً في الرواية الأولى التي تحت سورة الفلق ، التي يرويها قتيبة بن سعيد ، دخل مباشرةً البخاري علي كلام أبي بن كعب ، يقول لك هكذا .
"سألت أُبي بن كعب عن المعوذتين قال ، سألت النبي ﷺ فقال: قيل لي، فقلت"، ولم يأت بقصة ابن مسعود ، إنما أتى بقصة ابن مسعود في الناس .كما قلت لكم إنما أوردها على سبيل الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج .
عندما يأتي هذا المعترض و يقول أن البخاري أورد أن المعوذتين ليستا من كتاب الله فهذا يكذب على البخاري ، طيب أين مسعود رضي الله عنه ، هل فعلاً أنكر المعوذتين ؟ نعم أنكر أن تكون المعوذتين من القرآن .
لماذا أنكر ابن مسعود المُعوذتين ؟في عهد النبي ﷺ ، معروف أن جبريل عليه السلام كان يأتي النبي ﷺ في رمضان يراجعه القرآن ، فلما كان في آخر مرة في آخر رمضان للنبي ﷺ عارضه جبريل بالقرآن مرتين ، هذه يسمونها العرضة الأخيرة التي هي في المصحف الآن ، قبل ذلك كان القرآن ينزل مُنجماً ،( أي تنزل بضع آيات) ، فالنبي ﷺيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة كذا ، وكان الصحابة منهم من يكتب ومنهم من يُكتب له ، وكلهم كانوا يحفظون ، فكان كل أو بعض الصحابة لهم مصاحف مثل ابن مسعود كان له مصحف ، وأبي ابن كعب كان له مصحف ، وأبو الدرداء كان له مصحف عائشة كان لها مصحف ، حفصة كان لها مصحف ، لما كانت تنزل آيات يقول : ضعها في سورة كذا ، فلما كانت العرضة الأخيرة ، وحصل هذا الترتيب التوقيفي للمصحف وللآيات وللسور وهذا الكلام ، حصل نوع من التبديل ، نحن قلنا أن هذه كانت العرضة الأخيرة ، فحصل نوع من التبديل وترتيب آيات في القرآن ، وآيات نُسخت وألفاظ نُسخت.
ينقسم النسخ عند علماء الأصول إلى قسمين: القسمين اللذين أريد أن أنبه عليهما
1- ما نُسخ حُكمه وبقي لفظه 2- وما نُسخ لفظه وبقي حكمه . لأوضح الكلام ؟
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾وبعد ذلك ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾وبعد ذلك ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾
آية سورة البقرة ، لم تحرِّم ، آية النساء لم تحرِّم ، لماذا ؟ لأنها جاءت ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ إذن يجوز لي أن أشرب بعد الصلاة مباشرة بشرط أني أدخل في الصلاة القادمة وأنا مستيقظ ، يعني فيه إباحة لشرب الخمر ، لكن آية المائدة فيها نهي قاطع يقول لك : (هذا نُسخ حُكمه وبقي لفظه )، الآية تُقرأ ، لكن نُسخ الحكم .
العكس ، هناك آيات كانت تُقرأ بقي حُكمها ونُسخ لفظها ، لفظها ارتفع ، وهذا باتفاق علماء الأصول إلا من شذ منهم من أهل البدع ممن يقولون بنسخ التلاوة .مثلما ما سنقول فيما يتعلق بـ ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ صلاة العصر واللفظ الأشهر ( وصلاة العصر) بالواو ، إلا إذا كانت في الواو تفسيرية إذن رجعت لصلاة العصر بدون الواو .
فكان ابن مسعود كما قلت له مصحف يكتب فيه ، وعائشة لها مصحف وكل واحد له مصحف نسخته الخاصة يعني ، فلما تُوفي النبي ﷺ ، وأبو بكر الصديق اقترح عليه عمر بن الخطاب والصحابة أننا نجمع المصحف ، قال: كيف أفعل شيئاً لم يفعله النبي ﷺ؟ قال والله إنه لخيرفمازال أبو بكر بعمر ، وعمر بأبي بكر إلى أن انشرح صدر عمر وكلف زيد بن ثابت أنه يجمع القرآن .وفي عهد عمر بن الخطاب كان المصحف الذي جمعوه كان موجوداً عند حفصة ، فلما استحرَّ القتل بقرَّاء القرآن وخشي حُذيفة بن اليمان على القرآن أن يضيع لأنه في صدور الرجال ، فقال لأبي بكر الصديق ولعمر بن الخطاب : أدركوا هذه المسألة,قالوا له : والله أنت شاب لقن وفطن ونحن لا نتهمك وكنت تكتب للنبي ﷺ ، فاجمع لنا القرآن ، قال: لونقلت جبلاً من مكان إلى مكان كان أخف علي من أن أقوم بهذا الأمر ، بدأ يجمع زيد بن ثابت القرآن.
ابن مسعود رضي الله عنه في زمان عثمان ، عندما أخذ مصحف من عند حفصة رضي الله عنها وكتب المصحف الجامع وأمر بحرق كل المصاحف الأخرى ، وأنفذ إلى الأمصار وإلى الآفاق نسخاً من المصحف الجامع ، وهو العرضة الأخيرة وهو المصحف الذي بين أيدينا الآن ، وأمر بحرق كل المصاحف دون هذا المصحف الجامع ، مصحف الإمام.ابن مسعود عندما وجد زيد بن ثابت كلف بهذا ، وكلف أيضاً أنهم إذا اختلفوا في كلمة فتكتب بلغة قريش ، فابن مسعود لم يرض هذا قال: على قراءة من تأمرونني أن اقرأ ؟ على قراءة زيد ؟ والله لقد أخذت سبعين سورة من رسول الله ﷺوإن لزيد لذؤابتين يلعب مع الصبيان ، أيها الناس غلوا مصاحفكم فإني غال مصحفي ، والله عز وجل يقول : ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ سوف تأتي يوم القيامة بمصحف أي شيء طيب ، وأبى ابن مسعود تماما أنه ينصاع لهذه القصة,فرجع ابن مسعود إلى صحائفه وإلى مصحفه الخاص ، يقول سفيان ابن عيينة كما رواه أحمد في مسنده ،و لم يسمع ابن مسعود رسول الله ﷺيقرأ بالمعوذتين قط في صلاته ، فظن أنهما عوذتان عوذ بهما الحسن والحسين ، لأنه من المستحيل أن ابن مسعود يسمع النبي ﷺفي المحراب يصلي يعني إماماً ، ويقرأ قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس وبعد ذلك يقول : ليستا من القرآن ، هذا مستحيل!
هذا يدل على أن ابن مسعود ما سمع النبي ﷺ قط يقرأ المعوذتين وظن أن هذه عوذة لأنه كان يعوذ الحسن والحسين بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، فظن ابن مسعود رضي الله عنه أن هاتان ليستا من القرآن ، إذن هذا رأي ابن مسعود وهو ثابت عنه أنه كان يُنكر المعوذتين من كتاب الله عز وجل للسبب الذي ذكرته لكم .
فعندما نقول : أن ابن مسعود كان ينكر هذا نسبة صحيحة إليه ، لكن نقول : أجمع المسلمون جميعاً بما فيهم ابن مسعود فيما بعد – فيأتي ويقال لك : طيب ، .
كيف أن البخاري المتأخر الذي صنف كتابه يعلم أن ابن مسعود مخطئ وأن ابن مسعود رجع عن هذا القول ، ويثبت القول الخطأ في صحيحه؟
أنا قلت لكم أن البخاري ما أثبت هذا احتجاجاً ، إنما ذكره على سبيل الحكاية ، وما ذكر على سبيل الحكاية لا يقوم في مقام الاحتجاج ، ولذلك لا ينفع أحد يقول : إن البخاري روى حديثاً يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى إلا إذا كان جاهلاً ، جاهلاً باللغة جاهلاً بالفهم جاهلا بمنهج البخاري في صحيحه .
فدعوى أن البخاري يُشكك في كتاب الله ، هذه دعوى صلعاء لا يوجد من في هذه الدنيا يمكن أن يقبلها إلا أمثال هؤلاء الجهلاء .
المحاور: أنت كل اللي مزعلك إنك تريد يعني تنقح البخاري من هذين الحديثين ؟
فقال له : حديثين إيه؟! ده البخاري فيه مئات الأحاديث المنكرة والشاذة وهذا الكلام
قال له : طيب زي إيه مثلا؟
ومن الطعون أيضاً على كتاب الله عز وجل: أن البخاري أورد في صحيحه أن ابن مسعود كان ينكر لفظة ( خلق ) من قوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾:
رد الشيخ علي هذا الطعن في كتاب الله _عز وجل_: الرواية كما رواها البخاري في كتاب التفسير هكذا : "حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان- أي الثوري- عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام –فسمع بنا أبو الدر داء فأتانا ، فقال: أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم ، قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي ، أي إلى علقمة ، فقال: اقرأ فقرأت : ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * و الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾:والذكر والأنثى فقال له : أأنت سمعتها من في صاحبك – يعني أأنت سمعت هذا من عبد الله بن مسعود-؟ قلت : نعم ، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء يأبون علينا "الإسناد كالشمس .
فهناك فرق ما بين صحة الكلام إلى القائل ، ثم صحة كلام القائل:فمن جهة صحة الكلام إلى القائل: يقيناً أن أبا الدرداء كان يقرأ هكذا ، وأن ابن مسعود يقول ( والذكر والأنثى ) ليس كما قال المعترض: ( وما الذكر والأنثى )! ويزيل لفظة خلق، لكن ( والذكر والأنثى ) لأن هذه تدخل في القسم ، أي معطوفة
الرواية التي بعد ذلك قال البخاري : "حدثنا عمر حدثني أبي حدثنا الأعمش- طبعا عمر هو الحف بن غياث وأبوه حفص بن غياث – عن إبراهيم قال: "قدم أصحاب عبد الله فطلبهم فوجدهم ، فقال: أيكم يقرأ علي قراءة عبد الله ؟ قلنا : كلنا ، قال: فأيكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة ، قال: كيف سمعته والليل إذا يغشى ؟ قال علقمة : والذكر والأنثى ، قال: أشهد أني سمعت النبي ﷺيقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني على أن اقرأ ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾: والله لا أتابعهم ".
هذا كما قال كل العلماء ، محمول على ما كان قبل العرضة الأخيرة ، ولذلك القراءة هذه معدودة في الشواذ ، والعلماء يذكرونها تنبيهاً عليها .
ومن الطعون التي ذكرها المعترض علي كتاب الله:مثلما قال أيضا هذا المعترض أن من تشكيك البخاري في كتاب الله أن البخاري كان ذكر عن ابن عباس ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ قال البخاري روى أن القراءة ( وعلى الذين لا يطوِقونه ) طبعا هو لا يقرأ صح ، هي ليست بكسر الواو ، هي بفتح الواو ( وعلى الذين يطوَقونه ) وليس يطوقونه مثلما قال بكسر الواو ، يطوقونه : أي يكلفونه ، البخاري قال كلمة تدين هذا الرجل لأنه متسرع يريد أن يسب البخاري ، يريد أن يظهر كصاحبه القديم الذي بال في ماء زمزم في زمان الحجيج أمام الناس جميعاً ، فقيل له : لم فعلت ذلك؟ قال: أردت أن أذكر ولو باللعنات ! فسامح الله القائل الذي قال: إذا كنت خامناً فتعلق بعظيم ,فجاءوا على البخاري، ماذا قال البخاري في رواية ابن عباس؟ قال قراءة العامة ( يطيقونه ) وهو الأكثر ، وبعد ذلك جاء برواية ابن عباس ( يطوَقونه ) لما البخاري يقول قراءة العامة ، ( يطيقونه ) هذا إشارة إلى ماذا ؟ إشارة إلى أن كل القرأة الذين تواترت قراءتهم يقرؤونه ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ إذن هذا ترجيح البخاري في الرواية وأتى بقراءة ابن عباس ، للتفسير ، لأن علماء المسلمين قالوا: تستخدم القراءة الشاذة في التفسير ، ولا تكون قرآنا ، لأن القراءة.
لا تكون القراءة قرآناً حتى يتوفر لها ثلاثة أشياء :
الشيء الأول : تواتر القراءة .
الشيء الثاني: أن توافق رسم المصحف.
الشيء الثالث: أن توافق وجهاً في العربية .
إذن هذه ثلاث شروط لأي قراءة لأقول عليها أنها قرآن ، أي واحدة من هذه الثلاثة تختل ، اسمها قراءة شاذة ، لكن.
القراءة الشاذة العلماء لا يطرحونها ، إنما يستعملونها في التفسير ولا تكون قرآناً، فالبخاري أورد كلام ابن عباس للتفسير ، وهؤلاء العلماء جميعهم نصوا عليه ، ما أوردها على أنها قرآن ، بدليل قول البخاري قبله : قراءة العامة ( يطيقونه ) إذن البخاري يقول: الذي يثبت أنه قرآن ، كلمة (يُطِيقُونَهُ) ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ وليس ( يطوَقونه ) بفتح الوار ، البخاري أوردها مورد التفسير كما قلت لكم القراءات الشاذة يستخدمها العلماء كثيراً.
مثال للقراءات الشاذة التي يستخدمها العلماء كثيراً: مثل كفارة اليمين في قراءة ابن مسعود ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ متتابعات﴾ هذه في قراءة ابن مسعود ، الحنفية احتجوا بهذه القراءة على استحباب أنك تصوم الأيام الثلاثة التي عليك من كفارة القسم متتابعات ، وهم يعلمون أنها قراءة شاذة ولكن استخدموها في الفقه ، ويستخدمونها في التفسير ، إذن عندما البخاري يورد مثل هذا ، لا يقال أن البخاري أورد قرآنا آخر يشكك في كتاب الله .
فنعود ( للذكر والأنثى ) كانت الآية هكذا قبل العرضة الأخيرة ، وكل القراءات الشاذة التي ثبتت أسانيدها إلى الصحابة ، وفقدت شرطاً من الشروط الثلاثة السابقة كانت قبل العرضة الأخيرة ، وأنت تستطيع ببساطة شديدة أن تطالع كتاب المصاحف لابن أبي داود ، وهو يؤرخ لتاريخ المصحف ، وكثير من هذه الروايات المنسوبة لابن مسعود لا تصح من جهة الإسناد ، أغلبها أسانيدها منقطعة ، يعني لا أستطيع أن أقول أن هذا كان في مصحف ابن مسعود ، لكن قليل منها صح أنه كان في مصحف ابن مسعود ، ولا يُتصور أبدا أن يفتري ابن مسعود على الله عز وجل ويضع في مصحفه كلاما لم ينزله ربنا سبحانه وتعالى على النبي ﷺ، ولكن كما قلت لكم أن العرضة الأخيرة نسخت كل ما كان قبل ذلك ، والبخاري أيضا فيه – وهذ صح من طرق- أن عمر بن الخطاب كان يقول: كنا نقرأ فيما نقرأ (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالا من الله والله عزيز حكيم ).
فهذه كانت آية تقرأ في كتاب الله ، وهذا مثل يضربه الأصوليون على نسخ التلاوة مع بقاء الحكم ،الرجم ثابتا وكان قرآنا يتلى ، هاهو نص الآية :( إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالا من الله والله عزيز حكيم ) هذا اللفظ رفع كله وبقي حكمه ، وأي واحد يستطيع أن يذهب إلى كتب الأصول في باب النسخ لكي يعرف أن هذا نوع من أنواع النسخ أن يرفع لفظ الآية ويبقى الحكم الشرعي.
قراءة أبي الدرداء وهو يقول: أنا سمعتها من النبي ﷺ، وقد ورد هذا بأصح الأسانيد إلى أبي الدرداء لا نستطيع أن نقول هذا كذب.
الخلاصة : نقول : ( صح أن أبا الدرداء كان يقول : والذكر والأنثى ، لكن هذا محمول على أنه كان قبل العرضة الأخيرة )، وهكذا ينتهي الإشكال ولا نقوم بعمل نوع من المعركة المفتعلة ما بين الروايات الصحيحة ونقول أنها تشكك في كتاب الله عز وجل.
بل وصل سوء الفهم بهذا المعترض أنه في آخر الحلقة أنه يقول؟ أنتم تريدون أن تجننوا الناس ، في صحيح البخاري فيه بقرة تكلمت أيام النبي ﷺوشهدها أبو بكر وعمر وتيدونني أصدق هذا الكلام؟ أنتم تريدون تجننوا الناس؟
رد الشيخ حفظه الله:طيب ، أنا سأقول لك الرواية التي في البخاري – لكي تعرف أن هذا الرجل قدره من الفهم قد إيه وتضعه في ميزانه الصحيح .هذا الحديث رواه البخاري ومسلم :البخاري رواه في كتاب الأنبياء ، (باب ذكر بني إسرائيل) ، وأورد أحاديث كثيرة ، منها هذا الحديث:يقول :" حدثنا علي بن عبد الله ، قال: حدثنا سفيان – أي ابن عيينة ومسلم روى هذا الحديث عن شيخه محمد بن العباس قال محمد بن عباس حدثنا سفيان أيضا ابن عيينة – قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" صلى رسول الله ﷺ صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: بين رجل يسوق بقرة– أي بينما- إذ ركبها فضربها ، فقالت : إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث ، فقال الناس: سبحان الله ، بقرة تكلمفقال : إني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ، وما هما ثم "–يعني لم يكن أبو بكر وعمر جالسين في المجلس الذي كان النبيﷺ حدث فيه بهذا الحديث – قال النبي ﷺ:" وبينما رجل في غنمه إذا عدى الذئب ,فذهب منها بشاة ، فطلبه الراعي حتى كأنه إستنقظها منه– أي أن الراعي أخذ الشاة من الديب _فقال له الذئب ، وفي رواية أخرى فأقعي الذئب على ذنبه : وخاطب الراعي فقال لها: استنقذتها مني؟ فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري . فقال الناس: سبحان الله ، ذئب يتكلم ؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر"
إذن أي واحد بيفهم ممكن يفهم من هذا الحديث أن البقرة تكلمت زمن النبي ﷺ ، والذي حكاية عن بني إسرائيل بدلالة تبويب البخاري، لأنه قال باب ذكر بني إسرائيل.وفي الحديث الذي رواه البزار وغيره : "حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم العجائب".حدث في أمة بني إسرائيل كل شيء يمكن أن تتخيله ، ويكفي قصة البقرة التي سميت السورة باسمها ، وإن لما ضربوا المقتول ببعض البقرة قام فتكلم فقال: قتلني فلان ، فبنو إسرائيل كان فيهم العجائب وكانت البقرة بتتكلم والذئب بيتكلم وهذا الكلام ، فإذن لما يأتي ويقول أنتم ستجننون الناس وتريدون تقنعوني أن بقرة تكلمت أيام النبي وأبو بكر وعمر رأوا البقرة بتتكلم ، إذن لما يكون إنسان هذا فهمه لحديث واضح بين ، كهذا الحديث الذي قرأته عليكم ، هذا يدخل في البخاري ماذا يفعل؟!! لا يستطيع أن يقرأ يقول : يطوقونه ,هي يطوقونه ، فكيف لمثل هذا أن يفهم هذا الحديث طبعاً له طرق في البخاري ومسلم أيضا رواه أبو سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، رواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أيضا وأسانيده في الذروة .
وبعض العلماء حمل هذا الحديث على أيام الفتن ، ومشارف الساعة : بدليل قصة الذئب ، لأن الذئب عندما أخذت الشاة والراعي طلب هذا الذئب وأخذ منه الشاة وإستنقظها ، أقعي الذئب على ذبنه وقال للراعي : "إستنقظتها مني ؟ - أي أخذتها الآن مني – من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري" ، يوم السبع هذا العلماء قالوا هذا أيام الفتن التي تموج كموج البحر التي النبي ﷺ ذكر فيها، أن خير ما للمسلم في ذلك الزمان غنمات ، يتتبع بها مواضع القطر ورؤوس الجبال يفر بدينه من الفتن ، الناس فراراً من الكفر يتركوا الشياه ويتركوا البقر والجاموس وهذا الكلام ، ويهربون ، من الذي سيجلس وسط الغنم والجاموس والبقر وهذا الكلام ، والراعي غير موجود الذئب حينئذ يرعى في الغنم ويأكل في الغنم براحته ، ويأكل في البقر براحته لماذا ؟ لأن أهل البقر وأهل الغنم فروا بدينهم إلى رؤوس الجبال وهذا يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ، أي أنه فر أهلها وتركوها والديب أصبح هو الراعي ، إذ أنه انفرد بالغنم والشاة وهذا الكلام .إذن هذا الكلام عندما يقول لي أنه حدث زمان النبي إذن نحن نقول له اذهب وتعلم ، لأنه في بعض الجرائد قال إن بعض علماء الأزهر ردوا علي برد لا يقنع ولد في kg1 هو يقول ذلك بالتعبير بتاعه ، أن كلام علماء الأزهر هؤلاء لا يقنع ولد في KG1( أولى حضانة ) وأنا أيضاً أقول له : الذي تقوله أنت لا يقنع ولد جنين في بطن أمه ، ليس( أولى حضانة ) طلع وتحرك وهذا الكلام ، لا ، الجنين في بطن أمه لا يقتنع بمثل هذا الكلام .
نصيحة الشيخ حفظه الله لهذا المعترض :فأنا أقول له نصيحة مني يعني ولا أريده أن يزعل ، أقول له أذهب اتعلم على يد المشايخ ، لأن المحاور عندما قال له وسأله عن خلفيته الدينية ، وقال له ( ماي أولد ) وهذا الكلام ، قال له : معلش، فيه بعض الجزئيات تريد تبحر ، قال: أنا عارف إن أهل الأزهر أهل علم وأهل فضل وهم أعلم مني بكثير ، ولذلك لم أطلب أنا أنقح البخاري ، أنا قلت لهم نقحوا أنتم البخاري!! طيب هذا الاعتراض الذي قاله ماذا يسمى عندما يقول أنا لن أنقح في البخاري ، إذن ماذا يفعل هو إذا ؟! عندما أقول فيه مئات الأحاديث المكذبوه والشاذة هذا يسمى بالتنقيح أو بالتلقيح لا أفهم ؟!! ناقض هذا القول مما يدل على أنه إنما قال هذا ذرا للرماد في العيون ، عندما قال أن مشايخ الأزهر أناس فضلاء وأناس علماء وأعلم مني بكثير ، ناقض هذا الكلام بعد أقل من ثلث ساعة ، لما سأله المحاور قال له : طيب طالما أنت هكذا رجل مطلع هل أخذت هذه الاعتراضات وذهبت بها إلى علماء الأزهر ، وقلت لهم يا جماعة أنا رجل مطلع في الدين وقابلتني مشاكل ، فممكن تحلوها لي ، هل أنت فعلت ذلك ؟ قبل ما ترفع قضية على الأزهر بتنقيح صحيح البخاري؟
قال: أنا لأني عارف إنهم هكذا قمت رافع عليهم قضية . ما معنى قوله ( هم هكذا؟! ) يعني لن يوافقوني على رأيي ، فهو يعرف أنه لو ذهب إلى علماء الأزهر سيضعوه في السلة على طول ، فلأنه عارف أنه لا يوجد أمل منهم ، وأن أحداً منهم لن يوافقه ، لأنه محامي ، وحياته كلها قضايا ، يرفع قضية على هذا ويدافع عن هذا وهذا الكلام ، أسهل شيء عنده رفع قضية على الأزهر ! أين وأنت لسه بتقول أنهم أعلم مني بكثير وأهل علم وفضل ، وفين لسه دلوقتي تقول: أنا عارف أنهم لن يوافقوني فرفعت عليهم قضية !!
هل كان صادقا فعلا عندما قال أن مشايخ الأزهر أهل علم وفضل؟! أنا أترك الجواب لأي مستمع بدلالة كلامه الثاني .
شبهات أخرى للمعترض: ، مثال: البخاري قال : من ضمن التشكيك في كتاب الله من وجهة نظره ، يقول لك : ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىصلاة العصر ﴿صلاة العصر ويكتبها .
رد الشيخ علي هذه الشبهة:أولا هذا الحديث ليس من البخاري وإنما من مفاريد مسلم ورواه أبو يونس مولى عائشة ، أن عائشة قالت له :" أكتب لي مصحفاً ، فإذا وصلت إلى هذه الآية ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ فآذني – أول ما توصل لهذه الآية قل لي_ ، فلما وصل إلى هذه الآية قال لها أنا وصلت ، قالت له : اكتب ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى_و صلاة العصر_وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ هو اعتبر أن هذا تحريف في كتاب الله ، هذا اسمه مصحف عائشة مثل مصحفك الخاص عندما تكون رجل تتعلم قراءات ، تجد نفسك تكتب فوق السطر ، ما بين السطور المصحف تكتب إما تفسير آية ، وأحيانا تكتب بالقلم الرصاص على كلمة تفسرها وهذا الكلام فهذا كان مصحفا لعائشة ، فصلاة العصر هذه ، تفسير لمصحف عائشة خاص بها هذا الكلام .
متى يرد كلام هذا المعترض؟ ، يوم أن كانت عائشة قامت بفعل هذا في المصحف الإمام ، ويكون عثمان بن عفان رضي الله عنه والصحابة رضوا أن كلمة صلاة العصر تدخل في المصحف الإمام ، ، ولو فعلوا مثل ذلك ، قطعاً هي من القرآن ، ولكن المصحف الإمام خالي من كلمة وصلاة العصر.
إذن هذا مصحف عائشة وكل واحد يكتب ما يريد على المصحف الخاص به ، ممكن أن يكتب على الحاشية الخاصة به التفسير ، أو قراءة من القراءات ولا يُقال أنني زدت في كتاب الله ما ليس منه ، ولا يوجد أحد يقول هذا الكلام ، فهذا كان مصحفاً لعائشة خلاص ، فما هو المنكر في القصة ؟!
نداء من الشيخ حفظه الله:ولذلك انا أقول : يا إخواننا هذا الرجل ينبغي أن يُحجر عليه بصراحة ، وأمثال هؤلاء ، رجل لا متخصص في العلوم ولا درس ، هذا حتى في اللغة العربية يُخطيء في كلمة خلقت للحرث الخاص الخاص بالبقرة هذه ، وهو يتكلم يقول : فالتفتت البقرة وقالت ما خلقتَ لهذا ، وشهد على هذا أبا بكر وعمر ! حتى في اللغة العربية شيء سوء ،يعني أما القراءة الصحيحة لمن تعلم عربي ، ما خُلقتُ لهذا ( بضم التاء) وشهد على هذا أبو بكر وعمر وليس أبا بكر وعمر! فأنا أنصحه لوجه الله لأنه يوم القيامة سيقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ويُسأل عن هذا الخطل الذي يقوله وهذه الاعتراضات التي يقولها .
فأنا نصيحة وأرجو أنه لا يزعل مني ويتصور أننا أسبه أو ما إلى ذلك ، أنا رجل متعلق بكلامي فقط، وإن كان في حرارة أنفاس ، طبعاً، لأن التعدي على مصادرنا الأصلية من قبل أمثال هؤلاء شيء يغيظ حقاً ، لا سيما وأن الشيخ الذي رد عليه زاد الطين يِلة وأنا سأكمل اعتراضات هذا المعترض في حلقة أخرى ، لأنه له اعتراضات كثيرة لا أستطيع أن أستوفيها
تعليق الشيخ حفظه الله علي كلام الشيخ الذي استضافوه على الهاتف أيضاً :يؤسفني أن أقول أن رد الشيخ كان أسوأ من اعتراض المعترض ، ماذا قال الشيخ ؟قال: أنا أريد أن أقول وأعطوني فرصة ،( أن البخاري عمل ما يشبه خميرة لمعمل ، ولم يدر في خلده أن كتابه سيُطبع ويكون بين يدي كل الناس!!)هذا الكلام كلام ما قال به أحد قط ولا ينبغي أن يقوله أحد ، لأن من يوم ما البخاري ألف كتابه ، إلى ظهور المطابع النُسخ التي نُسخت من صحيح البخاري أضعاف أضعاف ما طبع حتى الآن، ويكفي في قول محمد بن يوسف الفرابري ، راوي صحيح البخاري يقول: (سمع صحيح البخاري تسعون ألفا ما بقي منهم واحد غيري)فهو آخر من روى صحيح البخاري وتعددت الروايات إلى الفرابري.
فالبخاري لما صنف كتابه كعادة أي عالم بذل كتابه للناس وكان الناس كلهم بينسخوا كتاب صحيح البخاري ويذهب إلى الآفاق في كل مكان ، فما معنى أن البخاري لم يخطر بباله أن الكتاب سيكون بين يدي الناس؟!! إذن البخاري عمله لمن ؟!!
لكن الغلط غلط من دخل خطئاً في كتاب لا يدري مصطلح مؤلفه ، يقول المعترض الكتاب هذا موجود في كل مكان ، لما الشيخ قال له هذا ليس من ثقافة العامة ولكن صنفه البخاري للفقهاء وهذا كلام خطأ 100% صنفه للفقهاء ، فقام المعترض قال له : خلاص يكتبوا عليه لا يقرأ إلا بإشراف الطبيب ! فقام المحاور قال له : تقصد بإشراف الفقيه ، قال له : نعم ,طالما أن البخاري صنف كتابه للفقهاء إذن يكتب عليه لا يقرأ إلا بإشراف الفقيه ،.طيب سؤالي للمعترض : هل أنت فقيه؟ الجواب: لا وألف لا
ما الذي أدخله في هذا الكتاب؟ أولاً :لما أنت لست فقيهاً ولا تقدر تقول فقيه وإلا ممكن ( نكعبله) في أدني حكم فقهي يعرفه الصبيان المتعلمين من المتفقهة، هو ليس بفقيه قطعاً، إذا كان البخاري يكتب عليه بإشراف الفقيه ما الذي أدخلك فيه ؟
ثانيا: ليس كتب الشريعة فقط المبذولة ، كتب الفنون كلها مبذولة يستطيع أي إنسان أن يشتري أي كتاب كفن ,ويدخل المكتبات ، وكتب القانون التي هو درسها على أساس أنه محامي ، وكتب الطب والصيدلة والزراعة والصناعة وتربية الأرانب والسمك والدجاج كل هذا مبذول ، أنا سأفترض افتراضاً واحد أحب يقوم بجريمة قال قبل ما أقوم بها : أذهب لأرى التكييف القانوني لها ، وأرى هل أنا سأقع تحت طائلة القانون أم لا ، فجاء بكتاب القانون وجلس يقرأ فوجد مادة معينة من هذه المواد قال لها : هذه هي التي أريد ، وذهب وعمل جريمته ، وقبض عليه ، وجاء أمام القاضي الذي سأفترض أنه هذا المحامي المعترض، هو القاضي على منصة القضاء ، وبعد ذلك حصل محاورة بينه وبين المجرم أو الفاعل ، وقال له : أنت مخطئ لأنك فعلت كذا ، قال له : أنا لست مخطئ ، بدليل أن المادة الفلانية في الكتاب الفلاني بتقول كذا وكذا وكذا ، فسيقول له بداهة يعني هل أنت قانوني ؟ هل تعرف مصطلحات أهل القانون لكي تقرأ؟ هل كتب القانون كلأ مباح لأي أحد يقرأها ؟
فيقول له الفاعل : والله هذه غلطتكم لأنك لم تكتب على الكتاب ، لا يُقرأ إلا بإشراف القانون! ما رده على هذا الفاعل ؟! هل سيكون رده لا يكتب بإشراف الفقيه كما يقول هو في صحيح البخاري؟! لا أحد يقول بهذا إطلاقا ، ولا أحد يقول أبدا أني كل كتاب أريد أن أكتبه في أي فن من الفنون لابد أن أكتب عليه – لا يقرأ إلا بإشراف القانوني أو الفقيه أو المحدث أو هذا الكلام ، فالكتب مبذولة لكل الناس ، يشتري منها ما يشاء ، لكن من أخذ كتاباً ولم يعرف شرط مؤلفه يؤاخذ ، ولكن كوني أن أمنع الكتاب أو أكتب لا يُقرأ إلا بشرط كذا وكذا ، هذا الكلام كله كلام من الخطأ بمكان لا يوجد أحد يقبله ولا حتى هذا الإنسان نفسه في المثل الذي ضربته ، فالشيخ عندما يأتي ويقول أن البخاري لم يدر بخَلَده أن الكتاب سيطبع كلام خطأ.
ثانيا : يقول الشيخ : إنما جمع البخاري روايات فالمحاور قال له: جمع ولم ينقح ، ولم يدقق ؟ قال له : نعم !! هذا الكلام صحيح؟ هذا الكلام لم يقل به عالم قط ، ولا ينبغي أن يقوله عالم ، لأنه ضد كلام البخاري نفسه وضد كلام كل العلماء.
لماذا لم يضع البخاري كل الصِحاح في كتابة؟:البخاري كما صح عنه يقول: (ما وضعت في كتابي إلا صحيحاً ، وتركت من الصحاح لحال الطول –)يقول : أن الذي تركته أنا من الأحاديث الصحيحة كثيرة جداً ، وكتاب البخاري اسمه الجامع الصحيح المختصر .فلم يضع البخاري كل حديث يعتقد أنه صحيح ، لأن هذا الأمر سيطول جدا إذا أراد أن يجمع كل الأحاديث الصحيحه فما وضع البخاري في كتابه إلا صحيحاً يقيناً ، عنده وعند كل من جاء بعده من أهل العلم وأقروه على ذلك ، فلما يأتي ويقول : أن البخاري جمع روايات ولم يدقق ولم يصحح ، هذا لم يقله أحد قط من أهل العلم، ولذلك بكل أسف، هذا الشيخ هزم الحق في هذا الموضع وخذل أهل الحق في هذا الموضع، لماذا ؟ لأنه لا يعرف شيئاً عن صحيح البخاري.
المعترض :فعندما قال المعترض أنتم تريدون أن تجننوا الناس , فقام الشيخ قال له : والله نحن نشكر له غيرته وإن كانت في غير مجالها.
تعقيب الشيخ حفظه الله :أنا أريد أن أفهم ،هل هذه الدبلوماسية في الرد ، هل تنصر حقاً؟ هل هذه غيرة أم جرأة ؟ نريد أن نسمي الأشياء بمسمياتها ، هذه غيرة أم جرأة ؟ أنا أقول إنها جرئة وليست بغيرة .
إلا فأنا مضطر أن أشكر الدُّب الذي قتل صاحبه: فقد زعموا أن رجلاً اصطحب دباً وكان الدب يحب صاحبه غاية الحب ، فنام صاحبه تحت شجرة ، والدب يحرسه ، فنظر الدب إلى صاحبه فإذا ذبابة تقف على رأسه فاغتاظ من الذبابة ، وأراد أن يعاقبها كيف تقع على رأس صاحبه الحبيب ، فعمد إلى حجر وضرب ورماه على الذبابة ليقتلها غيرةً منه على صاحبه ! فطارت الذبابة وطارت روح صاحبه أيضاً !فنحن نشكر هذا الدب على غيرته وإن كانت في غير مجالها!
وكذلك أتوجه بالشكر الجزيل لبراقش، :إنها كلبة وفية ، فقد زعموا أن قوما كان لهم أعداء، وهؤلاء الأعداء أرادوا أن يهاجموا هؤلاء ، أصحاب الكلبة ، فلما علم أصحاب هذه الكلبة أن الأعداء سوف يهاجمونهم بالليل فروا وإختبأوا منهم ، لكن الكلبة الغيور جعلت تنبح حتى تهدد هؤلاء ، فتبع الناس هؤلاء نُباح الكلب ، ووصلوا إلى القوم وقتلوهم عن بكرة أبيهم ! فأنا أشكر وأحيي براقش ! التي نبحت غيرةً لتدافع عن أهلها وجنت عليهم لأنها غيرة في غير محلها.
وأنني لو فتحت باب الشكر أعتقد أنني أحتاج إلى حلقة كاملة لأشكر من على هذه الشاكلة غيرة في غير مجالها ، هذه ليست غيرة ، وإن جاز لي أن أُسميها غيرة، فهي غيرة مذمومة وهي من جنس ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن من الغيرة ، غيرةً يكرهها الله وهي أن يتخون الرجل إمرأته في غير ريبة ) من غيرته على امرأته يقوم بعمل ميكروفونات تصنت , ويضع كاميرات في البيت بحيث يأتي ويسمعها من كلمت ، ويغلق النافذة بالقفل ، ويغلق الباب عليها بالقفل ، فهذا الرجل أيضا نشكر له غيرته وإن كانت في غير مجالها.
فعندما يقول الشيخ , بعد هذه الطوام وهذه الجرأة التي تجرأ بها المعترض على كتاب البخاري يقول والله نشكر له غيرته !! أيه غيرة هذه ؟!! فهذه جرأة ينبغي أن يذم عليها لا أن يشكر عليها .
كلام المعترض هذا فيه كلام أكثر من هذا بكثير لأني عندي حوالي أربع شبهات أثارها على صحيح البخاري ، إن شاء الله إن جمعنا الله تبارك وتعالى بكم في مرات أخرى أجلَّي أيضا هذه الشبهة ، وسأذكر بعض تصرف البخاري في صحيحه ، بعض الأشياء الغامضة التي في البخاري التي رفعت هذا الكتاب إلى مناط النجوم ، وسأذكر أيضا اعتراضات بعض أهل العلم كنماذج لأن هؤلاء الجماعة فاكرين أن اعتراض أهل العلم كاعتراضهم ، لا، أهل أعلم، كانوا علماء وكل الكلام الوارد على البخاري إنما ورد في أسانيد البخاري يعني هذا المعترض في الجريدة التي قرأتها , أطالب الأزهر بالقبض على ثمانين راوياً من رواة البخاري وتقديمهم للمحاكمة !!طيب كيف سنقبض عليهم وأقص فكاهة في بعض البلدان : كانوا يقبضون على الجماعة الملتزمين وهذا الكلام ، فدخلوا على واحد طالب حديث فأخذوا من جملة الكتب التي أخذوها من مكتبته كتاب تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر في ذكر رواة أصحاب الكتب الستة ، فلما أخذوا الكتاب من عنده ، الكتاب كله أسماء مرتبة على حروف الهجاء ، باب اسمه أحمد ، وباب اسمه إبراهيم وما إلى ذلك ، أمسكوا به وعلقوه وقالوا له نريد هؤلاء الجماعة ، طيب أنا من أين أأتي بهم ؟؟ فقالوا له : هل ستكذب أم ستلعب بنا وهذا لكلام ؟!! هؤلاء هم تنظيمك، أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن ألمديني ، بل ابن مسعود وأبو هريرة ، ماهو الكتاب فيه كل رواة الكتب الستة ، قال له : نحن نريدهم ، إما أن تأتي بهم ، أو نعذبك !!
وفعلا : عذبوه أشد العذاب لأنه مطلوب جماعة التهذيب التهذيب، فهو يريد أن يقدم ثمانين راوي من رواة البخاري للمحاكمة اليوم ، لأنه قال أن هؤلاء لا يوجد فيهم عدل ضابط ، ولأن الكلام دسم عليه فلا يستطيع أن يبتلعه ، فذهب إلى هدي الساري للحافظ بن حجر وقال: _( ذكر الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري) ، والحافظ بن حجر ذكر أسماء من تكلم فيهم في صحيح البخاري وذب عنهم ، ودافع عنهم ، وبين كيف روى البخاري لهم ، فتجاوز هو كل هذا لأنه قطعاً لن يفهمه ولن يفهم ما يقصد الحافظ بن حجر ولا هذا الكلام ، ولو أتينا له بهدي الساري وقلنا أجلس واقرأ لن يقرأ صح ! كتاب هدي الساري هذا مجلد واحد وهو مقدمة فتح الباري ، الحافظ بن حجر تغيب في هذا الكتاب خمس سنوات في هذا الكتاب لخص فيه مقاصد البخاري كلها وظل في شرحه للبخاري خمس وعشرون سنة ، حتى لا يقرأ حتى كلام ابن حجر العسقلاني؟!! لا يقرأ كلام البدر العيني ولا كلام ابن بطال ولا الكرماني ولا الأنصاري ولا ابن الملقن ؟!! البخاري له قُرابة ثلاثمائة شرح في صحيح البخاري ما بين شرح المطول وبين الحاشية وما بين فك جزئية من مشاكل البخاري إما في التراجم وإما في الرواة وإما في الإعراب وإما في اللغة ثلاثمائة شرح ، الذي طبع إلى اليوم من كل الحواشي المختصة بالبخاري تقريبا لا يكمل خمسة وعشرون أو ثلاثين كتابا من ثلاثمائة فيمر كل هاؤلاء العلماء على البخاري ويثنوا عليه الثناء العاطر ولا يتفوه واحد من هذه الأمة جيمعها من لدن البخاري إلى اليوم بهذا لكلام ، ثم يأتي هؤلاء الأرباع والأخماس والأنصاف لكي يتحدثوا في البخاري؟؟! ويقول : هناك مئات الأحاديث فالمحاور سأله، حديثين ؟ قال له : حديثين إيه ؟ هناك مئات الأحاديث في البخاري مطلوب تنقيتها وإخراجها ويأتي هذا الشيخ بكل أسف ويقول إن الأزهر قام بهذا الدور ، وعمل كتاب صفوة صحيح البخاري نقى منه الكلام الجميل ، والباقي قال نتركه للفقهاء يتصرفوا فيه !!يعني إيه يتصرفوا فيه ، ؟؟ هل يغربلوه ثانيا؟؟ ينقوه مرة أخرى ؟!!إذن كلام الشيخ التقى مع المعترض أم لا؟!! التقي مع المعترض ، بأن البخاري لم ينقح ولم يدقق ولم يصحح بكل أسف كما قلت ، هُزم الحق في هذه الجولة على لسان هذا الشيخ بكل أسف لأنه غير متخصص .
فأنا نصيحتي وإن كان هو أكبر مني في السن ، وأنا أقولها مخلصاً : لا تتكلم لا أنت ولا غيرك في صحيح البخاري ودع هذا للعلماء الذين درسوا صحيح البخاري من علماء الأزهر أيضاً وعندنا فيه أساتذة الحديث الحمد لله وفرة ، يستطيع الواحد منهم يخرج ويتكلم عن البخاري أجود من هؤلاء .
فأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على أمثال هؤلاء، اليوم الجريدة التي أقول لكم عليها وكاتب هذا الكلام في العدد القادم ، ممكن يطلع يقول لي: أن هذا الكلام نحن لا نعتقده ، نحن نقول : الحاقدون الكارهون ، ماذا يقولوا على النبي ، وإنما أوردنا هذا الكلام لنرد عليهم !! ويظن أن هذا عذر مقبول ، أبداً، ما سبك إلا من بلغك ، وهذا الكلام ليس من عندي ، هذا الكلام كلام النبي ﷺ في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال: ( لا يسب الرجل أباه وأمه – فتعجب الصحابة – قالوا: يا رسول الله أيسب الرجل أباه وأمه؟! قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه وأمه )لما تقول لواحد ياابن كذا ، فيقول لك : أنت ابن ستين كذا، إذن من الذي شتم أبي؟ أنا أم هذا الشاتم ؟ أنا الذي شتمته عندما عرضت عرض أبي لمثله ، وعندنا في الآية ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ لأن في الآخر أنت عندما تسب آلهتهم وهي الحجارة التي ليست لها قيمة ، لكن هذا سيسب رب العالمين ، إذن تمنع من سب الآلهة لكي لا يسبوا رب العالمين .إذن لو أنت سببت هؤلاء بعد هذه الآية وهؤلاء سبوا رب العامين ، إذن من الذي سب رب العالمين ؟ هذا الشاتم فاليوم عندما يأتي ويقول لك – وأنا أعتقد يعني أن يقولوا هذا الكلام – نحن نعرف أن كل هذا الكلام كلام فارغ وكله كلام كفر ، ولكن نحن ننشره لكي نبين ماذا يقول الناس ولكي نرد على هذا !!
ليس كل كلام يمكن أن ينشر وأن يقال ، محاكمة النبي محمد !!!! الكلام هذا يمكن أن تخُطه يد مسلم ؟!!!والليالي الحمراء لمحمد مع النساء؟!!!!وتريد أن تنشر هذا العنوان وتقول : أنا سأرد عليه لأنه فرية بلا مرية ؟!!أنتم الذين سببتم النبي ﷺ عندما سمحتم بنشر هذا الكلام,فأنا أقول لهم : اتقوا الله سبحانه وتعالى ، إن ميزان عدل الله سبحانه وتعالى تظهر فيه الذرة ومثقال الذرة ، وما وقع أحد في عرض النبي ﷺ إلا خُذل ، واحد مثل هذا لا يحل له أن يخرج مثل هذا النتن والعفن على صفحات الجرائد ومن ثم تقول لكي أرد عليه !!هذا عذر أقبح من ذنب كما يقال أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
تمت بحمد الله نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن )











بسم الله الرحمن الرحيم
على نفسها جنت براقش الجزء الثاني
للشيخ أبي إسحاق الحويني
حفظه الله

إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُهوَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْرأَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِللَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّهوَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّابَعــــــد

فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّهتَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِهوَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلبِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار الْلَّهُم صَلّ عَلَىمُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَلإِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍوَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْمفِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.

عَلَي نَفْسِهَا جَنَتبَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق الْحُوَيْنِي:
فهذه هي الحلقة الثانية للردعلى رجل مغمورٍ يقبعُ تحت خط الفقر العلمي في معرفة سنة النبي ﷺ ومعرفة كتبهاالأصلية وعلى رأسها صحيح الإمام البخاري_رحمه اللهتعالى_وكنتُ عنونت في المرة الماضية لهذا الرد بعنوان طويل:
وَهُو (الِاعْتِرَاض عَلَى الْبُخَارِينَفِقٌ مُظْلِم مِن دَخَلَه بِغَيْر مِصْبَاح اِرْتَطَم وَجْهُهبِالْحَائِط(هكذا قلت واعتذرت عنطول العنوان على أساس أن العناوين تُصان عن الإسهاب وفضلّتُ أن أضع عنواناً آخرقصيراً وهو مثلٌ مشهورٌ قلت قصته في الحلقة الماضية ألا وهو) عَلَى نَفْسِهَا جَنَتبَرَاقِش)
تَفْسِيْر عُنْوَانالْحَلَقَة:
حديث مشهور ولكن لايصح عن النبي ﷺ مع شهرته الواسعة والتي طبَّقت الآفاق تقريبا ألاوهو"من حسنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يعنيه"هذاكثير من الناس يظنه حديثاً صحيحاً ولكن الصحيح فيه الإرسال وليس الاتصال .
مِن اعُتِرَاضَات الْمُعْتَرِض عَلَي صَحِيْحالْبُخَارِي
:كما قلت في المرةالماضية أحد المحامين اعترض على صحيح البخاري باعتراضات وهو واضح أنه رجل قرآنيهكذا يسمي نفسه والقرآن من هؤلاء براء ، هم الذين يُنكرون حُجية السنة ويزعُمُ أنصحيح البخاري فيه مئات الأحاديث الشاذة ، قال أن العلماء قالوا مائة حديث شاذ،لكنهيقول: ليس مائة فقط بل مئات الأحاديث الشاذة في صحيح البخاري !
إِنْكَار الْشَّيْخ لِمَقُولَة الْمُعْتَرِض بِأَن مَنالْعُلَمَاء مَن قَال بِصَحِيْح الْبُخَارِي مِائَة حَدِيْثشَاذ
طبعاً لم يقل أحدٌ منالعلماء قط ولا ينبغي أن يتورط في هذا عالم ،أن في صحيح البخاري مائة حديث شاذ،أبداً ما قال هذا أحد قط ونحن نرفع عقيرتنا بالتحدي أن يأتي باسم عالمٍ واحدٍ قالأن البخاري فيه مائة حديث شاذ .
القصة التي دندن بها وأطال فيها الكلام وأناعالجتُها في هذه المواضيع ، لكن الشِق ألحديثي من معالجتي لم يهضمهُ كثيرٌ من الناسولذلك طالبوا أن أعيد الكلام مرةً أُخرى عليه حتى يستوعبوا لأنني قلت أن للبخاريشُفُوف نظر لا يكاد يُدرِكه إلا رجلٌ مدمن النظر في صحيح البخاري ، فقمتُ بعمل لوحة ( خريطة بحيث أوضح الشق ألحديثي الذي لا يستطيع هذا المعترض ولا مائةٌ مثله أنيصل إلى فهم مراد البخاري إلا إذا جثا بركبتيه السنين الطِوال وتعلَّمَ تحت أقدامأهل العلم .
ذَكَر الْشَّيْخ _ حَفِظَه الْلَّه_ طَرْفَامِن كَلَام الْمُعْتَرِض عَلَي صَحِيْح الْبُخَارِي:
بالنسبة للقصة ، وأنا سأعيد طرفاً منها لأني على اللوحة سوفأشرحها لتكون واضحة جداً لمن يتابعني هذه المرة,هو يقول أنالبخاري أودع في صحيحه حديثاً يُنكر أن المعوذتين من كتاب الله ويقول أن البخاريبهذا يهدمُ كتاب الله ، وأنا لا يمكن أحافظ على السنة وأهدم القرآن ! بل الصحيحأحفظ القرآن وإذا كانت السنة تُعارِض القرآن فالقرآن مُقدَّم , وهذه كلمة حقأُريد بها باطل ,لأنَّهُ لا يوجَد حديثٌ صحيحٌ يُعارِض آية إطلاقاً ، في كتاب الله، ولا يمكن أن يجد المرء حديثاً صحيحاً يُعارض حديثاً آخر صحيحاً ، بل لابد أن يكونبينهما توافقٌ بأي وجه من وجوه الجمع المعروفة عند علماء أصول الفقه .
هَل فِعْلَا فِي صَحِيْح الْبُخَارِي حَدِيْث فِيْه أَنالْمُعَوِّذَتَيْن لَيْسَتَا مِن كِتَاب الْلَّه وَأَن الْبُخَارِي أَوْرَد هَذَاالْحَدِيْث لِيُنْكِر أَن الْمُعَوِّذَتَيْن مِن كِتَاب الْلَّه؟.
الجواب : أن هذا كذب علىالبخاري.
الْأَدِلَّة:أن البخاري يثبتبما أورده في صحيحه أن المعوذتين من كتاب الله ويرد على ابن مسعود بأدلة لكن ، قبل أن أدخل في هذه الأدلة أريد أن أُسس شيئاً آخر أنا ذكرتُهفي الحلقة السابقة لكن بعض الناس لم يهضمه ,قلتُ أنالسِّياق أحياناً يأتي بمعنى المراد ،ويأتي بمعنى ثانوي ، ومقصود المؤلف هو المعنىالمراد وليس الثانوي ، مثلما ذكرت الأحاديث الماضية ذكرت حوالي ثلاث، أربع أحاديثمنها : حديث عُبيد بن عُمير عندما قال : بلغ عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بنعمرو بن العاص يقول لنسائه إذا اغتسلن من الجنابة أن يصل الماء إلى أصول الشعر،
فقالت:"يَا عَجَبا لِابْن عُمَر هَذَا ، أَفَلَا يَأْمُرُهُن أَنيَحْلِقْن رُؤُوْسَهُن"إلى آخرالحديث الذي ذكرته في المرة الماضية ، وقلت مُراد مسلم من هذا الحديث هو تبني قولعائشة وليس تبني قول عبد الله بن عمرو بن العاص، لأن عبد الله بن عمرو مذهبه أن يصلالماء إلى أصول شعر المرأة في غُسل الجنابة إنما عائشة ضد هذا،.
هل أراد مسلم قول عبدالله بن عمرو بن العاص أم قول عائشة؟
أراد قول عائشة، إذن المعنى المؤسس أي المعنىالرئيس الذي أراد مسلم هو قول عائشة وليس قول عبد الله بن عمرو بن العاص إنما جاءقول عبد الله بن عمرو بن العاص_رضي اللهعنهما_في السياق وليس مراداً به الاحتجاج ، الذي يغفل هذا المعنىيقع في ورطة فقهية .
مَاحُجَّة مِن أَبَاح لِلْمَرْأَة الْسَّفَربِلَا مَحَرَّم؟.
مثلما أفتى بعضالناس لبعض النساء الجواز بالسفر بلا محرم ، وما حجته ؟ في حديث في صحيح البخاري منحديث عدي بن حاتم أن النبي ﷺ قال له: "يَا عَدِي هَل سَمِعْت بِالْحَيْرَة ؟- اسم مكانمدينة–قَال: نُبِّئْت عَنْهَا وَلَم أَرَهَا ،قَال: يُوْشِك إِن طَالَت بِك حَيَاة أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة–(الْظَّعِيْ نَة:هي المرأة التي تركب على الجمل في هودج ,عندماتُزف إلى زوجِها , فيقول لعدي بن حاتم"يُوْشِك أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة تَخْرُج مِن الْحِيِرَةإِلَى الْكَعْبَة لَا تَخَاف إِلَّا الْلَّه"، قال :هذهمسافة سفر والمرأة خرجت من مدينة الحيرة إلى الكعبة بدون محرم ، إذن هذا يدل علىجواز السفر بدون محرم .
هَل الْنَّبِي ﷺ عِنَدَمّا قَال هَذَا الْكَلَام لِعَدِي بْن حَاتِم كَان يَقْصِد أَن يُثْبِت حُكْم سَفَر الْمَرْأَةبِلَا مَحْرَم؟.
الجواب:إطلاقاًبل أراد أن يقول يوشك أن يعيش الناس الأمان لدرجةِ أن المرأة تخرج من الحيرة إلىالكعبة لا يلقاها لص ، ولذلك عدي بن حاتم قال : "فَقُلْت فِي نَفْسِي أَيْن دُعَّار طَيِّء الَّذِيْنسَعَّرُوا الْبِلَاد؟: (دُعَّار طَيِّء،أي هم قُطَّاع الطرق–فعدي ابن حاتميتعجب في نفسه والنبي ﷺ يقول له:": يُوْشِك أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة تَخْرُج مِن الْحِيِرَة إِلَىالْكَعْبَة لَا تَخَاف إِلَّا الْلَّه"، فسأل في نفسهفأين اللصوص إذن؟!الَّذِيْن سَعَّرُوا الْبِلَاد ونشروا فيها الفساد فالنبي ﷺ لميكن بصدد أن يُثبت في هذا الحديث أن المرأة يجوز لها أن تسافر بلا محرم وإلا لوتبنينا هذا فهذا سيوقعنا في ورطات أخرى وهي:
مثلا مثل:حديث كعب بنمالك في الصحيحين:
لما تخلَّف عن غزوة تبوك في هذا الحديث لما رجع النبي ﷺمن تبوك ، ثم جاء كعب بن مالك ومُرارة بن الربيع وهلال ابنأمية الواقفي، هؤلاء الثلاث وبعدما اعتذر المنافقون وقالوا : إن بيوتناعورة وهذا الكلام وكل واحد اعتذر بعذر ، قالوا: يا رسول الله لم يكن لنا عذر ، فأمرالمسلمين بمقاطعة هؤلاء الثلاثة ولا أحد يكلمهم.
هلال ابن أميةالواقفي،:ربط نفسه في إحدى عمدان السرير وقال: أنا سأبقي هكذا مربوطاً إلىأن يفكني النبي جرَّاء هذا الذنب.
كعب بن مالك:كانأشَّب القوم ، كان يصلي فوق ظهر بيته ، كان يذهب إلى المسجد يجد النبي ﷺ ليس،مغتبطاً منه وجميع الصحابة متنحين عنه, فكان يصلي على ظهر البيت خمسين ليلة .
إِشْكَال:
فَهَل يُمْكِن لِأَحَد أَن يَقُوْل : أَن صَلَاةالْجَمَاعَة لَيْسَت بِوَاجِبَة بِدَلِيْل أَن كَعْب بْن مَالِك تَرْك صَلَاةالْجَمَاعَة وَصَلَّى عَلَى ظَهْر بَيْتِه خَمْسِيْن لَيْلَة؟!
ممكن يأتي من يقول أن هذا الحديث يصرف الأحاديث الكثيرة في وجوبصلاة الجماعة ؟ لا، لأن هذه حكاية لا يوجد فيها إثبات حكم .
فكذلك حديث عدي بن حاتم لم يتعرض أصلاً لحكم سفر المرأة بغيرمحرم لأننا عندنا أحاديث محكمة يقول فيها النبي ﷺ: "لَا يَحِل لِاِمْرَأَة تُؤْمِن بِالْلَّه وَالْيَوْم الْآَخِر أَنتُسَافِر إِلَا مَع ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا"هذا الكلام سيق ابتداءً لبيان حكم سفر المرأة بلا محرم فلاأستطيع أن أحتج بحديث عدي بن حاتم على أنه يحل للمرأة أن تسافر بلا محرم لأنه لميكن مقصوداً للنبي ﷺ في هذا الحديث أن يبين حكم سفر المرأة ، إنما كان المقصود أنيبين الأمن الذي سيعُم البلاد كلها لدرجة أن المرأة التي تحتاج عادةً في السفر إلىمحرم حتى تأمن على نفسها وعلى عرضها، هذه المرأة تخرج من الحيرة إلى الكعبة لا تخافإلا الله إذن هذا هو المعنى الرئيس ، أما المعنى الثانوي الذي جعلوه رئيساً وأخذوامنه حكماً وعطلوا به حديث النبي ﷺ! "لَا يَحِللِاِمْرَأَة تُؤْمِن بِالْلَّه وَالْيَوْم الْآَخِر أَن تُسَافِر إِلَا مَع ذِيمَحْرَمٍ مِنْهَا"هذاالمعنى غير مقصود .إذن كما قال العلماء السياق من المقيدات هذه مسألة أردت أنأبينها أيضاً لأنها عملت إشكالا عند بعض الناس .
نرجع إلى قصة المعوذتين ، قلتُ: إن الإمام البخاري رحمه الله رد على ابن مسعود بعدة أشياء .
مَا يَدُل عَلَي أَن الْبُخَارِي_ رَحِمَه الْلَّه_ لَميَتَبَّن قَوْل ابْن مَسْعُوْد:
الدليل الأول:أنه قال:( باب سُوْرَة قُل أَعُوْذ بِرَبالْفَلَق)(بَاب سُوْرَة قُل أَعُوْذ بِرَبالْنَّاس)، وكما قلت: روى هذا الحديث في كتاب التفسير مثلما قال: باب سورةالبقرة باب سورة آل عمران ، قال : باب سورة قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ بربالناس إذن هو يثبت أنها سورة من القرآن .
الدليلالثاني:الذي يدلك على أن البخاريلم يتبن قول ابن مسعود : أنه روى هذا الحديث في موضعين وراء بعضهم وهذه الفائدة أنالم أذكرها الحلقة السابقة ، بسبب قصة الجريدة التي أساءت إلى النبي ﷺ ، والإنسانعندما يكون متعصباً يمكن أن تفوته بعض الفوائد .
سورة الفلق قبل سورة الناس ، فانظر فقط ماذا فعل البخاري لما روى الحديث فيسورة الفلق وماذا زاد عندما روى الحديث في سورة الناس :
في سورة الفلق قال البخاري رحمه الله:
حدثنا قُتيبة–وهو قُتيبة ابن سعيد–قال: حدثناسُفيان–هو ابن عُيينة–عن عاصمٍوعبدة ابن أبي لُبابة عن زِرٍ ابن حُبيشٍ ، قال:سَأَلْت أَبَاالْمُنْذِر عَن الْمُعَوِّذَتَيْن ، فَقَال: سَأَلْت رَسُوْل الْلَّه ﷺ عَنْهُمَافَقَال : قِيَل لِي قُل فَقُلْت.
ملحوظة:
نلاحظ أنه لم يأت بسيرة ابن مسعود ولا اعتراض ابن مسعودإنما اختصر الحديث أو هكذا رواه قُتيبة فبدأ به قبل أن يذكر اعتراض ابن مسعود فيالرواية الأخرى.
مِّمَّا يُدَلِّك عَلَى أَن الْبُخَارِيتَبْنِي قَوْل أُبَي بْن كَعْب وَلَا يَتَبَنْي قَوْل ابْن مَسْعُوْد:
:فالحديث في المرة الأولى مناعتراض ابن مسعود ، عندما روى الحديث مرة أخرى في باب سورة قل أعوذ برب الناس ، قالحدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان ابن عيينة أيضا عن عبدةَ بن أبي لُبابة عنزِرٍ بن حُبيش ثم قال:حاء) تحويل يعني ، وحدثنا عاصم–ابن عيينة يقول حدثنا عاصم–عن زر بن حبيشقال:"قُلْت ، يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاكابْن مَسْعُوْد يَقُوْل كَذَا وَكَذَا ،)لم يرض يقولما هذه الكذا والكذا استعظاماً لإنكار ابن مسعود .
الإمام البخاري أنا ذكرت المرةالسابقة هذا هو الشق الحديثي الذي استشكله الناس لأنني قلت هكذا دون أن أقوم بعملخريطة ، قلت : أن هذا الحديث رواهأحمد والشافعي و الحُميديوسعدان بن نصر، كلهم قالوا: عَن زِر بْن حُبَيْش قُلْت : يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاك يَحُكُّهُمَا مِن الْمُصْحَف،حتى فيرواية أحمد بن حنبل لم يأت سيرة ابن مسعود والتصرف هذا كله من سفيان ابن عيينة .
مَاذَا تَقُوْل رِوَايَة أَحْمَد بْن حَنْبَل؟
: يقول حدثنا سفيان - قال:"يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاك يَحُكُّهُمَا "–لم يرضأن يقول أخاك من–فأحمد بن حنبل ماذا يقول:"قِيَل لِسُفْيَان ،ابْن مَسْعُوْد ؟قَال: فَلَم يُنْكِر؟طالما لم يتكلم وهو في سياقالسؤال إذن هذا إقرار طالما ابن عُيينة لم يكن يريد أن يسميه أيضاً–أي يسمي ابن مسعود–إن أخاك يحكهمافقالوا لسفيان : ابن مسعود؟ فلم ينكر ، أي لم يقل هو ابن مسعود .
إذن روايةالشافعي وأحمد والحُميدي)فيهما أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف) ، البخاري لم يرضأن يأتي برواية واحد من هؤلاء ، إنما أتى برواية قُتيبة ابن سعيد وعلي ابن المديني–
يُرِيَنَا الْشَّيْخ عَلَى الْخَرِيْطَةالْمُوَضِّحَة الْقِصَّة :



نرى هنا كما هو مبين في الرسم : المتن كذا وكذا، وفي الجانب الآخر يحكهما من المصحف، طبعا الحديث يرويه أُبِي بْن كَعْبوَيَرْوِيْه عَنْه زِرٍ ابْن حُبَيْش ثُم عَاصِم ابْن أَبِي الْنَّجُوْد وَعَبْدةَابْن أَبِي لُبَابَة وَيَرْوِيْه سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة إذن الإسناد متحد من عندسُفْيَان ابْن عُيَيْنَة وأنت صاعد إلى أُبِي بْن كَعْب ، سُفْيَان عن عَاصِموَعَبْدةَ عن زِرٍ عن أُبِي من تحت سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة علي بن ألمديني وعبدالجبار ابن العلاء - عبد الجبار ابن العلاء روايته هذه موجودة في مُستخرجالإسماعيلي ، عبد الجبار ابن العلاء وعلي ابن المديني كلاهما عن سُفْيَان ابْنعُيَيْنَة عن عَاصِم وَعَبْدةَ عن زِرٍ ابْن حُبَيْش عن أُبِي بْن كَعْب أن أخاكابن مسعود يقول كذا وكذا : إذن علي ابن المديني أبهم مسألة حك المعوذتين وعبدالجبار ابن العلاء كذلك أبهم قصة حك المعوذتين،.
الذي صرح أنابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف : الشافعي ، أحمد بن حنبل، الحميدي)هؤلاء الثلاثة يروون الحديث عن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عن عاصم وعبدة عن زِرٍ ابْنحُبَيْش عن أُبِي بْن كَعْب أن ابن مسعود كان يحكهما من المصحف ، علي الناحيةاليُمني
قُتيبة ابن سعيد وسعدان ابن نصر هؤلاء الاثنانلم يأتوا بسيرة حك ابن مسعود للمعوذتين .إذن أعود بعدما بينا هذا الكلام ماذا أقول؟
أَقُوْل أَن الْبُخَارِي اخْتَار رِوَايَة عَلِي بْنالْمَدِيْنِي الَّتِي فِيْهَا إِبْهَام الْصُّوَرَة الْمَحْكُوكَة وَقَال كَذَاوَكَذَا وَلَم يَقُل يَحُكُّهُمَا مِن الْمُصْحَف
:وأنا قلت لكم المرة السابقة أن أحمد بن حنبل والحميدي كلاهمامن مشايخ البخاري ولو شاء البخاري أن يروي الحديث عنهما لروى لكنه اختار رواية عليبن المديني لإبهامها واختار رواية قُتيبة ابن سعيد التي لم يذكر فيها أصلا اعتراضابن مسعود ، هذه هي الصنعة الحديثية ، أي الصناعة الحديثية التي تخفى على مثل هذاالجاهل القابع تحت خط الفقر العلمي ، وجاء ليعترض على الإمام العلم الكبير المفردالذي يستحق عن جدارة قول القائل:
إِذَا نَحْن أَثْنَيْنَاعَلَيْك بِصَالِحٍ
فَأَنْت كَمَا نُثْنِيوَفَوْق الَّذِي نُثْنِي

وَإِن جَرَت الْأَلْفَاظُيَوْمَا بمِدحَةٍ
لِغَيْرِك إِنْسَانَاً فَأَنْت الَّذِي نَعْنِي

ألا وهو الإمام البخاري_رحمة اللهعليه_ .والإمام البخاري حقيقٌ أيضاً بقول القائل في مالك رحمهالله:

يَدْعُ الْجَوَاب فَلَا يُرَاجِع هَيْبَةً.

وَالْسَّائِلُوْن نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ.

عَزُّ الْوَقَارِ وَعَزُّ سُلْطَان.
التُقَى فَهُو الْمَهِيبُ وَلَيْس ذَاسُلْطَانِ.

ونحن نعتذر للبخاري عن اعتراض هؤلاء وعن اعتراضالجهلة الذين سبقوهم في القرون الماضية .هذا فيما يتعلق بالمعوذتين .
الْقِّصَة الْثَّانِيَة الَّتِي اعْتَرَض عَلَيْهَاوَلَيْسَت فِي صَحِيْح الْبُخَارِي إِنَّمَا انْفَرَد بِهَامُسْلِم
)قصة الصلاة الوسطى ( :أنا ذكرت طرفاً منها ولم أذكر الطرف الآخر , يقول أن البخاري يحرف كتاب الله لأنهأتانا بقرآن لا نعرفه وهو﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِالْوُسْطَى( صلاة العصر)وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾
فَقَال أَن (صَلَاة الْعَصْر )هَذِه لَيْسَتمَوْجُوْدَة فِي الْقُرْآَن فَكَيْف يَأْتِي بِهَاالْبُخَارِي؟.
أولاً: البخاري لم يرو هذا الحديث ، كما قلت إنما هو من مفاريدمسلم، يرويه عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرته أن يكتب لهامصحفاً وقالت:"إذا أتيت إلى هذه الآية فآذني) فلما وصل إلى الآية ، قال لهاأنا وصلت إلى الآية التي في سورةالنساء﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِالْوُسْطَى﴾قا� �ت له اكتب:(وصلاة العصر،وفي رواية بدون الواو﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِوَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى_صلاةالعصر_وَقُو مُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾كلمة(صلاة العصر)كانت قرآناًيُتلى ثم نُسخت نسخ تلاوة مثلما قلت لكم المرة السابقة ، إن النسخ إما أن يكون نسخحكم مع بقاء التلاوة أو نسخ تلاوة مع بقاء الحكم ، فهذه الآية مثالٌ لنسخ التلاوةمع بقاء الحكم.
والدليل على ذلك: الحديث الذي رواه مسلمٌرحمه الله من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه البراء ابن عازب مثلما يروى مسلم فيصحيحه من حديث أبي وائل شقيق ابن سلمة أن رجلاً راجع البراء في كلمة صلاة العصر هذه، فقال كنا نقرأها زمان النبي ﷺ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطى _صلاةالعصر_وَقُومُوا لِلَّهِقَانِتِينَ﴾
ثم نُسخت–هذا كلامالبراء ابن عازب في صحيح مسلم فكأن الرجل يراجعه مرة أخرى قال: "قد قلت لك". قلت لك : أي أنها نُسخت إذن عائشة عندما زودت((وصلاة العصر) (لأنها كانت قرآناً يُتلى ثم نُسخ تلاوته فكتبتهذا كما يقول العلماء كتابة تفسير في مصحفها الخاص وليس مصحف الإمام الذي كتبهعثمان ابن عفان وزعه على الأنصار وأمر بحرق جميع المصاحف بعد ذلك .
إذن لا إشكال فيهذا الحديث وإن البخاري رحمة الله عليه لم يأت بقرآن جديد كما يقول هذا الذي يقبعتحت خط الفقر العلمي واعترض على الإمام البخاري رحمة الله عليه .
وَمِمَّا اعْتَرَض الْمُعْتَرِض عَلَيالْبُخَارِي:
قصة القردة لمارجمت القرد ، القصة أنا قلتها قبل ذلك ، لكن أنا سأقصها ثانية لأن هذا هو محلالاعتراض.

قال المعترض:أنا أرضي أن يكون البخاري كتاب تاريخوليس كتاب سنة ،إذا كان كتاب تاريخ يقولوا : قرد ،رجم، هو حر هذا كتاب تاريخ، لكن أنا لن أقبله ككتاب سنة.
الْفِرَق بَيْن كِتَابَةالْتَّارِيْخ وَكِتَابَة الْسُّنَّة وَلِمَاذَا يُرِيْد أَن يَكُوْن الْبُخَارِيكِتَاب تَارِيْخالتاريخ :يؤخذمنأفواه الناس الجالسين على المصاطب والأرصفةإنما السنة لهاقيودكتاب التاريخ بالضبط تشبه اليوم الجرائد ، حدثت حادثة في مكان معينماذا يفعل الصحفي؟ يذهب إلى مكان الحادث يقابل كسير وعُوير وثالث ما فيه خير!!أوزعيط وعيط ونطاط الحيط !!مثلما نقول نحن، يقول ماذا حدث؟ فكل واحد يقول علي حسبرؤيته , فالصحفي يكتب كل ما يقوله الناس ، دون أن يعلم أن الرجل صادق أم كاذب،دقيق في النقل أم مجازف؟ كذََّاب يخترع ما يقول أم نقل الحقيقة ؟.
المؤرخون لا يبحثون إطلاقاً عن صدق القائل ، أهو عدلٌ ضابط أم مغفل أمكذاب ؟ المؤرخون لا يبحثون في هذا الباب إطلاقاً عن قانون الرواية لكن يروي الحدثكما هو.

تبرئة الْإِمَام ابْن جَرِيْر الْطَّبَرِينَفْسِه مَن الرِّوَايَات الْبَاطِلَة الَّتِي ذَكَرَهَا فِي تَارِيْخ الْأُمَموَالْمُلُوك
لأجل ذلك الإمامالكبير شيخ المؤرخين ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك كتاب التاريخ الخاص به، قال في المقدمة كلاماً معناه–طبعاً لا أحفظكلام الطبري بنصه– (ولعل ناظراً فيكتابنا هذا يرى فيه ما يُستبشع–أي كلام فظيع لا يحكى–فليعلم أن هذا ليس من قِبلنا–أنا لست مسئولا عنه إنما أدينا ما سمعناه .)
يريد الطبري أن يقول أنا بريء من الروايات الباطلة التي لا تُعقل ، وهذاالكلام ليس من عندي هذا الكلام مثلما سمعته كتبته وهذه هي سيرة المؤرخين ينقلونالحدث فقط إنما السنة هذه لها قصة أخرى علم الحديث كله مؤسسٌ على موسوعة حفظ السنةالراوي فيما يتعلق بأحاديث النبي ﷺ لا نقبل منه نقيراً ولا قِطميراً ولا نصف كلمةإلا إذا كان ضابطاً حافظاً ولو كان عدلاً صادقاً ، فالعلماء أمسكوا السنة ، نقحوهاونفوا عنها الكذب ونفوا عنها الخطأ وقدموها صافية إلى الأمة لماذا؟ لأن في آخرهاقال رسول الله ﷺ والحجة بكلامه لازمة ومخالفته تساوي النار لأجل ذلك العلماء تحرواغاية التحري في نقل حديث النبي عليه الصلاة والسلام ولم يتحروا في نقل حكايات الناسولا الأحداث الجارية في التاريخ ,أظن ذلك ظهر الفرق بين كتاب التاريخ وبين كتابالسنن أو كتاب الصحيح .
هذا الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي وهو لايستطيع القراءة مثلما قلت لكم ( يطوقونه ) وهي (يطوقونه) لا يعرف يقرأ وسيء الفهمكما حدث في قصة البقرة ، وأنا سأمر علي قصة البقرة سريعاً لأجل شيء نسيت أقولهأيضاً وفاتني أن أقوله ، هذا الإنسان يريد أن يجعل كتاب البخاري كتاب تاريخ لأجل منلا يعجبه يرميه!وما يعجبه يأخذه .
قصةالقرود:هو يقول إذا كان كتابتاريخ على العين والرأس لا يوجد عنده مشكلة يكتب فيه قرد يكتب فيه بقرة قصة البقرةبتتكلم أيام النبي هو حر لو كتاب تاريخ .
نأتي على قصة الذين رجموا القرده ، هذاالحديث يرويه الإمام البخاري في باب ذكر أيام الجاهلية ورواه مختصراً جداً إنماالإسماعيلي في مُستخرجه عن البخاري روى القصة بطولها من أكثر من طريق عن عيسى بنحِطان .البخاري قال: عن عمرو بن ميمون قال: "رأيت الرجم في الجاهلية أن القرود رجمتقردة،"والبخاري رواهمختصراً هكذا وإنما الإسماعيلي رواه بطوله ماذا قال:"سُئِلَ عمر ابن ميمون حدِّّثَنَا عن أعجب شيء رأيته في الجاهلية ، فقال: أرسلنيأهلي إلى النخل"لأن القردةكانوا يصعدون على النخلة يأكلون من البلح–فأهله أرسلوهلكي يحفظ النخل من القرود ، فهو جالس لكي يحفظ النخل من القرود وجد المنظرالآتي:
)قرد عجوز ويمد يده وقردة تنام على ذراع العجوز فجاء قردشاب فبصبص لها–أصل البصبصة: تحريك الذنب من ذويالأربع_فبصبص لها فانسلت بخفة من على ذراعالقرد العجوز وذهبت مع هذا القرد–وعمر بن ميمون يقول : أنه زنا بها -جاءت القردة وبنفس الخفةوتضع رأسها على ذراع القرد العجوز فاستيقظ وشمها وصرخقال: فاجتمعت القرود وقام قرد منهم كأنهيخطب ، وقال بعد قليل جاءوا بالقرد الذي فعل الفعلة بعينه أعرفه فحفروا له حفرةورجموه بالحجارة حتى قتلوه ، فلقد رأيت الرجم في الجاهلية والإسلام .)هذه هيالقصة .
هَل رَأَى عَمْرُو بْن مَيْمُوْن هَذَاالْمَنْظَر أَم لَا?
إذا قلت لمير هذا المنظر إذن أنت تكذبه تكذبه بأي دليل؟ تقول: الإسناد إليه لم يصح مع أن عمروبن ميمون هذا مخضرِّم أدرك الجاهلية والإسلام ، فلا تستطيع أن تقول لم يقله عمرو بنميمون ولم يري عمرو إلا إذا لم يثبت الإسناد إلى قصة عمرو ، لكن الإسناد ثابت إلىعمرو بن ميمون بإسنادين : إسناد عند الإسماعيلي وإسناد عند البخاري ، فجاء من وجهينمختلفين .إذن عمرو بن ميمون يقينا رأى هذاالمنظر.
الْمُعْتَرِض يَقُوْل: كَيْف يَكُوْن الْرَّجَم فِي غَيْرالْمُكَلَّف؟.
ابن عبد البر سبقإلى ذكر هذا الاعتراض، قال: (إن هذا حديث منكر عند أهل العلملأن فيه إسناد الرجم إلى غير المكلفين ،فإن صح ذلك فكأنها طائفة من الجن والجنمكلف).يعني ابن عبد البر لم يقل منكر وسكت–وأنت تعرف أنالجن يتشكل .
الْحَافِظ ابْن حَجَر عِنْدَمَا رَد عَلَىابْن عَبْد الْبَر:
قال إن عبدالبر لم يقف على رواية البخاري إنما وقف على رواية الإسماعيلي فقط، وروايةالإسماعلي فيها راو اسمه عيسى ابن حِطان ، وعيسى هذا لم يوثقه إلا ابن حبان والعجليوتوثيقهما لين ، فنظر ابن عبد البر إلى هذا الإسناد وحده ورأى إن قصة الرجم في غيرالمكلفين فأنكرها ، وأنا لا أعلم أحداً سبق ابن عبد البر إلى هذا الإنكار ، لكن ابنعبد البر لما رأى الرجم في غير المكلفين قال أن هذا الكلام غير مقنع لكن على طريقةأهل العلم يقول :ولو صح ذلك–إذن احتاطلنفسه لأن ابن عبد البر لا يدَّعي ولا يمكن لأحدٍ أن يدَّعي في كل الدنيا أنه يحفظكل الأسانيد وكل الأحاديث، فيحتاط لنفسه ويقول : ولو صح ذلك ، أي لاحتمال أن يكونهناك إسناد أنا لا أعرفه يصح به الحديث فتأويله أن هؤلاء جماعة من الجن ، هذا كلامابن عبد البر .
عِنْد الْنَّظَر فِي الْمَتْن هَل هُو مُنْكَر أَم لَا؟.
الْجَوَاب:لَيْسبِمُنْكَرم� �معنى الرجم ؟الرجم لغة: القذف بالحجارة ، ونحن عندما نذهب إلى العمرة أو الحج نرجمجمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى ,وقال قوم شعيب لشعيب﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَاأَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾وفي قصة أهلالكهف﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْيُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ﴾
المعنىالشرعي:في الرجم إذا زنا رجلمُحصَّن) متزوج(سواء كانت امرأته معه أو طلقها أو ماتتوزنا ، يُرجم هذا حكمه الشرعي الذي جاءت به السنة وعليه عمل الأمة كلها إلا أهلالبدع فقط هم الذين ينكرون الرجم ، يُحفر له حفرة وتردم الحفرة على وسطه السفلي لكيلا يهرب ، ثم يُرجم في رأسه بالحجارة حتى يموت ، وإنما سمي رجما لأنك ترميهبالحجارة ، أما حكماً فلا يكون إلا للرجل الذي تزوج كما قلت فعندما رأى عمرو بنميمون نفس المنظر وأنت تعرف القرد كابن آدم ، عندما تشاهد القرد تجده يمشي علىقدميه الاثنين لا يمشي على أربع ، يمشي على اثنين وإن كان لا يستمر في المشي علىاثنين ، ويأكل بيديه ويضحك مثل بني آدم تماما وعنده غيرة شديدة ، القرود تتميزبالغيرة الشديدة ، فعمرو ابن ميمون لما رأى هذا المنظر لم يكن مسلماً ، فهم يسألونهقائلين: "ما أعجب شيء رأيته فيالجاهلية؟"إنماأسلم عمرو ابن ميمون بعد وفاة النبي ﷺ زمان النبي ﷺ ولم يره ، فلم تكن بعد قصةالرجم عنده كحكم شرعي لم تكن موجودة بعد ، لأنه لا يعرف شيء عن الإسلام ، لكن لمارأى هذا المنظر وأنهم وضعوا القرد في حفرة وقذفوه بالحجارة ، وبعد ذلك أسلم ورأىالرجم في الإسلام مثل هذا ساغ له أن يقول:"رأيت الرجم في الجاهلية والإسلام"إذن هذا هو وجه الشبه ما بين هذين الموضعين ، ليس أنه أثبتالرجم في غير المكلفين هذا الكلام لم يخطر أصلا على ذهن عمرو بن ميمون ولا يمكن أنيخطر على ذهن أحد والمشبه والمشبه به لكي يكون الاثنين على خط واحد يشتركا في أيصفة من الصفات فلا يشترط أن المشبه والمشبه به يشتركان في أخص الصفات ولا في أظهرهاولا أقواها بل في أي مظهر من المظاهر ، حتى لو كان المظهر على الضد ، طالما أنهيشترك معه في شيء ولو بسيط جداً .
مثال: في كتاب باب الوحي للبخاريفي أول صحيح البخاري:من حديثعائشة رضي الله عنها قالت:"سَأَل الْحَارِث يَن هِشَام رَسُوْل الْلَّه ﷺ فَقَال: يَا رَسُوْلالْلَّه كَيْف يَأْتِيَك الْوَحْي؟ قَال: يَأْتِيْنِي مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَسوَهُو أَشَدُّه عَلَي"فشبهالوحي الذي هو كلام الله بصلصلة الجرس.
وهناك حديث آخروهو:"الْجَرَس مِزْمَار الْشَّيْطَان "وقال ﷺ كما في الحديث الذي رواهمسلم وغيره"لَا تَصْحَب الْمَلَائِكَة رِفْقَهفِيْهَا جَرَس"لماذا؟ لأنالجرس مزمور الشيطان .
فَكَيْف يُشَبَّه الْوَحْي الَّذِي هُوكَلَام الْلَّه بِالْجَرْس الَّذِي هُو مَزْمُور الْشَّيْطَان؟.
قال علماءالبلاغة: لا يشترط أن يلتقيالمشبه والمشبه به في أخص الصفات ولا في أظهرها يشترط أن يشترك معك في أي صفة ولوكانت من أدنى الصفات .
فأنا أقول لك عندما رأى عمرو بن ميمون هذاالمنظر وأنا رأيت هذا المنظر على ( سي دي) : قردة تلد وهناك نمر ذاهباً ليفترس هذهالقردة , فولدت حوالي قردين أو ثلاثة وماتت ، هذا النمر أخذ هذه القرود وأخذ يربيهاوكبروها وكان يلاعبهم,فهذا هو الذي قاله عمرو بن ميمون عندما شاهد مشهد الرجم فيالقردة ، هذا ابتداءً.
ثَانِيا : مَاذَا بَوَّب الْبُخَارِي عَلَىهَذَا الْحَدِيْث؟لو أن البخاريروى هذا الحديث في كتاب الحدود كان الاعتراض عليه يكون واضحاً ، تقول كيف وضعته فيكتاب الحدود والقرود غير مكلفة ؟! لكن هل وضعه في كتاب الحدود؟ باب الرجم مثلا؟ لا،بل وضعه تحت باب ذكر أيام الجاهلية,إذن هذا الخبر له حكمالتأريخ وليس له حكم شرعي .فهذا المعترض يقول: أن هذا لو كان كتاب تاريخ سوف أقبلهعلى عيني ورأسي!
فأنا أقول لك هذا الخبر تاريخ لأن البخاري يؤرخفيه لأيام الجاهلية ما قصد أن يثبت به حكماً شرعياً أصلاً، إذن هو حكاية خرجت مخرجالتأريخ وليس مخرج استخراج حكم شرعي ، فأي منكر فيما صنعه البخاري رحمهالله؟
أنا أعرف أن هذا المعترض لو ذاكر قليلاً وذهب وسأل أهل العلمسوف يعترض على رواية البخاري باعتراض_ وأنا أفطمه الآن وأعلمه لكي يذهبويقولها كأنه لم يسمعني–سيقول لك أنشيخ البخاري وهو نُعيم بن حماد لأن الحديث يرويه نعيم بن حماد ، فالبخاري يقول: حدثنا نُعيم بن حماد ، قال: حدثنا هُشيم ابن بشير عن حُصين عن عمرو ابنميمون ,ولو رجعت إلى ترجمة نُعيم ابن حماد في كتاب كتهذيب الكمالمثلاً ، ستجد لعلماء أنهم تكلموا فيه وقالوا: أنه ساء حفظهوتغير,فهذا المغبون قدم ثمانون راو من روايات البخاري إلى النيابةالعامة لكي يحققوا معهم فيما فعلوه في البخاري!فأكيد نُعيم بن حماد هذا سيكون منالثمانين الذين يُقدمون إلى المحاكمة على أساس أنه مُتكلم فيه .البخاري لم يرولنُعيم ابن حماد باستثناء هذا الحديث إلا مقروناً_ (مقروناً_أي يقول: حدثنا نُعيم وقُتيبة ، ويكون اعتماد البخاري فيالأصل على رواية قُتيبة وليس على رواية نُعيم ، ، فعندما تقرأ في كتب التراجم أنهروى له مسلم مقروناً أو روى له في الشواهد والمتابعات أو روى له البخاري مقروناً ،فيجب أن تعلم أنه قرن واحد بواحد ، لماذا قرن؟لأجل اعتماده على الراوي الآخر الثقة .
لِمَاذَا أَفْرَد الْبُخَارِي نُعَيْم بْنحَمَّاد فِي هَذَا الْخَبَر وَلَم يَقْرِنَه بِغَيْرِه؟
قال: لأنه تاريخ ليس فيه حكمٌ شرعي لكي نستطيع أن نقول أننُعيم وهِمَ أو أخطأ وهذا الكلام ، سلمنا أن هذا الحديث فيه حكمٌ شرعي.
مَذْهَب الْبُخَارِي إِذَا كَان هُنَاكأَحَد الْرُّوَاة مُتَكَلِّم فِيْه
:فطريقته أنه ينتقي ، من أحاديث هذا الراو ما لم يغلط فيه ،وصرَّح به واتفق كل العلماء على أن هذا مذهب البخاري .
لأن الراوي وإن كان يغلط فلا بد أن يكون حافظاً في بعضأحاديثه ,فالبخاري كرجل ماهر يعرف الصحة من الخطأ ، فيأخذ من رواية هذا الراويالمتكلم فيه ما لم يغلط فيه بدلالة أن كثير من أهل العلم تابعوه خارج البخاري ، لكنالبخاري انتقى هذا الحديث أو هذا الإسناد بعينه لماذا؟ لأنه يمكن أن يكون علا فيه ،أي يكون عدد الوسائط بينه وبين النبي ﷺ أقل، فيقوم يأخذ رواية هذا الروي المتكلمفيه ، وهو على علم بأن غيره تابعه في كتب أخرى ، لو روى البخاري الحديث من هذاالإسناد الآخر لنزل درجة أو درجتين ، والعلو كان مقصوداً عند علماء الحديث ، فيعلواالبخاري مثلما فعل مسلم في رواية سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة وهذه طبعاً لها قصةأخرى ولكن لا أريد أن أشرد كثيراً عن المقصود .إذن لا تعلق له حتى في الإسنادبرواية نُعيم كما قلت لأن البخاري : باب ذكر أيام الجاهلية كتاريخ ، فهذا الخير وإنكان في صحيح البخاري لكن خرج مخرج التاريخ ولا يؤخذ منه حكم شرعي فأي نكارةٍ في هذا؟ ليس هناك أي نكارة ، لا سنداً–الحمد لله- ولا متناً

مِن الِاعْتِرَاضَات الَّتِي ذَكَرَهَاهَذَا الْمُعْتَرِض:
قال أنالبخاري روى في صحيحه أن أول ما نزل من القرآن : ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾وهو هو- أيالبخاري أيضاً- روى أن أول ما نزل من القرآن﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾؟قال: أن البخاري متناقض–هو يريد أنيخرج أي عيب في البخاري فهل أول ما نزل من القرآن ،﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾أم﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾؟فالبخاري لميرجح وحيرنا معه ونحن لا نعرف أي سورة التي نزلت في الأول!فهذا دليل على أن البخاريفيه أحاديث مناكير.
تخيل عندما تكون عقلية إنسان وصلت إلى هذا الحد، لمجرد الاختلاف بين متنين يعتقد أن هذا من التناقض الموجود في صحيح البخاري!ويريدأن ينقي البخاري وينقح البخاري فيخرج هذه الأحاديث منه ، طبعاً هذه لهاوقفة
الْبُخَارِي رَوَى الْحَدِيْث كَالْآتِي: أن أبا سلمة ابن عبد الرحمن سُئلأي القرآن نزل أولاً﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾أم﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾؟فإن قوماًيقولون﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾نزل أولاً وقومٌ يقولون﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْفَأَنْذِرْ﴾، فأبو سلمةقال: سألت جابراً، جابر ابن عبد الله الأنصاري فقال: الذي نزل أولاً﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ثم روى عنرسول الله ﷺ أنه قال:"لَمَّا خَرَجْتُ مِن غَار حِرَاء وَذَلِك بَعْد فَتْرَة مِن الْوَحْي–كَمَا فِي بَدْء الْوَحْي- إِذَا بِيأَجِد المَلْك الَّذِي جاءني فِي غَار حِرَاء فَرُعِبْتُ مِنْه فَذَهَبْت إِلَىخَدِيْجَة فَقُلْت: دَثِّرُوْنِي دَثِّرُوْنِي )فَنَزَل قَوْلُهتَعَالَى﴿َياأَيُّه� �ا الْمُدَّثِّرُ *قُمْفَأَنْذِرْ﴾
هذا كلام جابر ابن عبد الله وفهمُهُ، أن أول ما نزل من القرآن﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾إنما حديثعائشة رضي الله عنها في بدء الوحي وهي تحكي حكاية مجيء جبريل عليه السلام إلى النبيﷺ وهو يتحنث–أي يتعبد في غار حراء- فجاءه فقال له: اقرأ ، قال: ما أنا بقارئ–لم يقل له لنأقرأ ، ولكن قال ما أنا بقارئ أي أنا لا أعرف القراءة–فغطَّه وقالاقرأ ، قال: ما أنا بقارئ ، فغطَّه ، وقال اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ ، فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِيعَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.ووقفإلى هنا .
فالنبي ﷺ خرج من الغار يرجف فؤاده وذهب إلى خديجة وقص عليها القصة وذهب إلىورقة بن نوفل . القصة التي تعلمونها .
إذن حديث عائشة يُثبت أن أول ما عرفه النبيﷺ من القرآن اقرأ وحديث جابر يقول أن أول ما نزل من القرآن﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾هذا الذييقبع تحت خط الفقر العلمي لا يستطع أن يستوعب الجمع ما بين الروايتين ، والجمع بينالروايتين موجودٌ في كتب أهل العلم لكن هؤلاء الجماعة لا يقرؤون .
البخاري له ثلاثمائة شرح وحاشية, طُبع من البخاري تقريبا 17، 18 شرح حتى الآن لو رجع إلى شرح واحد لأنفكإشكاله ، لكنهؤلاء يعتقدون أنفسهم أنهم فوق البشرية جيمعها لا يقرأ لأحد ولا يرى شرح وإنما يقرأغلط ويفهم غلط ومن ثم يخرج للناس ويقول وجدتها مثل أرشميدس .
كَيْف جَمَع الْعُلَمَاء بَيْن الْرِّوَايَتَيْن؟
بوجوه من وجوه الجمع:
الوجه الأول:قالوا: حديث جابر﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾محمول علىأمور أنه أول ما نزل من القرآن كسورة كاملة ، لأن سورة﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾لم تنزل مرةواحدة ، إنما نزلت بهذا القدر الذي سمعه النبيﷺ.
الوجه الثاني: قالوا حديث جابر محمول على أنها أول سورة نزلت بسبب لأن﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ليس لها سببلم يحدث شيء لكي تنزل سورة ، هذا ابتداءً النبي ﷺ ما كان نبياً لله عز وجل قبل أنيُنبأ لم يكن يعرف أنه نبي قبل أن ينبأ ، فأول ما قرع سمعه من القرآن قول جبريل ،فنزل جبريل بلا سبب ، إنما يا﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾هذه نزلت بسبب ، أن النبي ﷺ عندما رُعب وقال دثروني دثروني ،فقيل له﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ﴾لأني صرتنبياً لله عز وجل ، فهذه سورة نزلت بسبب ، وهذا هو الوجه الثاني الذي قاله العلماء .
الوجه الثالث:محمول على أنها أول سورة نزلت بعد فتور الوحي لأن النبي ﷺأُوحي إليه ثم فتر الوحي حتى إن أم جميل إمرأة أبي لهب كانت تأتي وتقول له : أينشيطانك ؟ فبعدما فتر الوحي نزل عليه جبريل بـ﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ﴾فحمي الوحيوتتابع
الوجه الرابع : أن هذا هو فهم جابر ابن عبد اللهوتصوره
الوجه الخامس:أن سورة﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾هي الأولىمطلقاً و﴿َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾هي الأولى مقيدة ، إذن أنا عندي مطلق ومقيد ، لا يوجد تعارضأبداً ما بين قول عائشة رضي الله عنها وما بين قول جابر .
وبعدين أول سورة آخر سورة ، أول آية آخر آية هذه كلها اجتهادات من الصحابةلا تقتضي أن يكون المتن مكذوباً ولا باطلاً ، كل صحابي يجتهد على حسب علمه ، أن هذههي أول آية نزلت من القرآن أو هذه آخر آية نزلت من القرآن ، فهو أيضا يوجد آخر آيةنزلت من القرآن ، فهذا المعترض عمل مشكلة كبيرة جداً ، مع أنها أوضح من أول سورةنزلت من القرآن
وَمَن اعُتِرَاضَات الْمُعْتَرِض أَيْضَاقَوْلُه
:أن آخر آية نزلت منالقرآن﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾هذا الكلامالبخاري لم يروه أبداً .
ويقول أيضاً : أن البخاري يقول : أن آخر آية نزلت﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًافَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾يريد أنيقول أن البخاري يروي المتناقضات ، فلأجل ذلك كتاب البخاري يريد أن ينقى !
تَعْقِيْب الْشَّيْخ عَلِي اعْتِرَاضِه بِشَأْن آَخِرآَيَة:
اليوم أنا قلت لك أن﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ليست فيالبخاري ،إنها آخر آية نزلت اليوم أكملت لم يروها البخاري ، إنما مارواه الترمذي ورواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى وهذا الكلام ، الترمذي رواه منحديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف فيه راوي اسمه حُيي بن عبد اللهالعافري ، الذي قال عنه أحمد أن أحاديثه مناكير والبخاري قال فيه نظر والنسائي قال : ليس بالقوي ، ابن عدي قال: لا بأس به إذا روى عنه ثقة ، وضعفه ابن الجارود وضعفهالساجي وضعفه ابن الجوزي والعُقيلي كلهم ضعفوا عبد الله بن العافري فالإسناد لايثبت وإن كان الترمذي قال: حسن غريب ، لأن الترمذي عندما يقول حسن غريب ، يقصدالمتون دون الأسانيد ، لكي تنتبه وأنت تقرأ في كتاب الترمذي عندما يقول لك هذا حديثحسن غريب ، أو هذا حديث صحيح ، وتجد إسناده ضعيف ، اعلم أن مذهب الترمذي إذا قالحسن صحيح أو حسن صحيح غريب ، أو حسن غريب ، أو حسن ، أو غريب أنه يقصد المتن فيالغالب دون الإسناد ، إلا لو أفرد الغرابة بالذكر ، فتكون الغرابة عادة إسناداًومتناً ، لكن لو أعطى حكم بالثبوت سواء كان صحيحاً أو كان حسنا أو ضمهم الاثنينلبعضهم حسن وصحيح إنما يقصد عادة المتن دون الإسناد .
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي والحاكم أنه قالأي عبد الله بن عمرو ، فهو موقوف على عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : آخر سورةٍ–وليس آية–المائدة والفتح، الفتح هي سورةالنصر وهي﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِوَالْفَتْحُ﴾، وعندالإمام أحمد والنسائي في الكبرى وابن عبيد القاسم ابن سلام وغيرهم عن عائشة رضيالله عنها قالت لسائلها–هو جُبير بننُفيل - : (هل قرأت المائدة؟ قال لها : نعم ، قالت له : إنها آخرسورة نزلت من القرآن_هذا الحديث في الصحيح- فما كان فيهامن حرام فحرموه وما كان فيها من حلال فأحلوه وخلق النبي قرآن ) إذن المذكورأن آخر سورةٍ نزلت من القرآن هي المائدة وليس آخر آية .
هذا المعترض يقول أن البخاري عنده تعارض وما إلى ذلك ، فأناقلت لكم أن﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ليست فيالبخاري ، وآية﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًامُتَعَمِّدًا﴾في البخاريولكن أنا أريد أن أقول لك هذا المعترض كيف يفهم ، سوف أقرأ لك النص كما هو فيالبخاري وأنت تأمل القراءة وأحمد الله الذي عافاك من سوء الفهم .
فماذا يقولالبخاري هنا ؟ :باب﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا متعمدا فجزاؤهجَهَنَّمُ﴾:
قال حدثنا آدم ابن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا مغيرة ابنالنُعمان قال : سمعت سعيد ابن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة–وهي﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾
فِي أَي شَيْء اخْتَلَف أَهْل الْكُوْفَة–هَل لِقَاتِل الْمُؤْمِن تَوْبَة أَم لَا؟
وسعيد ابن جُبير رحل إلى ابنعباس لكي يسأله ألقاتل المؤمن توبة أم لا؟قال : آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلتفيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال: نزلت هذه الآية﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًامتعمدا فجزاؤه جَهَنَّمُ﴾هي آخر مانزل وما نسخها شيء .
)كلمة وما نسخهاشيء (هذه ، ألم يفطن هذا المعترضمن هذه الكلمة لشيء حتى ؟ أو حتى ألم يكن يعرف أطراف الحديث في البخاري؟ هل البخاريروى هذا الحديث في أماكن أخرى بسياق آخر يوضح الموضوع أم لا ؟ فلا يخطر على بالههذه القصة !
البخاري روى الحديث نفسه ، بسياقٍ آخر يوضحمراد ابن عباس من كلمة ( هي آخر ما نزل:( لأن ابن عباس يقصد هذه الآية هي آخر ما نزل في شأن القتل(أي قتل المؤمن)وليس آخر ما نزل بإطلاق ولذلك قال(وما نسخها شيء)مسألة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزلمن القرآن لا تأتي كلمة النسخ بعدها أي وما نسخ حكم هذه الآية شيء يريد أن يقولأن فيه آيات فيها : القاتل تقبل توبته وفي آيات تقول لا تقبل توبته فالآية التيفيها لا تقبل توبة القاتل هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
فابن عباس كان يذهب أن قاتلالمؤمن ليس له توبة ويدل على ذلك سياق الحديث الذي رواه البخاري في كتاب التفسير منصحيحه في سورة الفرقان.
البخاري روى هذا الحديث من طرقٍ ثلاثة وراءبعضهم في سورة الفرقان:
الموضع الأول:يقول:حدثنا إبراهيم ابن موسى أخبرنا هشام ابنيوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني القاسم ابن أبي بزة أنه سأل سعيد ابن جبير : هللمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة ؟ فقرأت عليه﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّابِالْحَقِّ﴾فقال سعيدٌقرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي–سعيد ابن جبيريقول للقاسم ابن أبي بزة–فقال–أي ابن عباس–هذه مكيةٌ–يقصد سورة الفرقان ، نسختها آيةٌ مدنية التي هي في سورةالنساء إذن ابن عباس عندما يقول : آخر ما نزل أي في شأن قتل المؤمن لأنه عمل ناسخومنسوخ قال الآية التي في سورة الفرقان هذه مكية ، إنما النساء مدنية أي نزلتمتأخرة والسؤال الذي سأله القاسم لسعيد ابن جبير هل لمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة؟ قال له : لا ، بدلالة أن آية النساء متأخرة .
الموضع الثاني:حدثني محمد ابن بشار الملقب ببندار قال حدثنا غُندر–وهو الذي اسمه محمد ابن جعفر–حدثنا شعبة عنالمغيرة ابن النعمان عن سعيد ابن جبير قال: اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فدخلتعلى ابن عباس ، فقال: نزلت في آخر ما نزل ولم يسنخها شيء
إذنما آخر ما نزل ؟ آية النساء في شأن قتل المؤمن وليس آخر ما نزل من القرآن علىالإطلاق.
مثلما ما هذا المغبون الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي يقول .
الموضع الثالث:قال البخاري آدم–وهو ابن أبي إياس–قال حدثناشعبة قال حدثنا منصور–وهو ابنالمعتمر–عن سعيد ابن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عنقوله﴿فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾وهي﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾–قال: لا توبةله–هنا صرَّح–وعن قوله جلذكره﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَوَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّابِالْحَقِّ﴾قال: ( هذه كانت في الجاهلية .
ويوضح هذا تماماً حديث رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار ،الذي جمع فيه ما بين كل الروايات:عن سعيد ابن جبير قال : أمرني عبد الرحمن ابن أبزى قال: سلابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرُهما ؟ - أي كأن هناك تعارض ما بين الاثنين ، فهويريد ابن عباس أن يوفق له ما بين الآيتين :
الآيةالأولى :﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِيحَرَّمَ اللَّهُ﴾في سورةالأنعام وفي الإسراءوقوله تعالى﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾، ظاهرهماالتعارض يعني ، قال : فسألت ابن عباس فقال : لما أًُنزلت التي في الفرقان ، قالمشركوا مكة:فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع اللهإلهاً آخر ، وقد أتينا الفواحش فماذا سنفعل؟﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِيحَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَأَثَامًا﴾الآية التي في سورة الفرقانالمشركون قالوا : نحن فعلنا هذا كله فنزل قوله تعالى﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَعَمَلًا صَالِحًا﴾فقال ابنعباس: (فهذه لأولئك–أي أهل الفرقان لأهل الجاهلية ، وأماالتي في النساء الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم .
إذن عندما يقول ابن عباس : وهي آخر ما نزل، أي في شأنقتل المؤمن ، وليس هي آخر ما نزل بإطلاق، فيأتي هذا المغبون الذي يقبع تحتخط الفقر العلمي ، ويقول هناك تعارض!!ما بين الآية الأولى التي ليس في البخاري أصلاوما بين الآية الثانية التي لا يفهمها ولا يعرفها حتى بدلالة كلمة(وما نسخها شيء)، كانت هذه المفروض تنبهه لكن الرجل ليس لهأي علاقة بكتب السنة ولا بكتب أهل العلم يطلع يقول هذا الكلام .هذه كانت جزء منالاعتراضات التي اعترض بها الرجل على الإمام البخاري رحمة الله عليه لأنه لا يفهمالقصة كيف تسير .
نعود أخيراً إلى قصة البقرة لأنني الحقيقةأخذتها سريعاً وهي
:أنه يقول أنالبقرة تكلمت على عهد النبي ﷺ وأنا أوضحت في الحلقة الماضية أن الإمام البخاري ذكرهذا الحديث في ثلاث مواضع من الصحيح ولكن لم أذكر المواضع.
الْمَوَاضِع الَّتِي ذَكَر فِيْهَاالْبُخَارِي قِصَّة الْبَقَرَة:
الموضع الأول:ذكره في كتاب الأنبياء في ذكر بني إسرائيل مما يدل على أنالقصة وقعت في بني إسرائيل.
الموضع الثاني : رواه في مناقب أبي بكر لماذا ؟لأنه النبي ﷺ قال: "بَيْنَمَا رَجُل يَسُوْق بَقَرَة إِذ رَكِبَهَا فَالْتَفَتَتإِلَيْه وَقَالَت : مَا لِهَذَا خَلَقْنَا ، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْث ، فَقَالالْنَّاس: سُبْحَان الْلَّه بَقَرَة تَتَكَلَّم !فَقَال الْنَّبِي ﷺ: فَإِنِّيأُوْمِن بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر"فوضع بذلك الحديث في مناقب أبي بكر لماذا ؟
يريد أن يقول :إذا كنتم تعجبتم من هذا فلو أن أبا بكر سمعهذا لما عجب ولصدق فهذا إشارة إلى قوة إيمانه وتصديقه إذ أنه لن يعجب إذا سمع مثلهذا من النبي ﷺ مثلما عجب الناس فهو فوقهم في التصديق وفي الإيمان ، ولذلك أبو بكروعمر لم يكونا جالسين في هذه الجلسة وفي الرواية قال:"وما هما ثم،"أي لم يكوناموجودان في هذه الجلسة التي حكى فيها النبي ﷺ هذا الحديث
وروى نفس الحديث في مناقب عمر أيضا لأنه قال:فإني أومن بهذا أنا وأبو بكروعمر
فواضح أن البقرة لم تتكلم في زمن النبي ﷺ ، وأبو بكر لم يراها ولا عمر رآها؟؟ فالرجل متسرع في القراءة ، يتمنى أن يجد غلطة في البخاري لكي يطلع ويقول : نحنهنا !!وأنا بفهم وأستدرك على البخاري وهذا الكلام!!
وكان يحكم الحلقة المحاوران ، والمعترض وأحد شيوخ الأزهر وفي شاب من الدعاةالجدد واضح أنه عنده ثقافة أحسن من الشيخ الأزهري بكثير ، ولكن يبدو أنه إما لصغرسنه لم يستطع أن يطرح الموضوع طرحاً صحيحاً ، أو لأن المحاور لم يعطيه فرصة ليكمل . فماذا يقول له هذا الأخ :يقول له أن هناك ما يسمى برواية ودراية ، فالبخاري كتابهأصح الكتب.

وَمِمَّا اعْتَرَض بِه عَلَي صَحِيْحالْبُخَارِي أَن بِه سَبْع مَوَاضِع يَقُوْل فِيْه عَنفُلَان
فقام هذا المعترضالمغبون قال له : أصح إيه؟ إذا كان البخاري فيه سبع مواضع يقول فيه عن فلان ( ف ل أن ) هو هكذا تهجاها له وتقولوا لي أصح كتاب!!طبعا هو يريد أن يقول من ( ف ل أ ن( هذه ، يريد أن يقول أن ( ف ل أ ن) يعني مجهول والمجهول معروف أن روايته لا تقبل ،فيقول : أن البخاري فيه سبعة مواضع–وطبعا لا يوجدفيه سبعة مواضع ولا شيء ولكن فيه أقل من ذلك طبعا–ولكن أنا أتيتلكم بموضع واحد لكي أظهر لك الفضيحة التي وقع فيها هذا المغبون :
الْمَوْضِع الَّذِي رَد بِه الْشَّيْخ إِسْنَاد فِيْه (عَنفُلَان) فِي الْبُخَارِي عَلَي الْمُعْتَرِض:
وأظهر لك كيف يتصرف البخاري في هذا الموضوع وهل فلان هذامجهول ؟ أم لا وطبعاً خبر المجهول غير مقبول لأن الأصل في الراوي العدالة والضبط ،العدالة تتعلق بالديانة والضبط يتعلق بالذاكرة ، فلابد للراوي أن يكون ديناً خيراًوفي نفس الوقت لابد أن يكون حافظاً متقناً ، فلو البخاري فيه فلان على رسم الجهالةكان يبقى لهذا المعترض حق ولكن هل البخاري فعلاً فيه فلان وهو مجهول لا يعرف ؟
هنا أيضاً كتبت الإسناد أو الحديث ورسمت الرسمة أيضا كي أبينلكم جهل هذا المغبون :

الحديث الأول هو حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:البخاري في كتاب اسمه استتابة المرتدين–أنا كاتب ( خاستتابة ) أي البخاري رواه في الاستتابة :قال حدثنا موسى ابن إسماعيل–موسى ابن إسماعيل هذا أبو سلمة أبو ذكي من مشايخ أحمد أيضا، قال حدثنا أبو عَوانة اسمه وضَّاح ابن عبد الله اليشكري من طبقة شعبة وهؤلاءالجماعة–عن حُصين ابن عبد الرحمن عن فلان–هذه الروايةوقعت في البخاري–أن أبا عبد الرحمن السلمي ورجل آخر اسمه حبان ابن عطية–أظن- عن علي ابن أبي طالب–إذن هذا هوإسناد البخاري موسى ابن إسماعيل أبو ذكي قال حدثنا أبو عوانة عن حصين فلان–الذي يقول فيه ( ف ل أ ن ) -عن أبي عبد الرحمن السلمي .
أقصُّ لكم الحكاية الآن لهذاالحديث: أنا أكتب فوق علىالسبورة : حديث روضة خاخ يعنيإيه ؟ أنا أسميه ذلك(حديث روضةخاخ(يقول:أن أبو عبد الرحمن السلمي وكان عثمانياًالتقى مع حِبان ابن عطية وكان علوياً ،_كان عثمانياً أي كان يقدم عثمان على علي في الخلافة ، أماابن عطية فكان يقدم علياً على عثمان ، هذا معنى وكان عثمانيا وكان علويا_":أبو عبد الرحمن السُلّمي–وهو العثماني الذي يرى أن عثمان أحق بالخلافة من علي كما هومذهب المهاجرين والأنصار–قال لابن عطية : أنا أعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء,قال له ابن عطية : ما هو لا أبالك–لا أبا لك هذاليس سباً هذه كلمة مثل ثكلتك أمك الذي كان النبي ﷺ يقولها لمعاذ ابن جبل وأبي ذروجماعة من الصحابة–فقال له : "إني سمعتهيقول"–هذا الذي يقول إني سمعته يقول أبو عبد الرحمن السلمي أيسمعت علي ابن أبي طالب يقول _ : وذكر قصة حاطب ابن أبيبلتعة _ .

خلاصة القصة:
أن حاطباً_رضي اللهعنه_كتب كتاباً يُفشي فيه بعض أسرار النبي ﷺ الحربية وأنه سيغزوقريشاً في وقت معين فكتب هاتين الكلمتين وأرسل امرأةً بهذا الكتاب إلى قريش ينبههاإلى أن النبي ﷺ سيغزوهم في وقت معين لكي يأخذوا استعدادهم قامت المرأة بلف الورقةوضفرت شعرها على الكتاب بحيث أن لا يخطر على بال أحد أن الكتاب بداخل هذه الضفيرة ،والكتاب عبارة عن ورقة ملفوفة. فنزل جبريل عليه السلام على النبي ﷺ وقال له أن هناكامرأة في مكان اسمه روضة خاخ في عُقاصها كتاب–العُقاصهو الضفيرة -.النبي ﷺ أرسل علي بن أبي طالب والمقدادابن الأسود وأبا مرثدٍ الغنوي قال لهم يوجد واحدة جالسة في روضة خاخ معها كتاب ،ائتوني به. انطلق هؤلاء الثلاثة ، فعلي ابن أبي طالب قال لها :"هات الكتاب ، قالت : ما معي من كتاب فقال لها : أخرجي الكتاب أو لنقلبنالثياب"–فلماعلمت أن القصة هكذا فكت الصفيرة وأعطت لهم الورقة ,فأخذوا الورقة وذهبوا بها إلىالنبي ﷺ وإذا في الورقة مكتوب فيها:"من حاطب ابن أبي بلتعة إلى نفر منالمشركين"معينين يخبرهم بأمر النبي ﷺ ،"فأرسل النبي ﷺ إلى حاطب ، لم يكن جالساً"، وفي رواية"أنه كان جالساً"، لا يوجدتناقض لماذا ؟ لأن الرواية التي تقول أنه أرسل إليه هذه متقدمة على رواية كانجالساً–يعني أرسل إليه فأتى فجلس- فلا يوجد تناقض بين الروايتين ،وقرأ الكتاب أمام حاطب ، طبعا أُسقط في يديه ، فعمر ابن الخطاب أول ما سمع الكتاب،" قَام فَأَخْرَج الْسَّيْف وَقَال لِلْنَّبِي ﷺ: دَعْنِيأَقْطَع عُنُق هَذَا الْمُنَافِق إِنَّه خَان الْلَّه وَرَسُوْلَه وَالْمُؤْمِنِيْن، فَقَال حَاطِب: يَا رَسُوْل الْلَّه لَا تَعْجَل عَلَي–أَي دَعْنِي أَقُوْل حُجَّتِي–فَو الْلَّه مَا فَعَلَت هَذَا كُفّرَاًوَلَا رَضّاً بِالْكُفْر بَعْد الْإِيْمَان وَلَكِن لْكُل وَاحِد مِنْهُم قَرَابَةهُنَاك–عَشِيْرَة يَعْنِي تَحْمِي قَرَابَتِهِم هُنَاك–وَأَنَا قَرَابَتِي لَيْس لَهَاعَشِيْرَة تَحْمِيْهَا ، فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ يَدَاً عِنْد قُرَيْش حَتَّى لَايُؤْذُوْن قَرَابَتِي ، فَقَال ﷺ : صِدْق ، فَعُمَر ابْن الْخَطَّاب قَال: دَعْنِيأَقْطَع عُنُقِه ، فَقَال لَه : وَمَا يُدْرِيْك يَا عُمَر لَعَل الْلَّه اطَّلَعإِلَى أَهْل بَدْر فَقَال أَعْمَلُوْا مَا شِئْتُم فَقَد غَفَرْت لَكُم فَبَكَىعُمَر"هذا هو الحديث الذي رواه البخاري بهذا الإسناد .
نعود إلى اللوحة :

قلت لكم أن البخاري رواه في كتاب المرتدين عن موسى ابنإسماعيل ،التبوذكي عن أبي عَوانة عن حصين عن فلان–من فلان هذا–وضح فلاناً هذا عفان ابن مسلم عند الإمام أحمد في مسندهوعند الإسماعيلي في المستخرج قال أحمد: حدثنا عفان–لأنالإسماعيلي لا يصل إلى عفان إلا براو وأحيانا براويين أيضاً لأن عفان من شيوخ أحمدابن حنبل ومن كبار شيوخ البخاري والإسماعيلي يصل إلى طبقة المشايخ الكبار براو أواثنين ، أحمد قال: حدثنا عفان ، قال حدثنا أبو عَوانة–لأن رواية أبوعَوانة وحدها جئت بها وحدها هنا وفصلت هؤلاء الرواة لأني سأعود لهم مرة ثانية ،عفان قال: حدثنا أبو عوانة عن حصين ابن عبد الرحمن عن سعد ابن عبيدة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي ابن أبي طالب.إذن البخاري عندما روى هذا الحديث عن موسى ابنإسماعيل التبوذكي أبهم شيخ حُصين، إنما عَفان صرح به ، فمن الذي أبهم مرة وصرَّحمرة ؟أبو عوانة .فكان أبو عَوانة مرة يقول حُصين عن فلان وكان مرة يقول حُصين عنسعد ابن عُبيدة فيسميه ، فيأتي من يقول : طالما عَفان وهو من شيوخ البخاري طالماأنه سماه لماذا لم يأت به ؟ أقول لك أن البخاري سماه هنا في رواية عبد الله ابنإدريس ، وفي رواية هُشيم ابن بشير في كتاب الجهاد ، فالبخاري روى الحديث عن عبدالله بن عمرو ابن إدريس من طريق هُشيم ابن بشير كلاهما عن حُصين ابن عبد الرحمن عنسعد ابن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلمي َعن علي ابن أبي طالب ، وكذلك رواه محمدابن فُضيل عند مسلم عن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ورواه خالد ابن عبد اللهالواسطي عند مسلم وأبي داود ، هؤلاء الأربعة مع أبي عَوانة أصبحوا خمسة هؤلاءالخمسة يروونه عن حُصين ابن عبد الرحمن عن سعد ابن عُبيدة وسعد ابن عُبيدة هذا كانزوج ابنة أبي عبد الرحمن السلمي هؤلاء الخمسة عن علي ابن أبي طالب، إذن البخاريعندما قال عن فلان هو مسمى عند البخاري أيضاً في صحيحه في موضعين ومسمى عند مسلمأيضاً ومسمى عند أبي داود ومسمى عند البيهقي في دلائل النبوة وعند آخرين ممن روواهذا الحديث .
إذن البخاري عندما يقول عن فلان جاء مبهماً لأنموسى ابن إسماعيل تلقى هذا الحديث عن أبي عَوانة فلا ضير على البخاري إذ سماه فيمواضع أخرى من صحيحه ونحن نعرف أن البخاريله:

طَرِيّقْتَه فِي رِوَايَةالْحَدِيْث
:أنه قد يروي الحديثالواحد في أكثر من موضع ولكن لا يرويه في كل المواضع بإسنادٍ واحد ، قلما يقع هذابالبخاري بل لابد أن يغير شيئاً في الإسناد إما يرويه عن شيخ آخر وإما أن يكون شيخالشيخ مختلفاً أو شيخ شيخ الشيخ مختلفاً ، يعني البخاري لا يأتي بالإسناد من أولهإلى آخره هكذا مُكرِراً له بدون ما يكون فيه داع قوي وإلا هو قلما يفعل هذا بل لابدأن يغير .
فأنا لكي أعرف المبهم -وهو الغير مذكور في الإسناد أي غير معروف من هو - فأرى هل البخاري روى هذا الحديث في موضع آخر وسمى هذا الفلان أم لا؟ هذه هي الطريقةالعلمية ، إنما إذا جاء هذا المبهم في المتن كأن يقول : أي صاحبي مثلاً كأبي هريرة : جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله كذا وكذا .
الْمُبْهَمَات فِي الْمَتْن لَهَا كُتُب مَخْصُوْصَة مِنْهَاكِتَابَان مَشْهُوْرَان أَشْهَرُهُمَا كِتَاب الْخَطِيْبالْبَغْدَادِي:و� �و اسمه.
الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة:وهذا منشور فيمجلد ضخم يأتي لك بالحديث أن : سهل بن ساعد الساعدي مثلاً- لكي نأتي بحديث حقيقي -:قال: "بَيْنَمَا نَحْن عِنْد الْنَّبِي ﷺ إِذَاجَاءَت امْرَأَةٌ فَقَالَت يَا رَسُوْل الْلَّه إِنِّي وَهَبْت نَفْسِي لَك ،فَصَعَد الْنَظَر إِلَيْهَا وَصَوَّبَه ثُم خَفَض رَأْسَه وَسَكَت -فَالْمَرْأَةعَرَفْت أَن الْنَّبِي ﷺ لَا حَاجَة لَه فِيْهَا–فَقَال رَجُل يَجْلِس فِي الْمَجْلِسزَوِّجْنِيْهَا يَا رَسُوْل الْلَّه - لَمَّا تَأَكَّد أَن النَّبِي لَايُرِيْدُهَا قَال لَه زَوِّجْنِيْهَا يَا رَسُوْل الْلَّه قَال لَه مَا مَعَك ؟قَال لَه : لَيْس مَعِي شَيْء قَال لَه : الْتَمَس وَلَو خَاتَما مِن حَدِيْد ،قَال لَه لَيْس مَعِي ، فَأَدْبَر الْرَّجُل ، فَنَادَاه ، فَقَال: تَحْفَظ شَيْئاًمِن الْقُرْآَن ؟ قَال نَعَم أَحْفَظ كَذَا وَكَذَا ، قَال : زَوَّجْتُكَهَا بِمَامَعَك مِن الْقُرْآَن"
الشاهد من الحديث:إذن أنا عندي هنا المرأة مبهمة–اسمها غيرمذكور–والرجل الذي قال زوجنيها لا نعرف من هو ، فيأتي الخطيب هنابالرواية التي مثل رواية البخاري المبهمة هذه ثم يروي الحديث من طريق آخر فيسمي فيهالمرأة ويسمي فيه الرجل كأن يقول جاءت فلانة الفلانية إلى النبي ﷺ وقالت : "إني وهبت نفسي لك ،"ثم يكمل المتن ويقول: فقال فلان الفلاني زوجنيها يا رسولالله–ويسميه–.
وَالْمُبْهَمَات فِي الْمَتْن كَثِيْرَة فِيالْبُخَارِي حَوَالَي مَائَة وَثَمَانُوْن أَو مائتان مَوْضِعَا أمَا الْإِبْهَامفِي الْإِسْنَاد فَهُو مَعْدُوْد جَدَّا:
عند البخاري وكله بهذه الطريقة التي أذكرها إما أن يُسَمَّيهذا الراوي في صحيح البخاري نفسه ، وإما أن يُسَمَّي في رواية كتب من كتب السنة روتالحديث بنفس الإسناد ويكون للبخاري عذر في أنه رضي بهذه الرواية واختارها ليس أنالراوي مجهول ( ف ل أ ن ) لا نعرف أصله ولا فصله ! هذا الكذب غير موجود في البخاريأساساً .فأنا أريد أن أقول لهذا الرجلوأمثاله.
يَا نَاطِح الْجَبَل الْعَالِي ليُوَهنّه

أشْفِق عَلَى الْرَّأْس لَا تُشْفِق عَلَىالْجَبَلِ .

ولنا جولات إن شاء الله وصولات أخرى مع أمثالهؤلاء وأنا أرجو أن يستفيدوا من كلامي هذا ، وإن كان هناك أحد عنده اعتراض يتصل بيأو يطلع على أي قناة فضائية يقول ونحن خلفهم بالمرصاد إن شاء الله.

أَقُوْل قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الْلَّهالْعَظِيْم لِي وَلَكُم ، وَصَلَّي الْلَّه وَسَلِم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنامُحْمَّدَّ وَالْحَمّد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن.
تمت بحمد الله نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن )





* * * *