المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات من المدرسة القرآنية بالديور



أهــل الحـديث
24-05-2012, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



ذكريات من المدرسة القرآنية بقرية الديور (1)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد

_ ساحاول الاختصار قدر الامكان حتى لايمل القارئ _

بعد قضاء قرابة عشرة اشهر في مدرسة اولف بولاية ادرار قررت انا وبعض الاصدقاء
الانتقال الى مدرسة كانت قد فتحت عن جديد بقرية الديور بلدية قرومة دائرة الاخضرية ولاية البويرة .

قرية الديور بلدة جميلة تبعد عن بلدية قرومة حوالي اربعة كليومترات
تقع هذه القرية في منطقة غابية تحيط بها الغابات والحدائق
تلك المنطقة في غاية الروعة والجمال فسبحان الخالق الرازق
كانت مدرسة الديور قد فتحت باب استقبال الطلبة وكنا من اوائل الملتحقين بها
كان اغلب الملتحقين الاوائل من الذين درسو سابقا باولف .
ومع مرور الايام التحق عدد اخر بالمدرسة .
اشتهر امر المدرسة وارد الكثير الالتحاق بها
ولكن امكانية المدرسة لم تكن تسمح باستقبال عدد كبير
كان عدد الطلبة قرابة الثلاثين طالبا .
مع بعض الطلبة من ابناء القرية
مدرسة الديور يتوسطها مسجد وفناء متصل بمدخل المسجد
وهناك قاعاتان احدهما اكبر من الاخرى لنوم الطلاب
وغرفتان ملتصقتان بالمسجد احداهما لمدراسة القران والاخرى كانت للشيخ رابح .
الدراسة كانت اما في المسجد او في احدى الغرف او في الساحة .
_الشيخ رابح من المدية امام المسجد والمسؤول عن المدرسة _لم يكن الشيخ كبيرا في السن كان انذاك في الثلاثينيات من العمر ._
_المدرسة كما سائر القرية وسط منطقة غابية شبه جبلية تحيط بها الحدائق والغابات .
في منظر جميل ماتع رائع
كنا نتناوب على شؤون المطبخ فكل يوم يكلف اثنان بالطبخ وما معه من نظافة المطبخ وقاعة الاكل .
كان هناك شيخ اخر بالمدرسة اسمه احمد كان يدرس الاطفال الصغار من ابناء القرية القران ويؤم الناس في حال غياب الشيخ رابح
كنا في المدرسة مثل العائلة الواحدة
الاجواء جميلة و ومفيدة
كان الطلبة مكلفين بالاذان ..
فكنا نتسابق من يؤذن ؟
كل واحد يريد ان يكون هو المؤذن .
وما اروعها من لحظات وانت ترفع صوتك بالنداء للصلاة ...
فيسمعك ويشهد لك البشر والشجر والحجر...
ويتردد صوت المؤذن و كلمات الشهادة في انحاء القرية وفي تلك الغابات ..
الله اكبر ما اروع ذلك الشعور وما اجمل ذلك الاحساس
كان الشيخ رابح امام المسجد والمشرف على المدرسة طيبا حسن الصوت
نشات بيننا وبينه علاقة اخوية طيبة
ولم تكن هناك تلك الحواجز التي بين التلميذ وشيخه او بين المسؤول والطالب
الطلبة مجتهدون في الحفظ والمراجعة والمدارسة
وان اختلفت درجة الاجتهاد من طالب لاخر
فبعض الطلبة اكثر اجتهادا في الحفظ والمراجعة وفي العبادة وكثرة الصوم والصلاة
وهذا الصنف من الطلبة كان يمثل القدوة في الاجتهاد والحرص والعبادة
كان هؤلاء يبعثون في المدرسة جوا من التنافس وشحذ الهمم
بعد صلاة الصبح في المسجد يجلس بعض الطلبة
في اماكنهم التي صلو فيها لاداء اذكار الصباح وقراءة القران الى طلوع الفجر ثم صلاة ركعتين
وصنف اخر يشتغل بقراءة القران وحفظ الورد من بعد الصلاة مباشرة .
ويذهب اخرون _من الذين سهرو في الليل _ للنوم قليلا واخذ قسط من الراحة
بينما ينصرف الطالبان المكلفان بشؤون المطبخ لذلك اليوم لاحضار الخبز من قرومة ثم اعداد فطور الصباح
وبعد طلوع الشمس بقليل يجتمع الطلبة لفطور الصباح
_بعد الافطار يعودون بعضهم الى المسجد واخرون الى القاعة للحفظ والمراجعة
بعدها يؤدي بعض الطلبة صلاة الضحى .
يختلف الطلبة في طريقة الحفظ
فبعضهم يفضل الجلوس في مكان واحد وتكرار ما يريد حفظه
وهناك من يفضل الجلوس ووجه الى الحائط لكي يركز اكثر .
ويفضل صنف اخر الجلوس في الزاوية ووجه الى الحائط
بينما يفضل اخرون المشي في المسجد او القاعة اثناء الحفظ او المراجة
وهناك من يجمع بين المشي احيانا والجلوس احيانا اخرى
كما يختلفون في قدر الجزء الذي يراد حفظه كل يوم
وفي عدد مرات تكرار الورد المراد حفظه تبعا لاختلافهم في سرعة الحفظ وقوة الذاكرة .

فيوجد من هو سريع الحفظ وقوي الذاكرة وهناك من حاله على العكس
وهناك من امره وسط بين هذين
كان بعض الطلبة يكرر ما يريد حفظه اكثر من مئة وخمسين مرة وهناك من يكرره اكثر من ذلك
وبعضهم اقل ..
يقوم الطلبة بعرض ما تم حفظه على بعضهم البعض وهكذا الى قرب الزوال
عندها ينصرف بعض الطلبة الى الرحة و اخذ قيلولة قصيرة
الى قرب موعد الغداء .
بينما يواصل اخرون الحفظ والمراجعة
يكون تناول الغداء غالبا قبل صلاة الظهر .
بعد ذلك يؤدي الطلبة صلاة الظهر في المسجد .

اتوقف هنا وا كمل باذن الله تعالى في الجزء الثاني من ذكريات مدرسة الديور .باذن الله تعالى
___________

وكتبه محمد بن العربي التلمساني