المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ملفات خاصة 04 ) ... عندما غنت المطربة ( أنغـام ) يا ( طيـب ) !



االزعيم الهلالي
23-05-2012, 02:30 PM
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR9CZzvT5rgy57a_WHAJcUrYg4yaa9wv 6-lkkQDoidkQ6NnHKSTSXrt-a4X3g

يا أعز وأغلى وأطيب قلب ..
فسر للعالم معنى الحب ..
وان شاوروا وقالوا عليك طيب ..
خليك هنا من قلبي قريب ..

وكفاية تكون إنسان ..
في زمان .. فيه طيبة القلب بتتعيب ..
يا طيب !

اتذكر كلمات هذه الأغنية جيدا عندما كنت في المرحلة الجامعية .. واتذكر انها راقت لي كثيرا .. فقد كانت بالنسبة لي ذات شخصية مختلفة عن كثير من الأغنيات التي تعرض على شاشات التلفاز بدعوى ( الفن ) ! .. والحقيقة ان ما يقدم لنا هو ليس فنا إنما رذيلة فضائية تم تغليفها بـمسمى الفن ! .. مثلما تقدم الخمور في الفنادق وخطوط الطيران العربية بدعوى إنها مشروب روحي ! .. ويقدم اللصوص بانهم مستثمرين .. والطغاة بأنهم قادة مبجلين !

لذلك كان الفن رغم جماليته من وجهة نظري ( رذيلة فضائية ) ! .. وذلك لكون المطربات قد مارسن على الهواء مباشرة كل فنون الحب والاغراء التي تمارس عادة في الغرف المغلقة .. بعد ان تشلحن وتعرين وتبطحن واهتزين ولم يبقى سوى ان يكتبن في نهاية الكليب بعد ان اظهرن قدراتهن الخاصة أن ( سعر الليلة بكم ) ! .. لذلك كانت اغنية ( انغام ) في حينها بالرغم من بساطة كلماتها وخلوها من العروض المثيرة الا انها تحمل قيمة جمالية افتقدناها في حياتنا واصبحنا ننظر اليها بازدراء وهي وصف الانسان والتغني بكونه : طيب !


اتذكر قبل عدة سنوات .. ان كانت احدى شقيقاتي في نهاية المرحلة الاعدادية .. هذه المرحلة من وجهة نظري وما تليها الثانوية التي تتشكل فيها بداية خبرات الانسان والقيم التي يعتقدها ويتبناها .. وكانت شقيقتي في حينها لديها زميلة رافقتها في سنوات الدراسة الابتدائية والاعدادية من بعدها .. وكانت تعزها معزة كبيرة جدا .. الا ان كان هنالك موقف اختلفت فيه وجهات النظر واحتد الخلاف الى ان وصل في النهاية الى طوي صفحة تلك الصداقة ومضى كل في طريقه ،،،

كان أثر الألم باديا على شقيقتي في تلك الايام .. وكنت استشعر مشاعر تلك الطفلة التي اصبحت تتقدم في الحياة وتتسع لكي تلتقي عالم من البشر لن يكونوا بالضرورة كما اعتادت في عالمها الصغير ( المنزل ) ! .. وكنت في حينها على قناعه ان هذه الاحداث بالرغم من بساطتها الا انها اذا لم توجه بالطريقه الصحيحة في بدايتها فقد تذهب بالشخصية التي نتطلع اليها فيمن نحب الى علامات استفهام سوف تشغل تفكيرهم طويلا ..

اتذكر انني اخذتها في نزهة معي بالسيارة .. وتطرقت في الحديث بيننا عن صديقتها التي جحدتها :) .. واتذكر انها قالت لي : ليش دائما عندما نكون طيبين ومهذبين ونراعي مشاعر الناس فأن الآخرين لا يحترموننا .. وعندما نكون سيئين الكل يخاف منا ويحترمنا ؟!

استمعت الى تساؤلها وانا اشعر بالخوف ! .. فالفتاه اصبحت ترى الطيبة خطأ .. بينما غير ذلك هو الطريق الصحيح !

قلت لها وانا اتعمد استفزازها : وانت ليش طيبة ؟!

قالت لي : انا غلطانة ! .. ولكن لن اكون طيبة بعد اليوم ؟! ( يا لطيف :) )

قلت لها : الأمور لا نأخذها بهذه الطريقة ! .. أو بطريقة المسلسلات التي تظهر لنا الشخص الطيب الذي يسخر منه الناس ويتحول الى شخص شرير قادر ان ينتقم ويسخر من كل الناس ! .. دائما فكري قبل ان تعملي اي عمل .. لماذا تعمليه ؟! .. ان كنت تعمليه من أجل الله وتطلبي الثواب من الله وان الله يكرمك ويدخلك الجنه .. فلا تزعلي من العمل الطيب .. فأن شكرك الناس فالحمدالله .. واذا لم يشكرك الناس .. فليس من بأس .. لأن الله سوف يشكرك .. ونحن نحب الله ونحب ان يحبنا الله .. والله يحب الطيبين ،،،


هنالك موقف حدث معي في تجربة عمل .. حيث كان مطلوب مني عندما التحقت باحدى الشركات بعض المهام للتطوير وعندما باشرت بها طلب مني التوقف ! .. رأيت انه من غير اللائق الاستمرار في مهام عملي طالما أنني لن استطيع التطوير والتصحيح فيه فتقدمت بطلب اعفائي من مهام عملي .. وتفاجأت بعد ذلك ان اصطدم طلبي باستياء وغضب رئيس مجلس ادارة تلك الشركة الذي طلب مني التطوير وبعد ذلك طلب مني التوقف ومن ثم اصبح مستاء لماذا اريد ان اترك العمل ! .. اتذكر حتى لا نخرج عن اطار الموضوع ان وصلني خطاب كان من ضمن محتواه اغرب عبارة قرأتها في حياتي وهي كالتالي : ( نحن طيبين نعم .. ولكن طيبتنا لا تعني انك تستطيع ان تفرض استقالتك علينا ! ) .. واتذكر ان رددت على ذلك الخطاب وكان من ضمن فقراته : ( اذا كنت طيبا فذلك ليس عيبا فنحن ايضا طيبين .. والطيبة من صفات الكرام ) ،،،


يبقى السؤال لأخلاقنا الاسلامية وعاداتنا العربية :

هل اصبحت صفات ( الطيبة ) من العيوب التي يجب التخلص منها ؟!



اللهم اجعلني طيبا .. وارزقني صفة الطيبين وخلقهم .. واجمعني بهم .. وأحشرني معم .. اللهم آمين ،،،



ودمتـم طيبين