المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تراني على الحقّ!؟ (حاملي لواءِ الشّريعة)!



أهــل الحـديث
23-05-2012, 09:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



أيّها المُؤمن ... يا طالبَ العلم .. أيّها العالم!

إنّني وربّي ممتنّةٌ لكم أيّما امتنان! وأعجزُ عن وصف تأثيركم عليَّ وعلى مسيري العلميّ والتّربويّ!
فأنتم من علّمني وربّاني! وغرسَ الأدبَ في عقلي ووجداني!
لقد ربّيتموني مُذ اخترتُ -لنفسي هذا الطّريق- على التحلّي بحليةِ طلبة العلم!
أن أجلَّ هذا العلمَ وأجلَّ أهله!
وعلمتُ منكم -زادكم ربّي عملاً وعلماً- ضرورةَ العملِ بهذا العلم ، والتديُّن فيه نهجاً وعقيدة!

ثمّ أنّي تربّيتُ واعتدتُ أن أتشبّث في أيّ طريقٍ أسلكُه بـ(الحقِّ) ، وأن أجعلَهُ صوبَ عينيَّ أينما ولّيتُ وجهي!

فما كانَ من حقٍّ لزمتُه! وما كانَ من باطلٍ تركته واجتنبته اجتناباً لا رجعةَ فيه!

وأنا الآن أرى حقّاً جليّاً واضحاً بيّنا .. كما الشّمسِ في كبد السّماء!

عدتُ حيثُ شريعتي وعقيدتي وديانتي وفطرتي ؛ فوجدتُها -جميعاً- تحضُّني -حضّاً شديداً- على التماسِ هذا الطّريق وتدفعُني إليه!

لكنّني -حقيقة- رأيتُ أنّ هذا الحاضّ حريٌّ بالرّجالِ أن يلتفتوا إليه ؛ لكونهم المكلّفينَ -ويرونَ من يُناشدُهم - ليختاروا السيرَ على هذا الطّريقِ!

( هم )!
من يجدُرُ بهم أن تتحرّك دماؤهم في عروقهم حينَ يسمعونَ المنادي لهذا الطّريقِ العظيم!

وهم يروْن بأمِّ الأعيُن صنُوفَ العذابِ والقتلِ والحرقِ يحلُّ بإخوانهم المُسلمينَ في (الــشـــآااام)!؟

وهم يرونَ أعراضَ أخواتهم المُسلمات تُنتهك ، وتُداسُ وجوهُهُنَّ ( الحييّةِ ) بأقدامِ الرِّجسِ والدّنَس!
وهم يرونَ أطفال وأبناءَ المُسلمينَ في مهانٍ وذُلٍّ وخوفٍ وفزع!

بالله عليكم ...من يُدركُهم !؟

إخواننا ..
إخواننا ..
إخواننا ..

أنتركهم للصّليبيّنَ والمجوس يرغموهم على الكُفرِ والضّلال!؟

أنتركهم لمن لا يرقبونَ في مؤمنٍ إلّا ولا ذمّة!؟


أطفالُنا يُتّموا ... وشُرِّدوا ... صاروا يرتجفونَ كلّما سمعوا صوتاً هنا أو هُناك!
نساؤنا ورجالُنا ذبحوا ... حُرِّقوا ... دفنوا ... حوصروا ... جوِّعوا ...شوّهوا ، ومُثّل بأجسادهم ووجوهم!

من لهم؟

من يزيلُ الظّلم عنهم؟

من يكفكفُ دموعَ الأمّهات والأرامل والأطفال!؟

نحنُ هُنا نجلسُ على موائدِ الطّعام ، وهم يجلسونَ على موائدِ القتلى والجرحى!
نحن هنا نقلّب القنوات والمواقع وننظر لما يحصُل إليهم ونحنُ مكتوفي الأيدي! وهم يعيشونَ تحتَ القصفِ والذّبحِ والحرقِ والدّمار!

يا رجالنا ... يا علمائنا ... يا قادَتنا ... يا حُكّامَنا ... يا دُعاتَنا ... ما ذا بقي !؟

باللهِ أخبروني!؟

دماءُ إخواننا تُراقُ في الطّرقات!
أخواتُنا انتُهكت أعراضُهن!
الأطفال يصرخونَ من الخوفِ والتشرُّدِ والجوع!

ألسنا أمّةَ الإسلام على قلبِ رجلٍ واحد!؟
ألسنا جميعاً أعضاءَ لجسدٍ واحد!

إذا اشتكى منّا عضوٌ تداعى لهُ سائرُ الجسد بالحُمّى والسّهر!؟

بالله لو كانَ أولئك إخوانُنا من آبائنا ؛ أكُنّا نجلس لا نحرّك ساكناً ونحنُ نراهم يعذّبونَ ويحرقون ويُدفنونَ أحياء!؟

فبالله يا رجالنا .. بالله! أروا الله منكم ما هو فرضٌ واجبٌ عليكم!

ابذلوا جهدكم من أجل دفعِ هذا العدوّ الطّاغي الكافر!

أزيلوا حاجزَ الخوف الذي أجدهُ -وأقولُها متأسّفة- يطوّقُ عناق بعضِ الدُّعاة وأهل العلم!؟

ولستُ أدري -حقيقة- بما يُقابل طالبُ العلم مولاه حينَ يقول له : علمتَ وأبصرتَ (الحقَّ) ولكنّك تغافلتَ ، وما انتهبهت من أجلِ حُطامِ دنياً زائل!؟

والله لا أدري ما قيمة هذه الدُّنيا!؟ ما قيمة الخوف من سلاطينها!؟ ونحنُ نرى مساجد المسلمين تدنّس! ومعابدهم تنجّس ، وكتبهم توطئ بالأقدام وتصبُّ عليها النّجاسات!؟

هلّا إنصافاً يا مشايخَنا يا علمائنا! هلّا كلمةَ حقٍّ في وجهِ سُلطان! هلّا نهضةً .. نهضةَ رجال!
نهضةَ أبطال!

إنّني وربّي -لا أزالُ- أومنُ أنَّ في ديني رجالٌ أبطال!
يزأرونَ زئيرَ الأسودِ حينما يرونَ حرماتِ هذا الدّين العظيمِ تنتهك!
رجالٌ ... لا تأخذهم في اللهِ لومةً لائم!

رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه فمنهم من قضى نحبهُ ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا!

رجالٌ لا يلتفتونَ يمنةً ولا يسرة إلّا وأفواههم تُردِّد :

دمُ الإسـلامِ وآ ألمي يسـيحُ ...
ومـاذا قـد أقــولُ لــهُ وهـــذا ... نـداءُ الحـقِ في شـفتي ذبيحُ
شعوبُ الأرضِ في دَعةٍ وأمنٍ ... وهذا الشعبُ تنهشُه القروحُ
شعوبُ الأرضِ في دَعةٍ وأمنٍ ... وهذا الشعبُ تنهشُه القروحُ
تناوشـه الطغـاةُ فأيـن يمضـي ... وهل بعد النزوحِ غـداً نزوحُ
فكم هـدمَ الطـغـاةُ هـنـاك بيتاً ... على أنقاضِـه سـقطَ الطمـوحُ
وكم سـفـكوا دمـاً حــراً أبـيـاً ... فما وهنوا ولا وهنَ الجـريحُ
وكالأشجار تنتصبُ الضحـايا ... صِـلابـاً لا تُحـرِكُـهـن ريــــحُ
فما سمع الكبار لهم صراخـاً ... وما نطـق العيي ولا الفـصيحُ
على أي الجنوبِ سـأسـتريحُ ... وهذا الجرحُ في كبدي يصيحُ!؟

وإن كانَ يصعُبُ عليَّ أن أوجّهَ ، ومن أنا! نداءاً لعلماءنا ودُعاتِنا ومشايخنا!

لكنّني لا أجدُ بُداً من ذلك!

فقد طمى الخطب!
وعمّت البلوى!
وبلغَ السيلُ الزّبى!

ولم يبقَ غيرَ :

نهضةٍ من علمائنا ودُعاتِنا يُشاركونَ فيها شبَابَ هذا الدّين ، الذين تقطّعت شرايينُ حلقهم ، وهم يصدحونَ بكلمةِ الحقّ ، وينادونَ لإعلاءِ كلمة الله ونُصرةِ هذا الدِّين وأهله كلَّ وقتٍ وحين ..!

///

..