المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذليل يعوذ بقرمله !!



أهــل الحـديث
22-05-2012, 03:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذا المثل العربي قطعة من بيتٍ شعري أنشده "جرير التميمي" ( ت : 133ه) في قصيدة يهجو فيها "الفرزدق التميمي" (ت : 110 ه ) ومنها قوله :
كأن الفرزدق إذ يعوذ بخاله مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
والقرمل : شجرة من الحمض ضعيفة ، لا ذرى لها ولا سترة ولا ملجأ . ويضرب المثل بمن يستعين بأضعف منه وبمن لا يستطيع نصرته.
تذكرت هذا المثل وأنا أتأمل في حال أهل السنة والجماعة في "لبنان" أعانهم الله ونصرهم ، وهم لا حول لهم ولا قوة . وهم طائفة ضعيفة بين سبع عشرة طائفة في المجتمع اللبناني ، يقطنون شمال لبنان ووسطه ومدن الساحل ، وتبلغ نسبتهم 36% تقريباً .والطوائف الأخرى هم: الرافضه والموارنة والدروز والنصيرية والإسماعيلية والأرمن والأقباط ، وغيرهم .
يعاني أهل السنة والجماعة في لبنان من الضيم والقهر وهضم الحقوق والتهميش والإذلال وتعمد اغتيال زعمائهم . فقد تم اغتيال الشيخ حسن خالد ( ت: 1409ه ) مفتي الجمهورية ورئيس علماء السنة على أيدي النظام النصيري البعثي بسبب رفضه للمساومات التي عرضت عليه ليكون عميلاً للبعث . وتم اغتيال رفيق الحريري ( ت: 1426ه) الذي كان ينادي بإنهاء الوجود العسكري السوري على الأراضي اللبنانية . وقبل أيام تم اغتيال الشيخ احمد عبد الواحد( ت: 1433ه ) في شمال لبنان على ايدي رافضة لبنان لوقوفه مع الثوره السورية .
ومن معاناة أهل السنة والجماعة في لبنان : نفوذ فرقة الأحباش التي اسسها عبد الله الهرري الحبشي ( ت: 1429ه) الذي دعى إلى الصوفية والباطنية وفساد العقيدة . وهم فرقة جندهم أهل الباطل ودعموهم لقطع رابطة أهل السنة في لبنان ، وكانت لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم ودعوتهم ، ولهم تمويل مالي لدعم أنشطتهم الخبيثة .
سيطر الأحباش على مساجد كثيرة في لبنان ، وكانوا يجدون نصرة ومنعة من بعض الطوائف الأخرى : كالشيعة وبعض الحركات المسلحة كحركة أمل وحزب البعث وبعض دراويش الصوفية .
ومن معاناة أهل السنة والجماعة في لبنان : محاولات استئصالهم وتهجيرهم إما بالمذابح أو الإخراج القسري كما حدث في "مخيم نهر البارد" و"مخيمات صبرا وشاتيلا" التي قضى فيها المئات من أهل السنة والجماعة. وقد كانت تلك الاضطهادات على مرأى من الطوائف الأخرى في لبنان و دون أن تحرك فيهم ساكناً .
ومن معاناة أهل السنة والجماعة في لبنان :التضييق عليهم في إنشاء الجمعيات الخيرية وعدم منحهم تراخيص لفتح الإذاعات الإسلامية كغيرهم من الطوائف الاخرى، وتقييد طبع الكتب الشرعية التي تعنى بتجريد التوحيد لله تعالى .
إن المؤلم في واقع أهل السنة والجماعة في لبنان هو عدم تقوية شوكتهم وعدم مقدرتهم على حماية أنفسهم وتخاذلهم وتفرقهم عن نصرة قضاياهم ، وهذا من البلاء الذي استعاذ منه الفاروق رضي الله عنه بقوله : "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة" .
فالموارنة والرافضة والدروز في لبنان هم أقوى الطوائف تنظيماً وإعدادا وتسليحاً ، ويعود ذلك إلى التخطيط والتأهيل والتمويل الدائم ، والاستفادة من الخبرات والدروس التاريخية القديمة.
ومن المحزن المؤسف أن إيران المجوسية الصفوية استطاعت بثباتها ودهائها وقوتها قبل خمسة قرون أن تجعل أهل السنة والجماعة على أراضيها أقلية بعد أن كانوا أكثرية . واليوم في الجنوب اللبناني يتم تشييع وتنصير قرى كاملة على مرأى السنة والجماعة وتحت سمعهم وبصرهم في العالم العربي والإسلامي .
إذا كان حزب الشيطان في لبنان الذراع الإيراني يستطيع تطويق لبنان من أقصاها إلى أدناها لا سيما الأحياء السكنية السنية بجنوده وعتاده ، فإن هذا برهانٌ خطر على أهل السنة والجماعة في أمنهم واستقرارهم ، خشية أن يتم استئصالهم في عشية أو ضحاها لا سيما والنصيرية في الشام قد دنى حصادها .
وقد حذر الله تعالى المؤمنين من مصيبة مفاجأة الأعداء حيث قال سبحانه : ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ) ( الحشر: 2 ) .
وأعظم بلاء بعد البلاء في المعتقد هو: الاستئصال كما قال سبحانه : ( وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) ( البقرة : 49) .
إن المأمول من أهل السنة والجماعة في لبنان وهم إخواننا ونحبهم ونقدمهم ونقدرهم ، أن يبادروا إلى تنظيم صفوفهم وتأهيل أفرادهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، وأن يتفطنوا إلى الدسائس التي تحوم حولهم ، فإن مطواة الأعداء قد حُدت وبانت ، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .

أ / احمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الامن الخاصة .

http://lojainiat.com/main/
.

.