المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورقه



مــوادع
24-08-2005, 05:22 PM
هذه اول قصة لي معكم

ارجوا ان تنال استحسانكم


مع بزوغ أول خيوط شمس ذلك اليوم الجميل ومع إطلاقة العصافير زقزقتها تستنهض الحياة ليتنفس الصبح ,, يقوم أبو علي ذلك المزارع الطيب إلى حقله كعادته مبادلا الطيور فرحتها بيوم جديد وأم علي تذهب إلى ذلك الفرن المصنوع من الفخار لتصنع لزوجها الإفطار وتذهب به فيما بعد إليه ليتناولا الإفطار سوية تحت كروم العنب...

كل شي كان كالمعتاد... السرور يملا المكان وأبو علي ينتقل من تلقيح التمر إلى حقل القمح ويردد الحان العصافير ويشجو معها وبينما هو كذلك وصل إلى مسمعه صراخ طفل قطع عليه كل الأصوات فلم يعد يسمع تغريد الطيور... انتابه الوجل من أين يأتي هذا الصوت والمزرعة خالية إلا مني ومن أم علي وعلي قد كبر وهو في المدينة يدرس .. إلا أن استمرار الصوت قد أيقضه من تفكيره وانقاد بلا وعي إلى مصدر الصوت.. انه من حقل الذرة اقترب أكثر فأكثر ويقترب والصوت يعلو وهو يتحقق من كنهه.. أيقن انه صراخ طفل فأوجس في نفسه خيفة إلا أن الشعور الإنساني ألهمه الصبر والجلد.... غاص في حقل الذرة مستدلا بالصوت.... وصل أبو علي يحمل الأربعين خريفاً على عاتقه فهاله ماراى وأصابه الوجوم... توقفت الكلمات على شفتيه ولم يهمس ببنت شفه غير كلمة ياإلهي اخذ يرددها,, كاد أن يسقط مغشيا عليه من هول ما راى.
لملم كل قواه واستجمع رجولته ودقق النظر فإذا هي امرأة غاية في الجمال قد لفضت أنفاسها وفارقتها الروح وإذا بذلك الطفل الصغير يبكي حرقة على أمه دون أن يعي أنها لن تعود... الطفل يتضور جوعا فحمله أبو علي إلى أم علي فاخبرها بالقصة كاملة وعاد أدراجه ليحمل تلك الفتاة وهو في الطريق غزته الأسئلة من كل حدب.. من هي ومن أين أتت وكيف ماتت ولما هي في حقلي وأين زوجها وأهلها وتلاحقت الأسئلة تترى إلى أن قطعت عليه حبل أفكاره نظرة الفتاة المسكينة وكأنه تخبره بشي

اقترب منها أكثر فلمح أن يدها قد أطبقت على ورقة ... استخلص تلك الورقة من يدها .. فتحها قرأ ما فيها .. ذهل مما كتب فيها
ولم يجد غير كلمة لاحول ولا قوة إلا بالله ... رحمك الله ياابنتي المسكينة.. ثم ترك الدور لدمعتين من عينه الحزينة تطفئ بعضا من حرقته وهو يرى ذلك الجمال المقتول ليخفي تلك الورقة بين ثيابه وهو يرتضي بذلك أن يحمل تلك الأمانة
حملها إلى مكان بجوار بيته ثم ذهب لإخبار المركز ما حدث وأرسلوا في طلب الطب الجنائي لتأتي النتائج بسبب الوفاة أنها تناولت سما من اشد أنواع السموم قتلا.
ولم يخبر أبو علي أحدا بالطفل أو الورقة,,,
عاد إلى بيته اخبر أم علي بما جرى وقد قررا أن يربيا الطفل بنفسيهما ولم يخبر حتى أم علي بذلك السر...
استخرج له أوراقا رسمية من بعض معارفه لتساعده في العيش
وكبر غريب نطق كلمة بابا وماما لأبو علي وأم علي .. كان أبو علي كلما راى عيني غريب تذكر أمه المسكينة وذهب إلى الورقة ليتأكد منها.. فقد كان يحتفظ بها في مكان أمين...

بابا ماما لقد نجحت... كان ذلك صوت غريب يعلن لأمه وأبيه نجاحه في المرحلة الابتدائية.. كبر أبو علي وكبر معه همه وحبه لغريب وتعلقه به هو وأم علي....
هل ياترى يخبره بالحقيقة.. أم يحتفظ بالسر ويبقى غريب ولدا له.. قرر عدة مرات تقطيع تلك الورقة والخلاص من همها ولكن صوت فاطمة أم غريب بالرفض يكاد يفجر أذنيه ليزداد بذلك حيرةً إلى حيرته.
وتمضي السنون ,, وهاهي أم علي وأبو علي وغريب يلتصقون في المذياع لسماع نتائج المرحلة الثانوية ... ما أصعب لحظات الترقب .. كان أبو علي يستعرض شريط حياة غريب أمامه وهو يريد أن يخبره بالحقيقة إلا أن خوفه من أن يفقد غريب يمنعه من ذلك.. غريب محمد علي مدرسة القرية الأولى التقدير ممتاز كان ذلك صوت المذيع معلنا نجاح غريب بتفوق أطلقت تلك الفرحة الزغاريد من أم علي وطفق غريب يقبل رأس أبيه وأمه والدنيا لاتكاد تسعه من الفرحة...
وقرر أبو علي تمزيق الورقة وأخذها إلى نفس المكان الذي وجد فيه غريب وأمه ومزقها ودفنها طالبا من فاطمة السماح واعداً إياها بان يضع غريب في عينيه... وغطاها بالتراب وبقطرات من دموعه حزنا على فاطمة.

وبعد ثلاث سنوات يتخرج غريب من كلية الشرطة برتبة ملازم وبتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته واختاره أمير المدينة ليكون من حرسه الشخصي لنباهته وتفوقه.
عاش غريب في قصر الأمير وانتقل من مكان إلى مكان .. يعمل بتفاني ليرد الجميل لوالديه محاولاً إسعادهما بشتى الوسائل... في كل زيارة كان يلح عليهما بالذهاب معه إلى المدينة إلى أن افلح في إقناعهما بذلك..
وفي يوم من الأيام استدعى الأمير غريباً إليه وكان الأمير يحبه كثيراً.. وقد استأمنه على أهله فكان أهلا لها.. فقال له الأمير تعال يا غريب .. أريدك في أمر شخصي,,, فقال غريب ,,, سمعا وطاعة ,, فقال له الأمير يا غريب أنا اعتبرك احد أبنائي... و أثق فيك كثيراً وأريد أن أزوجك بنتي الوحيدة ولا أجد أفضل منك فأنت رجل شهم ونبيل.. ذهل غريب مما سمع.. ونبهه صوت الأمير قائلا ً ما بك يا غريب الم تسمع ,,, فقال غريب بل سمعت ولكن إنني مندهش وسعيد بهذه الثقة الكبيرة يا سيدي,, فقال الأمير لا تقل يا سيدي ولكن قل يا عمي,, غريب يكاد يطير من الفرح إنها الجوهرة ابنة الأمير التي طالما تمناها ولكنه كان يخفي ذلك خوفا من الفارق بينهما فهي ابنة الأمير... وهو إنسان بسيط... غادر غريب إلى بيته تحمله أفراحه فوق السحاب نشواناً بما يحمل لأبيه وأمه التي لا تنفك تطلب منه الزواج لترى أحفادها منه... دخل البيت قبل رأس والديه.. قال إني احمل أخبارا سعيدة لكما ,, فسرد لهما ما حدث له مع الأمير ,,, فرحت الأم كثيراً ولكن أبو علي تغير وجهه وظهرت عليه علامات الحزن والاستغراب ... سأله غريب عن ذلك فعلل أن الفارق الاجتماعي بينك وبين بنت الأمير كبير وانه مندهش لذلك وحاول أن يثني غريب عن ذلك الزواج بهذه الحجة,,, ولكن غريب قال له إن الأمير من طلبني لذلك ولا استطيع رفض طلبه لهذا السبب,,, عندها أيقن أبو علي أن الأقدار تدفعه ليظهر ذلك السر الذي كتمه في صدره سنين طوال,,, طلب من غريب أن يقابل الأمير لأمر هام وفعلا رتب غريب لأبيه موعدا مع الأمير وفي الموعد دخل أبو علي وغريب على الأمير ورحب به الأمير كثيرا,,, فقال له أبو علي أن زواج غريب من ابنتك شرف ولكني ارفضه لأنه لايجوز,,, قاطعه الأمير وكيف لا يجوز؟؟!! فرد عليه أبو علي لان غريب هو ابنك أنت وليس ابني وهو اخو الجوهرة ابنتك,, كانت الأرض ساعتها تدور بغريب من هول ما يسمع,, فقال الأمير وكيف ذلك,, فقال أبو علي ,, أنا أخبرك حقيقة كتمتها في صدري خمسة وعشرين سنةً,, هل تذكر أيها الأمير زوجتك المسكينة فاطمة التي تزوجتها سراً ,, وقد هربت خوفاً من أبيك الذي هدد بقتلها لعلمه بزواجكما وقد هددها بقتل ابنها أيضا الذي كان ساعتها في أحشائها,,, وهو غريب الذي بين يديك الآن,, لقد ضحت فاطمة بروحها من اجل أن يعيش ابنها ولم تتحمل اتهام الناس لها بالزنا فقتلت نفسها وتركت غريب مع ورقة كتب فيها لمن يجد ابني فهو ابن الأمير محمد ولا يخبر أباه الأمير إلا بعد موت الأمير حسن والد الأمير محمد,, وأنا فاطمة قد تزوجت الأمير محمد وحملت منه ولكنه لايعلم وقد هربت خوفا على نفسي وولدي من بطش الأمير حسن,,, وأنا الآن أقرر أن أهب حياتي لابني ليعيش لأني لم أطق أن أعيش والناس تعتبرني مذنبة بجرم لم ارتكبه,,, إلى ابني وزجي أحبكما,,, كانت الكلمات من أبو علي بمثابة الصواعق تنهال على الأمير وابنه غريب,,, فقال الأمير نعم ,, نعم,, رحمك الله يا فاطمة ,,, رحمكي لله يا فاطمة,,, وانهالت الدموع من أعين الجميع واختلطت دموع الفرح بدموع الحزن واقبل الأمير على ابنه غريب يقبله ويحضنه وشعور الأبوة الحقه يدفعه إلى ذلك,,, انسل أبو علي وذهب إلى بيته واخبر أم علي بالقصة كاملة فحزنت لفراق ابنهما غريب ,,,, لكن غريب الابن البار لم ينسى ما قدماه له من حسن تربية فاستأذن أبيه الأمير ليعيشا معه في القصر,, وكان الأمير محمد أعلن للملا أن ابنه غريب قد عاد وعينه ولياً للعهد... وعاش الجميع بسعادة. وكان الرابط الأهم بينهم الوفاء لفاطمة التي ضحت بنفسها من اجل الجميع.


اخوكم/اخـــــــلاق

دمعة سراب
24-08-2005, 06:03 PM
السلام عليكم

أخـــلاق

شو هالإبداع أخي العزيز

شوووي وأصيييح دئلت دئلت

كتابة متميزة لرجل متميز

أعجبتني حكايتك كثيراً

>>> وأخيراً قرأنا لك قصة..!!

بإنتظار المزيد

"
"
التوقيع

آخر محطة..!!

مــوادع
24-08-2005, 06:12 PM
تسلمين اختي دمعة سراب

مرورك جميل واشكر لك اطلاعك على قصتي

ماهي الا جهد متواضع وانا بصراحه من زمن ما كتبت

يعني ملكة الكتابة عندي موقوفه

بس ان شاء يستمر التواصل معكم

ولو ان الزمن الحين تستجدي الناس علشان يقرون قصة او كتاب


>>> وأخيراً قرأنا لك قصة..!!

ان شاء استمر معكم

اخوكم/اخـــــــلاق

السُّلمي
24-08-2005, 06:46 PM
الاخ الفاضل اخلاق



قصه رائعه حيث التحول في حياة غريب الذي عاش بين يدي ابو علي الى ان اصبح ولياً للعهد .


يعطيك ربي الصحه والعافيه


ولك مني فائق التحايا والاحترام

اخــوك .. السُّلمي

سود العيون
26-08-2005, 07:07 PM
أخلاق

قمــة في الروعـــــــــــــة

أحداث جميلة ومشوقـة ..

أثرت حروفك بنا كثيراً ..

جميل ما قرأناه هنـا ..

والأجمــــــــــــل حضورك المفعــم ..

استمـــــر ..

^_*


دمت عذباً ..


سوسو .

مــوادع
27-08-2005, 12:03 AM
تسلم اخوي السلمي على مرورك الجميل

الحمد لله ان القصة اعجبتكم

رجعك الله لنا بالسلامه

اخوكم/اخــــــلاق

مــوادع
27-08-2005, 03:58 AM
تسلمين اختي سود العيون

شرف كبير لي انك اعجبتك القصة

ان شاء يستمر العطاء

اخوكم/اخــــلاق

ليالي الشوق
30-08-2005, 06:56 AM
كااان نفسي اعررف وش المكتووب بالوورقه وانقهررت يووم قطعها ابووعلي

بس زيين اللي وضحت وش في الوررقه

اخلااااق قصه قمه في الروووعه

نتنظر ابداااعك وقصصك الاخررى

تحياااااتي ....

مــوادع
30-08-2005, 11:46 AM
اختي ليالي الشوق

اسعدني مرورك

الورقة كانت هي العقدة في القصة

لازم يكون حلها في اخر القصة

وتسلمين على كلامك العذب

اخوكم/اخــــــلاق

zizo10
03-09-2005, 04:34 AM
يعطيك العافية اخلاق


قصة رووووووووووووووووعة


وعلى قولة بعض الناس


>>> وأخيراً قرأنا لك قصة..!!



تحياتي

مــوادع
03-09-2005, 06:46 PM
اخوي زيزو

اسعدني قرأتك لقصتي

وكلامك دافع لي لتقديم الافضل

وان شاء الله تقرا اكثر

اخوكم/اخـــــــلاق

ســـامي
03-09-2005, 08:25 PM
أخــــلاق

قصه في قمه الرووووعه .

يعطيك الف عافيه ..وننتظر جديدك
دمت بود وتميز
0
0
0
0
أخوكــsam 2ـــ...

مــوادع
04-09-2005, 08:44 PM
سام 2

لا حرمنا من وجودك

تسلم اخوي على كلامك

اخوكم/اخــــــلاق

الحلم القريب
08-01-2006, 03:57 AM
يعطيك الف الف الف الف عافيه اخوي عبد الله على هالقصه الرائعه
من جد تأثرت فيها
ويسلم راسك وخيالك يامبدع
/
/
/
/
/
تراني من جمهورك
تحياتي

اسكندر
24-01-2006, 03:00 PM
عجييييييييييييييييييب زكرتني بسندريلا تهي تهي تهي والف شكر الك خيو

ommahy
25-01-2006, 09:59 AM
جميل جدا