تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدجين المعلمين ! - الفروقات حقنا وهدفنا



حقوق المعلمين
18-05-2012, 10:30 PM
طالما تساءلت عن المدى الذي استطاعت الوزارة فيه الحدّ من قدرات منسوبيها /خصومها المعلمين وهل تمكنت فعلاً من تطويعهم وإركاعهم بحيث لا يجرؤون بعد اليوم على التقدم خطوة نحو الأمام للمطالبة بحقوقهم بكل الطرق والآليات المعروفة في أنحاء الدنيا والتي بموجبها ووفقاً لمعطياتها تخضع الوزارة أو أي قطاع حكومي آخر إلى تنفيذ المطالب المشروعة تحت مظلة ( مكره أخاك لابطل ) .

أستطيع القول إن الوزارة نجحت في إخضاع الخصوم ووضعهم تحت مظلتها وسلطتها بل وتجرأت أن ترفع يدها على من تسول له نفسه للمطالبة بحقوقه ، ولم تكتف بذلك بل ارتأت زيادة في التنكيل من اتباع أسلوب القوة الظافرة عن طريق عدد من الوسائل الخليقة لا باستسلام المعلمين وحسب ، بل وتدجينهم في مقبل الأيام بحيث يصبح ولا همّ لهم سوى لقمة عيشهم التي حفي الواحد منهم حتى نالها ، فهو يخشى من فقدها ، لأن فقدها يعني ضياع مستقبله ...

حسناً ومالحل إزاء هذه الظروف المتكالبة التي لا تني في تحجيم دور المعلم ووضعه تحت طائلة المساءلة تارة والعقوبة تارة أخرى أو تهديده بقطع رزقه وشطبه من سلك التعليم !
يقول احد المعلمين عندما لم يجد حلاً لهذه المعضلة : إنه لاسبيل إلى حل ، فالمعلم أجبن وأضعف وأقل شأناً من أن يواجه ظالميه ومغتصبي حقوقه ، وعليه فسيكتفي ترديد بعض الأدعية على أولئك الظالمين ، دونما استشعار لدوره وفاعليته كأنما ينتظر الأقدار أن تحل مشكلته وتعيد له اتزانه !

وهذا القول غير صحيح ، فالمعلم لايزال له الكثير ليقدّمه في سبيل نيل حقوقه ، فالمعلم ليس ضعيفاً وليس عاجزاً كما يحب البعض أن يتوهم ، فقط هو يحتاج إلى نوع من الثقافة الحقوقية ، هذه ثغرة هائلة لايتفهمها الكثير من المعلمين للأسف ويرون كونها غير مجدية ولافاعلة ، وهذا مؤشر خطأ ينطوي على استخفاف واستهانة بدور المعلم .
لابد من تغيير الرؤية وتعديل النظرة ، وبدلاً من لعن الظلام علينا أن نضيء شمعة ، وبدلاً من لوم المسؤولين علينا التحرك وتفعيل الدور المناط بكل واحد منّا ، هذا الدور لايتأتى طالما بقي كل واحد يفكر بطريقة سلبية ودون فعل ودور حقيقي يمكنه القيام به ...
ماذا لو حاول مجموعة من المعلمين إنشاء نقابة خاصة بهم مع دعوة كافة المعلمين للالتحاق بها ، بحيث تكون صوتاً لهم وتحت مظلة الولاء والطاعة ، لكنها في المقابل تقف بقوة في وجه أي اعتداء على حقوق منسوبيها المعلمين / المعلمات ، وتعالج إيصال رسالة المعلمين وكافة مشاكلهم لمن بيده الأمر وتكون أداة ضغط على الوزارة لانتهاج وسائل الأدب والوداعة مع المعلمين بدلاً من هذه السلاطة وسوء التعامل مع فئة مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة ( حتى إشعار آخر ) !
فهل يستطيع المعلمون أن يتبنوا هذه الوسيلة ويعملوا لتحقيقها من أجل مصلحتهم العامة وتكون الخطوة الأولى الكفيلة بإنجاح مسعاهم وتتويج جهودهم ؟!