المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجم مجموعة من الرواة 5



أهــل الحـديث
18-05-2012, 08:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تراجم مجموعة من الرواة 5

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فهذه تراجم لمجموعة من الرواة عسى الله أن ينفعني وإياكم بها.




أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف *
أبو علي بن الصواف
( من شيوخ أبي نعيم الأصبهاني )

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { وذكر أبو بكر البَرْقاني وأنا حاضرٌ كتاب "السنن" لمحمد بن الصباح الدُّولابي ، فقلتُ له : قد سمعتُهُ من أبي نعيم. قال : عَمَّن حدثك ؟ فقلتُ: عن ابن الصواف وابن حُبَيْش. فقال: أوه ، جَبَلان ، يعني في الثقة والتثبت. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو علي المعروف بابن الصواف. سمع إسحاق بن الحسن الحربي وبشر بن موسى الأسدي وأبا إسماعيل الترمذي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وموسى بن إسحاق الأنصاري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبدوس ابن كامل السراج.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره من المتقدمين وحدثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران ومحمد بن أبي الفوارس وعبد الله بن يحيى السُّكّري وعلي ابن أحمد الرزاز وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني ، في آخرين.
سمعتُ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو الفتح.
سمعتُ أبا بكر البرقاني يقول : توفي ابن الصواف في سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
حدثنا محمد بن الحُسين بن الفضل القطان إملاءً ، قال : مات أبو علي ابن الصواف في آخر سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
قال محمد بن أبي الفوارس : مات ابن الصواف لثلاث خَلَون من شعبان سنة تسع وخمسين وثلاث مئة ، وله يوم مات تسع وثمانون سنة ، لأن مولدَهُ في شعبان سنة سبعين ومائتين ، وكان ثقة مأموناً من أهل التحرز ، ما رأيتُ مثلَهُ في التحرز. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الصواف : بفتح الصاد المهملة ، وتشديد الواو ، وفي آخرها الفاء. هذه الحرفة لبيع الصوف والاشياء المتخدة من الصوف، والمشهور بهذه النسبة : أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن الصواف ، من أهل بغداد ، كان ثقة صدوقا ، سمع إسحاق بن الحسن الحربي ، وبشر بن موسى الاسدي ، وأبا إسماعيل الترمذي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن إسحاق الانصاري.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني من القدماء ، ومن المتأخرين : أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن بشران ، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الاصبهاني ، وكان أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ يقول : أبو علي الصواف كان ثقة مأمونا ، من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز ، وكانت ولادته في شعبان سنة سبعين ومائتين ، ووفاته في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وله يوم مات تسع وثمانون سنة. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله، أبو علي ابن الصواف ولد في شعبان سبعين ومائتين، وسمع إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم، روى عنه الدارقطني، وغيره من المتقدمين ومن المتأخرين، وابن رزقويه وابن بشران، وابن أبي الفوارس، وأبو نعيم الأصبهاني.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال : سمعت محمد بن أبي الفوارس يقول : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف ، ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو الفتح.
قال أبو الفتح : ومات لثلاث خلون من شعبتن سنة تسع وخمسين وثلثمائة ، وله يوم مات تسع وثمانون سنة، وكان ثقة مأموناً من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز.}
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن الصواف الشيخ الإمام ، المحدث الثقة الحجة ، أبو علي ، محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البغدادي ، ابن الصواف.
مولده في سنة سبعين ومئتين. سمع محمد بن إسماعيل الترمذي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وبشر بن موسى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن أحمد بن النضر الازدي ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي صاحب أبي عمر الحوضي ، وإبراهيم بن هاشم البغوي ، وأحمد بن يحيى الحلواني ، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وحمزة ابن محمد الكاتب ، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء ، وأحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق ، وأبا جعفر محمد بن نصر ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ ، وجعفرا الفريابي وعدة.
حدث عنه : أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس ، وأبو الحسين بن بشران ، وأخو عبدالملك الواعظ ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو نعيم الاصبهاني ، وعدة.
وقال الدارقطني : ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف ، وفلان بمصر.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونا ، ما رأيت مثله في التحرز.
توفي في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاث مئة ، وله تسع وثمانون سنة. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة تسع وخمسين وثلاثمئة : وأبو علي بن الصوّاف ، محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي ، المحدّث الحجّة. روى عن محمد بن إسماعيل التِّرمذي ، وإسحاق الحربي وطبقتهما. قال الدَّارقطني : ما رأت عيناي مثله ، ومثل آخر بمصر. قلت : قد مات في شعبان ، وله تسع وثمانون سنة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات تسع وخمسين وثلاثمائة : محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق أبو علي بن الصواف، محدث بغداد. سمع: محمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بشران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وجماعة.
قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصواف وأخر بمصر نسبه ابن الفوارس. وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأموناً ما رأيت مثله في التحدث. توفي في شعبان وله تسع وثمانون سنة. قلت: آخر من روى حديثه بعلو عفيفة الفارقانية. سمعت من الأشج آخر أصحاب أبي نعيم. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف * البغدادي ( أبو علي بن الصواف ) قال الدارقطني : "ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف ورجل آخر بمصر" ، وعندما ذكره الخطيب عند البرقاني قال البرقاني : "أوه ، جَبَل ، يعني في الثقة والتثبت" ، وقال ابن أبي الفوارس : "كان ثقة مأموناً من أهل التحرز ، ما رأيتُ مثلَهُ في التحرز" ، وقال السمعاني : "كان ثقة صدوقا" ، وقال الذهبي : " الشيخ الإمام المحدث الثقة الحجة". ومن ثم فهو ثقة ثبت. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
البداية والنهاية: 11 / 269، الوافي بالوفيات: 2 / 44.





ابن خُرّم *
الحسين بن إدريس * الأنصاري

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { الحسين بن إدريس الانصاري ، المعروف بابن خرم الهروي. روى عن : خالد بن الهياج بن بسطام. كتب إلى بجزء من حديثه عن خالد بن الهياج بن بسطام فأول حديث منه باطل وحديث الثاني باطل وحديث الثالث ذكرته لعلى بن الحسين بن الجنيد فقال لى أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل. وكذا هو عندي فلا أدرى منه أو من خالد بن هياج بن بسطام. }
قال ابن حبان في "الثقات" : { حسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد بن عبد الرحمن الانصاري ، أبو على ، من أهل هراة ، يقال له بخرم ، يروى عن على بن حجر ، مات سنة ثلاثمائة في آخرها ، أو في أول سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان ركنا من أركان السنة في بلده. }
قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (3/874) : { الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي : سمع خالد بن الهياج ، وبالعراق ابني أبي شيبة ، وأقرانهما ، ثقة ، روى عنه الحسن بن علي الطوسي. وعُمِّر حتى أدركَهُ مَنْ مات سنة سبعين وثلاثمائة علي بن عيسى الماليني ، وأقرانه. وهو ثقة. }
قال الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" : { وأما خُرّم أوله خاء مضمومة معجمة وراء مشددة فهو الحسين بن إدريس الهروي ، كان أبوه يلقب بخرم وكان الحسين من الحفاظ المكثرين ، روى عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي "تاريخه" وعن عثمان بن أبي شيبة تاريخاً له وصنف الحسين تاريخاً كبيراً ، روى عنه النقاش البغدادي وغيره ، وكان ينتسب إلى الأنصار، وأخوه يوسف بن إدريس ، يروي عن أحمد بن بكر بن سيف المروزي ، حدث عنه محمد بن عبد الرحمن السامي وغيره. }
قال ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" : { والحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الأنصاري الخرمي الهروي ، نسب إلى لقب أبيه خرم ، روى عن سعيد بن منصور وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما وكان حافظا مكثرا وله تاريخ كبير توفي سنة إحدى وثلاث مئة. }
قال ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" : { و خرم بخاء معجمة والتثقيل الحسين بن إدريس الهروي لقبه خرم ، روى عن عثمان بن أبي شيبة وطبقته.
قلت : قول المصنف لقبه خرم فيه نظر إنما خرم لقب أبيه كما صرح به ابن ماكولا وابن السمعاني وغيرهما فقال الأمير الحسين بن إدريس الهروي كان أبوه يلقب بخرم وعلى الصواب ذكره المصنف في الميزان فقال الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي المعروف بابن خرم مشهور انتهى. }
قال ابن حجر في "التبصير" : {وبخاء معجمة مضمومة وتثقيل الراء : الحُسين بن إدريس الهروي لقبه خُرّم ، روَى عن عثمان بن أبي شيبة وطبقته. قلت : ذكر الأمير أنّ خُرّم لقب إدريس والد الحسين ، وذكر معه أخاه يوسف بن إدريس، روى الحديث أيضاً، حدّث عنه محمد بن الرحمن السامي وغيره. انتهى. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" باختصار : { الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد أبو علي الأنصاري الهروي مولاهم أحد مشهوري محدثي هراة.
سمع بدمشق : هشام بن عمار والعباس بن الوليد الخلال وأحمد بن أبي الحواري والقاسم وعثمان أبني أبي شيبة وسويد بن نصر وأحمد بن سعيد الدارمي وداود بن رشيد وإبراهيم بن محمد الشافعي وعمرو بن علي الفلاس وأحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وأبا عبيد الله بن أخي ابن وهب وأبا نصر عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصليين والحسين بن الحسن المروزي وخالد بن الهياج.
روى عنه : محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود ومنصور بن العباس بن منصور وأبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين وأبو عبد الله بشر بن محمد المزني وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إسماعيل وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميروية وأحمد بن محمد بن حسنوية وأبو علي الحسن بن علي بن قصي بن منصور الطوسي وأبو حاتم بن حبان البستي وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد.
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال الحسين بن حزم (1) وأخوه يوسف بن حزم الهرويان كانا ينسبان إلى الأنصار وأبوهما اسمه إدريس ولقبه حزم - وللحسين بن حزم هذا - وهو الحسين بن إدريس - كتاب صنفه في التاريخ على حروف المعجم على نحو كتاب البخاري الكبير ، وذكر فيه حديثا كثيرا وأخبارا ، وكان من الثقات، وعنده عن عثمان بن أبي شيبة كتاب تاريخ لعثمان حدثنا به أبو بكر النقاش عنه ، قال : ونا محمد بن الحسن النقاش نا الحسين بن حزم نا خالد بن الهياج بن بسطام عن أبيه ، بمصنفات هياج وأحاديثه عن شيخ شيخ قال : وحدثنا أبو بكر النقاش عن الحسين بن حزم عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي بكتاب التاريخ لابن عمار (2).
قرأت على أبي محمد بن الخضر الوكيل عن أبي نصر علي بن هبة الله قال : أما خرم - أوله خاء مضمومة معجمة وراء مشددة فهو الحسين بن إدريس الهروي كان أبوه يلقب خرم وكان الحسين من الحفاظ المكثرين روى عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي تاريخه وعن عثمان بن أبي شيبة تاريخا له وصنف الحسين تاريخا كبيرا روى عنه النقاش البغدادي وغيره وكان ينسب إلى الأنصار وأخوه يوسف بن إدريس يروي عن أحمد بن بكر بن سيف المروزي حدث عنه محمد بن عبد الرحمن الشامي وغيره.
وقرأت على أبي محمد أيضا عن أبي بكر الخطيب أنبأ البرقاني أنا محمد بن عبدا لله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس قال : قال لي خالد بن الهياج : كأني بك وقد بسطت لبذل - يعني تصدرت للتحديث -.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنا أبو القاسم بن مندة أنا حمد بن عبد الله إجازة ح قال : وأنا الحسين بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال : الحسين بن إدريس الأنصاري المعروف بابن خرم الهروي ، روى عن خالد بن الهياج بن بسطام ، كتب إلي بجزء من حديثه عن خالد بن الهياج بن بسطام ، فأول حديث منه باطل ، وحديث الثاني باطل ، وحديث الثالث ذكرته لعلي بن الحسين بن الجنيد فقال : لأحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل ، وكذا هو عندي فلا أدري منه أو من خالد بن هياج بن بسطام ؟
قلت : وذلك من خالد بلا شك.
أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء وغيره قالا أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف الباجي أنبأني أبي أبو الوليد قال : الحسين بن إدريس محدث مشهور لا بأس به (3).
ذكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي أنه مات سنة إحدى وثلاثمائة. }
______________
(1) كذا بالاصل هنا " حزم " بالحاء المهملة والزاي وفي ترجمته في معجم البلدان نقلا عن الدارقطني وفي كل مواضع الخبر عن ابن النقاش وسيأتي أن الصواب " خرم " بالخاء " بالخاء المعجمة المضمومة والراء المشددة.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي الحنبلي المعروف بـ ابن البنا * ابن البناء * سمع منه ابن الجوزي ووثقه ، ووثقه ابن نقطة فقال : "ثقة صحيح السماع" ، ووثقه الذهبي فقال : "الشيخ الصالح الثقة مسند بغداد" ــ أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي * وثقه الخطيب فقال : "كتبت عنه وكان ثقة" ، ووثقة عبد العزيز النخشبي ، ووثقه السمعاني فقال : "شيخ ثقة مكثر صالح". ومن ثم فهو ثقة ــ وسند هذا الأثر صحيح.
(3) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء * سمع منه ابن عساكر شيئا يسيرا ووثقه ، ووثقه الذهبي فقال: "ثقة صحيح السماع" ــ أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف الباجي * كان فاضلاً ديناً ورعا ، من كبار المالكية ، معدوداً في الأذكياء ، وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف ، روى عن أبيه معظم علمه ، وأذن له أبوه في إصلاح كتبه في الأصول فتتبعها.ومن ثم فهذا سند حسن عن أبي الوليد الباجي.

قال السمعاني في "الأنساب" : { الهروي : بفتح الهاء والراء المهملة. هذه النسبة إلى بلدة هراة ، وهي إحدى بلاد خراسان وقد ذكرت فضائلها في الحنين إلى الاوطان فتحها خليد بن عبد الله الحنفي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
خرج منها جماعة من العلماء والائمة في كل فن ، منهم : أبو علي الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن الانصاري الهروي ، من أهلها. يروي عن علي بن حجر المروزي ، وكان ركنا من أركان السنة في بلده. مات سنة ثلاثمئة في آخرها وفي أول سنة إحدى وثلاثمئة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الخُرَّمي : بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى طائفة من الباطنية يقال لهم الخرمدينية يعني يدينون بما يريدون ويشتهون ، وإنما لقبوا بذلك لاباحتهم المحرمات من الخمر وسائر اللذات ونكاح ذوات المحارم وفعل ما يتلذذون به ، فلما شابهوا في هذه الاباحة المزدكية من المجوس الذين خرجوا في أيام قباذ وأباحوا النساء كلهن وأباحوا سائر المحرمات إلى أن قتلهم أنو شروان بن قباذ قيل لهم بهذه المشابهة ( خرمدينية ، كما قيل للمزدكية خرمدينية - ) وأما الحسين بن إدريس الانصاري الهروي الخرمي المعروف بابن خرم ، يروي عن خالد بن الهياج بن بسطام ، ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي وقال : كتب إلي بجزء من حديثه عن خالد بن الهياج بن بسطام فأول حديث منه باطل وحديث الثاني باطل وحديث الثالث ذكرته لعلي بن الحسين بن جنيد فقال لي : أحلف بالطلاق على أنه حديث ليس له (أصل) وكذا هو عندي ، فلا أدري منه أو من خالد بن هياج بن بسطام. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الحسين بن إدريس ابن مبارك بن الهيثم ، الامام المحدث الثقة الرحال ، أبو علي الأنصاري الهروي ، كان صاحب حديث وفهم.
حدث عن : سعيد بن منصور، وخالد بن هياج ، وداود بن رشيد ، وهشام بن عمار ، وسويد بن سعيد ، ومحمد بن عبدالله بن عمار ، وعثمان ابن أبي شيبة ، وطبقتهم.
حدث عنه : بشر بن محمد المزني ، ومنصور بن العباس ، وأبو حاتم بن حبان ، وأبو بكر النقاش المفسر ، ومحمد بن عبدالله بن خميرويه ، والهرويون.
وله تاريخ كبير وتصانيف. وثقة الدراقطني. وقال أبو الوليد الباجي : لا بأس به.
قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : يعرف بابن خرم ، كتب إلي بجزء من حديثه ، عن خالد بن هياج بن بسطام ، فيه بواطيل ، فلا أدري البلاء منه ، أو من خالد ؟
قلت : بل من خالد ، فإنه ذو مناكير عن أبيه ، وأما الحسين فثقة حافظ.
أرخ موته أبو النضر الفامي ، في سنة إحدى وثلاث مئة ، ولعله جاوز التسعين. }
قال الذهبي في "التذكرة" باختصار : { الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الحافظ الثقة أبو علي الأنصاري الهروي : حدث عن سعيد بن منصور وسويد بن سعيد وسويد بن نصر وهشام بن عمار وعثمان بن أبي شيبة وداود بن رشيد وطبقتهم فأكثر.
وروى عنه بشر بن محمد المدني ومنصور بن العباس ومحمد بن عبد الله بن خميرويه وأبو حاتم بن حبان أبو بكر النقاش وآخرون.
وكان أحد من عنى بهذا الشأن وحصل وعمل تاريخا على هيئة تاريخ البخاري.
قال الدارقطني : ثقة. وقال أبو الوليد الباجى : لا بأس به.
وقال ابن أبي حاتم : هو المعروف بابن خرم كتب إلى بجزء من حديثه عن خالد بن هياج فيه بواطيل فما أدري ذلك منه أو من خالد.
قلت : الحسين ثقة. وقال أبو النضر الفامي : مات سنة إحدى وثلاثمائة رحمه الله تعالى. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة إحدى وثلاثمائة : الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم. أبو علي الأنصاري الهروي الحافظ. روى عن : سويد بن سعيد ، وهشام بن عمار ، وسعيد بن منصور ، وسويد بن نصر ، ومحمد بن عبد الله بن عمار ، وعثمان بن أبي شيبة ، وداود بن رشيد، وخالد بن هياج ، وخلق سواهم.
روى عنه : بشر بن محمد المزني ، ومنصور بن العباس ، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه ، وأبو حاتم بن حبان ، وأبو بكر النقاش المقرئ. وكان أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه ؛ وله تاريخ صنفه على وضع "تاريخ البخاري".
وثقه الدارقطني. وقال أبو الوليد الباجي : لا بأس به.
وذكره ابن أبي حاتم في تاريخه ، وقال : هو المعروف بابن خرم. كتب إلي بجزء من حديثه ، عن خالد بن هياج بن بسطام ، فيه بواطيل ، فلا أدري منه أو من خالد.
قلت : خالد له مناكير عن أبيه ، والحسين فثقة حافظ. ورخه أبو النضر الفامي. }
قال الذهبي في "العبر" : { سنة إحدى وثلاثمئة : وفيها الحسين بن إدريس الحافظ أبو علي الأنصاري الهروي رحل وطوف وصنف. وروى عن سعيد بن منصور، وسويد بن سعيد وخلق وثقه الدراقطني. }
قال ابن العماد في "الشذرات" : { سنة إحدى وثلثمائة : وفيها كما قال العلامة ابن ناصر الدين في بديعته :
( وبكر بن أحمد بن مقبل ** أفاد شأن الأثر المبجل )
( وتسعة مثاله ذا أحمد ** البرديجي البرذعي والمسند )
محمد بن مندة فسلم ** كذا فتى العباس نجل الأخرم )
( مثل فتى ناجية ذا البربري ** كالفريابي الدينوري جعفر )
( شبه الحسين ذا فتى إدريس ** مثل الهسنجاني الرضى الرئيس )
( والهروي محمد ذا السامي ** كالفرهياني العارف الإمام )
وأما السابع فهو الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الأنصاري الهروي أبو علي بن حزم وثقه الدارقطني وجزم ابن ناصر الدين بتوثيقه وكان حافظا من المكثرين رحل وطوف وصنف وروى عن سعيد بن منصور وسويد بن سعيد وخلق. }
قال الذهبي في "الميزان" : { الحسين بن إدريس الانصاري الهَرَوِي ، المعروف بابن خُرّم ، مشهور. روى عن سعيد بن منصور ، وخالد بن هياج. قال ابنُ أبي حاتم : كتب إليّ بجزء من حديثه ؛ فأوّل حديث منه باطل ، والثانى باطل ، والثالث ذكرتُه لعلى بن الجُنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديثٌ ليس له أصل. وكذا هو عندي ؛ فلا أَدْرِى البلاء منه أو من خالد بن هَيّاج. (1) }
______________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : نقل ابن حجر كلام الذهبي هذا في "اللسان" ولكنه زاد فيه : "وقد قال فيه الدارقطني : كان من الثقات" قبل أن يقول انتهى وهذا يعني أن هذه الزيادة ذكرها الذهبي في "الميزان" واطلع عليها ابن حجر ولكن الغريب أنني لم أجد هذه الزيادة في "الميزان" ولكن على كل حال فتوثيق الدارقطني له نقله ابن عساكر بسند صحيح وذكره الذهبي في "السير" و "التاريخ"

قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { الحسين بن إدريس الأنصاري الهَرَوي ، المعروف بابن خُرَّم ، روى عن سعيد بن منصور ، وخالد بن هَيَّاج. قال ابن أبي حاتم : كتب إلي بجزء من حديثه ، فأول حديث منه باطل ، والثاني باطل ، والثالث ذكرتُه لعلي بن الجنيد فقال : أَحْلِفُ بالطلاق أنه حديثٌ ليس له أصل ، وكذا هو عندي ، فلا أدري البلاءُ منه ، أو من خالد بن هَيَّاج. وقد قال فيه الدارقطني : كان من الثقات ، انتهى. قال ابن عساكر : البلاء في الأحاديث المذكورة من خالدٍ بلا شك ، وأما هذا فروى عن عثمان بن أبي شيبة وداود بن رُشَيد ومحمد بن عمار الموصلي ، وله عنه "أسئلة" ، وهشام بن عمار وخلق. روى عنه ابن حبان في "صحيحه" ، وبشر بن محمد المدني وأبو محمد بن ياسين وأبو الفضل بن خَمِيرُويَه وآخرون. وله كتاب صنَّفه على نحو "تاريخ البخاري الكبير" ، وروى تاريخ "عثمان بن أبي شيبة" عنه.
وقال ابن ماكولا : كان من الحفاظ المكثرين. وقال غيره : مات سنة 301. }
قال سبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" : { الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي المعروف بابن خرم بضم الخاء المعجمة ثم راء مشددة الركعة مفتوحة ثم ميم مشهور عن سعيد بن منصور وخالد بن هياج قال ابن أبي حاتم : كتب إلي بجزء من حديثه فإذا أول حديث منه باطل والثاني مثله والثالث ذكرته لعلي بن الحسين بن الجنيد فقال أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل وكذا هو عندي فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج انتهى كلام ابن أبي حاتم ثم هذا كناية عن الوضع والله أعلم. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : كان من أركان السنة في بلده. انتهى. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي المعروف بـ ابن خرم * وثقه الدارقطني والخليلي ، وقال أبو الوليد الباجي : "محدث مشهور لا بأس به" ، وقال ابن ماكولا : "كان من الحفاظ المكثرين" ، ووثقه ابن حبان وقال : "كان ركنا من أركان السنة في بلده". وقال الذهبي : "الامام المحدث الثقة الحافظ الرحال ، كان صاحب حديث وفهم ، وكان أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه ، وله تاريخ كبير وتصانيف" ، وجزم ابن ناصر الدين بتوثيقه. ومن ثم فهو ثقة حافظ رحال صنف تاريخاً كبيراً على هيئة تاريخ البخاري وروى عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وعن عثمان بن أبي شيبة تاريخيهما. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 120 / 2، الوافي بالوفيات: 12 / 340، النجوم الزاهرة: 3 / 184، طبقات الحفاظ: 302، تهذيب ابن عساكر: 4 / 288.






أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه * الهروي الغوزمي الفقيه

قال الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" : { أما الغُوزمي بضم الغين المعجمة وبعدها واو وزاي فهو أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس بن خالد أبو حامد الهروي الغوزمي ، حدث عن الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الهروي الأنصاري ، حدث عنه البرقاني وأبو حازم العبدوي. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الغُوزمي : بضم الغين المعجمة والزاي بعد الواو وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى غوزم وظني أنها من نواحي هراة ، والمشهور بهذه النسبة : أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي الغوزمي يروي عن الحسين بن إدريس الانصاري روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوي وغيرهما. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن حسنويه العدل المحدث ، أبو حامد ، أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس الهروي. سمع الحسين بن إدريس ، وطبقته.
حدث عنه : أبو يعقوب القراب ، والبرقاني ، وأبو حازم العبدوي ، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي ، وآخرون. وثقه أبو النضر الفامي. توفي في رمضان سنة تسع وستين وثلاث مئة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات تسع وستين وثلاثمائة : أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس ، أبو حامد الهروي العدل. سمع : الحسين بن إدريس، وغيره. وعنه: إسحاق القراب ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو حازم العبدوي ، وأبو عثمان سعيد القرشي. وقال أبو النضر الفامي : كان ثقة. قلت : توفي في رمضان. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة علي بن عيسى البغدادي : { أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حَسْنويه الغُوْزمي حدثنا أبو جعفر السامي ..... }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي : { أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن محمد بن حَسْنويه الغوزمي أخبرنا الحسين بن إدريس ..... }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة حرام بن عثمان : { أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي أنبأنا الحسين بن إدريس ...... }
قال الخطيب في "المتفق والمفترق" : { أخبرنا أبو حاتم عمر بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري بها أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الفقيه بهراة حدثنا محمد بن عبدالرحمن الشامي حدثنا ....... }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الرحمن بن قريش : { روى عنه أبو احمد بن الناصح المفسر وابو بكر الخلال الحنبلي وأبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الفقيه الهروي وجعفر الخلدي ....... }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه * الهروي الغوزمي العدل الفقيه المحدث وصفه الذهبي بـ " العدل * " والعدالة إذا أطلقت تنصرف إلى معنى الأمانة والديانة والصدق في الحديث ، مجردة عن اعتبار حال الرجل في الحفظ والضبط ، ووثقه أبو النضر الفامي * الهروي ، وأبو النضر هذا له تاريخ صغير يسمى "تاريخ هراة" وهو أدرى بحاله لأنه بلدياته. ومن ثم فهو صدوق حسن الحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.





ثقة الدين أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار * الفامي *

قال السمعاني في "الأنساب" : { الفامي : فتح الفاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الحرفة وهي لمن يبيع الاشياء من الفواكه اليابسة ويقال له البقال. واشتهر بهذه النسبة جماعة منهم : ........................ وأبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي الحافظ من أهل هراة وكان من أهل العلم والفضل سمع الحديث الكثير ونسخ بخطه وحصل الاصول سمع عبد الله (بن) محمد الانصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وغيرهم ، سمعت منه الكثير بهراة وفوشنج (1) وكانت ولادته ( ) (2). }
______________
(1) فُوشَنج : بالضم ثم السكون وشين معجمة مفتوحة ونون ساكنة ثم جيم ويقال بالباء في أولها والعجم يقولون بُوشَنك بالكاف ، وهي بليدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير الشجر والفواكه وأكثر خيرات مدينة هراة مجلوبة منها. خرج منها طائفة كثيرة من أهل العلم. وكانت تقوم مقام مدينة غريان الحالية في منطقة هراة في أفغانستان. وانظر معجم البلدان ، وبلدان الخلافة الشرقية 453.
(2) بياض في م بقدر كلمتين أو ثلاثة.

قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" : { هَرَاةُ : بالفتح : مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان لم أر بخراسان عند كوني بها في سنة 607 مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخر ولا أحسن ولا أكثر أهلاَ منها فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة محشُوَة بالعلماء ومملؤة بأهل الفضل والثراء وقد أصابها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاءها الكفار من التتر فخزَبوها حتى أدخلوها في خبر كان فإنا لله وإنا إليه راجعون وذلك في سنة 618. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الفامي الشيخ الامام المحدث الحافظ ، أبو النضر (1) ، عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي الفامي الشروطيالعدل. مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة.
سمع أبا إسماعيل الانصاري ، ومحمد بن علي العميري ، ونجيب بن ميمون الواسطي ، والقاضي أبا عامر الازدي وطبقتهم ، وارتحل في كهولته للحج فيما أرى ، فسمع من هبة الله بن علي البخاري ، وأبي القاسم بن الحصين.
حدث عنه : ابن عساكر (2) ، والسمعاني ، وأبو روح عبد المعز البزاز ، وجماعة.
قال السمعاني : كان حسن السيرة ، جميل الطريقة ، دمث الاخلاق ، كثير الصدقة والصيام ، دائم الذكر ، متوددا متواضعا ، له معرفة بالحديث والادب ، يكرم الغرباء ، ويفيدهم عن الشيوخ ، وكان ثقة مأمونا ، كتبت عنه بهراة ونواحيها ، مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة (3).
قلت : ولقبه ثقة الدين ، وله تاريخ صغير (4).
أخبرنا أحمد بن هبة الله ، أنبأنا أبو روح ، أخبرنا أبو النضر الحافظ ، أخبرنا زيد بن الفضل ، أخبرنا علي بن أبي طالب ، أخبرنا أبو علي الرفاء ، حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه. }
__________
(1) كذا في الاصل بالضاد المعجمة ، وفي "تذكرة الحفاظ" و "العبر" و "الشذرات" : أبو النصر ، بالصاد المهملة.
(2) انظر " مشيخة " ابن عساكر: ق 107 / 2.
(3) انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1309.
(4) في " تاريخ هراة ". انظر " هدية العارفين 1 / 518.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ست وأربعين وخمسمائة : عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور أبو النصر الفامي ، الحافظ الهروي. ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهَراة. قال أبو سعد السمعاني : كان حسن السيرة ، جميل الطريقة ، دمث الأخلاق ، كثير الصدقة والصلاة ، دائم الذِكر ، متودداً ، متواضعاً ، له معرفة بالحديث والأدب ، يُكرم الغرباء ، ويفيدهم عن الشيوخ. سمع : أبا اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ، وأبا عبد الله العُميري ، ونجيب بن ميمون الواسطي ، وأبا عامر الأزدي.وورد بغداد حاجاً ، فسمع من ابن الحُصين ، وهبة الله بن النجار. كتبتُ عنه بهرَاة ونواحيها. وكان ثقة ، مأموناً. مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة.
قلت : وروى عنه الحافظ ابن عساكر ، وأبو رَوح الهروي ، وجماعة. وجمع تاريخ هَراة. وليس بمستوعب. ولقبه : ثقة الدين. }
قال الذهبي في "التذكرة" باختصار : { الفامي الحافظ أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي محدث هراة : ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهراة ، وسمع أبا عبد الله محمد بن علي العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وشيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري وعدة ، وفي الرحلة من أبي القاسم بن الحصين وهبة الله بن علي البخاري ، ذكره السمعاني في تاريخه فقال :كان ببغداد حسن السيرة جميل الطريقة دمث الأخلاق كثير الصدقة والصلاة دائم الذكر متوددًا متواضعًا ، له معرفة بالحديث والأدب يكرم الغرباء ويفيدهم عن الشيخ وكان ثقة مأمونًا كتبت عنه بهراة ونواحيها، مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة. قلت : لقبه ثقة الدين ، وروى عنه الحافظان ابن عساكر والسمعاني وأبو روح عبد المعز الهروي ، وله تاريخ صغير. }
قال الذهبي في "العبر" : { سنة ست وأربعين وخمس مئة : فيها توفي أبو النصر الفامي عبد الرحمان بن عبد الجبّار الحافظ محدث هراة ، وله أربعٌ وسبعون سنة. كان خيّراً متواضعاً صالحاً فاضلاً ، سمع شيخ الإسلام ونجيب بن ميمون وطبقتهما. }
قال ابن العماد في"الشذرات" : { سنة ست وأربعين وخمسمائة : وفيها توفي أبو نَضر الفامي عبد الرحمن بن عبد الجبار الحافظ ، مُحّدِّثُ هَرَاة ، وله أربع وسبعون سنة ، وكان خيِّرا متواضعا صالحا (1) ، فاضلا ثقة ، مأمونا مؤرخا. سمع شيخ الإسلام ونجيب بن ميمون ، وطبقتهما. }
______________
(1) لفظة "صالحا" سقطت من "ط".

قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" : { عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور بن عثمان الفامي ، أبو النصر ابن أبي عبد الرحمن من أهل هراة. كان من المعدلين بها ومن وجوه محدثيها وأدبائها وأولاده وأحفاده شهود. سمع الكثير من عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري ، ومحمد بن علي العميري ، ونجيب بن ميمون الواسطي وجماعة. وقدم بغداد سنة تسع عشرة وخمس مائة ، وسمع بها أبا القاسم هبة الله بن الحصين، وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وغيرهما، وحدث باليسير ، وتوفي سنة ست وأربعين وخمس مائة. ومن شعره : الوافر
يروم القلب عيشاً مستطابا ... مداماً لا يغيره الزوال
ومن عرف الزمان درى يقيناً ... بأن منال ما يرجو محال
فطب نفساً بما قضت الليالي ... فليس لدفع ما يقضي احتيال
فلا حزن يدوم ولا سرور ... ولا هجر يدوم ولا وصال
وكان كثير الصلاة والصدقة ، دائم الذكر ، متودداً متواضعاً ، له معرفة بالحديث والأدب ، يكرم الغرباء ، وفيه دماثة أخلاق ، حسن السيرة جميل الطريقة. }
قال السيوطي في "طبقات الحفاظ" : { الفامي الحافظ أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي. محدث هراة. ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وسمع من شيخ الإسلام أبي إسماعيل وأبي القاسم بن الحصين والطبقة. وكان له معرفة بالحديث والأدب حسن السيرة متواضعاً له تاريخ. روى عنه أبو روح عبد المعز الهروي ومات خامس عشر ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة. }
قال ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" : { السنة الثانية من خلافة الظافر وهي سنة ست وأربعين وخمسمائة : وفيها توفي الفامي الحافظ أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الهروي العجمي. كان إماماً عالماً فاضلاً ؛ رحل وسمع الحديث وتفقه وبرع في علوم شتى. مات في هذه السنة في قول الذهبي. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : ثقة الدين أبو النضر * عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي * الهروي الشروطي الحافظ (472 - 546 هـ) وثقه السمعاني في تاريخه المسمى بـ "تاريخ مرو" الذي اختصره الذهبي فقال : "كان من أهل العلم والفضل سمع الحديث الكثير ونسخ بخطه وحصل الاصول وكان حسن السيرة ، جميل الطريقة ، دمث الاخلاق ، كثير الصدقة والصيام ، دائم الذكر ، متوددا متواضعا ، له معرفة بالحديث والادب ، يكرم الغرباء ، ويفيدهم عن الشيوخ ، وكان ثقة مأمونا ، كتبت عنه بهراة ونواحيها" ، وأثنى عليه الذهبي فقال "الشيخ الامام المحدث الحافظ العدل ، له تاريخ صغير عن هراة وليس بمستوعب". والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
هدية العارفين 1 / 518.





عبد الله بن علي بن المديني *
( ابن الإمام علي ابن المديني )

قال حمزة بن يوسف السهمي في "سؤالاته للدارقطني" (323) : { سألت الدَّارَقُطْنِيّ عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني ، روى عن أبيه كتاب "العلل" ؟ فقال : إنما أخذ كتبه وروى إجازةً ومناولةً ، قال : وما سمع كثيرًا من أبيه ، قلت : لِمَ ؟ قال : لأنه ما كان يُمَكِّنُه من كتبهِ ، قال : وله ابن آخر يقال له محمد ، وقد سمع من أبيه وقد روى ، وهو ثقة. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نَجِيح السعدي ، يعرف بابن المديني من أهل البصرة. قدم بغداد ، وحدث بها عن أبيه.
روى عنه محمد بن عبد الله المُستَعيني ، ومحمد بن عمران بن موسى الصيرفي.
وقال المستعيني : حدثني عبد الله بن أبي سعد الوراق عن محمد بن علي ابن المديني عن أبيه بكتاب "المدلسين" ، ثم قدم علينا عبد الله بن علي فحدثنا بالكتاب عن أبيه.
حدثني علي بن محمد بن نصر ، قال : سمعتُ حمزة بن يوسف يقول : سألت الدارقطني عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني روى عن أبيه كتاب "العلل" فقال : إنما أخذ كتبه وروى إجازةً ومناولةً ، قال : وما سمع كثيراً من أبيه ، قلت : لِمَ ؟ قال : لأنه ما كان يُمَكِّنُه من كتبهِ ، قال : وله ابنٌ آخر يقال له : محمد وقد سمع من أبيه وروى ، وهو ثقة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { أحداث سنة سبعين ومائتين : عبد الله بن عليّ بن المدينيّ. روى عن : أبيه تصانيفه. وعنه : محمد بن عمان الصَّيرفي ، ومحمد بن عبد الله المستعين. قال الدارقطني : إنما روى كتب أبيه مناولةً وإجازة. }
قال السخاوي في "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" : { عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن المديني : البصري مدني الأصل ، مضى جده وجد أبيه. }
قال الألباني في "الإرواء" (6/93) : { وبقية الرجال ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن إبراهيم أبي موسى الهروي وهو ثقة قال الذهبي في "الميزان" : (( وثقة ابن معين وغيره ، وقال عبد الله بن علي بن المديني : سمعت أبي يقول : أبو موسى الهروي روى عن سفيان عن عمرو عن جابر "لا وصية لوارث" كأنه عن عمرو مرسلا وغمزه )).
قلت ( الألباني ) : رواية ابن المديني هذه أخرجها الخطيب في ترجمة الهروي هذا (6/337) بإسناده عنه به إلا أنه قال عقب الحديث : "حدثنا به سفيان عن عمرو مرسلا وغمزه".
قلت : ولعل هذا هو مستند قول الدارقطني عقب الحديث : "الصواب مرسل". فإن كان كذلك فليس بالصواب عندي لأن أبا موسى الهروي قد ثبتت ثقته بخلاف عبد الله بن علي بن المديني فقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه توثيقا بخلاف أخيه محمد وروى عن حمزة بن يوسف قال : (( سألت الدارقطني عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني : روى عن أبيه "كتاب العلل" ؟ فقال : إنما أخذ كتبه وروى أخباره مناولة قال : وما سمع كثيرا من أبيه قلت : لم ؟ قال : لأنه ما كان يمكنه من كتبه )).
قلت : فليتأمل الناظر في هذه الرواية هل عدم تمكين علي بن المديني ابنه عبد الله من كتبه إنما هو لعدم ثقته به أو لشيء آخر. وعلى كل حال فعبد الله هذا إن لم يثبت فيه هذا الجرح فلم تثبت عدالته فمثله لا ينبغي أن يعارض به رواية الثقة الهروي ولذلك فأسنادها عندي صحيح في نقدي. والله أعلم. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : نقل العلامة الألباني رحمه الله عن الدارقطني أنه قال : "إنما أخذ كتبه وروى أخباره مناولة" وقد سقطت لفظة "إجازة" من الكلام الذي نقله الشيخ الألباني فقد قال الدارقطني : "إنما أخذ كتبه وروى إجازةً ومناولةً" ، فلو كان الإمام علي بن المديني لا يثق بابنه ما كان ليعطيه إجازة برواية كتبه. والله تعالى أعلى وأعلم.
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : عبد الله بن علي بن المديني * روى عن أبيه كتاب "العلل" وأخذ كتب أبيه وروى إجازةً ومناولةً ، وما سمع كثيراً من أبيه ، لأنه ما كان يُمَكِّنُه من كتبهِ ، ومن ثم فهو مجهول الحال لكن يُقبل ماينقله عن أبيه ما لم يأت نقل آخر يخالفه. والله تعالى أعلى وأعلم.





محمد بن علي بن المديني *
( ابن الإمام علي ابن المديني )

قال حمزة بن يوسف السهمي في "سؤالاته للدارقطني" (323) : { سألت الدَّارَقُطْنِيّ عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني ، روى عن أبيه كتاب "العلل" ؟ فقال : إنما أخذ كتبه وروى إجازةً ومناولةً ، قال : وما سمع كثيرًا من أبيه ، قلت : لِمَ ؟ قال : لأنه ما كان يُمَكِّنُه من كتبهِ ، قال : وله ابن آخر يقال له محمد ، وقد سمع من أبيه وقد روى ، وهو ثقة. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نَجِيح السعدي ، يعرف بابن المديني من أهل البصرة. قدم بغداد ، وحدث بها عن أبيه.
روى عنه محمد بن عبد الله المُستَعيني ، ومحمد بن عمران بن موسى الصيرفي.
وقال المستعيني : حدثني عبد الله بن أبي سعد الوراق عن محمد بن علي ابن المديني عن أبيه بكتاب "المدلسين" ، ثم قدم علينا عبد الله بن علي فحدثنا بالكتاب عن أبيه.
حدثني علي بن محمد بن نصر ، قال : سمعتُ حمزة بن يوسف يقول : سألت الدارقطني عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني روى عن أبيه كتاب "العلل" فقال : إنما أخذ كتبه وروى إجازةً ومناولةً ، قال : وما سمع كثيراً من أبيه ، قلت : لِمَ ؟ قال : لأنه ما كان يُمَكِّنُه من كتبهِ ، قال : وله ابنٌ آخر يقال له : محمد وقد سمع من أبيه وروى ، وهو ثقة. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : محمد بن علي بن المديني * وثقه الدارقطني. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { يعقوب بن موسى ، أبو الحسين الأردُبيلي.
سكنَ بغدادَ ، وحدَّث بها عن أحمد بن طاهر بن النَّجْم المَيانجي عن سعيد بن عمرو البَرْذعي سؤالات وتعاليق عن أبي زُرعة الرَّازي ، ولم يكن عنده شيء يَرويه غير ذلك. روى عنه الدارقطني ، وحدثنا عنه البرقاني ، وكان ثقةً أميناً فاضلاً فقيهاً على مذهب الشافعي.
أخبرنا البرقاني والأزهري وهلال بن المُحَسِّن الكاتب ؛ قالوا : توفي أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردُبيلي الفقيه في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. قال البرقاني والأزهري : وكان ثقةً. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الأَرْدُبيِلي : بفتح الالف وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام ، هذه النسبة إلى بلدة يقال لها أردبيل مما يلي أذربيجان لعله بناها أردبيل بن ارميني بن لنطي بن يونان فنسبت إليه ، خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء ، منهم أبو الحسين يعقوب بن موسى الاردبيلي ، سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي عن سعيد بن عمرو البرذعي سؤالات وتعاليق عن أبي زرعة الرازي ولم يكن عنده شئ يرويه غير ذلك ، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر البرقاني ، وكان ثقة أمينا فاضلا فقيها على مذهب الشافعي ، وثقه البرقاني ، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة : يعقوب بن موسى ، أبو الحسين الأردبيلي. سكن بغداد ، وحدث بسؤالات البرذعي ، عن أبي زرعة ، عن أحمد بن طاهر النجم عن البرذعي. روى عنه : الدارقطني مع تقدمه ، وأبو بكر البرقاني ، ووثقه ، وكان فقيهاً شافعياً. }
قال تاج الدين السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" : { يعقوب بن موسى أبو الحسن الأردبيلي ، سكن بغداد وحدث بها عن المشايخ ، توفي فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي * وثقه البرقاني والأزهري ووثقه الخطيب فقال : "كان ثقةً أميناً فاضلاً فقيهاً على مذهب الشافعي". والله تعالى أعلى وأعلم.






أبو الحسن علي بن موسى الرزاز *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { علي بن موسى بن إسحاق ، أبو الحسن يُعرف بابن الرَّزَّاز. سمع قاسم بن محمد الأنباري ، وموسى بن هارون ، وطَبَقتهما ومَن بعدهما. روى عنه ابن حَيُّويه ، والدارقطني ، وكان فاضلاً أديباً ، ثقةً عالما. }
قال الخطيب في "موضح الأوهام" : {ذكر علي بن موسى بن إسحاق الرزاز : أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز أخبرنا علي بن موسى بن إسحاق بن الرزاز قال : أنشدنا أبو محمد القاسم بن محمد الدفع قال أنشدني بعض أهل العلم في منزله قال كان رجل من أهل البصرة يختلف إلى بعض أهل الدنيا من أهل الثروة في حاجة له فطالت أمامه ومطله فكتب رقعة وضعها تحت مصلى صاحب المجلس ومضى فكان فيها ضجرتم بقربي وأطرحتم مودتي ولم تبذلوا لي ما بذلت لكم مني فلما تبينت الصريمة جهرة عزفت ولم أقرع على ندم سني هجرتكم هجر القلى وتركتكم قليلا بكم ضنى قبيحا بكم ظني وآليت لا انفك أحدو قصيدة محبرة تعزى إليكم ولا أكني من الكلم الجزل الذي قد جهلتم ومن ذا الذي يبني الهجاء كما أبني وذاك لكم مني قليل وإن أعش احبس لكم زيري وأسمعكم لحني فما مقلت عيني أقل نفيعة لمختبط منكم ولا سمعت أذني وقد كنت رهنا للزمان وصرفه ففك الهي من أكفكم رهني غنيت بطول الله عنكم وفضله وأغناكم إقصار قدركم عني ومن زرع الداء الذي قد زرعتم فلا تسألوه عن مكاره ما يجني.
وهو ابن بنت سمويه الذي روى عنه ابن حيويه أيضا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال أنشدنا محمد بن العباس الخزاز قال : أنشدنا ابن بنت سمويه قال أنشدني بعض أصدقاؤنا خمر ودر ودر وورد ريق وثغر وخد بدر وليل وغصن وجه وشعر وقد للحسن في الناس ند وما لحسنك ند إني وإن كنت مولى فإنني لك عبد. }
قال الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" : { أنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الأستوائي أنا عمر بن علي الحافظ ، حدثني علي بن موسى الرزاز ، نا القاسم بن محمد الأنباري ، نا الحسن بن عليل ، نا أبو بكر بن خلاد ، قال : أملى علينا أبو داود الطيالسي في حديث : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) بكسر العين فقال له عمار المستملي : يا أبا داود إنما هو يرفعه فقال : هكذا الوقف عليه. }
قال الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" : { أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنا علي بن عمر ، حدثني علي بن موسى الرزاز ، قال : حدثني القاسم بن محمد بن بشار الأنباري ، قال : كان مستملي عبد الله بن أحمد بن حنبل قد عول على أنه إذا أملى حرفا من القرآن كان الصواب في خلافه فأملى عبد الله بن أحمد في حديث ( سنريهم آياتنا في الآفاق ) قالها بالرفع فضحك الناس وضج المجلس فقال المستملي : اسكتوا ( سنريهم آياتنا ) قالها بفتح التاء. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمود بن الحسن الوراق الشاعر : أكثر القول في الزهد والأدب روى عنه ........
أخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرزاز حدثنا قاسم الأنباري حدثني ....... }
قال ابن العديم في "تاريخ حلب" في ترجمة الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب : {نقلت من نوادر أبي بكر الصولي بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز وسماعه منه ، وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر بن طاهر قال : أخبرنا أبو القاسم البندار في كتابه عن أبي أحمد المقرئ قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي - إجازة - قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العتبي عن أبيه قال: قيل لنصيب: هرم شعرك، قال: ما هرم إلا عطاؤكم من يعطيني كما أعطاني الحكم بن المطلب، خرجت إليه وهو ساع على بعض صدقات المدينة فلما رأيته قلت ........ }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو الحسن علي بن موسى بن إسحاق بن الرزاز * وثقه الخطيب فقال : "كان فاضلاً أديباً ثقةً عالما" والعجيب أن الخطيب لم يذكر أي شيء آخر عنه ولا حتى تاريخ مولده أو وفاته كما أنني لم أجد أحدا آخر ترجمه ولا حتى الذهبي في "التاريخ". والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي *

قال مسعود السجزي في "سؤالاته للحاكم" (20) : { أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، كثير السماع والطلب متقن فيه ، من بيت الحديث والزهد والتصوف. }
قال أبو نعيم في "الحلية" (2/25) : { قد أتينا على من ذكرهم الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي ونسبهم إلى توطين الصفة ونزولها وهو أحد من لقيناه وممن له العناية التامة بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائل من السلف ، مقتد بسيمتهم. ملازم لطريقتهم ، متبع لآثارهم ، مفارق لما يؤثر عن المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة ، منكر عليهم إذ حقيقة هذا المذهب عنده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بلغ وشرع ، وأشار إليه وصدع ، ثم القدوة المتحققين من علماء المتصوفة ورواة الآثار ، وحكام الفقهاء (1). }
__________________
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : يبدو أن أبا نعيم لم يطلع على تفسير السلمي المسمى "حقائق التفسير" ولم يطلع على الأباطيل التي رواها عن الصوفية وإلا لما قال هذا الكلام.

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن الحسين بن محمد بن موسى ، أبو عبد الرحمن السُّلَمي الصوفي النيسابوري.قَدِمَ بغدادَ مرات ، وحدَّث بها عن شيوخ خُراسان ، منهم : أبو العباس الأصم وأحمد بن محمد بن عَبْدوس الطرائفي وإسماعيل بن نُجَيد السُّلَمي وغيرهم.
حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري والقاضي أبو العلاء الواسطي وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وأحمد بن علي التَوَّزِي وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد ومحمد بن علي بن الفتح الحربي. وكان ذا عنايةٍ بأخبار الصوفية ، وصَنَّفَ لهم سُنناً وتفسيراً وتاريخاً.
وقال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري (1) : كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً ، فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدَّث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه. قال : وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت : قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليلٌ ، ومحله في طائفته كبيرٌ ، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجوداً جمعَ شيوخاً وتراجم وأبواباً ، وبنيسابور له دويرة معروفة به يسكنها الصوفية قد دخلتُها ، وقبرُه هناك يتبركون بزيارته قد رأيته وزرته.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشيري النيسابوري (2) ، قال : كنتُ يوما بين يدي أبي علي الحسن بن علي الدقاق (2) فجرى حديث أبي عبد الرحمن السلمي وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء. فقال أبو علي : مثله في حاله ، لعل السكون أولى به. ثم قال لي : امض إليه فستجده قاعداً في بيت كُتبه ، وعلى وجه الكتب مجلدة حمراء مربعة صغيرة فيها أشعار الحسين بن منصور ، فاحمل تلك المجلدة ولا تقل له شيئاً وجئني بها. وكان وقت الهاجرة ، فدخلتُ على أبي عبد الرحمن وإذا هو في بيت كُتُبه والمجلدة موضوعة بحيث ذكر ، فلما قعدتُ أخذ أبو عبد الرحمن في الحديث ، وقال : كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع ، فرُئى ذلك الإنسان يوماً خالياً في بيت وهو يدور كالمتواجد ، فسُئِلَ عن حاله ، فقال : كانت مسألة مشكلة عليّ فتبين لي معناها فلم أتمالك من السرور حتى قمتُ أدور ، فقيل له : مثل هذا يكون حالهم. قال القشيري : فلما رأيتُ ما أمرني أبو علي ووصف لي على الوجه الذي قال وجرى على لسان أبي عبد الرحمن ما قد كان ذكره به ؛ تحيّرت وقلتُ : كيف أفعل بينهما ؟ ثم أفكرت في نفسي وقلت لا وجه إلا الصدق ، فقلت : إن الأستاذ أبا علي وصف هذه المجلدة وقال لي أحملها إليَّ من غير أن تستأذن الشيخ ، وأنا أخافك وليس يمكنني مخالفته ، فأيش تأمر ؟ فأخرجَ أجزاء مجموعة من كلام الحسين بن منصور وفيها تصنيف له سماه كتاب "الصَّيْهور في نقض الدهور" وقال : احمل هذه إليه وقل له إني أطالع تلك المجلدة ، فأنقل منها أبياتاً إلى مصنفاتي. فخرجت.
حدثني أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المُزَكِّي النيسابوري وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي ، قالا : توفي أبو عبد الرحمن السلمي في سنة اثنتي عشرة وأربع مئة. قال أبو الوليد : يوم الأحد الثالث من شعبان بنيسابور. }
___________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو عبد الرحمن محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف القطان * الأعرج النيسابوري حافظ بارع جوال حسن الحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري * النيسابوري الملقب بـ زين الإسلام هو الأستاذ الإمام الزاهد الفقيه المفسر الواعظ الأديب الصوفي ، صحب أبي علي الدقاق وأخذ عنه التصوف وتزوج بابنته فاطمة وبعد موت الدقاق صحب أبا عبد الرحمن السلمي الصوفي ، وصار شيخ خراسان في التصوف ورأسا في الأشاعرة ، وثقه الخطيب فقال : "قدم علينا في سنة 448 ، وحدَّث ببغداد ، وكَتَبنا عنه ، وكان ثقةً ، وكان يَقُصُّ ، وكان حسنَ الموعظةِ ، مَلِيحَ الإشارة ، وكان يَعرِفُ الأصول على مَذهَبِ الأشعري ، والفروع على مَذهَبِ الشافعي" ، وأثنى عليه السمعاني ، وأسهب عبد الغافر في الثناء عليه ، وقد حكى أبو القاسم القشيري أحوالاً وكرامات عجيبة عن الدقاق والسلمي وغالب هذه الحكايات من تلبيس إبليس على الصوفية ــ أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق الدقاق * النيسابوري كان صوفيا زاهدا فقيها شافعيا حكى عنه أبو القاسم القشيري أحوالاً وكرامات عجيبة وغالب هذه الحكايات من تلبيس إبليس على الصوفية ومن ثم لا يحتج به منفردا ويصلح حديثه في المتابعات والشواهد. وهذه الحكاية عجيبة لأنه لا يمكن لإنسان أن يطلع على ما يخطر ببال إنسان آخر إلا بوحي من عند الله أو بوحي من الشيطان ، لذا فإن ثبتت هذه الحكاية فالغالب أن الذي أخبر أبا علي الدقاق بحال السلمي هو قرينه من الجن ، فقرين السلمي علم بحال السلمي فقام بإخبار قرين أبي علي الدقاق والذي قام بدوره بإلقاء هذا في بال أبي على الدقاق وهذا بالطبع بأمر من قائدهما إبليس الذي يقوم بالتلبيس على الصوفية كي يزين لهم مذهبهم المليء بالخرافات والخزعبلات والتي تصل بهم أحيانا إلى الكفر. وقد يقول قائل : لعل هذا من كرامات أبي علي الدقاق والسلمي ، فأقول : قد ذكر عبد الكريم القشيري أن أبا علي الدقاق أنكر على أبي عبد الرحمن السلمي حركته في السماع وقال لعبد الكريم : امض إلى أبي عبد الرحمن السلمي فستجده قاعداً في بيت كُتبه ، وعلى وجه الكتب مجلدة حمراء مربعة صغيرة فيها أشعار الحلاج ومضى عبد الكريم وتعجب لأنه وجد السلمي قاعدا في بيت كتبه ووجد المجلدة كما أخبره أبو علي الدقاق وتعجب أيضا لأن السلمي علم السبب الذي أتى من أجله ، وهذا إما بتواطؤ بين السلمي والدقاق للتلبيس على عبد الكريم القشيري أو قرين هذا أخبر قرين هذا للتلبيس على الناس ، فكيف يعقل أن يكون للسلمي كرامات وهو ينقل من أشعار الحلاج الزنديق كما أن السلمي اتهم بأنه يضع للصوفية الاحاديث وفي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة ، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلا ، عدها بعض الائمة من زندقة الباطنية ، فكيف يكون لمثل هذا كرامات.
وقد أرسل أحد الأشخاص السؤال التالي إلى موقع الإسلام سؤال وجواب الذي يشرف عليه الشيخ محمد بن صالح المنجد : هل الشيطان يعلم خواطر الإنسان ونواياه؟
فأجاب الشيخ المنجد قائلا : الحمد لله ، دلت الأدلة الصحيحة على أن الشيطان قريب من الإنسان ، بل يجري منه مجرى الدم ، فيوسوس له في حال غفلته ، ويخنس في حال ذكره ، ومن خلال هذه الملازمة فإنه يعلم ما يهواه الإنسان من الشهوات فيزينها له ، ويوسوس له بخصوصها .
روى البخاري (3281) ومسلم (2175) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة] ، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ، بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له .
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضي الله عنها (إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم) .
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار ، سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/508) .
فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان لنفسه ، ويعلم ما يميل إليه ويهواه من الخير والشر، فيوسوس له بحسب ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله - ضمن سؤال طويل - : وإذا نويت عمل خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟
فأجاب : " كل إنسان معه شيطان ومعه ملك , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) . وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر وله لَمَّة في قلبه ، وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير والشر , والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير ، فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين ، القرين من الجن والقرين من الملائكة , وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين , فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه , ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (9/369).
والله أعلم.

قال السمعاني في "الأنساب" : { السُّلَمي : هذه النسبة بضم السين المهملة ، وفتح اللام إلى سليم ، وهي قبيلة من العرب مشهورة يقال لها : سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر ، تفرقت في البلاد ، وجماعة كثيرة منهم ، نزلت حمص ، منهم : ...................
وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد السلمي ، من مريدي أبي عثمان الحيري أحد المشايخ الكبار. سمع .................
وسبطه ابن بنته أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي الصوفي ، ونسب إلى جده لامه صاحب التصانيف للصوفية التي لم يسبق إليها ، وكان مكثرا من الحديث وله رحلة إلى العراق والحجاز ، وشيوخه أكثر من أن تذكر.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، ومات قبله بسبع سنين ، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو الحسن علي بن أحمد المديني المؤذن ، وكانت وفاته في الثالث من شعبان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بنيسابور ، وزرت قبره بها. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة اثنتي عشرة وأربعمائة : محمد بن الحسين بن محمد بن موسى ، أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري روى عن أبي العباس الأصم وغيره. وروى عنه مشايخ البغداديين الأزهري ، والعشاري وغيرهما ، وكانت له عناية بأخبار الصوفية ، فصنف لهم تفسيراً وسنناً وتاريخاً وجمع شيوخاً وتراجم وأبواباً ، وله بينسابور دويرة معروفة يسكنها الصوفية ، وفيها قبره وتوفي يوم الأحد ثالث شعبان من هذه السنة.
أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، قال : قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري : كان أبو عبد الرحمن غير ثقة ، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً ، فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع ، حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواها ، وكان يضع للصوفية الأحاديث. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { السلمي محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم بن زاوية بن سعيد بن قبيصة بن سراق ، الازدي ، السلمي الام ، الامام الحافظ المحدث ، شيخ خراسانوكبير الصوفية ، أبو عبد الرحمن النيسابوري الصوفي ، صاحب التصانيف.
أفرد له المحدث أبو سعيد محمد بن علي الخشاب ترجمة في جزء ، فقال : ولد في عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاث مئة ، وذلك بعد موت مكي بن عبدان بستة أيام ، وكتب بخطه في سنة ثلاث وثلاثين عن أبي بكر الصبغي ، ومن الاصم ، وأبي عبد الله بن الاخرم ، وسمع كثيرا من جده لامه إسماعيل بن نجيد ، ومن خلق كثير. وله رحلة - يعني إلى العراق - ابتدأ بالتصنيف سنة نيف وخمسين وثلاث مئة ، وصنف في علوم القوم (1) سبع مئة جزء ، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من جمع الابواب والمشايخ وغير ذلك ثلاث مئة جزء ، وكانت تصانيفه مقبولة.
قال الخشاب : كان مرضيا عند الخاص والعام ، والموافق والمخالف ، والسلطان والرعية ، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين ، ومضى إلى الله كذلك ، وحبب تصانيفه إلى الناس ، وبيعت بأغلى الاثمان ، وقد بعت يوما من ذلك على رداءة خطي بعشرين دينارا ، وكان في الاحياء ، وقد سمع منه كتاب "حقائق التفسير" أبو العباس النسوي ، فوقع إلى مصر ، فقرئ عليه ، ووزعوا له ألف دينار ، وكان الشيخ ببغداد حيا.
وسمعت أبا مسلم غالب بن علي الرازي يقول : لما قرأنا كتاب "تاريخ الصوفية" في شهور سنة أربع وثمانين وثلاث مئة بالري ، قتل صبي في الزحام ، وزعق رجل في المجلس زعقة ، ومات ، ولما خرجنا من همذان ، تبعنا الناس لطلب الاجازة مرحلة.
قال السلمي : ولما دخلنا بغداد ، قال لي الشيخ أبو حامد الاسفراييني : أريد أن أنظر في "حقائق التفسير" ، فبعثت به إليه ، فنظر فيه ، وقال : أريد أن أسمعه ، ووضعوا لي منبرا. قال : ورأينا في طريق همذان أميرا ، فاجتمعت به ، فقال : لابد من كتابة "حقائق التفسير".
فنسخ له في يوم ، فرق على خمسة وثمانين ناسخا ، ففرغوه إلى العصر ، وأمر لي بفرس جواد ومئة دينار وثياب كثيرة ، فقلت : قد نغصت علي ، وأفزعتني ، وأفزعت الحاج ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم ، فإن أردت أن يبارك لك في الكتاب ، فاقض لي حاجتي. قال : وما هي ؟ قلت : أن تعفيني من هذه الصلة. فإني لا أقبل ذلك. ففرقها في نقباء الرفقة ، وبعث من خفرنا ، وكان الامير نصر بن سبكتكين صاحب الجيش عالما ، فلما رأى ذلك التفسير ، أعجبه ، وأمر بنسخه في عشر مجلدات ، وكتبة الآيات بماء الذهب ، ثم قالوا : تأتي حتى
يسمع الامير الكتاب. فقلت: لا آتيه البتة. ثم جاؤوا خلفي إلى الخانقاه ، فاختفيت ، ثم بعث بالمجلد الاول ، وكتبت له بالإجازة.
قال : ولما توفي جدي أبو عمرو ، خلف ثلاثة أسهم في قرية ، قيمتها ثلاثة آلاف دينار ، وكانوا يتوارثون ذلك عن جده أحمد بن يوسف السلمي ، وكذلك خلف أيضا ضياعا ومتاعا ، ولم يكن له وارث غير والدتي ، وكان على التركات رجل متسلط ، فكان من صنع الله أنه لم يأخذ من ذلك شيئا ، وسلم إلي الكل ، فلما تهيأ أبو القاسم النصراباذي للحج ، استأذنت أمي في الحج ، فبعت سهما بألف دينار ، وخرجت سنة 366 ، فقالت أمي : توجهت إلى بيت الله ، فلا يكتبن عليك حافظاك شيئا تستحي منه غدا. وكنت مع النصراباذي أي بلد أتيناه يقول : قم بنا نسمع الحديث. وسمعته يقول : إذا بدا لك شيء من بوادي الحق ، فلا تلتفت معها إلى جنة ولا نار ، وإذا رجعت عن تلك الحال ، فعظم ما عظمه الله.
وقال : أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة ، وترك الاهواء والبدع ، وتعظيم حرمات المشايخ ، ورؤية أعذار الخلق ، والدوام على الاوراد.
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "سياق التاريخ" : أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته ، الموفق في جميع علوم الحقائق ، ومعرفة طريق التصوف ، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة ، ورث التصوف من أبيه وجده ، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرس كتبه المئة أو أكثر ، حدث أكثر من أربعين سنة قراءة وإملاء ، وكتب الحديث بنيسابور ومرو والعراق والحجاز ، وانتخب عليه الحفاظ.
سمع من أبيه وجده ابن نجيد ، وأبي عبد الله الصفار ، وأبي العباس الاصم ، ومحمد بن يعقوب الحافظ ، وأبي إسحاق الحيري ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي الحسن الكارزي ، وأبي الحسن الطرائفي ، والامام أبي بكر الصبغي ، والاستاذ أبي الوليد حسان ، وابني المؤمل ، ويحيى بن منصور القاضي ، وأبي سعيد بن رميح ، وأبي بكر القطيعي ، وطبقتهم. وولد في سنة ثلاثين وثلاث مئة ، كذا ورخه عبد الغافر ، فالله أعلم.
وقال : حدثنا عنه جدي زين الاسلام القشيري ، وأبو سعيد بن رامش ، وأبو بكر بن زكريا ، وأبو صالح المؤذن ، وأبو بكر بن خلف ، ومحمد بن إسماعيل التفليسي ، وأبو نصر الجوري ، وعلي بن أحمد المديني.
قلت : ومحمد بن يحيى المزكي ، وأبو بكر البيهقي ، والقاسم بن الفضل الثقفي ، وخلق كثير ، وما هو بالقوي في الحديث.
ذكره الخطيب ، فقال : محله كبير ، وكان مع ذلك صاحب حديث ، مجودا ، جمع شيوخا وتراجم وأبوابا ، وعمل دويرة للصوفية ، وصنف سننا وتفسيرا.
قال أبو الوليد القشيري : سمعت أبا عبدالرحمن السلمي يسأل أبا علي الدقاق ، فقال : الذكر أتم أم الفكر ؟ فقال : ما الذي يفتح للشيخ فيه ؟ قال أبو عبد الرحمن : عندي الذكر أتم ، لان الحق يوصف بالذكر ، ولا يوصف بالفكر. فاستحسنه أبو علي.
السلمي : حدثنا محمد بن العباس الضبي ، حدثنا محمد بن أبي علي ، حدثنا الفضل بن محمد بن نعيم ، سمعت علي بن حجر ، سمعت أبا حاتم الفراهيجي ، سمعت فضالة النسوي ، سمعت ابن المبارك يقول : حق على العاقل أن لا يستخف بثلاثة : العلماء والسلاطين والاخوان ، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالاخوان ذهبت مروءته.
القشيري : سمعت السلمي يقول : خرجت إلى مرو في حياة الاستاذ أبي سهل الصعلوكي ، وكان له قبل خروجي أيام الجمع بالغدوات مجلس دور (2) القرآن بختم ، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس ، وعقد لابن العقابي (3) في ذلك الوقت مجلس القول فداخلني من ذلك شيء ، وكنت أقول في نفسي : استبدل مجلس الختم بمجلس القول - يعني الغناء - فقال لي يوما : يا أبا عبد الرحمن : أيش يقول الناس لي ؟ قلت : يقولون : رفع مجلس القرآن ، ووضع مجلس القول. فقال : من قال لأستاذه : لم ؟ لا يفلح أبدا (4).
قلت : ينبغي للمريد أن لا يقول لأستاذه : لم ، إذا علمه معصوما لا يجوز عليه الخطأ ، أما إذا كان الشيخ غير معصوم وكره قول : لم ؟ فإنه لا يفلح أبدا ، قال الله تعالى : (وتعانوا على البر والتقوى) [ المائدة: 2 ] وقال: (وتواصوا بالحق) [ العصر: 3 ] (وتواصوا بالمرحمة) [ البلد: 17 ] بلى هنا مريدون أثقال أنكاد ، يعترضون ولا يقتدون ، ويقولون ولا يعملون ، فهؤلاء لا يفلحون (5).
قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري : كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ، وكان يضع للصوفية الاحاديث.
قلت : وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف ، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة ، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلا ، عدها بعض الائمة من زندقة الباطنية ، وعدها بعضهم عرفانا وحقيقة ، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى ، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
مات السلمي في شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة ، وقيل : في رجب بنيسابور ، وكانت جنازته مشهودة.
ومن كبار شيوخه أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ وأبو ظهير عبد الله ابن فارس العمري البلخي ، وسعيد بن القاسم البردعي.
قال الخطيب : وأخبرنا أبو القاسم القشيري قال : جرى ذكر السلمي ، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء ، فقال أبو علي الدقاق : مثله في حاله لعل السكون أولى به ، امض إليه ، فستجده قاعدا في بيت كتبه ، على وجه الكتب مجلدة مربعة فيها أشعار الحلاج ، فهاتها ، ولا تقل له شيئا. قال : فدخلت عليه وإذا هو في بيت كتبه ، والمجلدة بحيث ذكر ، فلما قعدت ، أخذ في الحديث ، وقال : كان بعض الناس ينكر على عالم حركته في السماع ، فرئي ذلك الانسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد ، فسئل عن حاله ، فقال : كانت مسألة مشكلة علي ، تبين لي معناها ، فلم أتمالك من السرور ، حتى قمت أدور فقل له : مثل هذا يكون حالهم.
قال: فلما رأيت ذلك منهما ، تحيرت كيف أفعل بينهما ، فقلت : لا وجه إلا الصدق ، فقلت : إن أبا علي وصف هذه المجلدة ، وقال : احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ ، وأنا أخافك ، وليس يمكنني مخالفته ، فأيش تأمر ؟ فأخرج أجزاء من كلام الحسين الحلاج ، وفيها تصنيف له سماه "الصيهور في نقض الدهور" ، وقال : احمل هذه إليه (6).
وقيل : بلغت تآليف السلمي ألف جزء (7) ، و "حقائقه" (8) قرمطة ، وما أظنه يتعمد الكذب ، بلى يروي عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي (9) أباطيل وعن غيره.
قال الامام تقي الدين ابن الصلاح في "فتاويه" : وجدت عن الامام أبي الحسن الواحدي المفسر رحمه الله أنه قال : صنف أبو عبد الرحمن السلمي "حقائق التفسير" ، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر (10).
قلت : واغوثاه ! واغربتاه !. }
___________________
(1) يعني الصوفية.
(2) أثبت محقق " طبقات " السبكي 4 / 146 بدل هذه الكلمة كلمة " ورد ".
(3) في الاصل: " القعابي " بتقديم القاف : ولم نقف على هذه النسبة ، والمثبت من " طبقات " السبكي 4 / 146 وهي نسبة إلى العقابة ، وهو بطن من حضرموت.
(4) أورد الخبر السبكي في " طبقاته الكبرى " 4 / 146، 147، وقد تشبث كثير ممن ينتسب إلى العلم بهذه المقالة ، ورددها على لسانه أمام تلامذته ، وكان من أثر ذلك أن اعتقد التلامذة العصمة في كل ما يقوله هذا الشيخ من آراء ، وبقوا في التقليد الاعمى يتخبطون ، وتبلدت أذهانهم ، وضعفت مداركهم ، حتى إنهم يظهر لهم بوضوح وجلاء أشياء كثيرة قد أخطأ فيها الشيخ ، ولكنهم لا يتجزؤون على مخالفته لتلك المقالة السيئة.
(5) فينبغي على التلميذ أن يسأل أستاذه أو يناقشه في أمر ما بأسلوب مهذب وسائغ ، وينبغي على الاستاذ أن يأذن له ويستمع إليه ، ويعترف بالخطأ إذا تبين له ، وأن يغرس في نفس طالب العلم ملكة النقد ، كما كان يفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
(6) انظر ما علقه السبكي على هذه الحكاية في " طبقاته " 4 / 146.
(7) قد طبع من مصنفاته كتاب " طبقات الصوفية " وإحدى طبعاته بتحقيق نور الدين شريبة، وكتاب " آداب الصحبة وحسن العشرة " في القدس 1954 بتحقيق قسطر ، وكتاب " الاربعون في أخلاق الصوفية " بحيدر آبار. وانظر النسخ الخطية لعدد من مصنفاته في " تاريخ التراث العربي " لسزكين 2 / 499 - 503.
(8) أي كتابه " حقائق التفسير "، قال المؤلف في " تذكرة الحفاظ ": ألف " حقائق التفسير " فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية ، نسأل الله العافية.
وقال السبكي في " الطبقات ": وكتاب " حقائق التفسير " المشار إليه قد كثر الكلام فيه من قبل أنه اقتصر على ذكر تأويلات ومحامل للصوفية ينبو عنها ظاهر اللفظ.
وانظر كتاب " التفسير والمفسرون " للدكتور محمد حسين الذهبي 2 / 384.
وهذا التفسير منه نسخ خطية عديدة في مكتبات العالم.
انظر " تاريخ " سزكين 2 / 497، 498، ومنه مختصر بعنوان " التفسير الصغير " في الظاهرية تفسير 249.
(9) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي * المذكر * الصوفي كان جوالاً كثير الأسفار ، وهو صاحب مناكير وعجائب ولا سيما في حكايات الصوفية ، ضعفه أبو سعد الإدريسي ، وطعن فيه الحاكم أبو عبد الله ، وقال الذهبي : "ما هو بمؤتمن ، يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي بلايا وحكايات منكرة ، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه ، فإنه جريء قليل الحياء". ومن ثم فهو على أحسن الأحوال ضعيف لا يحتج به منفردا ويصلح حديثه في المتابعات والشواهد بشرط ألا يحكي هذا الحديث عن الصوفية وألا يكون متابعا لصوفي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(10) " فتاوى ابن الصلاح " ص 29.

قال الذهبي في "التذكرة" : { أبو عبد الرحمن السُّلَمي الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ , محمد بن الحسين بن محمد بن موسى النيسابوري الصوفي , الأزدي الأب السلمي الأم , نسب إلى جده القدوة أبي عمرو إسماعيل بن نجيد ابن محدث نيسابور أحمد بن يوسف السلمي : سمع أبا العباس الأصم وأحمد بن محمد بن عبدوس ومحمد بن المؤمل الماسرجسي ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وارة والحافظ أبا علي النيسابوري وخلقًا كثيرًا وكتب العالي والنازل , وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان ؛ حمل عنه القشيري والبيهقي وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي وأبو عبد الله الثقفي وعلي بن أحمد بن الأخرم المؤذن ومحمد بن إسماعيل التفليسي وخلق سواهم إلا أنه ضعيف ؛ قال الخطيب : محله كبير وكان مع ذلك صاحب حديث مجودًا , جمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا , وعمل دويرة للصوفية , وصنف للصوفية سننًا وتفسيرًا وتاريخًا.
قلت : ألف حقائق التفسير , فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية , نسأل الله العافية.
قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري : كان السلمي غير ثقة ، وكان يضع للصوفية الأحاديث.
وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور : بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر , وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز ، مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت : قد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خلق من الرجال سؤال عارف بهذا الشأن. مات في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة : محمد بن الحسين بن موسى. أبو عبد الرحمن الأزدي أباً ، السُلمي جداً ، لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن بُجير بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري. كان شيخ الصوفية وعالمهم بخُراسان. سمع من : أبي العباس الأصم ، وأحمد بن علي بن حسنويه المقريء ، وأحمد بن محمد بن عبدوس ، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وراة ، وأبي ظهير عبد الله بن فارس العُمري البلخي ، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي ، والحافظ أبي علي الحسين بن محمد النيسابوري ، وسعيد بن القاسم البردعي ، وأحمد بن محمد بن رُميح النسوي ، وجده أبي عمرو. وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية ، صنف لهم سُنناً وتفسيراً وتاريخاً وغير ذلك.
قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه : أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علوم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر.
وحدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت : وروى عنه الحاكم في تاريخه ، وقال : قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه ، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم ، وأقرانه.
وقيل : ولد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة ، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
قلت : وروى عنه أيضاً أبو القاسم القُشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن سعيد التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم.
قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي سأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟ فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكرُ أتم من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر. وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله.
قال أبو القاسم: وسمعتُ الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: خرجتُ إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصُعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن يختم فيه، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذلك الوقت مجلس القول، والقولُ هو الغناء، فداخلني من ذلك شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول. فقال لي يوماً: أيش يقول الناس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول. فقال: من قال لأستاذه لم؟ لا يُفلح أبداً.
وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية. قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك موجوداً، صاحب حديث. وله بنيسابور دُويرة للصوفية.
قال الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قال: كنتُ بين يدي أبي علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء، فقال أبو علي: مثله في حالة لعل السكون أولى به. امضِ إليه فستجده قاعداً في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئاً. قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كُتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي. فلما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس يُنكر على واحدٍ من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوماً خالياً في بيتٍ وهو يدور كالمتوحد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي أمرها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم. فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالففته، فأيش تأمر؟ فأخرج أجزاءً من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه " الصيهور في نقض الدهور " ، وقال: احمل هذه إليه.
قال الخطيب : توفي السُلمي في شعبان.
قلت : كان وافر الجلالة ، له أملاك ورِثها من أمه ، وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سماه "حقائق التفسير" ليته لم يصنفه ، فإنه تحريف وقرمطة ، فدونك الكتاب فسترى العجب.
ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتي عشرة وأربعمائة : وأبو عبد الرحمن السُّلميّ ، محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري الصوفي الحافظ ، شيخ الصوفية. صحب جدّه : أبا عمرو بن نجيد ، وسمع الأصم وطبقته ، وصنّف التفسير والتاريخ وغير ذلك ، وبلغت تصانيفه مئة.
قال محمد بن يوسف النيسابوري القطّان : كان يضع للصوفية. وقال الخطيب : قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل ، وكان مع ذلك ، مجودا صاحب حديث ، وله بنيسابور دويرة للصوفية ، توفي في شعبان. [ وقال ابن ناصر الدين : حدث عنه أبو القسم القشيري والبيهقي وغيرهما ، وهو حافظ زاهد ، لكن ليس بعمدة ، وله في حقائق التفسير تخريف كثير. انتهى. }
قال ابن الصلاح في "الفتاوى" (1/196-197) : { وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر رحمه الله أنه قال : صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { محمد بن الحسين ، أبو عبد الرحمن السُّلَمي النيسابوري ، شيخُ الصوفية ، وصاحبُ "تاريخهم" و "طبقاتهم" و "تفسيرهم".
تكلَّموا فيه ، وليس بعُمْدة. روى عن الأصم وطبقته ، وعُنِي بالحديث ورجاله ، وسَأَل الدارقطني (1).
قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الأحاديث للصوفية. وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي في "تاريخ نيسابور" : جمع من الكتب ما لم يُسْبَق الي ترتيبه ، حتى بلغت فهرستُ تصانيفه مئة أو أكثر ، وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز ، ومولده سنة ثلاثين وثلاث مئة.
وقال الخطيب : قَدْرُ أبي عبد الرحمن عند أهل بلدته جليل ، وكان مع ذلك مجوِّدا صاحب حديث ، وله دُوَيرة للصوفية.
مات السلمي في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة ، وفي القلب مما يتفرَّد به ، انتهى.
واسم جدِّه موسى. وقال الحاكم : كان كثير السماع والحديث متقِنا فيه ، من بيت الحديث والزهد والتصوف.
وقال محمد بن يوسف القطان : لم يكن سمع من الأصم سوى يسير ، فلما مات الحاكم حدَّث عن الأصم "بتاريخ ابن معين" وبأشياء كثيرة سواه.
وقال البيهقي : مثلُه إن شاء الله لا يتعمَّد ، ونَسَبه إلى الوَهَم ، وكان إذا حدّث عنه يقول : حدثني أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه. }
________________
(1) قال عبد الفتاح أبو غدَّة في تحقيقه لـ "لسان الميزان" : قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1046) : " قد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خَلْق من الرجال سؤالَ عارفٍ بهذا الشأن ". قلت ( أبو غدَّة ) : طبعت أسئلته للدارقطني ، بتحقيق الأستاذ الدكتور سليمان آتش ، وصدرت عن دار العلوم للطباعة ، بالرياض سنة 1408 ، وما زال الكتاب بحاجة إلى من يخدمه من المشتغلين بعلم الحديث ، فإن المطبوع سقطت منه بعض النصوص ، إلى جانب بعض التحريفات ، كما أن تعليقات المحقق عليه فيها نظراتٌ عديدة في غير موضع.

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : سُئِلَ الشيخ عبد الله السعد عن مدى اعتماد سؤالات السلمي للدارقطني على ضوء ما عرف من حال السلمي فقال : إن باب السؤالات غير باب الرواية فلا يُنظر فيه لما قيل في السلمي ، وتقبل رواية السلمي عن الدارقطني مالم يأت نقل آخر يخالفه.

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي * النيسابوري هو الامام الحافظ المحدث الزاهد شيخ خراسان وكبير الصوفية صاحب التصانيف وفي هذه التصانيف أحاديث وحكايات موضوعة ، وأتى في "حقائق تفسيره" بمصائب وتأويلات الباطنية والتي عدها بعض الأئمة من الزندقة وليته لم يؤلفه ، وروى أيضا أباطيل وبلايا عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي وعن غيره. ومن ثم فلا يحتج به منفردا لا سيما ما يرويه عن الصوفية أو عن الأصم لأنه اتهم بأنه كان يضع للصوفية الأحاديث وبأنه لم يسمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً ، أما سؤالاته للدارقطني فتُقبل مالم يأت نقل آخر يخالفها لأن باب السؤالات غير باب الرواية لا سيما وقد قال الذهبي إن سؤالاته للدارقطني عن الرجال هي سؤالات عارف بهذا الشأن.
وقد توفي السلمي سنة 412 هـ ، أما مولده فقد أفرد له أبو سعيد محمد بن علي الخشاب ترجمة في جزء ، فقال : ولد في عاشر جمادى الآخرة سنة 325 هـ ، وذلك بعد موت مكي بن عبدان بستة أيام ، وكتب بخطه في سنة 333 عن أبي بكر الصبغي.
وقال عبد الغافر الفارسي : إن مولده كان في سنة 330 هـ.
والراجح أن مولده كان سنة 325 كما قال الخشاب وذلك لعدة أسباب منها أن الخشاب كان من خواص خدم أبي عبد الرحمن السلمي أي كان ملازما له طوال حياته مما يعني أنه أدرى به من غيره ، وأيضا ذكر الخشاب قرائن تثبت أنه حفظ تاريخ مولد السلمي جيدا فقال : ولد في عاشر جمادى الآخرة سنة 325 هـ ، وذلك بعد موت مكي بن عبدان بستة أيام ، وكتب بخطه في سنة 333 عن أبي بكر الصبغي.
أما عبد الغافر فقد ولد سنة 451 أي بعد موت السلمي بـ 39 سنة مما يعني أنه لم يكن من المعاصرين للسلمي كما أن عبد الغافر لم يحدد يوم أو شهر الميلاد. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الرسالة القشيرية 140، الكامل في التاريخ 9 / 326، اللباب 2 / 129، المختصر في أخبار البشر 2 / 160، ميزان الاعتدال 3 / 523، 524، دول الاسلام 1 / 246، عيون التواريخ 12 / 147 / 1، الوافي بالوفيات 2 / 380، 381، مرآة الجنان 3 / 26، مختصر دول الاسلام 1 / 190، طبقات السبكي 4 / 143 - 147، البداية والنهاية 12 / 12، 13، طبقات الاولياء 313 - 315، النجوم الزاهرة 4 / 256، طبقات الحفاظ 411، طبقات المفسرين للسيوطي 31، طبقات المفسرين للداوودي 2 / 137 - 139، كشف الظنون 2 / 1104، هدية العارفين 2 / 61. وانظر المقدمة التي كتبها نور الدين شريبة لكتابه " طبقات الصوفية ".






أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي * المذكر * الصوفي
أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان ، أبو بكر الرازي المُذَكِّر. كان جوالاً كثير الأسفار. وروى حكايات الصوفية عن يوسف بن الحسين الرازي ، وأبي بكر الكَتَّاني ، وأبي محمد الجَرِيري (1) ، وأبي بكر بن طاهر الأبْهَري ، وأبي بكر الشِّبْلي وغيرهم.
حدثنا عنه أبو حازم العَبْدُويي بنيسابور ، وأبو علي بن فضالة النيسابوري بالري ، وأبو نُعَيم الحافظ بأصبهان.
وقال لي أبو نعيم : سمعت منه ببغداد وكان قدمها مع أبي إسحاق المُزَكِّي.
قلت : وكان أبو عبد الرحمن السلمي كثير الحكايات عنه ، مليَّا بالسماع منه.
حُدِّثت عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي (2) ، قال : محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي يُعرف بالصوفي ، كان ينزل سمرقند تارة ، ومرة ببخارى ، ومرة بنيسابور ، ليس في الرواية بذاك (3).
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري ، قال (4) : محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المُذَكِّر أبو بكر الرازي ، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة والمشايخ متوافرون ، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف وصُحبة الفقراء ومجالستهم ، فعلقتُ في ذلك الوقت عنه حكايات للمتصوفة ، ثم إني دخلت الرَّي سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن أيوب ، فأخبرني عبد العزيز بن أبان ، أنه أملى عليهم : محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّريس البَجَلي. فقلت لعبد العزيز : لا تذكر هذا لأحدٍ حتى ألتقي به فخلوتُ به وزَجَرته ، فانزجر فترك ذلك النسب ، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه ، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولداً ذكراً قط. ثم إنا التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاث مئة ، وما كنتُ رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد ، فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله يرحمنا وإياه. توفي أبو بكر الرازي بنيسابور يوم الأحد الثالث والعشرين من جُمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاث مئة. }
______________
(1) هو أحمد بن محمد بن الحسين الآتية ترجمته في الأحمدين من هذا الكتاب (6/الترجمة 2602) ، ونسبته بالجريري تكلم عليها العلامة ابن ناصر الدين في التوضيح بكلام جيد 2/281. وانظر طبقات الصوفية للسلمي 259.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو سعد الإدريسي * هو محدث سمرقند الإمام الحافظ المصنف أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الادريسي الاستراباذي ، ألف "تاريخ سمرقند" و "تاريخ إستراباذ" وغير ذلك. وكان حافظ وقته بسمرقند ، وقد وثقة الخطيب ، وقال السمعاني : " كان حافظا جليل القدر كثير الحديث، طلب العلم بنفسه إلى خراسان والعراق وشاهد الحفاظ وارتضوه وكتب الحديث الكثير على اتقان ومعرفة تامة وصنف الكتب" ، وقال الأزهري : "رأيت أبا سعد الإدريسي وقد حمل كتابه الذي صنفه في تاريخ سمرقند إلى أبي الحسن الدارقطني فنظر أبو الحسن فيه ثم قال: هذا كتاب حسن" ، ومات بسمرقند في سنة 405 مع الحاكم وهو من أبناء الثمانين.
(3) لا أشك أنه ذكر ذلك في تاريخ سمرقند ، ولم يصل إلينا.
(4) في كتابه "تاريخ نيسابور" ولم يصل إلينا ، لكن بقي مختصره.

قال السمعاني في "الأنساب" : { المذكر : بضم الميم ، وفتح الذال المعجمة ، وكسر الكاف ، وفي آخرها الراء ، هذه اللفظة لمن يذكر ويعظ ، واشتهر بها : ...........
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المذكر الرازي ، من أهل الري ، كان مليحا ظريفا ، صحب يوسف بن الحسين الرازي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال : أبو بكر الرازي المذكر وكان قد جمع من كلام التصوف وأكثر ، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة ، والمشايخ متوافرون ، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف ، وصحبة الفقراء ومجالستهم ، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات المتصوفة ، ثم اجتمعنا ببخارى سنة خمس وخمسين وكتبت بخطي خمسة أجزاء من تلك الحكايات لبعض الصدور بها ، وقرأتها عليه بحضرته ، ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن أيوب ، فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي ، فقلت لعبد العزيز : لا تذكر هذا لاحد حتى التقي به ، فخلوت به ، وذكرته عنه ، فانزجر وترك ذلك النسب ، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه ، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط ثم التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاث مئة ، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد ، فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله تعالى يرحمنا وإياه وتوفي بنيسابور يوم الاحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاث مئة. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ست وسبعين وثلثمائة : محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي المذكر جمع من كلام التصوف وأكثر ، ثم انتسب إلى محمد بن أيوب بن يحيى الضريس البجلي ، ومحمد بن أيوب ، لم يعقب ولداً ذكراً. قال الحاكم أبو عبد الله : فلقيته فذكرت له ذلك فانزجر وترك ذلك النسب ، ثم رأيته بعد يحدث بالمسانيد ، وما كان يحدث بها قبل ذلك. وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة. }
قال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" : { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي ، كان أبو عبد الرحمن السلمي يروي عنه كثيرا ، طعن فيه الحاكم أبو عبد الله. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الرازي الامام المحدث الواعظ ، أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي الصوفيوالد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي ، حدث عن يوسف بن الحسين الزاهد ، وأبي بكر بن الانباري ، وأبي يعقوب النهرجوري ، وأبي بكر الشبلي ، وأبي محمد البربهاري الحنبلي ، وخير النساج ، وأبي العباس بن عطاء ، وطائفة. له اعتناء زائد بعبارات القوم ، وجمع منها الكثير ، ولقي الكبار ، وله جلالة وافرة بين الصوفية.
قال الحاكم : ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة ، وكتبت عنه ، ورأيته ببخارى ، فلما قدمت الري سنة سبع وستين صادفته وقد انتسب وأملى عليهم أنه محمد بن عبد الله بن المحدث محمد بن أيوب بن يحيى ابن الضريس ، فخلوت به وزجرته فانزجر ، وترك الانتساب إليه ، ولو اشتهر ذلك بالري لآذوه ، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ذكرا. ثم التقينا سنة سبعين ، فأخذ يحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه. وما كان قبل يحدث بالمسانيد ، والله يرحمه.
قلت : يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي بلايا وحكايات منكرة.
وروى عنه أبو عبد الله بن باكويه ، وأبو نعيم ، وأبو حازم العبدوبي ، وآخرون.
وما هو بمؤتمن. مات سنة ست وسبعين وثلاث مئة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ست وسبعين وثلاثمائة : محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان ، أبو بكر الرازي الواعظ ، والد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي.
روى عنه : يوسف بن الحسين الرازي ، وأبي بكر بن الأنباري ، وأبي يعقوب النهرجوري ، وأبو محمد البربهاري الحنبلي ، وخير النساج ، وأبو العباس بن عطاء.
كان قد تتبع ألفاظ الصوفية ، وجمع منها الكثير.
ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة ، والمشايخ متوافرون ، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم : كتبت عنه ، ورأيته ببخارى ، فلما قدمت الري سنة سبع وستين صادفته بها ، وقد انتسب ، وأملى عليهم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي ، فخلوت به وزجرته ، فانزجر ، ونزل عن ذلك النسب ، ولو اشتهر ذلك بالري لآذوه ، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولداً. ثم التقينا سنة سبعين ، فأخذ يحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه ، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد ، والله يرحمنا وإياه.
قلت : يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي حكايات منكرة من حكايات القوم ، وتوفي في جمادى الآخرة ، وروى عنه أيضاُ أبو عبد الله بن باكويه ، عن رجل ، عن الكديمي ، وأبو نعيم الحافظ ، وأبو حازم العبدوي ، وجماعة.
حكى عن الشبلي أيضاً ، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه ، فإنه جريء قليل الحياء ، نسأل الله العفو. }
قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (5720) : { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي الصوفي ، متهم ، طعن فيه الحاكم ، ولأبي عبد الرحمن السلمي عنه عجائب وبلايا. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" وما بين القوسين زيادة من ابن العماد : { سنة ست وسبعين وثلاثمئة : وأبو بكر الرّازي ، محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الصوفي الواعظ ، والد المحدّث أبي مسعود ، أحمد بن محمد البجلي الرازي. روى عن يوسف بن الحسين الرازي ، وابن عقدة وطائفة ، وهو صاحب مناكير وغرائب ، ولا سيّما في حكايات الصوفية. [ وقال في المغنى : طعن فيه الحاكم ولأبي عبد الرحمن السلمي عنه عجائب. انتهى ]. }
قال سبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث": { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان ، أبو بكر الرازي الصوفي ، صاحب تلك الحكايات المنكرة ، قال الذهبي : روى عنه الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي أوابد وعجائب ، وهو متهم طعن فيه الحاكم ، انتسب إلى محمد بن أيوب ومحمد لم يعقب. ثم ساق الذهبي من تاريخ الخطيب حكاية إليه عن أبي بكر الحربي محمد بن سعيد عن سري السقطي قال : مكثت عشرين سنة أطوف بالساحل أطلب صادقا فدخلت يوما إلى مغارة فإذا بزمني الحكاية إلى آخرها انتهى. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان ، أبو بكر الرازي الصوفي ، صاحب تلك الحكايات المنكرة. روى عنه الشيخ أبو عبد الرحمن السُّلَمي أوابدَ وعجائبَ ، وهو متهم ، طعن فيه الحاكم ، وروى عنه أبو نعيم ، وأبو حازم العَبْدوي.
قال الحاكم : انتسب إلى محمد بن أيوب ، ومحمد لم يُعقِب ، قال : فأتيته وزجرتُه فانزجر. توفي سنة ست وسبعين وثلاث مئة بنيسابور.
أخبرنا المسلم بن محمد وجماعة في كتابهم ، أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فَضَالة بالري أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن شاذان المذكِّر سمعت أبا بكر الحربي محمد بن سعيد يقول : سمعت سَرِيّا السَّقَطي يقول : مكثتُ عشر سنين أطوف بالساحل أطلب صادقا ، فدخلت يوما إلى مغارة ، فإذا بزَمْنَى وعُميان ومجذَّومين قعودٌ ، فقلت : ما تصنعون ها هنا ؟ قالوا : ننتظر شخصا يخرج علينا ، يُمِرُّ يده علينا فنُعَافَى ، فجلست. فخرج كهل عليه مِدْرَعة من شَعَر ، فسلَّم وجلس ، ثم أمَرَّ يده على الأعمى فأبصر ، وأمر يده على زَمانةِ هذا فصَحَّ ، وأمرَّ يده على جُذام هذا فبرأ. ثم قام مولِّيا ، فضربتُ يدي إليه ، فقال : سَرِىُّ ، خَلِّ عني فإنه غيورٌ ، لا يطَّلع على سِرَّك فيَرَاك وقد سَكنْتَ إلى غيره ، فتسقُطَ من عينه ، انتهى.
وقال الإدريسي : ليس هو في الرواية بذاك. }
قال ابن عرّاق في "تزيه الشريعة" : { محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر الرازي الصوفي ، متهم. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي * المذكر * الصوفي كان جوالاً كثير الأسفار ، وهو صاحب مناكير وعجائب ولا سيما في حكايات الصوفية ، ضعفه أبو سعد الإدريسي ، وطعن فيه الحاكم أبو عبد الله ، وقال الذهبي : "ما هو بمؤتمن ، يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي بلايا وحكايات منكرة ، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه ، فإنه جريء قليل الحياء". ومن ثم فهو على أحسن الأحوال ضعيف لا يحتج به منفردا ويصلح حديثه في المتابعات والشواهد بشرط ألا يكون حديثه عن الصوفية. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
ميزان الاعتدال: 3 / 606 - 607، النجوم الزاهرة: 4 / 150.






أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري *

القُشَيْري : بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء وفي آخرها راء ، هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، قبيلة كبيرة.
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عبد الكريم بن هَوازِن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد ، أبو القاسم القُشَيري النيسابوري.
سمع أحمد بن محمد بن عمر الخفاف ومحمد بن أحمد بن عَبْدوس المُزَكِّي وأبا نُعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني وعبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد المُزَكِّي ومحمد بن الحسن بن فورك والحاكم أبا عبد الله بن البَيِّع ومحمد بن الحسين العَلَوي وأبا عبد الرحمن السُّلَمي.
وقدمَ علينا في سنة ثمان وأربعين وأربع مئة ، وحدَّث ببغداد ، وكَتَبنا عنه ، وكان ثقةً ، وكان يَقُصُّ ، وكان حسنَ الموعظةِ ، مَلِيحَ الإشارة ،وكان يَعرِفُ الأصول على مَذهَبِ الأشعري ، والفروع على مَذهَبِ الشافعي.
أخبرنا القُشَيري ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو العباس السَّرَّاج ، قال : حدثنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن هشام ، قال : أخبرني أبي ، عن عائشة ، قالت : ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً ، حتى إذا كَبِرَ قرأ جالساً ، فإذا بَقِيَ عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آيةً قامَ فَقَرَأَهُنَّ ثم رَكَعَ (1).
سألتُ القُشَيري عن مَولِدِهِ ، فقال : في ربيع الأول من سنة ست وسبعين وثلاث مئة (2). }
_______________
(1) حديث صحيح ، أخرجه مالك برواية الليثي ، وعبد الرزاق ، والحميدي ، وأحمد ( 6/46 و 52 و 127 و 178 و 183 و 204 ) ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والنسائي ، وابن خزيمة ، والطحاوي ، وابن حبان ، والبيهقي ، والبغوي ، وانظر المسند الجامع 19/511 حديث (16347).
(2) تأخرت وفاته عن وفاة المصنف ، لذا ذكر شجاع الذهلي وفاته وهو من رواة تاريخ الخطيب ، فقد جاء في ح4 : " قال شجاع الذهلي : توفي بنيسابور في سنة خمس وستين وأربع مئة ".

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو القاسم القشيري : عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري أبو القاسم ، الإمام مطلقا الفقيه المتكلم الأصولي المفسر الأديب النحوي الكاتب الشاعر
لسان عصره وسيد وقته وسر الله بين خلقه شيخ المشايخ وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة ومقصود سالكي الطريقة وبندار الحقيقة وعين السعادة وقطب السيادة وحقيقة الملاحة لم ير مثل نفسه ولا رأى الراؤن مثله من كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة.
أصله من ناحية استوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي فهو قشيري الأب سلمي الأم.
صنف التفسير الكبير قبل العشر وأربعمائة ورتب المجالس ، وخرج إلى الحج في رفقة فيها أبو محمد الجويني وأحمد البيهقي وجماعة من المشاهير فسمع معهم ببغداد والحجاز مثل أبي الحسين بن بشران وأبي الحسين ابن الفضل ببغداد وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة وابن نظيف بمكة وعاد إلى نيسابور.
وقد سمع قبل خروجه من الخفاف وسمع مسند أبي عوانة عن أبي نعيم وسمع مسند أبي داود عن ابن فورك وسمع من السيد أبي الحسن العلوي ثم عن أصحاب الأصم بعد الزيادي وابن يوسف وأبي القاسم بن حبيب والقاضي أبي زيد ثم عن الطبقة الثانية مثل ابن باكويه
وأخذ طريق التصوف عن أبي علي الدقاق وأخذ هو عن أبي القاسم النصراباذي وأخذ النصراباذي عن الشبلي والشبلي عن الجنيد والجنيد عن سرى السقطي وسرى عن معروف الكرخي ومعروف عن داود الطائي وداود لقي التابعين هكذا كان يذكر إسناد طريقته. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { القشيري : بضم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني قشير (1). ومن المتأخرين المشهورين بخراسان : الاستاذ الامام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري ، أحد مشاهير الدنيا بالفضل والعلم والزهد. وأولاده : أبو سعد عبد الله ، وأبو سعيد عبد الواحد ، وأبو منصور عبد الرحمن ، وأبو نصر عبد الرحيم ، وأبو الفتح عبيد الله ، وأبو المظفر عبد المنعم ، حدثوا جميعا بالكثير.
روى لي عن الاستاذ قريب من خمسة عشر نفسا ، وعن أولاده الثلاثة الاول جماعة كثيرة ، وأدركت أبا المظفر ، وقرأت عليه الكثير. }
________________
(1) في اللباب: " هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة خمس وستين وأربعمائة : عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة ، أبو القاسم القشيري قشيري الأب ، سلمي الأم ، ولد سنة ست وسبعين وثلثمائة ، توفي أبوه وهو طفل ، فنشأ وقرأ الأدب والعربية ، وكان يهوى مخالطة أهل الدنيا، فحضر عند أبي علي الدقاق فجذبه عن ذلك ، فسمع الفقه من أبي بكر محمد بن بكر الطوسي ، ثم اختلف إلى بكر بن فورك فأخذ عنه الكلام ، وصار رأساً في الأشاعرة ، وصنّف التفسير الكبير، وخرج إلى الحج في رفقة فيها أبو المعالي الجويني ، وأبو بكر البيهقي ، فسمع معهما الحديث ببغداد والحجاز ، ثم أملى الحديث ، وكان يعظ.
وتوفي في رجب هذه السنة بنيسابور ، ودفن إلى جانب شيخه أبي علي الدقاق ، ولم يدخل أحد من أولاده بيته ، ولا مس ثيابه ولا كتبه إلا بعد سنين احتراماً له وتعظيماً ، ومن عجيب ما وقع أن الفرس التي كان يركبها كانت قد أهديت إليه ، فركبها عشرين سنة لم يركب غيرها ، فذكر أنها لم تعلف بعد وفاته ، وتلفت بعد أسبوع. }
قال ابن نقطة في "التقييد" ترجمة رقم 468 : { عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد أبو القاسم القشيري الصوفي. حدث عن أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي وأبي بكر محمد بن الحسن بن فورك وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم في آخرين وحدث بكتاب الصحيح لأبي عوانة عن أبي النعيم عبد الملك بن الحسن الاسفرائيني.
حدث عنه أولاده أبو نصر وعبد المنعم وأبو عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وأخوه وجيه وغيرهم وصنف كتبا في علوم الصوفية.
قال أبو سعد السمعاني : ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر من سنة خمس وستين وأربعمائة بنيسابور. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { القشيري الامام الزاهد ، القدوة ، الاستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري ، الخراساني ، النيسابوري ، الشافعي ، الصوفي ، المفسر ، صاحب "الرسالة" (1).
ولد سنة خمس وسبعين وثلاث مئة. وتعاني الفروسية والعمل بالسلاح حتى برع في ذلك ، ثم تعلم الكتابة والعربية ، وجود.
ثم سمع الحديث من : أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف ، صاحب أبي العباس الثقفي ، ومن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفراييني ، وأبي الحسن العلوي ، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكي ، وعبد الله بن يوسف ، وأبي بكر بن فورك ، وأبي نعيم أحمد بن محمد ، وأبي بكر بن عبدوس ، والسلمي ، وابن باكويه ، وعدة.
وتفقه على أبي بكر محمد بن أبي بكر الطوسي ، والاستاذ أبي إسحاق الاسفراييني ، وابن فورك.
وتقدم في الاصول والفروع ، وصحب العارف أبا علي الدقاق ، وتزوج بابنته ، وجاءه منها أولاد نجباء.
قال القاضي ابن خلكان : كان أبو القاسم علامة في الفقه والتفسير والحديث والاصول والادب والشعر والكتابة ، صنف "التفسير الكبير" (2) وهو من أجود التفاسير ، وصنف "الرسالة" في رجال الطريقة ، وحج مع الامام أبي محمد الجويني ، والحافظ أبي بكر البيهقي. وسمعوا ببغداد والحجاز (3).
قلت : سمعوا من هلال الحفار ، وأبي الحسين بن بشران ، وطبقتهما.
قال (4) : وذكره أبو الحسن الباخرزي في كتاب "دمية القصر" وقال (5) : لو قرع الصخر بسوط (6) تحذيره ، لذاب ، ولو ربط (7) إبليس في مجلسه ، لتاب.
قلت : حدث عنهأولاده عبد الله ، وعبد الواحد ، وأبو نصر عبد الرحيم ، وعبد المنعم ، وزاهر الشحامي ، وأخوه وجيه ، ومحمد بن الفضل الفراوي ، وعبد الوهاب بن شاه ، وعبد الجبار بن محمد الخواري ، وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري ، وحفيده أبو الأسعد هبة الرحمن ، وآخرون.
ومات أبوه وهو طفل ، فدفع إلى الاديب أبي القاسم اليمني (8) ، فقرأ عليه الآداب ، وكانت للقشيري ضيعة مثقلة بالخراج بأستوا (9) ، فتعلم طرفا من الحساب ، وعمل قليلا ديوانا ، ثم دخل نيسابور من قريته ، فاتفق حضوره مجلس أبي علي الدقاق ، فوقع في شبكته ، وقصر أمله ، وطلب القبا ، فوجد العبا ، فأقبل عليه أبو علي ، وأشار عليه بطلب العلم ، فمضى إلى حلقة الطوسي ، وعلق "التعليقة" وبرع ، وانتقل إلى ابن فورك ، فتقدم في الكلام ، ولازم أيضا أبا إسحاق ، ونظر في تصانيف ابن الباقلاني ، ولما توفي حموه أبو علي تردد إلى السلمي ، وعاشره ، وكتب المنسوب ، وصار شيخ خراسان في التصوف ، ولزم المجاهدات ، تخرج به المريدون (10). وكان عديم النظير في السلوك والتذكير ، لطيف العبارة ، طيب الاخلاق ، غواصا على المعاني ، صنف كتاب "نحو القلوب" ، وكتاب "لطائف الاشارات" (11) ، وكتاب "الجواهر" ، وكتاب "أحكام السماع" ، وكتاب "عيون الاجوبة في فنون الاسولة" ، وكتاب "المناجاة" ، وكتاب "المنتهى في نكت أولي النهى" (12).
قال أبو سعد السمعاني : لم ير الاستاذ أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته ، جمع بين الشريعة والحقيقة ، أصله من ناحية أستواءة ، وهو قشيري الاب ، سلمي الام (13).
وقال أبو بكر الخطيب (14): كتبنا عنه ، وكان ثقة ، وكان حسن الوعظ ، مليح الاشارة ، يعرف الاصول على مذهب الاشعري ، والفروع على مذهب الشافعي ، قال لي : ولدت في ربيع الاول سنة ست وسبعين وثلاث مئة.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء في سنة ثلاث وتسعين، أم المؤيد زينب بنت عبدالرحمن، أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، أخبرنا زين الاسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أخبرنا أبو نعيم عبدالملك، أخبرنا أبو عوانة، حدثنا يونس بن عبدالاعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، التفتت إليه، وقالت: إني لم أخلق لهذا، إنما خلقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر " (15).
وبه إلى عبد الكريم : سمعت أبا عبدالرحمن السلمي ، سمعت الحسين بن يحيى ، سمعت جعفر بن محمد بن نصير ، سمعت الجنيد يقول : قال أبو سليمان الداراني : ربما تقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما ، فلا أقبل منه إلا شاهدين عدلين من الكتاب والسنة (16).
قال أبو الحسن الباخرزي (17) : ولابي القاسم "فضل النطق المستطاب" (18) ، ماهر في التكلم على مذهب أبي الحسن الاشعري ، خارج في إحاطته بالعلوم عن الحد البشري ، كلماته للمستفيدين فرائد (19) ، وعتبات منبره للعارفين وسائد ، وله نظم تتوج به رؤوس معاليه إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر بن إسماعيل : ومن جملة أحوال أبي القاسم ما خص به من المحنة في الدين ، وظهور التعصب بين الفريقين في عشر سنة أربعين وأربع مئة إلى سنة خمس وخمسين ، وميل بعض الولاة إلى الاهواء ، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط ، حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس ، وتفرق شمل الاصحاب ، وكان هو المقصود من بينهم حسدا ، حتى اضطر إلى مفارقة الوطن ، وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد ، فورد على القائم بأمر الله ، ولقي قبولا ، وعقد له المجلس في مجالسه المختصة به ، وكان ذلك بمحضر ومرأى منه ، وخرج الامر بإعزازه وإكرامه ، فعاد إلى نيسابور ، وكان يختلف منها إلى طوس بأهله ، حتى طلع صبح الدولة ألبآرسلانية (20) فبقي عشر سنين محترما مطاعا معظما (21).
ومن نظمه :
سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم * وثغر الهوى في روضة الانس ضاحك
أقمت زمانا والعيون قريرة * وأصبحت يوما والجفون سوافك (22)
أنشدنا أبو الحسين الحافظ، أخبرنا جعفر بن علي، أخبرنا السلفي، أخبرنا القاضي حسن بن نصر بنهاوند، أنشدنا أبو القاسم القشيري لنفسه:
البدر من وجهك مخلوق * والسحر من طرفك مسروق
يا سيدا تيمني حبه * عبدك من صدك مرزوق
ولابي القاسم أربعون حديثا من تخريجه سمعناها عالية.
قال عبد الغافر : توفي الاستاذ أبو القاسم صبيح يوم الاحد السادس والعشرين من ربيع الآخر ، سنة خمس وستين وأربع مئة (23).
قلت : عاش تسعين سنة.
وقال المؤيد في " تاريخه " (24) : أهدي للشيخ أبي القاسم فرس ، فركبه نحوا من عشرين سنة ، فلما مات الشيخ لم يأكل الفرس شيئا ، ومات بعد أسبوع (25). }
_________________
(1) المسماة بالرسالة القشيرية، وقد صنفها في الكلام على رجال الطريقة وأحوالهم وأخلاقهم، وقد طبعت أكثر من مرة، وطبعت أيضا مع شرحها للشيخ زكريا الانصاري، وقد ترجمت إلى اللغة الفرنسية أيضا.
(2) زاد ابن خلكان: وسماه " التيسير في علم التفسير ".
(3) انظر " وفيات الاعيان " 3 / 205 - 206.
(4) القائل ابن خلكان 3 / 206.
(5) " الدمية " 2 / 993.
(6) تحرف في: " وفيات الاعيان " إلى: " بصوت ".
(7) في " الدمية ": ولو ارتبط.
(8) كذا في الاصل، وفي " تبيين كذب المفتري "، و " طبقات " السبكي والاسنوي، و " طبقات " الداوودي: " الاليماني " ولم نجد ترجمة هذه النسبة.
(9) قال ياقوت: بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف: ناحية من نيسابور كثيرة القرى.
(10) انظر " وفيات الاعيان " 3 / 206، و " تبين كذب المفتري " 273 - 274، و " طبقات " السبكي 5 / 155 - 156، و " طبقات " الاسنوي 2 / 314.
(11) وقد طبع الدكتور إبراهيم بسيوني الاقسام الثلاثة الاولى منه.
(12) انظر مؤلفاته في " هدية العارفين " 1 / 607 - 608.
(13) أورد مثل هذا الخبر ابن عساكر في " تبيين كذب المفتري ": 272.
(14) " تاريخ بغداد " 11 / 83.
(15) إسناده صحيح ، وأخرجه البخاري (3471) في الانبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل من طريق علي بن عبدالله، ومسلم (2388) في فضائل الصحابة: باب فضائل أبي بكر من طريق محمد ابن عباد، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي (3677) من طريق محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
(16) انظر الخبر وتخريجه في الجزء العاشر من الكتاب ص 183، في ترجمة أبي سليمان
الداراني رقم (34)، وأراد ب " النكتة ": كلمة الحكمة، وب " القوم ": الصالحين ممن اشتهر بالخير.
(17) في " دمية القصر " 2 / 993 - 994، وفي الاصل: الباخزري وهو خطأ.
(18) اسم في " الدمية ": " فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب "، وكذلك ورد اسمه في " كشف الظنون " 2 / 1260.
(19) في " الدمية ": كلماته كلها رضي الله عنه للمستفيدين فوائد وفرائد.
(20) أي دولة السلطان ألب آرسلان والذي ستأتي ترجمته برقم (210) في هذا الجزء.
(21) الخبر بنحوه في " تبيين كذب المفتري " 274 - 275، و " طبقات " السبكي 5 / 157 - 158.
(22) البيتان في " وفيات الاعيان " 3 / 207. وانظر بعض نظمه في " طبقات " السبكي 5 / 160 - 162، و " دمية القصر " 2 / 994 - 996.
(23) انظر " تبيين كذب المفتري " 275 - 276.
(24) " المختصر في أخبار البشر " 2 / 190.
(25) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : هذه الحكاية لا تعد من الكرامات لأنها تحدث في زماننا هذا فتجد شخصا غير متبع للسنة ويقتني كلبا أو فرسا وعندما يموت هذا الشخص ، يمتنع الكلب أو الفرس عن الطعام حتى يموت. وأنا لا أقصد الانتقاص من الإمام القشيري رحمه الله لكني أقصد ألا يتشبث الصوفية بمثل هذه الحكايات ويعدونها من الكرامات لإيهام الناس بصحة المذهب الصوفي أو المذهب الأشعري ، نعم قد كانت هناك بعض الكرامات للعديد من الصوفية الصالحين مثل أبي القاسم القشيري ، لكن كان هناك أيضا قصصا كثيرة عن الصوفية فيها مبالغات كثيرة أو كذب أو تلبيس لبسه الشيطان عليهم ليفتنهم لا سيما ضلال الصوفية الذين انحرفوا كثيرا عن منهج أهل السنة والجماعة.

قال الذهبي في "العبر" : { سنة خمس وستين وأربعمئة : وأبو القاسم القشيري ، عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصوفي الزاهد ، شيخ خراسان ، وأستاذ الجماعة ، ومصنّف "الرسالة" توفي في ربيع الآخر ، وله تسعون سنة ، روى عن أبي الحسين الخفّاف ، وأبي نعيم الإسفراييني وطائفة. قال أبو سعد السمعاني : لم ير أبو القاسم مثل نفسه ، في كماله وبراعته ، جمع بين الشريعة والحقيقة. }
قال تاج الدين السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" : { عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد النيسابوري الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري الملقب زين الإسلام ، الإمام مطلقا وصاحب الرسالة التي سارت مغربا ومشرقا والبسالة التي أصبح بها نجم سعادته مشرقا والأصالة التي تجاوز بها فوق الفرقد ورقى
أحد أئمة المسلمين علما وعملا وأركان الملة فعلا ومقولا ، إمام الأئمة ومجلي ظلمات الضلال المدلهمة ، أحد من يقتدى به في السنة ويتوضح بكلامه طرق النار وطرق الجنة ، شيخ المشايخ وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة الجامع بين أشتات العلوم.
ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وسمع الحديث من أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم الإسفرايني وأبي بكر بن عبدوس المزكي وأبي نعيم أحمد بن محمج المهرجاني وعلي بن أحمد الأهوازي وأبي عبد الرحمن السلمي وابن باكوية الشيرازي والحاكم وابن فورك وأبي الحسين بن بشران وغيرهم.
روى عنه ابنه عبد المنعم وابن ابنه أبو الأسعد هبة الرحمن وأبو عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي ووجيه الشحامي وعبد الجبار الخواري وخلق ، وروى عنه من القدماء أبو بكر الخطيب وغيره ، ووقع لنا الكثير من حديثه ، وأخذ الفقه عن أبي بكر محمد بن بكر الطوسي وعلم الكلام عن الأستاذ أبي بكر بن فورك ، واختلف أيضا يسيرا إلى الأستاذ أبي إسحاق وأخذ التصوف عن أستاذه أبي علي الدقاق ، وكان فقيها بارعا أصوليا محققا متكلما سنيا محدثا حافظا مفسرا متفننا نحويا لغويا أديبا كاتبا شاعرا مليح الخط جدا شجاعا بطلا له في الفروسية واستعمال السلاح الآثار الجميلة ، أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه وقدوة وقته وبركة المسلمين في ذلك العصر.
قال الخطيب : حدث ببغداد وكتبنا عنه وكان ثقة وكان يعظ وكان حسن المواعظ مليح الإشارة وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل فيه : الإمام مطلقا الفقيه المتكلم الأصولي المفسر الأديب النحوي الكاتب الشاعر لسان عصره وسيد وقته وسر الله بين خلقه
شيخ المشايخ وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة ومقصود سالكي الطريقة وبندار الحقيقة وعين السعادة وحقيقة الملاحة لم ير مثل نفسه ولا رأى الراءون مثله في كماله وبراعته جمع بين علم الشريعة والحقيقة وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة
أصله من ناحية أستوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي فهو قشيري الأب سلمي الأم وخاله أبو عقيل السلمي من وجوه دهاقين ناحية أستوا
توفي أبوه وهو طفل فوقع إلى أبي القاسم الأليماني فقرأ الأدب والعربية عليه بسبب اتصاله بهم وقرأ على غيره وحضر البلد واتفق حضوره مجلس الأستاذ الشهيد أبي علي الحسن بن علي الدقاق وكان لسان وقته فاستحسن كلامه وسلك طريق الإرادة فقبله الأستاذ وأشار عليه بتعلم العلم فخرج إلى درس الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن بكر الطوسي وشرع في الفقه حتى فرغ من التعليق ثم اختلف بإشارته إلى الأستاذ الإمام أبي بكر بن فورك وكان المقدم في الأصول حتى حصلها وبرع فيها وصار من أوجه تلامذته وأشدهم تحقيقا وضبطا وقرأ عليه أصول الفقه وفرغ منه ثم بعد وفاة الأستاذ أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني وقعد يسمع جميع دروسه وأتى عليه أيام فقال له الأستاذ هذا العلم لا يحصل بالسماع وما توهم فيه ضبط ما يسمع فأعاد عنده ما سمعه منه وقرره أحسن تقرير ن غير إخلال بشيء فتعجب منه وعرف محله فأكرمه وقال ما كنت أدري أنك بلغت هذا المحل فلست تحتاج إلى درسي يكفيك أن تطالع مصنفاتي وتنظر في طريقي وإن أشكل عليك شيء طالعتني به ففعل ذلك وجميع بين طريقته وطريقة ابن فورك
ثم نظر بعد ذلك في كتب القاضي أبي بكر ابن الطيب وهو مع ذلك يحضر مجلس الأستاذ أبي علي إلى أن اختاره لكريمته فزوجها منه
وبعد وفاة الأستاذ عاشر أبا عبد الرحمن السلمي إلى أن صار أستاذ خراسان وأخذ في التصنيف فصنف التفسير الكبير قبل العشر وأربعمائة ورتب المجالس وخرج إلى الحج في رفقة فيها أبو محمد الجويني والشيخ أحمد البيهقي وجماعة من المشاهير فسمع معهم الحديث ببغداد والحجاز من مشايخ عصره
وكان في علم الفروسية واستعمال السلاح وما يتعلق به من أفراد العصر وله في ذلك الفن دقائق وعلوم انفرد بها
وأما المجالس في التذكير والقعود فيما بين المريدين وأسئلتهم عن الوقائع وخوضه في الأجوبة وجريان الأحوال العجيبة فكلها منه وإليه
أجمع أهل العصر على أنه عديم النظير فيها غير مشارك في أساليب الكلام على المسائل وتطييب القلوب والإشارات اللطيفة المستنبطة من الآيات والأخبار من كلام المشايخ والرموز الدقيقة وتصانيفه فيها المشهورة إلى غير ذلك من نظم الأشعار اللطيفة على لسان الطريقة
ولقد عقد لنفسه مجلس الإملاء في الحديث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وكان يملي إلى سنة خمس وستين يذنب أماليه بأبياته وربما كان يتكلم على الحديث بإشاراته ولطائفه
وله في الكتابة طريقة أنيقة رشيقة تبري على النظم
ولقد قرأت فصلا ذكره علي بن الحسن في "دمية القصر" وهو أن قال : الإمام زين الإسلام أبو القاسم جامع لأنواع المحاسن تنقاد له صعابها ذلل المراسن فلو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب ولو ربط إبليس في مجلس تذكيره لتاب وله فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب ماهر في التكلم على مذهب الأشعري خارج في إحاطته بالعلوم على الحد البشري كلماته للمستفيدين فوائد وفرائد وعتبات منبره للعارفين وسائد وله شعر يتوج به رؤوس معاليه إذا ختمت به أذناب أماليه
قال عبد الغافر : وقد أخذ طريق التصوف من الأستاذ أبي علي الدقاق وأخذها أبو علي عن أبي القاسم النصراباذي والنصراباذي عن الشبلي والشبلي عن الجنيد والجنيد عن السري السقطي والسري عن معروف الكرخي ومعروف عن داود الطائي وداود لقي التابعين ، هكذا كان يذكر إسناد طريقته
ومن جملة أحواله ما خص به من المحنة في الدين والاعتقاد وظهور التعصب بين الفريقين في عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة وميل بعض الولاة إلى الأهواء وسعى بعض الرؤساء والقضاة إليه بالتخليط حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس وتفرق شمل الأصحاب وكان هو المقصود من بينهم حسدا حتى اضطرته الحال إلى مفارقة الأوطان وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد وورد على أمير المؤمنين القائم بأمر الله ولقى فيها قبولا وعقد له المجلس في منازله المختصة به وكان ذلك بمحضر ومرأى منه ووقع كلامه في مجلسه الموقع وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه وعاد إلى نيسابور وكان يختلف منها إلى طوس بأهله وبعض أولاده حتى طلع صبح النوبة المباركة دولة السلطان ألب أرسلان في سنة خمس وخمسين وأربعمائة فبقي عشر سنين في آخر عمره مرفها محترما مطاعا معظما وأكثر صفوه في آخر أيامه التي شاهدناه فيها أخيرا إلى أن تقرأ عليه كتبه وتصانيفه والأحاديث المسموعة له وما يؤول إلى نصرة المذهب
بلغ المنتمون إليه لافا فأملوا بذكره وتصانيفه أطرافا
انتهى كلام عبد الغافر
قال ابن السمعاني : سمعت أبا بشر مصعب بن عبد الرزاق بن مصعب المصعبي بمرو يقول : حضر الأستاذ أبو القاسم مجلس بعض الأئمة الكبار وكان قاضيا بمرو وأظنه قال القاضي علي الدهقان وقت قدومه علينا فلما دخل الأستاذ قام القاضي على رأس السرير وأخذ مخدة كان يستند عليها على السرير وقال لبعض من كان قاعدا على درجة المنبر احملها إلى الأستاذ الإمام ليقعد عليها
ثم قال أيها الناس حججت سنة من السنين وكان قد اتفق أن حج تلك السنة هذا الإمام الكبير وأشار إلى الأستاذ وكان يقال لتلك السنة سنة القضاة وكان حج تلك السنة أربعمائة نفس من قضاة المسلمين وأئمتهم من أقطار البلدان وأقاصي الأرض وأرادوا أن يتكلم واحد منهم في حرم الله سبحانه وتعالى فاتفق الكل على الأستاذ أبي القاسم فتكلم هو باتفاق منهم.
قلت : من سمع هذه الحكاية لم يستنكر ما ذكره الغزالي في باب الولاء في مسألة أربعمائة قاض.
وبلغنا أنه مرض للأستاذ أبي القاسم ولد مرضا شديدا بحيث أيس منه فشق ذلك على الأستاذ فرأى الحق سبحانه وتعالى في المنام فشكى إليه فقال له الحق سبحانه وتعالى اجمع آيات الشفاء واقرأها عليه واكتبها في إناء واجعل فيه مشروبا واسقه إياه ففعل ذلك فعوفي الولد ، وآيات الشفاء في القرآن ست :
( ويشف صدور قوم مؤمنين ) ( شفاء لما في الصدور ) ( فيه شفاء للناس ) ( وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ( قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء ) ورأيت كثيرا من المشايخ يكتبون هذه الآيات للمريض ويسقاها في الإناء طلبا للعافية
ومن تصانيف الأستاذ التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وأوضحها والرسالة المشهورة المباركة التي قيل ما تكون في بيت وينكب والتحبير في التذكير وآداب الصوفية ولطائف الإشارات وكتاب الجواهر وعيون الأجوبة في فنون الأسئلة وكتاب المناجاة وكتاب نكت أولي النهى وكتاب نحو القلوب الكبير وكتاب نحو القلوب الصغير وكتاب أحكام السماع وكتاب الأربعين في الحديث وقع لنا بالسماع المتصل وغير ذلك.
وخلف من البنين ستة ذكرناهم في هذه الطبقات عبادلة كلهم من السيدة الجليلة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق.
قال النقلة : ولما مرض لم تفته ولا ركعة قائما بل كان يصلي قائما إلى أن توفي رحمه الله في صبيحة يوم الأحد السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة ودفن في المدرسة إلى جانب أستاذه أبي علي الدقاق.
قال أبو تراب المراغي : رأيته في النوم فقال أنا في أطيب عيش وأكمل راحة.
وقال غيره : كانت للأستاذ فرس يركبها فلما مات امتنعت عن العلف ولم تطعم شيئا ولم تمكن راكبا من ركوبها ومكثت أياما قلائل على هذا بعده إلى أن ماتت.
ومن رشيق كلامه ومليح شعره وجليل الفوائد عنه
قال عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم سمعت والدي يقول : المريد لا يفتر آناء الليل وأطراف النهار فهو في الظاهر بنعت المجاهدات وفي الباطن بوصف المكابدات فارق الفراش ولازم الانكماش وتحمل المصاعب وركب المتاعب وعالج الأخلاق ومارس المشاق وعانق الأهوال وفارق الأشكال كما قيل
( ثم قطعت الليل في مهمة *** لا أسدا أخشى ولا ذيبا )
( يغلبني شوقي فأطوي السرى *** ولم يزل ذو الشوق مغلوبا )
ومن شعر الأستاذ :
( يا من تقاصر شكري عن أياديه *** وكل كل لسان عن معاليه )
( وجوده لم يزل فردا بلا شبه *** علا عن الوقت ماضيه وآتيه )
( لا دهر يخلقه لا قهر يلحقه *** لا كشف يظهره لا ستر يخفيه )
( لا عد يجمعه لا ضد يمنعه *** لا حد يقطعه لا قطر يحويه )
( لا كون يحصره لا عون ينصره *** وليس في الوهم معلوم يضاهيه )
( جلاله أزلي لا زوال له *** وملكه دائم لا شيء يفنيه )
وقال أيضا :
( لو كنت ساعة بيننا ما بيننا *** وشهدت حين نكرر التوديعا )
( أيقنت أن من الدموع محدثا *** وعلمت أن من الحديث دموعا ) وقال أيضا
( وإذا سقيت من المحبة مصة *** ألقيت من فرط الخمار خماري )
( كم تبت قصدا ثم لاح عذاره *** فخلعت من ذاك العذار عذاري ) وقال أيضا
( أيها الباحث عن دين الهدى *** طالبا حجة ما يعتقده )
( إن ما تطلبه مجتهدا *** غير دين الشافعي لا تجده ) وقال أيضا
( لا تدع خدمة الأكابر واعلم *** أن في عشرة الصغار صغارا )
( وابغ من في يمينه لك يمن *** وترى في اليسار منه اليسارا )
قلت ذكرت هنا قولي قديما :
( قبيح بي ورب العرش ربي *** أخاف الضر أو أخشى افتقارا )
( وكيف وإن أمد له يمينا *** لتدعو ظل يمنحها اليسارا )
وقال أيضا :
( جنباني المجون يا صاحبيا *** واتلوا سورة الصلاة عليا )
( قد أجبنا لزاجر العقل طوعا *** وتركنا حديث سلمى وميا )
( ومنحنا لموجب الشرع نشرا *** وشرعنا لموجب اللهو طيا )
( ووجدنا إلى القناعة بابا *** فوضعنا على المطامع كيا )
( كنت في حر وحشتي لاختياري *** فتعوضت بالرضى منه فيا )
( إن من يهتدي لقطع هواه *** فهو في العز حاز أوج الثريا )
( والذين ارتووا بكأس مناهم *** فعلى الصيد سوف يلقون غيا ) }
قال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" : { عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد، الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري. أحد العلماء بالشريعة والحقيقة أخذ الطريقة عن الشيخ أبي علي الدقاق وأبي عبد الرحمن السلمي ، ودرس الفقه على أبي بكر الطوسي حتى فرغ من التعليق وقر الكلام على أبي بكر بن فورك وأبي إسحاق الإسفراييني وبرع في ذلك ، وحج مع البيهقي وأبي محمد الجويني.
ذكره الخطيب البغدادي ومات قبله ، وقال : كتبنا عنه وكان ثقة ، وكان يقص ، وكان حسن الموعظة مليح الإشارة ، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي.
وقال ابن السمعاني : لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته ، جمع بين الشريعة والحقيقة.
وقال ابن خلكان : صنف أبو القاسم التفسير الكبير ، وهو من أجود التفاسير ، وصنف الرسالة في رجال الطريقة.
وذكر له الذهبي مصنفات أخر. ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة عن تسع وثمانين سنة ودفن إلى جانب أستاذه أبي علي في المدرسة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري * النيسابوري الملقب بـ زين الإسلام هو الأستاذ الإمام الزاهد الفقيه المفسر الواعظ الأديب الصوفي ، صحب أبي علي الدقاق وأخذ عنه التصوف وتزوج بابنته فاطمة وبعد موت الدقاق صحب أبا عبد الرحمن السلمي الصوفي ، وصار شيخ خراسان في التصوف ورأسا في الأشاعرة ، وثقه الخطيب فقال : "قدم علينا في سنة 448 ، وحدَّث ببغداد ، وكَتَبنا عنه ، وكان ثقةً ، وكان يَقُصُّ ، وكان حسنَ الموعظةِ ، مَلِيحَ الإشارة ، وكان يَعرِفُ الأصول على مَذهَبِ الأشعري ، والفروع على مَذهَبِ الشافعي" ، وأثنى عليه السمعاني ، وأسهب عبد الغافر في الثناء عليه ، وقد حكى أبو القاسم القشيري أحوالاً وكرامات عجيبة عن الدقاق والسلمي وغالب هذه الحكايات من تلبيس إبليس على الصوفية.

للمزيد من ترجمته :
دمية القصر 2 / 993 - 998، تبيين كذب المفتري 271 - 276، الكامل 10 / 88، اللباب 3 / 38، طبقات ابن الصلاح: الورثة / 61، إنباه الرواة 2 / 193، وفيات الاعيان 3 / 205 - 208، تاريخ أبي الفدا 2 / 190، دول الاسلام 1 / 274، تلخيص ابن مكتوم: 114، تتمة المختصر: 114، مسالك الابصار 5 / 1 / 89 - 91، مرآة الجنان 3 / 91 - 93، طبقات الاسنوي 2 / 313 - 315، البداية والنهاية 12 / 107، طبقات الاولياء: 257 - 261، النجوم الزاهرة 5 / 91 - 92، طبقات المفسرين للسيوطي: الورقة 21 - 22، طبقات المفسرين للداوودي 1 / 338 - 346، مفتاح السعادة 2 / 107 - 109، تاريخ الخميس 2 / 358 - 359، كشف الظنون: 520، 1260، 1551، شذرات الذهب 3 / 319 - 322، نفحات الانس: 354، درر الابكار: 111، معجم السفر 1 / 17، روضات الجنات: 444، هدية العارفين 607 - 608، الرسالة المستطرفة: 166، مقدمة الرسالة القشيرية، طبعة الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف.





أبو عبد الرحمن محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف القطان *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن ، أبو عبد الرحمن القطان الأعرج النيسابوري.
قدم بغداد في أيام أبي أحمد الفرضي ، فكَتَبَ عنه ، وعن شيوخ ذلك الوقت ، ورحل إلى البصرة ، فسمع بها من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد ، ونحوه. ثم خرج إلى مصر فسمع من أبي محمد بن النَّحَّاس ، وجماعه معه وسمع بدمشق من أبي محمد بن أبي نصر وغيره ، وعاد إلى بغداد ، فأقام بها مدة ، وخرج إلى نيسابور ، وكان قد سمع بها من الحاكم أبي عبد الله بن البيع ، وعبد الرحمن ويحيى ابني أبي إسحاق المُزَكِّي وأمثالهم. ثم رحلَ إلى أصبهان ، فسمع من أبي بكر بن أبي علي ، وأبي نعيم الحافظ. وعادَ إلى بغداد ، فمكث بها ، وحدَّث ، وكتبتُ عنه شيئاً يسيراً ، وأدركته الوفاة ، فمات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة ، ودُفن من الغد في مقبرة باب حرب. وكان صَدُوقاً ، له معرفة بالحديث ، وقد دَرَسَ شيئاً من فقه الشافعي ، وله مذهبٌ مستقيمٌ وطريقةٌ جميلةٌ. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن النيسابوريالأعرج القطان سمع فأكثر.
وحدث بدمشق وبغداد وروى عن أبي إسحاق بن أحمد البخاري الحصري وكان قد سمع بدمشق أبا محمد بن أبي نصر ومحمد بن حمزة بن محمد القطان وبمصر أبا محمد بن النحاس وببغداد أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وبالبصرة القاضي أبا عمر الهاشمي وبنيسابور الحاكم أبا عبد الله وغيره.
روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وعلي بن الخَضِر.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد بن عبد العزيز بن أحمد حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن القطان الأعرج النيسابوري ، قدم علينا ، نا أبو إسحاق بن أحمد الحصري ببخارى نا الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد العسقلاني نا إسحاق بن الفرات نا خالد بن عبد الرحمن العبدي عن سماك بن حرب عن طارق بن شهاب عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت داعيا ومبلغا وليس إليّ من الهدى شيء ".
أخبرناه عاليا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي أنا الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد العسقلاني نا إسحاق بن الفرات نا.
وأخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد النسوي وأبو القاسم عبد الكريم وأبو عبد الرحمن أحمد ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى الكاتب بنيسابور قالوا : أنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام أنا القاضي الإمام أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود بن هارون الرقي أنا عيسى بن أحمد العسقلاني أنا إسحاق بن الفرات المصري.
أنا خالد بن عبد الرحمن العبدي أبو الهيثم عن سماك بن حرب عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت داعيا ومبلغا وليس إلي من الهدى " ، وقال ابن الجارود : من الهداية شيء ، وخُلق إبليس قرينا وليس إليه من الضلالة شيء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب : محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن القطان الأعرج النيسابوري قدم بغداد في أيام أبي أحمد الفرضي فكتب عنه وعن شيوخ ذلك الوقت ورجل إلى البصرة فسمع بها من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد ونحوه ثم خرج إلى مصر فسمع من أبي محمد بن النحاس وجماعة معه وسمع بدمشق من أبي محمد بن أبي نصر وغيره وعاد إلى بغداد فأقام بها مدة وخرج إلى نيسابور وكان قد سمع من الحاكم أبي عبد الله بن البيع وعبد الرحمن ويحيى ابني أبي إسحاق المزكي وأمثالهم ثم رحل إلى أصبهان فسمع من أبي بكر بن أبي علي وأبن نعيم الحافظ وعاد إلى بغداد فمكث بها وحدث وكتبت عنه شيئا يسيرا وأدركته الوفاة فمات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وكان صدوقا له معرفة بالحديث وقد درس شيئا من فقه الشافعي وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة.
وقرأت بخط ابن خيرون (1) : إنه كان له تنبه وحفظ. }
_________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون * الباقلاني * حافظ حجة متقن عالم بالرجال حتى قال فيه السلفي وغيره "كان يحيى بن معين وقته" وقال الأنماطي "كان يذكر الشيخ وما يرويه وما ينفرد به". والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { القطان الحافظ البارع الجوال ، أبو عبد الرحمن ، محمد بن يوسف بن أحمد ، النيسابوري ، القطان ، الاعرج.
روى عن : الحاكم ابن البيع ، وأبي أحمد الفرضي ، وأبي عمر الهاشمي البصري ، وأبي محمد بن النحاس المصري ، وأمثالهم.
روى عنه : الخطيب ، وعبد العزيز الكتاني. مات في الكهولة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة. وَقلَّ مَا خُرِّجَ عَنْهُ. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة : محمد بن يوسف بن أحمد. أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج ، الحافظ. توفي كهلاً ولم يمتع بسماعه. روى عن : أبي عبد الله الحاكم ، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، وأبي عمر الهاشمي البصري ، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وطبقتهم. ورحل إلى العراق ، والشام ، ومصر. حدث عنه : الخطيب ، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي ببغداد. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وعشرين وأربعمئة : ومحمد بن يوسف القطّان ، الحافظ أبو أحمد الأعرج النيسابوري ، مات كهلاً ، ولم ينشر حديثه. روى عن أبي عبد الله الحاكم ، وطبقته ورحل إلى العراق والشام ومصر. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو عبد الرحمن محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف القطان * الأعرج النيسابوري مات كهلاً ولم ينشر حديثه ، قال الخطيب : "كتبتُ عنه شيئاً يسيراً وكان صَدُوقاً ، له معرفة بالحديث ، وقد دَرَسَ شيئاً من فقه الشافعي ، وله مذهبٌ مستقيمٌ وطريقةٌ جميلةٌ" ، وقرأ ابن عساكر بخط أبي الفضل بن خيرون : "إنه كان له تنبه وحفظ" ، وقال الذهبي : "الحافظ البارع الجوال"
ومن ثم فهو حافظ بارع جوال حسن الحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.