المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقاليد كل دوري !! شي مو طبيعي بمعنى الكلمة ......؟؟



االزعيم الهلالي
17-05-2012, 10:20 PM
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517164436707580_20.jpg

يقضي عشاق كرة القدم ساعات طويلة من النقاش؛ مدافعين عن عشقهم لأحد الدوريّات الكبرى، فهذا يقول الإسباني هو الأمتع، وذاك يقول الإنكليزي هو الأقوى، بينما يصرّ محبّو الـ"كالتشيو" على التمايُز بالنديّة والتنافسيّة، ولا يخفى على أحد تفاخر عشّاق الأندية الألمانية بجماهيريّة الـ"بوندسليغا" التي ترقى إلى مرتبة الجنون في كرة القدم.
وهناك مَن يرفض دائماً مبدأ المقارنة بين هذه الدوريات- حتى في الأرقام والإحصائيات- معتبراً أن لكلِّ دوري تقاليده الخاصة.
ولعلّ طقوس الجماهير في متابعتها للمباريات هي التي تصبغ كلّ دوري بألوانه الخاصة، ربما قبل المستوى والأداء.
والجماهير التي تقصد الملعب للفرجة تصبح في بعض الأحيان هي الفرجة، فسواء كنتَ محباً للدوري الإيطالي أم لا.. فإنك من الصعب ألا تنظر بعين الدهشة لما فعله جمهور فريق جنوى، بإجبار لاعبي الفريق على خلع فانيلات النادي؛ احتجاجاً على أدائهم هذا الموسم، معتبرين أنهم لا يستحقون ارتداءها، وذلك قبل لقاء الفريق مع سيينا الذي انتهى بفوز الأخير (1-4).
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517163831482734_2.jpg
حينها لم يقبل الجمهور سوى بكابتن جنوى ماركو روسي كمتحدّث باسم الفريق ليحمل الفانيلات، ويقدّمها كصك غفران إلى جماهير النادي، قبل أن يتحوّل الأمر لما يشبه الشّغب أخّر المباراة لبضع دقائق.
صحيح أن جنوى لم يهبط إلى الدرجة الثانية هذا الموسم، لكنه كان دائماً في منطقة الخطر، وقد استقرت به الحال في المرتبة (17) برصيد (42) نقطة.
ونبقى في الدوري الإيطالي، حيث ما تزال صورة جمهور روما المحتجّة على أداء فريق العاصمة عالقة بالأذهان، حين قام كابتن الفريق فرانشيسكو توتي بالاستماع مُجبراً لصرخات الجمهور.. وذلك عند نهاية المباراة التي جمعت فريقه مع نابولي وانتهت (2-2).
وبذلك يؤكّد قيصر روما فعلاً وقولاً أن همّه، هو وزملاؤه، إرضاء جماهير الـ"جيلاورسي".. إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك هذا الموسم.. إذ قدّموا مستويات مخيّبة مع المدرّب الإسباني لويس إنريكي.

بعيداً عن العملاقين
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//201251716451065580_2.jpg
وفي إسبانيا، تزداد الانتقادات حدّة على الدوري كلما ازداد أداء كلٍّ من برشلونة وريال مدريد تفرّداً وتحليقاً مبتعِدين عن سرب الأندية الثمانية عشر الباقية في الـ"ليغا".
وهذا الموضوع بالتحديد، أكثر ما يثير سخط جماهير هذه الأندية وإداراتها المُسماة بشكل تهكمي "بالكومبارس"، فتراهم لا يوفّرون فرصة لإثبات الذات فنياً.. سواء في المحافل الأوروبية، كالنهائي الإسباني الخالص للدوري الأوروبي أثلتيك بيلباو وأتلتيكو مدريد، أو في نقدهم لظاهرة اختصار الدوري بالعملاقين ريال مدريد وبرشلونة، يدلّ على ذلك ما فعله جمهور إشبيلية بالاحتجاج الراقي على تأخير مباراة فريقهم مع ليفانتي في المرحلة (35) بسبب الـ "كلاسيكو"، وتمثّل هذا الاحتجاج بإلقاء الجماهير كرات التنس على أرض الملعب.

حقل النفط
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517164337177734_2.jpg
ولا يمكن الحديث عن جماهير كرة القدم دون التطرّق إلى الحالة الخاصة لجمهور نادي دورتموند بطل الثنائية هذا الموسم، والأجواء الحميمة التي يوفرها للاعبين مما يدفعهم إلى مواصلة تألّقهم في كلّ مباراة.
ولعل النموذج الفريد من الجماهير هو الذي يحشد حوالي 25 ألفاً في المدرّج الجنوبي لملعب "سيغنال أدونا بارك" ويعتبر الأكثر جنوناً في العالم، والرقم واحد في تقديم الدعم المعنوي، الذي لا يضاهيه أي دعم في العالم، لدرجة أن المتابع لا يملّ من رؤية لاعبي المدرّب يورغن كلوب أسبوعياً يتبادلون الأدوار مع مشجعيهم، فيجلسون على أرضية الملاعب لمتابعة روائع الجماهير في الاحتفال بالفوز، أو في الإحاطة بلاعبيهم بعد الهزائم.
عدا عن الدعم المعنوي، لَعِبَ المدرج الجنوبي المُسمى مجازاً بـ"حقل النفط" دوراً مهماً في انعاش النادي اقتصادياً في فترة الركود التي لازمته مطلع الألفية الجديدة، فقد اعتمد بوروسيا بشكل أساسي على المردود الاقتصادي للشركات المعلنة التي أغراها الكم الهائل المحتشد أسبوعياً، والذي أجبر الجميع على النهوض وعودة النادي إلى منصّات التتويج.

للإنكليز تقاليدهم الخاصة
ولإنكلترا، مهد كرة القدم، تقاليد جماهيرها الخاصة بالأفراح والاحتجاجات، فعندما ترى جمهوراً متحفّزاً لمدة 90 دقيقة يصفّق للفرص الضائعة بنفس حماسه للأهداف، وعندما ترى لاعباً يطلب التبديل نتيجة التصفير الحاد للجمهور المنافس فاعلم أنه جمهور أحد الأندية الإنكليزية الذي يلتصق بالملعب كأنه امتداد له.
ولا تقتصر المشاهد المتفرّدة على الجماهير الإنكليزية، بل تمتد إلى المدرّبين العاملين في ملاعبها، فمَن ينسى ما فعله الفرنسي آرسين فينغر، مدرّب آرسنال، بعد مباراة فريقه ضد شيفيلد يونايتد في الدور الخامس من مسابقة كأس إنكلترا.
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517164013682734_2.jpg
فعلى ملعب الـ"هايبري"، وفي 13 شباط من عام 1999، وحين كانت المباراة تسير نحو التعادل 1-1 أخرج أحد لاعبي شيفيلد الكرة لـيتلقى زميله المصاب العلاج، ولكن عندما استُؤنف اللعب استلم النيجيري كانو الكرة من الرمية الجانبية ولعبها بسرعة للهولندي مارك أوفرمارس ليسجّل هدف آرسنال الثاني مما أثار غضب لاعبي شيفيلد وتشاجروا مع كانو، الأمر الذي لم يرضه آرسين فينغر، فتحدّث بعد المباراة مع ستيف بروس مدرّب شيفيلد، وأخبره بأنه سيطلب إعادة المباراة و بروس قَبِل ذلك على أن تكون الإعادة في الملعب ذاته.
ووافق الاتحاد الإنكليزي على طلب مدرّب آرسنال وأعاد المباراة بعد 10 أيام، وانتهت بفوز آرسنال بالنتيجة ذاتها.
وفي هذا الموسم، نستطيع القول أن جمهور بولتون أدّى واجبه على أكمل وجه مع لاعب الفريق الأوّل، فابريس موامبا في الأزمة الصحية التي أصابته أثناء خوضه المباراة ضد توتنهام ضمن مسابقة الكأس. وكجزءٍ من تقاليد الجماهير البريطانية استمر مشجعو بولتون في تقديم الدعم للاعبهم الشاب منذ خروجه من عشب الملاعب إلى المستشفى، وحتى عودته كمتابع لمباراة فريقه ضد توتنهام بالذات، ولكن هذه المرّة في الدوري، حيث رفعت الجماهير لافتات جاء فيها "أرجوك يا فابريس عد للعشب".
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517164241944734_2.jpg
ولا يقل التضامن الذي أبداه مشجعو آستون فيلا مع النجم البلغاري ستيليان بيتروف، الذي أصيب بمرض سرطان الدم الـ"لوكيميا"، عن تضامن جمهور بولتون مع موامبا.
وحين عاد بيتروف إلى ملاعب الطفولة في العاصمة البلغارية صوفيا، وجد الآلاف أيضاً من أبناء وطنه ينتظرون منحه دعمهم الكامل.. فما كان منه إلا أن قبل تحدّي المرض وقال "معا سنفوز بهذه المباراة".
الخاسر المُحتفل
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2012/5/17//2012517164532283734_2.jpg
وفي فرنسا طغت صورة جماهير فريق كوفيليه (درجة ثالثة) وهي تحتفل بفريقها رغم هزيمته في المباراة النهائية لكأس فرنسا أمام ليون (0-1) على صراع المنافسة بين مونبلييه وباريس سان جيرمان للفوز باللقب.

فيكفي هذا الفريق المتواضع فخراً أنه أخرج فرقاً عريقة كمرسيليا ورين، قبل أن يخفق في تحقيق اللقب الغالي.

وفي الأرجنتين، ما إن ترى بحراً يغمر اللاعبين بالقصاصات الورقية حتى تعلم فوراً أنك قرب أحد براكين الجنون لجمهور فريق بوكا جونيورز أو لفرق أخرى تقوم بالتقليد ذاته لدى دخول اللاعبين أرض الملعب أو الاحتفال بالأهداف.

تحفل الملاعب العالمية بالتقاليد الخاصة لجماهير كلّ نادٍ، وهو ما يُضفي على اللعبة الشعبية الأولى تلوينات ترتبط أحياناً بعادات الشعوب وثقافات المجتمعات المختلفة، والتي لا يمكن هنا حصرها.. بل تمّ فقط ذكر لبعض مشاهدها.


المصدر (http://www.aljazeerasport.net/news/football/2012/05/201251716261650852.html)