المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كانت أيام الثمانينات أجمل أيام الشعب السعودي



الاسهم السعودية
17-05-2012, 07:41 AM
يا لله العجب! كيف تساقطت الأيام من دفتر العمر لأكتب لكم اليوم هذا الموضوع الشجي. كنت قبل عدة سنوات أسمع أبي وهو يتحدث إلى أقاربنا وأصدقاءه عن فترة الثمانينات و التسعينات الهجرية ( الستينات والسبعينات الميلادية ) ولم أدرك حينها بأن يأتي يوم أتحدث عن فترة زمنية من باب الوقوف على الأطلال

نعم، نتذاكر فترة الثمانينات الميلادية بعدما سرقتنا الأيام ونظن أننا لا زلنا صغاراً

نذكر ذلك الزمن الجميل، زمن البساطة والمتعة، زمن الخير والطهر، زمنٌ خالي من كثير من الصخب والمنغصات التي تعج بها هذه الأيام

إن أول الأسباب التي برأي ميزت تلك الأيام، هو أن الشعب كان حديث عهدٍ برخاء العيش والرفاهية ( يعني جات بعد جوع مباشرة ) فأيام السبعينات الميلادية، لا يتجادل فيها إثنان أنها كانت أيام فقر وجوع، كان أغلب المواطنين حينها لا يملكون ثلاجة نا هيك عن السيارة، وكانت المساكن عبارة عن غرفة أوغرفتين بحد أقصى، وعلى نظام البيوت الشعبية، وليس مثل اليوم، حيث أصبح مستوى العيش الرغيد عند البعض هو ما يجب أن يكون في المطلق، أو هو الوضع الطبيعي، بصرف النظر عن ما قد يسوقه البعض من دخل الدولة، فنحن هنا نناقش التحول من جانب اجتماعي فقط

أيضاً، لم يكن المجتمع قابع تحت هذا الإحتلال اللبناني الإعلامي والإعلاني، الذي كرس النمط الإستهلاكي عند المواطنين بشكل خطير، أصبحت معه 90% من الكماليات من الضروريات، حيث كان كل ما هنالك ثلاث دعايات في اليوم، كانت أمتع من أية برنامج، بمعنى دعاية بعد الظهر، دعاية بعد العصر، دعاية بعد أخبار التاسعة والنصف، وهي دعاية للشمبو، دعاية للهايلكس، دعاية للحليب، ولا تسألني عن المسلسلات، كانت تأتي أية مسلسلة مصرية أو سورية أو كويتية في القناة الأولى، ويكتب لها النجاح قطعاً قبل حتى إنتاجها، كان الإعلام نظيف وبسيط، وغير مهيج وصاخب، هل تذكرون الممسلاسلات البدوية بعد المغرب، مع براد الحليب خصوصاً أيام البرد، ألم يكن يوم الثلاثاء يوماً مميزاً، فهو اليوم الذي تعرض فيه حلقة المصارعه مع المعلق ( إبراهيم الراشد ) وكانت منتهى المتعة والإثارة

كانت الحياة أسهل، وسقف الكماليات محدود، لم يكن يوجد إلا شماغ البسام ( أبو ختم أسود ) سعره خمسين ريال، وكان لباس 99% من الشعب السعودي، هذا مثال بسيط

أما بخصوص السيارات، فكانت أفخم سيارة لا تتعدى قيمتها السبعين ألف ريال، كانت أفخم سيارة في نظر الجميع الفورد ثم الكابرس، ولا تنسى اللنكن أو الكدلك، وربما كات في مرتبة أعلى

كانت الحياة غير متكلفة، كانت المعيشة متوفره ورخيصه رخص التراب، اللحوم، الفواكه، الخضار، قطع السيارات، ومواد البناء، حتى البعارين كانت رخيصة ( أطلق بعير قيمته اليوم 5 مليون، يبطي عظم وقتها ولا يجيبله 30 ألف ) ههههههههه


لم يكن أحد يشتكي من الخدمات الصحيه إلا ما ندر، ربما لأن الناس ما كانوا يمرضون - أستغفر الله - ولكن حقاً لم تكن هذه مشكلة موجودة عند أغلب الناس، ربما بسبب عدد السكان القليل مقارنه باليوم


كانت في تلك الفترة أغلب الأجداد والجدات ما زالوا على قيد الحياة، ولما ذهبوا تغير وجه الحياة، هل تذكرون الترابط الأسري في تلك الأيام، أليس أفضل من اليوم، حسبنا الله

لم يكن موجود من المطاعم اليوم إلا المطاعم البخارية تقريباً، لم تأتي بعد المطاعم الأجنيبة ، أذكر أول ما تم إفتتاح ( برست ) في تلك الأيام، مكثنا ثلاثة أيام نأكل هذا المدعو ( برست ) دون أن نمل

أعتقد أن أيام العسل التي أسلفتها لكم إنتهت بغزو صدام للكويت، فبعدها كانت أيام تطوقها أزمة إقتصادية عصفت بالبلاد، يا ليتك يا صدام أجلت غزو الكويت عام أو عامين، لكنا عشنا مزيداً من الأيام الجميلة

أم يا ترى تغير الحال منذ أول يوم دخل فيه الجوال، هل كانت الأيام قبل الجوال مريحه، ربما لا، ولكنها حتماً كانت أهدأ وأجمل

هل تذكرون التكميلة، لم نكن أيامها نعرف الجينز، كانت بدلة رياضيه زرقاء أو خضراء مع خطين بيض بالجنب، ويا جبل ما يهزك ريح :)




أتمنى أن تشاركنا بذكرياتك عن أيام الثمانينات، إن كنت من أبنائها


وشكراً