المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إفهموا ماذا يريد أعداؤكم بكم



تاجر مواشي
17-05-2012, 04:00 AM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

في إحدى المحاضرة في الجامعة قام الدكتور بعرض صورة كاريكاتورية عن الحجاب، ثلاثة أو أربعة صور، كل صورة يظهر فيها غطاء رأس الفتاة متقلصا أكثر وأكثر عن التي قبلها، حتى يصل إلى أنّه لا يغطي شيئا منه حقيقة، وفي آخر صورة تظهر صورة فتاة عارية الرأس تماما! ثم قال الدكتور بما معناه بأن هناك هجمة قوية على الحجاب، وتظهر بصور شتى، منها إغراء الفتيات أنفسهن بالموضة وغيرها لخلعه تدريجياً، وبعضهم يتمادى في هذا فيجبرهنّ على خلعه، كما حدث في فرنسا وأيضا في "تونس" ـ نحمد الله أن كتب لأهلها الفرج ـ .. وكأن الدكتور يريد أن يقول بأن هذه هجمة منظمة هدفها خلع الحجاب عن المرأة المسلمة .. فهل هذه حقيقة يا ترى؟ وهل ينشغل أعداء الإسلام بمثل هذا الأمر؟ ولماذا؟

استحضر كثيرا كلمة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله إذ يقول: "إفهموا ماذا يريد أعداؤكم بكم!" وإن النظر إلى مثل هذه القضية ـ أعنى الحجاب ـ يجب التركيز فيه على أفق أبعد من جزئية كون الحجاب غطاءاً للجسد فحسب .. إن النظر إلى ذلك الأفق سيجعلنا نفهم حقاً ماذا يريد أعداؤنا بنا، ولمَ تـُشنّ مثل هذه الحملة على حجاب المرأة المسلمة وبكل الوسائل

أظن أن من المسلـّمات أن المرأة هي التي تبني أي مجتمع، فهي فيه الأم المربية، والأخت المرشدة، والزوجة المثبـّتة .. نعم .. هذه حقيقة يدركها الجميع، وركّز عليها الإسلام أيما تركيز، فحضّ على تربية الفتيات حق التربية، وحض النساء على التزام البيت وأنه مملكتها، لأنها في البيت تعد المجتمع كلـّه .. وقد عرف هذه الحقيقة أعداء هذا الدين الذين لا يريدون أن تقوم له قائمة بأي شكل ـ وإن قامت له شبه قائمة قاموا بتجييش الجيوش وحض الشعوب الأخرى على الهجوم عليهم لإبادتهم وإنهاء وجودهم، وهذا مشاهد معروف، كما حدث للمسلمين في طالبان، وكما حدث للمحاكم الإسلامية في الصومال وإلى الله المشتكى ـ لذا فإن جلّ تركيز أعداء هذه الأمة كان على النساء فيها، وقد وجدوا أن مفتاح إسقاط المرأة هي إسقاط حيائها وحشمتها، فركزوا على هذا أيما تركيز، وبكل الوسائل .. فغزوا المجتمعات الإسلامية بأفكار الموضة وظهور المرأة بـِطلـّة بهية أنيقة فاتنة تلتفت الأنظار إليها!! وهي التي أوجب الإسلام عليها أن تغطي كل ما يفضي إن إظهار هذا الجمال، لتبقى الفتاة في "محارة" الحشمة والحياء .. لكن دعاوي هؤلاء كانت أكثر قبولا عند كثير من فتيات المسلمين من دعوة الإسلام إلى الإحتشام .. لذا وجدنا الكثيرات استجبن لدعاة الضلالة قديماً فخرجن بأقبح المظاهر يحاددن الله بتبرجهن، ولا تزال كثير من نساء المسلمين على ذلك الحال بدرجات متفاوتة والله المستعان

على الجهة المقابلة وجدوا أن هناك فتيات ـ وإن كانت هذه الأفكار تطرب مشاعرهنّ ـ لكن الإلتزام بشرع الله يمنعهنّ من التبرج الفاحش بمثل تلك الصورة، وأمثالهنّ كان الواجب التعامل معهنّ بمكر أكبر، وعلى فترة زمنية أطول! .. فكان الطرق في بداية الأمر على كشف الوجه ـ ولست أتكلم عن الخلاف الشرعي في هذا، إنما عن دعاة الضلالة في منطلقهم من هذا الباب .. والمتأمّل في انطلاقة المتربّصين بهذا الدين يجد هذا الأمر خير منطلق لهم في منهجهم طويل الأمد لتحقيق مخططهم ـ فلما تحقق لهم ذلك انتقلوا إلى شكل غطاء الرأس، فبعد أن كان منديلا أسوداً يغطى الرأس والوجه كاملاً وينزل إلى الأكتاف، أصبح ما يسمى بـ"النقاب" و "اللثام " يظهرعيون المرأة وبعض من وجهها .. فقبلت الفتيات مثل هذا الغطاء وكتب له القبول عندهن والله المستعان.. ثم انتقلوا إلى جلباب المرأة، فاستحدث موضات من الجلابيب مخصرة ومجسـّدة لجسمها، وأيضا كتب له القبول عندهن.!! وشيئا فشيئا تم التغيير والتحسين ـ السلبي الفاحش بإضافة الزركشة إليه والألوان، وكل ما يجعله ملفتا للأنظار، والتغيير على الجلباب بنفس الصورة حتى خرجت النساء في الشوارع بحجاب يحتاج إلى حجاب كي يكون على ما شرعه الله وأمر به!!ا


نعم .. هذا ما أراده أعداؤنا بنا، وهذا ما تحقق لهم ونحن لا ندري، وبتحققه سـُلب من المرأة ما يثبـّتها حقيقة على دينها، وجعل الظهور بمظهر لائق معاصر للموضات هو همـّها، وليس همّها أن تلبس الحجاب الذي أمر الله به طلبا لمرضاته .. وفي نزاعها هذا أصبح التحايل على الدين سمتاً لها، فإن قلت لها الحجاب يا أمة الله، قالت لك ها انا ألبسه، يغطّي كامل الجسد.!! فلما تحقق لهم ـ أعني أعداء هذه الأمة ـ هذا المطلب، واستطاعوا فعليا إسقاط المرأة المسلمة، ارتاحت قلوبهم، لأنهم بهذا أسقطوا المجتمع المسلم كلـّه، فالمرأة هي من تبنيه، فإن فسد البنـّاء فإن البـِناء سيفسد بالضرورة، وهذا هو الحاصل في أغلب مجتمعاتنا والله المستعان

فلتعِ نساء المسلمين هذا الأمر وتفهمه حق الفهم .. فلتحط المرأة المسلمة بمخططات أعداء هذه الأمة والتي تحاك ضدها وتستخدم المرأة فيها لتحطيم المجتمع المسلم وإهلاكه كوسيلة فعالة فيه .. فلتدرك المرأة المسلمة حقيقة دورها في المجتمع المسلم، وأنها هي التي تبنيه حق البناء، وهي القادرة على إعادة تلك الحقبة الغابرة التي كان فيها الإسلام هو الأعز وكل ما حوله دانٍ له .. ولن تستطيع تحقيق هذا ما دام زُرع في قلبها الحياد عن شرع الله، فمن زًرع هذا في قلبه فكيف سيزرع في أبنائه غيره!! .. إنها والله إن أدركت هذا كلـّه فستكون حقبة جديدة يظهر فجرها من اليوم، وهو فجر آت بلا محالة، لكن لنكن نحن من يجليه .. وإن بوادر الصحوة في هذا العصر بدأت تشع ولله الحمد والفضل، فنحن نرى كثيرا من الأخوات أدركن هذا كلـّه، وبدأن يعددن أنفسهن، وأخواتهنّ من حولهن لأجله، فاحرصي أختاه أن تكوني معهن في هذا الركب الطيـّب أهله، والذي سيكون له الرضى عند رب البرية بإذن الله .. هذا الركب الذي ترك الدنيا وما فيها لأجل الله، ولأجل تحقيق المقصد الذي خلقنا لأجله، وهو وحده، الذي سيكتب الله له التمكين، وستكون له في الأمة أبلغ الآثار، فهو من يعد الأمة حق الإعداد