المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسأل الله أن يرحم الأستاذ محمد يحياتن



أهــل الحـديث
17-05-2012, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله..

تلقت جامعة الجزائر اليوم النبأ الأليم بوفاة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور محمد يحياتن-أسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويتقبله في الصالحين-، وقد توفي الأستاذ إثر وعكة صحية أدخل على إثرها المستشفى، ولم يمكث طويلا حتى اختار الله عز وجل له النقلة إلى الدار الآخرة، نسأل الله أن يتوفاه إليه في مستقر رحمته، وأن يتجاوز عنه بمنه وكرمه..

ولم يكن لي شرف التتلمذ على الأستاذ محمد يحياتن، ولكن شرفت بالعمل تحت رئاسته بقسم الترجمة بجامعة مولود معمري في الموسم الدراسي: 2007-2008، وكان عاما دراسيا احتفظت منه بأجمل الذكريات مع الأستاذ رحمه الله، إذ كان الاحترام المتبادل هو أهم ما حكم العلاقات المهنية تحت ظل رئاسته، بين أعضاء هيئة التدريس، ثم بين الإدارة والطلبة.

ويمكن أن نقول من غير تحفظ، إن الجامعة الجزائرية قد فقدت-بوفاة الأستاذ يحياتن-عمودا من أعمدتها، وشخصية علمية من الصعب ملء الفراغ الذي تركته في الظرف الراهن، فقد عرف عنه تمكنه العجيب من ميدانه، وهو الترجمة من الفرنسية إلى العربية، وهو الميدان الذي ترك فيه آثارا تشهد له بعلو كعبه في تخصصه، كما عرف عنه-رحمه الله-جده واجتهاده في ميدان الترجمة الذي لا تنشط فيه الهمم كثيرا للأسف، فقد خلف الأستاذ أعمالا ومجهودات كبيرة إذا ما قورنت بما كتب له من عمر(فقد توفي رحمه الله عن سبع وخمسين سنة)، نذكر منها:

-ترجمته لكتاب: السياسات اللغوية للويس جان كالفي.
-ترجمته لكتاب: مدخل إلى اللسانيات التداولية لجيلالي دلاش.
-ترجمته لكتاب: المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب لدومينيك مانغونو.
-ترجمته لكتاب: معجم الترجمة لجويل رضوان، وهذا كان من آخر أعماله، وأهداني نسخة منه قبيل وفاته رحمه الله.
-وكان رحمه الله قد حدثني عن ترجمته للعمل العلمي الكبير الذي كتبه الأستاذ العلامة أحمد المتوكل عن نظرية المعنى في الفكر اللساني العربي، ولا أدري إن كان فرغ منه أم لا..
-هذا إلى العدد الكبير من المقالات التي كان رحمه الله ينشرها بصفة منتظمة في المجلات العلمية المتخصصة كمجلة: اللغة والأدب، ومجلة: اللسانيات.

لقد كان وقع خبر وفاة الأستاذ يحياتن مدويا على كل من عرفوه في المسار المهني الجامعي، وقد رأيت التأثر الصادق في وجوه زملائه ومعارفه وطلبته، وكانت الألسن تلهج بالدعاء له وهي ذاهلة بالخبر الذي لم يكن يجري على الخواطر، ولكنه ما قدر الله كائن.

نسأل الله أن يرحم الأستاذ محمد يحياتن بواسع رحمته، وأن يغفر له ويتجاوز عنه، ويتقبله عنده في الصالحين، وأن يجازيه أحسن الجزاء على ما أفنى من حياته في خدمة اللغة العربية بإغنائها بدرر العلوم من الدراسات اللغوية، إنه سبحانه ولي ذلك والممتن به على عباده، هو حسبنا ونعم الوكيل

إنا لله وإنا إليه راجعون.