المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجم مجموعة من الرواة 4



أهــل الحـديث
15-05-2012, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فهذه تراجم لمجموعة من الرواة عسى الله أن ينفعني وإياكم بها.




أبو العباس محمد بن إسحاق السراج *
محمد بن إسحاق الثقفي

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { محمد بن اسحاق السراج النيسابوري ، روى عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه ، وهو صدوق ثقة. }
قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (344) ( تحقيق سعد الحميد ) : { وسألته عن محمد بن إسحاق السراج ، فقال : هم ثلاثة إخوة : إبراهيم ، وإسماعيل ، ومحمد ، بنو إسحاق بن إبراهيم السراج ، وحدثوا جميعًا ، وكان كلهم ثقات ، وكان لإسماعيل ابن يقال له : أبو عمرو بن إسماعيل (1) ببغذاذ (2) ، وكان من الأفاضل. }
_______________
(1) لم نجد من ذكره سوى الدارقطني هنا.
(2) لغة في ( بغداد ) ، وفيها لغات أخرى منها بَغْداذُ و بَغْدان و مَغْدان ، وهي مدينة السلام. انظر باب ( تعريب اسم بغداد ) من مقدمة الخطيب البغدادي لـ "تاريخه" (1/364-369) طبعة بشار عواد. ولسان العرب ( ب غ ذ ذ/3/478).

قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (3/828) : { أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج ثقة ، متفق عليه ، من شرط الصحيح. سمع قتيبة ، ومحمد بن أبان البلخي ، وإسحاق بن راهويه ، وأبا قدامة السرخسي ، وعبد الأعلى بن حماد ، وبشر بن الوليد الكندي ، وأحمد بن منيع ، وأبا همام ، ومحمد بن الصباح الجرجاني ، وداود بن رشيد ، وهناد بن السري ، وأبا كريب ، وأبا مصعب ، وابن أبي عمر العدني ، وأقرانهم ، ومن بعدهم وكان يكتب عن الأقران ، ومن هو أصغر منه سنا لعلمه وتبحره. وسمعت من يحكي أنه قال : كتبت عن ألف وخمسمائة بل زدت عليه ، وسمعت بعض شيوخ نيسابور أنه قال : حضرت عند يحيى بن يحيى ، وقرئ عليه لكني لم أضبط لصغري فلم ارو ذلك ، روى عنه الكبار بالعراق ، ونيسابور ، سمع منه محمد بن إسماعيل الترمذي في سنة نيف وسبعين ، وسمع منه أهل بلدنا قبل السبعين إسحاق بن محمد الكيساني ، وجعفر بن محمد بن حماد ، إمام الجامع وحدثني حمد بن عبد الله المعدل ، عن الحسن بن هاشم ، عن أبي حاتم الرازي أحاديث رواها عن السراج ، وسمع منه الحسن بن سفيان ، وابن خزيمة ، وأقرانهما ثم الحفاظ بعدهم كأبي علي ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وغيرهما ، توفي أول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ويقال إن مولده قبل العشرين ومائتين ، وحدثني علي بن محمد ، حدثنا عتاب بن محمد الحافظ ، حدثني محمد بن إسحاق السراج ، قال : كتب إلي ابن أبي الدنيا من بغداد : يا أخي عزيز علي جفاء مثلك وما أنت إلا كما قيل : أتجفو خليلا لم يخنك مودة عزيز علينا أن نراك كذالكا
حدثني أحمد بن محمد بن عمر الزاهد بنيسابور ، من أصل كتابه ، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا يحيى بن أكثم ، ومحمد بن يونس الحمال قالا : حدثنا محمد بن جعفر غندر ، حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم « صلى على قبر بعدما دفن » حديث جليل لم يروه عن غندر إلا أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، فتابعهما يحيى ، ومحمد ، ولم يرو عنهما إلا السراج ، سمعت أحمد بن محمد الزاهد بنيسابور يقول : سمعت أبا العباس السراج ، يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : حدثني زياد بن أيوب ونظن أنك سمعته من زياد قال : سمعت عباد بن العوام يقول : كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا : ليس في السماء شيء. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله أبو العباس السراج مولى ثقيف : وهو أخو إبراهيم وإسماعيل ابني إسحاق من أهل نيسابور.
سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي وعمرو بن زرارة ومحمد بن أبان البلخي ومحمد بن عمرو زنيجاً ومحمد بن بكار بن الريان ومحمد بن حميد الرازي وهناد بن السري ومحمد بن أبي عمرو العدني وخلقاً كثيراً من أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز.
روى عنه : محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو حاتم الرازي.
وورد السراج بغداد قديماً وحديثاً وأقام بها دهراً طويلاً ثم رجع إلى نيسابور واستقر بها إلى حين وفاته وكان قد حدث ببغداد شيئاً يسيراً فسمع منه بها وروى عنه أهلها : أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن العباس بن نجيح وأبو عمرو بن السماك ، وحديثه عند الخراسانيين منتشر ، وكان من المكثرين الثقات الصادقين الأثبات ، عني بالحديث ، وصنف كتباً كثيرة وهي معروفة مشهورة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن بزهان الغزال قال نبأنا محمد بن إسحاق السراج قال نبأنا عمرو بن زرارة النيسابوري ويعقوب بن ماهان قالا : نبأنا القاسم بن مالك المزني عن عاصم الأحول عن ابن سيرين عن ابن عباس قال : قال لي عمر : ما حبسك عن الصلاة ؟ قلت : لما أن سمعت الأذان توضأت ثم أقبلت قال عمر: الوضوء أيضاً؟ ما بهذا أمرنا. قال : فما تركت الغسل يوم الجمعة بعد.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الأصبهاني بالري قال أنبأنا إسحاق بن أحمد القايني قال أنبأنا محمد بن إسحاق السراج قال نبأنا أبو همام السكوني قال نبأنا مبشر يعني ابن إسماعيل قال نبأنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده قال: أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمسين سنة ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة قال: ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل حسبي وأشرب حسبي. قال السراج : كتب عني هذا الحديث محمد بن إسماعيل البخاري.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني قال أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي عمران موسى النجار قال نبأنا علي بن الحسن بن خالد المروزي قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال نبأنا محمد بن إسحاق السراج قال نبأنا أخي إبراهيم بن إسحاق قال نبأنا محمد بن أبان قال نبأنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى الجمعة فليغتسل " .
قال الشيخ أبو بكر : قال لنا أبو سعد : سمع مني أحمد بن منصور الحافظ هذا الحديث واستغربه. وقال : للبخاري عن السراج أحاديث ولكن هذا غريب.
أخبرنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول عادني محمد بن كثير الصنعاني فقال لي: أقالك الله عثرتك ورفع جثتك وفرغك لعبادة ربك قال أبو العباس السراج: كتب عني هذه الحكاية أبو حاتم الرازي.
فأخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال أنبأنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني قال نبأنا العباس بن أحمد الأردستاني قال نبأنا أبو حاتم الرازي قال نبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي فذكر مثله سواء غير أنه قال : ورفع جنبك.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي قال نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن إسحاق الثقفي قال : قال بعض الحكماء : المؤمن الكيس شديد الحذر على نفسه يخاف على عقله الآفات من الغضب والهوى والشهوة والحرص والكبر والغفلة وذلك أن العقل إذا كان هو القاهر الغالب ملك هذه الأخلاق الردية وإذا غلب على العقل واحدة من هذه الأخلاق أورثته المهالك وأحلت به النقمة وعدم من الله حسن المعرفة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول : سمعت أبا العباس السراج يقول : نظر محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ تصنيفي وكتب منه بخطه أطباقاً وقرأتها عليه.
وقال أبو نعيم : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقري الواعظ يقول سمعت أبا تراب محمد بن محمد بن يحيى ثم خرجت أنا إلى العراق ومصر وانصرفت بعد سنين كثيرة إلى بغداد وأبو العباس السراج بها يكتب عن يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة وطبقتهما فقلت له : يا أبا العباس كتبنا عنك في مجلس محمد بن يحيى وأنت إلى الآن تكتب ؟ فقال : يا هذا أما علمت أن صاحب هذا الحديث لا يصبر ؟
حدثت عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي قال سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول سمعت أبا العباس السراج يقول : في سنة ثلاث وثلاثمائة كتبوا عني في مجلس محمد بن يحيى منذ نيف وستين سنة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد الواسطي قال أنبأنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الفقيه يقول : سمعت أبا العباس السراج يوماً يقول لبعض من حضر وأشار إلى كتب منضدة عنده فقال : هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول : دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف فقال له : يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال؟ فقال: يا أبا عمرو بغيبة عن نيسابور مائة وعشرين سنة قال : وكيف ذاك؟ قال غاب أخي إبراهيم أربعين سنة وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة وغبت أنا مقيماً ببغداد أربعين سنة أكلنا الجشب ولبسنا الخشن حتى جمعنا هذا المال ولكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكاً ... وعلمك الجلوس على السرير
قال الشيخ أبو بكر : إنما أخذ أبو العباس هذا الشعر عن حكاية ذكرها الأصمعي عن بعض الأعراب.
وأخبرناها الحسن بن أبي بكر قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا الأصمعي قال : كان أعرابيان متواخيين بالبادية غير أن أحدهما استوطن الريف واختلف إلى باب الحجاج بن يوسف واستعمله على أصبهان فسمع أخوه الذي بالبادية فضرب إليه فأقام ببابه حيناً لا يصل إليه ثم أذن له بالدخول فأخذه الحاجب فمشى به وهو يقول: سلم على الأمير فلم يلتفت إلى قوله ثم أنشأ يقول:
فلست مسلماً ما دمت حياً ... على زيد بتسليم الأمير
قال زيد : لا أبالي فقال الأعرابي:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
فقال: نعم فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكاً ... وعلمك الجلوس على السرير
أخبرنا أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة بها شافهني بها بالكرخ قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد بن بشر قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: محمد بن إسحاق السراج النيسابوري صدوق ثقة.
أخبرني أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الجريري قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال : أبو العباس محمد بن إسحاق مجاب الدعوة.
سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي يقول سمعت أبا العباس بن حمدان يقول سمعت محمد بن إسحاق السراج يقول: رأيت في المنام كأني أرقى في سلم طويل فصعدت تسعاً وتسعين مرقاة وكل من قصصت عليه ذلك يقول لي: تعيش تسعاً وتسعين سنة قال ابن حمدان: فكان كذلك عمر السراج تسعاً وتسعين سنة ثم مات.
قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : قال أبو العباس السراج : ولدت في سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر : قرأت على قبر السراج بنيسابور في لوح عند رأسه مكتوباً: هذا قبر أبي العباس محمد بن إسحاق السراج مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الثقفي : بفتح الثاء المثلثة والقاف والفاء ، هذه النسبة إلى ثقيف ، وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وقيل ان اسم ثقيف قسي ، ونزلت أكثر هذه القبيلة بالطائف وانتشرت منها في البلاد ، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يخرج من ثقيف كذاب ومبير " وأولت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن الكذاب مختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير حجاج بن يوسف هكذا قالت أسماء في وجه الحجاج لما قتل ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، ومن مشهوري العلماء ............... وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله السراج الثقفي ، هو مولى ثقيف وهو أخو إبراهيم وإسماعيل بني إسحاق من أهل نيسابور، سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي وعمرو بن زرارة ومحمد بن أبان البلخي وهناد بن السري ومحمد بن أبي عمر العدني وخلقا كثيرا من أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز ، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري كلاهما خارج الصحيح وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وهؤلاء في طبقته ، وكان من المكثرين الثقات الصادقين الاثبات ، عني بالحديث وصنف كتبا كثيرة وهي معروفة مشهورة مثل المسند والتاريخ ، وكان يقول : كتبوا عني سنة ثلاث وثلاثمائة في مجلس محمد بن يحيى الذهلي منذ نيف وستين سنة.
وقال أبو العباس الثقفي يوما لبعض من حضر وأشار إلى كتب منضدة عنده فقال : هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
وكان مجاب الدعوة ، وكانت ولادته في سنة ثمان عشرة ومائتين ، ومات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { السراج : بفتح السين وتشديد الراء وفي آخرها الجيم.
هذا منسوب إلى عمل السرج ، وهو الذي يوضع على الفرس ، والمشهور بهذه النسبة : ............. وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله السراج الثقفي مولى ثقيف من أهل نيسابور ، كان من أجداده من يعمل السروج ، وكان محدث عصره بخراسان ، رأى يحيى بن يحيى ، وهو إمام الحديث بعد محمد بن إسماعيل البخاري ، سمع بخراسان أبا رجاء قتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن يوسف الماكياني ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وعمرو بن زرارة الكلابي ، وبالري محمد بن مهران الجمال ، ومحمد بن حميد الرازي ، وببغداد رأى عبيد الله بن عمر القواريري مسجى.
وسمع بكار بن الريان ، ومحفوظ بن أبي توبة ، وعيسى بن المساور الجوهري ، وبالكوفة أبا كريب وهناد بن السري ، وبالحجاز محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وأقرانهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ، وأبو حاتم الرازي ، ومسلم بن الحجاج القشيري ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو حامد بن الشرقي ، آخرهم أبو الحسين بن الخفاف.
وكان يقول : ختمت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وآله اثنتي عشرة ألف ختمة ، وضحيت عنه صلى الله عليه وسلم أثنتي عشرة ألف أضحية ، وكانت له أموال كثيرة ، من الضياع، والعقار ، ومات عن ست أو سبع وتسعين سنة في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة بنيسابور ، وقبره مشهور يزار بمقبرة الحسين ، وكان الاستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الشيخ الاوحد في فنه ، الاكمل في وزنه ، وكنا نقول في مكاتبنا : السراج كالسراج. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ثلاث عشرة وثلثمائة : محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله أبو العباس السراج مولى ثقيف ، ولد في سنة ثماني عشرة ومائتين ، وسمع قتيبة ، وإسحاق بن راهويه ، وخلقاً كثيراً من أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز ، روى عنه البخاري ، ومسلم ، وابن أبي الدنيا وكان من المكثرين الثقات ، وعني بالحديث ، وصنف كتباً كثيرة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، حدثنا محمد بن جعفر التميمي ، قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الفقيه ، يقول : سمعت أبا العباس بن السراج ، يقول يوماً لبعض من حضر وأشار إلى كتب على منضدة عنده ، فقال : هذه سبعون ألف مسألة لمالك ، ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا أبو طالب مكي بن علي ، حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي ، قال : كان أبو العباس السراج مجاب الدعوة.
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا أبو بكر الخوارزمي ، قال : سمعت أبا العباس ابن حمدان ، يقول : سمعت محمد بن إسحاق السراج ، يقول : رأيت في المنام كأني أرقى في سلم طويل ، فصعدت تسعاً وتسعين مرقاة ، فكل من قصصت عليه ذلك يقول لي تعيش تسعاً وتسعين سنة.
قال ابن حمدان : وكان ذلك عمر السراج تسعاً وتسعين سنة ثم مات.
أخبرنا عبد الرحمن، قال : أخبرنا أحمد بن علي أبو بكر الخطيب قال : قرأت على قبر السراج بنيسابور في لوح عند رأسه هذا قبر أبي العباس محمد بن إسحاق السراج. مات في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة.
أخبرنا زاهر بن طاهر ، قال : أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال : سمعت أبا عمر بن أبي العباس السراج ، يقول : ولدت وأبي ابن ثلاث وثمانين سنة ، وتوفي أبي وأنا ابن ثلاث عشرة سنة ، وكنت إذا دخلت مسجد أبي يقول للناس : عملت هذا بعد ثمانين سنة في ليلة. }
قال ابن نقطة في "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" ترجمة رقم 15 : { محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السراج أبو العباس النيسابوري
قال الحاكم : هو محدث عصره ، سمع بخراسان من قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وإبراهيم بن يوسف الماكياني وعمرو بن زرارة الكلابي ومحمد بن أبان البلخي وغيرهم وببغداد من محمد بن بكار بن الريان ويحيى بن عثمان الحربي ومحفوظ بن أبي توبة وبالكوفة أبا كريب وهناد بن السرى وبالحجاز محمد بن يحيى بن ابي عمر العدني روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي ومسلم بن الحجاج والحسين بن محمد بن زياد القباني وأبو بكر بن أبي الدنيا وسهل بن شاذوية البخاري الحافظ وهو إمام الحديث ببخارى بعد محمد بن إسماعيل وأبو محمد بن الشرقي ومحمد بن مخلد وأبو العباس بن عقدة.
سمعت الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين يقول توفي أبو العباس محمد بن إسحاق ليلة الإثنين لعشر خلون من ربيع الأخر سنة ثلاث عشرة يعني وثلاثمائة
قال الحاكم وسمعت أبا عمرو ابن أبي العباس السراج يقول ولدت وأبي ابن ثلاث وثمانين سنة وتوفي وأنا ابن ثلاث وعشر وهو يوم توفي ابن ست وتسعين أو سبع وتسعين سنة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" باختصار بسيط بحذف بعض الأحاديث : { السراج محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران ، الامام الحافظ الثقة ، شيخ الاسلام ، محدث خراسان ، أبو العباس الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري ، صاحب المسند الكبير على الأبواب والتاريخ وغير ذلك ، وأخو إبراهيم المحدث وإسماعيل. مولده في سنة ست عشرة ومئتين.
رأى يحيى بن يحيى التميمي ، ولم يسمعه.
وسمع من إسحاق ، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن بكار بن الريان، وبشر بن الوليد الكندي، وأبي معمر القطيعي، وداود بن رشيد، ومحمد بن حميد الرازي، ومحمد ابن الصباح الجرجرائي، وعمرو بن زرارة، وأبي همام السكوني، وهناد ابن السري، وأبي كريب، ومحمد بن أبان البلخي، والحسن بن عيسى ابن ماسرجس، ومحمد بن عمرو زنيج، وأحمد بن المقدام، ومحمد بن رافع، ومجاهد بن موسى، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وسوار بن عبدالله، وهارون الحمال، وعقبة بن مكرم العمي، وابن كرامة، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبي سعيد الاشج، وعبد الله بن الجراح، وأحمد بن سعيد الدارمي، وعباد بن الوليد، وخلق سواهم، وينزل إلى أحمد بن محمد البرتي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، والحسن بن سلام. وسكن بغداد مدة طويلة ، وحدث بها ، ثم رد إلى وطنه.
حدث عنه البخاري ومسلم بشئ يسير خارج الصحيحين ، وأبو حاتم الرازي أحد شيوخه ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وعثمان بن السماك ، والحافظ أبو علي النيسابوري ، وأبو حاتم البستي ، وأبو أحمد بن عدي ، وأبو إسحاق المزكي ، وإبراهيم بن عبد الله الاصبهاني ، وأبو أحمد الحاكم ، وعبيد الله بن محمد الفامي ، وحسينك بن علي التميمي ، وأبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ، وأبو بكر محمد بن محمد بن هانئ البزاز، والخليل بن أحمد السجزي، القاضي، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي، وعبد الله بن أحمد الصيرفي، وسهل بن شاذويه البخاري ومات قبله، وأبو العباس بن عقدة، وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، ويحيى بن محمد العنبري، وأبو بكر بن مهران المقرئ، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو الحسين أحمد بن محمد البحيري، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محفوظ العابد، وبشر بن محمد بن محمد بن ياسين الباهلي، والحسن بن أحمد بن محمد والد أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، والحافظ أبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي، وعبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني، وأبو عمرو بن حمدان الحيري، وأبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، ومحمد بن محمد بن سمعان الواعظ، ويحيى ابن إسماعيل المزكي عرف بالحربي ، وخلق آخرهم موتا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف القنطري راوي بعض مسنده عنه.
قال الخطيب : كان من الثقات الاثبات ، عني بالحديث ، وصنف كتبا كثيرة ، وهي معروفة.
قال أبو بكر بن جعفر المزكي : سمعت السراج يقول : نظر محمد ابن إسماعيل البخاري في التاريخ لي ، وكتب منه بخطه أطباقا ، وقرأتها عليه.
وروي عن أبي العباس السراج : أنه أشار إلى كتب له فقال : هذه سبعون ألف مسألة لمالك ، ما نفضت عنها الغبار مذ كتبتها.
قال أبو الوليد حسان بن محمد : دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف فقال له : يا أبا العباس ! من أين جمعت هذا المال ؟ قال : بغيبة دهر أنا وأخواي إبراهيم وإسماعيل ، غاب أخي إبراهيم أربعين سنة ، وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة ، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة ، أكلنا الجشب (1) ، ولبسنا الخشن ، فاجتمع هذا المال ، لكن أنت يا أبا عمرو ! من أين جمعت هذا المال ؟ وكان لابي عمرو مال عظيم ثم قال متمثلا :
أتذكر إذ لحافك جلد شاة *** وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا *** وعلمك الجلوس على السرير (2)
قال أبو العباس بن حمدان شيخ خوارزم : سمعت السراج يقول : رأيت في المنام كأني أرقي في سلم طويل ، فصعدت تسعا وتسعين درجة ، فكل من أقصها عليه يقول : تعيش تسعا وتسعين سنة.
قال ابن حمدان : فكان كذلك.
قلت: بل بلغ سبعا أو خمسا وتسعين سنة ، فقد قال أبو إسحاق المزكي عنه : ولدت سنة ثماني عشرة ومئتين ، وختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألف ختمة ، وضحيت عنه اثني عشر ألف أضحية.
قلت: دليله حديث شريك ، عن أبي الحسناء ، عن الحكم ، عن حنش قال : رأيت عليا رضي الله عنه يضحي بكبشين ، فقلت له : ما هذا ؟ قال : " أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه " (3).
زاد الترمذي : واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وواحد عن نفسه.
أخبرنا المسلم بن علان ، والمؤمل بن محمد كتابة قالا : أخبرنا الكندي ، أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا رضوان بن محمد بالدينور ، أخبرنا حمد بن عبد الله الاصبهاني ، حدثنا أبو العباس بن أحمد الاردستاني ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي : سمعت أحمد بن سعيد الدرامي يقول : عادني محمد بن كثير الصنعاني فقال : أقالك الله عثرتك ، ورفع جنتك ، وفرغك لعبادة ربك.
بلغنا أنه قيل لابي العباس السراج ، وهو يكتب في كهولته عن يحيى ابن أبي طالب : إلى كم هذا ؟ فقال : أما علمت أن صاحب الحديث لا يصبر ؟ !
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : أبو العباس السراج صدوق ثقة.
وقال أبو إسحاق المزكي : كان السراج مجاب الدعوة.
قال محمد بن أحمد الدقاق : رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يصيح بأصحاب الحديث ، فيأكلون.
وكان أبو سهل الصعلوكي يقول : حدثنا أبو العباس السراج ، الاوحد في فنه ، الاكمل في وزنه.
قال الحافظ أبو علي بن الاخرم الشيباني : استعان بي السراج في التخريج على "صحيح مسلم" ، فكنت أتحير من كثرة الحديث الذي عنده ، وحسن أصوله ، وكان إذا وجد حديثا عاليا يقول : لا بد أن تكتبه. فأقول : ليس من شرط صاحبنا ، فيقول : فشفعني في هذا الحديث الواحد.
قال إسماعيل بن نجيد : رأيت أبا العباس السراج يركب حماره ، وعباس المستملي بين يديه ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، يقول : يا عباس ! غير كذا ، اكسر كذا. قال أبو عبد الله الحاكم : سمعت أبي يقول : لما ورد الزعفراني ، وأظهر خلق القرآن ، سمعت السراج يقول : العنوا الزعفراني. فيضج الناس بلعنته. فنزح إلى بخارى.
قال الصعلوكي : كنا نقول : السراج كالسراج.
قال الحاكم : أخبرنا أبو أحمد بن أبي الحسن : أرسلني ابن خزيمة إلى السراج ، فقال : قل له : أمسك عن ذكر أبي خليفة وأصحابه ، فإن أهل البلد قد شوشوا.
فأديت الرسالة ، فزبرني (4).
قال الحاكم : وسمعت أبا سعيد بن أبي بكر يقول : لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور ، كان أبو العباس السراج ، يمتحن أولاد الناس ، فلا يحدث أولاد الكلابية ، فأقامني في المجلس مرة فقال : قل : أنا أبرأ إلى الله تعالى من الكلابية. فقلت : إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز ، فضحك وقال : دعوا هذا.
أبو زكريا العنبري : سمعت أبا عمرو الخفاف يقول لابي العباس السراج : لو دخلت على الامير ونصحته. قال : فجاء وعنده أبو عمرو ، فقال أبو عمرو : هذا شيخنا وأكبرنا ، وقد حضر ينتفع الامير بكلامه. فقال السراج : أيها الامير ! إن الاقامة كانت فرادى ، وهي كذلك بالحرمين ، وهي في جامعنا مثنى مثنى (5) ، وإن الدين خرج من الحرمين. قال : فخجل الامير وأبو عمرو والجماعة ، إذ كانوا قصدوا في أمر البلد ، فلما خرج ، عاتبوه ، فقال : استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا ، وأدع أمر الدين.
قال أبو الوليد حسان بن محمد : سمعت أبا العباس السراج يقول : وا أسفي على بغداد ! فقيل له : ما حملك على فراقها ؟ قال : أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة ، فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول لآخر : من هذا الميت ؟ قال : غريب كان هاهنا. فقلت : إنا لله ، بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال له : غريب كان هنا. فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.
قلت : كان أخوه إسماعيل السراج ، ثقة ، عالما ، مختصا بأحمد ابن حنبل ، يروي عن يحيى بن يحيى وجماعة. روى عنه : إسماعيل الخطبي وابن قانع ، وطائفة.
أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه : أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك ، أخبرنا أبو روح بهراة ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليجي ، أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف ، حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال : من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ، ويضحك (6) ، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ، فيقول : " من يسألني فأعطيه " فهو زنديق كافر ، يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، ولا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
قلت : لا يكفر إلا إن علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ، فإن جحد بعد ذلك فهذا معاند ، نسأل الله الهدى ، وإن اعترف أن هذا حق ، ولكن. أخوض في معانيه ، فقد أحسن ، وإن آمن وأول ذلك كله ، أو تأولبعضه ، فهو طريقة معروفة.
وقد كان السراج ذا ثروة وتجارة ، وبر ومعروف ، وله تعبد وتهجد ، إلا أنه كان منافرا للفقهاء أصحاب الرأي ، والله يغفر له.
قال الحاكم : سمعت أبا سعيد المقرئ ، سمعت السراج يقول عند حركاته إذا قام أو قعد : يا بغداد ! وا أسفى عليك ، متى يقضى لي الرجوع إليك.
نقل الحاكم وغيره : أن أبا العباس السراج مات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة بنيسابور.
وقال أبو يعلى الخليلي في "إرشاده" : محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن مهران بن عبد الله بن العباس الثقفي ثقة متفق عليه من شرط الصحيح ، سمع حتى كتب عن الاقران ، ومن هو أصغر منه سنا ، لعلمه وتبحره ، سمعت أنه كتب عن ألف وخمس مئة وزيادة.
سمع منه البخاري ، وأبو حاتم ، والحسن بن سفيان ، وابن خزيمة. }
______________
(1) طعام جشب ومجشوب ، أي : غليظ خشن ، وقيل : هو الذي لا أدم له.
(2) البيتان مع سبعة أبيات أخر في " زهر الآداب " 3 / 263، في قصة جرت لمعن بن زائدة مع أعرابي فانظرها فيه.
(3) أخرجه أبو داود (2790) والترمذي (1495) كلاهما في الاضاحي : باب الاضحية عن الميت ، وأحمد: 1 / 107 و 149 و 150.
وشريك هو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ. وأبو الحسناء : مجهول. وحنش هو ابن المعتمر مختلف فيه.
(4) أي: انتهرني.
(5) إفراد الاقامة ثابت في حديث أنس رضي الله عنه، أخرجه البخاري: 2 / 62، 68 ، ومسلم (378). وتثنيتها ثابتة أيضا في حديث عبدالله بن زيد بن عبد ربه الانصاري ، رواه ابن أبي شيبة في " مسنده " (136) والطحاوي : 80 79 ، والبيهقي: 1 / 240 ، وإسناده صحيح.
فهو من الاختلاف المباح كما هو مذهب أحمد ، وإسحاق ، وداود ، وابن جرير.
(6) في البخاري: 6 / 101 في الجهاد: باب الاسارى في السلاسل، من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ". وفيه أيضا: 8 / 484 - 482 من حديث أبي هريرة قال " لقد عجب الله عزوجل أو ضحك من فلان وفلانة ". وانظر الاحاديث في هذا الباب في كتاب " التوحيد " لابن خزيمة ص 230 - 238.

قال الذهبي في "التذكرة" باختصار شديد : { السراج الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي مولاهم النيسابوري صاحب المسند والتاريخ : ولد سنة ست عشرة ومائتين ورأى يحيى بن يحيى التميمي وسمع ............... وخلق سواهم وقد سمعنا بعلو عدة أجزاء من مسنده.
قال حسان بن محمد الفقيه : دخل أبو العباس السراج على أبى عمرو الخفاف فقال له : يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال ؟ قال : تعبته داهرًا أنا وأخواي إبراهيم وإسماعيل , أكلنا الخشن ولبسنا الخشن فاجتمع هذا المال لكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟ وكان ذا مال عظيم ثم قال متمثلا :
أتذكر إذ لحافك جلد شاة *** وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا *** وعلمك الجلوس على السرير }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" وما بين [] زيادة من ابن العماد : { سنة ثلاث عشرة وثلاثمئة : وفيها محمد بن إسحاق ، الثقفي مولاهم النيسابوري أبو العباس السراج الحافظ ، صاحب التصانيف. روى عن قتيبة ، وإسحاق وخلق كثير. [ وعنه الشيخان خارج "صحيحيهما" ، وكان إمام هذا الشأن. ]
قال أبو إسحاق المزكي سمعته يقول : ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اثنتي عشرة ألف ختمة، وضحيت عن اثنتي عشرة ألف أضحية.
محمد بن أحمد الدقاق : رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية، ثم يجمع أصحاب الحديث عليها. وقد ألف السراج مستخرجاً على صحيح مسلم، وكان أماراً بالمعروف نهاء عن المنكر ، عاش سبعاً وتسعين سنة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج * الثقفي النيسابوري هو محدث عصره بخراسان الامام الحافظ الثقة المكثر المصنف الأمار بالمعروف والنهاء عن المنكر وصاحب المسند الكبير والتاريخ وغيرهما من المصنفات. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
فهرست ابن النديم: 220، مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 126 / 1، دول الاسلام: 1 / 189، الوافي بالوفيات: 2 / 188 187، مرآة الجنان: 2 / 267 266، طبقات الشافعية للسبكي: 3 / 109 108، البداية والنهاية: 11 / 153، طبقات القراء للجزري: 2 / 97، النجوم الزاهرة: 3 / 214، طبقات الحفاظ: 311، الرسالة المستطرفة: 75.





أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السراج *
إبراهيم بن إسحاق الثقفي

قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (344) ( تحقيق سعد الحميد ) : { وسألته عن محمد بن إسحاق السراج ، فقال : هم ثلاثة إخوة : إبراهيم ، وإسماعيل ، ومحمد ، بنو إسحاق بن إبراهيم السراج ، وحدثوا جميعًا ، وكان كلهم ثقات ، وكان لإسماعيل ابن يقال له : أبو عمرو بن إسماعيل (1) ببغذاذ (2) ، وكان من الأفاضل. }
_______________
(1) لم نجد من ذكره سوى الدارقطني هنا.
(2) لغة في ( بغداد ) ، وفيها لغات أخرى منها بَغْداذُ و بَغْدان و مَغْدان ، وهي مدينة السلام. انظر باب ( تعريب اسم بغداد ) من مقدمة الخطيب البغدادي لـ "تاريخه" (1/364-369) طبعة بشار عواد. ولسان العرب ( ب غ ذ ذ/3/478).

قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (3/830) : {إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج أخو أبي العباس ، وإسماعيل ، وهو قديم الموت ، مات بعد الثمانين ومائتين سمع منه بالعراق أبو علي الصفار ، وابن قانع ، وبالجبل أبو الحسن القطان ، وأقرانه سمع يحيى بن يحيى ، وغيره ، وهو ثقة.
حدثني عبد الصمد بن أحمد بن حلبس الخولاني الحمصي بالري ، حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الثقفي النيسابوري ببيت المقدس ، حدثني أبي ، حدثني أخي محمد بن إسحاق عني عن محمد بن أبان الواسطي ، عن جرير بن حازم ، عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أتى الجمعة فليغتسل » وحدثنا الحسن بن عبد الرزاق ، حدثنا علي بن إبراهيم القطان ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق به. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري : أخو إسماعيل ومحمد ، سمع يحيى بن يحيى التميمي ويزيد بن صالح الفراء وعبد الأعلى بن حماد النرسي ومحمد بن معاوية وعبد الجبار بن عاصم ويحيى بن الحماني وأبا الربيع الزهراني ويعقوب بن حميد بن كاسب وأبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهرى وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل ووهب بن بقية وأبا بكر بن أبي شيبة وعبيد الله القواريري وإسحاق بن شاهين ومحمد بن رافع.
روى عنه أخوه محمد بن إسحاق ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو الحسين بن المنادي ومحمد بن عبد الله بن عتاب وأبو سهل بن زياد ومحمد بن عبد الله الشافعي وغيرهم.
وكان قد نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان أحمد بن حنبل يحضره ويفطر عنده وينبسط في منزله ، وهو أكبر إخوته.
وقال الدارقطني : كان ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عبثر عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسفتا فافزعوا إلى الصلاة ".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني إملاء ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السراج أخو أبي العباس ببغداد حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري حدثنا محمد بن صفوان عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ينزل في كل يوم مائة رحمة ستين منها على الطائفين بالبيت وعشرين على أهل مكة وعشرين على سائر الناس ".
حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال : إبراهيم بن إسحاق السراج ثقة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت محمد بن إسماعيل اليشكري يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول أقام أخي إبراهيم ببغداد خمسين سنة وتوفى في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين ومائتين.
هكذا قال وهو وهم أراه من اليشكري ، والصواب ما أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : إبراهيم بن إسحاق النيسابوري المعروف بالسراج في صفر سنة ثلاث وثمانين يعنى ومائتين مات ، كان ينزل الجانب الغربي نواحي قطيعة الربيع.
وكذلك ذكر وفاته محمد بن مخلد فيما قرأت بخطه.
ثم أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع أن إبراهيم بن إسحاق السراج توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال : قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج عن أبي العباس بن سعيد قال : توفي إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري ببغداد لعشر خلت من صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين. }
قال أبو الحسين بن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" : { إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري ، أخو إسماعيل ومحمد ، سمع يحيى بن يحيى التميمي ويزيد بن صالح الفراء وعبد الأعلى بن حماد النرسي ومحمد بن معاوية وعبد الجبار بن عاصم ويحيى بن الحماني وإمامنا أحمد في آخرين.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو الحسين بن المنادي وغيرهم.
وكان قد نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان إمامنا يحضره ويفطر عنده وينبسط في منزله ، وهو أكبر إخوته ، وقال الدارقطني : كان ثقة.
ومات في صفر من سنة ثلاث وثمانين ومائتين. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ثلاث وثمانين ومائتين : إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري. سمع أحمد بن حنبل ، وغيره ، وكان أحمد يحضره ويفطر عنده ، وينبسط في منزله ، وكان ثقة ينزل الجانب الغربي من نواحي قطيعة الربيع. وتوفي في صفر هذه السنة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أخو السراج إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم ، الثقفي السراج ، شيخ ، إمام ، ثقة ، نيسابوري ، سكن بغداد.
وحدث عن : يحيى بن يحيى ، ويزيد بن صالح الفراء ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى الحماني. وعنه : أخوه أبو العباس السراج ، وأحمد بن المنادي ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشافعي. وثقه الدارقطني. وكان الامام أحمد يأنس به ، وينبسط في منزله ، وهو من تلامذة أحمد. توفي سنة ثلاث وثمانين ومئتين. أخوه : الامام أبو محمد. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم السراج * الثقفي النيسابوري نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان الإمام أحمد يحضره ويفطر عنده وينبسط في منزله ، وقد وثقه الدارقطني والخليلي والذهبي. والله تعالى أعلى وأعلم.




أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم السراج *
إسماعيل بن إسحاق الثقفي

قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (344) ( تحقيق سعد الحميد ) : { وسألته عن محمد بن إسحاق السراج ، فقال : هم ثلاثة إخوة : إبراهيم ، وإسماعيل ، ومحمد ، بنو إسحاق بن إبراهيم السراج ، وحدثوا جميعًا ، وكان كلهم ثقات ، وكان لإسماعيل ابن يقال له : أبو عمرو بن إسماعيل (1) ببغذاذ (2) ، وكان من الأفاضل. }
_______________
(1) لم نجد من ذكره سوى الدارقطني هنا.
(2) لغة في ( بغداد ) ، وفيها لغات أخرى منها بَغْداذُ و بَغْدان و مَغْدان ، وهي مدينة السلام. انظر باب ( تعريب اسم بغداد ) من مقدمة الخطيب البغدادي لـ "تاريخه" (1/364-369) طبعة بشار عواد. ولسان العرب ( ب غ ذ ذ/3/478).

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مِهْران ، أبو بكر السَّرَّاج النيسابوري. مولى ثقيف ، وهو أخو إبراهيم ومحمد. سمع يحيى بن يحيى التميمي وعبد الله بن الجَرَّاح القُوهستاني وعمرو ابن زُرارة وإسحاق بن راهويه ومحمد بن موسى الحَرَشي وجُبارة بن المُغَلِّس الحماني وأحمد بن حنبل وعبيد الله بن عمر القواريري ويحيى ابن عثمان الحربي. نزل بغداد وحدث بهاوكان له اختصاص بأحمد بن حنبل. روى عنه أخوه محمد ومحمد بن مَخْلَد وأبو سهل بن زياد القطان وإسماعيل بن على الخطبي وعبد الباقي بن قانع وغيرُهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي ، قال : حدثنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق السراج ، قال : حدثنا جُبارة ، قال : حدثنا شبيب بن شيبة ، قال : سمعت الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نَذْرَ في معصيةٍ وكفارَتُه كفارةُ يمين " (1) .
أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدارقطني ، قال : إسماعيل بن إسحاق ابن إبراهيم بن مِهْران النيسابوري السَّراج ثقة سكنَ بغداد.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نُعيم الضبي ، قال : سمعتُ أبا بكر محمد بن أحمد بن بالويه يقول : توفى إسماعيل ابن إسحاق السَّرَّاج ببغداد ونحنُ بها سنة ست وثمانين ومئتين.
أخبرنا السمسار ، قال : أخبرنا الصفار ، قال : حدثنا ابنُ قانع : أن أبا بكر إسماعيل بن إسحاق النيسابوري مات في جُمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
أخبرني محمد بن على المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ ، قال : سمعتُ أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول : سمعتُ أبا العباس محمد بن إسحاق السراج يقول : وآسفا على بغداد ! فقيل له : ما الذي حَمَلَكَ على الخروج منها ؟ قال : أقامَ بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفى ورُفِعت جنازتُه سمعتُ رجلاً على باب الدرب يقول لآخر : من هذا الميت ؟ قال : غريبٌ كان هاهنا. فقلت : إنا لله ، بعد طول مقام أخي بها ، واشتهاره بالعلم والتجارة ، يقال : غريب كان هاهنا ! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن. }
_________________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين ( جامع التحصيل ، الترجمة 135 ) كما أن فيه شبيب بن شيبة وهو المنقري ، ضعيف كما حررناه في "تحرير التقريب" ، وجبارة هو ابن مغلس ضعيف أيضا. أخرجه أحمد والنسائي والحاكم من طريق محمد بن الزبير الحنظلي - وهو متروك - عن الحسن ، به. وانظر المسند الجامع 14/239 حديث (10865)
وقد تقدم تخريجه من حديث أبي سلمة عن عائشة في ترجمة أحمد بن محمد بن يعقوب الوراق الفاسي ( 6/الترجمة 2820 ) وبينا فيه أنه قد صح النهي عن نذر المعصية من دون كفارة من حديث القاسم عن عائشة ، وخرجناه هناك.

قال أبو الحسين ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" : { إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو بكر السراج النيسابوري مولى ثقيف وهو أخو إبراهيم ومحمد سمع يحيى بن يحيى التميمي وعبد الله بن الجراح القهستاني وعمرو بن زرارة و إسحاق بن راهوية ومحمد بن موسى الجرشي وجبارة بن المغلس وإمامنا أحمد في آخرين.
ولد ببغداد ومات بها وحدث بهاوكان له اختصاص بإمامنا أحمدروى عنه أخوه محمد ومحمد بن مخلد وأبو سهل بن زياد القطان وإسماعيل بن على الخطبي وابن قانع وغيرهم وحدث الأزهري عن الدارقطني قال : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران النيسابوري السراج ثقة.
واختلف في وفاته فقيل سنة ست وثمانين ومائتين وقال ابن قانع مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
ونقلت: من خط أبي حفص العكبري حدثنا الحسين الزيات حدثنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي النيسابوري المعروف بالسراج قال : سألت أحمد عن رجل يقول القرآن مخلوق فقال: كافر وسألته عمن يقول لفظي بالقرآن مخلوق قال: جهمي وسألته عن الإيمان قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وسألته عن رجل نسي المضمضة والاستنشاق في الوضوء وصلى قال: يعيد الصلاة والوضوء وسئل وأنا اسمع عن لحم الجزور أيتوضأ منه قال: نعم وسألت أحمد عن الصوم في السفر قال: الإفطار أحب إلي. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ست وثمانين ومائتين : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو بكر السراج النيسابوري مولى ثقيف: سمع إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وكان له به اختصاص ، وكان ثقة. توفي في هذه السنة. أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال: أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا الوليد: حسان بن محمد الفقيه، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق السراج، يقول: واأسفا على بغداد! فقيل له: ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال: أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلاً على باب الدرب، يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان ها هنا! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : {إسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج سكن هو وأخوه بغداد. فحدث عن : يحيى بن يحيى ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق ، وعدة ، ولازم الإمام أحمد. حدث عنه : دعلج ، وابن قانع ، وأبو بكر الصبغي ، وجماعة.
وثقه الدارقطني. توفي سنة ست وثمانين ومئتين ، ويقال : سنة ثلاث وتسعين. والأول أصح. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة أبو العباس السراج : { قلت : كان أخوه إسماعيل السراج ، ثقة ، عالما ، مختصا بأحمد ابن حنبل ، يروي عن يحيى بن يحيى وجماعة. روى عنه : إسماعيل الخطبي وابن قانع ، وطائفة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران. أبو محمد الثقفي النيسابوري. أخو إبراهيم ، ومحمد. سكن ببغداد ، وحدث عن : يحيى بن يحيى، وابن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وجبارة بن المغلس ، وجماعة. وكان مختصاً بالإمام أحمد. روى عنه : دعلج ، وأبو بكر بن إسحاق الضبعي ، وابن قانع ، وجماعة. وثقة الدارقطني. توفي سنة ست وثمانين. وقيل : توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم السراج * الثقفي النيسابوري أقام ببغداد 50 سنة واشتهر بالعلم والتجارة ولازم الإمام أحمد وكان مختصا به وقد وثقه الدارقطني والذهبي. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم السراج *

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" 36 : { الثقفي السراج : محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران الثقفي السراج الكسائي أبو عبد الله الفقيه ، ابن عم أبي العباس السراج ، فاضل ثقة ورع.
ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، حدث عن أبيه أبي بكر الكسائي وأبوي عمرو بن نجيد وابن مطر والحجاجي والعصمي وأبي أحمد التميمي ، توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة ، ودفن في مقبرة الحسين ، وخرج له حازم أبو الحافظ الفوائد ، أنبأنا عنه أبو صالح. }
قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" 91 : { أبو عبد الله السراج : محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران الثقفي السراج الكسائي الفقيه ، أبو عبد الله ، ابن عم أبي العباس السراج ، فاضل ثقة ، ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، حدث عن أبيه أبي بكر الكسائي وأبوي عمرو بن نجيد وابن مطر والحجاجي وطبقتهم ، توفي في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وأربع مائة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة خمس وعشرين وأربعمائة : محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران. أبو عبد الله الثقفي الكسائي النيسابوري السراج. الفقيه.
روى عن : أبيه ، وأبي عمرو بن مطر ، وإسماعيل بن نجيد ، وأبي أحمد حسينك التميمي ، وأبي الحسين الحجاجي.
وثقة أبو الحسن عبد الغافر الفارسي ، وقال : أخبرنا عنه : أبو صالح بن أبي سعد المقريء ، وعبيد الله بن أبي محمد الكريزي. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران الفقيه السراج * الثقفي الكسائي هو ابن عم أبي العباس السراج وقد وثقه عبد الغافر الفارسي فقال : "فاضل ثقة ورع" . والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي * النيسابوري

قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (3/863) : { أبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي : وأبوه من الثقات الكبار. سمع حامد بن معقل ، والحسن بن سفيان ، وأقرانهما ، ولما خرج إلى مكة سمع منه شيوخ الري ، وبغداد ، سمعت ابن أبي زرعة الحافظ (1) يزكيه ، ويثني عليه ، ويروي عنه أحيانا.
وأبو الحسن علي ابنه : أدركته ، سمع مكي بن عبدان ، وأبا حامد الشرقي ، وأخاه عبد الله بن محمد الشرقي ، وأقرانهم سألت عنه الحاكم أبا عبد الله ، فرضيه ، وحرضني على السماع منه.
وأخوه يحيى بن إبراهيم : سمع منه محمد بن يعقوب الأصم ، والأخرم ، وأقرانهما ، بقي بعد الأربعمائة ، وكتب عنه ، وهو ثقة. }
________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد عبد الله بن أبي زرعة * بن متويه * القزويني * حافظ فقيه عارف بالأنساب والتواريخ ، جامع في العلوم ، ولي القضاء بخراسان وناظر علماءها ، واشتهر فضله وكان عارفا بمخارج الأحاديث ولم ير أجمع منه وكان له بصر بالرجال. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله ، أبو إسحاق المُزَكِّي النيسابوري.
سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السَّرَّاج وأبا العباس الماسَرْجِسي وأحمد بن محمد الأزهري ومحمد بن المُسَيّب الأرغياني ونحوهم من النيسابوريين.
وسمع بالري من عبد الرحمن بن أبي حاتم وأحمد بن خالد الحَرُوري. وسمع ببغداد من أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وطبقته. وسمع بالحجاز من أبي عُبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجِيزي المصري ونظرائه. وسمع بسرخس من محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي وأقرانه.
وكان ثقةً ثبتاً ، مُكْثِراً ، مواصلاً للحج. انتخبَ عليه ببغدادَ أبو الحسن الدارقطني ، وكتبَ عنه الناس بانتخابه علما كثيراً. وروى ببغداد مصنفات أبي العباس السَّرَّاج ، مثل كتاب "التاريخ" وكتاب "الأخوة والأخوات" ، وغيرهما من كُتُبه. وروى أيضاً "تاريخ البخاري الكبير" وعدة من كتب مُسلم بن الحَجَّاج.
حدثنا عنه أبو الحسن بن رِزْقويه ومحمد بن أبي الفوارس وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان ومكي بن علي الجَرِيري وأحمد بن عبد الله المحاملي وأبو طالب بن غَيْلان وأبو بكر البرقاني وأبو نُعيم الأصبهاني ، وجماعة غيرهم.
وكان عند البرقاني عنه سَفَط (1) أو سَفَطان ولم يخرِّج عنه في صحيحه شيئاً ، فسألته عن ذلك ، فقال : حديثُه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء ، فلذلك لم أرو عنه في "الصحيح". فلما حصلت بنيسابور في رحلتى إليها سألتُ أهلها عن حال أبي إسحاق المزكي فأثنوا عليه أحسنَ الثناء ، وذكروه أجملَ الذِّكر ، ثم لما رجعتُ إلى بغداد ذكرتُ ذلك للبرقاني ، فقال : قد أخرجت في "الصحيح" أحاديث كثيرةٍ بنزولٍ ، وأعلم أنها عندي تعلو عن أبي إسحاق المُزَكِّي إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السِّن ، وضَعْف البصر ، وتَعَذُّر وقوفي على خَطّي لدقته ، أو كما قال.
حدثنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز ، قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي يقول : أنفقتُ على الحديث بِدَرَاً من الدنانير ، وقدمتُ بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ومعي خمسون ألف دِرْهم بضاعة ، ورجعتُ إلى نيسابور ومعي أقل من ثُلُثها ! أنفقتُ ما ذهب منها على أصحاب الحديث.
أخبرني محمد بن علي المُقرئ عن محمد بن عبد الله الحافظ ، قال (2) : كان إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي من العُبَّاد المجتهدين الحَجَّاجين المُنْفِقين على العلماء والمَسْتورين. عُقِدَ له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاث مئة ، وهو أسود الرأس واللحية ، وزُكِّى في تلك السنة ، وكُنَّا نعُدُّ في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الأصم وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو عبد الله الصفار ومحمد بن صالح وأقرانهم. وتوفي بسوسنقين ليلة الأربعاء غُرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة ، وحُمِل تابوته فَصلَّينا عليه ، ودُفن في داره ، وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.
قلت : سوسنقين منزلٌ بين هَمَذَان وسَاوة.
وقال محمد بن أبي الفوارس : اتُّصِلَ بنا أنَّ أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المُزَكِّي توفي بساوة في سنة اثنتين وستين وثلاث مئة ، وكان قد صدر من عندنا ، وحُمِلَ إلى نيسابور. }
________________
(1) قال المطرزي في "المغرب في ترتيب المعرب" : { سفط : السَفَط واحد الأسْفاط وهو ما يُعبّأ فيه الطِيبُ وما أشبَهه من آلات النساء ويستعار للتابوت الصغير ومنه ولو أن صبيّاً حُمِل في سَفَطٍ. }
قال الفيروزآبادي في "القاموس المحيط" : { السَّفَطُ ، محركةً كالجُوالِقِ ، أو كالقُفَّةِ ج أسْفاطٌ.
الجِوالِقُ : بكسرِ الجيمِ واللامِ ، والجُوالَق بضمِّ الجيمِ وفتح اللامِ ، والجُوالِق بكسر اللام : وعاءٌ ، والجمع جَوالِقُ وجَواليقُ وجُوالِقاتٌ وجِلِّقٌ }
قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" : { والجوالق شبه التابوت بضم الجيم وجمعه جوالق بفتحها. }
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان الواسطي كان الخطيب يدلسه فيذكره بأسماء عديدة منها : ( محمد بن علي المقرئ * ) أو ( محمد بن علي المعدل * ) أو ( القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي * ) أو ( القاضي أبو العلاء الواسطي ) أو ( محمد بن أحمد بن يعقوب * ) وقد ورد فيه كلام كثير حاصله أنه ضعيف لا يُعْتَمَد على حفظه ، وقد رأى الخطيب له أصولاً عُتُقَاً سماعه فيها صحيح وأصولاً مضطربة فكتب عنه منتخبا ، قال العلامة المعلمي : "قد يقال إنه اتهم في دعوى السماع ، وإن لم يتهم بالوضع ، وأما ما وقع في أصوله فالخطيب هو الذي حقق ذلك ، فالظن به أنه انتقى من مرويات أبي العلاء ما تبين له صحة سماعه له فذلك هو الذي يرويه عنه ".
ومما يؤكد ظن العلامة المعلمي ، أن معظم الآثار التي قابلتني عن أبي العلاء الواسطي عن الحاكم وجدت أنه لم ينفرد بها ، فإما أجد ابن عساكر رواها عن زاهر الشحامي عن البيهقي عن الحاكم بنفس المتن الذي رواه أبو العلاء ، أو أجد السمعاني ينقلها من تاريخ نيسابور للحاكم بنفس المتن أيضا ، لذا فرواية أبي العلاء الواسطي عن الحاكم يحتج بها وهي من مروياته التي انتقاها الخطيب من صحيح مسموعاته ، أما رواياته عن غير الحاكم فالغالب أنها أيضا مما انتقاه الخطيب من صحيح مسموعاته لكنني لا أستطيع الجزم بذلك ــ أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري * هو أبو عبد الله الحاكم * الامام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين ، واسمه كاملا هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم بن البيع الضبي النيسابوري ، وقد كان الخطيب يدلسه فيذكره بأسماء عديدة منها ( أبو عبد الله ابن البيع * ) أو ( محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي * ) أو ( محمد بن نعيم الضبي * ) ــ ومن ثم فهذا الأثر يثبت عن الحاكم وأبو العلاء الواسطي لم ينفرد به فقد ذكره السمعاني وعزاه إلى تاريخ نيسابور للحاكم. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو عبد الله المزكي : محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله المزكي أبو عبد الله بن اسحاق المحدث ابن المحدث بيته بيت الحديث والتزكية والعدالة ، وأبوهم أبو اسحاق المزكي أشهر بخراسان والعراق من أن يحتاج الاطناب فيه. }
قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو بكر المزكي : محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه أبو بكر ابن أبي زكريا المزكي المحدث بن المحدث الظريف العزيز الذي نشأ في حجور الآيمة والرؤساء لمكان أبيه وحرمة جده ، أما جده أبو اسحاق المزكي فهو محدث خراسان والعراق وقد ذكره الحاكم. }
قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو زكريا المزكي السختوي : يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه أبو زكريا بن أبي اسحاق المزكي شيخ مشهور مذكور جليل ثقة عدل مرضي من أركان أهل الحديث والتزكية ، أبوه أبو اسحاق مزكي خراسان والعراق تقدم ذكر أولاده جميعا محدثون ثقات أثبات. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { المزكي : بضم الميم ، وفتح الزاي ، وفي آخرها الكاف المشددة ، هذا اسم لمن يزكي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلغ القاضي حالهم واشتهر بهذا بنيسابور بيت كبير فيهم جماعة من المحدثين الكبار منهم : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي شيخ نيسابور في عصره ، وكان من العباد المجتهدين من الحجاجين المنفقين على العلماء والمستورين.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس السراج الثقفي وأبا العباس الماسرجسي وأبا العباس الازهري وبالري أبا محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي وأحمد بن خالد المروزي ، وببغداد أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي ، وبالكوفة ابن بنت هشام بن يونس ، وبالحجاز أبا عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي ، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ابنه وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال : أبو إسحاق المزكي ، شيخ نيسابور ، عقد له الاملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاث مئة ، وهو أسود الرأس واللحية ، وزكى وهو كذلك في تلك السنة ، يحدث عن أبي حامد بن الشرقي بعد وفاة الشرقي بعشر سنين ، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الاصم وأبو عبد الله بن الاخرم وأبو عبد الله الصفار وأقرانهم.
وتوفي بسوسنقين ليلة الاربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وحمل تابوته ، فصلينا عليه ، ودفن في داره في بيت فتح منه باب إلى مقبرة باغك وهويوم مات ابن سبع وستين سنة. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة اثنتين وستين وثلثمائة : إبراهيم بن محمد بن سختويه بن عبد الله أبو إسحاق المزكي النيسابوري ، سمع بنيسابور محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق السراج وغيرهما ، وسمع من عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره ، وببغداد من أبي حامد الحضرمي وطبقته ، وبالحجاز من أبي الجيزي ونظرائه ، وبسرخس من محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأقرانه ، وكان ثقة ثبتاً ، مكثراً مواصلاً للحج ، انتخب عليه ببغداد أبو الحسن الدارقطني ، وكتب الناس بانتخابه علماً كثيراً ، وروى كتباً كباراً.
وقد أخبرنا أبو القاسم بن الحصين عن أبي طالب بن غيلان عنه. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، حدثنا الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا قال : سمعت إبراهيم المزكي يقول : أنفقت على الحديث بدراً من الدنانير ، وقدمت بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ، ومعي خمسون ألف درهم بضاعة ، فرجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها ، أنفقت ما ذهب منها على أصحاب الحديث.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرني محمد بن علي المقرئ ، عن محمد بن عبد الله الحافظ قال : كان إبراهيم بن محمد المزكي من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء ، والمستورين ، عقد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلثمائة ، وهو أسود الرأس واللحية ، وزكي في تلك السنة ، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثاً منهم أبو العباس الأصم ، وتوفي بسوسنقين ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين سنة ، وسوسنقين منزل بين همذان وساوة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { المزكي الامام المحدث القدوة ، أبو إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري المزكي ، شيخ بلده ومحدثه.
سمع أحمد بن محمد الماسرجسي ، وأبا العباس الثقفي ، وإمام الائمة ابن خزيمة ، وموسى بن العباس الجويني ، وأبا حامد الاعمشي ، وزنجويه اللباد ، وأبا نعيم بن عدي ، ومحمد بن المسيب الارغياني ، وأبا العباس الدغولي ، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلقا سواهم.
قال الحاكم : أملى عدة سنين ، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا ، منهم أبو العباس الاصم ، ومحمد بن يعقوب بن الاخرم.
قلت : روى عنه : الحاكم ، وابن رزقويه ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو علي بن شاذان ، وابنه محمد بن إبراهيم المزكي ، وأبو نعيم الاصبهاني ، وأبو طالب بن غيلان ، وآخرون.
قال الخطيب : كان ثقة ، ثبتا ، مكثرا ، مواصلا للحج ، انتخب عليه الدارقطني ، وكتب الناس عنه علما كثيرا مثل "تاريخ السراج" ، "تاريخ البخاري" وعدة كتب لمسلم ، وكان عند البرقاني عنه سفط أجزاء ، وكتب ، لكن ما روى عنه في صحيحه ، قال : في نفسي منه لكثرة ما يغرب ، ثم إنه قواه ، وقال : عندي عنه أحاديث عالية ، كنت أخرجتها نازلا إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السن.
قال الخطيب : حدثنا الحسين بن شيطا ، سمعت المزكي يقول : أنفقت على الحديث بدرا من الدنانير، وقدمت بغداد ومعي تجارة.
مات في شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة ، وله سبع وستون سنة.
وله من الاولاد علي وأحمد ويحيى وعبد الرحمن ومحمد ، عاشوا ورووا الحديث. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وستين وثلاثمئة : وأبو إسحاق المزكِّي ، إبراهيم بن محمد بن يحيى النَّيسابوري.
قال الحاكم : هو شيخ نيسابور في عصره ، وكان من العبّاد المجتهدين الحجّاجين ، المنفقين على العلماء والفقراء. سمع ابن خزيمة ، وأبا العباس السّراج ، وخلقاً كثيراً. وأملى عدة سنين ، وكان يحضر مجلسه ، أبو العباس الأصم فمن دونه.
قلت : كان مثرياً متموّلاً ، عاش سبعاً وستين سنة ، توفي بعد خروجه من بغداد ، ونقل إلى نيسابور ، فدفن بها. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي * النيسابوري : قال أبو عبد الله الحاكم : "من العُبَّاد المجتهدين الحَجَّاجين المُنْفِقين على العلماء والمَسْتورين وزُكِّى سنة 336 " ، وأثنى عليه وزكَّاه أبو محمد عبد الله بن أبي زرعة بن متويه القزويني ، ووثقه الخليلي فقال : "من الثقات الكبار" ، ووثقه الخطيب فقال : "كان ثقةً ثبتاً مُكْثِراً مواصلاً للحج ، انتخبَ عليه ببغدادَ الدارقطني ، وكتبَ عنه الناس بانتخابه علما كثيراً. وروى ببغداد مصنفات أبي العباس السَّرَّاج وتاريخ البخاري الكبير وعدة من كتب مسلم بن الحجاج" ، وكان عند البرقاني عنه سَفَط أو سَفَطان أجزاء وكتب لكنه لم يخرِّج عنه في صحيحه شيئاً لكثرة ما كان يغرب ، وعندما أخبر الخطيب البرقاني أنه سأل أهل نيسابور عنه فأثنوا عليه أحسنَ الثناء وذكروه أجملَ الذِّكر تراجع البرقاني عن موقفه وقال إنه لولا كبر سنه وضعف بصره لأخرج أحاديثه في الصحيح.
وقال عبد الغافر : "من بيت الحديث والتزكية والعدالة وهو أشهر بخراسان والعراق من أن يحتاج الاطناب فيه"
والحاصل أنه ثقة مكثر مشهور. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الوافي بالوفيات: 6 / 123، البداية والنهاية: 11 / 274 - 275، النجوم الزاهرة: 4 / 69، الرسالة المستطرفة: 96.






أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد *

قال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1467) : { نا عثمان بن عبدويه جار إبراهيم الحربي قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : ولد صاعد ثلاثة ، أوثقهم يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب. }
قال الحاكم في "سؤالاته للدارقطني" (33) : { قال الدارقطني : أحمد بن محمد بن صاعد ، أبو العباس ، ليس بالقوي ، وأخوه يوسف بن محمد بن صاعد ثقة ، عنده عن خلاد بن يحيى ، وهو أكبر الإخوة ، وأخبرني علي بن موسى الرزاز ، عن موسى بن هارون سئل عن ابني صاعد ؟ فقال : يحيى أوثقهم وأنبلهم وهو الأصغر. }
قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (207) : { وسألته عن ابن منيع ، فقال : ثقة جبل إمام من الأئمة ، ثبت ، أقل المشايخ خطأ ، وكان ابن صاعد أكثر حديثًا من ابن منيع ، إلا أن كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد. }
قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (391 و 392) : { وسألته عن يحيى بن صاعد ، فقال : ثقة ثبت حافظ ، وبنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبه ، وله تصنيفات في الكلام ، ويحيى بن محمد بن صاعد أكثرهم حديثًا وأعرفهم به.
سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : بنو صاعد ثلاثة : يحيى أثبتهم ، ويوسف كان أكبرهم ، وأحمد كان أوسطهم ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد يحدث عن سفيان بن عيينة ، وكان له مسائل ، سأل عنها سفيان في التصوف والزهد وغير ذلك. }
قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (2/611) : { وكان يقال أئمة ثلاثة في زمان واحد : ابن أبي داود ببغداد ، وابن خزيمة بنيسابور ، وابن أبي حاتم بالري. قال الخليلي : ورابعهم ببغداد أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد : مولى بني هاشم ، ثقةٌ ، إمامٌ ، يفوقُ في الحفظ أهلَ زمانِهِ. ارتحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق. منهم من يُقَدِّمهُ في الحفظ على أقرانِهِ ، منهم أبو الحسن الدارقطني الحافظ. ومات ابن صاعد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب ، أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. كان أحد حفاظ الحديث وممن عُنِى به ، ورحل في طلبه. وسمعَ الحسن بن عيسى بن ماسرجس ومحمد بن سليمان لُوَيناً ويحيى بن سليمان بن نَضْلة الخُزاعي وسَوَّار بن عبد الله العنبري وأحمد بن مَنِيع البَغَوي ومحمد بن يزيد الأدَمي ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقيين والحسين بن الحسن المَرْوَزي وإبراهيم بن سعيد الجَوْهري وأبا هشام الرفاعي وخلاد بن أسلم وعمرو بن علي وبُندارا ومحمد بن المثنى وسعيد بن يحيى الأُموي والحسن بن الصَّبَّاح البزار ومحمد بن عمرو الباهلي ويوسف بن موسى القطان ومحمود بن خِدَاش ومحمد بن سهل بن عَسكر وزياد بن أيوب ومحمد بن إسماعيل البخاري ، في أمثالهم من البصريين والكوفيين والشاميين والمصريين.
روى عنه عبد الله بن محمد البغوي ومحمد بن عمر بن الجِعابي ومحمد بن المظفر وأبو عمر بن حَيُّويه وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن حَبابة وخَلقٌ سواهم يتسع ذكرُهم. وكان له أخوان أحدُهما اسمه يوسُف والآخر يسمى أحمد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : قال أحمد بن كامل القاضي : مولد يحيى بن صاعد في سنة ثمان وعشرين ومئتين.
أخبرني أبو محمد الخلال ، قال : قال لنا أحمد بن محمد بن عمران : قال ابن صاعد : وُلِدتُ سنة ثمان وعشرين ومئتين ، وكتبتُ الحديث سنة تسع وثلاثين ومئتين وَلِيَ إحدى عشرة سنة.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، قال : حدثنا يوسف بن عمر القَوَّاس ، قال : سمعتُ أبا العباس الهاشمي يقول : سمعتُ أبا محمد بن صاعد يقول : وُلِدتُ في سنة ثمان وعشرين في المحرم ، وكتبتُ الحديث سنة تسع وثلاثين في أولها ، وصَنَّفتُ وعندي خمسة أجزاء أو ستة.
أخبرني عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضَّبِّي ، قال : قال لنا أبو حفص ابن شاهين : وأما أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فإنه بَلَغني أنه وُلِدَ في سنة ثمان وعشرين ومئتين ، وماتَ في آخر سنة ثمان عشرة ، فكان عُمره تسعين سنة ، وأول ما كتب فيما بَلَغني عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع وثلاثين ، ومات وصليتُ عليه ودُفِنَ بباب الكوفة.
أخبرنا عُبيد الله بن عمر الواعظ ، قال : حدثنا أبي. وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : سمعتُ عثمان بن عَبْدويه الحَرْبي صاحب إبراهيم الحَرْبي يقول : سمعتُ إبراهيم الحَرْبي يقول : بنو صاعد ثلاثة ، أوثقهم يحيى (1).
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري ، قال : سمعتُ حمزة بن يوسف السهمي يقول (2) : سمعتُ أبا الحسن الدارقطني يقول : بنو صاعد ثلاثة : يوسُف وأحمد ويحيى بنو محمد بن صاعد. يوُسف يحدِّث عن خلاد بن يحيى ومَنْ دونه ، وأحمد يحدِّث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ولهم عَمٌّ يقال له : عبد الله بن صاعد يحدِّث عن سفيان بن عيينة ، يوسُف أكبرُهم ، وأحمد أوسَطُهم ، ويحيى أصغَرُهم وهو أعلَمُهم وأثبَتُهم.
سمعتُ البرقاني يقول : قال لي أبو بكر الأبْهَري الفقيه : كنتُ عند يحيى بن محمد بن صاعد ، فجاءته امرأةٌ فقالت له : أيها الشيخ ما تقول في بئرٍ سَقَطت فيها دجاجة فماتت ، هل الماء طاهرٌ أم نَجِس ؟ فقال يحيى : ويحك كيفَ سَقَطت الدجاجة في البئر ؟ قالت : لم تكن البئرُ مُغَطاة. فقال يحيى : ألا غَطَّيتها حتى لا يقع فيها شيء ؟ قال الأبهري : فقلت لها : يا هذه إن لم يكن الماءُ تَغَيَّر فهو طاهر ، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يُجيب المرأة.
قلت : هذا القول تَظَنُّن من الأبهري ، وقد كان يحيى ذا محلٍّ من العلم عظيم ، وله تصانيفُ في السُّنن وترتيبها على الأحكام يدلُّ مَن وقفَ عليها وتأمَّلها على فقهه ، ولعل يحيى لم يجب المرأة لان المسألة فيها خلافٌ بين أهل العلم ، فتَوَرَّع أن يتقَلَّد قولَ بعضهم ، أو كَرِه أن يُنَصِّب نفسَه للفُتيا ، وليس هو من المُرْتَسمين بها ، وأحبَّ أن يَكِلَ ذلك إلى الفقهاء المشتهرين بالفتاوي والنظر ، والله أعلم.
أخبرنا البرقاني ، قال (3) : قلتُ لأبي الحسن الدارقطني : يجتمع في الحديث ابن منيع ، وابن أبي داود ، وابن صاعد ، مَنْ تقدم ؟ فقال : ابن مَنِيع لسِنِّه ، ثم ابن صاعد. قلت : ابنُ صاعد أحبُّ إليك من ابن أبي داود ؟ قال : ابن صاعد أسنُّ ، مولده سنة ثمان وعشرين وابن أبي داود سنة ثلاثين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نُعيم الضَّبِّي ، قال : سمعتُ أبا علي الحافظ يقدِّمُ أبا محمد بن صاعد على أبي القاسم بن مَنِيع وأبي بكر بن أبي داود في الفَهْم والحفظ (4).
حدثني علي بن محمد بن نصر ، قال : سمعتُ حمزة بن يوسف يقول : سألتُ ابن عبدان عن ابن صاعد أهو أكثر حديثا أو الباغَنْدي ؟ فقال : ابنُ صاعد أكثر حديثاً ، ولا يتقدَّمه أحد في الدِّراية ، والباغَنْدي أعلى إسناداً منه (5).
وقال حمزة : سمعتُ أبا بكر بن عَبْدان يقول : يحيى بن صاعد يدري. ثم قال : وسُئِل ابن الجِعابي أكان ابن صاعد يحفظ ؟ فتبَسَّم وقال : لا يقال لأبي محمد يَحفظ ، كان يدري. قلت لأبي بكر بن عبدان : أيش الفرق بين الدِّراية والحفظ ؟ فقال : الدِّراية فوقَ الحفظ (5).
حدثني القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي ، قال : سمعتُ شيخاً من أصحاب الحديث حسنَ الهيئة لا أحفظُ اسمَه يقول : حضَرَ رجلٌ عند يحيى بن صاعد ليقرأ عليه شيئاً من حَديثه ، وكان معه جزءٌ من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من شيوخه ، فغَلِط وقرأه على ابن صاعد وهو مصغٍ إلى سَماعه ، ثم قال له بعد : أيها الشيخ إني غَلِطتُ بقراءة هذا الجزء عليك وليس من حديثك ، إنما هو من حديث أبي القاسم البغوي. فقال له يحيى : جميع ما قرأته عليَّ هو سماعي من الشيوخ الذين قرأتُه عنهم ، ثم قامَ فأخرج أصولَه وأراهُ كلَّ حديثٍ قرأه عليه عن الشيخ الذي هو مكتوبٌ في الجزء عنه ، أو كما قال.
قلت : إن كانت تلك الأحاديث عن مُتَأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى بن صاعد في السماع منهم ، فيُحتَمَلُ أن تكون الحكاية صحيحة إلا أنها طريفةٌ عجيبةٌ ، وقد أوردناها كما حُكِيَت لنا ، فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا إسماعيل بن علي الخُطَبي ، قال : توفي أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد في ذي القَعدة من سنة ثمان عشرة وثلاث مئة.
أخبرنا عُبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه ، قال : مات يحيى بن محمد بن صاعد ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء لاثني عشر بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاث مئة ، ودفن بباب الكوفة. }
_____________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * هو ابن أبي حفص ابن شاهين وقد صدقه الخطيب والذهبي ــ أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري * وثقه الخطيب فقال: "كتبنا عنه وكان ديناً مستوراً ثقة صدوقاً" ، ووثقه الذهبي فقال: "المحدث الحجة" ــ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * الواعظ * ثقة مأمون حافظ مكثر واعظ مصنف ، لكن جميع ما خرجه وصنفه من حديثه لم يعارضه بالأصول ثقةً بنفسه فيما ينقله لذا لم يستكثر منه البرقاني زهداً فيه ، وأيضا ما كان يعرف من الفقه شيئا ، وما كان بالبارع في غوامض صنعة الحديث ، ولم يكن له علم بالرجال لذا فهو يعد من المتساهلين في التوثيق ــ أبو عمرو عثمان بن عبدويه * بن عمرو البزاز الكيشي وثقه الخطيب ــ أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي * هو الإمام الحبر العلامة الحافظ شيخ الاسلام والذي كان يشبه بأحمد بن حنبل في وقته. والخبر رواه ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1467).
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري * اللبان * لا ينزل حديثه عن درجة الحسن ــ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي * الجرجاني حافظ مكثر متقن رحال مصنف ، تتلمذ ببلده لأبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي ، وسأل أبا الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ عن أحوال الشيوخ ، وله كلام حسن في العلل والرجال.
وقد روى ابن عساكر هذا الأثر من طريق إسماعيل بن مسعدة عن حمزة السهمي بسند حسن والأثر أيضا موجود في سؤالات السهمي (379) التي يرويها إسماعيل بن مسعدة عن حمزة السهمي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(3) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو بكر البرقاني * هو الامام العلامة الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين.والأثر رواه البرقاني في سؤالاته الصغير للدارقطني (44). والله تعالى أعلى وأعلم.
(4) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان الواسطي كان الخطيب يدلسه فيذكره بأسماء عديدة منها : ( محمد بن علي المقرئ * ) أو ( محمد بن علي المعدل * ) أو ( القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي * ) أو ( القاضي أبو العلاء الواسطي ) أو ( محمد بن أحمد بن يعقوب * ) وقد ورد فيه كلام كثير حاصله أنه ضعيف لا يُعْتَمَد على حفظه ، وقد رأى الخطيب له أصولاً عُتُقَاً سماعه فيها صحيح وأصولاً مضطربة فكتب عنه منتخبا ، قال العلامة المعلمي : "قد يقال إنه اتهم في دعوى السماع ، وإن لم يتهم بالوضع ، وأما ما وقع في أصوله فالخطيب هو الذي حقق ذلك ، فالظن به أنه انتقى من مرويات أبي العلاء ما تبين له صحة سماعه له فذلك هو الذي يرويه عنه ".
ومما يؤكد ظن العلامة المعلمي ، أن معظم الآثار التي قابلتني عن أبي العلاء الواسطي عن الحاكم وجدت أنه لم ينفرد بها ، فإما أجد ابن عساكر رواها عن زاهر الشحامي عن البيهقي عن الحاكم بنفس المتن الذي رواه أبو العلاء ، أو أجد السمعاني ينقلها من تاريخ نيسابور للحاكم بنفس المتن أيضا ، لذا فرواية أبي العلاء الواسطي عن الحاكم يحتج بها وهي من مروياته التي انتقاها الخطيب من صحيح مسموعاته ، أما رواياته عن غير الحاكم فالغالب أنها أيضا مما انتقاه الخطيب من صحيح مسموعاته لكنني لا أستطيع الجزم بذلك ــ أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري * هو أبو عبد الله الحاكم * الامام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين ، واسمه كاملا هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم بن البيع الضبي النيسابوري ، وقد كان الخطيب يدلسه فيذكره بأسماء عديدة منها ( أبو عبد الله ابن البيع * ) أو ( محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي * ) أو ( محمد بن نعيم الضبي * ) ــأبو علي * الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري الحافظ ، كثيرا ما يذكروا اسمه مختصرا فيقولوا ( أبو علي النيسابوري * ) أو ( أبو علي الحافظ * ) وهو الإمام الحافظ الكبير العلامة الثبت الناقد المصنف. ومن ثم فهذا الأثر يثبت عن الحاكم وأبو العلاء الواسطي لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر بإسناد حسن على الأقل عن زاهر الشحامي عن البيهقي عن الحاكم. والله تعالى أعلى وأعلم.
(5) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري * اللبان * لا ينزل حديثه عن درجة الحسن ــ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي * الجرجاني حافظ مكثر متقن رحال مصنف ، تتلمذ ببلده لأبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي ، وسأل أبا الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ عن أحوال الشيوخ ، وله كلام حسن في العلل والرجال ــ أبو بكر أحمد بن عبدان * الشيرازي الاهوازي إمام حافظ سأله حمزة السهمي عن الجرح والتعديل والعلل وقد وثقه الذهبي فقال : "الحافظ الثقة المعمر كان من كبار أئمة الحديث" ــ أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن الجعابي * حافظ كبير برع في الحفظ وبلغ فيه المنتهى وكان عالما بالرجال والعلل ، لكنه كان شيعي فاسق رقيق الدين ، ترك الصلاة وكان يشرب الخمر ، وذكر الدارقطني أنه خلط في الحديث ومن ثم فلا يحتج به منفردا ويصلح حديثه في المتابعات والشواهد ولا يقبل قوله منفردا في الرجال لا سيما إن جرح من يخالفه في المذهب أو عدل من يوافقه في المذهب وهو هنا عدل من يخالفه في المذهب ولم ينفرد بهذا التعديل فنقبل كلامه ــ وقد روى ابن عساكر هذا الأثر من طريق إسماعيل بن مسعدة عن حمزة السهمي بسند حسن والأثر أيضا موجود في سؤالات السهمي (379) التي يرويها إسماعيل بن مسعدة عن حمزة. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد البغدادي الحافظ مولى أبي جعفر المنصور سمع بدمشق إبراهيم بن عتيق ومحمد بن هشام بن ملاس النميري وأبا هبيرة محمد بن الوليد القرشي وأبا زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث والعباس بن الوليد بن مزيد وسعد بن محمد القاصي ببيروت وأحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر بأطرابلس، وكان قد سمع بالعراق محمد بن سليمان لوينا وسوار بن عبد الله العنبري القاضي والحسن بن عيسى بن ماسرجس وعمرو بن علي الفلاس وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي وأحمد بن منيع البغوي والحسن بن عيسى الماسرجسي ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقيين وأبا هشام الرفاعي ومحمد بن بشار بندارا ومحمد بن المثنى الزمن والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن عمر الباهلي ومحمود بن خداش الطالقاني ويوسف بن موسى القطان الرازي وزياد بن أيوب الطوسي وزياد بن محمد الحساني وبمصر الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر الخولاني وبالحجاز يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي وعبد الجبار بن العلاء وأحمد بن محمد بن أبي بزة المقرئ الحجازيين. روى عنه أبو القاسم البغوي ومحمد بن عمر الجعابي ومحمد بن المظفر وأبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيوية وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني وأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي وأبو مسلم الكاتب وعثمان بن الحسن الخرقي وأبو علي محمد بن علي بن الحسين بن السقا الإسفرايني وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن الشخير وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو القاسم بن حبابة.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس نا يحيى بن محمد بن صاعد نا عبد الجبار بن العلاء والحسن بن الصباح البزار وغيرهما واللفظ لعبد الجبار نا سفيان عن عاصم بن محمد وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت أبييحدث عن جدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم ما سري أحد ليلة وحده.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد (1) ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، رجل من أصحابنا ثقة ، نا الحسن بن مدرك الطحان نا يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن قال دخلنا على أسير ، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يأتيك من الحياء إلا خير.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا - وأبو الحسن بن سعيد - نا - أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر قال : قال أحمد بن كامل القاضي : مولد يحيى بن صاعد في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
قال (2) : وأخبرني أبو محمد الخلال قال : قال لنا أحمد بن محمد بن عمران قال ابن صاعد ولدت سنة ثمان وعشرين ومائتين وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين ومائتين ولي أحد عشرة سنة.
قال (2) : وأنا الحسن بن أبي طالب نا يوسف بن عمر القواس قال سمعت أبا العباس الهاشمي يقول سمعت أبا محمد بن صاعد يقول ولدت في سنة ثمان وعشرين في المحرم وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين في أولها وصنفت وعندي خمسة أجزاء أو ستة.
قال (2) : وأخبرني عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال : قال لنا أبو حفص بن شاهين وأما أبو محمد يحيى بن [ محمد بن ] صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان وعشرين ومائتين ومات في آخر سنة ثمان عشرة فكان عمره تسعين سنة وأول ما كتب - في ما بلغني - عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع وثلاثين ومات (3) وصليت عليه ودفن بباب الكوفة.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجوية أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو محمد يحيى بن [ محمد بن ] صاعد الهاشمي مولاهم البغدادي ، أخو أحمد ، سمع محمد بن سليمان المصيصي والحسن بن علي بن ماسرجس ، روى عنه أبو القاسم البغوي.
أخبرنا أبو منصور الشيباني وأبو الحسن العطار قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب : يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور كان من حفاظ الحديث وممن عني به ورحل في طلبه وسمع الحسن بن عيسى بن ماسرجس ومحمد بن سليمان لوينا ويحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي وسوار بن عبد الله العنبري وأحمد بن منيع البغوي ومحمد بن يزيد الآدمي ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقيين والحسين بن الحسن المروزي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأبا هشام الرفاعي وخلاد بن أسلم وعمرو بن علي وبندارا ومحمد بن المثنى وسعيد بن يحيى الأموي والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن عمرو الباهلي ويوسف بن موسى القطان ومحمود بن خداش ومحمد بن سهل بن عسكر وزياد بن أيوب ومحمد بن إسماعيل البخاري وأمثالهم من البصريين والكوفيين والشاميين والمصريين روى عنه عبد الله بن محمد البغوي ومحمد بن عمر بن الجعابي ومحمد بن المظفر وابو عمر بن حيوية و أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن حبابة وخلق سواهم يتسع ذكرهم وكان له أخوان أحدهما اسمه يوسف والآخر يسمى أحمد.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : بنو صاعد ثلاثة ، يوسف ، وأحمد ، ويحيى بنو محمد بن صاعد ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد يحدث عن سفيان بن عيينة ، يوسف أكبرهم ، وأحمد أوسطهم ، ويحيى أصغرهم ، وهو أعلمهم وأثبتهم (4).
رواها الخطيب عن علي بن محمد بن أبي نصر ، عن حمزة.
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : وسألته - يعني : الدارقطني - عن يحيى بن صاعد ؟ فقال : ثقة ثبت حافظ ، وبنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وله تصنيفات في الكلام ، ويحيى بن محمد بن صاعد أكثرهم حديثا وأعرفهم (5).
قال : وسمعت الدارقطني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : بنو محمد بن صاعد ثلاثة : يحيى أثبتهم ، ويوسف كان أكبرهم ، وأحمد كان أوسطهم ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد ، يحدث عن سفيان بن عيينة ، وكان له مسائل سأل عنها سفيان في التصوف والزهد وغير ذلك (6).
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنا وأبو الحسن علي بن الحسن نا أبو بكر أحمد بن علي أنا عبيد الله بن عمر الواعظ نا أبي قال : وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري نا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت عثمان بن عبدويه الحربي صاحب إبراهيم الحربي يقول : سمعت إبراهيم الحربي يقول بنو صاعد ثلاثة : أوثقهم يحيى.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف قال : سألت ابن عبدان - يعني : أبا بكر أحمد - عن ابن صاعد هو أكثر حديثا أوالباغندي (7) فقال : ابن صاعد أكثر حديثا ، ولا يتقدمه أحدٌ في الدراية ، والباغندي أعلى إسنادا منه (4).
قال : وسمعت أبا بكر بن عبدان يقول : يحيى بن صاعد يدري ، ثم قال : وسئل الجعابي أكان ابن صاعد يحفظ ؟ فتبسم وقال : لا يقال لأبي محمد يحفظ ، كان يدري ، قلت لأبي بكر بن عبدان : أيش الفرق بين الدراية والحفظ ؟ فقال : الدراية فوق الحفظ (4).
رواه الخطيب عن علي بن محمد بن نصر ، عن حمزة.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : لم يكن في أقران أبي محمد بن صاعد في فهمه وكان أحفظ منه ، والفهم عندنا أجل من الحفظ (8).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ.
ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا - وأبو الحسن ، حدثنا - أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت أبا علي الحافظ يقدم أبا محمد بن صاعد على أبي القاسم بن منيع وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ (9).
أخبرنا أبو منصور أيضا ، أنا - وأبو الحسن ، نا - الخطيب.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسين بن عبد الله.
قالا : أنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدارقطني : يجتمع في الحديث ابن منيع وابن أبي داود وابن صاعد ، من يقدم ؟ فقال : ابن منيع لسنِّه ، ثم ابن صاعد ، قلت : ابن صاعد أحب إليك من ابن أبي داود ؟ قال : ابن صاعد أسن ، مولده سنة ثمان وعشرين ، وابن أبي داود سنة ثلاثين.
أخبرنا أبو منصور ، أنا - وأبو الحسن ، نا - الخطيب حدثني القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال : سمعت شيخا من أصحاب الحديث حسن الهيئة لا أحفظ اسمه يقول : حضر رجل عند يحيى بن صاعد ليقرأ عليه شيئا من حديثه وكان معه جزء من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من شيوخه فغلط وقرأ على ابن صاعد وهو مصغ إلى سماعة ثم قال له بعد : أيها الشيخ إني غلطت بقراءة هذا الجزء عليك وليس من حديثك إنما هو من حديث أبي القاسم البغوي فقال له يحيى : جميع ما قرأته علي هو سماعي من الشيوخ الذين قرأته عنهم ثم قام فأخرج أصوله وأراه كل حديث قرأه عن الشيخ الذي هو مكتوب في الجزء عنه - أو كما قال -.
قال الخطيب : إن كان تلك الأحاديث عن متأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى بن صاعد في السماع منهم فيحتمل أن تكون الحكاية صحيحة إلا أنها طريفة عجيبة وقد أوردناها كما حُكيت لنا والله أعلم.
أنبأنا أبو عبد الله الفُرَاوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : كان أبو عروبة إماما بحقه وصدقه ، فقال لي : أول ما قدمت حران بلغني أن أبا محمد بن صاعد حدث عن محمد بن يحيى القطعي (8) عن عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : طلاق قبل نكاح.
قلت له : يا أبا عروبة ، حدَّثنا به من أصله ، فقال لنا : هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين ، لو كان ثَمَّ أيوب عن نافع عن ابن عمر لكان علم النُّظار في الشهرة ، ولما يحتجون في هذه المسألة ضرورة بحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
أنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي ، ثم حدثنا أبو الحسين علي بن سليمان بن أحمد الفقيه عنه ، أنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنا أبو عبد الله الحافظ قال : وسمعت محمد بن مظفر الحافظ يقول : حدثنا أبو محمد بن صاعد من أصل كتابه - يعني : بحديث محمد بن يحيى القطعي (10) - عن عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طلاق إلا بعد نكاح " فارتجت بغداد وتكلم الناس بما تكلموا به ، قال : فبينا نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفار نكتب من أصوله إذ وقع بيدي جزء من حديث محمد بن يحيى القطعي فنظرت في الجزء ، قلت : لعلي أجد هذا الحديث ، فوجدت الحديث في الجزء ، فلم أخبر أصحابي ، وغدوت إلى باب أبي محمد بن صاعد فصادفته قاعدا على الباب فسلمت عليه ونظر إلي فقال : ما لك ، قلت : يا أبا محمد البشارة ، وجدنا حديث أيوب عن نافع في أصل كتاب علي بن الحسين الصفار عن محمد بن يحيى القطعي ، فأخذ الجزء ورمى به ، ثم أسمعني فقال : يا فاعل ! حديث أحدث به ، أنا ، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفار !؟
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا - وأبو الحسن بن سعيد ، نا - أبو بكر الخطيب قال : سمعت البرقاني يقول : قال لي أبو بكر الأبهري الفقيه : كنت عنه يحيى بن محمد بن صاعد فجاءته امرأة فقالت له : أيها الشيخ ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت هل الماء طاهر أم نجس ؟ فقال يحيى : ويحك ، كيف سقطت الدجاجة في البئر ؟ قالت : لم تكن البئر مغطاه ، فقال يحيى : ألا غطيتيها حتى لا يقع فيها شيء ؟ قال الأبهري : فقلت لها : يا هذه ، إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر ، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.
قال الخطيب : هذا القول تظنن من الأبهري وقد كان يحيى ذا محل من العلم عظيم وله تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام تدل من وقف عليها وتأملها على فقهه ولعل يحيى لم يجب المرأة لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم فتورع أن يتقلد قول بعضهم أو كره أن ينصب نفسه للفتيا وليس هو من المرتسمين بها وأحب أن يكل ذلك إلى الفقهاء المشتهرين بالفتاوي والنظر والله أعلم.
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البزار أنا أبو علي قالوا : أنا أبو نعيم قال : سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان يقول : ومات أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ببغداد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن سعيد قالا : نا - وأبو منصور بن زريق ، أنا - أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزق أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : توفي أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار أنا عبيد الله بن أحمد الكوفي.
ثم قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفضل الكوفي قال : قال لنا أحمد بن محمد بن الجندي : مات أبو محمد بن صاعد سنة ثمان عشرة - يعني : وثلاثمائة -.
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة ثمان عشرة وثلاثمائة في ذي القعدة توفي أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد.
أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو الحسين بن أبي الحديد قالا : أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال : سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن بن مطرف الجراحي يقول : مات أبو محمد بن صاعد ودفن في باب مقبرة الكوفة ، وكان يوم عظيم المطر ، سنة ثمان عشرة ، مولده سنة ثمان وعشرين.
حدثنا أبو عبد الله بن البنا - لفظا - وأبو القاسم بن السمرقندي - قراءة - قالا : أنا أبو الحسين بن النقور.
وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن محمد قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري قالا : أنا محمد بن عبد الله بن الحسين قال : مات أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد يوم الثلاثاء لعشر ليال بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو منصور القزاز ، أنا - وأبو الحسن العطار ، نا - أبو بكر الخطيب أنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : مات يحيى بن محمد بن صاعد ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لاثني عشر بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي نا أبو بكر الخطيب أنا السمسار أنا الصفار نا ابن قانع : أن يحيى بن محمد بن صاعد مات في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (11). }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد * بن البقشلان * ( بن البقشلام * ) ( البقشلاني * ) ( البقشلامي * ) وثقه ابن عساكر والسمعاني وابن الجوزي وبدعه ابن ناصر السلامي لميلة للأشاعرة ولخدمة السلطان وابن ناصر يتعسف في الجرح في بعض الأوقات ومن ثم فابن البقشلان لا ينزل حديثه عن الحسن ــ أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي * وثقه الذهبي وقال الخطيب : "كتبت عنه وكان سماعه صحيحا" ومن ثم فلا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن ــ أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى * بن الجراح * يقال له : عيسى بن الوزير * وقد كان عارفاً بالمنطق فرموه بشيء من مذهب الفلاسفة ، قال الخطيب : "كان ثَبْتَ السماعِ ، صحيحَ الكتاب" ونقل الخطيب عن اللالكائي أن البغوي وابن صاعد وابن مجاهد وغيرهم كانوا يحدثون عيسى في داره وكان عيسى يحفظ المواضع التي كانوا يجلسون فيها وهذا يدل على قوة الصلة بينهم وبين عيسى مما يعني قوة روايته عنهم. ومن ثم فهو صدوق حسن الحديث ــ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي * الاصل البغدادي الدار والمولد ( أبو القاسم ابن بنت منيع * ) هو الإمام الحافظ الحجة المتقن المعمرمسند العصر ومصنف كتابي "معجم الصحابة" و "الجعديات" وهو ثبت في علي بن الجعد مكثر عنه وهو أكبر شيخ له ، قال الدارقطني : كان أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج (انظر السير 14/440) ــ ومن ثم فسند هذا الأثر حسن عن أبي القاسم البغوي وتوثيق البغوي وهو من هو لابن صاعد ليس بالهين. والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تريخ بغداد 14 / 231 - 232
(3) من قوله : ومات الى هنا مكانه بياض في " ز " : وكتب على هامشها : مقصوص بالاصل.
(4) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي * ثقة مكثر ، صاحب نسخ وأصول ، وله أنس بمعرفة الرجال دون معرفة أخيه أبي محمد ، وهو ثبتٌ في ابن النَّقُور لكثرة ملازمته له وسماعه منه ــ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة * الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر الإسماعيلي كان من الكبار المحتشمين والأفاضل المتقدمين ، تام المروءة ، حسن الأخلاق ، واسع العلم ، يعظ ويملي على دراية وفهم ، ولا ينزل حديثه عن الحسن ــ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي * الجرجاني حافظ مكثر متقن رحال مصنف ، تتلمذ ببلده لأبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي ، وسأل أبا الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ عن أحوال الشيوخ ، وله كلام حسن في العلل والرجال ــ أبو بكر أحمد بن عبدان * الشيرازي الاهوازي إمام حافظ سأله حمزة السهمي عن الجرح والتعديل والعلل وقد وثقه الذهبي فقال : "الحافظ الثقة المعمر كان من كبار أئمة الحديث" ــ وقد روى الخطيب في "التاريخ" هذا الأثر من طريق علي بن محمد بن نصر عن حمزة السهمي بسند حسن والأثر أيضا موجود في سؤالات السهمي (379) التي يرويها إسماعيل بن مسعدة عن حمزة. والله تعالى أعلى وأعلم.
(5) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري * يقترب حديثه من الحسن وذكر السمعاني أنه لم يكن له أصول وكانوا يقرأون عليه من نسخ غيره ــ أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حبيب الصفار * الخشاب * صدوق حسن الحديث ، إلا في روايته عن أبي طاهر بن خزيمة فلا يحتج به منفردا عنه ، وحديثه عن أبي عبد الرحمن السلمي أعلى من الحسن لملازمته إياه فقد كان من خواص خدم السلمي ــ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي * النيسابوري ( ولد سنة 325 أو 330 والراجح سنة 325 وتوفي سنة 412 هـ ) هو الامام الحافظ المحدث الزاهد شيخ خراسان وكبير الصوفية صاحب التصانيف وفي هذه التصانيف أحاديث وحكايات موضوعة ، وأتى في "حقائق تفسيره" بمصائب وتأويلات الباطنية والتي عدها بعض الأئمة من الزندقة وليته لم يؤلفه ، وروى أيضا أباطيل وبلايا عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي وعن غيره. ومن ثم فلا يحتج به منفردا لا سيما ما يرويه عن الصوفية أو عن الأصم لأنه اتهم بأنه كان يضع للصوفية الأحاديث وبأنه لم يسمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً ، أما سؤالاته للدارقطني فتُقبل مالم يأت نقل آخر يخالفها لأن باب السؤالات غير باب الرواية لا سيما وقد قال الذهبي إن سؤالاته للدارقطني عن الرجال هي سؤالات عارف بهذا الشأن ــ وهذا الأثر رواه السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (391) ورواه حمزة السهمي كما سبق لكن نلاحظ أن السلمي عنده في هذا الأثر زيادة لم يذكرها حمزة السهمي فقد قال إن أحمد بن محمد بن صاعد له تصنيفات في الكلام.
وهذه الزيادة في ثبوتها نظر بسبب ما قيل في أبي عبد الرحمن السلمي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(6) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : رجال هذا الأثر سبق بيان حالهم في التعليقة السابقة إلا أبو الحسن علي بن موسى بن إسحاق بن الرزاز * فقد وثقه الخطيب فقال : "كان فاضلاً أديباً ثقةً عالما" والعجيب أن الخطيب لم يذكر أي شيء آخر عنه ولا حتى تاريخ مولده أو وفاته كما أنني لم أجد أحدا آخر ترجمه ولا حتى الذهبي في "التاريخ" ــأبو عمران موسى بن هارون * الحمال * هو الإمام الحافظ الكبير الحجة الناقد ــ وهذا الأثر رواه السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (392) ورواه حمزة السهمي كما سبق لكن نلاحظ أن السلمي روى هذا الأثر عن الدارقطني عن أبي الحسن علي بن موسى الرزاز عن موسى بن هارون ، في حين أن حمزة السهمي روى أن الدارقطني هو قائل هذا الكلام ، والسهمي أوثق من السلمي ، فنقدم كلام السهمي ، إلا إذا كان الدارقطني حدث السهمي بهذا الأثر على سبيل الاختصار فلم يذكر الرزاز وموسى بن هارون ، وحدث الدارقطني السلمي بهذا الأثر بالتفصيل ، كما أننا نجد أن السلمي عنده في هذا الأثر زيادة لم يذكرها حمزة السهمي وهي أنه قال إن عمهم عبد الله بن صاعد كان له مسائل سأل عنها سفيان بن عيينة في التصوف والزهد وغير ذلك وفي هذه الزيادة نظر بسبب ما قيل في أبي عبد الرحمن السلمي لا سيما وهي زيادة تتعلق بمذهبه الصوفي.
(7) يعني محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الباغندي الازدي ترجمته في سير الاعلام 14 / 383.
(8) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي * مسند خراسان وفقيه الحرم ، كان مفتيا مناظرا محدثا واعظا وافر العلم صحيح الاعتقاد حسن الأخلاق والمعاشرة جوادا مكرما للغرباء يخدمهم بنفسه مع كبر السن ، تفرد برواية صحيح مسلم عن عبد الغافر الفارسي ، وبرواية عدة كتب للبيهقي مثل "دلائل النبوة" و "الأسماء والصفات" و "البعث والنشور" و "الدعوات الكبير" و "الصغير" ، وأملى أكثر من ألف مجلس وما ترك الإملاء إلى حين وفاته ، قال السمعاني : "ما رأيت في شيوخنا مثله ثم حكى عن بعضهم أنه قال : الفراوي ألف راوي". والله تعالى أعلى وأعلم.
(9) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي * المستملي كان يخل بالصلوات ، واعتذر فقال : "لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات كلها" ، وهو صحيح السماع ، مكثر متيقظ ، له فهم ومعرفة ، صاحب أصول ، صدوق أو ثقة في الرواية ، فلا ينزل حديثه عن الحسن. وزاهر لم ينفرد برواية هذا الأثر فقد تابعه الخطيب فرواه عن محمد بن أحمد بن يعقوب وهو القاضي أبو العلاء الواسطي عن الحاكم. والله تعالى أعلى وأعلم.
(10) هو محمد بن يحيى بن ابي حزم القطعي أبو عبد الله البصري ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 317
(11) ليس في تاريخ بغداد.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن صاعد يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب ، الامام الحافظ المجود ، محدث العراق ، أبو محمد الهاشمي البغدادي ، مولى الخليفة أبي جعفر المنصور ، رحال جوال ، عالم بالعلل والرجال.
قال : ولدت في سنة ثمان وعشرين ومئتين ، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين.
قلت : سمع يحيى بن سليمان بن نضلة، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن سليمان لوينا، وأحمد بن منيع، وسوار بن عبدالله القاضي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ويعقوب الدورقي، ومحمد ابن بشار، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وعمرو بن علي الصيرفي، وجميل بن الحسن الجهضمي، والحسن بن عرفة، ومؤمل بن هشام اليشكري، ومحمد بن عبدالله بن حفص الانصاري، وأبا هشام الرفاعي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن هشام المروزي، وسفيان ابن وكيع، والقاسم بن محمد المروزي، وعمر بن شبة، ومحمد بن يحيى ابن أبي حزم القطعي، وأزهر بن جميل، وأبا عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي المكي، وعلي بن الحسين الدرهمي، ومحمد بن عمرو بن سليمان، وأبا همام الوليد بن شجاع، وسعيد بن يحيى الاموي، وإسحاق بن شاهين، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، والربيع بن سليمان المرادي، وبحر بن نصر الجولاني، وبكار بن قتيبة، وأبا مسلم الحسن ابن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وعبد الله بن شبيب الربعي، ويحيى ابن المغيرة المخزومي، ومحمد بن أبي عبدالرحمن المقرئ، وأبا سعيد الاشج، وأحمد بن المقدام العجلي، وحميد بن الربيع، وزيد بن أخزم، وعباد بن الوليد الغبري، وعبد الوهاب بن فليح المقرئ، ومحمد بن ميمون الخياط المكي، ومحمد بن عبدالله المخرمي، ومحمد بن منصور الجواز، والحسين بن الحسن المروزي، والزبير بن بكار، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن هشام بن ملاس الدمشقي، وسعيد بن محمد البيروتي ، وخلقا كثيرا ، وجمع ، وصنف ، وأملى.
حدث عنه : أبو القاسم البغوي وهو أكبر منه ، والجعابي ، والشافعي ، والطبراني ، وابن عدي ، والاسماعيلي ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو عمر بن الحيويه ، وأبو طاهر المخلص ، وعيسى بن الوزير ، وأبو مسلم الكاتب ، وخلق كثير ، وعبد الرحمن بن أبي شريح.
قال أبو يعلى الخليلي : كان يقال : أئمة ثلاثة في زمان واحد : ابن أبي داود ، وابن خزيمة ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. قال الخليلي : ورابعهم أبو محمد بن صاعد ، ثقة إمام يفوق في الحفظ أهل زمانه ، ارتحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق ، منهم من يقدمه في الحفظ على أقرانه ، منهم : أبو الحسن الدارقطني ، مات في سنة ثمان عشرة.
قلت : ويقع لنا بل لأولادنا ولمن سمع منا جملة من عوالي حديثه.
كتب إلينا المسلم بن علان ، عن القاسم بن عساكر ، أخبرنا أبي ، أخبرنا علي بن أحمد بن البقشلان ، أخبرنا أبو الحسن بن الابنوسي ، أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا يحيى ابن محمد بن صاعد ثقة من أصحابنا ، حدثنا الحسن بن مدرك الطحان ، حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الاودي ، عن حميد بن عبد الرحمن قال : دخلنا على أسير (1) رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: قال رسول الله: "لا يأتيك من الحياء إلا خير"(2).
قال الدارقطني : لابن صاعد أخوان : يوسف بن محمد ، يروي عن خلاد بن يحيى وغيره ، وأحمد الاوسط ، حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ولهم عم اسمه : عبد الله بن صاعد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي : سألت الدارقطني عن يحيى بن محمد ابن صاعد ، فقال : ثقة ثبت حافظ ، وعمهم يحدث عن سفيان بن عيينة في التصوف والزهد.
وقال حمزة بن يوسف السهمي : سألت أبا بكر أحمد بن عبدان ، فقلت : ابن صاعد أكثر حديثا أو الباغندي ؟ فقال : ابن صاعد [ أكثر حديثا ] ، ولا يتقدمه أحد في الدراية ، والباغندي أعلى إسنادا منه.
قال الحاكم : سمعت أبا علي الحافظ يقول : لم يكن بالعراق في أقران أبي محمد بن صاعد أحد في فهمه ، والفهم عندنا أجل من الحفظ.
قال الحاكم : وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول : كان أبو عروبة لحقه وصدقه ، فقال لي : بلغني أن أبا محمد بن صاعد حدث عن محمد بن يحيى القطعي ، عن عاصم بن هلال ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : " لا طلاق قبل نكاح ".
فقلت : حدثنا به من أصله فقال : هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين ، لو كان ثم أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر لكان علم النظار في الشهرة ، ولما كانوا يحتجون ضرورة لحسين المعلم ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده (3).
وقال محمد بن المظفر الحافظ : حدثنا ابن صاعد من أصله بحديث محمد بن يحيى القطعي في : " لا طلاق قبل نكاح ". قال : فارتجت بغداد ، وتكلم الناس بما تكلموا به ، فبينما نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفار نكتب من أصوله ، إذ وقع بيدي جزء من حديث محمد بن يحيى القطعي ، فنظرت فوجدت الحديث في الجزء ، فلم أخبر أصحابي ، وعدوت إلى باب ابن صاعد ، فسلمت عليه وقلت : البشارة.
فأخذ الجزء ورمى به ، ثم أسمعني فقال : يا فاعل ! حديث أحدث به ، أنا ، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفار.
قال البرقاني : قال لي الفقيه أبو بكر الابهري : كنت عند ابن صاعد ، فجاءته امرأة ، فقالت له : أيها الشيخ ! ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت ، هذا الماء طاهر أو نجس ؟ فقال يحيى : ويحك ! كيف سقطت الدجاجة ؟ ألا غطيتيه ؟ قال الابهري : فقلت لها : إن لم يكن الماء تغير، فهو طاهر، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.
قال الخطيب : قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم عظيم ، وله تصانيف في السنن و [ ترتيبها على ] الاحكام ، ولعله لم يجب المرأة ورعا ، فإن المسألة فيها خلاف.
قال ابن شاهين وغيره : توفي ابن صاعد بالكوفة في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاث مئة عن تسعين سنة وأشهر.
وقد ذكرنا مخاصمة بينه وبين ابن أبي داود ، وحط كل واحد منهما على الآخر في ترجمة ابن أبي داود ، وحط كل واحد منهما على الآخر في ترجمة ابن أبي داود ، ونحن لا نقبل كلام الاقران بعضهم في بعض ، وهما بحمد الله ثقتان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي بالثغر : أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي ، أخبرنا محمد بن عبيد الله ، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا إسحاق بن شاهين ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن خالدا الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أسامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الربا في النساء " (4).
وبه : عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ، ولا ركب الكور رجل أفضل من جعفر (5).
هذا ثابت عن أبي هريرة ولا ينبغي أن يزعم زاعم أن مذهبه : أن جعفرا أفضل من أبي بكر وعمر. فإن هذا الاطلاق ليس هو على عمومه ، بل يخرج منه الانبياء والمرسلون ، فالظاهر أن أبا هريرة لم يقصد أن يدخل أبا بكر ولا عمر رضي الله عنهم.
ومات مع ابن صاعد أبو عروبة الحراني الحافظ ، والقاضي ........ }
______________
(1) هو أسير بن عمرو الدرمكي ، ويقال : يسير بالياء.
قال علي بن المديني : " أهل الكوفة يسمونه أسير بن عمرو، وأهل البصرة يسمونه أسير بن جابر ".
ولد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة خمس وثمانين، وهو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود. انظر " أسد الغابة " 1 / 116.
(2) رجاله ثقات ، وهو في " تاريخ بغداد " 11 / 295.
وأخرجه ابن سعد في " طبقات الكبرى " 7 / 68 67 من طريق يحيى بن حماد بهذا الاسناد.
وذكره الحافظ ابن حجر في " الاصابة " 1 / 50 في ترجمة أسير وزاد نسبته للبخاري في " تاريخه " والبغوي، وابن السكن، وابن شاهين، من طريق أبي عوانة.
وهو في " أسد الغابة " 1 / 116.
وفي اللباب عن عمران بن حصين بلفظ: " الحياء لا يأتي إلا بخير " أخرجه البخاري: 10 / 433 في الادب: باب الحياء، ومسلم (37) في الايمان: باب بيان عدد شعب الايمان.
(3) حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا طلاق إلا فيما تملك.
" أخرجه أحمد في " المسند " 2 / 189 و 190 و 207، وأبو داود (2190) في الطلاق: باب الطلاق قبل النكاح، وابن ماجه (2047) والترمذي (1181) في الطلاق: باب ما جاء لا طلاق قبل نكاح ، وسنده حسن. وانظر " زاد المعاد " 5 / 215 وما بعدها.
(4) إسناده صحيح، وأخرجه البخاري: 4 / 318 في البيوع: باب بيع الدينار بالدينار نساء، من طريق ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي صالح أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: "الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم " فقلت له: إن ابن عباس لا يقوله، فقال أبو سعيد: سألته فقلت: سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أو وجدته في كتاب الله تعالى ؟ فقال: كل ذلك، لا أقول وأنتم أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولكني أخبرني أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاربا إلا في النسيئة ".
وأخرجه مسلم (1596) في المساقاة، والنسائي: 7 / 281، وأحمد: 5 / 200 و 209 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح به.
وأخرجه أحمد: 5 / 204، ومسلم (1596) (102) من طريق سفيان، عن عبدالله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، عن أسامة.
وأخرجه أحمد: 5 / 202 من طريق ابن إسحاق ، حدثني عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن سعيد بن المسيب، عن أسامة.
(5) إسناده صحيح ، وأخرجه الترمذي (3768) في المناقب: باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وقال: هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الحاكم: 3 / 209 ووافقه الذهبي.
والاحتذاء: لبس الحذاء. والمطايا: جمع مطية ، وهي ما يركب من الابل ، أي : يركب مطاها وهو ظهرها. والكور بضم الكاف سرج البعير ، واسمه الرحل.

قال الذهبي في "التذكرة" : { يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب مولى أبي جعفر المنصور الحافظ الامام الثقة أبو محمد الهاشمي البغدادي.
ولد سنة ثمان وعشرين ومائتين وقال : كتبت الحديث عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس سنة تسع وثلاثين.
وسمع من لوين واحمد بن منيع وسوار بن عبد الله القاضى ويحيى بن سليمان بن نضلة والحسن بن حماد سجادة وابا همام السكوني وهارون بن عبد الله الحمال وابا عمار الحسين بن حريث وعبد الله بن عمران العابدى ومحمد بن زنبور وخلقا لا يحصون.
حدث عنه أبو القاسم البغوي مع تقدمه ومحمد بن عمر الجعابى وابن المظفر والدار قطني وابن حبابة وابو طاهر المخلص وعبد الرحمن بن ابى شريح وابو مسلم الكاتب وابوذر عمار بن محمد وخلق كثير ، وله اخوان ، يوسف واحمد.
قال الدار قطني : ثقة ثبت حافظ.
وقال أحمد بن عبدان - الشيرازي : هو أكثر حديثا من محمد بن محمد الباغندي ، ولا يتقدمه أحد في الدراية.
قال أبو على النيسابوري : لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه ، والفهم عندنا أجل من الحفظ ، وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.
سئل ابن الجعابى : هل كان ابن صاعد يحفظ ؟ فتبسم وقال : لا يقال لأبي محمد يحفظ ، كان يدرى.
قال البرقاني : قال لي الفقيه أبو بكر الابهري : كنت عند ابن صاعد فجاءت امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت هل الماء نجس أو طاهر ؟ فقال: ويحك كيف وقعت ألا غطيته فقلت لها : إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر.
قال الخطيب: كان ابن صاعد ذا محل من العلم وله تصانيف في السنن والاحكام لعله لم يجب المرأة تورعا فان المسألة فيها خلاف.
قلت : لابن صاعد كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره.
مات في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" وزاد ابن العماد ما بين القوسين : { سنة ثماني عشرة وثلاثمئة : وفيها يحيى بن محمد بن صاعد، الحافظ الحجة أبو محمد البغدادي ، مولى بني هاشم. في ذي القعدة ، وله تسعون سنة. عني بالأثَر ، وجمع وصنف ، وارتحل إلى الشام والعراق ومصر والحجاز. وروى عن لُوين وطبقته. قال أبو علي النيسابوري : لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه ، والفهم عندنا أجل من الحفظ وهو فوق أبي بكر بن أبي داود ، في الفهم والحفظ.
[ وممن روى عنه أبو القاسم البغوي والدارقطني وخلق ، وقال الدارقطني : هو ثقة ثبت حافظ ]. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد * بن كاتب البغدادي حافظ كبير ثقة متقن رحال جوال عالم بالعلل والرجال ولم يكن في أقرانه في فهمه والفهم فوق الحفظ بل قدمه أبو علي الحافظ الكبير على أبي القاسم بن منيع وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
فهرست ابن النديم: 325، المنتظم: 6 / 236 235، مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 133 / 1، دول الاسلام: 1 / 192، مرآة الجنان: 2 / 277، البداية والنهاية: 11 / 166، النجوم الزاهرة: 3 / 288، طبقات الحفاظ: 236 235.





أبو العباس أحمد بن محمد بن صاعد * بن كاتب
أخو يحيى

قال ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" : { أحمد بن مُحَمد بن صاعد ، يُكَنَّى أبا العباس. مولى بني هاشم ، وَهو أخو يَحْيى بن مُحَمد بن صاعد ، وَهو أكبر من يَحْيى وأعلى إسنادًا وأقدم موتا منه ، وهو ضعيف ، يروي عن أبي موسى الهروي عن ابن عُيَينة عن عَمْرو بن دينار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا وصية لوارث ".
حدث عن عبد الله بن عون ، عن أبي إسماعيل المؤدب عن مسعر عن رجل من بجيلة عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : من أتى الجمعة فليغتسل.
قال الشيخ : وهذا الحديث قد حدث به جماعة مع ابن صاعد هذا ، بعضهم ثقات ، وأكثرهم ضعفاء ، إلا أن ابن صاعد هذا اتهم فيه ، وقوله عن رجل من بجيلة هو مالك بن مغول.
وقال الشيخ : أيضا وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، ورأيت أهل العراق يثنون عليه ثناء سوء ، مجمعون على ضعفه ، ورأيت في بعض أحاديثه أثر ما قالوا بما روى عن أبي موسى الهروي. }
قال الحاكم في "سؤالاته للدارقطني" (33) : { قال الدارقطني : أحمد بن محمد بن صاعد ، أبو العباس ، ليس بالقوي ، وأخوه يوسف بن محمد بن صاعد ثقة ، عنده عن خلاد بن يحيى ، وهو أكبر الإخوة ، وأخبرني علي بن موسى الرزاز ، عن موسى بن هارون سئل عن ابني صاعد ؟ فقال : يحيى أوثقهم وأنبلهم وهو الأصغر. }
قال السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (391 و 392) : { وسألته عن يحيى بن صاعد ، فقال : ثقة ثبت حافظ ، وبنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبه ، وله تصنيفات في الكلام ، ويحيى بن محمد بن صاعد أكثرهم حديثًا وأعرفهم به.
سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : بنو صاعد ثلاثة : يحيى أثبتهم ، ويوسف كان أكبرهم ، وأحمد كان أوسطهم ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد يحدث عن سفيان بن عيينة ، وكان له مسائل ، سأل عنها سفيان في التصوف والزهد وغير ذلك. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { أحمد بن محمد بن صاعد ، أبو العباس.
سمعتُ الحسن بن محمد الخلال يذكرُ كُنيته ، وهو أخو يوسف ويحيى ابني صاعد ، وكان الأوسط.
حدث عن عبد الله بن عَوْن الخَرَّاز ومِنْجاب بن الحارث وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ومجاهد بن موسى والمُفَضَّل بن غسان الغَلَابي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني وصالح بن عبد الله الترمذي.
روى عنه عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي والحسين بن صفوان البرذعي وأبو بكر أحمد بن محمد بن السَّرِي الكوفي وأبو بكر بن خَلاد.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن البَادا ، قال : أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن صاعد مولى المنصور ، قال : حدثنا مِنْجاب بن الحارث ، قال : حدثنا عبد الله بن الأجْلَح ، قال : حدثنا أبان بن تغلب ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا هلكَ كِسرى فلا كسرى بعدَهُ ، وإذا هلك قيصر فلا قيصرَ بعده" (1).
قال لي الحسن بن محمد الخلال : يحيى بن محمد بن صاعد له إخوان اسم أحدهما أحمد ، والآخر يوسف ، وكان يحيى أصغرهم سناً ، وآخرهم موتاً ، ويُروَي عنهم كلهم الحديث.
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني ، وحدثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه ، قال : أحمد بن محمد بن صاعد ، أخو يحيى ويوسف ، بغدادي ليس بقوي ، لا يُحتج به.
قلت : ما رأيت له شيئاً منكراً ، فالله أعلم. }
_______________
(1) إسناده ضعيف ، لضعف عطية العوفي. وأخرجه ابن النجار ، كما في كنز العمال (44390) من طريق الكلبي عن علي. وإسناده تالف فإن الكلبي كذاب.

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { أخبرنا عُبيد الله بن عمر الواعظ ، قال : حدثنا أبي. وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : سمعتُ عثمان بن عَبْدويه الحَرْبي صاحب إبراهيم الحَرْبي يقول : سمعتُ إبراهيم الحَرْبي يقول : بنو صاعد ثلاثة ، أوثقهم يحيى (1).
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري ، قال : سمعتُ حمزة بن يوسف السهمي يقول (2) : سمعتُ أبا الحسن الدارقطني يقول : بنو صاعد ثلاثة : يوسُف وأحمد ويحيى بنو محمد بن صاعد. يوُسف يحدِّث عن خلاد بن يحيى ومَنْ دونه ، وأحمد يحدِّث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ولهم عَمٌّ يقال له : عبد الله بن صاعد يحدِّث عن سفيان بن عيينة ، يوسُف أكبرُهم ، وأحمد أوسَطُهم ، ويحيى أصغَرُهم وهو أعلَمُهم وأثبَتُهم. }
_____________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * هو ابن أبي حفص ابن شاهين وقد صدقه الخطيب والذهبي ــ أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري * وثقه الخطيب فقال: "كتبنا عنه وكان ديناً مستوراً ثقة صدوقاً" ، ووثقه الذهبي فقال: "المحدث الحجة" ــ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * الواعظ * ثقة مأمون حافظ مكثر واعظ مصنف ، لكن جميع ما خرجه وصنفه من حديثه لم يعارضه بالأصول ثقةً بنفسه فيما ينقله لذا لم يستكثر منه البرقاني زهداً فيه ، وأيضا ما كان يعرف من الفقه شيئا ، وما كان بالبارع في غوامض صنعة الحديث ، ولم يكن له علم بالرجال لذا فهو يعد من المتساهلين في التوثيق ــ أبو عمرو عثمان بن عبدويه * بن عمرو البزاز الكيشي وثقه الخطيب ــ أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي * هو الإمام الحبر العلامة الحافظ شيخ الاسلام والذي كان يشبه بأحمد بن حنبل في وقته. والخبر رواه ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1467).
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري * اللبان * لا ينزل حديثه عن درجة الحسن ــ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي * الجرجاني حافظ مكثر متقن رحال مصنف ، تتلمذ ببلده لأبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي ، وسأل أبا الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ عن أحوال الشيوخ ، وله كلام حسن في العلل والرجال.
وقد روى ابن عساكر هذا الأثر من طريق إسماعيل بن مسعدة عن حمزة السهمي بسند حسن والأثر أيضا موجود في سؤالات السهمي (379) التي يرويها إسماعيل بن مسعدة عن حمزة. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : بنو صاعد ثلاثة ، يوسف ، وأحمد ، ويحيى بنو محمد بن صاعد ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد يحدث عن سفيان بن عيينة ، يوسف أكبرهم ، وأحمد أوسطهم ، ويحيى أصغرهم ، وهو أعلمهم وأثبتهم (1).
رواها الخطيب عن علي بن محمد بن أبي نصر ، عن حمزة.
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : وسألته - يعني : الدارقطني - عن يحيى بن صاعد ؟ فقال : ثقة ثبت حافظ ، وبنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى ، يوسف يحدث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وله تصنيفات في الكلام ، ويحيى بن محمد بن صاعد أكثرهم حديثا وأعرفهم (2).
قال : وسمعت الدارقطني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : بنو محمد بن صاعد ثلاثة : يحيى أثبتهم ، ويوسف كان أكبرهم ، وأحمد كان أوسطهم ، ولهم عم يقال له : عبد الله بن صاعد ، يحدث عن سفيان بن عيينة ، وكان له مسائل سأل عنها سفيان في التصوف والزهد وغير ذلك (3). }
_____________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي * ثقة مكثر ، صاحب نسخ وأصول ، وله أنس بمعرفة الرجال دون معرفة أخيه أبي محمد ، وهو ثبتٌ في ابن النَّقُور لكثرة ملازمته له وسماعه منه ــ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة * الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر الإسماعيلي كان من الكبار المحتشمين والأفاضل المتقدمين ، تام المروءة ، حسن الأخلاق ، واسع العلم ، يعظ ويملي على دراية وفهم ، ولا ينزل حديثه عن الحسن ــ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي * الجرجاني حافظ مكثر متقن رحال مصنف ، تتلمذ ببلده لأبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي ، وسأل أبا الحسن الدارقطني وغيره من الحفاظ عن أحوال الشيوخ ، وله كلام حسن في العلل والرجال ــ أبو بكر أحمد بن عبدان * الشيرازي الاهوازي إمام حافظ سأله حمزة السهمي عن الجرح والتعديل والعلل وقد وثقه الذهبي فقال : "الحافظ الثقة المعمر كان من كبار أئمة الحديث" ــ وقد روى الخطيب في "التاريخ" هذا الأثر من طريق علي بن محمد بن نصر عن حمزة السهمي بسند حسن والأثر أيضا موجود في سؤالات السهمي (379) التي يرويها إسماعيل بن مسعدة عن حمزة. والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري * يقترب حديثه من الحسن وذكر السمعاني أنه لم يكن له أصول وكانوا يقرأون عليه من نسخ غيره ــ أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حبيب الصفار * الخشاب * صدوق حسن الحديث ، إلا في روايته عن أبي طاهر بن خزيمة فلا يحتج به منفردا عنه ، وحديثه عن أبي عبد الرحمن السلمي أعلى من الحسن لملازمته إياه فقد كان من خواص خدم السلمي ــ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي * النيسابوري ( ولد سنة 325 أو 330 والراجح سنة 325 وتوفي سنة 412 هـ ) هو الامام الحافظ المحدث الزاهد شيخ خراسان وكبير الصوفية صاحب التصانيف وفي هذه التصانيف أحاديث وحكايات موضوعة ، وأتى في "حقائق تفسيره" بمصائب وتأويلات الباطنية والتي عدها بعض الأئمة من الزندقة وليته لم يؤلفه ، وروى أيضا أباطيل وبلايا عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي وعن غيره. ومن ثم فلا يحتج به منفردا لا سيما ما يرويه عن الصوفية أو عن الأصم لأنه اتهم بأنه كان يضع للصوفية الأحاديث وبأنه لم يسمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً ، أما سؤالاته للدارقطني فتُقبل مالم يأت نقل آخر يخالفها لأن باب السؤالات غير باب الرواية لا سيما وقد قال الذهبي إن سؤالاته للدارقطني عن الرجال هي سؤالات عارف بهذا الشأن ــ وهذا الأثر رواه السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (391) ورواه حمزة السهمي كما سبق لكن نلاحظ أن السلمي عنده في هذا الأثر زيادة لم يذكرها حمزة السهمي فقد قال إن أحمد بن محمد بن صاعد له تصنيفات في الكلام.
وهذه الزيادة في ثبوتها نظر بسبب ما قيل في أبي عبد الرحمن السلمي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(3) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : رجال هذا الأثر سبق بيان حالهم في التعليقة السابقة إلا أبو الحسن علي بن موسى بن إسحاق بن الرزاز * فقد وثقه الخطيب فقال : "كان فاضلاً أديباً ثقةً عالما" والعجيب أن الخطيب لم يذكر أي شيء آخر عنه ولا حتى تاريخ مولده أو وفاته كما أنني لم أجد أحدا آخر ترجمه ولا حتى الذهبي في "التاريخ"ــأبو عمران موسى بن هارون * الحمال * هو الإمام الحافظ الكبير الحجة الناقدــوهذا الأثر رواه السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (392) ورواه حمزة السهمي كما سبق لكن نلاحظ أن السلمي روى هذا الأثر عن الدارقطني عن أبي الحسن علي بن موسى الرزاز عن موسى بن هارون ، في حين أن حمزة السهمي روى أن الدارقطني هو قائل هذا الكلام ، والسهمي أوثق من السلمي ، فنقدم كلام السهمي ، إلا إذا كان الدارقطني حدث السهمي بهذا الأثر على سبيل الاختصار فلم يذكر الرزاز وموسى بن هارون ، وحدث الدارقطني السلمي بهذا الأثر بالتفصيل ، كما أننا نجد أن السلمي عنده في هذا الأثر زيادة لم يذكرها حمزة السهمي وهي أنه قال إن عمهم عبد الله بن صاعد كان له مسائل سأل عنها سفيان بن عيينة في التصوف والزهد وغير ذلك وفي هذه الزيادة نظر بسبب ما قيل في أبي عبد الرحمن السلمي لا سيما وهي زيادة تتعلق بمذهبه الصوفي.

قال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" : { أحمد بن محمد بن صاعد ، أبو العباس ، أخو يحيى. قال ابن عدي : رأيت أهل العراق مجمعون على ضعفه. }
قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (424) : { أحمد بن محمد بن صاعد ، أخو يحيى ، قال ابن عدي : رأيتهم مجمعين على ضعفه. وأما أبو بكر الخطيب فقال : ما رأيت له شيئا منكرا. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { أحمد بن محمد بن صاعد ، أخو يحيى. قال ابن عدي : رأيتُهم مجمعين على ضعفه. وقوَّاه الخطيبُ. وقال الدارقطني : ليس بالقوي ، انتهى.
قال ابن عدي : يُكنى أبا العباس ، وهو أكبرُ من يحيى ، وأعلى إسنادا ، وأقدمُ موتا ، يروي عن أبي موسى الهروي ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر رفعه : " لا وصية لوارث " (1).
حدَّث عن عبد الله بن عون ، عن أبي إسماعيل المؤدِّب ، عن مسعر ، عن رجل من بَجِيْلَة وهو مالك بن مِغْوَل ، عن نافع ، عن ابن عمر رفعه : " من أتى الجُمُعة فليغتسل ". قال ابن عدي : وهذا بهذا الإسناد باطل ، ورأيتُ أهلَ العراق يُسِيئون الثناء عليه ، والحديثُ الأول اتُّهِم به (1). }
___________________
(1) لم ينفرد أحمد بن صاعد بهذا الحديث عن أبي موسى الهروي فقد تابعه فضل بن سهل كما عند الدارقطني في "سننه" (5/171) ، قال الدارقطني : نا أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي نا فضل بن سهل حدثني إسحاق بن إبراهيم الهروي نا سفيان عن عمرو عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا وصية لوارث ". قال الدارقطني : الصواب مرسل.
أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي وثقه الذهبي والقواس ، والفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج ثقة من رجال الشيخين وبذلك برئت ذمة أحمد بن صاعد من هذا الحديث.

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو العباس أحمد بن محمد بن صاعد * بن كاتب ضعيف. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي * الآدمي * الحمزي *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أبو بكر المُقرئ الأَدَميُّ. سمع محمد بن إسماعيل الحَسَّاني والحسن بن عرفة والسَّري بن عاصم وفضل بن سهل الأعرج وأبا يوسُف القلوسي.
روى عنه الدارقطني وابن شاهين ويوسف بن عمر القَوَّاس وغيرُهم. وحَدَّثني الخلال أن يوسف القَوَّاس ذكره في جُملة شيوخه الثقات (1).
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح ، قال : حدثنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأَدَمي الشيخ الصالح.
وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمد بن جعفر : أن أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي المقرئ مات في سنة سبع وعشرين وثلاث مئة ، قال : وكان رجلاً صالحاً.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق ، قال : وُلد أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأَدَمي المقرئ في المحرم من سنة سبع وثلاثين ومئتين ، وتوفي في يوم الأربعاء ، ودُفن في يوم الخميس لعشرٍ بَقِينَ من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاث مئة. }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد الحسن بن محمد الخلال * يسمى أيضا الحسن بن أبي طالب * وكان حافظا ثقة له معرفة وتنبه ــ أبو الفتح يوسف بن عمر القواس * كان إماما ربانيا ثقة صالحا زاهدا مجاب الدعوة. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الذهبي في "التذكرة" في ترجمة ابن أبي حاتم : { مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. وفيها مات شيخ القراء أبو بكر أحمد بن محمد الأدمى. }
قال الذهبي في "معرفة القراء الكبار" : { أحمد بن محمد بن إسماعيل المقرىء أبو بكر الأدمي المعروف بالحمزي لأنه كان عارفا بحرف حمزة ، أقرأ الناس ببغداد في جامع المدينة مدة ، وحمل الناس عنه لزهده وإتقانه ، وهو أجل أصحاب سليمان بن يحيى الضبي ، قرأ عليه محمد بن عبد الله بن أشته الأصبهاني ومحمد بن أحمد الشنبوذي وعبد الله بن الحسين السامري ، وقد حدث عن الحسن بن عرفة والفضل بن سهل الأعرج ، روى عنه مثل الدارقطني وابن شاهين ، وكان ثقة في الحديث والقراءة ، توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مئة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة : أحمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر الأدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي ، لأنه أقرأ الناس دهراً بحرف حمزة في جامع المدينة. وحمل الناس عنه لضبطه وزهده وخيره ، وهو أجل أصحاب أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي.
روى القراءة عنه عرضاً : محمد بن أشتة ، وعبد الله بن الصقر ، ومحمد بن أحمد الشنبوذي ، وعبد الله بن الحسين. وقد سمع : الحسن بن عرفة ، والفضل بن سهل الأعرج. وعنه : الدارقطني ، وابن شاهين. وكان صالحاً ثقة عالماً. مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه الله. }
قال ابن الجزري في "طبقات القراء" : { " مب " أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو بكر الأدمي ويعرف بالحمزي لأنه كان عارفاً بحروف حمزة ، وهو حاذق متقن ثقة ، قرأ على " مب " سليمان ابن يحيى الضبي وهو من أجل أصحابه وعلي " مب " محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور وعثمان بن سعيد، قرأ عليه محمد بن عبد الله بن اشتة وعبد الله ابن الصقر و " مب " محمد بن أحمد الشنبوذي و " مب " أبو بكر الشطوي ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن أبي هاشم سماعاً وعبد الله بن الحسن، توفي سنة سبع وعشرين وثلثمائة. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي * الآدمي المعروف بـ الحمزي * كان صالحاً ثقة في القراءة والحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو موسى إسحاق بن ابراهيم الهروي *

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { إسحاق بن إبراهيم بن موسى أبو موسى الهروي ، روى عن أبي عبيدة ابن الحداد وعمر بن أيوب ومعافي بن عمران وعبد الله بن عبد القدوس وأبي بكر بن عياش ، روى عنه أبو زرعة.
انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي ، قال : سألت يحيى بن معين عن أبي موسى الهروي ، فقال : ثقة ، وسألت أبي عنه ، فعرفه وذكره بخير. }
قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين" (2/476) : { قلتُ لأبي زرعة : حديث هشيم عن منصور بن زاذان عن محمد بن أبان عن عائشة قال : نعم.
قلتُ : إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعه قال : هو حدثنا به مرفوعا.
قلتُ : فكان يتهم ؟ قال : أما أنا فقد كنت أظن ذلك ، ولكن أصحابنا البغداديين يقولون هو رجل صالح ، وذلك أنه يحدثنا بأحاديث كبار عن المعافى بن عمران وابن عيينة ، وكان تاجرا. }
قال ابن حبان في "الثقات" : { إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروي ، سكن بغداد ، يروى عن أبي عاصم وأهل العراق ، حدثنا الحسن بن سفيان عنه. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { إسحاق بن إبراهيم ، أبو موسى ، هروي الأصل.
سمع هشيما وسفيان بن عيينة وحفص بن غِياث وأشعث بن عبد الرحمن بن زُبَيد اليامي. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البَغَوي ، وغيرهما.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا إسماعيل بن علي الخُطَبي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهَرَوي ، قال : أخبرنا العباس بن الفضل ، قال : سألت عمر بن عامر عن رجل طَلَّق امرأته وهو حائضٌ ؟ فحدثنا عن مَطَر ، عن أبي نَضْرة ، عن الجُذَامي أنَّ عليَّا قال : لا يُعتدُّ بتلك الحَيْضة (1). قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : فحدثت بهذا الحديث أبي فأعجبَهُ واستحسَنَهُ.
أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حَسْنويه الهَرَوي ، قال : أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري ، قال : حدثنا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت أحمد بن حنبل سُئِلَ عن أبي موسى الهَرَوي. قال : الطُّوال ؟ ذاك لي صديقٌ ، وأعرفه قديماً يكتب ، وأثنى عليه خيراً (2).
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألتُ يحيى بن معين عن أبي موسى الهََرَوي ، فقال : ثقةٌ ، وسألتُ أبي عنه فعرفه وذكَرهُ بخيرٍ (3).
أخبرني الأزهري ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار ، قال : أخبرنا محمد بن عِمْران الصَّيْرفي ، قال : حدثنا عبد الله بن علي بن المديني ، قال : سمعتُ أبي يقول : أبو موسى الهَرَوي روى عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن جابر : "لا وصية لوارث" (4). حدثنا به سفيان عن عمرو مرسلا (5) ، وغَمَزه.
أخبرنا البرقاني ، قال : حدثنا يعقوب بن موسى الأرْدُبِيلي ، قال : حدثنا أحمد بن طاهر بن النَّجم المَيانجي ، قال : حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي ، قال (6) : قلتُ لأبي زُرعة : حديث هُشيم عن منصور بن زاذان عن محمد بن أبان عن عائشة ، إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعه ؟ قال : هو حدثنا به مرفوعا. قلت : فكان يُتَّهم ؟ قال : أما أنا فقد كنتُ أظنُّ ذاك ، ولكنْ أصحابُنَا البغداديون يقولون هو رجل صالح ؛ وذلك أنه كان يحدثنا بأحاديث كبار عن المعافَى بن عِمْران ، وابن عيينة ، وكان تاجراً.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن دَرستويه ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال (7) : سنه ثلاث وثلاثين ومئتين فيها توفي إسحاق بن إبراهيم البغدادي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر ، قال : قال عبد الله بن محمد البغوي (8) : مات أبو موسى الهروي سنة ثلاث وثلاثين ، وقد كتبت عنه. }
_______________
(1) إسناده ضعيف جدا ، فإن العباس بن الفضل هو الأنصاري ، وهو متروك ، وعزاه في الكنز (27939) إلى إسماعيل الخطبي ، وهو طريق المصنف.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو بكر البرقاني * هو الامام العلامة الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين ــ أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه * الهروي الغوزمي العدل الفقيه المحدث وصفه الذهبي بـ " العدل * " والعدالة إذا أطلقت تنصرف إلى معنى الأمانة والديانة والصدق في الحديث ، مجردة عن اعتبار حال الرجل في الحفظ والضبط ، ووثقه أبو النضر الفامي * الهروي ، وأبو النضر هذا له تاريخ صغير يسمى "تاريخ هراة" وهو أدرى بحاله لأنه بلدياته ، ومن ثم فهو صدوق حسن الحديث ــ الحسين بن إدريس الأنصاري الهروي المعروف بـ ابن خرم * ثقة حافظ صنف تاريخاً كبيراً وروى عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي "تاريخه" وعن عثمان بن أبي شيبة تاريخه ــ ومن ثم فسند هذا الأثر حسن. والله تعالى أعلى وأعلم.
(3) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق * البزاز المعروف بـ ابن رزقويه * وثقه البرقاني ، ووثقه الخطيب فقال : "هو أول شيخ كتبتُ عنه وأول ما سمعتُ منه في سنة 403 ، كتبت عنه إملاءً مجلسا واحدا ، ثم انقطعتُ عنه إلى أول سنة 406 وعدتُ فوجدتُه قد كُفَّ بصرُهُ فلازمته إلى آخرِ عُمُره ، وكان ثقةً صدوقا ، كثيرَ السماع والكتابةِ ، حَسن الاعتقاد ِ، جميلَ المَذْهَبِ ، مُديماً لتلاوةِ القرآن ، شديداً على أهل البِدَع ، دَرَّسَ الفقه وعَلَّق على مذهب الشافعي" ، وقال فيه الذهبي : "الامام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد" ــ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف * البغدادي ( أبو علي بن الصواف ) ثقة ثبت ــ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل * هو الإمام الحافظ الناقد الثقة الثبت العالم بالعلل والرجال. ومن ثم فهذ فإسناد هذا الأثر صحيح والأثر موجود في العلل للإمام أحمد (3854) ورواه أيضا ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. والله تعالى أعلى وأعلم.
(4) أخرجه ابن عدي 1/202 ، والدارقطني 4/97.
(5) وذكر الدارقطني أن المرسل هو الصواب.
(6) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو بكر البرقاني * هو الامام العلامة الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثينــ أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي * وثقه البرقاني والأزهري ووثقه الخطيب فقال : "كان ثقةً أميناً فاضلاً فقيهاً على مذهب الشافعي". والله تعالى أعلى وأعلم.
والأثر في سؤالات البرذعي لأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين" (2/476) وسند نسخة هذه السؤالات هو : عن أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين ــ مما سألهما عنه وجمعه وألفه أبو عثمان سعيد بن عمرو البرذعي ــ رواية أبي عبد الله أحمد بن طاهر النجم الميانجي عنه ــ رواية أبي الحسين يعقوب بن موسى الفقيه الأردبيلي عنه ــ رواية أبي بكر أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ عنه ــ رواية أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم الأسدي ، وأبي المعالي ثابت بن إبراهيم بن بندار البقال ، وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم المؤدب ، وأبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزاداد الوزان عنه ــ رواية الشيخ أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال عن أبيه وعن أبي غالب إجازة عن البرقاني كذلك
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم الأسدي ، وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار البقال ، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم المؤدب ، وأبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خزاداد الوزان قالوا : أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ قال أبو المعالي وأبو غالب- إجازة- قال : أنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأردبيلي الفقيه قال : أنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال : حدثني أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي قراءة عليَّ من كتابه يوم الاثنين سنة إحدى وتسعين ومائتين بأردبيل قال : سألت أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم عن .......
والمخطوطة التي اعتمد عليها محقق الكتاب من جملة موقوفات مكتبة كوبرلي الشهيرة في تركيا رقمها 40/3 ، ولقد حدث البرذعي بكتابه هذا في يوم الاثنين سنة 291 بأردبيل.
وهذا المخطوط كتب في آواخر جمادي الآخرة سنة 618 هـ وناسخ المخطوطة هو الحافظ البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي المصري الشافعي المولود في حدود سنة 570 هـ.
(7) المعرفة والتاريخ 1/209.
(8) تاريخ وفاة الشيوخ (99).

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { إسحاق بن ابراهيم أبو موسى الهروي ، ثم البغدادي. عن : هشيم ، وابن عيينة ، وحفص بن غياث. وعنه : عبد الله بن أحمد ، والبغوي. سئل عنه الإمام أحمد فقال : ذاك صديق لي وأعرفه قديماً ، يكتب. وأثنى عليه. وقال ابن معين : ثقة. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. }
قال الذهبي في "الميزان" : { إسحاق بن إبراهيم ، أبو موسى الهروي ، ثم البغدادي.
عن هشيم ، وابن عيينة. وعنه عبد الله بن أحمد والبغوي. وثقه ابن معين وغيره.
وقال عبد الله بن على بن المديني : سمعت أبي يقول : أبو موسى الهروي روى عن سفيان ، عن عمرو ، عن جابر : لا وصية لوارث ، حدثنا به سفيان عن عمرو مرسلا وغمزه. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { إسحاق بن إبراهيم ، أبو موسى الهروي ، ثم البغدادي ، عن هشيم ، وابن عيينة ، وعنه عبد الله بن أحمد ، والبغوي. وثقه ابن معين وغيره.
وقال عبد الله بن علي بن المديني : سمعتُ أبي يقول : أبو موسى الهَرَوي روى عن سفيان عن عمرو عن جابر : " لا وصية لوارث ". حدثنا به سفيان عن عمرو مرسلا ، وغَمَزه ، انتهى.
وقال عبد الله بن أحمد : ذكرته لأبي ، فعَرَفه وأثنى عليه خيرا ، وقال أبو داود : سُئل أحمد عنه فقال : ذاك صديقٌ لي وأعرفه قديما ، يُكْتَب عنه (1) ، وأثنى عليه خيرا.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلتُ لأبي زُرعة : حديثُ هشيم عن منصور بن زاذان عن محمد بن أبان عن عائشة : إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعُه ، قلت : أفكان يُتَّهم ؟ قال : أما أنا فكنت أظن ذاك ، ولكنْ أصحابُنا البغداديون يقولون : هو رجلٌ صالح ، وكان تاجرا.
قال يعقوب بن سفيان : مات سنة 233. وذكره ابن حبان في "الثقات". }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : لفظة "عنه" لم ترد في تاريخ بغداد وأيضا لم ينقلها الذهبي مما يؤكد عدم ثبوتها.

قال الألباني في "الإرواء" (6/93) : { وبقية الرجال ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن إبراهيم أبي موسى الهروي وهو ثقة ، قال الذهبي في "الميزان" : (( وثقة ابن معين وغيره ، وقال عبد الله بن علي بن المديني : سمعت أبي يقول : أبو موسى الهروي روى عن سفيان عن عمرو عن جابر "لا وصية لوارث" كأنه عن عمرو مرسلا وغمزه )).
قلت ( الألباني ) : رواية ابن المديني هذه أخرجها الخطيب في ترجمة الهروي هذا (6/337) بإسناده عنه به إلا أنه قال عقب الحديث : "حدثنا به سفيان عن عمرو مرسلا وغمزه".
قلت : ولعل هذا هو مستند قول الدارقطني عقب الحديث : "الصواب مرسل". فإن كان كذلك فليس بالصواب عندي لأن أبا موسى الهروي قد ثبتت ثقته بخلاف عبد الله بن علي بن المديني فقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه توثيقا بخلاف أخيه محمد وروى عن حمزة ابن يوسف قال : (( سألت الدارقطني عن عبد الله بن علي بن عبد الله المديني : روى عن أبيه "كتاب العلل" ؟ فقال : إنما أخذ كتبه وروى أخباره مناولة قال : وما سمع كثيرا من أبيه قلت : لم ؟ قال : لأنه ما كان يمكنه من كتبه )).
قلت : فليتأمل الناظر في هذه الرواية هل عدم تمكين علي بن المديني ابنه عبد الله من كتبه إنما هو لعدم ثقته به أو لشيء آخر. وعلى كل حال فعبد الله هذا إن لم يثبت فيه هذا الجرح فلم تثبت عدالته فمثله لا ينبغي أن يعارض به رواية الثقة الهروي ولذلك فأسنادها عندي صحيح في نقدي. والله أعلم. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو موسى إسحاق بن إبراهيم بن موسى الهروي وثقه ابن معين وابن حبان ، وأثنى عليه الإمام أحمد ، وكان أبو زرعة الرازي يظن أنه متهم لكنه تراجع عن هذا الظن بعدما حدثه أصحابه البغداديون بأنه رجل صالح كان يحدثهم بأحاديث كبار ، ونقل عبد الله بن على بن المديني عن أبيه أنه غمزه لرفعه حديث "لا وصية لوارث". ومن ثم فلا ينزل حديثه عن الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الحسن بن رزقويه *
محمد بن أحمد بن رزق *
( أول شيخ كتب عنه الخطيب البغدادي )

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رِزْق بن عبد الله بن يزيد بن خالد ، أبو الحسن البَزَّاز ، المعروف بابن رِزْقويه ، كان يذكرُ أنَّ له نَسَبا في هَمْدان. سمع إسماعيل بن محمد الصَّفار ، ومحمد بن عمرو الرَّزَّاز ، وأبا الحسن المصري ، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، والحسن بن علي بن الشِّيْرزاذي ، وأبا العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري ، ومَنْ في طبقتهم ، ومَنْ بَعْدهم.
وكان ثقةً صدوقا ، كثيرَ السماع والكتابةِ ، حَسن الاعتقاد ِ، جميلَ المَذْهَبِ ، مُديماً لتلاوةِ القرآن ، شديداً على أهل البِدَع. ومكثَ يُمْلي في جامع المدينة من بعدِ سنة ثمانين وثلاث مئة إلى قبل وفاته بمُدَيْدةٍ. وهو أوَّلُ شيخٍ كتبتُ عنه وأول ما سمعتُ منه في سنة ثلاث وأربع مئة ، كتبت عنه إملاءً مجلسا واحدا ، ثم انقطعتُ عنه إلى أول سنة ست وعدتُ فوجدتُه قد كُفَّ بصرُهُ فلازمته إلى آخرِ عُمُره ، وسَمِعْته يقول : ولدتُ في يوم السبت لستٍّ خَلَون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. قال : وأولُ حديثٍ سمعتُهُ من الصَّفَّار حديث الحسن بن عرفة عن ابن المبارك عن يُونُس عن الزهري عن سهل بن سعد عن أُبي بن كعب ، قال : إنما كانت الفُتيا في الماء من الماء رخصةً في أول الإسلام ، ثم نُهى عنها (1).
قال لنا ابن رِزْقويه : كتبتُ هذا الحديث عن الصَّفار بخطي إملاءً في يوم الأربعاء لسبع عشرة خَلَت من جُمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة ، والصَّفَّارُ أول مَن سمعتُ منه.
سمعتُ الأزهري يذكر أنَّ بعض الوزراء دخلَ بغدادَ ففرَّقَ مالا كثيرا على أهلِ العلم وكان ابن رِزْقويه فيمن وجه إليه من ذلك المال فقبلوا كلهم سواه فإنه ردَّهُ تورعا وظَلَف نَفْسٍ (2). وكان ابن رِزْقويه يذكر أنه دَرَّسَ الفقه وعَلَّق على مذهب الشافعي ، وسمعتهُ يقول : واللهِ ما أحب الحياةَ في الدنيا لكسبٍ ولا تجارةٍ ولكني أُحِبها لذكر الله ! ولقراءتي عليكم الحديثَ. وذكره هبة الله بن الحسن الطبري فوصفهُ بالإكثارِ من الحديث.
وسمعت أبا بكر البرقاني سُئِلَ عنه ، فقال : ثقةٌ. وكانت وفاته غداة يوم الاثنين سادس عشر من جُمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربع مئة ، ودُفِنَ من يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الدَّيْر بالقرب من معروف الكَرْخي ، وصَلَّى عليه ابنهُ أبو بكر ، وحضرتُ الصلاةَ عليه. }
__________________
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد الساعدي ، ذكر ذلك الإمام الدارقطني في العلل ، وأشبع القول فيه ، كما أخرجه أحمد 5/116 وأبو داود (214) والبيهقي 1/165 وابن خزيمة (226) من طريق الزهري ، قال : حدثني بعض من أرضى أن سهل بن سعد أخبره أن أُبي بن كعب أخبره ، فذكروه. قال ابن خزيمة : "وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار ؛ لأن مبشر بن إسماعيل روى هذا الخبر ، عن أبي غسان محمد بن مطرف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد". وقد ساقه الدارمي (766) وأبو داود (215) وابن حبان من طريق مبشر بن إسماعيل (1179) ، وإسناده صحيح. أما حديث الزهري هذا المنقطع فقد رواه الشافعي 1/35 و 36 وأحمد 5/115 و 116 والدارمي (765) وابن ماجة (609) والترمذي (110) و (111) وابن خزيمة (225) و (226) وابن الجارود (91) والطحاوي (1/57) وابن حبان (1173) والبيهقي 1/165 وفي المعرفة 1/411.
(2) أي : عفة نفس.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن رزقويه الامام المحدث ، المتقن ، المعمر ، شيخ بغداد ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق (1) بن عبد الله بن يزيد ، البغدادي البزاز. ولد سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. وذكر أن أول سماعه سنة سبع وثلاثين. سمع : محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي ، وإسماعيل ابن محمد الصفار ، وأبا جعفر بن البختري ، وعلي بن محمد المصري الواعظ ، وعبد الله بن عبدالرحمن السكري ، وعثمان بن السماك ، وطبقتهم ومن بعدهم.
حدث عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو الحسين بن الغريق ، ومحمد بن علي [ ابن ] (2) الحندقوقي ، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد ، ومحمد بن إسحاق الباقرحي ، وعبد الله بن عبد الصمد بن المأمون ، وأبو الغنائم محمد ابن أبي عثمان ، وأحمد بن الحسين بن سلمان العطار ، ونصر بن البطر ، وأخوه علي بن البطر ، وآخرون ، وأملى مدة.
قال الخطيب (3) : كان ثقة صدوقا كثير السماع والكتابة ، حسن الاعتقاد ، مديما للتلاوة ، بقي يملي في جامع المدينة من بعد ثمانين وثلاث مئة إلى قرب موته ، وهو أول شيخ كتبت عنه ، وذلك في سنة ثلاث وأربع مئة بعدما كف بصره.
قال أبو القاسم الازهري : أرسل بعض الوزراء إلى أبي الحسن بن رزقويه بمال ، فرده تورعا (4).
وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه للشافعي (5).
قال الخطيب : سمعته يقول : والله ما أحب الحياة إلا للذكر وللتحديث. وسمعت البرقاني يوثق ابن رزقويه (6). مات سنة اثنتي عشرة وأربع مئة. }
________________
(1) تحرف في " البداية والنهاية " إلى " روق " بالواو.
(2) سقط لفظ " ابن " من الاصل واستدرك من ترجمته من " الوافي بالوفيات " 4 / 136، قال: محمد بن علي أبو عبد الله ابن المهتدي الهاشمي، ويعرف بابن الحندقوقا ... وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وستين وأربع مئة.
(3) و (4) : في " تاريخ بغداد " 1 / 351، وانظر " المنتظم " 8 / 5.
(5) في " تاريخ بغداد " 1 / 352: وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه ، وعلق على مذهب الشافعي.
(6) " تاريخ بغداد " 1 / 352، و " المنتظم " 8 / 5.

قال الذهبي في "التذكرة" في ترجمة غنجار : { ومات في سنة اثنتى عشرة وأربع مائة.
وفيها مات ....... ومحدث بغداد أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ..... }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة : محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد البغدادي. البزاز المحدث أبو الحسن بن رزقويه. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى الطائي، ومحمد بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم.
قال الخطيب: كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديماً لتلاوة القرآن. بقي يُملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة. وهو أول شيخٍ كتبتُ عنه، وذلك في سنة ثلاثٍ وأربعمائة، مجلساً. وذلك بعد أن كُف بصره. وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمالٍ فرده تورعاً. وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي.
قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسبٍ ولا تجارة، ولكن لذكر الحياة وللتحديث.
وسمعتُ البرقاني يوثق ابن رزقويه.
قلت : وروى عنه : أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي إبنا أحمد بن البطر ، وعبد الله بن عبد الصمد بن المأمون ، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" وما بين [ ] زاده ابن العماد : { سنة اثنتي عشرة وأربعمائة : وابن رزقويه الحافظ ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البغدادي البزار. روى عن ابن البختري ، ومحمد بن يحيى الطائي ، وطبقتهما.
قال الخطيب : كان [ ثقة ] كثير السماع والكتابة ، حسن الاعتقاد مديماً للتلاوة ، أملى بجامع المدينة مدة سنين وكفّ بصره بأخرة ، ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمئة.
وقال الأزهري : أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمال ، فردّه تورعاً. [ توفي في جمادى الأولى. ] }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق * البزاز المعروف بـ ابن رزقويه * وثقه البرقاني ، ووثقه الخطيب فقال : "هو أول شيخ كتبتُ عنه وأول ما سمعتُ منه في سنة 403 ، كتبت عنه إملاءً مجلسا واحدا ، ثم انقطعتُ عنه إلى أول سنة 406 وعدتُ فوجدتُه قد كُفَّ بصرُهُ فلازمته إلى آخرِ عُمُره ، وكان ثقةً صدوقا ، كثيرَ السماع والكتابةِ ، حَسن الاعتقاد ِ، جميلَ المَذْهَبِ ، مُديماً لتلاوةِ القرآن ، شديداً على أهل البِدَع ، دَرَّسَ الفقه وعَلَّق على مذهب الشافعي" ، وقال فيه الذهبي : "الامام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد". والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
المنتظم 8 / 4، 5، الوافي بالوفيات 2 / 60، البداية والنهاية 12 / 12، النجوم الزاهرة 4 / 256.