المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانترنت امتحان الايمان والاخلاق والعقول



تاجر مواشي
15-05-2012, 01:10 AM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ...

(( الأنــترنـت أمـــتحــان الإيمــان والأخــلاق والعـقول ))

فإن الإنترنت ثورة كبرى في عالم المعلومات ، وميدان فسيح لامتحان الإيمان

والأخلاق بل والعقول.

فالخير مفتوح الأبواب ، والشر معروض بشتى الأساليب ، وبإمكان الذي يتعامل

مع الإنترنت أن يطلق لسانه بما شاء ، وأن يُسَرِّحَ بصرَه كما يريد، وأن يخط

بيده ما يرغب؛ فلا حسيب عليه، ولا رادع له، ولا مُوْقِف له عند حد .

فإن تسامى واستعلى، ونظر في العاقبة، واستحضر رقابة ربه، وشهوده عليه -

أفلح وأنجح ، واقتحم تلك العقبة .

وإنْ هو أطلق لنفسه العنان، ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان

ووازع التقوى - أوشك أن يرتكس في حمأة الرذيلة، ويسقط على أم رأسه في

الحضيض، فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفُّل.

ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في

الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.

وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة، أو مداخلة، أو ما جرى مجرى ذلك

أن ينظر في جدوى ما يقدم، وأن يحذر من أذية المؤمنين، وإشاعة الفاحشة

فيهم، وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال، واستفزاز المشاعر، وكيل التهم،

وتسليط الناس بعضهم على بعض .

وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعلم، وعدل، ورحمة، وأدب، وسمو

عبارة .

وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه الصريح، وإن خشي على نفسه إن صرح

باسمه، أو رغب في إخلاص عمله، فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق،

وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر.

وعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات الشيطان؛ فهو متربص ببني آدم، وقاعد

لهم بكل سبيل؛ فهو عدوهم الذي يسعى سعيه في سبيل إغوائهم.

قال ربنا - تبارك وتعالى - في غير موطن في القرآن الكريم: (( وَلا تَتَّبِعُوا

خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )).

فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً، ولا يلقي نفسه في براثن الفتن، ولا

يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين، والعلم .

ومن هنا تجده ينأى عن الفتن، ولا يستشرف لها؛ فإذا تعرضت له أُعِين عليها،

وصاحبه اللطف الإلهي .
قال ابن حزم - رحمه الله ..

لا تـلُم مَنْ عَرَّضْ النفسَ لما ليس يُرضي غيرَه عند المحنْ

لا تُـقَرِّبْ عـرفجاً من لهبٍ ومـتى قَـرَّبْتَهُ ثـارتْ دُخنْ
وقال ...
لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى ودَعِ التعرضَ للفتن

إبـليسُ حيٌّ لم يمت والـعينُ بابٌ للفتن

من قارفَ الفتنةَ ثم ادعى ال عـصمة قـد نافقَ في أمره

ولا يـجيز الشرعُ أسباب ما يـورط الـمسلمَ في حظره

فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى عـساك أن تـسلمَ من شَرِّه
وفي مقابل ذلك ألا تشعر بنشاط، وأنس، وسرور وقوةٍ إذا قدمت الخير، وغضضت

البصر عن الحرام، واتقيت الله في الخلوة ؟ !.

أسأل الله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى - أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها

وما بطن، وأن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، مباركين أينما كنا.

والحمد لله رب العالمين.