المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولله عاقبــة الأمـــور



تاجر مواشي
14-05-2012, 12:50 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [سورة الحج: 41]

ذكر الله في هذه الآية علامة من ينصره، وبها يعرف أن من ادعى أنه ينصر الله وينصر دينه، ثم لم يتصف بهذا الوصف فهو كاذب، فقال:

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
أي: ملّكناهم إياها، وجعلناهم المتسلطين عليها، من غير منازع ينازعهم ولا معارض.

- أَقَامُوا الصَّلاةَ
في أوقاتها وحدودها وأركانها وشروطها في الجمعة والجماعات.

- وَآتَوُا الزَّكَاةَ
التي عليهم خصوصا، وعلى رعيتهم عموما: آتوها أهلها الذين هم أهلها.

- وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ
وهذا يشمل كل معروف عرف حسنه شرعا وعقلا من حقوق الله وحقوق الآدميين.

- وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ
أي كل منكر شرعا وعقلا، معروف قبحه.

والأمر بالشيء والنهي عنه يدخل فيه مالا يتم إلا به.

فإذا كان المعروف والمنكر يتوقف على تعلم وتعليم، أجبروا الناس على التعلم والتعليم، وإذا كان يتوقف على تأديب مقدر شرعا، أو غير مقدر كأنواع التعزير قاموا بذلك، وإذا كان يتوقف على جعل أناس متصدين له لزم ذلك، ونحو ذلك مما لا يتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا به.

ثم أخبر الله أن له عاقبة الأمور جميعا، وقد أخبر أن العاقبة للتقوى.

فمن ولّاه الله على العباد من الحكام، وقام بأمر الله كانت له العاقبة الحميدة والحالة الرشيدة، ومن تسلط عليهم بالجبروت، وأقام فيهم هوى نفسه، فإنه وإن حصل له ملك موقّت فإن عاقبته غير حميدة، وولايته مشؤومة، وعاقبته مذمومة.
.
.
.
انظر: تفسير ابن سعدي ص490
.