المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجم مجموعة من الرواة 3



أهــل الحـديث
14-05-2012, 07:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فهذه تراجم لمجموعة من الرواة عسى الله أن ينفعني وإياكم بها.




أبو أحمد الحاكم *


( الامام الحافظ العلامة الثبت ، محدث خراسان )


( 285 - 378 هـ )

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ثمان وسبعين وثلثمائة : محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحافظ القاضي إمام عصره في صنعة الحديث. سمع نيسابور أبا بكر بن خزيمة ، وأبا العباس الثقفي وأقرانهما ، وخرج إلى طبرستان والري ، وبغداد ، والكوفة ، والحجاز ، والجزيرة ، والشام ، وسمع من أشياخها ، وصنف كتباً كثيرة ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، ودفن في داره موضع جلوسه للتصنيف عند كتبه. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أبو أحمد الحاكم الامام الحافظ العلامة الثبت ، محدث خراسان ، محمد بن محمد ابن أحمد إسحاق النيسابوري الكرابيسي ، الحاكم الكبير ، مؤلف كتاب "الكنى" في عدة مجلدات. ولد في حدود سنة تسعين ومئتين ، أو قبلها.
وطلب هذا الشأن وهو كبير له نيف وعشرون سنة ، فسمع أحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن شادل، وإمام الائمة ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا بكر محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا جعفر محمد بن الحسين الخثعمي، وأبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، ومحمد بن إبراهيم الغازي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن خريم، وأبا الطيب الحسين بن موسى الرقي - نزيل أنطاكية، وأبا عروبة الحراني، وعبد الرحمن بن عبيدالله بن أخي الامام الحلبي، وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب، ومحمد بن أحمد بن سلم الرقي، وأبا الحسن أحمد بن جوصا الحافظ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي الدمشقي، وصدقة بن منصور الكندي الحراني، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ، ومحمد بن مروان بن عبدالملك البزاز الدمشقي - كذا يسميه - وهو محمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب الزفتي،
ومحمد بن أحمد بن المستنير المصيصي، وعلي بن عبدالحميد الغضائري، ويوسف بن يعقوب مقرئ واسط، ومحمد بن المسيب الارغياني وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقا كثيرا بالشام، والعراق، والجزيرة، والحجاز، وخراسان، والجبال. وكان من بحور العلم.
حدث عنه : أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن علي الاصبهاني الجصاص، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن سرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد محمد بن عبدالرحمن الكنجروذي، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد البحيري، وآخرون.
ذكره الحاكم ابن البيع ، فقال : هو إمام عصره في هذه الصنعة ، كثير التصنيف ، مقدم في معرفة شروط الصحيح والاسامي والكنى ، طلب الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة..إلى أن قال : ولم يدخل مصر، وكان مقدما في العدالة أولا ، ثم ولي القضاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة ... إلى أن قلد قضاء الشاش ، فذهب وحكم أربع سنين وأشهرا ، ثم قلد قضاء طوس ، وكنت أدخل إليه والمصنفات بين يديه ، فيحكم ثم يقبل على الكتب ، ثم أتى نيسابور سنة خمس وأربعين ، ولزم مسجده ومنزله مفيدا مقبلا على العبادة والتصنيف ، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي.
قال : وكف بصره سنة ست وسبعين ، ثم توفي وأنا غائب.
وقال الحاكم أيضا : كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف ، ومن المنصفين فيما نعتقدة في أهل البيت والصحابة. قلد القضاء في أماكن. وصنف على كتابي الشيخين ، وعلى جامع أبي عيسى ، قال لي : سمعت عمر بن علك ، يقول : مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى الترمذي في العلم والزهد والورع ، بكى حتى عمي ، ثم قال الحاكم أبو عبد الله : وصنف أبو أحمد كتاب "العلل" ، والمخرج على "كتاب المزني" وكتابا في الشروط ، وصنف الشيوخ والابواب ... إلى أن قال : وهو حافظ عصره بهذه الديار.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي : سمعت أبا أحمد ، الحافظ يقول : حضرت مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر ، فقال : من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات (1) ؟ فلم يكن فيهم من يحفظه ، وكان علي خلقان وأنا في آخر الناس ، فقلت لوزيره : أنا أحفظه ،فقال : ها هنا فتى من نيسابور يحفظه ، فقدمت فوقهم ، ورويت الحديث ، فقال الامير : مثل هذا لا يضيع ، فولاني قضاء الشاش.
قال أبو عبد الله بن البيع : تغير حفظ أبي أحمد لما كف ، ولم يختلط قط ، وسمعته يقول : كنت بالري وهم يقرؤون على عبدالرحمن ابن أبي حاتم كتاب "الجرح والتعديل" فقلت لابن عبدويه الوراق : هذه ضحكة ، أراكم تقرؤون كتاب "تاريخ البخاري" على شيخكم على الوجه ، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم ، فقال: يا أبا أحمد اعلم أن أبا زرعة ، وأبا حاتم لما حمل إليهما "تاريخ البخاري" قالا : هذا علم لا يستغنى عنه ، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا ، فأقعدا عبد الرحمن ، فسألهما عن رجل بعد رجل ، وزادا فيه ونقصا.
وسمعته يقول : سمعت أبا الحسين الغازي ، يقول : سألت البخاري عن أبي غسان ، فقال : عن ما تسأل عنه ؟ قلت : شأنه في التشيع ، فقال : هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين ، ولو رأيتم عبيدالله بن موسى ، وأبا نعيم وجماعة مشايخنا الكوفيين ، لما سألتمونا عن أبي غسان.
قال ابن البيع : وسمعت أبا أحمد يقول : سمعت أبا الحسين الغازي ، يقول : سمعت عمرو بن علي ، سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : عجبا من أيوب السختياني يدع ثابتا البناني لا يكتب عنه ! قيل : إن بعض العلماء نازعه أبو عبد الله بن البيع في عمر بن زرارة ، وعمرو بن زرارة النيسابوري ، وقال : هما واحد ، قال: فقلت لابي أحمد الحاكم : ما تقول فيمن جعلهما واحدا ؟ فقال : من هذا الطبل ؟.
قال الحاكم : أتينا أبا أحمد مع أبي علي الحافظ سنة أربعين ، فقال أبو أحمد : قد غبت عنكم سبع عشرة سنة ، فأفيدونا بكل سنة حديثا ، فقال بعضهم : حديث شعبة ، عن حبيب ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد مرفوعا : " سبعة يظلهم الله " فقال أبو أحمد : حدثنا أحمد بن عمير، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة.
فقال السائل : عنه ، عن عمرو بن مرزوق عال ، فقالوا له : يا أبا أحمد إنك لم تدخل مصر ، قال: فأنتم قد دخلتموها ، اذكروا ما فاتني بمصر ، فقال بعضهم : حديث الليث في قصة الغار ، فقال: حدثناه ابن داود ، أخبرنا عيسى بن حماد عنه.
ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها ، فذكرت أنا حديث الجساسة من طريق أبي العميس ، عن الشعبي ، فقال : هذا فاتني.
قال أبو عبد الله الحافظ : مات أبو أحمد وأنا غائب في شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، وله ثلاث وتسعون سنة. }
_________________
(1) أورده البخاري بطوله في " صحيحه " 3 / 250 و 251، 254 في الزكاة: باب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب زكاة الغنم، من طريق محمد بن عبدالله بن المثنى الانصاري، حدثني أبي، حدثني ثمامة بن عبدالله بن أنس، عن أنس أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين..وقد تابع عبدالله بن المثنى على حديثه هذا حماد بن سلمة عند أبي داود (1567)، وأحمد (72)، وانظر، " نصب الراية " 2 / 335، 337، و " الجوهر النقي " 4 / 89.

قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { ذ- أبو أحمد الحاكم ، صاحب الكتاب الشهير الكبير الشأن في "الكنى". قال أبو الحسن القطان : لا يعرف !
وتُعِقِّب بأنه إمام كبير ، معروف بسعة الحفظ ، وهو محمد بن محمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي ، وهو الحاكم الكبير.
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور" : كان إمام عصره في الصنعة ، وكان من الصالحين على سَنَن السلف ، خَرَّج على كتاب البخاري ومسلم والترمذي وصنف في "الأسامي والكنى" و "العلل" ، وخَرَّج على كتاب المُزَني ، وصنف في الشروط ، وكان عارفا بها.
ومات في شهر ربيع الأول سنة 378 ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. انتهى كلامُ شيخنا.
وقد سمع الحاكم أبو أحمد من : عبد الله بن زيدان والباغَنْدي والبغوي والسَّراج وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي وابن خزيمة وابن عَروبة وجماعة تكثر عدَّتهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله ، وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن مَنْجُويه وعمر بن مسرور وأبو سعد الكَجْرَودي وأبو عثمان البَحِيري وآخرون. وله رحلة إلى العراق والشام ، ولم يدخل مصر.
ولي القضاء سنة ثلاث وثلاثين ، فحكم بالشاش مدة ، ثم طوس ، ثم أتى بنيسابور سنة خمس وأربعين ، فلزم منزله ومسجده ، وتوفَّر على العبادة والتصنيف.
قال الحاكم : كنت أدخل إليه والمصنفاتُ بين يديه ، فإذا فرغ من الحُكْم أقبل على الكتب. قال : ولما لزم مسجده ، أريد على القضاء غير مرة ، فاصر على الامتناع ، وكُفّ بصره قبل موته بسنتين ، وتغير حفظه ، ولكن لم يختلط.
قال أبو عبد الرحمن السلمي : سمعت أبا أحمد يقول : حضرت عند نوح بن نُصَير أمير خراسان مع الشيوخ ، فسألهم عن حديث أبي بكر في الصدقات ، فلم يكن فيهم من يحفظه ، وكنت في أخريات الناس وعلىَّ خُلْقان ، فقلت لوزيره : أنا أحفظه ، فاستدعاني فسُقْت الحديث ، فقال الأمير : مثل هذا لا يضيَّع ، فولاني قضاء الشاش. فكان ذلك أول ما اشتهر. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحاكم * الكبير هو الحافظ العلامة الثبت إمام عصره في صنعة الحديث ، كُفّ بصره سنة 376 أي قبل موته بسنتين وتغير حفظه لما كف بصره ولكن لم يختلط. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
ذيل الميزان 463 ، تذكرة الحفاظ: 3 / 976 - 979، العبر: 3 / 9 - 10، تاريخ الاسلام: 4 الورقة: 30 / أ، الوافي بالوفيات: 1 / 115، نكت الهميان: 270 - 271، مرآة الجنان: 2 / 408، النجوم الزاهرة: 4 / 154، طبقات الحفاظ: 388، شذرات الذهب: 3 / 93، هدية العارفين: 2 / 50 - 51، الرسالة المستطرفة: 121.





أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي *

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" باختصار : { عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد ابن طفيل بن شريك بن شماس بن زيد بن الحارث أبو يعلى التميمي النسفي محدث مشهورله رحلة سمع فيها بدمشق أبا العباس عبد الله بن عتاب بن الزفتي ومحمد بن علي بن خلف ومحمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس وبغيرها محمد بن سليمان الشيزري وبكر بن سهل الدمياطي وأبا عبد الله أحمد بن خليد بحلب وإبراهيم بن عبد الله القصار الكوفي وهاشم بن يونس القصار المصري ويحيى بن عثمان بن صالح وعبيد بن محمد الكشوري وعلي بن عبد العزيز البغوي بمكة.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن (1) وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي وأبو الحسن علي بن بندار الطبري وأبو علي الحسن بن محمد بن (2) البلخي ومحمد بن أحمد بن الفضل. }
___________________
(1) غير واضحة بالاصل وم وقد تقرأ : شيث.
(2) غير واضحة بالاصل ورسمها : ز سطم " وفي م : " اسنطم ".

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { عبد المؤمن بن خلف ابن طفيل بن زيد بن طفيل ، الامام الحافظ القدوة أبو يعلى التميمي النسفي.ولد سنة تسع (1) وخمسين ومئتين.
وسمع من جده الطفيل بن زيد ، وأبي حاتم الرازي ، وأبي يحيى بن أبي مسرة المكي ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وأبي الزنباع روح بن الفرج ، ويوسف بن يزيد القراطيسي ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وطبقتهم.
وكان من الفقهاء القائلين بالظاهر بفقه محمد بن داود ببغداد ، وكان منافرا لاهل القياس ، ثريا متبعا ناسكا ، كثير العلم (2).
حدث عنه : عبد الملك بن مروان الميداني ، وأحمد بن عمار بن عصمة ، ويعقوب بن إسحاق ، وأهل نسف ، وأبو علي منصور بن عبد الله الذهلي ، وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي ، وعدة.
وبلغنا أن شيخ المعتزلة : أبا القاسم الكعبي (3) ، شيخ أهل الكلام ، لما قدم نسف ، أكرموه ، ولم يأت إليه أبو يعلى ، فقال الكعبي : نحن نأتي الشيخ ، فلما دخل لم يقم له ، ولا التفت من محرابه ، فكسر الكعبي خجله ، وقال : بالله عليك أيها الشيخ لا تقم.
ودعا [ له ] ، وأثنى قائما ، وانصرف (4).
قال جعفر المستغفري : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي ، قال : شهدت جنازة الشيخ (5) أبي يعلى بالمصلى ، فغشيتنا أصوات طبولمثل ما يكون من العساكر ، حتى ظن جمعنا أن جيشا قد قدم ، فكنا نقول : ليتنا صلينا على الشيخ قبل أن يغشانا هذا.
فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة [ وأنصتوا ] ، هدأ الصوت كأن لم يكن ، ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانا واقفا على رأس درب أبي يعلى ، وهو يقول : أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم ، فعليه بأبي يعلى - أو نحو هذا (6).
توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاث مئة بنسف ، وهي التي يقال لها : أيضا نخشب. }
_____________________
(1) في " تذكرة الحفاظ ": 3 / 866 سبع ، وهو تصحيف.
(2) المصدر السابق.
(3) تقدمت ترجمته رقم / 108 / من هذا الجزء.
(4) " تذكرة الحفاظ " 3 / 867، وما بين حاصرتين منه.
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي ، أبو القاسم الكعبي من كبار المعتزلة ، وله تصنيف في الطعن على المحدثين يدل على كثرة اطلاعه وتعصبه. وتوفي سنة 319. وذكر المصنف في "تاريخ الإسلام" أنه كان داعية الى الاعتزال.
وعن جعفر المستغفري أنه قال : لا أستجيز الرواية عنه وأنه دخل نَسَف فأكرموه إلا الحافظ عبد المؤمن بن خلف ، فإنه كان يكفِّره ، ولم يسلِّم عليه لما دخل البلد ، فمضى الكعبي إليه فوجده في محرابه ، فسلَّم ، فلم يلتفت إليه ففَطِن ، فحَلَف من بعيد : بالله عليك أيها الشيخ أن لا تقوم ، ودعا قائما ، وانصرف رافعا للخجل عن نفسه. }
(5) في الاصل: أبا، بالنصب.
(6) " تذكرة الحفاظ ": 3 / 867، وما بين حاصرتين منه.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة : عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل: الحافظ أبو يعلى التميمي النسفي. ولد سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. وسمع: جده، وجماعة. ثم رحل، وسمع: أبا حاتم الرازي، وعبد الله بن أبي مسرة، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وأبا الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن أيوب، وخلقاً سواهم. وعنه: عبد الملك بن مروان الميداني، وأحمد بن عمار بن عصمة، ويعقوب بن إسحاق النسفيون، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي الهروي، وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي الحافظ، وآخرون. وكان أثرياً سنياً ظاهري المذهب ، شديداً على أهل القياس ، يتبع كثيراً أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه. وأخذ عن أبي بكر محمد بن داود الظاهري مصنفاته ، وكان خيراً ناسكاً. دخل أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي المعتزلي نسف، فأكرموه إلا الحافظ عبد المؤمن فإنه لم يمض إليه، فقال الكعبي: نحن نأتيه. فلما دخل عليه لم يقم ولم بلتفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ. يعني لا تقم، ودعا له قائماً وانصرف. قال أبو جعفر محمد بن علي النسفي: شهدت جنازة الشيخ أبا يعلى بالمصلى إذ غشينا أصوات الطبول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظن أجمعنا أن جيشاً قدم. وكنا نقول: ليتنا صلينا قبل أن يغشانا هذا. فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة وأنصتوا هدأت الأصوات كأن لم تكن. ثم إني كنت رأيت في النوم في أيام أبي يعلى كأن شخصاً واقفاً على رأس درب أبي يعلى بن خلف وهو يقول : أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى. أو كلاماً نحو هذا. رواها جعفر بن محمد بن المستغفري الحافظ، عن أبي جعفر هذا. توفي أبو يعلى رحمه الله في جمادى الآخرة. }
قال الذهبي في "العبر" : { سنة ست وأربعين وثلاثمئة : وفيها الحافظ الكبير أبو يعلى ، عبد المؤمن بن خلف النَّسفي ، وله سبع وثمانون سنة ، رحل وطوّف ووصل إلى اليمن ، ولقي أبا حاتم الرّازي وطبقته ، وكان مفتياً ظاهرياً أثرياً ، أخذ عن أبي بكر بن داود الظاهري ، وفيه زهد وتعبُّد. }
قال الذهبي في "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (482) : { وأبو يعلي عبد المؤمن بن خلف النسفي. }
قال الذهبي في "التذكرة" : { عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل الحافظ الإمام أبو يعلى النسفي التميمي : أخبرنا أبو بكر الأيمي وإسحاق الأسدي قالا: أنا ابن رواحة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أحمد بن الحسن الطوسي بمكة أنا أبو سعد عبد الملك بن محمد الحاكم بطوس أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الأخرس بالطابران أنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي أنا أبو نصر محمد بن إسماعيل النسفي أنا عبد المؤمن بن خلف أنا يحيى بن المستفاد أنا وهب بن جعفر أنا جنادة بن مروان الحمصي أنا الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أوحى الله إلى موسى أن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه ، أريد أن أدخر له في الآخرة" الحديث. هذا خبر منكر وفي إسناده مجاهيل.
وعبد المؤمن ولد سنة سبع وخمسين ومائتين , رحمه الله تعالى.
سمع من جده وأبي حاتم الرازي وأبي يحيى بن أبي مسرة المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبي الزنباع روح بن الفرج المصري وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهم ، وكان من علماء الظاهرية أخذ الكتب عن محمد بن داود الظاهري ، وكان شديد الحب للآثار ، محطًّا على أهل القياس ، صالحًا ناسكًا متعبدًا ، روى عنه عبد الملك بن مروان الميداني وأحمد بن عمار بن عصمة ويعقوب بن إسحاق النسفيون وأبو علي منصور بن عبد الله الهروي وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي وآخرون.
ولما دخل أبو القاسم الكعبي شيخ المعتزلة نسف أكرموه إلا عبد المؤمن الحافظ فلم يأت إليه ، قال الكعبي : نحن نأتيه ؛ فلما دخل لم يقم الحافظ ولا التفت من محرابه ، فكسر الكعبي خجله بأن قال : بالله عليك أيها الشيخ لا تقم , يعني ودعا له قائمًا وانصرف.
قال الحافظ جعفر المستغفري : أنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي قال : شهدت جنازة الشيخ أبي يعلى - رحمه الله - بالموصل فغشينا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر حتى ظن جمعنا أن جيشًا قد قدم ، فكنا نقول : ليتنا صلينا عليه قبل أن يغشانا هذا ، فلما اجتمع قاموا للصلاة وأنصتوا هدأ الصوت كأن لم يكن ، ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانًا واقف "؟" على رأس درب أبي يعلى وهو يقول : أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى , أو نحو هذا. مات أبو يعلى في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاثمائة , رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عثمان بن علي البيكندي أنا الحسن بن عبد الملك النسفي أنا جعفر بن محمد المستغفري أنا الحسن بن علي بن قدامة أنا عبد المؤمن بن خلف أنا الهيثم بن خالد أنا أبو عثمان سعيد بن المغيرة نا الفزاري عن يزيد بن السمط عن الحكم بن عبيد الأيلي عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ في ليلة تنزيل السجدة واقتربت وتبارك كن له نورًا أو حرزًا من الشيطان ورفع في الدرجات" . }
قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" : { عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل. الحافظ. أبو يعلى التميمي النسفي. كان أثريا ، ظاهري المذهب. شديداً على أهل القياس يتبع أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه كثيراً. وتوفي سنة ست وأربعين وثلاث ماية. }
قال ابن العماد في "الشذرات" : { سنة ست وأربعين وثلثمائة : وفيها الحافظ الكبير أبو يعلى ، عبد المؤمن بن خلف التميمي النسفي الثقة ، وله سبع وثمانون سنة ، رحل وطوَّف ، وسمع أبا حاتم الرازي وطبقته ،وعنه : عبد الملك الميداني وأحمد بن عمار بن عصمة وأبو نصر الكلاباذي ، وكان عظيم القدر ، عالما زاهدا كبيرا ، وصل في رحلته إلى اليمن ، وكان مفتيا ظاهريا أثريا ، أخذ عن أبي بكر بن داود الظاهري. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي * كان حافظا كبيرا مشهورا كثير العلم ناسكا متعبدا له رحلة ، وكان أثريا ظاهري المذهب شديداً على أهل القياس يتبع كثيراً أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ، وقد أورده الذهبي فيمن يعتمد قوله في الجرح والتعديل ، ووثقه ابن العماد. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
طبقات الحفاظ: 354 - 355.





أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق * ابن السماك *

قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" : { عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق شيخنا أبو عمرو كتب عن العطاردي والحسن بن مكرم وعبد الرحمن بن محمد بن منصور ومن بعدهم من الشيوخ وأكثر الكتاب وكتب الكتب الطوال المصنفات بخطه وكان من الثقات. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد ، أبو عمرو الدقاق المعروف بابن السماك.
سمع محمد بن عبيد الله بن المُنادي والحسن بن مُكْرَم ويحيى بن أبي طالب وحنبل بن إسحاق وعبد الله بن أبي سعد الوراق وإبراهيم بن الوليد الجَشَّاش وعيسى بن محمد الإسكافي وأبا قِلابة الرَّقَاشي وعبد الرحمن بن محمد الحارثي وأبا الأحوص القاضي وأحمد بن محمد البِرْتي ومحمد بن غالب التمتام وإسماعيل بن إسحاق القاضي وجعفر الصائغ ومحمد بن الحسين الحُنَيْني والحسين بن محمد بن أبي معشر وغيرهم من هذه الطبقة.
روى عنه الدارقطني وابن شاهين وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي والحسين بن الحسن المخزومي وابن المنذر القاضي وعبد العزيز بن محمد السُّتُوري وأبو نصر بن حسنون النرسي والحسين بن عمر بن بَرْهان الغزال وأبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بِشْران وابن الفضل القطان وأبو علي بن شاذان ، في آخرين.
وكان ثقةً ثبتاً يسكنُ درب الضفادع.
وسمعتُ ابن رزقويه روى عنه فتبَجَّحَ به ، وقال : حدثنا الباز الأبيض أبو عمرو ابن السماك.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : حضرتُ عند أبي عمرو ابن السماك أسمع منه في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة فنظرَ إلى صغر سني فبكى ، وقال : حَضَرتُ مع أبي وأنا صبيٌّ في سنه عند الحسن بن الصباح الزعفراني ، فقال لأبي : تزوجتَ ولم تُطعِمنا شيئاً ، ثم زُفِفْتَ ولم تُطعِمنا شيئاً ، ورُزِقْتَ ولداً وسَمَّعْتَهُ الحديثَ ولم تُطعِمنا شيئاً ، فلما رَجَعَ أبي إلى مَنزِله أصلحَ حَلْواء ووَجَّه به إلى الحسن بن الصباح.
أخبرنا الأزهري وعبد الكريم بن محمد الضبي ؛ قالا : أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق شيخنا أبو عمرو كتبَ عن العُطاردي والحسن بن مُكْرَم وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ومَنْ بعدهم من الشيوخ وأكثر الكِتَابَ ، وكتبَ الكُتُب الطِّوال المصنفات بخطه ، وكان من الثقات.
سمعتُ الأزهري يقول : سمعت أبا عبد الله بن بُكَير يقول : سمعتُ أبا عمرو ابن السماك يقول : ما استكتبتُ شيئاً قط غير جزء واحد. قال الأزهري : وكان كل ما عنده بخطه.
حدثنا الجوهري ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال (1) : حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق الثقة المأمون ، قال : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال : ماتَ أبو عمرو ابن السماك في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : توفي أبو عمرو بن السماك يوم الجُمُعة العصر لأربع بَقِيَن من ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة ، وأخرج يوم السبت.
حدثنا ابن الفضل القطان (2) ، قال : توفي أبو عمرو بن السماك في يوم الجُمُعة بعد الصلاة ودُفِنَ في يوم السبت لثلاثِ ليالٍ بَقِينَ من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة ، وصلى عليه ابنُه محمد ، وحُزِرَ من حَضَرَ جنازَتَهُ بخمسين ألف إنسان ، ودُفِنَ في مقابر باب الدير ، وكان ثقةً صدوقاً صالحاً. }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري * المقنعي * ثقة أمين مكثر صحيح الأصول ــ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * الواعظ * ثقة مأمون حافظ مكثر واعظ مصنف ، لكن جميع ما خرجه وصنفه من حديثه لم يعارضه بالأصول ثقةً بنفسه فيما ينقله لذا لم يستكثر منه البرقاني زهداً فيه ، وأيضا ما كان يعرف من الفقه شيئا ، وما كان بالبارع في غوامض صنعة الحديث ، ولم يكن له علم بالرجال لذا فهو يعد من المتساهلين في التوثيق.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل * القطان * الأزرق البغدادي المتوثي الأصل ثقة مكثر مشهور. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة أربع وأربعين وثلثمائة : عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد ، أبو عمرو الدقاق ابن السماك سمع محمد بن عبيد الله المنادي ، وحنبل بن إسحاق ، وخلقاً كثيراً ، روى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وابن شاذان ، وكان ثقة صدوقاً ثبتاً صالحاً ، كتب المصنفات الكبار بخطه ، وكان كل ما عنده بخطه ، توفي في ربيع الأول من هذه السنة ودفن في مقبرة باب الدير وحرز الجمع بخمسين ألف إنسان. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن السماك الشيخ الامام المحدث المكثر الصادق ، مسند العراق ، أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد البغدادي الدقاق ابن السماك.
سمع باعتناء والده من : أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وحنبل بن إسحاق ، والحسين بن محمد ابن أبي معشر ، ومحمد بن الحسين الحنيني ، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي كربزان ، ويحيى بن أبي طالب ، والحسن بن مكرم ، وخلق كثير.
وجمع فأوعى ، وكتب العالي والنازل والسمين والهزيل.
حدث عنه : الدارقطني ، وابن شاهين ، وابن مندة ، والحاكم ، وأبو عمر بن مهدي ، وابن رزقويه ، وأبو الحسين بن بشران ، وأبو الحسين بن الفضل ، وأبو علي شاذان ، وعدة.
قال الدارقطني : شيخنا أبو عمرو ، كتب عن العطاردي ومن بعده ، وكتب المصنفات الطوال بخطه ، وكان من الثقات.
وقال الخطيب : كان ابن السماك ثقة ثبتا ، سمعت ابن رزقويه يقول : حدثنا الباز الابيض أبو عمرو بن السماك.
السلمي ، أخبرنا الدارقطني ، سمعت ابن السماك ، يقول : وجه إلي الحسين النوبختي ، وقد كنت قضيت له حاجة : " ابعث إلى القاضي أبي الحسين بن أبي عمر ليقبل شهادتك ؟ " ، فقلت : لا أنشط لذلك. أنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدي فتقبل شهادتي ، لا أحب أن أشهد على العامة ومعي آخر.
توفي في ربيع الاول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة ، وشيعه نحو خمسين ألفا.
وصلى عليه ابنه محمد. وقد عمر محمد هذا. وحدث عن البغوي وغيره. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة أربع وأربعين وثلاثمئة : وفيها أبو عمرو بن السمَّاك ، عثمان بن أحمد البغدادي الدقّاق ، مسند بغداد ، في ربيع الأول ، وشيَّعة خلائق نحو الخمسين ألفاً ، روى عن محمد ابن عبيد الله بن المنادي ، ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما ، وكان صاحب حديث ، كتب المصنَّفات الكبار بخطه. }
قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (4007) : { عثمان بن أحمد بن السماك ، موثق ، لكنه راوية للموضوعات عن طيور. }
قال الذهبي في "الميزان" : { عثمان بن أحمد بن السماك ، أبو عمر الدقاق.
صدوق في نفسه ، لكن روايته لتلك البلايا عن الطيور كوصية أبي هريرة ، فالآفة من فوق ، أما هو فوثقه الدارقطني.
قال ابن السماك : وجدت في كتاب أحمد بن محمد الصوفي ، حدثنا إبراهيم بن حسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي مرفوعا : من أسمج الكذب : من أدرك منكم زمانا يطلب فيه الحاكة العلم فالهرب. قيل : أليسوا من إخواننا ؟ قال : هم الذين بالوا في الكعبة ، وسرقوا غزل مريم وعمامة يحيى وسمكة عائشة من التنور.
وهذا الاسناد ظلمات ، وينبغي أن يغمز ابن السماك لروايته هذه الفضائح. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { عثمان بن أحمد بن السماك ، أبو عمرو الدقاق ، صدوق في نفسه ، لكنه روايةٌ لتلك البلايا عن الطُّيور ، كوصية أبي هريرة ، فالآفة من فوق ، أما هو فوثَّقه الدارقطني.
قال ابن السماك : وجدت في كتاب أحمد بن محمد الصوفي : حدثنا إبراهيم بن حسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي مرفوعا : مِن أسمَجِ الكذب متنُه : من أدرك منكم زمانا يطلبُ فيه الحاكةُ العلمَ ، فالهرب الهرب ، قيل : أليسوا من إخواننا ؟ قال : هم الذين بالوا في الكعبة ، وسرقوا غَزْلَ مريم وعمامة يحيى وسمكة عائشة من التنور.
وهذا الاسناد ظلماتٌ ، وينبغي أن يُغمز ابنُ السماك لروايته لهذه الفضائح ، انتهى.
ولا ينبغي أن يُغمز ابنُ السماك بهذا. ولو فتح المؤلف على نفسه ذكر من روى خبرا كذبا ، آفته من غيره ، ما سلم معه سوى القليل من المتقدمين فضلا عن المتأخرين.
وإني لكثير التألم من ذكره لهذا الرجل الثقة في هذا الكتاب بغير مستند ولا سَلَف ، وقد عظَّمه الدارقطني ، ووصفه بكثرة الكتابة والجِدّ في الطلب ، وأطراه جدا.
وقال الحاكم في "المستدرك" : حدثنا أبو عمرو بن السماك الزاهدُ حقا.
قلت : وهو مع ذلك عالي الإسناد ، قد لحق بعضَ شيوخ البخاري ، ومات بعد البخاري بنحو من مئة سنة.
فمن عوالي شيوخه : محمد بن عبيد الله بن المنادى والحسن بن مُكْرَم ويحيى بن أبي طالب وأبو قِلابة الرَّقاشي وآخرون من هذه الطبقة ومَنْ بعدها.
روى عنه الدارقطني وابن شاهين والحاكم وأبو عمر بن مهدي وأبو الحسن بن بِشْران وأبو الحسن بن رِزْقويه وأبو نصر بن حسنون وأبو علي بن شاذان وآخرون.
قال الخطيب : كان ثقة ، وسمعتُ ابن رزقويه روى عنه فتبجَّح به وقال : حدثنا الباز الأبيض أبو عمرو بن السماك.
وقال الدارقطني : كتب ابن السماك عن الحسن بن مكرم ، ومن بعده ، وأكثر الكتابة ، وكتب الطوال والمصنفات بخطه ، وكان من الثقات.
وقال الجوهري : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ هو ابن شاهين ، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق الثقة المأمون.
وقال أبو الحسين بن الفضل القطان : توفي أبو عمرو في ربيع الأول لثلاث بقيت منه يوم الجمعة سنة 344 ، وحُرِز من حضر جِنازَتَه بخمسين ألف إنسان ، وكان ثقة صالحا صدوقا. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق * ابن السماك * البغدادي وثقه الدارقطني فقال : "شيخنا أبو عمرو كان من الثقات وأكثر الكِتَابَ وكتبَ الكُتُب الطِّوال المصنفات بخطه" ، ووثقه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين فقال "الثقة المأمون" ، وقال الحاكم : "حدثنا أبو عمرو بن السماك الزاهدُ حقا" ، ووثقه أبو الحسين بن الفضل القطان فقال : "كان ثقةً صدوقاً صالحاً" ، وروى عنه ابن رزقويه وكان يتبَجَّح به ( أي يفتخر به ) ويقول : "حدثنا الباز الأبيض أبو عمرو ابن السماك" ، وقال الأزهري : "كان كل ما عنده بخطه" ، ووثقه الخطيب فقال : "كان ثقةً ثبتاً" ، وأنزله الذهبي لرتبة الصدوق فقال "الشيخ الامام المحدث المكثر الصادق كان صاحب حديث وكتب المصنَّفات الكبار بخطه"
وسبب إنزال الذهبي له هو أنه روى بعض الأحاديث الموضوعة واعترف الذهبي بأن الآفة فيها ليست منه ، ووثقه الحافظ ابن حجر وأنكر على الذهبي إيراده في "الميزان" بغير مستند ولا سَلَف.
والخلاصة : أنه ثقة مكثر كتب المصنَّفات الكبار بخطه وكان كل ما عنده بخطه. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الانساب: 7 / 127، البداية والنهاية: 11 / 922، غاية النهاية: 1 / 501.





أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي *

الاسم : يحيى بن صالح الوحاظي ، أبو زكريا ، و يقال أبو صالح ، الشامي الدمشقي ، ويقال الحمصي
المولد : 147 هـ أو 137 هـ
الطبقة : 9 : من صغار أتباع التابعين
الوفاة : 222 هـ
روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : صدوق من أهل الرأي
رتبته عند الذهبي : الحافظ الفقيه ، وثقه ابن معين ، و قال العقيلي : جهمي
الوحاظي: نسبة إلى وحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك. (اللباب3/354).
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" : { يحيى بن صالح الوُحَاظِي ، بضم الواو وتخفيف المهملة ثم معجمة ، الحمصي : صدوقٌ من أهل الرأي ، من صغار التاسعة ، مات سنة اثنتين وعشرين ، وقد جاز التسعين. خ م د ت ق. }
قال الدكتور بشار عواد والشيخ شعيب الأرنؤوط في كتابيهما "تحرير تقريب التهذيب" (7568) معلقين على قول الحافظ ابن حجر في "التقريب" : { بل : ثقةٌ ، وثقه البخاري ، وابن معين ، وابن عدي ، وأبو اليمان ، والذهبي. وروى عنه أبو حاتم ، وقال : صدوقٌ - وهو التعبير الذي يستعمله لشيوخه الثقات - ، وذكره ابن حبان في "الثقات". وتكلّم فيه أحمد والعقيلي وأبو أحمد الحاكم بسبب الرأي ، وهو تضعيف لا يعتد به. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : وقال البخاري في "الضعفاء" (145) : { سليمان بن عطاء سمع مسلمة بن عبد الله ، روى عنه يحيى بن صالح الشامي ويحيى ثقة ، وفي حديثه بعض المناكير. }
وقال الخليلي : "ثقة ، روى عن مالك حديثا لا يتابع عليه"
فرد ابن حجر قائلا في "هدي الساري" : "قد توبع على حديث مالك أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من حديث عبيد الله بن عوف الخزاز وغيره عن مالك وقال وصله هؤلاء الثلاثة وهو في الموطأ مرسل انتهى"
وقال أبو عوانة الإسفراييني : "كان حسن الحديث ، ولكنه صاحب رأي".
وقال الساجي : "هو عندهم من أهل الصدق و الأمانة".
وروى عنه البخاري ومسلم.
وقال الذهبي في "من تُكُلِّمَ فيه وهو موثق" : { ثقة في نفسه تكلم فيه لرأيه }
وقال الذهبي في "الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم" : { له في الصحيحين ، حجة ، لكنه تجهم }
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": { يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي مشهور ثقة تكلم فيه لتجهم فيه }

والخلاصة : أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظِي * الدمشقي ثقة تكلموا فيه لرأيه وتجهمه. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن الحُسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم ، أبو الحُسين الأزرق القَطَّان ، مَتُّوثيُّ الأصل. سمع إسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وأبا عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وعبد الله بن جعفر ابن درستويه وأبا الحسين بن ماتي الكوفي وجعفر الخُلْدي وأبا سهل بن زياد ومحمد بن الحسن النقاش وحمزة بن محمد العَقَبي وأحمد بن عثمان بن الأدَمي ، في أمثالهم. كتبنا عنه ، وكان ثقة. انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس وهبة الله بن الحسن الطبري. وسألته عن مولده ، فقال : ولدتُ في شوال من سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة وكان يسكن دار القطن. وتوفي عند انتصاف الليل من ليلة الإثنين الثالث من شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربع مئة ، ودُفِنَ في صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير وكنتُ إذ ذاك غائباً في رحلتي إلى نَيْسابور. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة خمس عشرة وأربعمائة : محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل أبو الحسين الأزرق القطان : سمع إسماعيل الصفار ، وأبا عمرو بن السماك ، وأبا بكر النجاد ، وجعفر الخلدي في آخرين ، وكان ثقة ، وتوفي في رمضان هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب الدير. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { القطان : بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى بيع القطن ، والمشهور بها ....... وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم الازرق القطان ، من أهل بغداد ، مَتُّوثيُّ (1) الاصل ، كان صدوقا ، مشهورا في مشايخ بغداد. سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا جعفر بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأبا عمرو عثمان بن أحمد السماك، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وأبا الحسين بن ماتي الكوفي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وطبقتهم.
انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس الحافظ ، وهبة الله بن الحسن الطبري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، وأبو علي الحسن بن علي الوخشي ، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدينوري، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وغيرهم. وكانت ولادته في شوال ، سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وكان يسكن دار القطن ببغداد. وتوفي في شهر رمضان ، سنة خمس عشرة وأربعمائة. }
_____________
(1) المتوثي : بفتح الميم ، وضم التاء المثلثة المشددة ثالث الحروف ، وفي آخرها الثاء المثلثة ، هذ النسبة إلى متوث وهي قلعة حصينة بين الاهواز وواسط (معجم البلدان) وموقعها اليوم قرب الحدود الايرانية العراقية قرب الخليج.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { القطان الشيخ العالم الثقة ، المسند ، أبو الحسين ، محمد بن الحسين ابن محمد بن الفضل ، البغدادي القطان (1) الازرق.
ذكر لابي بكر الخطيب : أنه ولد في شوال سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وسمع وهو ابن خمس سنين من إسماعيل الصفار وهو أكبر شيخ له ومن أبي جعفر محمد بن علي بن عمر بن علي بن حرب ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ، وعنده عنه "تاريخ" الفسوي ، وأبي بكر النجاد ، وأبي عمرو بن السماك ، وعدة.
وانتقى عليه ابن أبي الفوارس، وهبة الله اللالكائي.
وحدث عنه : البيهقي ، والخطيب ، ومحمد بن هبة الله اللالكائي ، وأبو عبد الله الثقفي ، وجماعة سواهم. وهو مجمع على ثقته. توفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربع مئة عن ثمانين سنة. }
________________
(1) قال السمعاني : وكان يسكن دار القطن ببغداد. " الانساب " 10 / 187.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة خمس عشرة وأربعمائة : محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق. أبو الحسين القطان ، بغدادي ، ثقة مشهور.
سمع : إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن درستوية، والنجاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون.قال الخطيب: قال لي: ولدت في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان، وأنا بنيسابور وله ثمانون سنة. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة خمس عشرة وأربعمئة : وأبو الحسين القطان ، محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطّان الأزرق البغدادي الثقة ، ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمئة ، توفي في رمضان. روى عن إسماعيل الصفّار ، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وطبقتهما ، وكان مكثراً. }
قال الشيخ حامد بن أحمد آل بكر في كتابه "تراجم شيوخ البيهقي في السنن الكبرى" : { محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق أبو الحسين القطان البغدادي (145)
سمع: إسماعيل الصفار ، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، وعثمان بن السماك ، وعبد الله بن درستوية ، والنجاد ، وطبقتهم. وانتخب عليه : أبو الفتح بن أبي الفوارس ، وأبو القاسم اللالكائي ، والقاسم بن الفضل الثقفي ، وأبو بكر البيهقي وآخرون. قال الذهبي : ثقة مشهور. وقال في السير: الشيخ العالم الثقة ، مجمع على ثقته.
قال الخطيب : قال لي : ولدت في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة .
توفي في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة وله ثمانون سنة.
قال مقيده - عفا الله عنه - : قد صحح له البيهقي -رحمه الله تعالى- إسنادَ حديثٍ رواه من طريقه فقال (1/399) : أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي ثنا حفص بن غياث حدثني الشيباني عن عبد العزيز بن رفيع قال : رأيت أبا محذورة جاء وقد أذّن إنسان قبله فأذن ثم أقام. وهذا إسناده صحيح.
وفي (5/193) : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أن عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه أن الصعب بن جثامة أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم عجز حمار وحش وهو بالجحفة فأكل منه وأكل القوم. وهذا إسناد صحيح. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل * القطان * الأزرق البغدادي المتوثي الأصل وثقه الخطيب فقال : "كتبنا عنه وكان ثقة" ، وصحح له البيهقي إسنادي حديثين رواهما من طريقه ، وقال السمعاني : "كان صدوقا مشهورا في مشايخ بغداد" ، وووثقه الذهبي فقال : "الشيخ العالم الثقة المسند وهو مجمع على ثقته". ومن ثم فهو ثقة مكثر مشهور. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود * البرلسي *

قال الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" : { البرلسي هو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي الغرماء أبا إسحاق ، والبرلس ناحية من نواحي مصر ، وكان أبوه أبو داود كوفيا ، ومات إبراهيم بمصر في سنة اثنين وسبعين ومائتين ، وكان ثقة متقنا حافظا للحديث. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { إبراهيم بن سليمان بن داود أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي المعروف بالبرلسي (1) سمع بدمشق أبا مسهر وصفوان بن صالح بن صفوان وبغيرها سعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح ورواد بن الجراح ومهدي بن جعفر الرملي ومحمد بن أبي السري ويزيد بن عبد ربه الجرجسي ويحيى بن صالح الوحاظي وحجاج بن إبراهيم وأصبغ بن الفرج وعمرو بن خالد الحراني وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد الشجري وعبد الرحمن بن المغيرة وعبد الحميد بن صالح ويوسف بن يعقوب الصفار وعبيد بن يعيش العطار وضرار بن صرد وسعيد بن سليمان سعدويه وعمرو بن عون أبا سلمة التبوذكي وعبد العزيز بن الخطاب ومحمد بن أبي بكر المقدمي وبكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين وعباد بن موسى الختلي.
روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وأبو بكربن زياد النيسابوري وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري ويحيى بن صاعد وأبو الحسن بن جوصا الدمشقي وأبو العباس الأصم وأبو جعفر محمد بن الحسن بن زيد التنيسي ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي وأبو بكر محمد بن عبد السلام بن عثمان الفزاري وعبد الله بن أحمد الجوهري المصري.
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : سمعت أحمد بن عمير الدمشقي يقول : ذاكرت أبا إسحاق البرلسي وكان من أوعية الحديث فذكر حكاية.
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس عن محمد بن موسى بن عيسى بن أبي موسى أخو أبي عجينة الحسن بن موسى يقال إنه يحفظ نحو مائة ألف حديث وأخذ ذلك عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي وكان إبراهيم أحد الحفاظ المجودين الثقات الأثبات.
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال أبو جعفر الطحاوي : وفيها يعني سنة سبعين ومائتين مات إبراهيم بن أبي داود في شعبان وذكر غير ابن زبر عن الطحاوي أنه مات فجأة بعد العصر يوم الخميس لخمس وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة سبعين.
أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الأصبهاني ثم حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد وأبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : إبراهيم بن سليمان بن داود ، أسدي ، أسد خزيمة ، يكنى أبا إسحاق ، يعرف بابن أبي داود البرلسي لأنه كان لزم البَرَلُّس بساجور من نواحي مصر ، مولده بصور ، وأبو أبو داود كوفي ، وكان ثقة من حفاظ الحديث ، توفي بمصر ليلة الخميس لست وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين. }
_______________
(1) البرلسي بفتحتين ولام مضمومة هذه النسبة إلى برلس بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الاسكندرية ( ياقوت ) وفي الانساب واللباب والقاموس ضبطت بثلاث ضمات مع تشديد اللام

قال السمعاني في "الأنساب" : { البُرُلُسي : بضم الباء المنقوطة بواحدة والراء واللام المشددة ثلاثتها مضمومة وفي آخرها السين ، هذه النسبة إلى البرلس وهي بليدة من سواحل مصر ، قال أبو سعيد بن يونس : هو ماحوز من مواحيز (1) رشيد - ناحية بمصر مما يلي الاسكندرية ، سمعت أبا الحسين إبراهيم بن مهدي قلبنا الاسكندراني بسمرقند مذاكرة يقول : كل من ولي قضاء البرلس ولي قضاء مصر عندنا حتى أن القاضي إذا ولي البرلس صار الناس يهنئونه بقضاء مصر وهي بليدة على الساحل بها بطيخ ليس في ديار مصر مثله ، والمشهور بالانتساب إليها جماعة ، عبد الله بن يحيى المعافري البرلسي ، يروي عن حيوة بن شريح.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن داود يعرف بابن أبي داود البرلسي الاسدي أسد خزيمة من أهل العلم والحديث ، كان لزم البرلس مولده بصور ، وأبوه أبو داود كوفي ، وكان ثقة من حفاظ الحديث ، توفي بمصر لست عشرة ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين (2) ومائتين. }
__________
(1) هكذا في ك والمنتظم ج 5 رقم 186 وأراه الصواب وفي النهاية (م ح ز) " أهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدو فيه أساميهم ومكاتبهم ماحوزا ".
(2) هكذا في ك ومعجم البلدان وذكرت وفاة هذا الرجل في وفيات سنة اثنتين وسبعين ومائتين من المنتظم والشذرات، ووقع في م وس " وتسعين " وكذا وقع في اللباب المطبوعة والمخطوطتين وعنه القبس - كذا.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة اثنتين وسبعين ومائتين : إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي أسد خزيمة يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن أبي داود البرلسي لأنه كان لزم البرلس ماحوزا من مواحيز مصر. ولد بصور ، وأبوه أبو داود : كوفي ، وكان ثقة من حفاظ الحديث ، توفي بمصر في شعبان هذه السنة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { البرلسي الامام الحافظ المتقن ، أبو إسحاق ، إبراهيم بن أبي داود سليمان ابن داود ، الاسدي ، الكوفي الاصل ، الصوري المولد البرلسي الدار ، بفتح الباء والراء ، وضم اللام. قيده ابن نقطة (1).
سمع من : آدم بن أبي إياس ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبي مسهر الدمشقي ، ورواد بن الجراح ، ويحيى بن صاعد ، ويزيد بن عبد ربه ، وبكار بن عبد الله السيريني (2) ، وعمرو بن عوف ، والتبوذكي ، وعدة.
وعنه : الطحاوي فأكثر ، وابن صاعد ، وابن جوصا ، ومحمد بن يوسف الهروي ، وأبو العباس الاصم ، وأبو الفوارس بن السندي ، وآخرون.
قال أبو أحمد الحاكم : سمعت ابن جوصا يقول : ذاكرت أبا اسحاق البرلسي ، وكان من أوعية الحديث.
وقال ابن يونس : كان أحد الحفاظ المجودين الثقات الاثبات.
مولده بصور ، وتوفي بمصر .. وقال الطحاوي : مات في شعبان سنة سبعين ومئتين. }
______________
(1) وكذا ضبطها ياقوت في " معجمه " وضبطها السمعاني في " الانساب " وتبعه ابن الاثير في "اللباب" بالضمات. وهي نسبة إلى البرلس ، بليدة من سواحل مصر.
(2) بكسر السين والراء المهملتين : نسبة إلى والد محمد بن سيرين. قال أبو حاتم بن حبان : لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { البرلسي الشيخ ، الامام ، الحافظ ، المجود ، أبو إسحاق ، إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الاسدي ، الشامي ، الصوري المولد.
البرلسي ، بفتحتين ثم لام مضمومة (1).
سمع : آدم بن أبي إياس ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبا مسهر الغساني ، وطبقتهم.
وكان من أوعية العلم.
قال ابن جوصا : ذاكرته ، وكان من أوعية الحديث.
قلت: روى عنه: محمد بن يوسف الهروي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو العباس الاصم، وأبو الفوارس السندي، وجماعة.
قال أبو سعيد بن يونس : هو أحد الحفاظ المجودين الاثبات. توفي بمصر في شعبان سنة سبعين ومئتين.
قال ابن عساكر : سمع أبا مسهر، ورواد بن الجراح، وبكار بن عبدالله السيريني، ويحيى الوحاظي، ويزيد بن عبد ربه، وسمى عدة.
قال أبو أحمد الحاكم : سمعت ابن جوصا يقول : ذاكرت أبا إسحاق البرلسي ، وكان من أوعية الحديث. فذكر حكاية.
أبو إسحاق أبوه كوفي ، وولد هو بصور ، وقيل : توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين. }
______________
(1) وكذا ضبطها ياقوت في " معجمه " وضبطها السمعاني في " الانساب " وابن الاثير في " اللباب " والفيروزبادي في " القاموس " بثلاث ضمات مع تشديد اللام ، وبرلس : بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الاسكندرية.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { أحداث سنة سبعين ومائتين : إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ. هو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي الكوفيّ الأصل، الحافظ ولد بصور. وعني بهذا الشأن. ورحل إلى العراق ومصر. والبرلسيّ قيدّه ابن نقطة بفتحتين ثمّ ضمّ الّلام.
سمع: آدم بن إياس، وسعد بن مريم، وأبا مسهر الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو جعفر الطّحاويّ، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو القاسم الصاّبوني، وآخرون.
قال ابن يونس : هو أحد الحفّاظ المجوّدين. توفّي بمصر في شعبان سنة سبعين.
وقال ابن جوصا : ذاكرته ، وكان من أوعية الحديث. }
قال ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وسبعين ومائتين : وفيها البرلسي وهو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي أسد خزيمة أبو إسحاق بن أبي داود ، ثبت مجود ، ذكره ابن ناصر الدين. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود البرلسي * ثقة حافظ متقن. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
اللباب 1 / 142 ، معجم البلدان: " برلس ".





أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر * العدني *

الاسم : محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، أبو عبد الله ( وقد ينسب إلى جده ، نزيل مكة ، ويقال إن أبا عمر كنية أبيه يحيى )
الطبقة : 10 : كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 243 هـ بـ مكة
روى له : م ت س ق ( مسلم - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : صدوق ، صنف المسند ، و كان لازم ابن عيينة ، لكن قال أبو حاتم : كانت فيه غفلة
رتبته عند الذهبي : الحافظ
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة ، صنف المسند ، ولازم ابن عيينة ، واحتج به مسلم.
قال عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (232) : { سمعت يحيى يقول : محمد أبو عبد الله العدني ثقة. }
قال أبو حاتم الرازي : "كان رجلا صالحا وكان به غفلة ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة وهو صدوق"
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سهل الإسفرايينى ، قال : سمعت أحمد
بن حنبل وسئل عمن نكتب ؟ فقال : أما بمكة فابن أبي عمر.
وقال مسلمة بن قاسم : لا بأس به.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البرقاني في سؤالاته للدارقطني (1/48) : { سمعته يقول : ابن أبي عمر العدني حدث بمكة ثقة. }
وقال الترمذي في "سننه" ( باب ما جاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ) : سمعت ابن أبي عمر يقول : اختلفت إلى ابن عيينة ثمانية عشر سنة وكان الحميدي أكبر مني بسنة وسمعت ابن أبي عمر يقول : حججت سبعين حجة ماشيا على قدمي"
وقال الذهبي في "السير" : "الامام المحدث الحافظ شيخ الحرم" ، وقال في "التاريخ" : "له مسند ضعيف"
قال ابن حجر في "الإصابة" : { قال ابن الجوزي : ورواه محمد بن أبي عمر عن محمد بن جعفر ، وابن أبي عمر مجهول.
قلت : وهذا الإطلاق ضعيف ، فإن ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا ، هو شيخ مسلم وغيره من الأئمة ، وهو ثقة حافظ ، صاحب مسند مشهور مروي. }
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" : { محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني ، نزيل مكة ، ويقال : إن أبا عمر كنية يحيى : صدوقٌ ، صَنَّفَ "المسند" ، وكان لازَمَ ابن عيينة ، لكن قال أبو حاتم : كانت فيه غفلة ، من العاشرة ، مات سنة ثلاث وأربعين. م ت س ق. }
قال الدكتور بشار عواد والشيخ شعيب الأرنؤوط في كتابيهما "تحرير تقريب التهذيب" (6391) معلقين على قول الحافظ ابن حجر في "التقريب" : { بل : ثقةٌ ، وثقه ابن معين ، والدارقطني ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، واحتج به مسلم في "الصحيح" ، وحَثَّ أحمد المحدثين بالكتابة عنه ، وقال أبو حاتم الرازي : كان رجلا صالحا ، وكان به غفلة ..... وكان صدوقا ، ولقبه الذهبي في "الكاشف" بالحافظ. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر * العدني * نزيل مكة ، صنف المسند ، ولازم ابن عيينة ، وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان ، واحتج به مسلم في "الصحيح" ، وحَثَّ أحمد المحدثين بالكتابة عنه ، وصدقه مسلمة بن قاسم ، ولقبه الذهبي بالحافظ لكنه قال : "له مسند ضعيف" ، ووثقه ابن حجر في "الإصابة" وصدقه في "التقريب" وقال أبو حاتم الرازي : "كان رجلا صالحا وكان به غفلة ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة وهو صدوق". وخلاصة هذه الأقوال أنه ثقة حافظ ومن المقدمين في ابن عيينة. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت * المكي

قال الحميدي في "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" : { خلف بن قاسم بن سهل، ويقال أيضاً، ابن سهلون بن أسود، أبو القاسم المعروف بابن الدباغ، كان محدثاً مكثراً حافظاً، سمع بالأندلس من يحيى بن زكرياء ابن الشامة، وغيره، ورحل قبل الخمسين وثلاث مائة إلى مصر ومكة والشام، وسمع جماعة منهم : أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي صاحب علي بن عبد العزيز }
قال ابن الأبار في "التكملة لكتاب الصلة" : { محمد بن محمد من أهل بجانة وكان بها أو بجهتها قاضيا حدث عنه أبو عمر يوسف بن أفلح وعن محمود بن حكم بكتاب الأصول لأبي عبيد وكان قد سمعاه من أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي في رحلتهما }
قال أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري في "مشيخته" : { أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بقراءتي عليه حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت إملاء في جامع عمرو حدثنا أحمد بن زيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا ابن أبي فديك واسمه محمد بن إسماعيل عن أبي الفضل عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( لا صوم بعد النصف من شعبان حتى رمضان ) }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن أبي الموت الشيخ المحدث ، أبو بكر ، أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي.
سمع يوسف بن يزيد القراطيسي ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، ومحمد بن علي الصائغ ، وأحمد بن زغبة ، والقاسم بن الليث الرسعني.
حدث عنه : أبو محمد بن النحاس ، وأبو العباس بن الحاج ، ومحمد بن نظيف الفراء ، وآخرون.
توفي بمصر في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة ، وله تسعون سنة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { أحداث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة : أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت أبو بكر المكيّ. سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن علي الصايغ. وعنه: أبو محمد بن النّحَاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون. توفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة : وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكّي. روى عن علي بن عبد العزيز البغوي ، وأبي يزيد القراطيسي ، وطائفة وعاش تسعين سنة. }

قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (447) : { أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي عن علي بن عبد العزيز ، ضعف قليلا. }
قال الذهبي في "الميزان" : { أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي. عن علي بن عبد العزيز البغوي. ضعف قليلا. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { أحمد بن محمد بن أبي المَوْت المكي ، عن علي بن عبد العزيز البغوي ، ضُعِّف قليلا (1) ، انتهى.
ولم أقف على كلام مَنْ صَرَّح بتجريحه ، وكان من مُسْنِدِي عصره ، حدث بمصر عن يوسف بن يزيد القراطيسي ، والقاسم بن الليث الرَّسْعَني ، وأحمد بن حماد زغبة ، ومحمد بن علي الصائغ. روى عنه أبو الفضل بن نظيف ، وأبو محمد بن النحاس ، وأبو العباس بن الحاج ، وآخرون.
أرَّخ ابن الطحان في "ذيل الغرباء" وفاته في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة بمصر ، وعاش تسعين سنة. }
______________
(1) قال عبد الفتاح أبو غدَّة في تحقيقه لـ "لسان الميزان" : في حاشية ص : " خ - يعني : أنه في نسخة - : حافظ له معرفة ".
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : ( ص ) : هي النسخة التي اعتمد عليها أبو غدَّة في التحقيق وقال عنها إنها نسخة نفيسة كتبت في حياة الحافظ ابن حجر وقرئت عليه وعليها خطه ، وقد رمز لها بحرف (ص) أي الأصل المعتمد ، ومكان النسخة مكتبة راغب باشا باسطنبول.
ولمعرفة المزيد حول هذه النسخة والنسخ الأخرى راجع كلام أبي غدة في المقدمة صفحة 125

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت * المكي مات بمصر وكان صاحب علي بن عبد العزيز البغوي نزيل مكة ، قال الذهبي في "الميزان" : "ضُعِّف قليلا" فتعقبه ابن حجر قائلا : "لم أقف على كلام مَنْ صَرَّح بتجريحه ، وكان من مُسْنِدِي عصره"
وعندما ترجمه الذهبي في "السير" و "العبر" و "التاريخ" لم يورد فيه أي تضعيف ، والسير ألفه الذهبي بعد "الميزان". لذا فالذي أراه أن حديثه يقترب من الحسن ويكون حسنا إن شاء الله إن كان عن علي بن عبد العزيز البغوي لمصاحبته إياه. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
العقد الثمين: 3 / 128.





أبو جعفر أحمد بن زيد بن هارون بن سعيد القزاز المكي

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : روى عنه الطبراني في معاجمه الثلاث ولم أجد ترجمة له فيما لدي من مصادر فقمت بالبحث في كتب المتون عمن روى عنه فوجدت الآتي :
قال ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" : { عَبد الله بن مُحَمد بن يَحْيى بن عروة بن الزبير بن العوام مديني.
حَدَّثَنَا أحمد بن زيد بن هارون القزاز بمكة ، حَدَّثَنا إبراهيم بن المنذر ، حَدَّثَنا عَبد الله بن مُحَمد بن يَحْيى بن عروة عن هشام يَعني ابن عروة ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت ويسمى قبل أن يدخلها.
وهذا غريب الإسناد والمتن فمن قبل الإسناد من حديث هشام بن عروة ، عَن أبي الزناد لا أعلم يرويه عن هشام بن عروة غير عَبد الله بن مُحَمد بن يَحْيى وغربة المتن ويسمى قبل أين يدخلها وهذه اللفظة غريب في هذا الحديث. }
قال الخطيب في "المتفق والمفترق" (1106) : { أخبرنا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد السجستاني حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر الكتاني بست حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيد بن هارون القراء بمكة في المسجد الحرام حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا علي بن علي الهاشمي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل }
قال الخطيب في "الكفاية في علم الرواية" : { أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء في كتابه إلينا من مصر ، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الموت أبو بكر المكي ، قال : قال لنا أحمد بن زيد بن هارون : إنما هو صالح عن صالح ، وصالح عن تابع ، وتابع عن صاحب ، وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل ، وجبريل عن الله عز وجل » يعني : في الحديث }
قال أبو إسماعيل الأنصاري الهروي في "ذم الكلام و أهله" (5/144) : { أخبرنا عبيد الله بن عبد الصمد حدثنا حاتم بن محمد حدثنا هارون بن أحمدحدثنا أحمد بن زيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن المنذر قال سمعت ابن عيينة يقول : ( أنا أحق بالبكاء من الحطيئه هو يبكي على الشعر وأنا أبكي على الحديث ) أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث لأنه اختلط قبل موته بسنة رحمه الله }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد يعرف بالري بابن الرستاقي ....... سمع أبا جعفر أحمد بن زيد بن هارون بن سعيد القزاز بمكة. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/282) : { قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد بن أبي حامد إملاء في منزلنا وهو عبد الرحمن بن أحمد بن حمدوية المؤذن ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزاز بمكة سنة ثلاثمائة ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال وقف عمر بن الخطاب بالجابية فقال رحم الله عبدا سمع مقالتي ....... }
قال الحاكم في المستدرك : { أخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ ، ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزاز ، بمكة ، ثنا أحمد بن القاسم بن أبي بزة ، أنبأ وهب بن زمعة ، عن أبيه ، عن حميد بن قيس الأعرج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم : ( وليقولوا درست ) يعني بجزم السين ونصب التاء. « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه » }
قال ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" : { عثمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمرو بن أبي عبيد الله المادرائي ........ سمع بمكة أبا جعفر أحمد بن زيد بن هارون القزاز }

قال البيهقي في السنن الكبرى" : { أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ (1) أنبأ أحمد بن يزيد بن هارون بمكة ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ح وأخبرنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي بأصبهان ثنا مسعدة بن سعيد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا معن بن عيسى ثنا مالك عن نافع عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل من الثنية العليا ويخرج من السفلى لفظهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر }
_________________________
(1) أبو علي * الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري الحافظ ، كثيرا ما يذكروا اسمه مختصرا فيقولوا ( أبو علي النيسابوري * ) أو ( أبو علي الحافظ * ) وهو الإمام الحافظ الكبير العلامة الثبت الناقد المصنف. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه ، أبو سعيد النيسابوري المقريء المؤذن. كان خيراً مجتهداً من أولاد المحدثين. حج به أبوه سنة ثلاثمائة ، وجاور به ، فسمعه من : أحمد بن زيد بن هارون القزاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومن ........ }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو جعفر أحمد بن زيد بن هارون بن سعيد القزاز المكي صاحب إبراهيم بن المنذر الحزامي روى عنه الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر الكتاني وأبو بكر بن أبي الموت المكي وهارون بن أحمد وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن الجنيد الرازي والد تمام وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن رستم المادرائي وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حمدوية المؤذن ( حدثه بمكة سنة 300 ) والإمام الحافظ الكبير العلامة الثبت الناقد المصنف أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري
وروى البيهقي حديثا في "السنن الكبرى" عن الحاكم عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ عن أحمد بن يزيد بن هارون عن إبراهيم بن المنذر الحزامي والحديث رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر الحزامي بنفس اللفظ.
لذا فالذي أراه أن حديثه يقترب من الحسن ويكون حسنا إن شاء الله إن كان عن إبراهيم بن المنذر الحزامي لمصاحبته إياه. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك الكرماني * المؤذن *

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو سعد المؤذن : إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك أبو سعد ابن أبي صالح المؤذن الإمام المقيم بكرمان فاضل فقيه ، نشأ في حجر أبيه وسمع المسانيد والكتب المعروفة وحضر درس أبي المعالي ثم تولى بكرمان أعمالا حسنة ، سمع من أبي سهل الحفصي صحيح البخاري ، وسمع مسند أبي عوانة يعقوب بن إسحاق ، ومسند أبي داود الطيالسي من أبيه عن أبي نعيم عن عبد الله بن جعفر عن يونس بن حبيب عن أبي داود ، وسنن أبي داود السجستاني ، وكتاب حلية الأولياء عن أبيه أبي صالح عن أبي نعيم ، وغير ذلك من الكتب الطوال ، وسمع من زين الإسلام ومن أبي القاسم الفضل بن المحب ومن أبي القاسم إسماعيل بن زاهر النوقاني. }
قال السمعاني في "التحبير" : { أبو سعد المُؤَذّن : أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي ابن عبد الصمد بن أحمد المؤذن النيسابوري نزيل كرمان.
إمام مبرز ، فاضل كريم ، وكان ذا رأي وعقل وتدبير ، وفضل وافر وعلم غزير.
تفقه بنيسابور على أبي المعالي الجويني. ثم بمرو على جدي أبي المظفر السمعاني ، وكان له يد قوية في الوعظ والتذكير ، ثم سافر إلى كرمان فوقع مورده موقعاً حسناً من الملك وحظي بالقبول عند الصاحب مُكرَّم بن العلاء ، وظهر له العزّ والجاه والثروة والتجميل ، وبقي عندهم مكرماً مبجلاً إلى حين وفاته ، وكان كثير السماع لأنه ولد فيما بين المحدثين ونشأ فيهم. سمع أباه أبا صالح الحافظ ، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري ، وأبا بكر المغربي ، وأبا نصر عبد الرحمن بن علي بن موسى ، وأبا بكر محمد بن الحسن الخبازي ، وجماعة كثيرة سوى هؤلاء. لم ألقه ، وكتب إليّ الإجازة. وخرّج له أخوه صالح " مئة حديث " عن مئة شيخ وحدث بها وبغيرها. سمع منه جماعة من القدماء مثل أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة اثنين وخمسين وأربعمئة بنيسابور ، ووفاته ببردسير كرمان في آخر يوم من شهر رمضان ودفن يوم العيد من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة في مشهده بدرب خَبيص وكنت في هذا الوقت ببغداد. }
قال ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" : { ومنهم شيخنا الإمام أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الصمد النيسابوري المعروف بالكرماني ، سئل عن مولده وأنا أسمع فقال : في أوائل ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، تفقه على الأستاذ أبي القاسم القشيري والإمام أبي المعالي الجويني ، وكان إماما في الأصول والفقه حسن النظر مقدما في التذكير سمع الحديث الكثير بإفادة والده أبي صالح الحافظ المعروف بالمؤذن وخرج له والده الفوائد وسكن كرمان إلى أن مات بها وكان وجيها عند سلطانها معظما في أهلها محترما بين العلماء في سائر البلاد ، لقيته ببغداد سنة إحدى وعشرين وخمسماية وسمعت منه ، وسأله بعض البغداديين هل قرأت كتاب الإرشاد على الإمام أبي المعالي فقال نعم فاستأذنه في قراءته فأذن له فشرع في قراءته على عادة أصحاب الحديث فلما قرأ منه نحو صفحة قال له إن هذا العلم لا يقرأ كما يقرأ الحديث للرواية وإنما يقرأ شيئا شيئا للدراية فإن أردت أن تقرأه كما قرأناه وإلا فأتركه مات سنة إحدى وثلاثين وخمسماية بكرمان وبلغني وفاته وأنا بأصبهان. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة أثنتين وثلاثين وخمسمائة : إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك النيسابوري ، أبو سعد بن أبي صالح المؤذن ولد سنة اثنتين وخمسين ، وتفقه على أبي المظفر السمعاني ، وأبي المعالي الجويني ، وبرع في الفقه ، وكانت له قدم عند الملوك والسلاطين ، وكان كثير السماع ، خرج له أبوه صالح بن صالح مائة حديث عن مائة شيخ ، وكتب لي إجازة بجميع مسموعاته ، وتوفي ليلة عيد الفطر من هذه السنة ، ودفن يوم العيد. }
قال ابن الجوزي في "مشيخته" : { الشيخ الثلاثون : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري ، بقراءة شيخنا أبي الفضل بن ناصر عليه يوم الأحد السادس من صفر من سنة إحدى وعشرين وخمس مائة ، قال : أنبأنا أبو عمرو محمد بن جعفر العدل ، ثنا إبراهيم بن علي الترمذي ، قال : حدثني يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن ابن شهاب ، عن عطاء ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن " . أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك ، فهو يعلو من طريق مسلم.
ولد شيخنا أبو سعد في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة بنيسابور ، وتفقه على أبي المظفر السمعاني ، وأبي المعالي الجويني ، وبرع في الفقه ، وكان كثير السماع ، خرج له أخوه صالح بن أبي صالح مائة حديث عن مائة شيخ ، وكان له تقدم عند السلاطين. وتوفي ليلة عيد رمضان من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة ، ودفن يوم العيد. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن المؤذن الامام الفقيه الاوحد ، أبو سعد إسماعيل بن الحافظ المؤذن أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري الواعظ ، المشهور بالكرماني ، لسكناه بها.
قال أبو سعد السمعاني : كان ذا رأي وعقل وعلم ، برع في الفقه ، وكان له عز ووجاهة عند الملوك.
تفقه على أبي المعالي الجويني ، وأبي المظفر السمعاني ، وأسمعه أبوه من طائفة.
ولد سنة إحدى وخمسين أو اثنتين وخمسين وأربع مئة.
سمع أباه ، وأبا حامد أحمد بن الحسن الازهري، وأحمد بن منصور المغربي، والحاكم أحمد بن عبدالرحيم الاسماعيلي، وبكر بن محمد بن حيد، وشجاع بن طاهر، وشبيب بن أحمد البستيغي ، وصاعد بن منصور الازدي، والاستاذ أبا القاسم القشيري، وأبا سهل الحفصي، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وعدة.
وله إجازة من أبي سعد الكنجروذي.
حدث عنه ابن طاهر في "معجمه" ، وأبو القاسم بن عساكر ، وأبو موسى المديني ، والقاضي أبو سعد بن أبي عصرون ، وعبد الخالق بن الصابوني ، وهبة الله بن الحسن السبط ، وعلي بن فاذشاه ، وعبد الواحد ابن أبي المطهر الصيدلاني ، وأبو الفرج بن الجوزي ، وآخرون ، وعمل الرسلية من ملك كرمان (1) ، وقرأ "الارشاد" (2) على إمام الحرمين ، وكان وافر الجلالة ، كامل الحشمة ، مات ليلة الفطر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بكرمان ، وقع لنا ثمانية أجزاء من حديثه. }
________________
(1) في " تبيين كذب المفتري ": ص: 326 : وسكن كرمان إلى أن مات ، وكان وجيها عند سلطانها ، معظما في أهلها ، محترما بين العلماء في سائر البلاد.
وقال السمعاني في " التحبير ": 1 / 81: ثم سافر إلى كرمان ، فوقع مورده موقعا حسنا من الملك ، وحظي بالقبول عند الصاحب مكرم بن العلاء ، وظهر له العز ، والجاه ، والثروة ، والتجميل ، وبقي عندهم مكرما مبجلا إلى حين وفاته ، وقال ابن الجوزي في " المنتظم ": 10 / 74: وكانت له قدم عند الملوك والسلاطين.
(2) قال ابن عساكر في " التبيين ": لقيته ببغداد سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ، وسمعت منه ، وسأله بعض البغداديين: هل قرأت كتاب الارشاد على الامام أبي المعالي ؟ فقال : نعم ، فاستأذنه في قراءته عليه ، فأذن له ، فشرع في قراءته على عادة أصحاب الحديث ، فلما قرأ منه نحو صفحة ، قال له : إن هذا العلم لا يقرأ كما يقرأ الحديث للرواية ، وإنما يقرأ شيئا فشيئا للدراية ، فإن أردت أن تقرأه كما قرأناه ، وإلا فاتركه.

قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة : وإسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن الفقيه ، أبو سعد النيسابوري الشافعي. روى عن أبيه ، وأبي حامد الأزهري ، وطائفة. وتفقّه على إمام الحرمين ، وبرع في الفقه ، ونال جاهاً ورئاسة عند سلطان كرمان. توفي ليلة الفطر وله نيّف وثمانون سنة. }
قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سفيان بن عيينة : {وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئا يصلح أن يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من "ذيل تاريخ بغداد" بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : قلت لابن عيينة : كنت تكتب الحديث ، وتحدث اليوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه ، فقال : عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن * النيسابوري نزيل كرمان كان إماما في الأصول والفقه ، حسن النظر ، فاضلا كريما ، مقدما في الوعظ والتذكير ، ذا رأي وعقل وتدبير وفضل وافر وعلم غزير ، سمع المسانيد والكتب الطوال وسمع الحديث الكثير بإفادة والده أبي صالح الحافظ المعروف بالمؤذن ، وخرج له والده الفوائد ، وسكن كرمان إلى أن مات بها وكان وجيها عند سلطانها معظما في أهلها محترما بين العلماء في سائر البلاد. وقد قوى الحافظ ابن حجر إسنادا أورده السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد" في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
المختار من ذيل تاريخ بغداد للسمعاني: الورقة / 140، مشيخة ابن عساكر: 26 / 2، طبقات ابن الصلاح: الورقة: 43 / أ، طبقات النووي: الورقة / 69، تذكرة الحفاظ: 4 / 1277، طبقات السبكي: 7 / 44، طبقات الاسنوي: 2 / 409.






تحقيق إسناد يرويه


أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالدنيور


عن


أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد


عن


أحمد بن يحيى بن الجارود


عن


علي بن المديني


أبو الفتح منصور بن ربيعة * بن أحمد القرشي الزهري الخطيب بالدينور صدقه الخطيب فقال :"كان صدوقا قارئا للقرآن حافظا للقراءات ووجوهها عالما بالفرائض وقسمة المواريث متقنا لفقه الشافعي عارفا بالرحبية وعلم الحساب" ــ أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد حديثه يقترب من الحسن ــ أحمد بن يحيى بن الجارود * مجهول الحال على أحسن الأحوال ــ وقد قابلتني عدة آثار رويت من طريق الثلاثة عن ابن المديني وتابعهم غيرهم فرووها مثلهم ، وقابلني أثر واحد روي من طريق الثلاثة عن ابن المديني وأخطأ فيه أحدهم فجعل موت محمد بن إسحاق بن يسار سنة 144 والصحيح أنه كان سنة 152 لذا قال الخطيب عقبه : "وهم ابن الجارود على علي في هذا القول أو من دونه"
وقد سُئل الشيخ عبد الله السعد عن مدى اعتماد سؤالات السلمي للدارقطني على ضوء ما عرف من حال السلمي فقال: إن باب السؤالات غير باب الرواية فلا يُنظر فيه لما قيل في السلمي ، وتقبل رواية السلمي عن الدارقطني مالم يأت نقل آخر يخالفه.
لذا فخلاصة القول فيما يرويه هؤلاء الثلاثة عن ابن المديني أنه تُقبل روايتهم مالم يأت نقل آخر يخالفها.

وإليكم الآثار التي قابلتني لهم وتوبعوا فيها أو خولفوا :

آثار رويت من طريق الثلاثة عن ابن المديني وتابعهم غيرهم :
الأثر الأول : قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار : أخبرنا أبو الحسين علي بن بشران المعدل قال: أنبانا عثمان بن أحمد الدقاق قرئ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء وأنا حاضر ح وأخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالدينور قال أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا : قال علي بن المديني محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا بكر.
الأثر الثاني : قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة يحيى بن معين : أخبرنا منصور بن ربيعة الزهري أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المديني : ما أعلم أحداً كتب ما كتب يحيى بن معين.
أخبرنا الحسن بن أحمد الدورقي أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق فيما أجاز لنا حدثنا أبو الحسن بن البراء قال : سمعت علياً يقول : لا نعلم أحداً من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين.
الأثر الثالث : قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة يزيد بن هارون : أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدينور أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المديني : لم أر أحفظ من يزيد بن هارون وقال في موضع آخر ما رأيت أحدا أحفظ عن الصغار والكبار من يزيد بن هارون
أخبرنا ابن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت محمد بن يزيد القنطري وعبدوس بن مالك العطار يقولان : سمعنا علي بن المديني يقول : ما رأيت رجلا قط أحفظ من يزيد بن هارون
الأثر الرابع : قال الخطيب في "موضح أوهام الجمع" : أوهام أبي الحسن علي بن عبدالله المديني : الوهم الأول : ذكر وهم لأبي الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني تابعه عليه غيره أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا علي بن عبد الله المديني قال في تسمية الإخوة : سهيل بن أبي صالح وعباد بن أبي صالح وصالح بن أبي صالح وعبد الله بن أبي صالح.
وأخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري خطيب الدينور بها أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال سمعت علي بن عبد الله المديني يقول : سهيل بن أبي صالح وعباد بن أبي صالح وصالح بن أبي صالح وعبد الله بن أبي صالح أخوة.
الأثر الخامس : قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/421) : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أحمد بن علي بن ثابت أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل نا عثمان بن أحمد الدقاق قال قرئ على ابن البراء وأنا حاضر ح قال وأنا منصور بن ربيعة الدينوري أنا علي بن أحمد بن علي بن راشد أنا أحمد ابن يحيى بن الجارود قالا قال علي بن المديني : ومعمر بن راشد يكنى أبا عروة مات باليمن سنة أربع وخمسين ومائة.

وقابلني أثر روي من طريق الثلاثة عن ابن المديني وأخطأ فيه أحدهم :
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { أخبرنا ابن بشران قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال قرئ على أبي الحسن بن البراء وأنا حاضر قال : قال علي بن المديني : ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني خزيمة مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المديني : ومات محمد بن إسحاق بن يسار سنة أربع وأربعين ومائة.
قال أبو بكر الخطيب : وهم ابن الجارود على علي في هذا القول أو من دونه والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي. }

وإليكم ترجمة كل واحد من الثلاثة :



أحمد بن يحيى بن الجارود *

قال البغوي في "تفسيره" : { أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري ، أنا أبو نصر منصور بن جعفر النهاوندي ، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود ، أنا محمد بن عمرو بن حنان ، أنا محمد بن حمير ، أنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: "رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ } إلى أن انتهى إلى قوله { وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا في أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة واثنا عشر رجلا من عُبَّاد بني إسرائيل أمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوهم جميعا في آخر النهار في ذلك اليوم فهم الذين ذكرهم الله في كتابه وأنزل الآية فيهم (1). }
________________
(1) أخرجه الطبري في التفسير : 6 / 285 - 286 وعزاه السيوطي لابن أبي حاتم : الدر المنثور : 2 / 168 وقال الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف : رواه البزار والطبراني وابن أبي حاتم والثعلبي من حديثه وفيه أبو الحسن مولى بني أسد وهو مجهول. انظر: الكافي الشاف ص 25 .

قال الثعلبي في "تفسيره" : { أخبرني ابن فنجويه ، قال : حدّثنا منصور بن جعفر النهاوندي ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى النهاوندي ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن الجارود ، قال : حدّثنا محمد بن عمرو بن حيان عن نفته قال : حدّثنا مبشر بن عبد الله في قول الله سبحانه وتعالى : ) لا تفرح ( قال : لا تفسد إنّ الله لا يحب الفرحين المفسدين ، وقال الشاعر :
إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة *** وتحمل أُخرى أفرحتك الودائع
يعني أفسدتك. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أحمد بن يحيى بن الجارود روى عنه علي بن أحمد بن علي بن راشد وروى عنه الثعلبي مرة بواسطة منصور بن جعفر النهاوندي ومرة بواسطة منصور بن جعفر النهاوندي عن أحمد بن يحيى النهاوندي عنه
ومنصور بن جعفر النهاوندي وأحمد بن يحيى النهاوندي لم أجد لهما ترجمة فهما مجهولا العين ومن ثم أحمد بن يحيى بن الجارود مجهول الحال على أحسن الأحوال. والله تعالى أعلى وأعلم.




أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي الدينوري

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن عيسى بن عبد العزيز الصباح أبو منصور البزاز يعرف بابن يزيدان. من أهل همذان سمع علي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري ........ وكان صدوقاً ، قدم بغداد وخرج له محمد بن أبي الفوارس عدة من الأجزاء. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن سموية أبو بكر المقرئ البصري يعرف بالحبري. وهو أصبهاني الأصل ، سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي البصري وعلي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري وكان سماعه صحيحاً كتبت عنه شيئاً يسيراً.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان البصري أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري بها حدثنا عبد الله بن حمدان بن وهب الحافظ حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أخيه عن أبيه عن جبير بن مطعم. قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أهل بدر فسمعته يقرأ في المغرب بالطور فكأنما تصدع قلبي حين سمعت القرآن. }
قال الخطيب في "المتفق والمفترق" : { أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الفقيه الشافعي بقرميسين أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري حدثنا عبدالله بن حمدان الدينوري الحافظ أخبرنا الربيع ابن سليمان الجيزي عن طلق بن السمح اللخمي حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أنه دخل عليه قوم يعودونه في مرضه فقال يا جارية هلمي لأصحابنا شيئا ولو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إن مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { أحمد بن نصر بن محمد أبو منصور الدينوري حدث بدمشق عن أبي القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي الدينوري وأبي علي الحسين بن محمد بن حنش المقرئ الدينوري روى عنه أبو علي الأهوازي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد السوسي نا الحسن بن علي بن إبراهيم نا أبو منصور أحمد بن نصر بن محمد الدينوري بدمشق نا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي بالدينور نا عبد الله بن أحمد بن حمدان نا محمد بن خلف العسقلاني وأحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي وأنا رواد بن الجراح نا سفيان بن سعيد الثوري عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم في المائتين المؤمن الخفيف الحاذ قيل وما الخفيف الحاذ قال الذي لا أهل له ولا ولد. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد روى عنه خمسة أشخاص هم : أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري وأبو منصور محمد بن عيسى الصباح المعروف بابن يزيدان وأبو بكر محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن سموية البصري المعروف بالحبري وأبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الفقيه الشافعي بقرميسين وأبو منصور أحمد بن نصر بن محمد الدينوري
ولم يرد فيه أي جرح وهذا يجعل حديثه يقترب من الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد القرشي الزهري الخطيب بالدينور

قال الخطيب في "المتفق والمفترق" : {منصور بن ربيعة اثنان : أحدهما يروي عن عبد الله بن لهيعة ، وأظنه مصريا حدث عنه آدم بن أبي إياس.
والآخر منصور بن ربيعة بن أحمد أبو الفتح الزهري من ولد أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وكان خطيب الدينور ، وحدث عن علي بن أحمد بن علي بن راشد ومحمد بن عجل ابن سليمان الدينوريين وغيرهما ، وكان صدوقا قارئا للقرآن حافظا للقراءات ووجوهها عالما بالفرائض وقسمة المواريث متقنا لفقه الشافعي عارفا بالرحبية وعلم الحساب ، كتبت عنه بالدينور في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، وقد ذكرت بعض حديثه فيما تقدم. }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : روى عنه الخطيب عن أبي القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد عن أحمد بن يحيى بن الجارود عن علي بن المديني عدة آثار
ووجدت أيضا أن ابن عساكر ذكره في "معجم شيوخه" (1381) فقال : أخبرنا محمد بن نصر بن محمد أبو الفتح الصوفي المعروف بالمقرىء خادم الصوفية بقراءتي عليه بهمذان قال أبنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس قراءة عليه قال أبنا أبو الفتح منصور بن ربيعة القرشي الزهري الخطيب ثنا الإمام الشهيد أبو القاسم بن حج ثنا أبو علي الطوماري ثنا محمد بن يونس ثنا عبد الله بن داود ثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بلباس الصوف تعرفوا في الآخرة فإن لباس الصوف يورث في القلب التفكر والتفكر يورث الحكمة والحكمة تجري في الخوف مجرى الدم فمن كثر تفكره قل طعمه وكل لسانه ومن قل تفكره كثر طعمه وقسا قلبه والقلب القاسي بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار. غريب جدا وشاذ بمرة لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : والحديث الذي ساقه ابن عساكر ليس غريب جدا وشاذ بل موضوع ، والعهدة فيه بلا شك على محمد بن يونس الكديمي * وهو كذاب ومتهم بوضع الحديث وفي السند أيضا عبد الله بن داود * الواسطي التمار * وهو ضعيف وفي حديثه مناكير ، أما أبو علي الطوماري * فقد روى الخطيب عن الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال : "أبو علي الطوماري كان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة وكتب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز وكتب ابن أبي الدنيا وغير ذلك عن ثعلب والمبرد إلا أنه لم يظهر له أصول وكان يحدث بتخريجات ما جرى مجرى الحكايات والمذاكرات ولم يكن بذاك وخلط في آخر أمره في أشياء حدث بها من كتب جاءوه بها لم يكن له بها أصول منها الكامل عن المبرد والمبتدأ عن ابن البراء عن عبد المنعم وغير ذلك" ، وقال ابن ماكولا : "لم أرهم يرتضونه"
لكن أبا علي الطوماري لم ينفرد برواية هذا الحديث عن الكديمي فقد وجدت أبو الحسين بن بشران روى الحديث في أماليه (52) فقال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، ثنا محمد بن يونس ، ثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم ، وعليكم بلباس الصوف تجدوا قلة الأكل ، وعليكم بلباس الصوف تعرفوا به في الآخرة ، فإن النظر في الصوف يورث في القلب التفكر ، والتفكر يورث الحكمة ، والحكمة تجري في الجوف مجرى الدم ، فمن كثر تفكره قل طعمه ، وكل لسانه ، ورق قلبه ، ومن قل تفكره كثر طعمه وعظم بدنه ، وقسا قلبه ، والقلب القاسي بعيد من الله عز وجل ، بعيد من الجنة ، قريب من النار »
ورواه أيضا الحاكم في المستدرك مختصرا فقال : حدثنا علي بن حمشاذ ، وأبو بكر بن بالويه ، قالا : حدثنا محمد بن يونس ، ثنا عبد الله بن داود التمار ، عن إسماعيل بن عياش ، عن ثور ، عن خالد ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان في قلوبكم »
ورواه أيضا البيهقي في الشعب فقال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا محمد بن يونس ، ثنا عبد الله بن داود ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان في قلوبكم » وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أنا علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ، ثنا محمد بن يونس الكديمي ، فذكره بإسناده مثله . « وزاد في الحديث متنا منكرا فضربت عليه ، وهو قوله عليكم بلباس الصوف تجدون قلة الأكل وعليكم بلباس الصوف تعرفون فيه الآخرة فإن النظر في الصوف يورث في القلب التفكر ، والتفكر يورث الحكمة والحكمة تجري في الجوف مجرى الدم ، فمن كثر شكره قل طمعه ، وكل لسانه ومن قل تفكره كثر طمعه وعظم بطنه ، وقسا قلبه والقلب القاسي بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار ، ويشبه أن يكون من كلام بعض الرواة فألحق بالحديث والله أعلم » انتهى كلام البيهقي
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الرحمن السلمي لم ينفرد بالزيادة في متن الحديث والتي ضرب عليها البيهقي لأن أبا الحسين بن بشران روى أيضا هذه الزيادة عن أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان عن محمد بن يونس الكديمي ، وابن بشران ثقة ، و أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان * صدقه الخطيب فقال : "كان صدوقاً أديباً شاعراً رواية للأدب عن أبي العباس ثعلب والمبرد وأبي سعيد السكري وكان يميل إلى التشيع" ، وصدقه البرقاني فقال : "صدوق وقد روى عنه الدارقطني في الصحيح وإنما كرهوه لمزاح كان فيه " ، ووثقه الدارقطني والذهبي ومن ثم فلا ينزل حديثه عن الحسن ، ومن ثم فالزيادة المنكرة ليست مدرجة بل هي ثابتة عن الكديمي وهذا يعني أنه كان يحدث بهذا الحديث أحيانا بالزيادة وأحيانا بدون الزيادة وهو كذاب متهم بالوضع.
قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة :أن أبا الفتح منصور بن ربيعة * بن أحمد القرشي الزهري الخطيب بالدينور صدقه الخطيب فقال :"كان صدوقا قارئا للقرآن حافظا للقراءات ووجوهها عالما بالفرائض وقسمة المواريث متقنا لفقه الشافعي عارفا بالرحبية وعلم الحساب". والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الفتح محمد بن نصر بن محمد الصوفي المعروف بالمقرئ خادم الصوفية *

وقيل : أن اسمه نصر بن محمد من أهل همذان
قال السمعاني في "التحبير" باختصار : { شيخ مسن مشهور بخدمة الفقراء والإنفاق عليهم ، كتبت عنه حكايات أبي عبد الله بن مالك في جزء ضخم بروايته عن عبدوس بن عبد الله عن أبي منصور محمد بن عيسى الهمذاني عن أبي نصر سعيد بن علي بن شعيب عنه كتابة وأحاديث سواها وكانت ولادته تقديرا في حدود سنة 450 بهمذان وتوفي بها في المحرم سنة 534 }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : اقتبس الذهبي ترجمته من السمعاني في "تاريخ الإسلام" وخلاصة القول فيه أنه شيخ مسن مشهور بخدمة الفقراء والإنفاق عليهم لا يحتج به منفردا ويصلح حديثه في المتابعات والشواهد. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه * الهروي

قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (2/489) : { أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الحكاني ثقة ، متفق عليه ، معمر ، سمع أبا اليمان بحمص وهشام بن عمار ، وأصحاب الأوزاعي ، روى عنه ابن خزيمة ، والحسن بن علي الطوسي ، وأقرانهما ، وعمر ، حتى أدركه فتيان هراة ، ورووا عنه ، وآخر من روى عنه ابن خميرويه. روى عنه الذين قدموا خراسان من الحفاظ : ابن أبي الفوارس ، وأحمد الشيرازي ، وأقرانهما ، مات ابن خميرويه سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، ومات أبو الحسن سنة تسع وثمانين ومائتين ، ويقال : سنة تسعين }
قال الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" : { ومحمد بن عبد الله بن محمد أبو الفضل بن خميرويه الهروي يعرف بالسياري ، حدث عن علي بن محمد الجكاني وأحمد بن نجدة القرشي، حدث عنه جماعة منهم أبو الفتح بن أبي الفوارس والبرقاني وأبو ذر الهروي وخلق كثير. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الخَمِيْرُويي : بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الراء وفي آخرها ياء أخرى ، هذه النسبة إلى خميرويه ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه ، وهو أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الخميرويي الكرابيسي الهروي ، من أهل هراة ، كان ثقة فاضلا عالما سمع ... }
قال السمعاني في "الأنساب" : { باب السين والياء السياري : بفتح السين المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى الاجداد ، منهم : ......... وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه البيع يعرف بالسياري. يروي عن علي بن محمد الجكاني وأحمد بن نجدة القرشي. روى عنه أبو بكر البرقاني ، وأبو ذر الهروي ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن خميرويه الشيخ الامام المحدث العدل ، مسند هراة ، أبو الفضل ، محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الهروي.
سمع علي بن محمد الجكاني ، وأحمد بن نجدة ، وأحمد بن محمود ابن مقاتل ، وجماعة.
حدث عنه : أبو بكر البرقاني.
وأبو الفضل عمر بن أبي سعد ، وأبو ذر عبد بن أحمد ، والحسين بن علي الباشاني ، ومنصور بن إسماعيل القاضي ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، وأبو يعقوب القراب ، ومحمد بن الفضيل الهرويون. وثقه أبو بكر السمعاني. توفي سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة : محمد بن عبد الله بن محمد بن خميروية بن سيار ، أبو الفضل العدل الهروي ، مسند هراة.
سمع : أحمد بن نجدة ، وعلي بن محمد الجكاني ، وأحمد بن محمود بن مقاتل ، وجماعة.
وعنه : أبو بكر البرقاني ، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد ، وأبو ذر عبد بن أحمد وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق والحسن بن علي الباشاني ، ومحمد بن الفضيل ، وقاضي هراة منظور بن إسماعيل الهرويون ، وغيرهم.
قال أبو بكر بن السمعاني : شيخ ثقة. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وسبعين وثلاثمئة : وابن خميرويه العدل ، أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيّار الهروي ، محدّث هراة ، روى عن علي الحيكاني ، وأحمد بن نجدة وجماعة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه * الهروي المعروف بـ السياري * وثقه أبو سعد السمعاني فقال "كان ثقة فاضلا عالما" وقال الذهبي : "الشيخ الامام المحدث العدل مسند هراة" ومن ثم فهو صدوق حسن الحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.





الحسين بن الحسن أبو معين * الرازي *

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { الحسين بن الحسن أبو معين الرازي ، روى عن سعيد بن أبي مريم ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبي سلمة وأحمد بن يونس ، كتبنا عنه وما رأيت من أبي معين الا خيرا. }
قال الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" : { وأما معين بفتح الميم وكسر العين وآخره نون فهو أبو معين الرازي الحسين بن الحسن حدث عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي وذكره أبو أحمد الحافظ فقال : أبو معين محمد بن الحسين حدث عنه محمد بن قارن الرازي وغيره. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أبو معين الحافظ الامام ، الحسين بن الحسن الرازي. سمع : سعيد بن أبي مريم ، وأبا سلمة موسى بن إسماعيل ، وأبا توبة ، وأحمد بن يونس ، ونعيم بن حماد ، ويحيى بن معين ، وطبقتهم ، وسمع "الموطأ" من يحيى بن بكير.
أخذ عنه : عبد الرحمن بن أبي حاتم ، وأبو نعيم بن عدي ، ومحمد ابن الفضل المحمد أباذي ، وأحمد بن تشمرد ، ويوسف بن إبراهيم الهمذاني ، وحفص بن عمر الاردبيلي ، وآخرون.
قال أبو عبد الله الحاكم : هو من كبار حفاظ الحديث.
وسماه ابن أبي حاتم كما قلنا.
وسماه أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (1) : محمد بن الحسين ، والاول أصح.
توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
أخبرنا عيسى بن أبي محمد ، أخبرنا جعفر بن علي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا علي بن أحمد بسراي ، أخبرنا عبد الله بن علي السفني بأردبيل ، أخبرنا يحيى بن محمد البزار ، حدثنا حفص بن عمر الحافظ ، حدثنا أبو معين الرازي ، حدثنا عبد السلام بن مطهر ، حدثنا حفص ، عن هشام ، عن الحسن ، قال : قال صفوان (2) : إذا أكلت رغيفا سد بطني ، وشربت كوزا من ماء ، فعلى الدنيا وأهلها العفاء. }
____________________
(1) وذكره المؤلف في: " المقتنى في الكنى ": خ: 72، ولم يتعقبه كما فعل: ؟ ؟ ؟ ؟
(2) يغلب على الظن أنه أبو عبد الله صفوان بن سليم الزهري المدني، الامام الثقة الحافظ الفقيه الذي تقدمت ترجمته في الجزء الخامس: ص 364، من هذا الكتاب.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { أبو معين الرّازيّ الحافظ. اسمه : الحسن بن الحسن على الصّحيح ؛ كذا سمّاه ابن أبي حاتم ، وهو أخبر النّاس به ، لأنّه شيخه ومن بلده.
وقال أحمد الحاكم : اسمه محمد بن الحسن ، سمّاه بنا أحمد بن محمد بن مسعود البذشي.
قلت : روى عن : سعيد بن أبي مريم ، وأبي سلمة التَّبوذكي ؛ ويحيى بن بكير ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وهشام بن عمار ، ونعيم بن حماد ، وأبي ثوبة الربيع بن نافع ، وخلق.
طوّف الشام ، ومصر ، والعراق. وبرع في الحديث وفنونه.
روى عنه : أبو نعيم بن عدي ، وأبو محمد بن الشَّرقي ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، ومحمد بن الفضل المحمَّدباذي ، ويوسف بن إبراهيم الهمذاني ، وأحمد بن قشمر.
وقال أبو عبد الله الحاكم : هو من كبار حفّاظ الحديث.
قلت : توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. }
قال الذهبي في "التذكرة" : { أبو معين الحافظ المجود الحسين بن الحسن الرازي هكذا سماه أبو محمد بن أبي حاتم وهو أخبر به , سماه الحاكم محمد بن الحسين:
حدث عن سعيد بن أبي مريم وموسى بن إسماعيل وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير وأبي توبة الربيع بن نافع وخلق كثير. وبرع في فنون الحديث.
روى عنه أبو نعيم بن عدي ومحمد بن الفضل المحمد آباذي وابن أبي حاتم ويوسف بن إبراهيم الهمذاني وأحمد بن قشمرد.
قال أبو عبد الله الحاكم : هو من كبار حفاظ الحديث وقال غيره : توفي في سنة اثنتين وسبعين ومائتين. أخبرنا عيسى المغازي أنا جعفر الهمذاني أنا أبو طاهر السلفي أنا علي بن أحمد بسراة أنا عبد الله بن علي الشعبي باردبيل نا يحيى بن محمد البزاز نا حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ نا أبو معين الرازي نا عبد السلام بن مطر نا حفص عن هشام عن الحسن قال: قال صفوان: إذا أكلت رغيفا سد بطني وشربت كوزا من ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء. }
قال الذهبي في "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (382) : { وأبو معين الحسين بن الحسن الرازي. }
قال الذهبي في "العبر" : { سنة اثنتين وسبعين ومئتين : وفيها أبو معين الرازي ، الحسين بن الحسين الحافظ ، رحل وسمع سعيد بن أبي مريم ، وأبا سلمة التبوذكي وطبقتهما. }
قال ابن العماد في "الشذرات" : { سنة اثنتين وسبعين ومئتين : وفيها أبو معين الرازي الحسين بن الحسن وقيل محمد بن الحسين وكان من كبار الحفاظ والمكثرين الأيقاظ رحل وسمع سعيد بن أبي مريم وأبا سلمة التبوذكي وطبقتهما. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : الحسين بن الحسن أبو معين * الرازي * قال ابن أبي حاتم "كتبنا عنه وما رأيت منه إلا خيرا" ، وقال أبو عبد الله الحاكم : "هو من كبار حفاظ الحديث" ، وقال الذهبي "الحافظ المجود طوّف الشام ومصر والعراق وبرع في الحديث وفنونه" ، وأورده الذهبي فيمن يعتمد قوله في الجرح والتعديل. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
طبقات الحفاظ 269.





أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ *

الاسم : محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير ، أبو جعفر البغدادي ثم المكي
المولد : 188 هـ
الطبقة : 11 : أوساط الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 276 هـ بـ مكة
روى له : د ( أبو داود )
رتبته عند ابن حجر : صدوق
رتبته عند الذهبي : . . . .
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { محمد بن إسماعيل بن سالم المكى المعروف بالصائغ ، روى عن حجاج بن محمد وشبابة ويحيى بن بكير وروح بن عبادة ، سمعت منه بمكة وهو صدوق. }
قال ابن حبان في "الثقات" : { محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ أبو جعفر ، من أهل مكة ، يروى عن أبي عاصم وأهل العراق ، حدثنا عنه أصحابنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي وغيره. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { محمد بن إسماعيل بن سالم ، أبو جعفر الصَّائِغ.
سكنَ مكة ، وحدث بها عن حجاج بن محمد الأعور ، وشبابة بن سَوَّار ورَوْح بن عُبادة وأبي أسامة حماد بن أسامة وأبي داود الحَفَري وقَبِيصة بن عقبة.
روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري ، في آخرين.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعتُ منه بمكةَ وهو صدوق.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الطِّرازي بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه ، قال : أخبرنا أبو جعفر الصائغ البغدادي واسمه محمد بن إسماعيل بن سالم ، قال : حدثنا شَبَابة بن سَوَّار ، قال : حدثنا شعبة ، عن سماك ، عن عياض الأشعري ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ). [ المائدة 54 ] أومأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري ، فقال : " هم قومُ هذا " (1).
أخبرنا أبو بكر البرقاني ، قال : رأيتُ في كتاب أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي : حدثنا عبد الرحمن بن قُريش الهَرَوي ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال : كنتُ أصوغُ مع أبي ببغدادَ فمر بنا أحمد بن حنبل ، وساقَ خبراً ذكرناه في موضع آخر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي من كتابه ، قال : سمعتُ يوسف بن أحمد الصيدناني بمكة يقول : سمعتُ أبا عبد الله جعفر بن محمد الطوسي صِهْر الصائغ يقول : سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول : سألني هَمَّام شِراء هاون فأتيتُهُ بهاون فجعل يقرأ عليّ ، فأقول له : زدني ، فيقول : أذَلّني الهاون أذَلّني الهاون.
قلت : كذا قال لنا العتيقي همام ، وأحسبه أبا همام ، والله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد الدقاق ، قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العباس بن سعيد ، قال : سمعتُ عبد الرحمن بن يوسف بن خِراش يقول : محمد بن إسماعيل الصائغ من أهل الفَهْم والأمانة (2).
أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : قُرئ علي ابن المُنادي وأنا أسمع ، قال : وجاءنا الخبر بموت محمد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في جُمادى الأولى سنة ست وسبعين ومئتين ، وكنتُ سمعتُ منه إملاءً عند باب الصفا سنة ثلاث وسبعين. }
_________________
(1) إسناد تالف ومتن حسن ، فإن أبا حامد أحمد بن علي بن حسنويه كذاب ، وطريق المصنف مرسل ، فإن عياض بن عمرو الأشعري لا تصح له صحبة ، كما بيناه في "تحرير أحكام التقريب". ومن طريق عياض بن عمرو أخرجه ابن أبي شيبة 12/213 ، وابن سعد 4/107 ، وابن جرير في تفسيره 6/284 ، والطبراني في الكبير 17/حديث (1016) ، والحاكم 2/213 ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/59 ؛ رواه محمد بن جعفر ، ويزيد ، وشبابة بن سوار ، ووهب بن جرير ، وسعيد بن عامر ، وعبد الله بن إدريس ، عن شعبة ، به.
ورواه الطبري في تفسيره 6/284 من طريق أبي الوليد الطيالسي عن شعبة عن سماك عن عياض عن أبي موسى ، فذكر الحديث. ولما كان أبو الوليد من أتقن الناس في حديث شعبة فإن روايته عنه مقبولة وإن خالفت رواية الآخرين ، وعندئذ فلا مناص من القول : إن سماك بن حرب - وهو ليس بذاك الثقة المتقن - قد رواه على الوجهين. ومما يقوي ذلك أن البيهقي أخرجه في الدلائل 5/351 من طريق عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك عن عياض عن أبي موسى ، فهذه طريق أخرى غير طريق شعبة ، فالحديث حسن الإسناد من هذا الوجه من أجل سماك بن حرب.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو منصور علي بن محمد بن الحسين الدقاق * لم يروي عنه سوى الخطيب البغدادي وصدقه ، أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي كان فاضلاً ديناً ثقة عفيفاً عارفاً بالقضاء والحكم ، بليغاً في الكتابة ، أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة * حافظ كبير أمثاله قليل في الحفظ من معاصريه ومع هذا فهو ليس بعمدة ، وفي سرقة الكتب والأمر بالكذب وبناء الرواية عليه ما يمنع الاعتماد عليه فيما ينفرد به ، عبد الرحمن بن يوسف بن خراش * كان حافظ زمانه ومع هذا كان رافضي خبيث خرج مثالب الشيخين فهو على أحسن الأحوال لا يحتج به منفردا وإن كنت أميل إلى عدم الاحتجاج أو الاستشهاد به. ومن ثم فهذا الأثر لا يثبت عن ابن خراش من أجل ابن عقدة ولو افترضنا ثبوته فابن خراش ممن لا يفرح به. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال السمعاني في "الأنساب" : { الصايغ : بفتح الصاد ، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى عمل " الصياغة " وهو صوغ الذهب ، والمشهور بهذه النسبة : ........................ وأبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصايغ المكي ، من أهل بغداد ، سكن مكة وحدث بها عن حجاج بن محمد الاعور، وشبابة بن سوار المدائني، وروح بن عبادة، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وأبي داود الحفري، وقبيصة بن عقبة، وعفان بن مسلم الصفار البصري وغيرهم. روى عنه أبو محمد عبد الله بن الحسين بن بندار المديني، وموسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت منه بمكة وهو صدوق.
وقال محمد بن إسماعيل الصايغ : سألني همام شراء هاون فأتيته بهاون ، فجعل يقرأ علي فأقول له : زدني ! فيقول : آذاني الهاون آذاني الهاون كذا روي : " همام " والصواب: سألني أبو همام وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : محمد بن إسماعيل الصايغ من أهل الفهم والامانة ، وتوفي سنة ست وسبعين ومائتين. }
قال المِزِّي في "تهذيب الكمال" : { محمد بن إسماعيل بن سالم ، أبو جعفر الصائغ الكبير البغدادي ، نزيل مكة. روى عن : ...................
روى عنه : ................................
قال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سمعت منه بمكة ، وهو صدوق.
وقال ابن خراش : هو من أهل الفهم والامانة.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".
قال أبو الحسين ابن المنادي : وجاءنا الخبر بموت محمد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في جمادى الاولى سنة ست وسبعين ومئتين.
ذكره أبو القاسم في "الشيوخ النبل" وقال : روى عنه أبو داود.
ولم نجد له عنه رواية فيما وقفنا عليه من مصنفاته وإنما وجدنا لأبي سعيد ابن الاعرابي صاحب أبي داود عنه رواية في بعض الزيادات التي زادها في "سنن" أبي داود في باب ما يقول إذا توضأ للصلاة ، وغير ذلك ، فالله أعلم. }
قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" : {قال ابن المنادى : جاءنا الخبر بأنه مات بمكة في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين.
قلت : وفيها أرخه مسلمه بن قاسم وزاد وهو بن 88 سنة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { محمد بن إسماعيل بن سالم الصّائغ القرشيّ. أبو جعفر مولى المهديّ. بغدادي نزل مكّة.
سمع : روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفريّ، وحجَّاج بن محمد، وطائفة.
وعنه : د.، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم : صدوق.
وقال غيره: توفّي في جمادى الأولى سنة ستٍّ وسبعين ، وقد قارب السّبعين ، وكان من كبار المحدِّثين. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الصائغ [ د ] (1) الامام ، المحدث ، الثقة ، شيخ الحرم ، أبو جعفر ، محمد بن إسماعيل ابن سالم ، القرشي ، العباسي ، مولى المهدي ، البغدادي ، نزيل مكة.
سمع : أباه ، وأبا أسامة ، وأبا داود الحفري ، وروح بن عبادة ، وحجاج ابن محمد الاعور ، وعدة.
حدث عنه : أبو داود ، وابن صاعد ، وابن أبي حاتم ، وخلق آخرهم عبد الله بن الحسن بن بندار ، شيخ أبي نعيم الحافظ.
قال ابن أبي حاتم : صدوق.
قلت : كان من أبناء التسعين. مات في جمادى الاولى سنة ست وسبعين ومئتين.
وكان والده الحافظ أبو محمد إسماعيل بن سالم بن دينار ، من شيوخ مسلم ، الذين روى عنهم في "صحيحه" ، لقي عباد بن عباد ، وهشيما. }
_________________
(1) زيادة من " تهذيب التهذيب "

قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" : { محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ الكبير ، أبو جعفر البغدادي ، نزيل مكة : صدوقٌ ، من الحادية عشرة ، مات سنة ست وسبعين ، وله ثمان وثمانون سنة. د. }
قال الدكتور بشار عواد والشيخ شعيب الأرنؤوط في كتابيهما "تحرير تقريب التهذيب" (5731) معلقين على قول الحافظ ابن حجر في "التقريب" : { بل : ثقةٌ ، فقد روى عنه جمع غفير من الثقات ، منهم : أبو داود ، وهو لا يروي إلا عن ثقة ، وقال ابن أبي حاتم : صدوقٌ ، وقال ابن خراش : هو من أهل الفهم والأمانة. وذكره ابن حبان في "الثقات" ، ولا يُعلم فيه جرح. }

قال محمد خلف سلامة في "لسان المحدثين" : {القول إن أن جميع شيوخ أبي داود ثقات فهذا خلاف الواقع ؛ ففي "تقريب التهذيب" من شيوخ أبي داود في "سننه" نحو مئة أكثرهم إذا أهملنا مقتضى رواية أبي داود عنهم لا يستحقون أن يوصفوا عند التحقيق بأعلى من كلمة صدوق ، بل لعله لا يرتقي إلى هذه الرتبة إلا أقلهم ، بل إنه لا يوجد في كثير منهم نقد صريح معتبر ففيهم بعض جهالة ، بل إن طائفة منهم كانوا الى جهالة الحال أقرب.
فالتحقيق إذن يوجب أن لا يقال في شيوخ أبي داود أكثر مما قيل في شيوخ مالك أو سليمان بن حرب أو يحيى بن سعيد القطان أو بقي بن مخلد أو حريز بن عثمان أو نحوهم من المحدثين الذين ادعى فيهم بعضُ العلماء المعتمدين أنهم لا يروون إلا عن الثقات. وإليك حال بعض شيوخ أبي داود في سننه في الرواية : ...........
والحاصل أنه لا يصح إطلاق توثيق شيوخ أبي داود في سننه ؛ ولا يصح أيضاً توثيقهم دون شيوخ مالك ويحيى القطان وسليمان بن حرب وغيرهم ممن قال بعض كبار الأئمة أنهم لا يروون إلا عن ثقة ، بل لعله يكون في هؤلاء وغيرهم من هو أنقى حديثاً وأوثق شيوخاً من أبي داود.
والحق أن رواية أبي داود وغيره من هؤلاء المحتاطين المتثبتين تقوي الراوي في أحيان كثيرة تقوية تختلف بحسب القرائن والأحوال ، وبشروط تعرف من تتبع كلام الأئمة وتصرفاتهم في هذه المواضع. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ صدقه ابن أبي حاتم وابن حجر ، ووثقه الذهبي وابن حبان ، وابن حبان من المتساهلين في التوثيق ، أما الأثر الوارد عن ابن خراش أنه قال : "هو من أهل الفهم والأمانة" فلا يثبت لأن في إسناده ابن عقدة ولو افترضنا ثبوته فابن خراش على أحسن الأحوال لا يحتج به منفردا وإن كنت أميل إلى عدم الاحتجاج أو الاستشهاد به ، وقول ابن خراش لا يعني أنه ثقة ولكنه ثناء على عدالته فقد يكون الراوي من أهل الفهم والأمانة وهو ضعيف في الحديث أو صدوق مثلا ، أما الاستدلال برواية أبي داود عن محمد بن إسماعيل الصائغ فقد سبق بيان أن القول بأن أبا داود لا يروي إلا عن ثقة هو قول غير صحيح على إطلاقه لكن رواية أبي داود عن راو ما تقوي هذا الراوي في أحيان كثيرة تقوية تختلف بحسب القرائن والأحوال ، هذا إن ثبتت رواية أبي داود عنه والتي قال بها ابن عساكر لأن السمعاني قال إنه لم يجد له عنه رواية فيما وقف عليه من مصنفاته وإنما وجد لأبي سعيد ابن الاعرابي صاحب أبي داود عنه رواية في بعض الزيادات التي زادها في "سنن" أبي داود. لذا فأنا أخالف الدكتور بشار والشيخ شعيب فيما ذهبا إليه. والخلاصة : أن أبا جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ * البغدادي نزيل مكة لا ينزل حديثه عن الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي *

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" : { زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي أبو يحيى البصري ، سمع محمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى أبا موسى ومحمد بن موسى الحرشي ، وكان ثقة يعرف الحديث والفقه ، وله مؤلفات حسان في الرجال واختلاف العلماء وأحكام القرآن. }
قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (2/527) : { زكريا بن يحيى الساجي فقيه حافظ ، سمع الحسن بن المثنى وأقرانه بالبصرة ، وسمع بالشام ومصر أصحاب ابن وهب والشافعي ، وله تصانيف في هذا الشأن ، أخذ عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وإبراهيم بن يحيى بن منده الأصبهاني وأقرانهما ، وهو متفق عليه مجروح من جرحه موثق من وثقه.
حدثني عبد الله بن محمد القاضي حدثنا عبد الباقي بن قانع قال : سألت أبا يحيى الساجي عن حديث إسرائيل أبي موسى عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة « لا تسأل الإمارة » فقلت : سمعته من الصلت بن مسعود فقال : هذا حديث وضعه زكريا فسرقه منه زكريا أراد بزكريا الأول موسى بن زكريا التستري وبالثاني محمد بن زكريا الغلابي.
والحديث حدثنا عبد الله بن محمد القاضي الحافظ ، حدثنا عبد الباقي بن قانع ، والحسن بن محمد بن أبي ذر ، بالبصرة وغيرهما قالوا : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، وموسى بن زكريا التستري ، قالا : حدثنا الصلت بن مسعود ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن إسرائيل أبي موسى ، عن الحسن ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : « يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة » الحديث هذا حديث لم يروه أحد عن ابن عيينة قالوا : إنه وضعه موسى بن زكريا التستري على الصلت. }
قال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" : { ومنهم أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي
البصري : أخذ عن الربيع والمزني ، ومات بالبصرة سنة سبع وثلاثمائة ، وله كتاب "اختلاف الفقهاء" ، وكتاب "علل الحديث" (1). }
___________________
(1) جاء في طبقات السبكي : وله اختلاف الحديث ، وأظنه الذي سماه الذهبي بالعلل.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الساجي الامام الثبت الحافظ ، محدث البصرة وشيخها ومفتيها ، وأبو يحيى ، زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدي عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري الشافعي.
سمع طالوت بن عباد ، وأبا الربيع الزهراني ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، وعبد الواحد بن غياث ، و عبد الاعلى بن حماد النرسي ، ومحمد بن أبي الشوارب ، وأبا كامل الجحدري ، وموسى بن عمر الجاري ، وسليمان بن داود المهري ، وهدبة بن خالد القيسي ، ومحمد بن موسى الحرشي ، ومحمد ابن بشار ، ووالده يحيى الساجي ، وخلقا بالبصرة. ولم يرحل فيما أحسب.
حدث عنه : أبو أحمد بن عدي ، وأبو بكر الاسماعيلي ، وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي ، وأبو الحسن علي بن إسماعيل المتكلم ، ويوسف ابن يعقوب البختري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو عمرو بن حمدان ، والقاضي يوسف الميانجي ، وعلي بن لؤلؤ الوراق ، وأبو الشيخ بن حيان ، وخلق سواهم. وكان من أئمة الحديث.
أخذ عنه أبو الحسن الاشعري مقالة السلف في الصفات ، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف.
وقال الشيخ أبو إسحاق في "طبقات الشافعية" (1) : ومنهم زكريا بن يحيى الساجي ، أخذ عن الربيع والمزني ، وله كتاب : "اختلاف العلماء" (2) ،وكتاب "علل الحديث".
قلت : وللساجي مصنف جليل في علل الحديث يدل على تبحره وحفظه ، ولم تبلغنا أخباره كما في النفس ، وقد هم بمن أدخل عليه ، فقال الخليلي ، سمعت عبدالرحمن بن أحمد الشيرازي الحافظ يقول : سألت ابن عدي عن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة ، فقال: كنا بالبصرة عند زكريا الساجي ، فقرأ عليه إبراهيم حديثين ، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن عمه ، عن مالك ، فقلت : هما عن يونس ، فأخذ الساجي كتابه ، فتأمل وقال لي : هو كما قلت.
وقال لإبراهيم : ممن أخذت هذا ؟ فأحال على بعض أهل البصرة ، قال : علي بصاحب الشرطة حتى أسود وجه هذا. فلكموه حتى عفا عنه ، ومزق الكتاب.
مات بالبصرة سنة سبع وثلاث مئة وهو في عشر التسعين ، رحمه الله.
قرأت على أبي الفضل بن عساكر ، عن عبد المعز بن محمد الصوفي : أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي ، أخبرنا أبو عمرو بن أبي جعفر قال : أخبرنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي وما كتبت عنه إلا هذا الحديث الواحد حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا سليم بن حيان ، عن حميد بن هلال ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه ، فإن أبى فليدفعه ، فإن معه شيطانا ".
صحيح غريب ، تفرد به حميد بن هلال. أخرجه الشيخان (3) من طريقيونس بن عبيد، وسليمان بن المغيرة، عن حميد به.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أخبرنا ابن قدامة، وأخبرنا أبو جعفر السلمي، أخبرنا البهاء عبدالرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتح بن شاتيل، أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن السقاء، حدثنا زكريا الساجي، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا عامر بن يساف اليمامي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة ! ألا أخبرك بأمر هو حق، من تكلم به بعد الموت فقد نجا ؟ " فذكر حديثا منكرا (4) ، وعامر ضعيف الحديث. }
______________________
(1) ص 104.
(2) في " الطبقات ": اختلاف الفقهاء.
(3) البخاري: 1 / 481 480 في سترة المصلي: باب يرد المصلي من مر بين يديه، ومسلم (505) في الصلاة: باب منع المار بين يدي المصلي، وأخرجه أيضا أبو داود (700) بلفظ: " إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان ". وقد رقع في رواية للإسماعيلي فيما قاله الحافظ " فإن معه الشيطان " ونحوه لمسلم برقم (506) من حديث ابن عمر بلفظ: " فإن معه القرين ".
(4) الخبر في " كامل ابن عدي " الورقة 266 / ب من طريق أبي نصر التمار، عن عامر به.
ونصه بتمامه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة ألا أحدثك بأمر هو حق من تكلم [ به ] في أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار ؟ " قال: قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله.
قال: " فاعلم أنك إذا أصبحت لم تمس، وإذا أمسيت لم تصبح، وأنك إذا فعلت ذلك في أول مرضك من مضجعك نجاك الله من النار، أن تقول: لا إله إلا الله، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، سبحان الله رب العباد، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال، الله أكبر كبيرا، كبرياء ربنا وجلالته وقدرته بكل مكان، اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في أول مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى، وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى.
فإن مت في مرضك ذلك فلك رضوان الله عز وجل الجنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن اقترفت ذنوبا تاب الله عليك ".

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة سبع وثلاثمائة : زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عيد بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي. أبو يحيى الساجي البصري الحافظ.
سمع : عبيد الله بن معاذ العنبري، وبنداراً، ومحمد بن موسى الحرشي، وسليمان بن داود المهدي، وأبا الربيع الزهراني، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وموسى بن عمر الحاري، وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدري، وابن أبي الشوارب، وعبد الأعلى بن حماد، وأباه يحيى؛ روى له عن طريق جرير بن عبد الحميد. وقد رحل إلى مصر ، وإلى الكوفة والحجاز. وسمع : أيضاً من هدبة بن خالد.
وعنه : أبو أحمد بن عدي ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وأبو عمرو بن حمدان ، يوسف الميانجي ، وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي ، ويوسف بن يعقوب البجيرمي ، وعلي بن لؤلؤ الوراق. وكان من الثقات الأئمة.
سمع منه : الأشعري وأخذ عنه مذهب أهل الحديث. ولزكريا الساجي كتاب جليل في العلل يدل على تبحره وإمامته. }

قال الذهبي في "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (419) : { وزكريا بن يحيى الساجي }
قال الذهبي في "الميزان" : { زكريا بن يحيى بن داود الحافظ أبو يحيى الساجي البصري. أحد الأثبات ما علمت فيه جرحا أصلا.
وقال أبو الحسن بن القطان : مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون.
توفي سنة سبع وثلثمائة. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { زكريا بن يحيى بن داود (1) ، الحافظ أبو يحيى الساجي البصري ، أحد الأثبات ، ما علمت فيه جرحا أصلا.
وقال أبو الحسن بن القطان : مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون. توفي سنة سبع وثلاث مئة ، انتهى.
ولا يغتر أحد بقول القطان فقد جازف بهذه المقالة ، وما ضَعَّف زكريا الساجي هذا أحد قط ، كما أشار اليه المؤلف ، وقد كان مع معرفته بالفقه والحديث وتصنيفه في الاختلاف كتابه المشهور ، وفي العلل كتابه الآخر : عالى الإسناد.
سمع من عبيد الله بن معاذ وأبي الربيع الزهراني وعبد الواحد بن غياث وهُدبة وأبي كامل الجحدري وعبد الأعلى بن حماد وابن أبي الشوارب وغيرِهم من شيوخ مسلم ، وحدَّث عن أبيه يحيى عن جرير ، ورحل إلى مصر والحجاز والكوفة.
روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وأبو عمرو بن حمدان وابن السقاء ويوسف بن يعقوب النَّجِيرَمي وعلي بن يعقوب الوراق وغيرهم. وحدث عنه أيضا أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث.
وذكره ابن أبي حاتم فقال : كان ثقة ، يعرف الحديث والفقه ، وله مؤلفات حسان في : الرجال ، واختلاف العلماء ، وأحكام القرآن.
ووجدت له حديثا غريبا ذكره أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضرَّاب في "فوائده" التي أملاها قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحارث الفِهْري ، حدثنا زكريا الساجي بالبصرة ، حدثنا عبد الله بن هارون بن أبي علقمة الفَرْوي ، حدثنا عبد الله بن نافع ، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدرواردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما كان بالسُّقْيا لقيه الحجاج بن عِلاَط السُّلَمي فقال لابنه : كن في ذَوْدِي حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عن الوضوء ، قال : فأتاه فسأله فقال : يا أخا بني سُلَيم ، ائتني بقدح من ماء ، فتوضأ مرة مرة ، ومضمض مرة مرة ، واستنشق مرة مرة ، وغسل وجهه مرة مرة ، ويديه مرة مرة ، ومسح برأسه مرة ، وغسل كل رجل مرة مرة.
قال : زدني يا رسول الله ، فدعا بقدح من ماء ، فتوضأ مرتين مرتين ، فقال : يا رسول الله زدني ، فتوضأ ثلاثا ثلاثا. ثم قال : هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي. والوضوء الأول لا تقبل صلاة إلا به ".
قال الساجي : كَتَب عني هذا الحديث البزّار ، وعبدان ، وأبو داود ، وغيرهم من المحدثين.
قال الضرَّاب : هذا حديث الساجي الذي كان يُسأل عنه.
وقال مسلمة بن القاسم : بصري ثقة ، روى عن الحسن بن عرفة ، روى عنه العقيلي. }
____________________
(1) لم أجد أحدا ذكر في نسبه ( داود ) وإنما هو : زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدي بن عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري الساجي.

قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" : { زكريا بن يحيى الساجي البصري : ثقة فقيه ، من الثانية عشرة ، مات سنة سبع وثلاث مئة ، تمييز. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي * البصري إمام ثقة حافظ فقيه ، له مصنف جليل في علل الحديث يدل على تبحره وحفظه وإمامته ، وله مؤلفات حسان في الرجال واختلاف العلماء وأحكام القرآن. والله تعالى أعلى وأعلم.
وقد قمت بعمل بحث عن زكريا بن يحيى الحلواني الذي يروي عنه العقيلي في "الضعفاء" فوجدت أن العقيلي إذا قال : "حدثنا زكريا بن يحيى" أو "حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني" أو "حدثنا زكريا" فهو يقصد أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري.





أبو جعفر أحمد بن صالح * المصري ابن الطبري *

الاسم : أحمد بن صالح المصري ، أبو جعفر ابن الطبري
المولد : 170 هـ بـ مصر
الطبقة : 10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 248 هـ
روى له : خ د / تم ( البخاري - أبو داود - الترمذي في الشمائل )
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ
رتبته عند الذهبي : الحافظ ، ثبت في الحديث ، قال صالح جزرة : كان رجلا جامعا يحفظ ويعرف الفقه والحديث والنحو
قال الدكتور بشار عواد في تحقيقه لـ "تهذيب الكمال" : { قد كثر القول في تجريح النسائي لأحمد بن صالح المصري ورده الفضلاء ولم يقبلوه في الجملة.
وبقي بعد ذلك الكلام المنسوب إلى الامام يحيى بن معين فيه ، وقد ادعى الحافظ ابن حبان البستي ان ابن معين لم يتكلم في أحمد بن صالح المصري بل في شخص آخر كان بمكة يقال له : أحمد بن صالح الشمومي ، قال ابن حبان في " الثقات " : " كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ ، وأنساب المحدثين عند أهل مصر ، كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق ، ولكنه كان صلفا تياها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه ، وكان يحسد على ذلك. والذي روى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين أن أحمد بن صالح كذاب ، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي شيخ كان بمكة يضع الحديث سأل معاوية يحيى عنه ، فأما هذا ، فهو يقارن ابن معين في الحفظ والاتقان ، وكان أحفظ لحديث مصر والحجاز من يحيى بن معين ".
وأورد مغلطاي هذه المقالة في إكماله ، ونقلها ابن حجر في "التهذيب" وصدرها التاج السبكي بعبارة " وقد ذكر أن الذي ذكره فيه ابن معين ... " (الطبقات 2 / 8) ونقلها أيضا التقي الفاسي في "العقد الثمين" في ترجمة أحمد بن صالح الشمومي (3 / 48) ولكن الذهبي ثبت كلام ابن معين في "الميزان" (1 / 104) ويبدو ان ابن عدي جزم بصحة ما نقل عن ابن معين في حق أحمد بن صالح المصري لقوله : " وكلام ابن معين فيه تحامل " ، ولو كان ابن عدي والذهبي وأضرابهما قد شكوا في صحة نسبة هذا القول لابن معين لذكروه وفندوه ، بل قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" إن ابن معين تكلم فيه.
ومهما يكن من أمر ، فإن المتفق عليه بين جهابذة الفن أنه ثقة إمام ، فإن الحافظ الخليلي قال : " ثقة حافظ أخرجه البخاري ، وكتب عنه محمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وتكلم فيه أبو عبد الرحمان النسائي ، واتفق الحفاظ على أن كلامه فيه تحامل ولا يقدح أمثاله فيه " (الارشاد، الورقة: 55 من انتخاب السلفي).
وقال ابن حبان في "الثقات": " وكان بين محمد بن يحيى وبينه معارضة لتصلفه عليه وكذلك أبو زرعة الرازي دخل عليه مسلما فلم يحدثه فوقع بينهما ما يقع بين الناس وأن من صحت عدالته وكثرت عنايته بالسنن والأخبار والتفقه فيها فالأحرى أن لا يجرح لصلفه أو تيهه ".
وقد نقلنا في ترجمة النسائي قول الامام الذهبي : أن النسائي قد آذى نفسه في الكلام في أحمد بن صالح المصري.
وقد فصل الذهبي ومغلطاي وغيرهما في هذا الامر فراجعه إن احتجت لذلك. }
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" : { أحمد بن صالح المصري ، أبو جعفر ابن الطبري : ثقةٌ حافظٌ ، من العاشرة ، تكلم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة ، ونَقَلَ عن ابن معين تكذيبه ، وجزم ابن حبان بأنه إنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي ، فظن النسائي أنه عَنَى ابن الطبري ، مات سنة ثمان وأربعين ، وله ثمان وسبعون سنة. خ د. }
قال الدكتور بشار عواد والشيخ شعيب الأرنؤوط في كتابيهما "تحرير تقريب التهذيب" (48) معلقين على قول الحافظ ابن حجر في "التقريب" : { لم يثبت أن النسائي تكلم فيه بسبب أوهام له قليلة ، كما قال المصنف ، بل الثابت أنه تكلم فيه بسبب ما يقعُ بين الأقران من التحاسد والتغاضب - نسأل الله العافية -.
كما لم يثبت أن ابن معين لم يتكلم في أحمد بن صالح المصري ، وأنه تكلم في رجل آخر : هو أحمد بن صالح الشمومي ، بل ثبت عندي أنه تكلم في أحمد بن صالح المصري ، وأن ما أدعاه ابن حبان من أن ابن معين إنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي لا يثبت.
وأحمد بن صالح كما قال المؤلف : "ثقة حافظ" ، وليس لكلام ابن معين والنسائي فيه تأثير ، بل لقد آذى النسائي نفسه عند كلامه فيه.
وقد أشبعت القول فيه في تعليقي على "تهذيب الكمال". }
قلت ( أبو شاكر السلفي ) : لم يتعقب الدكتور ماهر الفحل الشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار عواد في كتابه "كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام" مما يعني أنه يقرهما على ما قالاه

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو جعفر أحمد بن صالح * المصري المعروف بـ ابن الطبري * هو الإمام الكبير الثقة الثبت الحافظ العالم بعلل الحديث والبصير باختلافه ، والذي لم يكن له آفة غير الكبر وشراسة الخلق. والله تعالى أعلى وأعلم.






أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري *

الزُهْري : بضم الزاي ، وسكون الهاء ، نسبة إلى زهرة بن كلاب بن مرة. (اللباب).
قال أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" : { أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري. سكن بغداد.
سمع محمد بن سلام الجمحي وعلي بن الجعد بن عبيد الجوهري. روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي وأبو العباس محمد بن إسحاق. كناه وسماه لنا أبو القاسم البغوي. }
قال ابن زبر في "مولد العلماء ووفياتهم" : { سنة ثلاث وسبعين ومائتين : قال أبي فيها توفي أبو ابراهيم أحمد بن سعد بن ابراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يوم السبت لخمس ليال مضت من المحرم. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو إبراهيم الزهري.
سمع علي بن الجَعْد الجَوْهري وعلي بن بحر بن بَرِّي ومحمد بن سلام الجُمَحي وإسحاق بن موسى الأنصاري وعبيد بن إسحاق العطار ويحيى بن سليمان الجُعفي ويحيى بن بُكَير وعبد العزيز بن عمران بن مِقْلاص المصريين.
روى عنه عبد الله بن محمد البَغَوي ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأبو الحسين ابن المنادي وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرُهم.
وكان مذكوراً بالعلم والفضل ، موصوفاً بالصلاح والزهد ، ومن أهل بيت كلهم علماء ومحدثون ، وله أخوان أكبر منه ، وهما عبيد الله وعبد الله ابنا سعد ، نذكرهما في موضعهما من كتابنا إن شاء الله.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، قال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا أحمد بن سعد الزُّهري ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمران بن مقلاص ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني أسامة بن زيد ، أن حفص بن عبيد الله بن أنس حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجُمُعة وهو على المنبر ، فقال : يا رسول الله هَلَكت الماشية ، ادع الله أن يسقينا. قال أنس : فأنشأت سحابة مثل رجل الطائر وأنا أنظر إليها ، ثم انتشرت في السماء فأمطرت ، فما زلنا نُمْطر حتى جاء ذلك الأعرابي في الجُمُعة الأخرى ، فقال : يا رسول الله هلكت الماشية ، سقطت البيوت ، ادع الله أن يكشفها عنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم حوالينا ولا علينا " فرأيت السحاب يتمزق كأنه المُلَاءُ حين يُطْوَى (1).
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا أبو إبراهيم الزهري ببغداد ، قال : حدثنا عبيد بن إسحاق ، قال : حدثنا هُريم بن سفيان ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حُجْر ، قال : رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً ويديه عند أذنيه (2).
حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني ، قال : حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهَمَذَاني بمكة ، قال : حدثنا عثمان بن الحسين ، قال : حدثنا أبو القاسم الحَرْبي الحَذَّاء ، قال : حدثني أبو إبراهيم الزهري ، قال : كنت جائياً من المِصِّيصة فمررت باللُكام ، فأحببتُ أن أراهم ، يعني المتعبدين هناك ، فقصدتهم ، ووافيت صلاة الظهر ، قال : وأحسبه رآني فيهم إنسان عرفني ، فقلت له : فيكم رجل تدلوني عليه ؟ فقالوا : هذا الشيخ الذي يصلى بنا. فحضرتُ معهم صلاة الظهر والعصر ، فقال له ذلك الرجل : هذا من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وجده أبو أمه سعد بن معاذ ، قال : فَبَشَّ بي وسلم عليَّ كأنه مُذ كان يعرفني. قال : فقلتُ له : إنا بالحنبلية من أين تأكل ؟ فقال لي : أنت مقيم عندنا ؟ قلت : أما الليلة فأنا عندكم. قال : ثم مضيتُ معه فجعل يُحدِّثني ويؤانسني حتى جاء إلى كهف جبل ، فقعدتُ ودخل ، فأخرج قعباً يسع رطلاً ونصفاً قد أتى عليه الدهور ، ثم وضعه وقعد يحدثني ، حتى إذا كادت الشمس أن تغرب اجتمعت حواليه ظباء ، فاعتقل منها ظَبْية فحلبها حتى ملأ ذلك القدح ثم أرسلها. فلما سقط القُرَص حساه ، ثم قال : ما هو غير ما ترى. ربما احتجتُ إلى الشيء من هذا فتجتمع حولي هذه الظباء فآخذ حاجتي وأرسلها (3).
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النهرواني ، قال : أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، قال سمعت أبي يقول : مَضَى عمي أبو إبراهيم الزهري إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه فلما رآه وثبَ إليه وقام قائماً وأكرمه ، فلما أن مَضَى قال له ابنُه عبد الله : يا أبت ، أبو إبراهيم شابٌ وتعمل به هذا العمل وتقوم إليه ! فقال له : يا بُنى لا تعارضني في مثل هذا ، ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف ؟.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج ، قال: حدثنا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الرضا (4).
أخبرني الأزهري ، قال : حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أحمد بن سعد الزهري ، وكان ثقة (5).
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن العباس ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المنادي ، قال : وأبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم القرشي ثم الزهري ، كان معروفاً بالخير والصلاح والعفاف إلى أن مات (6).
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر ، قال : قال عبد الله بن محمد البغوي (7) : سنة ثلاث وسبعين ، يعني ومئتين ، فيها مات أبو إبراهيم الزهري.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : قُرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع ، قال : أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري توفي يوم السبت ، ودفن يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة ثلاث وسبعين وقد بلغ خمساً وسبعين سنة. كان ميلاده سنة ثمان وتسعين ومئة ودفن في مقبرة التَّبَّانين. }
______________
(1) حديث صحيح. أخرجه مسلم 3/25 من طريق ابن وهب ، به. وانظر المسند الجامع 1/377 حديث (538). وأخرجه مالك في الموطأ (514 برواية الليثي) والبخاري 2/34 و 35 و 36 و 37 ، ومسلم 3/24 وأبو داود (1175) والنسائي 3/154 و 159 و 161 وابن خزيمة (1788) والطحاوي في شرح المعاني 1/321 و 322 وابن حبان (992) و (2857) وأبو نعيم في دلائل النبوة (371) والبيهقي 3/354 و 355 والبغوي (1166) من طريق شريك بن أبي نمر عن أنس. وانظر المسند الجامع 1/374 حديث (535)
وللحديث طرق أخرى مخرجة في الصحيح أيضا ، انظرها في المسند الجامع.
(2) إسناده ضعيف ، لضعف عبيد بن إسحاق ( الميزان 3/18 ). وحديث عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حُجْر في وصفه لصفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف وليس فيه أنه كان يضع يديه عند أذنيه في السجود ( انظر مثلا الحميدي 885 وأحمد 4/316 و 317 و 318 و 319 والدارمي (1364) والبخاري في رفع اليدين 26 و 30 و 71 وأبو داود 726 و 957 والترمذي 292 وابن ماجة 810 و 867 و 912 والنسائي 2/126 و 211 و 236 و 3/34 و 35 و 37 وابن خزيمة 477 و 478 و 479 و 480 و 690 و 691 و 697 و 713 و 714 وغيرها. )
(3) كانت هذه الجبال ، ومنها جبل اللكام المطل على أنطاكية والمصيصة ، مأوى للعديد من هؤلاء الزهاد والصوفية.
(4) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق * البزاز المعروف بـ ابن رزقويه * وثقه البرقاني ، ووثقه الخطيب فقال : "هو أول شيخ كتبتُ عنه وأول ما سمعتُ منه في سنة 403 ، كتبت عنه إملاءً مجلسا واحدا ، ثم انقطعتُ عنه إلى أول سنة 406 وعدتُ فوجدتُه قد كُفَّ بصرُهُ فلازمته إلى آخرِ عُمُره ، وكان ثقةً صدوقا ، كثيرَ السماع والكتابةِ ، حَسن الاعتقاد ِ، جميلَ المَذْهَبِ ، مُديماً لتلاوةِ القرآن ، شديداً على أهل البِدَع ، دَرَّسَ الفقه وعَلَّق على مذهب الشافعي" ، وقال فيه الذهبي : "الامام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد" ــ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي * النيسابوري ثقة مكثر مشهور. ــ أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج * الثقفي النيسابوري هو محدث عصره بخراسان الامام الحافظ الثقة المكثر المصنف الأمار بالمعروف والنهاء عن المنكر وصاحب المسند الكبير والتاريخ وغيرهما من المصنفات.
رضا * أو الرضا *
قال الشيخ محمد خلف سلامة في "لسان المحدثين" : { رضا : أي مرضي عند النقاد ، فهي بمعنى (ثقة). }
رضا : رجل رضا أي مرضي ، وصف بالمصدر ، وغلط من ضبطها رضيّا ، يعني التثبت الحجة والإمام الكبير والذي لا يروي إلا ما صح ، وهذا التعبير كثير جدا في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. ( فتح المنان بمقدمة لسان الميزان (233) - محمد عبد الرحمن المرعشلي )
(5) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري * الصيرفي * ابن السوادي * قال فيه الخطيب: "كان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعاً ومن المعنيين به والجامعين له مع صدق وأمانة وصحة واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد ودوام درس للقرآن سمعنا منه المصنفات الكبار والكتب الطوال" ، ووثقه ابن نقطة وابن كثير ، ووثقه الذهبي فقال: "المحدث الحجة المقرئ كان من بحور الرواية" ــ أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري * من ولد عبد الرحمن بن عوف وهو وآباؤه كلُّهم مُحَدِّثون إلى عبد الرحمن بن عوف وكان عابدا مجاب الدعوة صاحب كتاب وقد وثقه الدارقطني والبرقاني والخطيب والأزهري والأزَجي والعتيقي والذهبي ومن ثم فهو ثقة عابد صاحب كتاب مجاب الدعوة ــ أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد * بن كاتب البغدادي حافظ كبير ثقة متقن رحال جوال عالم بالعلل والرجال ولم يكن في أقرانه في فهمه والفهم فوق الحفظ بل قدمه أبو علي الحافظ الكبير على أبي القاسم بن منيع وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ. والله تعالى أعلى وأعلم.
(6) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري * المقنعي * ثقة أمين مكثر صحيح الأصول ــ محمد بن العباس الخزاز هو أبو عمر بن حيويه * وهو ثقة ــ أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي * ثقة ثبت حافظ.
(7) تاريخ وفاة الشيوخ (273).

قال أبو الحسين بن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" : { أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إبراهيم. سمع علي بن الجعد وعلي بن بحر بن بري ومحمد بن سلام الجمحي و إسحاق بن موسى الأنصاري وإمامنا أحمد.
قال أبو بكر الخلال : كانت عنده عن أبي عبد الله مسائل حسانا ، وذكره أبو الحسين بن المنادي في جملة من روى عن أحمد ، وكان مذكورا بالعلم والفضل موصوفا بالصلاح والزهد من أهل بيت كلهم علماء محدثون. وتوفي في المحرم سنة ثلاث وسبعين ومائتين وقد بلغ خمسا وسبعين سنة ودفن في مقبرة التبانين.
قال أبو الحسين بن المنادي أخبرنا أبو إبراهيم الزهري حدثنا أحمد بن حنبل حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهر ثم تحولت القبلة بعد.
وبه قال حدثنا عبد الرزاق قال : قال معمر : إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله عز وجل.
وقال أحمد بن سعد الزهري : سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن الليث ابن سعد فقال : ثقة ثبت. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ثلاث وسبعين ومائتين : أحمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إبراهيم الزهري سمع علي بن الجعد ، وعلي بن يحيى ، وغيرهما. روى عنه : البغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وابن المنادي ، وغيرهم ، وكان مذكوراً بالعلم والفضل ، موصوفاً بالصلاح والزهد ، ومن أهل بيت كلهم علماء محدثون.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت، أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: سمعت أبي يقول: مضى عمي يعني أبا إبراهيم الزهري - إلى أحمد بن حنبل يسلم عليه ، فلما رآه قام إليه قائماً وأكرمه ، فلما مضى قال له ابنه عبد الله : يا أبت! أبو إبراهيم شاب ، وتعمل به هذا العمل ، وتقوم إليه ؟ فقال له : يا بني! لا تعارضني في مثل هذا إلا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف ؟.
توفي أبو إبراهيم في محرم هذه السنة ، وقد بلغ خمساً وسبعين سنة ، ودفن في مقبرة التبانين. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أبو إبراهيم الزهري الامام ، الرباني ، الثقة ، أبو إبراهيم ، أحمد بن سعد بن الامام إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ، ابن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف الزهري العوفي البغدادي ، أخو عبيد الله بن سعد ، وعبد الله بن سعد. ولد سنة ثمان وتسعين ومئة. ولم يلحق أخذ العلم عن أبيه ، ولا عن عمه يعقوب بن إبراهيم.
سمع من : عفان ، وعلي بن الجعد ، ويحيى بن بكير ، ويحيى بن سليمان الجعفي ، وعلي بن بحر القطان ، ومحمد بن سلام الجمحي ، وعدة.
روى عنه : ابن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي ، وأبو عوانة في "صحيحه" ، في مواضع ، فقال في بعضها : وكان من الابدال.
وآخر من روى عنه : إسماعيل الصفار.
قال الخطيب : كان مذكورا بالعلم والفضل ، موصوفا بالصلاح والزهد ، من أهل بيت كلهم علماء ومحدثون.
قال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري : حدثني أبي ، قال: مضى عمي أبو إبراهيم إلى أحمد بن حنبل ، فلما رآه وثب ، وقال إليه ، وأكرمه ، فلما أن مضى ، قال له ابنه عبدالله : يا أبه ! شاب تعمل به هذا ، وتقوم إليه ؟ قال : لاتعارضني في مثل هذا، ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف ؟ (1).
قال ابن صاعد : كان ثقة.
وقال ابن المنادي : توفي في المحرم ، سنة ثلاث وسبعين ومئتين ، رحمه الله.
قلت : وإنما احترمه الامام أحمد لشرفه ونسبه ، ولتقواه وفضله ، فمن جمع العمل والعلم ، فناهيك به !. }
قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبيه سعد بن إبراهيم بن سعد : {قال العقيلي في أحمد بن سعد بن إبراهيم هذا من ثقات المسلمين وأبوه وأهل بيته كلهم ثقات. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري * كان الإمام أحمد إذا رآه وثب وقال إليه وأكرمه لشرفه ونسبه ولتقواه وفضله ، وقد وثقه يحيى بن صاعد ، ووثقه محمد بن إسحاق السراج فقال : "حدثنا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الرضا" ، وقال أبو الحسين بن المنادي "كان معروفاً بالخير والصلاح والعفاف إلى أن مات" ، وقال أبو بكر الخلال : "كانت عنده عن أبي عبد الله مسائل حسانا" ، وقال الخطيب : "كان مذكوراً بالعلم والفضل ، موصوفاً بالصلاح والزهد ، ومن أهل بيت كلهم علماء ومحدثون" ، وروى عنه أبو عوانة في "صحيحه" في مواضع فقال في بعضها : "وكان من الابدال" ، ووثقه الذهبي وابن حجر. ومن ثم فهو ثقة صالح زاهد. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو محمد الحسن بن علي الجوهري * المقنعي *


( من شيوخ الخطيب البغدادي )

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله ، أبو محمد الجوهري. سمع أبا بكر بن مالك القطيعي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن أحمد بن المتيم وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وأبا سعيد الحُرفي وإبراهيم بن أحمد الخِرَقي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وعلي بن محمد بن الفتح المِلْحي ومحمد بن أحمد بن يحيى العَطَشي وأبا حفص بن الزيات وعلي بن محمد بن لؤلؤ ومحمد بن المظفر وأبا عمرو بن حيويه وخلقاً كثيراً نحوهم.
كتبنا عنه وكان ثقة أميناً كثير السماع. وهو شيرازي الأصل ، ومسكنه بدرب الزعفراني. وسمعته سئل عن مولده فقال: في شعبان من سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ، ومات في ليلة الثلاثاء السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مئة ودفن في يوم الثلاثاء بالجانب الشرقي في مقبرة باب أبرز. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الجوهري : بفتح الجيم والهاء وبينهما الواو الساكنة وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى بيع الجوهر ، اختص به جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن عبد الله الجوهري من أهل بغداد ، شيخ ثقة صالح مكثر أمين ، أصله من شيراز وولد ببغداد ، وسمع أبا عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبا الحسن علي بن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وأبا حفص عمر بن أحمد بن الزيات وطبقتهم ، سمع منه جماعة من القدماء مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبي سعد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري وغيرهما ، روى لي عنه الكثير أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ، ولم يحدثنا عنه متصلا بالسماع سواه ، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي (1) الحافظ في معجم شيوخه وقال: أبو محمد الجوهري الفارسي المقنعي سمع من القطيعي ومسند العشرة ومسند أهل البيت ومسند العباس وولده وانتفاء عمر البصري على القطيعي ، شيخ ثقة كثير الحديث صحيح الاصول كم من كتاب كان عنده به نسختان وثبت في كلها سماعه : يغلب عليه الادب والشعر ومذاكرة الملوك ومنادمتهم.
قلت : وكانت ولادته في شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، وتوفي في السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة ودفن بباب أبرز. }
_________________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي * حافظ كبير ثقة وكان له معجم عن شيوخه ومات كهلا سنة 456 أو 457. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال السمعاني في "الأنساب" : { المُقَنّعي : بضم الميم ، وفتح القاف والنون وتشديدها ، وفي آخرها العين (المهملة) ، هذه النسبة لمحدث بغداد أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري المقنعي. كان ثقة أمينا كثير السماع ، وهو شيرازي الاصل بغدادي المولد والمنشأ.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان يقول سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول : أبو محمد الجوهري يقال له المقنعي ، سمعتهم ببغداد يقولون إنه أول من تقنع تحت العمامة كما يفعله العدول اليوم ببغداد.
سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ الكبير. وروى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري الكثير بالسماع. وجماعة سواه بالإجازة عنه. ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مئة. وتوفي في السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مائة، ودفن بمقبرة باب أبرز (1) بالجانب الشرقي. }
_______________
(1) قال ياقوت في معجم البلدان ( بيبرز: محلة ببغداد وهي اليوم مقبرة بين عمارات البلد ، بها قبور جماعة من الأئمة ، ومنهم من يسميها باب أبرز).

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة اربع وخمسين وأربعمائة : الحسن بن علي بن محمد ، أبو محمد الجوهري ، ويعرف بابن المقنعي : أخبرنا ابن ناصر، عن أبي محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعتهم يقولون ان أول من يضع تحت العمامة كما يفعل العدول اليوم ببغداد. ولد الحسن في شعبان سنة ثلاث وستين وثلثمائة، وكان يكن درب الزعفراني، وهو شيرازي الأصل، وسمع الكثير، وكان يسكن درب الزعفراني، وختم الإسناد وهو آخر من حدّث عن أبي بكر بن مالك القطيعي، وابن صالح الأبهري، وابن العباس الوراق، وابن شاذان، وابن أيوب القطان، وابن إسحاق الصفار، وعن أبي الحسن ابن كيسان النحوي، وابن لؤلؤ أبي الحسن الجراحي، وابن إسماعيل الأنباري، وابن وأبي عزة العطار، وابن العباس الرفاء، وابن أبي القصب الشاعر وأبيه أبي الحسن الجوهري، وعن أبي عبيد الله الحسين بن الضراب، وابن مروان الكوفي، وابن مهدي الأزدي، وابن عبيد الدقاق، وعن أبي القاسم الخرقي، وابن جعفر المقرىء، وطلحة الشاهد، وعن أبي جعفر بن الجهم الكاتب، وابن العباس الجوهري، وعن أبي محمد بن عبد الله بن ماهود الأصبهاني، وعبد العزيز بن أبي صابر، وعن أبي علي العطشي، والفارسي، وعن أبي العباس بن حمزة الهاشمي، وابن مكرم المعدل، وعن أبي الحسن بن يعقوب المقرىء، وأبي حفص جعفر بن علي القطان، وأبي سعيد بن الوضاح ، وكان ثقة أميناً ، وتوفي في ذي القعدة من السنة.ودفن في الجانب الشرقي من مقبرة باب أبرز. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الجوهري الشيخ ، الإمام ، المحدث الصدوق ، مسند الآفاق ، أبو محمد ، الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الشيرازي ثم البغدادي ، الجوهري ، المقنعي. قال : ولدت في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.
سمع من : أبي بكر القطيعي في سنة ثمان وستين ، وأبي عبدالله العسكري ، وعلي بن لؤلؤ الوراق ، وعلي بن محمد بن كيسان ، ومحمد ابن إبراهيم العاقولي ، [ وأبي ] علي محمد بن أحمد العطشي ، وعلي ابن إبراهيم بن أبي عزة ، وعلي بن محمد بن أبي العصب ، وأبي حفص الزيات ، والحسين بن محمد بن عبيد الدقاق ، وعبد العزيز بن الحسن الصيرفي ، والحسن بن جعفر السمسار ، وعبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، وعمر بن شاهين ، ومحمد بن إسحاق القطيعي ، ومحمد بن زيد بن مروان ، ومحمد بن أحمد بن كيسان ، ومحمد بن المظفر ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبي عمر بن حيويه ، وأبي بكر بن شاذان ، وأبي الحسن الدارقطني ، وعدد كثير. وكان من بحور الرواية ، روى الكثير ، وأملى مجالس عدة. وحدث عن القطيعي بمسند العشرة ، ومسند أهل البيت من "المسند" ، وبالاجزاء القطيعيات الخمسة ، وغير ذلك. وكان آخر من روى في الدنيا عنه بالسماع والاذن.
قال الخطيب : كان ثقة أمينا ، كتبنا عنه.
مات في سابع ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مئة.
قلت: عاش نيفا وتسعين سنة ، وقيل له : المقنعي ، لانه كان يتطيلس ويتحنك (1) كالمصريين.
حدث عنه : أبو نصر بن ماكولا، وأبو علي البرداني ، وأبي النرسي ، وأحمد بن بدران الحلواني ، والحسن بن أحمد السقلاطوني ، وأبو نصر محمد بن هبة الله بن المأمون ، ومحمد بن عبد الباقي الدوري ، ومحمد بن علي بن طالب الخرقي ، ومبارك بن عمار الوتار ، والمعمر بن محمد الانماطي ، وأبو الخطاب محفوظ بن أحمد الحنبلي ، ومظفر بن علي المالحاني ، وأبو الوفاء علي بن عقيل ، وهبة الله بن محمد الفرضي ، وهبة الله بن علي الدينوري ، ويحيى بن حمزة الحداد ، ومحمد بن علي ابن عياش الدباس ، وأبو طالب بن يوسف ، وقراتكين بن أسعد ، وأحمد ابن محمد بن ملوك ، وهبة الله بن الحصين الكاتب ، وأبو غالب ابن البناء ، وقاضي المرستان أبو بكر الانصاري ، خاتمة من سمع منه.
وروى عن بالاجازة زاهر بن طاهر الشحامي ، وأبو منصور محمد بن عبدالملك ابن خيرون المقرئ. وطالت أيامه. }
_________________
(1) يتطيلس : أي يلبس الطيلسان ، وهو نوع من الأكسية الأعجمية ، وأطلقه أحمد تيمور على ما يسمى الشال : انظر " معجم من اللغة " 3 / 620 - 621.
وتحنك : أدار العمامة من تحت حنكه ، " القاموس ".

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { سنة أربع وخمسين وأربعمائة : الحسن بن علي بن محمد بن الحسن. أبو محمد الجوهري الشيرازي ، ثم البغدادي المقنعي.
مسند العراق ، بل مسند الدنيا في عصره.
سمع : أبا بكر القَطيعي ، وأبا عبد الله العسكري ، وعلي بن لؤلؤ ، ومحمد بن أحمد بن كيسان ، وأبي الحسن محمد بن المظفر ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبي عمر بن حيّويه ، وأبي بكر بن شاذان ، والدارقُطني ، وخلقاً سواهم. وأملى مجالس كثيرة.
وحدث عن القطيعي بمسند العشرة ، وبمسند أهل البيت من " مسند أحمد " .
قال الخطيب : سمعته يقول : ولدتُ في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، وكان ثقة أميناً ، كتبنا عنه.
قلت : وروى عنه : أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن علي الترسي، ومحمد بن علي بن عياش الدبّاس، وأبو علي البرداني، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وشجاع الذُّهلي، وهبة الله بن الحُصين، وأبو غالب أحمد بن البنا، وأبو بكر قاضي المارستان وهو آخر من سمع منه. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. توفي في سابع ذي القعدة. وقيل له المقنّعي لأنه كان يتطيلس ويلتفّ بها من تحت عنكه. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة أربع وخمسين وأربعمئة : وأبو محمد الجوهري ، الحسن بن علي الشيرازي ثم البغدادي المقنَّعي ، لأنه كان يتطليس ويلفها من تحت حنكه ، انتهى إليه علوّ الرواية في الدنيا ، وأملى مجالس كثيرة ، وكان صاحب حديث ، روى عن أبي بكر القطيعي ، وأبي عبد الله العسكري ، وعلي بن لؤلؤ وطبقتهم ، وعاش نيِّفاً وتسعين سنة ، توفي في سابع ذي القعدة. }
قال ابن حجر في "تحرير المشتبه" : { المُقنَّعي ، بتشديد النون المفتوحة : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الجوهري، كان أبوه يتطيلس محنّكا ؛ فقيل له : المُقنَّعي. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري * المقنعي * : قال الخطيب : "كتبنا عنه وكان ثقة أميناً كثير السماع" ، وقال عبد العزيز النخشبي : "شيخ ثقة كثير الحديث صحيح الاصول كم من كتاب كان عنده به نسختان وثبت في كلها سماعه ، يغلب عليه الادب والشعر ومذاكرة الملوك ومنادمتهم" ، وقال الذهبي "الشيخ الإمام المحدث الصدوق مسند الآفاق". ومن ثم فهو ثقة أمين مكثر صحيح الأصول. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الكامل 10 / 24، دول الاسلام 1 / 267، البداية والنهاية 12 / 88، كشف الظنون 1 / 164.





أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الجوهري * المقنعي *


( والد أبو محمد الجوهري )

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله ، أبو الحسن الجوهري المعروف بالمقنعي ، من أهل شيراز. سكن بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن علي الهجيمي. حدثنا عنه ابنه الحسن. وكان ثقة. وشهد ببغداد ، وكان يقرئ القرآن ؛
فحدثني الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ قال : قرأت على أبي الحسن الجوهري القرآن وكان يقرأ بالبصرة علي بن خشنام وببغداد على أبي طاهر بن أبي هاشم وما رأيت أقرأ لكتاب الله منه.
حدثني ابن الجوهري قال : قال لي أبي : ما طلع الفجر علي قط إلا وأنا أدرس القرآن.
قال لي التنوخي: مات أبو الحسن الجوهري في سنة أربع وتسعين وثلاث مئة.
وحدثني هلال بن المحسن قال : توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الجوهري الشاهد في يوم الاثنين التاسع عشر من المحرم سنة خمس وتسعين وثلاث مئةوكان شهد عند أبي بشر عمر بن أكثم في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { ووالد السابق ذكره أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري المعروف بالمقنعي ، من أهل شيراز سكن بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن علي الهجيمي. روى عنه ابنه أبو محمد الحسن وكان ثقة ، وشهد ببغداد ، وكان يقرئ القرآن ، وكان قرأ بالبصرة على ابن خشنام وببغداد على أبي طاهر بن أبي هاشم ، وما رأيت أقرأ لكتاب الله منه. وحكى ابنه عنه قال : ما طلع الفجر عليه إلا وهو يدرس القرآن. ومات في المحرم سنة خمس وتسعين وثلاث مئة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الجوهري * المقنعي * وثقه الخطيب البغدادي. والله تعالى أعلى وأعلم.