المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية الجار



حواء غرابيل
13-05-2012, 09:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على لمرسلين


متى اخر مرة شاهدت جارتك؟
متى اخر مرة سمعت صوتها؟
ومتى اخر مرة قمت بزيارتها او دعوتها لزيارتك؟

قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْصَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " .
حديث سمعناه كثيرا لكننا لم نستوعبه
حين يوصي جبريل عليه السلام بالجار في المسكن ويلح على الرسول صلى الله عليه وسلم بالوصيه حتى ظن عليه السلام ان الجار سيرثه كما يرث الاقارب
وان هذه الوصية لم تأتني بهذا الالحاح الا لما للجار من مكانه وهو المذكور في كتاب الله تعالى
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36)

كما جاء ارتباط الايمان بالاحسان للجار فقد قال صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) متفق عليه .

وجاء نقص الايمان بالاساءة للجار كما جاء في الحديث
قال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قيل من يا رسول الله؟؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ) الحديث في الصحيحين .

قصة النبي مع جاره اليهودي
عن بريدة رضي الله عنه قال :
( كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي . قال : فأتيناه ، فقال : كيف أنت يا فلان ؟ فسأله ، ثم قال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فنظر الرجل إلى أبيه ، فلم يكلمه ، ثم سكت ثم قال وهو عند رأسه ، فلم يكلمه ، فسكت ، فقال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فقال له أبوه : اشهد له يا بني . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فقال : الحمد لله الذي أعتق رقبة من النار )


هذا كان تصرف النبي صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي
فكيف هي تصرفاتنا نحن مع جيراننا من المسمين الموحدين ,يمرض الجار ويشفى ويمر بضائقه ومصاعب دون ان يعلم جاره بذلك
ماذا لو رأى الرسول القطيعة السائدة بين الجيران حيث تسكن الاسرة وتمكث بالشهور والسنين دون ان يزورهم احد او يسال عنهم احد
لم يعد الجار يفرح او يحزن مع جاره ولم يعد الجار يصبر على جاره فأصبحت لا تحل مشاكلهم الا في المحاكم ولا سباب تافهه.
من هنا
دعوة للعودة الى سنة نبينا محمد في الاحسان والعطف والسؤال عن الغير حتى وان اساء واعرض عنا احتسابا للاجر ورفعة لمبادئ ديننا الاسلامي الحنيف.