تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحلا خبر؟



الناقد
28-05-2003, 03:17 PM
بسبب مقالة نشرتها
أعفي السيد جمال خاشقجي من رئاسة تحرير "الوطن" السعودية
الثلاثاء 27 مايو 2003 15:58
المنامة- خاص بإيلاف: علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أنه قد أعفي قبل ساعات رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، السيد جمال خاشقجي، وتُشير مصادر "إيلاف" أن السبب يعود إلى مقالة نشرتها "الوطن" بعنوان " الوطن أهم من ابن تيمية".
وصحيفة "الوطن" الصادر في أبها، عاصمة الجنوب السعودي، و رغم حداثة عمرها، الذي لم يتجاوز السنتين والنصف، إلا أنه تولى رئاسة تحريرها ثلاثة رؤساء، بدءً من السيد قينان الغامدي، الذي أعفي من منصبه، وتم تكليف الدكتور فهد الحارثي، ليعين السيد جمال خاشقجي، قبل شهرٍ واحد من الآن.
وعلى الرغم من أن صحيفة "الوطن" هي ألحدث بين الصحف السعودية، إلا أنه كانت الأكثر جرأة بين الصحف، إذ فتحت ملفات مغلقة يرى البعضُ أنه من الخصوصية السعودية، كهوية المرأة وقيادة المرأة للسيارة، وغيرها من القضايا الاجتماعية، التي يستعصي طرحها على كثير من الصحف السعودية.


وأليكم نص المقال:

الإنسان والوطن أهم من ابن تيمية

الثلاثاء 27 مايو 2003 17:20
خالد الغنامي






من نافلة القول إن فهم الطريقة التي يفكر بها هؤلاء الدمويون القتلة الذين ارتكبوا جريمة 12 مايو المشؤوم, هي الطريق الأسرع لاختراق منهجهم واستئصاله أو تقليصه على الأقل. لا يكفي أبدا أن نستخدم معهم تلك الأساليب الإنشائية الوعظية السطحية المعتادة. لن تحل المشكلة إن لم نضع أصبعنا على الجرح ونحاول علاجه.
لماذا رفعوا راية الجهاد على الرغم من أنهم أفراد ليس لهم كيان سياسي؟
والجواب هو: لأن ابن تيمية (منظِّر الجهاديين) قال في "الاختيارات الفقهية" إنه إذا لم يقم ولي الأمر بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد, وجب على أهل العلم أن يقوموا بهذا الواجب.
(وقد رد عليه الدكتور أحمد موافي في تعليقه على "الاختيارات" بنقل كلام الإمام النووي الذي يخالف هذا الكلام ويبين ما فيه من فساد وخطورة).
هذا الكلام مشكلة حقيقية, يجب علينا أن نترك المجاملات و أن نقول: هـذا الكلام غلط وكارثة حقيقية مؤداها إلى الفوضى العارمة وتهديد الوحدة الوطنية وعودة الجاهلية الأولى, فكل من يظن نفسه عالما سيحاول إزالة كل ما يظنه منكرا, فالذي يعتقد أن الموسيقى حرام سيفجر المحلات التي تبيع الأشرطة والذي يرى الشيشة حراماً سيفجر المحلات التي تقدمها وهكذا. هذا الكلام ليس مبالغة وما إطلاق النار على "الدشوش" منا ببعيد.
كيف استحلوا دماء غير المسلمين؟
الجواب: لأنهم لا يرون لحياة الإنسان قيمة إذا لم يكن مسلما, وجَهِلوا معنى قول الله تعالى (لا إكراه في الدين), هذا من جهة. ولاعتقادهم أن وجود غير المسلمين في جزيرة العرب سبب كاف لقتلهم, وفاتهم أن اليهود كانوا موجودين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته بدلالة أن درعه كان مرهونا عند يهودي في طعام اشتراه منه, وغفلوا عما في صحيح ابن خزيمة (2- 285) من قول جابر بن عبدالله: فلا يقربوا المسجد الحرام إلا إن كان عبدا أو من أهل الذمة.
تأمل هذا الأثر فهو يبيح لمن كان بيننا وبينه عهد وذمة أن يدخل حتى المسجد الحرام.
وفي صحيح البخاري (3 - 129) أن عبد الرحمن بن عوف ألقى بنفسه على أميّة بن خلف ليحميه من سيوف المسلمين في معركة بدر حتى إن عبد الرحمن أصيب بجرح في رجله لذلك.
فلينظر قتلة الأطفال لهذا الرجل المبشر بالجنة, كيف لم يتخل عن إنسانيته وعن حبه لصديقه "الكافر".
لماذا هذه الكراهية للبشر؟
لأنهم فهموا عقيدة الولاء والبراء على غير وجهها, فعقيدة الولاء والبراء عقيدة إسلامية أصيلة, لكن المقصود بالبراء هو التبري من الكفار المحاربين المعتدين وعدم معاونتهم على دولة الإسلام, ولا يمكن أن يصح أبدا قولهم: يجب عليك أن تكره كل من ليس بمسلم, فرسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أبا طالب الذي مات مصرا على الوثنية فقال له الله (إنك لن تهدي من أحببت) ومما يدل على أن الإسلام جاء ناشرا الحب بين البشر أن الإسلام أباح الزواج من الكتابية وهذا يلزم منه جواز محبتها ومحبة أهلها.
كيف استحل هؤلاء القتلة دماء المسلمين والأطفال؟
فعلوا هذا استنادا إلى فتوى لابن تيمية في كتاب "الجهاد" من فتاويه تنص على أنه إذا تترس الكفار بمسلمين (بمعنى أنهم صاروا كالدرع الواقي للكفار) فإنه يجوز عندها قتل أولئك المسلمين للوصول إلى الكفار. وابن تيمية لم يستند في هذه الفتوى إلى نص صحيح من كلام الله ولا من كلام رسوله عليه الصلاة والسلام. ولا أعتقد أن هذه الفتوى تؤدي إلى تحقيق المقاصد العليا للشريعة, بل هي فتوى خاطئة مخالفة لهدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبت عنه أنه كان يوصي المجاهدين فيقول: لا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا شيخا فانيا.
لنقلها بصراحة مشكلتنا اليوم مع ابن تيمية نفسه.
لقد صنع بعض فقهائنا من ابن تيمية الحنبلي الحراني سقفا لا يجوز تجاوزه بحال, جعلوا له في زمننا هذا, في بلدنا هذا مكانة لم يعرفها في بلده في زمانه, حتى إن بعضهم يساوي دون أن يشعر بين نصوص ابن تيمية ونصوص الشرع. يقولون لك إن ابن تيمية غير معصوم ويجوز أن يكون مخطئا لكن أكثرهم لا يكاد يخطّـئه أبدا, وبالتأكيد لا يقبل منك تخطئته. إذاً لمَ نلوم إخواننا الشيعة على دعوى العصمة في أئمتهم إذا كنا لا نختلف عنهم من الناحية العملية.
ابن تيمية رائع وبراق ومذهل, ومما يزيد الناس استلابا له هو ذلك النفس التقريري الحاسم الواثق من نفسه المسفه لمن خالفه, فهو إقصائي أحادي لا مكان للرأي الآخر عنده. هـو يختلف عن الفقهاء الذين ينقلون الأقوال المختلفة دون ترجيح, أو مع ترجيح فيه تردد ونسبية. لذلك لم نجد لأحد مثل ماله من الحضور في فكر المنظرين الإسلاميين اليوم.
لكنه في الوقت ذاته على سعة علمه وكثرة اطلاعه, عاطفي وانفعالي ويحدث أن تصدر بعض فتاويه كردود أفعال غير موزونة كما في هاتين الفتويين.
أعتقد أنه يجب علينا كمثقفين يعلمون علم اليقين أين تكمن المشكلة أن نظهر وجوهنا ونرفع أصواتنا جميعا بالقول: الإنسان (مسلم أو غير مسلم) أهم عندنا من نقد فقيه أو حتى سقوطه و الوطـن الذي نضع أيدينا على قلوبنا خوفا عليه من حال جزائريـة أخرى أهم وأغلى مليون مرة من ابن تيميّة.

مجروحة الزمن
28-05-2003, 03:22 PM
فعلا خبر يسوي
مليوووون درهم

مشكور يا الناقد لانك

بلغتنا

تحياتي

راعية الشوق
28-05-2003, 04:54 PM
هلا فيك اخوي اشككر على المشاركة وتقبل تحياتي ياغالي

راعية الشوق