المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحذرمن الكذب , وبخاصة واسع الانتشار



أهــل الحـديث
11-05-2012, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحذر من الكذب , وبخاصة واسع الانتشار

صِدْقُ الحديث خلق عظيم من أخلاق أهل الإسلام , غير أن التفريط فيه غلب اليوم على كثير من الناس , حتى صار الكذب خصلة ملازمة لبعضهم , لا تكاد تطمئن إلى خبر ينبئك به .
والكذب مع قبحه إلا أنه أنواع , بعضها أشد من بعض , وقد جاء الوعيد على نوع من الكذب بعذاب يستديم بصاحبه في قبره إلى يوم القيامة , أحببت أن أنبه عليه مرتادي الإنترنت على وجه الخصوص

وهذا النوع من الكذب هو الذي يشتد انتشاره في الناس فأصحابه مُتوَعَّدون بوعيد هائل رواه البخاري (1386) في حديث الرؤيا الطويل الذي رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أحوال عدد من العصاه , وهم يعذبون , وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ , بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ يُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ , وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيصنَعُ مثله "
ثم أخبره الملكان أن هذا المعذَّب " كَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعَ بِهِ ما رأيت إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة " والمراد بالشدق : جانب الفم [انظر النهاية 2/453]

واذا تأملت واقع الناس اليوم وجدت الكذبة التي تطلق في (الإنترنت) و (وسائل الإعلام) من أوضح ما يمكن أن يُمثَّل به على هذا النوع من الكذب .
وذلك لسرعة انتشار الكذبة التي تسري عبر هذه الوسائط , ثم ما تلبث أن تبلغ الآفاق في دقائق معدودة .

وهنا أذكِّر كل مسلم يستعمل هذه الوسائط إلى الحذر الشديد من أن يكون واحداً من من هؤلاء الذين ينتظرهم هذا الوعيد الهائل في قبورهم , بمجرد أن يفارقوا هذه الدنيا التي غرّت أناساً , فأساؤوا التعامل مع هذه الوسائل ـ التي بدلاً من أن ينشروا من خلالها دين الله وما ينفع الناس ـ قلبوها إلى ساحات واسعة لاكتساب الآثام وحمل الأوزار .

وتبلغ غربة الدين حدّاً عظيماً حين يتأسى المسلم بأهل الكفر حتى في الكذب ويقتدي بهم فيه , فإذا دخل شهر (إبريل) استحل عدد من أبناء الأمة إطلاق كذبة شديدة الوقع , عظيمة الانتشار , ومالهم عليها من دليل إلا أن أهل الكفر يكذبون في (إبريل) فواعجباً من قبيح الفعل , وواعجباً من الدليل عليه ! ووا أسفاً على مسلم يبلغ به ذوَبان الشخصية في أعداء الله أن يترك خلق الإسلام العظيم , وهو (الصدق) ويرتضي مسلك أهل الكفر في (الكذب) الإبريلي, وكأنه يحيي سنة لا يريد أن تفوته بدخول هذا الشهر .


ولله درالإمام الزهري فإن الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك حين كذّبه في تعيين المراد بقول الله ( والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم ) [النور : 11 ] أجابه الزهري فوراً : أنا أكذب لا أبا لَكَ ؟ فوالله لو نادى منادٍ من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت " ( سير أعلام النبلاء 5/239 )

فليتق الله كلُّ مستخدم لهذه الوسائل , وليعلم أن الرقيب من البشر إذا غاب أو غفل فإن رب العالمين لا يغفل , قال تعالى ( وما الله بغافل عما تعملون ) [ البقرة : 74 ]

للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري
حفظه الله

http://al-angarie.com/news-14.html