المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( من هنا أُوتيت الأمة )))



أهــل الحـديث
11-05-2012, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



((( من هنا أُتيت الأمة )))

المتأمّل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لَيَعْلَمُ العِلْمَ اليقين أنه ما من بلاء ولا همّ ولا غمّ في بدن ولا عرض ولا مال ولا وطن إلا ابتُلي بمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأشدّ منه:
* نشأ يتيم الأبوين صلوات ربي وسلامه عليه
* فقد كفيله جده عبد المطلب وهو صغير.
* توفي ناصره عمهّ أبو طالب وهو أحوج ما يكون إليه.
* توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها وكانت مؤازرَه الأوّل.
* فقد ابنه القاسم وعبد الله في مكة قبل البعثة وهم رضّع، وفقد إبراهيم في المدينة.
* توفيت بناته رقية وأم كلثوم وزينب في حياته صلى الله عليه وسلم.
* أهانه قومه فألقوا على ظهره سلا الجزور (المشيمة)وهو ساجد عند الكعبة.
* سجن وحُوصِرَ لا يباع ولا يشترى منه في الشِّعْب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع.
* هجّر هو وأصحابه من أحب البلاد إلى قلبه وإلى ربّه.
* قتلوا وعذّبوا أصحابه.
* ألّبوا عليه قبائل العرب.
* رموه بالحجارة وضربوا أصحابه بجريد النخل.
*ألبوا عليه الكفار من أهل الكتاب.
* شوّهوا سمعته فقالوا ساحر ومجنون كذاب.
* عرضوا عليه الدنيا والملك لأجل أن يترك دعوة ربّه.
*رمي في عرضه عائشة أم المؤمين رضي الله عنها.
*شج رأسه وكسرت رباعيته وأدميت أصبعه.
* سحره وسَمّ له الأكل اليهودي.
* كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع.
* مات ودرعة مرهونة عند يهودي في آصع من شعير لا يجد ما يسدد به نقدا.
وغيرها كثير وكثير وكثير وكثير،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،

لكن الشيء الوحيد الذي لم يُبتل به صلوات ربي وسلامه عليه ـ وهو أكبر سبب في سقوط هذه الأمة وهزيمتها وغرقها في وحل الذل والهوان:
هو أنه صلى الله عليه وسلم لم يبتل بأصحاب يريدون أن يقاسموه الزعامة وينافسوه عليها، وكل منهم يريد أن يكون حامل راية الإصلاح والنهوض بهذه الأمة إلى عزّها ومجدها بلا منازع، ليُكْتَبَ في التاريخ بعد ذلك أنه من الأبطال الأمجاد، كلا وحاشا ثم كلا وحاشا لم يكونوا كذلك.
بل كل الأبطال الذين خلّد التاريخ ذكرهم ومجّدهم، ورفع على الجوزاء شأنهم وقدرهم لم يكونوا يقصدون ذلك، ولا يطلبون ذلك، بل غالبهم لا يدري بأنه سيكون كذلك وسيكون له شأن في هذه الأمة.

ومن هنا أوتيت الأمة في كبدها، فتحسب دعاة الإصلاح فيها جميعا وقلوبهم شتىّ، ونحن إذا لم نعترف بالخلل ونصف الداء بكل تجرّد وشفافية لنأخذ العلاج المناسب بعد ذلك، والله لن تقوم لنا قائمة؛ لأننا والحالة هذه كالذي يعالج أعراض الحمى والبرد بدواء المعدة والإسهال، فأنى أن يعافى

وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين آل شعبان
مكة المكرّمة في 5 جمادى الأولى 1433هـ