المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعد العصل....وأمه .....وزكاة الشيوخ.......!



االزعيم الهلالي
11-05-2012, 09:20 AM
كان سعد "العصل" طفلا في التاسعة من عمره لديه من الاخوات 7 والده مشلول يعيش مع امه واخواته ووالده في بيتٍ طيني صغير في حي "السباله" ويدرس في مدرستي كان اكبر مني بسنتين ولكن يجاورني على مقاعد الدراسة في الصف الثاني ابتدائي مهمل دراسيا لباسة قليل التغيير حين تراه تعتقد ان هموم الدنيا على رأسه قليل المشاركات في الفصل هادئ الطباع ليس له من الاصدقاء احد.

كنت اثناء الفسح اتجمع مع اصدقاء الحي ونتجاذب اطراف الحديث في مباريات الامس في الحارة او مباريات الزعيم القادمة ونتعاهد على حضورها انا واطفال الحي كان في المدرسة اخوة لنا عرب يشاركوننا مقاعد الدراسة وكانت حالتهم المادية افضل منا نلاحظها على انواع "الساندويتشات" التي يحضرونها اثناء الفسح ونقارنها مع اطعمتنا التي نحضرها فنجد العجب "والدتي" اطال الله بعمرها كانت تحشو "ساندويتشاتي" بنوعين لا ثالث لهما اما "ساندويتش الفول" او ساندويتش الطحينية" وهكذا يوم "فول" يوم "طحينية" اما نوع الخبز فلا كنا نعرف "التوست" ولا غيره "فقط الخبز "الصامولي "المعروف والذي تعتقد ان نصفه محروق بينما اخواننا من الشام انواع عجيبة من الخبز واشكال عديدة من المحاشي.

وبحكم اننا من ثقافات مختلفة فكانوا يجتمعون مع بعضهم البعض ونحن كذلك ماعدا ذلك الطفل الطويل ذو الاذنين "المشنتره" والثياب الرثة "سعد" وطبعا سعد تنطبق عليه ال"عيارة" بدون تضخيم فهو نحيف جدا ركبة اذا جلس تصبح اطول من رأسه واذنان كأنها اطباق لاقطة يتعجب الناظر إليها "الحمد لله على خلقه "وبحكم انطوائه وهدوئه جذبني ذلك فقلت للأصدقاء دعونا ندعو سعد ليشاركنا الحديث والطعام نظر الي محمد "ابو نشقة" وكان ضخم الجثة "متيناً" (تبيه رح لمه اما يجينا يشاركنا بأكلنا معصي وترى ان جبته بمردغك انت ويا ذا العصل) سحبت نفسي من المجموعة وذهبت الى سعد واخرجت الساندويتش من جيبي وعرضتها عليه فشكرني رافضاً اكلها فحلفت ان يشاركني ان لم يأخذها فقال لا مانع ان اشاركك اما كلها فاعتذر.

قاسمته "ساندويتش" الفول واخذنا نتحاور عن اوضاعنا واوضاعهم وماذا يعمل بعد المدرسة وهل يلعب الكرة فمد لي رجله "اعزكم الله" ورأيت اصبع قدم تكسوه الثآليل "ثواليل" الواحد منها كحبة الحمص سالته لماذا صبرت عليها لما لا تذهب للوحدة لعلاجها او لمستشفى الشميسي لعلاجها فقال كلما نزعت واحد منها خرج لي اثنان بعد اسبوع فتركها افضل من "محارشها" دق جرس انتهاء الفسحة ودعوته لكي يأتي لحارتنا ليشاهد مباراة لنا مع حاره غرب عنا وفريق لهم تراهنا ان الفائز سيشربه المهزوم بيبسي بعد المباراة.

عدنا للفصول الدراسية واكملنا النهار الدراسي وقرعت اجراس الخروج وعدونا من بوابة الفاروق قاطعين لشارع عسير وتوسطنا المسافة للمنازل انا وابناء الحي ومحمد "ابو نشقه" يحاول قطع الرصيف باتجاهنا ونحن نضحك على "تعليقته" بين السيارات وكل سيارة تمر "تلفحه" بهواء خلوصها السريع من امامة فيلتصق ثوبه في كرشه "وهو ممسك ب"طاقيته" لكي لا تطير مع مرور السيارات حتى تسنى له قطع الطريق راكضاً باتجاهنا "وصدره" يتمايل وعرقه يتصبب رميت له بكلمة حين وصل هذي (عقوبتك في سعد احمد ربك انها جت على حشرة بنص الطريق) تفرقنا كل الى بيته وتواعدنا بعد صلاة العصر في الملعب.

تغديت مع الوالد رحمه الله والاخوان وطلبت من والدتي حفظها الله إيقاظي لصلاة العصر واخبرتها بان لدينا مباراة مهمة ثم رماني ابي بنظرة "شذر مذر" قائلا لا مباراة قبل الواجبات ، طبعا رميت الكذبة المتوقعة (("حلينا" الواجب في المدرسة كان استاذ العلوم غائبا وأستاذ الرياضة لديه درس فجاءنا مدرس "الرسم" لم تكن في تلك الاوقات تسمى "فنية" فقال لنا من لديه واجب اليوم عليه بحلة ومن لا يريد فليخرج ورقة ومرسمه وليرسم)).

اقتنع والدي بالكذبة وذهبت للنوم قبل الصلاة مرت بي والدتي وأيقظتني للصلاة فقمت مسرعاً للمسجد توضئت وصليت وتجمعنا بعد الصلاة كنا ثمانية والملعب يتسع لأحدى عشر، من بعيد اطل علينا سعد العصل وفريق الحارة الغربية مكتمل الصفوف ونحن ثمانية قلت "للعيال "ما رأيكم لو "مسكنا" سعد الحراسة....لعبنا وبدأ المتخلفون عن المباراة بالحضور وكنا نلعب لعب جماعيا بروح جماعية وحينما يستلم احد الكرة تجد الجميع يتجمع حوله ..... هكذا كانت كرتنا وافضلنا من كان لديه مهارة المراوغة كان يستحوذ على الكرة اكثر الوقت وخصوصا اذا كان ذو بنية .

قرب وقت المغرب وكنا متعادلين 3-3 وسجلنا الرابع وانطلق صوت الاذان معلنا نهاية المباراة وتجمع الجميع حول كابتن الفريق المواجه لنا لنطالبه بالرهان وهكذا ذهب الجميع ل"دكان" ابوفواز "الشايب ذو اللحية البيضاء الطويلة والذي كنا نعيره "بالموسوس" لأنه كان يحدث نفسه كثيرا و لانعرف ان هناك مرض يقال له" الزهايمر" أو مرض " الخرف" بل ندعوه بالموسوس اخذنا البيبسي ودفعناهم "الفريق المقابل" وتوعدونا برد الدين في الاسبوع المقبل شربنا حتى روينا وطبعا البيبسي يجب ان نشربه بالقرب من "الدكان" لأننا لم ندفع تأمين ال"قوارير" تجاذبنا اطراف الحديث وسعد "العصل" انفتح "بالسواليف" وتغيرت نظرة "العيال" لسعد حتى ان "ابو نشقة" اخذ يمازجه "بجلافة" استأذن سعد وصحبته حتى نهاية شارع الحي المتقاطع مع شارع عسير ونحن نسير في الشارع همس في اذني (عبدالله وش عندك باكر بعد العصر) قلت لا شيء مجرد لعب قال والدتي تود الذهاب مشوار لبيت "الشيوخ" لأخذ زكاة هل تود مرافقتي مع الوالدة قلت "تم" وتفرقنا وعدت للمنزل ولم اخبر احداً عن مخططاتي غدا من "الشلة" .

في الغد وبعد صلاة العصر ذهبت لمنزل سعد "العصل" واذا هو "بعتبة" بابهم ينتظرني فقال (وراك تأخرت) فبلغته اني تأخرت في النوم ولم توقظني الوالدة حفظها الله الا بعد انتهائها من صلاتها فتوضئت وصليت وها أنا امامك فتح باب منزلة الذي تآكل من ال"الصدى" ونادى والدته بأعلى صوته "يمه جاهزين" فخرجت والدته وهي تسلم وتسأل عن اخبار والدتي لمعرفتها السابقة بها فهي "دلالة" الحي وتقضي بعض اشغالها في حينا وقد مرت بوالدتي مسبقا.

مشينا من منزلهم داخل حي "السباله" حتى الشارع العام ثم استوقف سعد "تاكسي" فركبنا انا وسعد في الامام وام سعد وبنتين صغيرتين لها في الخلف، كانت "التكاسي" المرتبة الامامية طويلة وغير مفصولة انا بجانب السائق وسعد على الباب، زجاج نافذة "التاكسي" مفتوح وسعد يمرر يده في الهواء والسيارة منطلقة بين احياء "السباله" متجه لجهة لا أعلمها ولكني معي صديقي ووالدته واختاه.... مشينا في ما يقارب الساعة مررنا بسكة القطار وقطعناها وشاهدت القطار لأول مرة في حياتي مندهشاً من عرباته وطولها وصلنا الى بداية طريق الدمام ثم "لففنا" على مجموعة من الاحواش والمخازن حتى وصلنا لذلك الحوش الذي تجتمع في امة وخلق كثير من الرجال والنساء نزلنا من السيارة وواعدت ام سعد سائق التاكسي بعد صلاة العشاء عند نفس الموقع.

مشينا باتجاه الزحام حتى وصلنا لبوابات حديدية اعلاها رجال معهم "عسبان" نخل ويلوحون بها للخلق الرجال من هناك والنساء من تلك البوابة وصلنا لبوابة النساء ودخلنا مع النساء "خلق كثير وروائح وازدحام" وكأن الناس في احواش غنم "اعزكم الله" جلسنا لساعتين واذن المغرب وأضيئت انوار الحوش وبدأ رجال بالمناداة على النساء وتنظيمهم حتى يمروا على رجلين كل واحد منهما لديه "شنطة بكم" اسألوا اباءكم عنها يعرفوها، يخرجوا رزم من الاموال "امهات خمسة" وامهات "عشرة" ويوزعون الاموال على تلك النسوة بالدور حتى اذا وصل الدور علينا اعطيت ام سعد "خمطه من العشرات" واعطيت انا وسعد وكلا البنتين كل واحد منا خمسة ، اخذت الخمسة وخرجت من الزحام انا وسعد ووالدته واختيه من البوابة.

وكان من يخرج لا يدخل ابدا لان هناك بوابة دخول وبوابة خروج خرجنا قبل اذان العشاء بقليل وقلت لسعد "طمعا" دعنا ندخل من الباب اذا فتح لخروج النسوة لعلنا نأخذ "خمستين اخريين قال لا يا عبدالله لا يجوز سنعيد الكره بعد شهرين فكل شهرين "للشيوخ" موسم لإخراج الزكاة واوقات كل شهر والشيوخ "واجد" ركبنا "التاكسي" عائدين لشارع عسير عدت للبيت عن طريق بيت ابو نشقة فدخلت منزلهم بعد طرق الباب ففتح لي محمد "ابو نشقه" وقلت له اريد الدخول لمنزلنا من سطحكم (ما ابي امي وابوي يدرون اني تأخرت) فقال ماذا ستعطيني قلت غدا سأعطيك اربعة قروش فصعد بي لسطحهم وركبت على اكتافه متسلقاً جدار منزلنا ثم هبطت "متسحباً " الى غرفة اخواني ونمت حتى الصباح.

ذكرت هذه القصة بعد أن نما لعلمي من تسريبات الله اعلم بها ان بطولة كأس الملك قد فصلت لناديٍ ما على ناديٍ آخر وبغرض توزيع عادل للبطولات "زعموا".
فإن كان ذلك ما يحدث من اتحاد الكرة السعودي او الجهة الاخرى المسيطرة فعلى كرتنا السلام وهذا ما جعل منتخبنا يطحن في السنوات الاثنى عشر الماضية فمن بعد آخر كأس اسيا فاز بها المنتخب لم تخرج مخرجات يستفاد منها سوى بالمشاركة الشرفية بكاس القارات وكأس العالم بل ضغط على الاندية وشبه توزيع للبطولات وما مربع خادم الحرمين للدوري عنا ببعيد وسحب للاعبي الهلال من بطولات قارية بغرض معسكرات ترويحية لمسؤولي رعاية الشباب ومن يستفيد منها.

اعلم ان فرقكم ملت الحرمان بسبب الزعيم ولكن اعملوا وادفعوا وخططوا لتصلوا للبطولات اما والحال مربع ذهبي سابقا "يطالب في اعادته" واستقصاد من لجان بغرض تعطيل الهلال فو الله لن تتزحزحوا قيد انملة من تصنيف الفيفا العالمي بل ستزيدون في الخسف نزولا لأقصى الدرجات الدنيا وستبقون تنعتون التحكيم والاتحاد الاسيوي بمحاباة المنتخبات شرقاً ضد منتخبكم فاعلموا أن الجزاء من جنس العمل كل ما تعملوه بهلالنا يعود اليكم من جهات اخرى وعلى نياتكم ترزقون فاعدلوا ولا تخونوا الامانة فليست البطولات زكاة توزع على الاندية بل هي مسابقات تنافسية الاقوى والافضل يفوز بها ولا تغيروا في هيكلة المسابقات لكي تأخذ فرقكم حقها من البطولات ولا تتواطؤوا مع حكام اجانب او حتى محليين لجلب بطولات لفرقكم فما تعملوه سيحاسبكم الله عليه وسنحاسبكم عند العدل المنان فخافوا الله في عبادة وكل راعٍ مسؤول عن رعيته
كتبه الفقير لعفو ربه
أبوسلطان