المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليجزيك أجر ما سقيت لنا؟؟!!



أهــل الحـديث
11-05-2012, 08:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ليجزيك أجر ما سقيت لنا؟؟!!

ابنة الرجل الصالح أو ابنة شعيب حينما جاءت تدعو موسى لزيارة أبيها يصف القرآن الكريم حيائها فيقول سبحانه:( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .
المعلوم أن المرأة التي عندها صفة الحياء تحاول أن تقلل الكلام مع الرجال الغرباء. وتعمل على أن يكون الكلام مختصراً لا لبس فيه ولا غموض. ورب سائل يسأل : لماذا أطالت الكلام مع موسى وأظهرت سبب الدعوة ؟ وكان بإمكانها أن تكتفي بالقول له: إن أبي يدعوك ؟ أو إن أبي يريدك في أمر هام؟.
والجواب على ذلك على أوجه:
* حينما ذكرت المرأة السبب في دعوة أبيها لموسى فإن ذلك يُذَكّر موسى بتلك المرأة التي سقا لها فتكون تلك طريقة لبقة منها بعيدة عن إطالة الكلام.
*. لقد كان موسى عليه السلام غاضاً لبصره ولم ير ما يدعوه لمعرفتها لولا أنها صرّحت بتلك العبارة الموجزة البليغة.
* لو اكتفت المرأة بالقول : إن أبي يدعوك. لتوجس موسى خيفة من تلك الدعوة فلعلها تكون دعوة فيها شرّ أو امر فيه خوف ولذلك فإن ذكر سبب الدعوة هام يدخل الأمان الى قلب الغريب .
* إن ذكر السبب في الزيارة وقصدها يوفر الكثير من الأسئلة عند موسى تكون قد خطرت على قلبه وهو الغريب الطريد الذي يتخوّف من كل شيء.
* إن التذكير في صنيع المعروف يجب أن يتقدم في الكلام لإظهار حسن النوايا وتأكيد خلق الشكر الذي حثت عليه الأديان.
*إن ذكر المرأة لسبب الدعوة فيه أيضاً تأكيد على حسن الجزاء عند حسن العمل. وهذا خلق الأنبياء . فقد كان النبي يكافيء المحسن ويعطي البار. وهو القائل عليه أفضل الصلاة والسلام: من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه ، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه.
هذا والله تعالى أعلم.

_________________
د. تيسير الغول كاتب وباحث