المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمَل خطبة جمعة مشكولة بعنوان (القرآن الكريم أعظم كتاب) لشيخنا محمد بن مبارك الشرافي - حفظه الله -



أهــل الحـديث
10-05-2012, 07:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


القرآن الكريم أعظم كتاب 20/6/1433هـ
الْحَمْدُ للهِ الْمُنْعِمِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا هَدَاهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الإِيمَان , وَالْمُتَمِّمِ إِحْسَانَهُ بِمَا أَقَامَ لَهُمْ مِنْ جَلِيِّ الْبُرْهَان , الذِي حَمِدَ نَفْسَهُ بِمَا أَنْزَلَ مِنَ الْقُرْآن , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الإِنْسِ وَالْجَانِّ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ أَفْصَحِ لِسَانٍ وَأَوْضَحِ بَيَان , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيراً إِلَى يَوْمِ الْجَمْعِ وَالْفُرْقَان !
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْرِفُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآن , إِنَّهُ أَعْظَمُ كِتَابٍ وَأَصْدَقُ خِطَاب !
كِتَابُ اللهِ : فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ , وَخَبْرُ مَا بَعْدَكُمْ , وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ , هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ , مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ , وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ , وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ , وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ , وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ , هَوَ الذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ , وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ , وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ , وَلا تَنْقَضِي عَجِائِبُهُ , هُوَ الذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ , وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ , وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ , وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَيْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقيم .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : إِنَّ الْقُرْآنَ أَعْظَمُ آيَةٍ بَهَرَتِ الْعَالَمَ وَأَخَذَتْ بِالأَلْبَابِ , إِنَّهُ مُعْجِزَةٌ خَالِدَةٌ , وَآيَةٌ بَاقِيَةٌ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ وَتَعَاقُبِ الأَعْوَامِ ! إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَحَدَّى الْجِنَّ وَالإِنْسَ أَنْ يَأَتْوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ وَلَوْ تَعَاوَنُوا عَلَى ذَلِكَ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ قَدْ بَهَرَ الْعَرَبَ الذِينَ هُمْ أَهْلُ الْفَصَاحَةِ وَالْبَلاغَةِ , وَأُعْجِبُوا بِهِ أَشَدَّ إِعْجَابٍ , فَدَخَلُوا بِسَبَبِهِ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجَاً , وَأَمَّا الْمُشْرِكُونَ الذِين بَقَوْا عَلَى شِرْكِهِمْ وَصَارُوا يَصُدُّونَ النَّاسَ عَنْهُ فَعَجَزُوا عَنْ مُضَارَعَتِهِ وَعَنِ الإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ , وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَذْكُرُوا فِيهِ قَدْحَاً , أَوْ يُظْهِرُوا فِيهِ عَيْبَاً مَعَ شِدِّةِ عَدَاوَتْهِمْ لَهُ وَحِرْصِهِمْ عَلَى التَّهْوِينِ مِنْ شَأْنِهِ , بَلْ مِنْهُمْ مَنْ مَدَحَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , فَهَذَا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالا لِيُعْطُوكَهُ ، فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَتَعَرَّضَ لِمَا قِبَلَهُ ، قَالَ : قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالا ، قَالَ : فَقُلْ فِيهِ قَوْلا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ ، قَالَ : وَمَاذَا أَقُولُ ؟ فَوَاللهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالشِّعْرِ مِنِّي ، لا بِرَجَزِهِ وَلا بِقَصِيدِهِ ، وَلا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ ، وَاللهِ مَا يُشْبِهُ هَذَا الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا ، وَوَاللهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ لَحَلَاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً ، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ , مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى ، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : هَكَذَا قَالَ هَذَا الْمُشْرِكُ الذِي مَاتَ عَلَى شِرْكِهِ , لَكِنَّهُ رَغْمَ هَذَا مَدَحَ الْقُرْآنَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَلَمْ يَسْتَطِعْ عَيْبَهُ , قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)
إِنَّ تَدَبُّرَ الْقَرْآنِ وَالإصْغَاءَ إِلَيْهِ كَفَى بَعْضَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى آمَنَ بِمُجَرَّدِ سَمَاعِهِ انْبِهَارَاً بِهِ , فَإِنَّهُ يَأْخُذُ بِالأَلْبَابِ وَتَطِيشُ الْعُقُولُ مِنْهُ تَعَجُّبَاً وَاسْتِحْسَانَاً , فَهَذَا أَحَدُ الْمُشْرِكِينَ جَاءَ بَعْدَ مَعْرَكَةِ بَدْرٍ لِيُفَاوِضَ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ بَعْضِ الأَسْرَى , فَإِذَا هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ , فَتَعَجَّبَ وَأَخَذَ الْقُرْآنُ بِقَلْبِهِ وَهُوَ لَمْ يَزَلْ عَلَى شِرْكِهِ , ثُمَّ تَأَثَّرَ وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَاً فِي إِسْلامِهِ , إِنَّهُ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَهَاهُوَ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ } قَالَ : كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
بَلْ حَتَّى الْجِنُّ لَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ تَأَثَّرُوا بِسَمَاعِهِ وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى إِسْلامِهِمْ , حَتَّى أَصْبَحُوا دُعَاةً لِهَذَا الدِّينِ , حِينَ حَضَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلاةِ , وكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعَاً مِنَ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَدَّ عَلَيْهِ أَهْلُها رَدَّاً سَيِّئَاً , فَقَامَ فِي وَادِي نَخْلَةَ , وَصَلَّى بِأَصْحابِهِ صَلاةَ الصُّبْحِ , فَاسْتَمَعَ الْجِنُّ الذِينَ صُرِفُوا إِلَى قَرَاءَتِهِ , وَكَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ مِنْ جِنِّ أَهْلِ نُصَيْبِينَ ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمْ قَوْلَهُ (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ عَلَيْنَا حُقُوقَاً وَوَاجِبَاتٍ , فِيهَا فَلاحُنَا وَصَلاحُنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَعَلَيْنَا الْتِزَامُهَا , وَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَيْهَا فِي الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .
أَقْولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .



الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَلِيُّ الصَّالِحِين , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ الأَمِين , وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِين .
أُمَّةَ الإسْلامِ : إِنَّ أَوَّلَ حَقٍّ لِلْقُرْآنِ عَلَيْنَا أَنْ نُؤْمِنَ صِدْقَاً أَنَّهُ كَلامُ اللهِ حَقَّاً , مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , مِنْهَ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ , وَمِنْ حُقُوقِهِ : أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ فَلا يُبَدَّلُ وَلا يُغَيَّرُ , وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى ذَلِكَ أَهْلُ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ! وَمِنْ حُقُوقِهِ : أَنْ نَتَعَلَّمَ قِرَاءَتَهُ عَلَى الْوَجْهِ الصَّحِيحِ , عَنْ طَرِيقِ الْمُعَلِّمِينَ الْمُتْقِنِينَ فِي حِلَقِ الْقُرْآنِ , فَالْتَحِقْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ بِهَا وَلَوْ كُنْتَ كَبِيرَاً فَلَيْسَ عَيْبَاً , بَلِ الْعَيْبُ أَنْ تَبْقَى لا تَقْرَأُ كَلامَ رَبِّكَ , أَوْ أَنْ تَقَرَأَهُ عَلَى وَجْهٍ غَيْرِ صَحِيحٍ !
وَمِنْ حُقُوقِ الْقُرْآنِ : أَنْ يَجْعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لِنَفْسِهِ وِرْدَاً يَوْمِيَّاً لا يُخِلُّ بِهِ مَهْمَا كَانَتِ الظُّروفُ , وَلا أَقَلَّ مِنْ جُزْءٍ كُلَّ يَوْمٍ , بِحَيْثُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ شَهْرٍ مَرَّةً , وَوَاللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ أُجُورَاً عَظِيمَةً وَحَسَنَاتٍ كَثِيرَةً , فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ قَرَأَ حَرْفَاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسْنَة , وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا لا أُقُولُ آلم حَرْفٌ , وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْف , وَلامٌ حَرْف , وَمِيمٌ حَرْف) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
وَمِنْ حُقُوقِ الْقُرْآنِ : أَنْ نُعَلِّمَهُ أَوْلادَنَا مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِأَنْفُسِنَا , وَأَنْ نُلْحِقَهُمْ بِمَدَارِسِ تَحْفِيظِ الْقُرْآنِ النِّظَامِيِّةِ , وَكَذَلِكَ نُلْحِقُهُمْ بِحَلْقَاتِ الْقُرْآنِ فِي الْمَسَاجِدِ , فَإِنَّهُمْ بِذَلِكَ يُفْلِحُونَ بِإِذْنِ اللهِ .
وَمِنْ حُقُوقِ الْقُرْآنِ عَلَيْنَا : أَنْ نَتَدَبَّرَهُ , وَذَلِكَ بِالتَّأَمُّلِ وَالتَّفَكُّرِ فِي مَعَانِيهِ وَمَاذَا يُرِيدُ اللهُ مِنَّا , لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أُنْزِلَ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) وَالتَّدَبُّرُ طَرِيقُ الْفَهْمِ ثُمَّ الْعَمَل , وَإِنَّ مِمَّا يُعِينُ عَلَى فَهْمِ كَلامِ اللهِ : كُتُبَ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقَةَ , كَتَفْسِيرِ ابْنِ سِعْدِي وَتَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيرٍ رَحِمَهُمَا اللهُ , وَهُنَاكَ تَفْسِيرٌ خَرَجَ مُؤَخَّرَاً اسْمُهُ ( التَّفْسِيرُ الْمُيَسَّرُ ) قَامَ عَلَيْهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ , فَهُوَ مُخْتَصَرٌ وَنَافِعٌ وَمَوْثُوقٌ !
وَمِنْ حُقُوقِ الْقُرْآنِ : أَنْ نَدْعُوَ النَّاسَ بِهِ إِلَى اللهِ وَإِلَى دِينِهِ وَشَرْعِهِ , فُهُوَ الْكِتَابُ الذِي دَخَلَ بِسَبَبِهِ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجَاً , فَحِرِيٌّ بِالدُّعَاةِ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ زَادُهُمْ فِي دَعْوَتِهِمْ الْقُرْآنَ , فَفِيهِ الْبَرَكَةُ وَالنُّورْ !
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ الذِيَن هُمْ أَهْلُكَ وَخَاصُّتُكَ , اللَّهُمَّ اجْعَلْ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا ، وَنُورَ صُدُورِنَا ، وَجَلاءَ هُمُومِنَا وَغُمُومِنَا ، اللَّهُمَّ ذَكِّرْنَا مِنْهُ مَا نُسِّينَا ، وَعَلِّمْنَا مِنْهُ مَا جَهِلْنَا ، وَارْزُقْنَا تِلاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ عَلَى الْوَجْهِ الذِي يُرْضِيكَ عَنَّا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ ، وَيُؤْمِنُ بِمُتَشَابِهِهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حُجَّةً لَنَا لا عَلَيْنَا ، وَاجْعَلْهُ شَاهِدَاً لَنَا وَدَلِيلَنَا وَسَائِقَنَا إِلَى جَنَّاتِكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ لَنَا بِهِ الدَّرَجِاتِ ، وُحُطَّ عَنَّا بِهِ الْخَطَايَا وَالسَّيِّئَاتِ ، وَشَفِّعْهُ فِينَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينْ , وصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .