تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة الأصمعي



صـــارخ
18-08-2005, 04:36 PM
طلب مني أحد الأخوان بالهاتف أن أضع قصيدة الأصمعي ولا يسعني الا ان ألبي طلبة ومن عيوني الثنتين واذا يبي أقول قصته كاملة أنا حاضر وهو يعرف نفسه :) واليكم القصيدة


صـوت صـفير البلبل هيــج قلبـي الثملِ

الماء و الزهـر معــاً مـع زهــر المقـلِ

و انت يا سيـد لــي وسيدي ومولى لـي

فكــم فكــم تيمني غزيـــل عـقيقلـي

قطفتــه مــن وجنة من لثم ورد الخجــل

فـقـــال لا لا لا لا لا وقد غدا مهـــرولِ

والخوذ مالـت طـرباً من فعل هذا الرجـل

فولولــت وولــولت ولي ولي ياياويل لـي

فقلـــت لا تولـولـي وبيني اللؤلؤ لـــي

قالـت له حين كـذا أنهض وجــد بالنقل

وفتية ســقونـــني قهوة كالعسل لـــي

شممتــها بأنفــــي أزكى من القرنفــلِ

في وسط بستان حلــي بالزهر والسرور لــي

والعود دندن دنالـي والطبل طبطب طب لي

طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب لي

والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشـاهش على ورق سفرجـــل

وغـرد القمـر يصيــح ملـــل في ملــــلِ

ولو تراتني راكـــباً علــى حمــار أهـزلِ

يمـشي علـى ثلاثـــة كمشيــة العرنجــلِ

والناس تـرجم جملــي في السوق بالقلـــقللِ

والكـل كعكع كعكع خلفي ومن حويللـــي

لـكن مشيت هــارباً من خشية العقنقلـــي

إلــى لقــاء مــلك معــــظم مبجــــلِ

يأمــر لــي بخلعـة حمـــراء كالدم دملي

أجــر فيهـا مـاشياً مبغدداً للذيـــــلِ

أنا الأديب الآلمــعي من حي أرض الموصلِ

نظمت قطعاً زخرفــت يعجز عنها الأدب لـي

أقول في مطلعــــها صـوت صـفير الـبلبل

^][الفـيـصـل][^
18-08-2005, 07:19 PM
الصارخ ..

يعطيك ألف ألف ألف عافيه حبيبي ..

فعلا قصيده الأصمعي ..

لا يمل منها ..

والشكر موصول لمن أوصى بها ..

00تحيتي00

شعيب يحيى
18-08-2005, 09:04 PM
السلام عليكم ...
شكرا على المشاركة ... و لو أردفتها بقصّتها لكان أجدى و أحلى ...

قطر الندى
19-08-2005, 04:06 AM
أخي الكريم / صارخ ..

شاكرةً لك كتابة القصيدة هاهنا ..

ولكنّي سأقف مع هذه القصيدة وأوضّح حقيقة غابت عن الكثيرين ..

القصيدة في الأصل ليست للأصمعي .. وهي منسوبة إليه ..

وقد أشار إلى هذا الأستاذ / عبدالحق بن المقدم النواري في مقال نُشر في المجلة العربية عدد ( 256 ) جمادى الآخرة 1419 ص 94 ..

يقول في مقالته تلك :

(شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ، صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة واحدة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذ ا جاء شاعر بقصيدة يمدحه بها ، حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ، ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة : وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها ، فيخرج الشاعر مكذباً متهماً .


قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ، فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :


صــوت صفير البلبل هيّج قلب الثمــل
الماء والزهـــر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيـــددلي وسيددي وموللي (!)

ومنها - وكلها عبث فارغ - :

وقــــال : لا لا لللا وقد غدا مهــرولي (!)
وفـــــتية سقونني (!) قهــيوة كالعسل
شممـــــتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والــعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكـــل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)


وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .

ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ، فقال الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب ، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ، فأخرج قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود من الرخام ، فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته (!!!) .

إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ، وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .

إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق ، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين ، الأول : إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ ) وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .

والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .

ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .

وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .

ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول : إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ، ويُتّخذ نديماً وجليساً ، ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا مخالف لما جاء في القصة ، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟
أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب له شيء كثير ، لكثرة رواياته ، وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس هذا بخاف عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .

ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها ، ويتماهرون في حفظه ، وهو مفسدة للذوق ، مسلبة للفصاحة ، مأذاة للأسماع .

وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة قول عمر فرّوخ رحمه الله :( إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم) . )

هذا والله أعلم ..

مقدرةً لك سعة صدرك .. ومعتذرةً عن ما قد يُسمّى تطفلاً ..

إنما أردت أن أشرككم فيما معي من بحث عسى أن ينفعنا الله به جميعاً ..

اسعد الروابة
28-08-2005, 09:14 PM
صارخ مساء الخير


مشكور اخي على هذه الخطوة الرائعة




تقبل الود

عزام بركات
08-09-2005, 03:50 PM
:mf_scotsm تسلم يا غالي