عسل صافي
17-08-2005, 06:20 AM
سعد وحمد في المقهى يجلسان ويشربان كوبان من القهوة بينما يحدقان بالموجودين ويتكلمان ...
- سعد : اعتقد يا حمد أننا نستطيع معرفة ما بداخل هؤلاء الناس دون محادثتهم ودون حتى أن نعرف أسماءهم ..
- حمد : لماذا ؟؟ هل عملت عرّافاً دون أن تقول لي ؟؟
- سعد: هل تريدني أن أثبت لك ما أقول ؟؟
- حمد: طبعاً أريدك أن تثبت لي .. هل تريدني أن أصدقك هكذا بسرعة ؟؟؟
- سعد: اختر أي اثنين وأنا سأقول لك ما يقولونه لبعضهم وما سيفعلونه ..
صمت حمد لفترة قصيرة بينما يكمل شرب قهوته ويعطي نفسه متسعاً من الوقت يفكر فيه ويتمعن باختيار النموذجين .. وجاءه الحل عندما دخل شخصين إلى المقهى فأشار إليهما بحاجبه وفهم سعد قصده ..
ظل الصمت على ما هو عليه عندما كان سعد يحدق بالنموذجين .. ثم تناول قهوته وقال لحمد : " حمد .. هؤلاء متشاجران أو متخاصمان يحاولان تسوية الأمور " ..
رفع حمد حاجبيه وقال : " كيف عرفت هذا ؟؟ "
- سعد : " لو كنت نظرت إليهما بتمعن لكنت عرفت ما قلته دون أن أخبرك فهذا واضح عليهما .. فعندما اختارا الطاولة لم ينظرا ملياً حولهما واختارا أقرب طاولة ثم جلسا لفترة دون أن يطلبا أي شيء ولم يعرض أحدهما على الآخر طلب أي شيء .. بل إنهما لم ينظرا إلى القائمة التي على الطاولة .. وعندما جلسا على الطاولة ظلاّ يكملان نقاشاً كان دائراً .. ولو نظرت إلى تحركاتهما لوجدت أن عندما يتكلم أحدهما يحرك يديه بشكل تأكيدي بينما الآخر يظل مقطباً وفي نهاية حديث الأول يحرك الآخر يديه بشكل نفي من اليسار إلى اليمين وفي بعض الأحيان يحرك حتى رأسه .. ثم عندما جاء النادل لم ينتبها له ولم يسألاه عما يقدمه ولم ينظرا إلى القائمة بل طلبا كوبين من العصير دون تفكير .. وعندما جاء الطلب لم يلمساه بل كانا يكملان حديثهما .. "
- حمد مقاطعاً : " هل كل هذا يدلك على أنهما متخاصمان ؟؟ "
- سعد : " بماذا تفسر تحركاتهما إذاً ؟؟ "
- حمد : " قد يكونان شريكين يناقشان مشروعاً .. "
- سعد : " انظر إليهما الآن ... لقد بدأ الشجار .. "
- حمد : " ماذا ؟؟ "
أشار إليهما سعد ونظر إليهما حمد ولكنه لم ير شيئاً مميزاً ..
- حمد : " لست أرى شجاراً .. "
- سعد : " لقد رجع أحدهما إلى الوراء وحاول الذهاب عندما أمسك به الآخر وقال له شيئاً جعله يجلس .. ثم وبعد وقت قصير قام الآخر بالتكشير ثم الإشارة بسبابته إلى وجه الأول .. وهاهما الآن .. يتشاجران بصوت منخفض .. انظر إلى يد الشخص الأقرب لنا ... إنه يجهز قبضته للكمة .. سيقف الآن ... هاقد وقف .. ووقف الآخر في ردة فعل سريعة .. انظر إليه .. سيصفعه .. واحد .. اثنين .. ثلاثة .. هوب "
صفعة قوية دوّت في المكان .. ثم أوقف النادل الشجار بمساعدة من زملائه .. وخرج الشخصين ..
عينا حمد لم تصدقا ما حصل .. فلم يستطع إغلاقهما حتى قام سعد بتنبيهه أن القهوة انسكبت على ملابسه .. فانتبه وبدأ بمسحها عندما كان يقول : " كيف عرفت ذلك يا سعد ؟؟ "
- سعد : " كنت أتذكر وجهك عندما تتشاجر وأتذكر تصرفاتك وتصرفات اللذين تصفعهم .. "
- حمد : " هل أتصرف أنا هكذا ؟؟؟ هذا غير معقول .. أنا لست عصبياً هكذا .. "
تجاهل سعد كلام حمد عن العصبية لأنه كلمه عنها كثيراً ولا حياة لمن تنادي .. وقال بعد رشفة أخيرة من كوب القهوة :
- : " حمد .. لو أعدنا الموقف مرة أخرى .. وأوقفناه عند اللقطة التي رفع فيها الأول يده لصفع الآخر .. كيف ستكون مشاعر الصافع والمصفوع في هذه اللحظة ؟؟ "
- حمد : " لست أدري .. "
- قطب سعد بشدة وبلهجة حادة قال : " كيف لا تعرف ؟؟ كيف ؟؟ هل هذا معقول ؟؟ أنت لا تعرف .. "
- استغرب حمد لهجة سعد الجديدة وبعصبيته المعتادة قال : " مالذي تريده ؟؟ "
- بنفس اللهجة قال سعد : " أريدك أن تقول لي ما أريد "
- حمد رافعاً صوته قليلاً : " كيف لي أن أعرف ما تريدني أن أقول ؟؟ "
- سعد بنفس نبرة حمد : " أريدك أن تقول لي الآن .. " وضرب بقبضته الطاولة حيث اهتزت أكواب القهوة وانسكبت مرة أخرى على حمد الذي غضب كثيراً وقال :
- حمد : " انظر للذي فعلته ... "
- سعد بنفس اللهجة : " أنا لم أفعل شيئاً .. هذا غباؤك هو الذي جعلك تسكب القهوة على ملابسك كالطفل .. "
- وقف حمد وكرد فعل وقف سعد ورفع حمد يده عندما قال سعد : " واحد ... اثنين .. ثلاثة .. هوب .." وانخفض في اللحظة المناسبة كي يبتعد عن يد حمد المندفعة نحو وجهه ..
ابتسم سعد وعاد إلى وقفته ثم قال بلهجته الهادئة : " كيف تشعر الآن ؟؟ "
انتبه حمد إلى نفسه وقال بعصبية : " هل هذا ما كنت تريده ؟؟؟ أن نعيد تمثيل المشهد ؟؟ "
جلس حمد على الطاولة وكذلك سعد الذي كان متحمساً .. وبدأ سعد بالكلام حين قال :
- : " لم تقل لي كيف كان شعورك وأنت تصفعني ..
تنهد حمد بعمق ثم قال ببرود :
" لست أتذكر .. "
- سعد : اعتقد يا حمد أننا نستطيع معرفة ما بداخل هؤلاء الناس دون محادثتهم ودون حتى أن نعرف أسماءهم ..
- حمد : لماذا ؟؟ هل عملت عرّافاً دون أن تقول لي ؟؟
- سعد: هل تريدني أن أثبت لك ما أقول ؟؟
- حمد: طبعاً أريدك أن تثبت لي .. هل تريدني أن أصدقك هكذا بسرعة ؟؟؟
- سعد: اختر أي اثنين وأنا سأقول لك ما يقولونه لبعضهم وما سيفعلونه ..
صمت حمد لفترة قصيرة بينما يكمل شرب قهوته ويعطي نفسه متسعاً من الوقت يفكر فيه ويتمعن باختيار النموذجين .. وجاءه الحل عندما دخل شخصين إلى المقهى فأشار إليهما بحاجبه وفهم سعد قصده ..
ظل الصمت على ما هو عليه عندما كان سعد يحدق بالنموذجين .. ثم تناول قهوته وقال لحمد : " حمد .. هؤلاء متشاجران أو متخاصمان يحاولان تسوية الأمور " ..
رفع حمد حاجبيه وقال : " كيف عرفت هذا ؟؟ "
- سعد : " لو كنت نظرت إليهما بتمعن لكنت عرفت ما قلته دون أن أخبرك فهذا واضح عليهما .. فعندما اختارا الطاولة لم ينظرا ملياً حولهما واختارا أقرب طاولة ثم جلسا لفترة دون أن يطلبا أي شيء ولم يعرض أحدهما على الآخر طلب أي شيء .. بل إنهما لم ينظرا إلى القائمة التي على الطاولة .. وعندما جلسا على الطاولة ظلاّ يكملان نقاشاً كان دائراً .. ولو نظرت إلى تحركاتهما لوجدت أن عندما يتكلم أحدهما يحرك يديه بشكل تأكيدي بينما الآخر يظل مقطباً وفي نهاية حديث الأول يحرك الآخر يديه بشكل نفي من اليسار إلى اليمين وفي بعض الأحيان يحرك حتى رأسه .. ثم عندما جاء النادل لم ينتبها له ولم يسألاه عما يقدمه ولم ينظرا إلى القائمة بل طلبا كوبين من العصير دون تفكير .. وعندما جاء الطلب لم يلمساه بل كانا يكملان حديثهما .. "
- حمد مقاطعاً : " هل كل هذا يدلك على أنهما متخاصمان ؟؟ "
- سعد : " بماذا تفسر تحركاتهما إذاً ؟؟ "
- حمد : " قد يكونان شريكين يناقشان مشروعاً .. "
- سعد : " انظر إليهما الآن ... لقد بدأ الشجار .. "
- حمد : " ماذا ؟؟ "
أشار إليهما سعد ونظر إليهما حمد ولكنه لم ير شيئاً مميزاً ..
- حمد : " لست أرى شجاراً .. "
- سعد : " لقد رجع أحدهما إلى الوراء وحاول الذهاب عندما أمسك به الآخر وقال له شيئاً جعله يجلس .. ثم وبعد وقت قصير قام الآخر بالتكشير ثم الإشارة بسبابته إلى وجه الأول .. وهاهما الآن .. يتشاجران بصوت منخفض .. انظر إلى يد الشخص الأقرب لنا ... إنه يجهز قبضته للكمة .. سيقف الآن ... هاقد وقف .. ووقف الآخر في ردة فعل سريعة .. انظر إليه .. سيصفعه .. واحد .. اثنين .. ثلاثة .. هوب "
صفعة قوية دوّت في المكان .. ثم أوقف النادل الشجار بمساعدة من زملائه .. وخرج الشخصين ..
عينا حمد لم تصدقا ما حصل .. فلم يستطع إغلاقهما حتى قام سعد بتنبيهه أن القهوة انسكبت على ملابسه .. فانتبه وبدأ بمسحها عندما كان يقول : " كيف عرفت ذلك يا سعد ؟؟ "
- سعد : " كنت أتذكر وجهك عندما تتشاجر وأتذكر تصرفاتك وتصرفات اللذين تصفعهم .. "
- حمد : " هل أتصرف أنا هكذا ؟؟؟ هذا غير معقول .. أنا لست عصبياً هكذا .. "
تجاهل سعد كلام حمد عن العصبية لأنه كلمه عنها كثيراً ولا حياة لمن تنادي .. وقال بعد رشفة أخيرة من كوب القهوة :
- : " حمد .. لو أعدنا الموقف مرة أخرى .. وأوقفناه عند اللقطة التي رفع فيها الأول يده لصفع الآخر .. كيف ستكون مشاعر الصافع والمصفوع في هذه اللحظة ؟؟ "
- حمد : " لست أدري .. "
- قطب سعد بشدة وبلهجة حادة قال : " كيف لا تعرف ؟؟ كيف ؟؟ هل هذا معقول ؟؟ أنت لا تعرف .. "
- استغرب حمد لهجة سعد الجديدة وبعصبيته المعتادة قال : " مالذي تريده ؟؟ "
- بنفس اللهجة قال سعد : " أريدك أن تقول لي ما أريد "
- حمد رافعاً صوته قليلاً : " كيف لي أن أعرف ما تريدني أن أقول ؟؟ "
- سعد بنفس نبرة حمد : " أريدك أن تقول لي الآن .. " وضرب بقبضته الطاولة حيث اهتزت أكواب القهوة وانسكبت مرة أخرى على حمد الذي غضب كثيراً وقال :
- حمد : " انظر للذي فعلته ... "
- سعد بنفس اللهجة : " أنا لم أفعل شيئاً .. هذا غباؤك هو الذي جعلك تسكب القهوة على ملابسك كالطفل .. "
- وقف حمد وكرد فعل وقف سعد ورفع حمد يده عندما قال سعد : " واحد ... اثنين .. ثلاثة .. هوب .." وانخفض في اللحظة المناسبة كي يبتعد عن يد حمد المندفعة نحو وجهه ..
ابتسم سعد وعاد إلى وقفته ثم قال بلهجته الهادئة : " كيف تشعر الآن ؟؟ "
انتبه حمد إلى نفسه وقال بعصبية : " هل هذا ما كنت تريده ؟؟؟ أن نعيد تمثيل المشهد ؟؟ "
جلس حمد على الطاولة وكذلك سعد الذي كان متحمساً .. وبدأ سعد بالكلام حين قال :
- : " لم تقل لي كيف كان شعورك وأنت تصفعني ..
تنهد حمد بعمق ثم قال ببرود :
" لست أتذكر .. "