تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مراقبـــة الله !!



االزعيم الهلالي
08-05-2012, 06:20 AM
مراقبـــة الله !!

إن لله تعالى الأسماء الحسنى , و الصفات العلا , قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ 180 , الأعراف , و قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ) . رواه البخاري , و قد ذكر العلماء أن أسماء الله و صفاته التي دل عليها الكتاب , و أثبتتها النصوص الشريفة كثيرة , و من أحصى ما يعرف منها مما ورد في الكتاب و السنة , و عمل بمقتضاها , تدبرا لمعانيها , و ذكرا في اللسان , و عملا في الجوارح , و ابتعد عما ينافيها كان ذلك سببا في دخول الجنة . و إن الرقيب من أسماء الله الحسنى , و هو الذي يراقب عباده ، ويُحصي أعمالهم، ويحيط بِمَكنونات سرائرهم ، و حركاتهم و سكناتهم , ولا يغيب عنه شيء . لذلك يجب على المسلم أن يراقب الله تعالى في عباداته القلبية و القولية و الفعلية , و في أعماله و معاملاته , و يكون على يقين بأن الله مطلع على أعماله الظاهرة و الباطنة , و أنه يراه و لا تخفى عليه خافية , فإذا بادر إلى الخير و الطاعات من صلاة و صوم و حج و زكاة و غيرها , فإنه يبتغي وجه الله و الأجر و الثواب , مبتعدا عن الرياء و السمعة , و يحاسب نفسه قبل يوم الحساب , و يستشعر مراقبة الله تعالى له , و أنه بين يدي الله تعالى , و يجعل مراقبة الله في كل ما يقوم به تقوم مقام الإحسان الذي هو أرفع مراتب الدين , لقوله صلى الله عليه و سلم : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) رواه البخاري . فإن كان في طاعة لله , فليداوم عليها , و إن كان في معصية , فليتذكر الله الرقيب , و ليردع نفسه و يتجنبها , و إن كان في نعمة فليشكر الله تعالى , حتى يجني ثمرات المراقبة الطيبة مثل : محبة الله , و الخوف من الله تعالى في جوارحه , فيبتعد عما حرم الله من الغيبة و النظر إلى الحرام و النميمة و البهتان , و أكل الحرام , و هي من أسباب دخول الجنة. و بها يكسب العبد رضا الله سبحانه و تعالى عنه. وتحثه على الطاعات. و تجنبه المعاصي والمنكرات. و أنها من خصال الإيمان الطيبة, و بها ينال المسلم سعادة الدارين.
عبد العزيز السلامــة /أوثال