المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل توجد آثار نبوية باقية اليوم؟ نقل أقوال



أهــل الحـديث
07-05-2012, 03:16 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله، وبعد:
جرت مباحثة مع الزميل الفاضل الشيخ صالح القريري حول النقول المعاصرة في الآثار النبوية، وذلك في منتدى التراجم:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=282232
ورأيتُ من باب تعميم الإفادة أن أعيد طرح المسألة بتصرف في مظنتها (منتدى العقيدة)، لعل بعض المهتمين يفيد ويزيد.
-----------------
فأقول وبالله التوفيق: لا أعلم بقاء شيءٍ من الآثار النبوية اليوم، مما هو ثابت بحجة على طريقة المحدّثين.
وأسوق ههنا ثلاثة نقول:
عن أكبر محدّثي العصر.
وعن أحد أبرز المختصين الموسوعيين ممن جمع في المسألة.
وعن أحد أبرز علماء الآثار المعاصرين.
ثم أُحيل لمشايخ آخرين من المعاصرين.

أما الأول، فقال الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه التوسل (ص144): "هذا ولابد من الإشارة إلى أننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم، ولا ننكره خلافاً لما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا، كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلم من ثياب أو شعر أو فضلات قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا ويكون أمراً نظرياً محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه"

وأما الثاني، فهو العلامة الموسوعي أحمد تيمور باشا رحمه الله، فإنه درس في كتابه المتخصص (الآثار النبوية) -وهو آخر مصنفاته- أشهر الآثار المذكورة، وبيّن أن جلَّها انقرض، ولا صحة لجملة مما يُتداول اليوم كالبردة والقضيب والأحجار الذي يُزعم أن بها آثار القدم الشريفة، وقال في مقدمة ما حرره بقلمه: (وإنما قصدت أن أحدّثهم عن آثار اشتهرت نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم وتداولها الناس بلا تمييز من غالبهم بين صحيحها وزائفها، لأبين ما حققه العلماء عنها). والقارئ لكتابه يجد البحث المتوسع والتنقيب في الأخبار، ويظهر منها للحديثي بكل بساطة أنها لا يمكن تصحيحها على طريقة المحدثين، وأنها تستند إلى قول مجاهيل لا تُعرف أحوالهم وربما أعيانهم، وجلُّهم متأخر، أو على ظنون وكلام العوام، أو يوجد انقطاع وإعضال طويل جدًّا (لقرون) بين أصولها وما زُعم بعد لبقائه منها، ثم تابع الناس الأخبار بعد ذلك!
وواضحٌ من جرد بحثه -قولًا وعملًا- أن الآثار عنده قسمان: قسم مجزوم بعدم صحته أو بقائه، وهو الأكثر، والقسم الآخر يحتمل الصحة (أي لم يثبت بذاته)، ولكنه لا يرى مانعًا من قبوله بشرط خلوه من الشك والريب والطعن! ولا يخفى أي حديثيّ أن عدم الثبوت هو شك وريب في حدِّ ذاته!
ولما تكلم عن الآثار الموجودة عند العثمانيين في الأستانة -أشهر الآثار المنسوبة اليوم- بيّن مطلع بحثه أنه لا يوجد مستند لثبوتها منذ أخذهم لها من الحجاز في القرن العاشر، ثم قال (ص79): لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل للصحة، غير أنا لم نر أحدًا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه وتعالى أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها من الشكوك. وذكر نقدًا واضحا لبعض الأشياء مثل السبح التي لم تكن آنذاك أصلاً! (وانظر ص102)
وقال عن الشعرات النبوية (ص84) إنه من الصعوبة معرفة صحيحها من زائفها، وبمعناه ص(99).

وأما الثالث فهو الأستاذ الدكتور عفيف البهنسي (مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا، والخبير العالمي في الآثار) فقد لقيتُه في منزله بحي الروضة في دمشق، برفقة شيخنا الفقيه عبد العزيز بن قاسم حفظه الله، والسيد مختار البهنسي، سنة 1423 تقريبا، وجرى التطرق للآثار النبوية، فأكّد أنه بدراسة الآثار المحفوظة في تركيا لا يثبت أي أثر من الآثار النبوية من ناحية الدراسة العلمية الأثرية والتاريخية، ولا حتى ما يُنسب للصحابة هناك، ويقول: بعض تلك الآثار قديمة فعلا، وترتقي للقرن الأول أو الثاني، ولكن لا يُمكن مطلقا إثبات أن هذا الأثر لفلان أو فلان تحديدا من الصحابة الكرام.

وهنا لمن يريد معرفة نبذة عن الدكتور البهنسي:
http://www.fikr.com/?Prog=book&Page=authorinfo&aid=1410
http://www.art.gov.sa/t4449.html

وهذه فتوى مفيدة في الموضوع، وإن كان لم يوثق النقول عمن أخذ:
http://www.sunnah.org.sa/ar/sunnah-s...01-06-17-55-54 (http://www.sunnah.org.sa/ar/sunnah-sciences/variety-scientific-articles/102-2010-07-22-07-22-40/3157-2012-01-06-17-55-54)

وهنا فتاوى أخرى مفيدة عن الموضوع لعدد من المشايخ المعاصرين، مثل الشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الرحمن المحمود، والشيخ ناصر الجديع، والشيخ عبد الرحمن السحيم، والشيخ أحمد الغامدي:
http://www.islam2all.com/dont/dont/latnshor/123.html
والله تعالى أعلم.