المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السمــــــاء تــــــبكي وردا



محمد دلومي
13-08-2005, 05:09 PM
جلس قبالة البحر ممدداً أقدميه الحافيتين الى أمواج صغيرة لطيفة يبتسم في بله ’ وفي ملامح وجهه براءة الأطفال . في تلك اللحظات توقف الزمن وانسحبت الذاكرة ليعم الصمت والسكون ناشرا رهبة على المكان ، تسربت روحه وانعتقت من سجن الجسد المنهك وراحت تعرج الى السماء .. وفي عروجه كان يشاهد قلبه أشلاءا مبعثرة على رمال الشاطئ الناعمة وكل جزء منه ينزف دما مثل سيل منهمر ِ دماء تجري بلا توقف تتسرب بين ذرات الرمل لتغور الى أديم الارض .. أما كبده فجرحها غائر الى الأعماق حتى لم يعد يرى في ذلك الجرح الا حفرة سوداء تمتد الى أعماقه حافرة بأظافر من فلاذ أخاديداً من جروح تجلد الروح المعذبة كبده مثل كبد أم ثكلى فجعت في وحيدها تبكي بصمت ولا واحد من البشر يواسيها ويخفف عنها .. تلك الكبد كانت ذابلة رآها مصفرة مثل ورقه من أشجار االخريف الذابلة مستسلمة لقدر كان بالأمس فقط جميلاً لتتحول الاشياء من حوله الى جراح نازفة . كل الأحلام بلون الدم ِ كل شيء باهت مثل الموت .. أما عيونه فتحكي حكاية طويلة عيون جاحظة تستجدي دمعا من المآقي فلا تجد الى ذلك سبيلا لتعود المدامع الى الداخل تنهمر سيلا غزيرا طاهرا تمر عبر آهات صدره فتجرح وتنساب على اشلاء قلبه فتشتته .. عيون معلقة من الأهداب بخيوط حلم هزيل هارب من عتمة الظلام وقسوة البشر استغرب من عذاب نفسه ومن مشاهد أجزائه وأشلائه .. وقال بصوت هزيل رقيق :


أهذا أنا ...؟ كيف احتملت ..؟ وكيف صبرت .. ؟ .. حينها جاءه صوت من عتمة السكون تسرب متسللا من اطياف الخيال يناشده برقة حانية : ان الروح التي يغمرها الله بمحبته ويصيرها الى الفضيلة ويجعلها رقيقة مرهفة عذبة قد خلق فيها قوة تهد جبالاً من صخر ’ فهذا ربك قد الهمك صبرا ، فاحمده على فضله الذي لا يزول وخيره الذي لا يحول ..


ابتسم مثل طفل يشدو الى صوت ام رؤوم ولما استقام في جلسته عاد الزمن يتحرك وتناهى الى مسامعه صوت الأمواج وصياح طيور النورس وتسربت روحه عائدة الى جسده ونهض متثاقلا متعباً بطعم الغدر والخيانة ولما استدار راحلا كانت الحياة كلها تتفرج على خنجر مغروس في ظهره تسيل منه الدماء وردا تاركةً بقعاً على امتداد خطاه كأنها شقائق النعمان الجميلة تمتد على مد البصر مشكلةً طريقا طويلا يمتد الى الشمس ولما اختفى في عتمة الحياة بكت السماء وردا اختلط بلون الدم الذي يسيل من ظهره لتصبح الدنيا كلها بلون الدم القاني حتى الشمس اشرقت في الغد حمراء مثل الدم .

عبدالرحمن الجبابرة
13-08-2005, 05:46 PM
مرحبا بك أخي محمد دلومي

خاطرة جميلة

استمتعت بتذوقها

تستحق أن نتدبر ما فيها من إبداع


دمت بخير ولك مني خالص الود

دمعة سراب
13-08-2005, 09:13 PM
محمد دلومي


جعلتنا نبحر في
رحلةٍ ملؤها الآلام والأوجاع

سلمت يمناك بعيداً
عن الحزن

تقبل مني كل الاحترام
ومرحباً بك بيننا

دمعة

خــــالـــــد
14-08-2005, 12:05 AM
محمد دلومي

.
.

يـــا لكَ من مبـــدع ...

بصراحة كلماتكَ راقية وشفافة ...

سلمتَ على هذا البوح ...

لك مني كل الاحترام والتقدير ...

لا تحرمنا من إبداع قلمكـ





أخوكـ/خالد

العهـــود
14-08-2005, 11:36 AM
طاب لي أن أعانق حروفك الرائعه ..
رائـع بكل ماتحمله هذه الكلمه ..
أجزلت وأبدعت ..
أخـوي : محمد دلومـي
صح لسانك .. وسلمت يمينك
تقبل أرق التحايا

"
"

العهــود

اجراس السماء
15-08-2005, 11:52 PM
في تلك اللحظات توقف الزمن وانسحبت الذاكرة


تسربت روحه وانعتقت من سجن الجسد المنهك وراحت تعرج الى السماء


وفي عروجه كان يشاهد قلبه أشلاءا مبعثرة


كبده مثل كبد أم ثكلى


وتسربت روحه عائدة الى جسده ونهض متثاقلا متعباً بطعم الغدر والخيانة


ولما اختفى في عتمة الحياة بكت السماء وردا اختلط بلون الدم الذي يسيل من ظهره


شد فضولي تلك الجمل .. فجلوسك على الشاطئ أخرج منكَ روح أسمها روح اليقضة ، فنحن

في جلوسنا مع أنفسنا نكون كمن هو ينظر إلى الناس من أعلى سطح في المبنى ، فهو

يشاهد ويلاحظ أكثر مما هو على الارض .

إنسحابك إلى الشاطئ هو حبك للوحدة وصوت الأمواج هو أخذ وعطاء مع مايعانيه الإنسان

من غدر وخيانه ، أو من الم ما ..

خاطرتك النصيه كتبت من دم إشلاء القلب المبعثرة على شاطئ وألم غائر يمزق الكبد المتعبه .

شكراً لإتحافك بكرم ، فبحق تستحق كل التقدير منا ياسيدي .

\
/
\
/
\
/

أجـــراس الـسـمـاء

السُّلمي
16-08-2005, 07:20 AM
الاخ الفاضل محمد دلومي

كلما يشدنا البحر يشعرنا بعالم وجد داخلنا بصمت

ننزف على شواطئه الالم , نداوي الجرح بالتأمل فيه

تغوص اعيننا داخله , لنشاهد مالاتشاهدة الاعين .

أمتعتنا بهذة الخاطرة ولو إن الحزن شاهدتة على ابوابها, ولكن لكل حبر عالمه الخاص.

لك فائق التحايا والاحترام ..


أخــــوك .. السُّلمي

محمد دلومي
30-01-2006, 01:18 PM
مرحبا بك أخي محمد دلومي

خاطرة جميلة

استمتعت بتذوقها

تستحق أن نتدبر ما فيها من إبداع


دمت بخير ولك مني خالص الود

اخي العزيز عبد الرحمان هطولك هنا وحده كفيل بأن يجعل للكمات معنى جميل .

دمت بود يا صديقي .

محمد دلومي
30-01-2006, 01:19 PM
محمد دلومي


جعلتنا نبحر في
رحلةٍ ملؤها الآلام والأوجاع

سلمت يمناك بعيداً
عن الحزن

تقبل مني كل الاحترام
ومرحباً بك بيننا

دمعة

دمعة سراب شكرا لمرورك الجميل هنا عبورا مثل الربيع جميلا مثل ازهاره .

محمد دلومي
30-01-2006, 01:20 PM
محمد دلومي

.
.

يـــا لكَ من مبـــدع ...

بصراحة كلماتكَ راقية وشفافة ...

سلمتَ على هذا البوح ...

لك مني كل الاحترام والتقدير ...

لا تحرمنا من إبداع قلمكـ





أخوكـ/خالد

خالد جميل وجودك ورقيق احساسك استشعر دقات قلبك هنا وحشرجة روحك . شكرا مرة اخرى والشكر لا يفيك حقا وليس لي غيره فشكرا .

محمد دلومي
30-01-2006, 01:23 PM
طاب لي أن أعانق حروفك الرائعه ..
رائـع بكل ماتحمله هذه الكلمه ..
أجزلت وأبدعت ..
أخـوي : محمد دلومـي
صح لسانك .. وسلمت يمينك
تقبل أرق التحايا

"
"

العهــود


لك مني وافر التقدير والاحترام اختي العهود . دام هطولك هنا دائما .

محمد دلومي
30-01-2006, 01:24 PM
شد فضولي تلك الجمل .. فجلوسك على الشاطئ أخرج منكَ روح أسمها روح اليقضة ، فنحن

في جلوسنا مع أنفسنا نكون كمن هو ينظر إلى الناس من أعلى سطح في المبنى ، فهو

يشاهد ويلاحظ أكثر مما هو على الارض .

إنسحابك إلى الشاطئ هو حبك للوحدة وصوت الأمواج هو أخذ وعطاء مع مايعانيه الإنسان

من غدر وخيانه ، أو من الم ما ..

خاطرتك النصيه كتبت من دم إشلاء القلب المبعثرة على شاطئ وألم غائر يمزق الكبد المتعبه .

شكراً لإتحافك بكرم ، فبحق تستحق كل التقدير منا ياسيدي .

\
/
\
/
\
/

أجـــراس الـسـمـاء

أجراس السماء شكرا لرنينك الذي رنا ها هنا مثل معزوفة عروس بحر تاهت في بحور جميلة .

محمد دلومي
30-01-2006, 01:26 PM
الاخ الفاضل محمد دلومي

كلما يشدنا البحر يشعرنا بعالم وجد داخلنا بصمت

ننزف على شواطئه الالم , نداوي الجرح بالتأمل فيه

تغوص اعيننا داخله , لنشاهد مالاتشاهدة الاعين .

أمتعتنا بهذة الخاطرة ولو إن الحزن شاهدتة على ابوابها, ولكن لكل حبر عالمه الخاص.

لك فائق التحايا والاحترام ..


أخــــوك .. السُّلمي


ولك مني الاحترام والنقدير يا رائع .

مشاعر حالمه
30-01-2006, 10:23 PM
محمد دلومي ...


كلمات جميلة جداً ...


استمتعت جداً بقرائتها ..


لعذوبتها وسلاسة الأسلوب ..


تحيتي لك / مشاعر حالمه ...

صهيل الصمت
30-01-2006, 10:41 PM
..



..




أهذا أنا ...؟ كيف احتملت ..؟ وكيف صبرت .. ؟ .. حينها جاءه صوت من عتمة السكون تسرب متسللا من اطياف الخيال يناشده برقة حانية : ان الروح التي يغمرها الله بمحبته ويصيرها الى الفضيلة ويجعلها رقيقة مرهفة عذبة قد خلق فيها قوة تهد جبالاً من صخر ’ فهذا ربك قد الهمك صبرا ، فاحمده على فضله الذي لا يزول وخيره الذي لا يحول ..



(( محمد دلومــي ))



جلسة تامل وحديث هاديء مع النفــس


لحظات صمت وسماع لصوت القلــب


مراجعة موجعة للذات

تخللها اصرار على الاستمرار

مدلولاتها التواصل مع الابداع

وجاء الاعلان عن صحوة العقل بتسال واثق


اهذا انـــا ؟؟



فجاءه صوته من عتمة السكــون


ليثير زوبعة من الاحاسيس


ويوقظ الامل في النفس بعد طول سهااد


محمد

بعثرت هنا بعضا من اوراق ابداعكــ


فلا تحرمنا نزف قلمكـ الراقي