المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستطاعة بين أقول الطوائف وقول أهل السنة للاثراء والمناقشة.



أهــل الحـديث
05-05-2012, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مسألة الاستطاعة بين أقول الطوائف وقول أهل السنة للاثراء والمناقشة.

من عقيدة القضاء والقدر
السؤال ؟
( أ)-هل للعبد استطاعة أو قدرة بها يفعل أو لا؟ -(ب)-هل هذه الإستطاعة تكون قبل الفعل أو معه أو قبل الفعل ومعه ؟

- اختلاف الطوائف ومذاهبهم في الإستطاعة:
1-قالت الجهمية :ليس للإنسان استطاعة مطلقا بل له قدرة شكلية تسمى فعلا مجازا

2 -المعتزلة يقولون إن الإستطاعة تكون قبل الفعل أي أنها تسبقه وهي قابلة للضد فهو مخير لا مجبر ولا تكون مع الفعل كما تقول الأشعرية وقابلة للضد و إلا كان الإنسان موصوفا بالضدين في آن واحد وهو محال أي: لو أمر الإنسان بالإيمان وإرادته قابلة للضد وهو الكفر وكانت الاستطاعة مع الفعل كان مأمورا بالضدين في آن واحد وهو محال. فقالوا بخلق العبد لفعله مع اعتقادهم أن الله قادر على ما يشاء.

3-و الأشاعرة قالت إن هذه الإستطاعة متعلقة بالفعل عكس المعتزلة لأنها عرض والأعراض لا تأتي إلا متعلقة .والعرض لايبقى زمانين(طبعا عند الأشاعرة) فهي مصاحبة للفعل مقارنة له وأنها قديمة فالفعل مخلوق من الله وأنها كونية موجبة للفعل فالفعل فعل الله (فالإنسان مجبور ) والإنسان كاسب ولم يأتوا بتفسير واضح للكسب !!! فكانوا جبرية في الحقيقة (مثل الجهمية).

4- و توسط أهل السنة رحمهم الله فقالوا إن هناك نوعين من الإستطاعة :
الأولى وهي الصحة والوسع والتمكن و سلامة الآلات وهي مناط الأمر والنهي وهي المصححة للفعل وهذه لاتكون مصاحبة للفعل بل تكون قبل الفعل وقابلة للضدين ( فيكون الإنسان قادرا على الفعل مخيرا فيه ) وهذه كما في قوله تعالى :** وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا**فلو كانت هذه الإستطاعة مع الفعل لما كان الحج واجبا إلا على من حج ولا عصى أحد بترك الحج وهذا يناقض قوله بعد ذالك :*ومن كفر فإن الله غني عن العالمين *
ومن هذه الإستطاعة قوله تعالى **فاتقوا الله ما استطعتم** فأمر بالتقوى على قدر المستطاع ولو كانت المصاحبة للفعل لما وجب على أحد من التقوى إلا ما فعل فقط .بتصريف وزيادة من القضاء والقدر للمحمود
(وهذه الإستطاعة هي مناط التكليف وعليها الأمر والنهي والثواب والعقاب وعليها يتكلم الفقهاء وهي الغالبة في عرف الناس.إه المحمود نقلا من القدر لابن تيمية ص129)

الثانية استطاعة يجب اقترانها بالفعل وهي مقارنة للفعل موجبة له مثالها قوله تعالى:** مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ** وقوله تعالى ** وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ** فالمراد بعدم الإستطاعة مشقة ذلك عليهم و صعوبته على نفوسهم فنفوسهم لا تستطيع إرادته وإن كانوا قادرين على فعله لو أرادوه( لأن عندهم الاستطاعة الأولى وهي سلامة الآلات والصحة وبها صح تكليفهم بالفعل ) وهذه حال من صده هواه أو رأيه الفاسد عن استماع كتب الله المنزلة و إتباعها...وهذه الاستطاعة هي الاستطاعة الكونية التي هي مناط القضاء والقدر وبها يتحقق وجود الفعل ..و لا يقع إلا موافق للقضاء والقدر.إه بتصريف وزيادة من القضاء والقدر للمحمود .إه