المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس مــن الــقــرآن الــكــريــم



جواهر عبدالله
09-08-2005, 10:25 AM
الدرس الأول :
الشمس تتحركـ وليست ثابتة .

قال تعالى :" وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ " [ الكهف : 17 ]

من حسن حظ أصحاب الكهف أن هذا الغار له باب لا يتجه للمشرق ولا للمغرب ، سبحان الله !

توفيق ؛ لأنه لو أتجه إلى المشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق ، ولو أتجه إلى المغرب لأكلتهم عند الغروب .

وهنا وقفة في قوله تعالى : " إذا طلعت تزاور " " وإذا غربت تقرضهم "

دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب

خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض

وأما الشمس فهي ثابتة ، فنحن لدينا شيء من كلام الله ، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره

وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلا بدليل بين

فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن أختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض

فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع

فنقول : إذا طلعت في رأي العين ، وإذا غربت في رأي العين

تزاور في رأي العين ، تقرض في رأي العين

أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور

وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً

علينا أن نقول إن الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار

لأن الله أضاف الأفعال إليها

والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر :

( أتدري أين تذهب ؟ ) فأسند الذهاب إليها

ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه

ولا نقبل حدساً ولا ظناً

ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها

ويكون الليل والنهار ، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به . *


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


دعــــــــــواتـــــكــــ ـــــم .

erty
09-08-2005, 03:30 PM
سبحان الله ... الواحد الاحد ..

بارك الله فيك ... جواهر عبدالله ..

تقبلى تحياتى .

جواهر عبدالله
09-08-2005, 05:05 PM
erty

باركـ الله لكـ حضوركـ


الدرس الثاني : كل شيء بمشيئة الله

قال تعالى : " وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا "


" لا تقولن " الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم كالخطاب الذي قبله ..

" لشايء " أي في شيء

" إني فاعل ذلكـ غداً " ذكروا أن قريشاً أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا :

إن رجلاً بُعث فينا يقول : إنه نبي ، فقالوا : أسألوه عن ثلاثة أشياء :

1 ـ عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجأوا إلى غار . ما شأنهم ؟

2 ـ وعن رجل ملكـ مشارق الأرض ومغاربها .

3 ـ وعن الروح

ثلاثة أشياء ، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف

فقال : ( أخبركم غداً )

فتوقف الوحي نحو خمسة عشر يوماً ، لم ينزل عليه الوحي

والنبي صلى الله عليه وسلم لا يدري عن قصص السابقين كما قال تعالى :

" وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينكـ إذاً لارتاب المبطلون " { 48 ــ العنكبوت }

ولكن الله اختبره ، فأمسكـ الوحي خمسة عشر يوماً

كما أبتلي سليمان عليه الصلاة والسلام .. لما قال :

( لأطوفن الليلة على تسعين إمرأة تلد كل واحدةٍ منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله )

فقال له الملكـ : ( قل إن شاء الله ) فلم يقل

وطاف على تسعين إمرأة يجامعهن

وما الذي حصل ؟

أتت واحدةً منهن بشق إنسان *

حتى يُري الله عباده أن الأمر أمره

وأن الإنسان مهما بلغ في المرتبة عند الله تعالى والوجاهة ، فإنه لا مفر له من أمر الله .

فعندما يقرن الإنسان قوله بمشيئة الله يستفيد فائدتين عظيمتين :

إحداهما : أن الله ييسر الأمر له حيث فوضه إليه جل وعلا .

والثانية : إن لم يفعل . لم يحنث .

فيستفاد من قوله : " إني فاعل "

أنه لو قال : سأفعل هذا على سبيل الخبر لا على سبيل الجزم بوقع الفعل

فإن ذلك لا يلزمه أن يأتي بالمشيئة

يعني لو قال لكـ صاحبكـ : ( هل تمر علي غداً ؟ )

فقلت : ( نعم ) ولم تقل إن شاء الله فلا بأس

لإن هذا خبر عما في نفسكـ .. وما كان في نفسكـ فقد شاءه الله فلا داعي لتعليقه بالمشيئة

أما إن أردت أنه سيقع ولا بد فقل : إن شاء الله

وجه ذلكـ أن الأول خبر عما في قلبكـ ، والذي في قلبكـ حاضر الآن

وأما أنكـ ستفعل في المستقبل فهذا خبر عن شيء لم يكن ولا تدري هل يكون أو لا يكون

انتبهوا لهذا الفرق

إذا قال الإنسان ( سأسافر غداً )

فإن كان يخبر عما في قلبه فلا يحتاج أن يقول : إن شاء الله

لماذا ؟

لأنه خبر عن شيء واقع

أما إذا كان يريد بقوله : ( سأسافر ) أنني سأنشيء السفر وأسافر فعلاً

فهنا لا بد أن يقول : إن شاء الله

ولهذا كانت الآية الكريمة : " إني فاعل ذلكـ غدا "

ولم تكن إني سأفعل ، بل قال " إني فاعل "

فلا تقل لشيء مستقبل إني فاعله إلا أن يكون مقروناً بمشيئة الله .

" واذكر ربكـ إذا نسيت "

يعني أذكر أمر ربكـ بأن تقول : ( إن شاء الله ) إذا نسيت أن تقولها

لإن الإنسان قد ينسى

وإذا نسي فقد قال الله تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها )

فالمشيئة إذا نسيها الإنسان فإنه يقولها إذا ذكرها

ولكن هل تنفعه ؟

بمعنى أنه لو حنث في يمينه فهل تسقط عنه الكفارة إذا كان قالها متأخراً ؟

من العلماء من قال : إنها تنفعه حتى لو لم يذكر الله إلا بعد يوم أو يومين ، أو سنة أو سنتين

لأن الله أطلق : " وإذكر ربكـ إذا نسيت "

ومن العلماء من قال : لا تنفعه إلا إذا ذكر في زمن قريب ، بحيث ينبني الإستثناء على المستثنى منه .

وهذا الذي عليه جمهور العلماء .

فمثلاً إذا قلت : ( والله لأفعلن هذا ) ونسيت أن تقول إن شاء الله

ثم ذكرت بعد عشرة أيام فقلت : ( إن شاء الله )

ثم لم تفعل بناء على أن من قال : إن شاء الله لم يحنث .

فمن العلماء من قال : ينفعه لأن الله تعالى قال : " واذكر ربك إذا نسيت "

ومنهم من قال : لا ينفعه لأن الكلام لم ينبنِ بعضه على بعض

إذاً ما الفائدة من أمر الله أن نذكره إذا نسينا ؟

قال : الفائدة هو إرتفاع الأثم

لإن الله قال : " ولا تقولن لشايء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله "

فإذا نسيت ، فقلها إذا ذكرت .

لكن هل تنفعكـ فلا تحنث أم يرتفع عنكـ الإثم دون حكم اليمين ؟

الظاهر : الثاني ، أن يرتفع الإثم

وأما الحنث فإنه يحنث لو خالف

لأن الإستثناء بالنسبة للحنث لا ينبغي إلا أن يكون متصلاً

ثم الإتصال

هل يقال : إن الإتصال معناه أن يكون الكلام متواصلاً بعضه مع بعض

أو إن الأتصال ما دام بالمجلس ؟

الجواب : فيه خلاف ، بعضهم يقول : ما دام في المجلس فهو متصل

وإذا قام عن المجلس فقد انقطع

قالوا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا )

فجعل التفرق فاصلاً

ومنهم من قال : العبرة بإتصال الكلام بعضه مع بعض .

والظاهر والله أعلم أنه إذا كان في مجلسه

ولم يذكر كلاماً يقطع ما بين الكلامين ، فإنه ينفعه الإستثناء ، فلا يحنث .

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قال سليمان : لأطوفن الليلة على تسعين إمرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ، فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعاً فلم تحمل منهن إلا إمرأة واحدة جاءت بشق رجل وأيم الذي نفس محمد بيده ، لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون ) .

أسأل الله أن تنتفعوا بما قدمته لكم .. ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .

سمووره
09-08-2005, 11:02 PM
عزيزتي جواهر عبدالله

تسلمين يالغلا على هذه الدروس المفيده والرائعه

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

مــوادع
10-08-2005, 03:05 AM
تسلمين اختي جواهر عبدالله

ولي عوده للتعليق على الموضوع الاول

اخوكم/اخــــــلاق

جواهر عبدالله
10-08-2005, 07:02 AM
سموورة

نورتي بحضوركـ يا الغالية

وألف شكر لكـ

أخلاق

يا هلا فيكـ أخوي

وبانتظار عودتكـ بإذن الله .


الدرس الثالث : ستر الله على المؤمن يوم القيامة

" وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا "

[ الكهف : 48 ]

" عرضوا " : أي عرض الناس

" صفاً " : أي حال كونهم صفاً بمعنى صفوفاً

فيحاسبهم الله عز وجل

أما المؤمن فإنه يخلو به وحده

ويقرره بذنوبه

ويقول له عملت كذا وعملت كذا

فيقر

فيقول له أكرم الأكرمين :

( إني قد سترتها عليكـ في الدنيا وأنا أغفرها لكـ اليوم )

يغفر الله عز وجل له يوم القيامة

ولا يعاقبه عليها

وفي الدنيا يسترها

فكم من ذنوب لنا أقترفناها في الخفاء ؟

كــثــيــرة

سواء كانت عملية في الجوارح الظاهرة

أو عملية من عمل القلوب

فسوء الظن موجود ، الحسد موجود ، إرادة السوء للمسلم موجودة

وهو مستور عليه

وأعمال أخرى من أعمال الجوارح

ولكن الله يسترها على العبد

إننا نؤمل إن شاء الله

أن الذي سترها علينا في الدنيا

أن يغفرها لنا في الآخرة


" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا " [ الكهف : 49 ]

وأما الكفار فيقولون :

" يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا "

يعني أن هذا الكتاب أثبتها عدداً

كأنهم يتضجرون من هذا .. ولكن هذا لا ينفعهم

" ولا يظلم ربكـ أحدا "

وذلكـ لكمال عدله سبحانه وتعالى

فلا يزيد على مسيء سيئة واحدة

ولا ينقص من محسن حسنة واحدة

قال تعالى :

" ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً " { 112 ــ طه } .


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .

دعـــــــــــواتـــــــكـ ــــــم .

مازن
10-08-2005, 11:23 AM
جواهر عبدالله

الله يجزاك خير على هذي الدروس الجميلة والمرتبة

والدال على الخير كفاعلة

مشكورة اختي الغالية على هالطرح المتميز

جواهر عبدالله
10-08-2005, 12:13 PM
مــــــــازن

جزاكـ الله خير على الحضور .

الدرس الرابع : الافتخار بالنعم وعدم شكر الله عليها

" وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا "

[ الكهف : 34 ]

افتخر عليه بشيئين :

1 ـ بكثرة المال .

2 ـ العشيرة والقبيلة .

فافتخر عليه بالغنى والحسب

يقول ذلكـ افتخاراً وليس تحدثاً بنعمة الله .

فكأنه يقول :

بما أن الله أنعم علي بالدنيا

فلا بد أن ينعم علي بالآخرة

وهذا قياس فاسد

لأنه لا يلزم من التنعيم في الدنيا أن ينعم الإنسان في الآخرة

ولا من كون الإنسان لا ينعم في الدنيا ألا ينعم في الآخرة

لا تلازم بين هذا وهذا

بل أن الكفار ينعمون في الدنيا ولكنهم في الآخرة يعذبون .

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

جواهر عبدالله
11-08-2005, 08:45 PM
الدرس الخامس : الأعمال بحسنها لا بكثرها

" إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا "

[ الكهف : 7 ]


" أيهم أحسن عملاً "

الضمير يعود للخلق

وتأمل في قوله تعالى : " أحسن عملاً "

ولم يقل : " أكثر عملاً "

لإن العبرة بالأحسن .. لا بالأكثر

وعلى هذا لو صلى الإنسان أربع ركعات

لكن على يقين ضعيف أو على إخلال بإتباع الشرع

وصلى آخر ركعتين بيقين قوي ومتابعة قوية

فأيهما أحسن ؟

الثاني بلا شكـ أحسن وأفضل

لإن العبرة بإحسان العمل وإتقانه إخلاصاً ومتابعة .

في بعض العبادات الأفضل التخفيف كركعتي الفجر مثلاً

لو قال إنسان : أنا أحب أن أطيل فيها قراءة القرآن ، وفي الركوع والسجود والقيام

وآخر قال : أنا أريد أن أخفف

فالثاني أفضل

ولهذا ينبغي لنا إذا رأينا عامياً يطيل في ركعتي الفجر أن نسأله :

( هل هاتان الركعتان ركعتا الفجر أو تحية المسجد ؟ )

فإن كانت تحية المسجد فشأنه

وإن كانت ركعتي الفجر قلنا : لا .. الأفضل أن تخفف

وفي الصيام رخص صلى الله عليه وسلم لأمته أن يواصلوا إلى السحر

وندبهم إلى أن يفطروا من حين غروب الشمس

فصام رجلان

أحدهما أمتد صومه إلى السحور

والثاني أفطر من حين غابت الشمس

فأيهما أفضل ؟

الثاني أفضل بلا شكـ

والأول وإن كان لا ينهى عنه فإنه جائز

ولكنه غير مشروع .. فانتبه لهذا

" أيهم أحسن عملا "

ولذلكـ تجد النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من العبادات ما كان أحسن :

يحث على إتباع الجنائز .. وتمر به الجنائز ولا يتبعها

يحث على أن نصوم يوماً ونفطر يوماً

ومع ذلكـ هو لا يفعل هذا

بل كان أحياناً يطيل الصوم حتى يقال : لا يفطر

وبالعكس ، يفطر حتى يقال : لا يصوم

كل هذا يتبع ما كان أرضى الله عز وجل وأصلح لقلبه .


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

مازن
11-08-2005, 08:51 PM
جواهر عبد الله

جزاك الله الجنه

فأنا من ضمن هؤلاء الناس الذين يتابعون هالدروس أولاً بأول

واسال الله المولى عزوجل ان يوفقك في الدارين

جواهر عبدالله
11-08-2005, 08:55 PM
مـــــازن

باركـ الله لكـ في هذا الحضور

وإن شاء الله تستفيد منها

ألف شكر لكـ على متابعتكـ .

عبدالله محمد
12-08-2005, 12:18 AM
أختي الغاليه / جواهر عبدالله
أشكرك جزيل الشكر على هذه المعلومات والنصائح التي أفادتنا كثيرا
وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وأحب أن أضيف نقطه مهمه للأخوان في هذا المنتدى
الشمس تدور حول الأرض كما تبين لنا في الدرس الأول من حديث الأخت الغاليه جواهر
ولكن الأرض تدور أيضا ولكن حول نفسها
إذا الشمس تدور حول الأرض والأرض تدور حول نفسها
وأشكركي إختي الغاليه جواهر على هذه المعلومات والنصائح وأكيد هذا المنتدى كسب إنسانه كبيره وكبيره بمعنى الكلمه
وتقبلي خالص تحياتي ،،،،،،،،،،،،
أخوكي المخلص : عبدالله محمد

جواهر عبدالله
12-08-2005, 12:51 AM
عبد الله محمد

جزاكـ الله خير على حضوركـ

وألف شكر لكـ على هذه الكلمات التشجيعية

وأتمنى أكون عند حسن الظن .

الدرس السادس : فعل النائم لا يُنسب إليه .

" وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ "

[ الكهف : 18 ]

" وهم رقود " : جمع راقد .

" ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " :

يعني مرة يكونوا على اليمين ، ومرة على الشمال

ولم يذكر الله الظهر ولا البطن ..

لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل

" ونقلبهم " : فيه دليل على أن فعل النائم لا يُنسب إليه

ووجه الدلالة أن الله أضاف تقلبهم إليه

فلو أن النائم قال في نومه : ( إمرأتي طالق ) أو ( في ذمتي لفلان ألف ريال )

لم يثبت

لأنه لا قصد له ، ولا إرادة له

لا في القول ولا في الفعل .


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

جواهر عبدالله
12-08-2005, 08:17 AM
الدرس السابع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "

[ الأحزاب : 56 ]

وهذا فيه تنبيه على كمال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورفعة درجته ، وعلو منزلته عند الله وعند خلقه ، ورفع ذكره

و " إن الله " : تعالى " وملائكته يصلون " عليه ، أي : يثني الله عليه بين الملائكة

وفي الملأ الأعلى

لمحبته تعالى له ، وتثني عليه الملائكة المقربون ، ويدعون له ويتضرعون

" يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "

اقتداء بالله وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلاً لإيمانكم

وتعظيماً له صلى الله عليه وسلم ، ومحبةً وإكراما

وزيادة في حسناتكم ، وتكفيراً من سيئاتكم

وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام ، ما علم به أصحابه :

( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنكـ حميد مجيد

وباركـ على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنكـ حميد مجيد ) .

وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات

وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة .


* من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .

جواهر عبدالله
12-08-2005, 08:20 AM
الدرس السابع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "

[ الأحزاب : 56 ]

وهذا فيه تنبيه على كمال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورفعة درجته ، وعلو منزلته عند الله وعند خلقه ، ورفع ذكره

و " إن الله " : تعالى " وملائكته يصلون " عليه ، أي : يثني الله عليه بين الملائكة

وفي الملأ الأعلى

لمحبته تعالى له ، وتثني عليه الملائكة المقربون ، ويدعون له ويتضرعون

" يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "

اقتداء بالله وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلاً لإيمانكم

وتعظيماً له صلى الله عليه وسلم ، ومحبةً وإكراما

وزيادة في حسناتكم ، وتكفيراً من سيئاتكم

وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام ، ما علم به أصحابه :

( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنكـ حميد مجيد

وباركـ على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنكـ حميد مجيد ) .

وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات

وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة .

* من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .

جواهر عبدالله
14-08-2005, 02:31 AM
الدرس الثامن : الجزاء من جنس العمل .



" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ "

{ سورة القلم : آية 42 }


أي : إذا كان يوم القيامة ، وانكشف فيه من القلاقل ( والزلازل ) والأهوال

ما لا يدخل تحت الوهم

وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم

فكشف عن ساقه الكريمه التي لا يشبهها شيء

ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه

فحينئذٍ يدعون إلى السجود لله

فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله

طوعاً واختيارا

ويذهب الفجار والمنافقون ليسجدوا

فلا يقدرون على السجود

وتكون ظهورهم كصياصي البقر ، لا يستطيعون الإنحناء

وهذا الجزاء من جنس عملهم

فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله وتوحيده وعبادته

وهم سالمون ، لا علة فيهم فيستكبرون عن ذلكـ ويأبون

فلا تسأل يومئذٍ عن حالهم وسوء مآلهم

فإن الله قد سخط عليهم ، وحقت عليهم كلمة العذاب

وتقطعت أسبابهم

ولم تنفعهم الندامة ، ولا الإعتذار يوم القيامة

ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي

ويوجب ( التداركـ ) مدة الإمكان .


* من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .


من موقع ابن باز :

الحق في معنى الساق

س3 : طالب يسأل ويقول : ما هو الحق في تفسير قوله تعالى : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ .

ج3 : الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ، ويكشف لعباده

المؤمنين عن ساقه وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه

وتبعوه ، وإن كانت الحرب يقال لها : كشفت عن ساق ، إذا اشتدت .

وهذا معنى معروف لغويا قاله أئمة اللغة . .

ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث الشريف ، وهو كشف الرب عن ساقه

سبحانه وتعالى ، وهذه من الصفات التي تليق بجلال الله وعظمته ، لا يشابهه ، فيها أحد جل وعلا

، وهكذا سائر الصفات كالوجه واليدين والقدم والعين وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص . .

ومن ذلك الغضب والمحبة والكراهة وسائر ما وصف به نفسه سبحانه في الكتاب العزيز ، وفيما

أخبر به عنه النبي صلى الله عليه وسلم . كلها صفات حق ، وكلها تليق بالله جل وعلا لا يشابهه

فيها أحد سبحانه وبحمده ، كما قال تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال

تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " وهذا هو قول

أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم

والهدى . والله الموفق . .

دعــــــــواتــــــكـــــ ـم .

جواهر عبدالله
15-08-2005, 12:10 AM
الدرس التاسع : الـــجـــدال

" فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا "

[ الكهف : 22 ]

" فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً " : أي لا يصل إلى القلب

لإنه إذا وصل الجدال إلى القلب ، أشتد المجادل

وغضب وانتفخت أوداجه وتأثر

لكن لما لم يكن للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى : " فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً "

يعني إلا مراء على اللسان لا يصل إلى القلب

ويؤخذ من هذا أن ما لا فائدة للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال به

وهذا يقع كثيراً

أحياناً يحتمي بعض الناس إذا جودل في شيء لا فائدة فيه

فنقول : ( يا أخي لا تتعب ، اجعل جدالكـ ظاهراً على اللسان فقط لا يصل إلى القلب فتحتمي وتغضب )

وهذا يدل على أن ما لا خير فيه فلا ينبغي التعمق فيه

وهذا كثير

وأكثر ما يوجد في علم الكلام

فإن علماء الكلام الذين خاضوا في التوحيد وفي العقيدة

يأتون بأشياء لا فائدة منها

مثل قولهم : ( تسلسل الحوادث في الأزل وفي المستقبل )

وما شابه ذلكـ من الكلام الفارغ الذي لا داعي له

وهم يكتبون الصفحات في تحرير هذه المسألة نفياً أو إثباتاً

مع أنه لا طائل تحتها

فالشيء الذي ليس فيه فائدة لا تتعب نفسكـ فيه

وإذا رأيت من صاحبكـ المجادلة فقل له :

( تأمل الموضوع ) وسد الباب .

===================

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة الكهف / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .

للتوضيح : المراء هو الجدال .

==================

وقد جاء في القرآن الكريم ما يفيد التعريض بكثرة الجدال

وأنها ليست من صفات الإنسان الفاضل

فجاء في سورة الكهف قوله سبحانه: " وكَانَ الإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلاً " [ الكهف: 54 ]

وجاء في سورة الحج: " ومِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، ويَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ " [ الحج: 3 ]

أي متجبر متجرد للفساد

وجاء في سورة لقمان: " ومِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ولاَ هُدًى ولاَ كِتابٍ مُنِيرٍ " [
لقمان: 20 ] .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَا أُوتَيَ قومٌ الجَدَلَ إلا ضلوا ) .

وفي رواية أخرى يقول عليه الصلاة والسلام: ( ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدلَ ) .

وليس هذا نهيًا عن البحث في العلم، أو التنقيب عن المعارف، أو التتبع لحقائق الأمور

وإنما هو يقصد ـ والله أعلم بمراد رسوله ـ أن ينهى عن الجدال العقيم في الباطل

أو في توافِهِ الأشياء والأمور، مما لا يحقِّق خيرًا ولا يمنع شرًّا

وينهى عن الجدال الذي يراد منه إظهار التغلُّب على الخصم بأي طريق كان

ومَن تركـ المراء وهو محق بُنِيَ له في وسطها

ويقول أيضًا: ( كفى بكَ إثمًا ألا تزال مخاصِمًا ).

=================

ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

*أهداب*
16-08-2005, 08:05 AM
مازلت أتابع ........

جواهر عبدالله
16-08-2005, 10:55 AM
أهداب

جزاكـ الله خير على المتابعة .

الدرس العاشر : إقرار اليهود بالنار


" وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ "

[ البقرة : 80 ]

قوله تعالى: { وقالوا } أي اليهود

{ لن تمسنا النار } أي لن تصيبنا نار الآخرة

{ إلا أياماً معدودة } يعنون أنهم يبقون فيها أياماً معدودة

ثم يخلفهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون

فنحن نقول: إقراركم على أنفسكم بدخول النار مقبول

ودعواكم الخروج من النار دعوى لا بينة لها

ولهذا قال الله سبحانه وتعالى متحدياً إياهم :

{ قل } . الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

{ أتخذتم عند الله عهداً }

أي أأخذتم عند الله عهداً أن لا تمسكم النار إلا أياماً معدودة ثم يخلفكم فيها الرسول ، والمؤمنون؟!

والاستفهام هنا للإنكار ؛ و "العهد" الميثاق ، والالتزام

{ فلن يخلف الله عهده } أي إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلفه

لأن الله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد..

قوله تعالى: { أم تقولون على الله ما لا تعلمون }

قيل: إن { أم } متصلة ؛ وقيل : إنها منقطعة

والفرق بينهما من وجهين :

الأول : أن المنقطعة تكون بمعنى "بل"

و الثاني : أن ما بعدها منقطع عما قبلها

وأما المتصلة فتكون بمعنى "أو"، وما بعدها معادل لما قبلها

مثال المتصلة : قوله تعالى: { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } [البقرة: 6]

ومثال المنقطعة : قوله تعالى: { أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون } [الطور: 32]

أي بل هم قوم طاغون

أما في هذه الآية التي نحن بصددها فيحتمل أنها منقطعة

وعلى هذا فيكون معناها : بل تقولون على الله ما لا تعلمون

ويحتمل أنها متصلة ، فيكون معناها : هل أنتم اتخذتم عند الله عهداً فادعيتموه أو أنكم تقولون على الله ما لا تعلمون ؟!

وعلى كلا الاحتمالين فهم يقولون على الله ما لا يعلمون

إذاً إذا لم يكن عندهم من الله عهد، وقد قالوا على الله ما لا يعلمون ، فتكون دعواهم هذه باطلة..

الفوائد

1 ـ من فوائد الآيات : أن اليهود يقرون بالآخرة ، وأن هناك ناراً

لقوله تعالى: { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة }

لكن هذا الإقرار لا ينفعهم ؛ لأنهم كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم

وعلى هذا ليسوا بمؤمنين..

2 ـ ومنها : أنهم قالوا على الله ما لا يعلمون

إما كذباً ، وإما جهلاً ؛ والأول أقرب ؛ لقوله تعالى: " أم تقولون على الله ما تعلمون ... "

3 ـ ومنها : حسن مجادلة القرآن ، لأنه حصر هذه الدعوى في واحد من أمرين

وكلاهما منتفٍ : { أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون }

وهذا على القول بأن { أم } هنا متصلة ؛ أما على القول بأنها منقطعة فإنه ليس فيها إلا إلزام واحد ..

4 ـ ومنها : أن الله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده

وكونه لا يخلف الوعد يتضمن صفتين عظيمتين هما : الصدق، والقدرة

لأن إخلاف الوعد إما لكَذِب ، وإما لعجز

فكون الله . جلَّ وعلا . لا يخلف الميعاد يقتضي كمال صدقه، وكمال قدرته .

5 ـ ومنها: أن من دأب اليهود القول على الله بلا علم

لقوله تعالى: { أم تقولون على الله ما لا تعلمون }

والقول على الله يتضمن القول عليه في أحكامه، وفي ذاته، وصفاته

من قال عليه ما لا يعلم بأنه حلَّل ، أو حرَّم ، أو أوجب ، فقد قال على الله بلا علم

ومن أثبت له شيئاً من أسماء ، أو صفات لم يثبته الله لنفسه فقد قال على الله بلا علم

ومن نفى شيئاً من أسمائه وصفاته فقد قال على الله بلا علم

ومن صرف شيئاً عن ظاهره من نصوص الكتاب والسنة بلا دليل فقد قال على الله بلا علم .

6 ـ ومن فوائد الآية : تحريم الإفتاء بلا علم

وعلى هذا يجب على المفتي أن يتقي الله عزّ وجلّ، وألا يتسرع في الإفتاء ؛ لأن الأمر خطير .


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

جواهر عبدالله
16-08-2005, 06:36 PM
الدرس الحادي عشر : من هم أولي القُربى ؟



" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ "

[ البقرة : 83 ]


{ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل }: أي اذكروا إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل

و "الميثاق" : العهد

وسمي "العهد " ميثاقاً لأنه يوثق به المعاهد كالحبل الذي توثق به الأيدي ، والأرجل ؛ لأنه يُلزمه

و { إسرائيل } هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ؛ وبنوه : ذريته من ذكور ، وإناث

كما يقال: "بنو تميم" لذكورهم، وإناثهم

و "بنو إسرائيل" بنو عم للعرب ؛ لأن العرب من بني إسماعيل

وهؤلاء من بني إسرائيل

وجدهم واحد . وهو إبراهيم صلى الله عليه وسلم

والميثاق بينه الله سبحانه وتعالى بقوله :

{ لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة }

فالميثاق اشتمل على ثمانية أمور :.

الأول: أن لا يعبدوا إلا الله ؛ لقوله تعالى: { لا تعبدون إلا الله }

و "العبادة" معناها: الذل، والخضوع؛ مأخوذة من قولهم طريق معبَّد . أي مذلَّل..

الثاني: الإحسان إلى الوالدين ؛ لقوله تعالى: { وبالوالدين إحساناً }

أي أحسنوا بالوالدين إحساناً ؛ وهو شامل للإحسان بالقول، والفعل، والمال، والجاه، وجميع طرق الإحسان

لأن الله أطلق ؛ فكل ما يسمى إحساناً فهو داخل في قوله تعالى :

{ وبالوالدين إحساناً }

والمراد بـ "الوالدين" الأب، والأم، والأباعد لهم حق

لكن ليسوا كحق الأب، والأم الأدنيين ، ولهذا اختلف إرثهم ، واختلف ما يجب لهم في بقية الحقوق..

الثالث: الإحسان إلى القرابة ؛ لقوله تعالى: { وذي القربى }

وهي معطوفة على قوله تعالى: { بالوالدين }

والمعنى: وإحساناً بذي القربى

و{ ذي } بمعنى صاحب

و{ القربى } بمعنى القرابة

ويشمل : القرابة من قِبَلِ الأم ؛ والقرابة من قِبَلِ الأب

لأن { القربى } جاءت بعد "الوالدين"

أي القربى من قِبَل الأم، ومن قِبَل الأب..

الرابع : الإحسان إلى اليتامى ؛ لقوله تعالى: { واليتامى } : جمع يتيم .

وهو الذي مات أبوه قبل أن يبلغ (1)

من ذكر ، أو أنثى ، وأوصى الله تعالى باليتامى ؛ لأنه ليس لهم من يربيهم ، أو يعولهم

إذ إن أباهم قد توفي ؛ فهم محل للرأفة ، والرحمة ، والرعاية..

الخامس : الإحسان إلى المساكين ؛ لقوله تعالى:

{ والمساكين } : جمع مسكين وهو الفقير الذي أسكنه الفقر

لأن الإنسان إذا اغتنى فإنه يطغى ، ويزداد، ويرتفع، ويعلو

وإذا كان فقيراً فإنه بالعكس

وهنا يدخل الفقراء مع { المساكين } ؛ لأن "الفقراء" ، و"المساكين"

من الأسماء التي إذا قرنت افترقت ؛ وإذا افترقت اجتمعت

فكلمة " الفقراء " إذا كانت وحدها شملت الفقراء ، والمساكين

و"المساكين" إذا كانت وحدها شملت الفقراء ، والمساكين

وإذا قيل : فقراء ومساكين . مثل آية الزكاة: { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } [التوبة: 60] .

صار " الفقراء " لها معنى ؛ و " المساكين " لها معنى

لما اجتمعت الآن افترقت : فـ " الفقير " : من لا يجد شيئاً من الكفاية، أو يجد دون النصف

و "المسكين" : من يجد نصف الكفاية دون كمالها ..

السادس : أن يقولوا للناس قولاً حسناً ؛ لقوله تعالى: { وقولوا للناس حسناً }

بسكون السين ، وفي قراءة: { حسَناً } بفتحها

والقول الحسن يشمل : الحسن في هيئته ؛ وفي معناه

ففي هيئته : أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة

وفي معناه : بأن يكون خيراً ؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن ..

السابع : إقامة الصلاة ؛ لقوله تعالى: { وأقيموا الصلاة }

أي ائتوا بها قائمة .

أي قويمة ليس فيها نقص ؛ وذلكـ بأن يأتوا بها بشروطها ، وأركانها ، وواجباتها

وكمال ذلك أن يأتوا بمستحباتها ؛ و{ الصلاة } تشمل الفريضة ، والنافلة..

الثامن : إيتاء الزكاة ؛ لقوله تعالى: { وآتوا الزكاة } أي أعطوها مستحقها

و " الزكاة " هي النصيب الذي أوجبه الله لمستحقه في الأموال الزكوية ..

قوله تعالى : { ثم توليتم إلا قليلاً منكم }

فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب ؛ وفائدته :

إدخال الموجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحكم .

أعني التولي ؛ و "التولي" ترك الشيء وراء الظهر ؛ وهذا أبلغ من الإعراض

لأن الإعراض قد يكون بالقلب ، أو بالبدن مع عدم استدبار ..

قوله تعالى : { وأنتم معرضون }

الجملة هنا حالية ؛ أي توليتم في إعراض ؛ وذلكـ أن المتولي قد لا يكون عنده إعراض في قلبه .

فقد يتولى بالبدن ، ولكن قلبه متعلق بما وراءه

ولكن إذا تولى مع الإعراض فإنه لا يرجى منه أن يُقْبِل بعد ذلكـ ..


الفوائد

1 ـ من فوائد الآية : بيان عظمة الله عزّ وجلّ ؛ لقوله تعالى: { وإذ أخذنا }

لأن الضمير هنا للتعظيم ؛ وهو سبحانه وتعالى العظيم الذي لا أعظم منه ..

2 ـ ومنها : أن التوحيد جاءت به الرسل جميعاً ؛ لقوله تعالى: ( لا تعبدون إلا الله ).

3 ـ ومنها : أن العبادة خاصة بالله . تباركـ وتعالى ؛ فلا يعبد غيره

لقوله تعالى: { لا تعبدون إلا الله } ؛ لأن هذا يفيد الحصر ..

4 ـ ومنها : وجوب الإحسان إلى الوالدين ؛ لقوله تعالى: { وبالوالدين إحساناً }

وإنما أوجب ذلكـ ؛ لأن نعمة الوالدين على ولدهما هي التي تلي نعمة الله عزّ وجلّ

ولذلكـ قال الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان : { أن اشكر لي ولوالديك } [لقمان: 14] ؛ فهما سبب وجودكـ ، وإمدادكـ ، وإعدادكـ .

وإن كان أصل ذلكـ من الله ؛ فلولا الوالدان ما كنت شيئاً

والإحسان إلى الوالدين شامل للإحسان بالقول ، والفعل ، والمال ، والجاه ، وغير ذلكـ من أنواع الإحسان

وضده أمران :

أحدهما أن يسيء إليهما ؛ والثاني : أن لا يحسن ، ولا يسيء

وكلاهما تقصير في حق الوالدين مناف لبرهما ؛ وفي الإساءة زيادة الاعتداء ..

5 ـ ومن فوائد الآية : وجوب الإحسان إلى ذوي القربى . أي قرابة الإنسان .

وهم من يجتمعون به بالأب الرابع ، فما دون

ولكن يجب أن نعلم أن الإحسان يتفاوت ؛ فكل من كان أقرب فهو أولى بالإحسان

لأن الحكم إذا عُلِّق بوصف قوي بحسب قوة ذلكـ الوصف

فمثلاً يجب عليكـ من صلة العم أكثر مما يجب عليكـ من صلة أولاد العم

ويجب عليكـ من صلة الخال أكثر مما يجب عليكـ من صلة أولاد الخال ..

6 ـ ومنها : وجوب الإحسان إلى اليتامى ؛ وهو يشمل الإحسان إليهم أنفسهم

والإحسان في أموالهم ؛ لقوله تعالى: { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } [الأنعام: 152] ..

7 ـ ومنها : وجوب الإحسان إلى المساكين ؛ وذلكـ بإعطائهم ما يستحقون من الزكاة ، ودفع الضرورة، وما أشبه ذلكـ ..

8 ـ ومنها: وجوب القول الحسن ؛ لقوله تعالى : { وقولوا للناس حسناً }

وضد القول الحسن قولان :

قول سوء ؛ وقول ليس بسوء ، ولا حسن

أما قول السوء فإنه منهي عنه

وأما القول الذي ليس بسوء ، ولا حسن فليس مأموراً به ، ولا منهياً عنه ؛ لكن تركه أفضل

ولهذا وصف الله عباد الرحمن بأنهم : { لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مرُّوا كراماً } [الفرقان: 72]

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً ؛ أو ليصمت "

9 ـ ومنها : الأمر بإقامة الصلاة على وجه الوجوب فيما لا تصح الصلاة إلا به

وعلى وجه الاستحباب فيما تصح الصلاة بدونه وهو من كمالها ..

10 ـ ومنها: أن الصلوات مفروضة على من كان قبلنا ..

11 ـ ومنها: وجوب إيتاء الزكاة ؛ لقوله تعالى : ( وآتوا الزكاة )

12 ـ ومنها: وجوب الزكاة على من كان قبلنا

ولكن لا يلزم أن يكونوا مساوين لنا في الأموال التي تجب فيها الزكاة

ولا في مقدار الزكاة ، ولا في أهلها الذين تدفع إليهم ..

13 ـ ومنها : أن بني إسرائيل مع هذا الميثاق الذي أخذه الله عليهم لم يقوموا به إلا القليل منهم ..

14 ـ ومنها: أن تولي بني إسرائيل كان تولياً كبيراً ، حيث كان تولياً بإعراض ..

15 ـ ومنها : أن المتولي المعرض أشد من المتولي غير المعرض ..

16 ـ ومنها: أن التولي قد يكون بإعراض ، وقد يكون بغير إعراض ؛ لأنه لو كان بإعراض مطلقاً لم يستقم قوله: (وأنتم معرضون )


(1) : وهنا توضيح لمن يسمي من فقد أبويه وهو رجل بالغ باليتيم ، إذ أن كلمة يتيم لا تطلق إلا على غير البالغين .

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .

ولا تنسوني من صالح دعاؤكم .

.

عبدالله محمد
17-08-2005, 03:07 AM
أختي الغاليه / جواهر عبدالله
أنا قرات كل الدروس التي نقلتيها لنا ماشاء الله عليكي الله يكثر من أمثالك
والله يجعل هذه النقله المفيده في ميزان حسناتك
أكرر شكري العميق لكي والله يوفقك لما فيه الخير
وتقبلي مروري المتواضع
أخوكي المخلص : عبدالله محمد

جواهر عبدالله
17-08-2005, 02:00 PM
عبد الله محمد

جزاكـ الله خير على حضوركـ

وأرجو لكـ الفائدة .

الدرس الثاني عشر : عداوة اليهود والنصارى للمسلمين

" مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "

[ البقرة : 105 ]

قوله تعالى : { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين }

{ ما } نافية

و { يود } بمعنى يحب ؛ و " الود " خالص المحبة

و{ مِن } هنا لبيان الجنس ؛ وليست للتبعيض

وعليه يصير المعنى أن أهل الكتاب كلهم كفار

{ ولا المشركين } معطوفة على قوله تعالى : { من أهل الكتاب }

يعني : ما يود الذين كفروا من هؤلاء ، ولا هؤلاء

ولهذا قال تعالى : { ولا المشركين } ؛ لأنها لو كانت معطوفة على { الذين كفروا }

لكانت بالرفع ؛ فعلى هذا تكون { من } لبيان الجنس

أي الذين كفروا من هذا الصنف . الذين هم أهل الكتاب ؛ وكذلكـ من المشركين

قوله تعالى : { أن ينزل عليكم من خير من ربكم }

{ أن ينزل } مفعول

{ يود } يعني: ما يودون تنزيل خير

وقوله تعالى: { من خير } : { مِن } زائدة إعراباً

و " الخير " هنا يشمل خير الدنيا ، والآخرة، القليل والكثير

لو حصل للكافرين من أهل الكتاب من اليهود ، و النصارى ، ومن المشركين أن يمنعوا القطر عن المسلمين لفعلوا

لأنهم ما يودون أن ينزل علينا أيّ خير

ولو تمكنوا أن يمنعوا العلم النافع عنا لفعلوا

وهذا ليس خاصاً بأهل الكتاب و المشركين في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم

بل هو عام ؛ ولهذا جاء بصيغة المضارع : { ما يود } ؛ وهو دال على الاستمرار ..

وقوله تعالى : { ينزَّل } بتشديد الزاي ؛ وفي قراءة بدون تشديد

والفرق بينهما أن " التنزيل " : هو إنزاله شيئاً فشيئاً

وأما " الإنزال " : فهو إنزاله جملة واحدة ؛ هذا هو الأصل

فهم لا يودون هذا ، ولا هذا : لا أن ينزل علينا الخير جملة واحدة ؛ ولا أن ينزل شيئاً فشيئاً

قوله تعالى: { والله يختص برحمته من يشاء }

" يختص " تستعمل لازمة ، ومتعدية

فإن كانت لازمة فإن { مَن } فاعل { يختص } ؛ والمعنى على هذا : ينفرد برحمته من يشاء

كما تقول : اختصصت بهذا الشيء : أي انفردت به

وإن كانت متعدية فهي بمعنى : يخص برحمته من يشاء

وعلى هذا فتكون { مَن } مفعولاً به لـ { يختص } ؛ وعلى كلا الوجهين المعنى واحد

أي أن الله عز وجل يخص برحمته من يشاء ؛ فيختص بها

وقوله تعالى : { برحمته } يشمل رحمة الدين ، والدنيا

ومن ذلكـ رحمة الله بإنزال هذا الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم

لأن هذا الوحي الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم هو من رحمة الله عليه ، وعلينا

كما قال تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } (الأنبياء: 107).

وقوله تعالى : { من يشاء } هذا مقرون بالحكمة ؛ يعني اختصاصه بالرحمة لمن يشاء

مبني على حكمته سبحانه وتعالى ؛ فمن اقتضت حكمته ألا يختصه بالرحمة لم يرحمه

قوله تعالى : { والله ذو الفضل } أي ذو العطاء الزائد عما تتعلق به الضرورة

و { العظيم } أي الواسع الكثير الكبير ؛ فالعِظم هنا يعود إلى الكمية ، وإلى الكيفية .

الفوائد

1 ـ من فوائد الآية : بيان عداوة غير المسلمين للمسلمين ؛ لأنه تعالى ذكر صنفين ينتظمان جميع الأصناف :

أهل الكتاب . وهم اليهود، والنصارى .؛ والمشركين .

وهم كل أصحاب الأوثان .؛ فكل هؤلاء أعداء للمسلمين ؛ لأنهم لا يودون الخير للمسلمين .

2 ـ ومنها : أنه يجب علينا أن نحذر من كل تصرف يصدر عن اليهود، والنصارى، والمشركين

ونتخذهم أعداءً، وأن نعلم أنهم بجميع تصرفاتهم يحاولون أن يمنعوا الخير عن المسلمين .

3 ـ ومنها : أن هؤلاء الكفار يودون أن يمنعوا عن المسلمين التقدم .

4 ـ ومنها : أنه يحرم على المسلمين أن يُوَلُّوا هؤلاء الكفار أيّ قيادة

لأنهم ما داموا لا يودون لنا الخير فلن يقودونا لأيّ خير مهما كان الأمر

ولهذا يحرم أن يجعل لهم سلطة على المسلمين لا في تخطيط ، ولا في نظام ، ولا في أي شيء

بل يجب أن يكونوا تحت إمرة المسلمين ، وتحت تدبيرهم ما أمكن

وإذا استعنا بهم فإنما نستعين بهم لإدراكـ مصالحنا وهم تحت سلطتنا

لأنهم لو استطاعوا أن يمنعوا القطر وينبوع الأرض عن المسلمين لفعلوا

إذاً فيجب علينا الحذر من مخططاتهم ، وأن نكون دائماً على سوء ظن بهم

لأن إحسان الظن بهم في غير محله ؛ وإنما يحمل عليه الذل ، وضعف الشخصية ، والخور ، والجبن

ولهذا قال تعالى : { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم }

وهي شاملة لخير الدنيا ، والآخرة ؛ فاليهود حسدوا المسلمين لما آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ونزل عليهم هذا الكتاب .

5 ـ ومن فوائد الآية : أن خير الله لا يجلبه ودّ وادّ ، ولا يرده كراهة كاره

لقوله تعالى : { والله يختص برحمته من يشاء }

فلا يمكن لهؤلاء اليهود ، والنصارى ، والمشركين أن يمنعوا فضل الله علينا

وعلى هذا جاء الحديث الصحيح : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ؛ ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) .

6 ـ . ومنها : أن الإنسان الذي لا يود الخير للمسلمين فيه شبه باليهود ، والنصارى

لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .

7 ـ ومنها : إثبات المشيئة لله ؛ لقوله تعالى: { من يشاء }

ومشيئته تعالى عامة في كل شيء سواء كان من أفعاله ، أو من أفعال عباده

لقوله تعالى : { ولو شاء الله ما فعلوه } [الأنعام: 137]

وقوله تعالى : { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } [التكوير: 29]

وأما ما يتعلق بأفعاله تعالى فالأمثلة عليه كثيرة

كقوله تعالى : { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } [السجدة: 13]

وقوله تعالى: { إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد } [فاطر: 16]

وقوله تعالى: { والله يفعل ما يشاء } ، وغير ذلكـ من الآية.

8 ـ ومن فوائد الآية : إثبات الرحمة لله ؛ لقوله تعالى: ( برحمته )

9 ـ ومنها : إثبات الإرادة لله ؛ لقوله تعالى: { يختص } ؛ لأن التخصيص يدل على الإرادة .

10 ـ ومنها : إثبات الفضل لله ؛ لقوله تعالى : ( ذو الفضل )

11 ـ ومنها : إثبات أن فضله ليس كفضل غيره ؛ ففضل غيره محدود

وأما فضل الله ففضل عظيم لا حدود له ؛ فإن الله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم

ومن فضله تباركـ وتعالى أنه خص هذه الأمة بخصائص عظيمة كثيرة ما جعلها لأحد سواها

منها ما جاء في حديث جابر في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ؛ وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ ؛ وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ؛ وأعطيت الشفاعة ؛ وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) .

تــنــبــيــه

لا يعارض هذه الآية قوله تعالى : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون } [المائدة: 82]

لأن هذه الآية في صنف معين من النصارى : وهم الذين منهم القسيسون ، والرهبان الذين من صفاتهم أنهم لا يستكبرون

فإذا وجد هذا الصنف في عهد الرسول ، أو بعده انطبقت عليه الآية

لكن اختلفت حال النصارى منذ زمن بعيد

نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم ، حتى يعرفوا حقيقة عداوة النصارى ، وغيرهم من أهل الكفر ، فيعدوا لهم العدة .

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

سليمان
17-08-2005, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من
تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير
ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار
ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين
ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

اللهم اجز اختنا جواهر عبدالله عنا خيرا

جواهر عبدالله
17-08-2005, 05:23 PM
الأستاذ سليمان

جزاكـ الله خير على هذه الدعوات الطيبة

وألف شكر لكـ .

جواهر عبدالله
18-08-2005, 02:25 PM
الدرس الثالث عشر : وقود النار

" فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "

[ البقرة : 24 ]


قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا } يعني فإن لم تأتوا بسورة من مثله.

ولما قال تعالى : { فإن لم تفعلوا } . وهي شرطية .

قطع أطماعهم بقوله : { ولن تفعلوا }

يعني : ولا يمكنكم أن تفعلوا ؛ و { لن } هنا للتأبيد

لأن المقام مقام تحدٍّ .

قوله تعالى : { فاتقوا النار } : الفاء هنا واقعة في جواب الشرط .

وهو { إن لم تفعلوا } يعني : إن لم تفعلوا ، وتعارضوا القرآن بمثله

فالنار مثواكم ؛ فاتقوا النار .

ولن يجدوا ما يتقون به النار إلا أن يؤمنوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم

قوله تعالى : { التي وقودها الناس والحجارة }

{ التي } اسم موصول صفة لـ { النار } ؛ و { وقود } مبتدأ ؛ و { الناس } خبر المبتدأ

والجملة : صلة الموصول ؛ و "الوقود" ما يوقد به الشيء ، كالحطب . مثلاً . في نار الدنيا

في الآخرة وقود النار هم الناس ، والحجارة ؛ فالنار تحرقهم ، وتلتهب بهم

و { الحجارة } : قال بعض العلماء : إن المراد بها الحجارة المعبودة . يعني الأصنام

لأنهم يعبدون الأصنام ؛ فأصنامهم هذه تكون معهم في النار ، كما قال تعالى :

{إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } [الأنبياء: 98]

وقيل : هذا ، وهذا . الحجارة المعبودة ، والحجارة الموقودة التي خلقها عزّ وجلّ لتوقد بها النار .

قوله تعالى : { أعدت } : الضمير المستتر يعود على النار

والمعِدُّ لها هو الله عزّ وجلّ ؛ ومعنى " الإعداد " التهيئة للشيء

{ للكافرين } أي لكل كافر سواء كفر بالرسالة ، أو كفر بالألوهية ، أو بغير ذلكـ .

الفوائد

1 ـ من فوائد الآية : أن من عارض القرآن فإن مأواه النار ؛ لقوله تعالى : ( فاتقوا النار )

2 ـ ومنها : أن الناس وقود للنار كما توقد النار بالحطب ؛ فهي في نفس الوقت تحرقهم

وهي أيضاً توقد بهم ؛ فيجتمع العذاب عليهم من وجهين .

3 ـ ومنها : إهانة هؤلاء الكفار بإذلال آلهتهم ، وطرحها في النار . على أحد الاحتمالين

في قوله تعالى : { الحجارة }

لأن من المعلوم أن الإنسان يغار على من كان يعبده ، ولا يريد أن يصيبه أذًى

فإذا أحرق هؤلاء المعبودون أمام العابدين فإن ذلكـ من تمام إذلالهم ، وخزيهم .

4 ـ ومنها : أن النار موجودة الآن ؛ لقوله تعالى : { أعدت }

ومعلوم أن الفعل هنا فعل ماض ؛ والماضي يدل على وجود الشيء

وهذا أمر دلت عليه السنة أيضاً ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم عُرضت عليه الجنة ، والنار

ورأى أهلها يعذبون فيها : رأى عمرو بن لحيّ الخزاعي يجر قصبه . أي أمعاءه . في النار

ورأى المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعاً : فلم تكن أطعمتها ، ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض

ورأى فيها صاحب المحجن . الذي كان يسرق الحُجَّاج بمحجنه ، يعذب: وهو رجل معه محجن . أي عصا محنية الرأس .

كان يسرق الحُجاج بهذا المحجن ؛ إذا مر به الحجاج جذب متاعهم

فإن تفطن صاحب الرحل لذلكـ ادعى أن الذي جذبه المحجن ؛ وإن لم يتفطن أخذه

فكان يُعذب . والعياذ بالله . بمحجنه في نار جهنم .

مسألة

هل النار باقية ؛ أو تفنى ؟

ذكر بعض العلماء إجماع السلف على أنها تبقى ، ولا تفنى

وذكر بعضهم خلافاً عن بعض السلف أنها تفنى ؛ والصواب أنها تبقى أبد الآبدين

والدليل على هذا من كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاث آيات من القرآن :

في سورة النساء ، وسورة الأحزاب ، وسورة الجن

فأما الآية التي في النساء فهي قوله تعالى :

{ إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً } [النساء: 168، 169]

والتي في سورة الأحزاب قوله تعالى : { إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً} [الأحزاب: 64، 65]

والتي في سورة الجن قوله تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } [الجن: 23]

وليس بعد كلام الله كلام

حتى إني أذكر تعليقاً لشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله على كتاب " شفاء العليل " لابن القيم

ذكر أن هذا من باب : " لكل جواد كبوة ؛ ولكل صارم نبوة " . وهو صحيح

كيف إن المؤلف رحمه الله يستدل بهذه الأدلة على القول بفناء النار مع أن الأمر فيها واضح ؟!

غريب على ابن القيم رحمه الله أنه يسوق الأدلة بهذه القوة للقول بأن النار تفنى !

وعلى كل حال

كما قال شيخنا في هذه المسألة : " لكل جواد كبوة ؛ ولكل صارم نبوة "

والصواب الذي لا شكـ فيه . وهو عندي مقطوع به . أن النار باقية أبد الآبدين

لأنه إذا كان يخلد فيها تخليداً أبدياً لزم أن تكون هي مؤبدة

لأن ساكن الدار إذا كان سكونه أبدياً لابد أن تكون الدار أيضاً أبدية .

وأما قوله تعالى في أصحاب النار : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك } [هود: 107]

فهي كقوله تعالى في أصحاب الجنة : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك } [هود: 108]

لكن لما كان أهل الجنة نعيمهم ، وثوابهم فضلاً ومنَّة ، بيَّن أن هذا الفضل غير منقطع

فقال تعالى : { عطاءً غير مجذوذ } [هود: 108]

ولما كان عذاب أهل النار من باب العدل ، والسلطان المطلق للرب عزّ وجلّ

قال تعالى في آخر الآية : { إن ربك فعال لما يريد } [هود: 107]

وليس المعنى : { إن ربك فعال لما يريد } [هود: 107]

أنه سوف يخرجه من النار ، أو سوف يُفني النار .

5 ـ ومن فوائد الآية : أن النار دار للكافرين ؛ لقوله تعالى: { أعدت للكافرين }

وأما من دخلها من عصاة المؤمنين فإنهم لا يخلدون فيها ؛ فهم فيها كالزوار ؛ لا بد أن يَخرجوا منها

فلا تسمى النار داراً لهم ؛ بل هي دار للكافر فقط

أما المؤمن العاصي . إذا لم يعف الله عنه . فإنه يُعذب فيها ما شاء الله

ثم يخرج منها إما بشفاعة ؛ أو بمنة من الله وفضل ؛ أو بانتهاء العقوبة .

مسألة

إذا قال قائل : ما وجه الإعجاز في القرآن ؟ وكيف أعجز البشر ؟

الجواب : أنه معجز بجميع وجوه الإعجاز ؛ لأنه كلام الله

وفيه من وجوه الإعجاز ما لا يدركـ ؛ فمن ذلكـ :

أولاً : قوة الأسلوب ، وجماله ؛ والبلاغة، والفصاحة ؛ وعدم الملل في قراءته

فالإنسان يقرأ القرآن صباحاً ، ومساءً . وربما يختمه في اليومين ، والثلاثة .

ولا يمله إطلاقاً ؛ لكن لو كرر متناً من المتون كما يكرر القرآن ملّ .

ثانياً : أنه معجز بحيث إن الإنسان كلما قرأه بتدبر ظهر له بالقراءة الثانية ما لم يظهر له بالقراءة الأولى .

ثالثاً : صدق أخباره بحيث يشهد لها الواقع ؛ وكمال أحكامه التي تتضمن مصالح الدنيا ، والآخرة

لقوله تعالى: { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } (الأنعام: 115)

رابعاً : تأثيره على القلوب ، والمناهج ؛ وآثاره ، حيث ملكـ به السلف الصالح مشارق الأرض ، ومغاربها .

وأما كيفية الإعجاز فهي تحدي الجن ، والإنس على أن يأتوا بمثله ، ولم يستطيعوا .

مسألة ثـانية

حكى الله عزّ وجلّ عن الأنبياء، والرسل ، ومن عاندهم أقوالاً

وهذه الحكاية تحكي قول من حُكيت عنه ؛ فهل يكون قول هؤلاء معجزاً .

يعني مثلاً : فرعون قال لموسى : { لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } [الشعراء: 29]

هذا يحكيه الله عزّ وجلّ عن فرعون ؛ فيكون القول قول فرعون

فكيف كان قول فرعون معجزاً والإعجاز إنما هو قول الله عزّ وجلّ ؟

فالجواب :

أن الله تعالى لم يحكـ كلامهم بلفظه ؛ بل معناه ؛ فصار المقروء في القرآن كلام الله عزّ وجلّ .

وهو معجز .

* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

جواهر عبدالله
19-08-2005, 01:46 PM
الدرس الرابع عشر : كتمان الحق

" وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "

[ البقرة : 42 ]


قوله تعالى : { ولا تلبسوا الحق بالباطل }

أي لا تمزجوا بينهما حتى يشتبه الحق بالباطل ؛ فهم كانوا يأتون بشبهات تُشَبِّه على الناس

فيقولون مثلاً : محمد حق ، لكنه رسول الأميين لا جميع الناس ..

قوله تعالى: { وتكتموا الحق } : هنا الواو تحتمل أنها عاطفة

وتحتمل أنها واو المعية ؛ والمعنى على الأول : لا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق

فتكون الجملتان منفرداً بعضهما عن بعض ؛ ويحتمل أن تكون الواو للمعية

فيكون النهي عن الجمع بينهما

والمعنى : ولا تلبسوا الحق بالباطل مع كتمان الحق ؛ لكن على هذا التقدير يبقى إشكال :

وهو أن قوله تعالى : { لا تلبسوا الحق بالباطل }

يقتضي أنهم يذكرون الحق ، والباطل ؛ فيقال : نعم ، هم وإن ذكروا الحق والباطل فقد كتموا الحق في الحقيقة

لأنهم لبسوه بالباطل ، فيبقى خفياً ..

قوله تعالى : { وأنتم تعلمون } : الجملة في موضع نصب على الحال .

أي والحال أنكم تعلمون صنيعكم .

الفوائد

1 ـ من فوائد الآية : وجوب بيان الحق ، وتمييزه عن الباطل

فيقال : هذا حق ، وهذا باطل ؛ لقوله تعالى : { ولا تلبسوا الحق بالباطل }

ومن لبْس الحق بالباطل : أولئكـ القوم الذين يوردون الشبهات إما على القرآن ، أو على أحكام القرآن ، ثم يزيلون الإشكال .

مع أن إيراد الشبه إذا لم تكن قريبة لا ينبغي .

ولو أزيلت هذه الشبهة ؛ فإن الشيطان إذا أوقع الشبهة في القلب فقد تستقر فيه .

وإن ذكِر ما يزيلها

2 ـ ومن فوائد الآية : أنه ليس هناكـ إلا حق ، وباطل ؛ وإذا تأملت القرآن والسنة وجدت الأمر كذلكـ

قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } [الحج: 62]

وقال تعالى : { وإنا أو إياكم لعلى هدًى أو في ضلال مبين } [سبأ: 24]

وقال تعالى : { فماذا بعد الحق إلا الضلال } {يونس: 32}

وقال تعالى : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [الكهف: 29]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " القرآن حجة لك أو عليك "

فإن قال قائل : أليس هناك مرتبة بين الواجب ، والمحرم ؛ وبين المكروه ، والمندوب . وهو المباح .؟

قلنا : بلى ، لا شكـ في هذا ؛ لكن المباح نفسه لا بد أن يكون وسيلة إلى شيء

فإن لم يكن وسيلة إلى شيء صار من قسم الباطل كما جاء في الحديث :

"كل لهو يلهو به ابن آدم فهو باطل إلا لعبه في رمحه ، ومع أهله، وفي فرسه "

وهذه الأشياء الثلاثة إنما استثنيت ؛ لأنها مصلحة . كلها تعود إلى مصلحة

3 ـ ومن فوائد الآية : تحريم كتمان الحق ؛ لقوله تعالى : { وتكتموا }

ولكن هل يقال : إن الكتمان لا يكون إلا بعد طلب ؟

الجواب : نعم ، لكن الطلب نوعان :

طلب بلسان المقال ؛ وطلب بلسان الحال ؛ فإذا جاءكـ شخص يقول : ما تقول في كذا، وكذا

فهذا طلب بلسان المقال ؛ وإذا رأيت الناس قد انغمسوا في محرم : فبيانه مطلوب بلسان الحال

وعلى هذا فيجب على الإنسان أن يبين المنكر ، ولا ينتظر حتى يُسأل

وإذا سئل ولم يُجب لكونه لا يعلم فلا إثم عليه ؛ بل هذا هو الواجب ؛ لقوله تعالى :

{ولا تقف ما ليس لك به علم} [الإسراء: 23] . هذه واحدة ..

ثانياً : إذا رأى من المصلحة ألا يبين فلا بأس أن يكتم كما جاء في حديث علي بن أبي طالب:

"حدثوا الناس بما يعرفون ؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟! "

وقال ابن مسعود : "إنك لن تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "

فإذا رأيت من المصلحة ألا تبين فلا تبين ولا لوم عليكـ..

ثالثاً : إذا كان قصد السائل الامتحان ، أو قصده تتبع الرخص ، أو ضرب أقوال العلماء بعضها ببعض .

وأنت تعلم هذا .: فلكـ أن تمتنع ؛ الامتحان أن يأتي إليكـ ، وتعرف أن الرجل يعرف المسألة

لكن سألكـ لأجل أن يمتحنكـ :

هل أنت تعرفها ، أو لا ؛ أو يريد أن يأخذ منكـ كلاماً ليشي به إلى أحد، وينقله إلى أحد

فلكـ أن تمتنع

كذلكـ إذا علمت أن الرجل يتتبع الرخص ، فيأتي يسألكـ يقول : سألت فلاناً ، وقال : هذا حرام .

وأنت تعرف أن المسؤول رجل عالم ليس جاهلاً : فحينئذٍ لكـ أن تمتنع عن إفتائه

أما إذا كان المسؤول رجلاً تعرف أنه ليس عنده علم .

إما من عامة الناس ، أو من طلبة العلم الذين لم يبلغوا أن يكونوا من أهل الفتوى :

فحينئذ يجب عليكـ أن تفتيه ؛ لأنه لا حرمة لفتوى من أفتاه ؛ أما لو قال لك :

أنا سألت فلاناً ، ولكني كنت أطلبكـ ، ولم أجدكـ ، وللضرورة سألت فلاناً ؛ لكن لما جاء الله بكـ الآن أفتني

فحينئذ يجب عليكـ أن تفتيه ؛ لأن حال هذا الرجل كأنه يقول : أنا لا أطمئن إلا لفتواكـ

وخلاصة القول أنه لا يجب عليكـ الإفتاء إلا إذا كان المستفتي مسترشداً

لأن كتمان الحق لا يتحقق إلا بعد الطلب بلسان الحال، أو بلسان المقال .


* من كتاب تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .


ولا تنسوني من صالح دعاءكم .

جواهر عبدالله
20-08-2005, 02:06 AM
الدرس الثالث عشر : مرض القلب ، أعراضه ـ أسبابه


" فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "

[ البقرة : 10 ]

مرض الشكـ ، مرض الشبهات والنفاق

مرض أخطر من مرض الأجسام

مرض فتاكـ ينخر القلب

فيفسد على النفس سلامتها

وصحتها ، وتصورها .

مرض لا طبيب له

ولا دواء له

ولا حيلة فيه .

مرض أعراضه :

الإعراض عن الله

والتكذيب بكتابه

والاستهزاء برسوله

والصد عن سبيله

والخديعة لأوليائه

والحرب لدينه .

مرض سببه :

التفات القلب إلى ما سوى الرب

واهتمام النفس بحظوظها على حساب أمر الله

وتقديمها شهواتها على مراد الله

واستلامها لنزواتها

والغفلة عن رقابة الله .

إن مرض الأبدان له دواء يُصرف

وطبيب يُعرف

وصيدلية تُقصد

وعقاقير توجد

ولكن مرض القلوب أعيا الأطباء

وأعجز الصيادلة

وبارت فيه العقاقير

لأن مرض المنافق مستحكم

متأصل نابت في سويداء القلب

ضارب في أعماق النفس

غائص في الأحشاء

لأنه أقبل ثم أدبر

عرف ثم أنكر

آمن ثم كفر

إن هذا المرض :

مرض شبهات

سال قيحه وصديده بدعاً

وزيغاً ، وانحرافاً ، وخذلاناً ، ومكراً

وكيداً ، وخديعةً ، وخبثاً .

ومرض شهوات تفجر جرحه :

زناً ، وفحشاً ، وفجوراً ، ومعصيةً

وكذباً ، وزوراً ، وبهتاناً .


* بهجة التفاسير / عائض القرني .

جواهر عبدالله
24-08-2005, 12:55 AM
الدرس الرابع عشر : بيع الدين من أجل متاعٍ زائل


" وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا "

[ البقرة : 41 ]


الدنيا وما فيها بالنسبة إلى آيات الله :

ثمن قليل بخس

ولا يؤثر شهوات الدنيا من رئاسة

ومنصب ، ومال ، وجاه ، وقصر ، ودار ، وزوجة ، وولد

على دين الله وهداه

إلا كل من أعمى الله قلبه

وأفقده رشده

وحرمه صوابه

لأن كل هذه الأثمان حقيرة زهيدة

منقطعة ، منغصة ، ذاهبة

أما هدى الله

فسعادة دائمة

وفلاح باقٍ

وفوزٍ مستمر

ورضوان من الله وارف

وشراء الثمن القليل بآيات الله

يشمل كل من تركـ شيئاً من دينه بعد ما أسلم

من أجل رشوةٍ آثمة

وسحت محرم

وإغراء دنيء

ليفتي فتوى ضالة

أو يحكم حكماً جائراً

أو يعطل أمر شرعياً

أو يسكت عن ضلالة

أو يتغاضى عن منكر

مقابل ثمن يُبذل لإسكاته

وإرضائه

فساء فعله

وخاب سعيه

وثكلته أمه .

بهجة التفاسير / عائض القرني .

ســـامي
25-08-2005, 01:45 PM
الدرس الأول : الشمس تتحركـ وليست ثابتة .
الدرس الثاني : كل شيء بمشيئة الله
الدرس الثالث : ستر الله على المؤمن يوم القيامة
الدرس الرابع : الافتخار بالنعم وعدم شكر الله عليها
الدرس الخامس : الأعمال بحسنها لا بكثرها
الدرس السادس : فعل النائم لا يُنسب إليه .
الدرس السابع : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
الدرس الثامن : الجزاء من جنس العمل .
الدرس التاسع : الـــجـــدال
الدرس العاشر : إقرار اليهود بالنار
الدرس الحادي عشر : من هم أولي القُربى ؟
الدرس الثاني عشر : عداوة اليهود والنصارى للمسلمين
الدرس الثالث عشر : وقود النار
الدرس الرابع عشر : كتمان الحق

اربع عشر درساً
كلها ذات اهميه في الحياه اليوميه ..

جواهر عبدالله


ان لله يحب اذا عمل احدنا عمل ان يتقنه

عملتي واتقنتي..

فجزاك الله كل خير ..

وجعلها بموازين حسناتك..

انه سميع مجيب الدعاء..

اللهم اكتب لها في كل حرف صدقه ..

اللهم انت السميع وانت المجيب فاجب دعائي..

لك كل الاحترام والتقدير على مجهودك..
دمتي بود وتـــألق،،،
0
0
0
0
0
أخوكــSAM 2ــ..

ميرال
25-08-2005, 02:53 PM
لا اله الا الله
درس جميل وشيق
واتمنى ان تجلبي لنا درسآآ اخر
للفائده وللعلم
وجزاك الله كل خير