المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { مَشايخ في فُندق !!! ( وجهةُ نظرٍ لا غير ) . }



أهــل الحـديث
03-05-2012, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم .

مشايخ في فندق !!! ( وجهة نظري لا غير ) .

الحَمدُ للهِ ربّ العالمينَ والصلاةُ والسَّلامُ على خاتمِ المرسلينَ مُحَمّدٍ ( عله الصلاة والسلام ) وبعدُ :
قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) (1) .
قال ابن كثير : ((وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا )) قالَ الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - : أُمِروا أن يصبروا على دينِهم الذي ارتضاهُ اللهُ لهم ، وهو الإسلام ، فلا يَدُعوه لسرّاء ولا لضرّاءَ ولا لشِدَّة ولا لرِخَاء ، حتى يموتوا مسلمين ، وأن يُصابروا الأعداءَ الذين يكتمون دينهم . وكذلك قال غير واحد من علماء السلف ، وأما المرابطة فهي المداومة في مكان العبادة والثبات )) . (2 )

فبعدَ أن انقطعتُ عن مُلتقى أهلِ الحديثِ - الذي أسأل الله أن يثبّته على ما هو فيه – برهةً من الزّمنِ أعودُ وفي القلبِ حسراتٌ على حالِ أمّتي فيما آلت إليهِ في هذه الأزمنةِ من فتنٍ تموجُ بها من كلّ مكان ، ولكن مع هذا لا ينبغي للمسلمِ الذي امتلأ قلبه إيمانًا وخالط بشاشته روحه وامتزجت به أن يهّتزَ بل يجبُ عليه أن يثبتَ على حتى يأتي أمرُ الله وهو على ذلك .
في صحيح البخاري – رحمه الله - في كتاب التوحيد ((حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) (3 )
بعدَ هذه المقدّمةِ التي تفرضُ نفسها في كلِّ موضوعٍ ؛ لأنَّ طالب العلمِ لا ينفكُّ عن واقعِهِ الذي يعيشُ ، ولا يخفى عليكم أنّ كتابة أي حروف لا بدّ لها من سبب لذلك ، وسببُ كتابة هذا الموضوع أنّي رأيتُ مؤتمرات ( شرعية ) في بلدي وفي بلاد أخرى تقعدُ في ((( فنادق !!!!!!!! ))) وأكثرُ ما آلمني وأحزن قلبي أن يُتكلمُ عن كتاب الله وعن سنة رسوله وعن إمام أهل الدنيا وأحبّ واحد على قلبي من أهل العلم خاصة ( الإمام الجبل الهمام أبي عبد الله البخاري – جمعني الله وإياه مع رسولنا والأصحاب وإياكم في جنات الخلد – آمين آمين . في فندق .

الله أكبرُ ....
في فندقِ !!!!!!!!
وقبلَ أن تكملَ أيّها القارئ العزيز أخبركَ أن جميع ما تقرأ هو وجهةُ نظري الشخصية ولا أعادي ولا أوالي عليها – معاذ الله – إنما هي ما أعتقدُه دينًا فقط .

تعالَ – غير مأمور – لنكملَ :

قد تقولُ : ما المانعُ الشرعيُّ من ذلك ؟؟؟

وستقول : قد يحضرُ المؤتمرات التي تقعد في فنادق طلاب علم شابت رؤوسهم ولحاهم في العلم والدعوة أمعقول أنهم على خطأ وأنتَ وحدكَ على صواب ؟

ولا بدّ أن حدّثتكَ نفسكَ فجاء في عقلكَ : ما هذا الكاتب ألا كتبَ فأحسنَ أو سكتَ وكتم فأحسن .

وتبدأ سهام النّقد تتوجهُ إلىّ قبلَ أن تعرفَ حجتي ومنطقي في ذلك ، أليس ذلك فيه ما فيه .... وهذا لا أخشى منه فهو السمة العامة في هذا الزمن – إلا من رحم الله - ، وأطلبُ منكَ تكّرما على أخيكَ الضعيف أن تحترم وجهة نظره ، وإن خالفته وإن لم ترضها ورميتها خلف ظهركَ .

وسأعرضُ دليلي العقلي على شكل أسئلةٍ ، ثمّ سأجيبُ على بعضها وأعقّب على أخرى ولا أجيب على الباقي لوضوح مرمى الكلام – إن شاء الله والله الموفّق - .

السؤال الأول : لماذا تقعد المؤتمرات الشرعية في فنادق !!! بينما تقعد المؤتمرات العلمية البحتة – على الأغلب – في مراكز البحوث والمعاهد والجامعات .

هذا لكم ولا إجابة .

السؤال الثاني : هل ضاقت بيوت الله حتى يتوجهُ أصحاب اللحى إلى الفنادق ؟؟؟
ولماذا لا توجد مساجد خاصة في داخلها ( انتبه ) ولا أقول ملحقة بها تكونُ فيها المؤتمرات الشرعيّة والندوات الشهرية ؟؟؟
لماذا يريدُ أعداءُ الحقّ أن يقذفونا بعيدًا عن منارة العلمِ الأولى بأيّ وسيلةٍ ؟ لماذا ؟

وهذه الأسئلة لا بدّ من الوقوفِ عندها ، فقد خلقَ اللهُ كلَّ شيءٍ ، وجعلَ لكلِّ نسمةٍ برأها مكانها الذي يليقُ بها فطرةً ، فكيفَ إذا غيّر الناس ؟؟!!! وكيفَ لو دخلَ العوام وشاهدوا طلاب العلم بسمتهم متحلّقين يسمعونَ كلام الدكاترة !!!!! ولفظة دكتور لها وقعها في نفسه أيّ وقعٍ ، فيؤثر ذلك المشهد في نفسه ، وتزيد هيبةُ العلمِ وأهلِهِ ، فأمّا إذا شاهد النّاس المشايخ بلحاهم يدخلونَ الفنادق فكيفَ بعد ذلك سيكونُ لهم هيبةًَ بعد ذلك ، وسيدخلونَ نفس الباب الذي يدخل فيه أصحاب الأخلاق الرذيلة ثم بعدَ ذلكَ ستبدأ نظرات والأوهام تجول في أذهانهم . ورحم الله من كفَّ الغيبةَ عن نفسه . ولا يخفى ترك المباح على طلاب العلم خاصة دونَ النّاس . وإنّ ترك المباح لأهل العلم فضيلة أهل العلم فكيفَ بفعل الذي فيه شبهة حرام ، وفي صحيح البخاري وقال حسان بن أبي سنان ما رأيت شيئا أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ( 4 ) . وأينَ ورعُ أهل العلم ؟؟؟!!!

السؤال الثالث :هل جاءكم خبر الفنادق وما يدورُ فيها وفي أدوراها !!!!! ( بدونَ علامة ؟ ) .

ثمّ بعدَ ذلك :
سلّمنا وكان الأمرُ واقعًا ولا نستطيعُ دفعَ هذا الأمر وحصل دخلوا الفنادق فيقولونَ ضرورةً ( هل نسوا الضرورة تقدّر بقدرها ) المهم أسألهم :
لماذا يتمُ وضع المؤتمر في الطابق الأول أو الأسفل ؟
لماذا لا يتمُ وضع مدخلٍ خاص كرامة للذي يتكلم فيه وأهله ؟؟؟
أم فقط أصحاب الرتب العالية هم من يجتمعونَ في الأعلى ؟؟؟

ثمّ أجدُ صوتِ أحدنا يقول : ماذا ستفتي بمن سألكَ هذا السؤال :
لو أنّ رجلًا شيخًا جاء ولم يجد مأوى يسكنُ إليه وكان الخيار فندقًا ماذا ستفيته ؟
سأقول له : لو كنتَ شهمًا لآويته في بيتك أو في مسجدك الذي أنتَ إمامه ولا تسأل ، فهي ليلة وتنقضي ولو جاء ألف طالب علم من بلاد أخرى يأويهم إخوانهم طلبة العلم .

أخيرًا وهذا أهمّ شيءٍ :
تُرى لو كانَ أيام البخاري الحبيب وأهل العلم الربانيين الطابق الأول مجالس العلم والطابق الثاني والثالث والرابع ...إلخ قيان وجواري ودعوا إليها سيأتونَ ؟
أقسمُ غيرَ حانث أنهم سيحذرونَ من الذي دعاهم إليها .!!!!

وإنّي أرجو ألا يأتيَ الشيطانُ في قلب أحدكم فليقي فيه شيئًا عليّ فإني أخشى أن أغضبكم ، فوالذي رفع السماء لا يقول كاتب هذه السطور ولا يكتب إلا ما أعتقدُه دينًا ألقى به ربّي في يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .

اللهمّ إنّك عليّ شاهد وحسيب وكفى بالله حسيبا . والحمد لله ربّ العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ


أبو سُليمان الخليلي .
مغرب الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 هـ . 4 – أيار – 2012 من تاريخ النّصارى .