المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأنترنت مملكة الشيطان



أهــل الحـديث
03-05-2012, 06:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد

فبعد النظر والاستقراء لأصناف مرتادي الأنترنت، قدرت حصرهم -بعون الله تعالى- في هؤلاء:

رجلٍ جاءه بقصد البحث عن الشهوة واللذة، فهو يتخبط فيها مهلكا نفسه وبدنه.

لا يحصِّل مبتغاه حتى يلج الجمل في سم الخياط.

ورجلٍ جاءه للبحث عن فائدة شاردة، فبينا هو كذلك جاءه ما يوعد، فاختطفه الشيطان، فنسي ما كان يبحث عنه، وما أنساه إلا الشيطان أن يذكره، فليس يعود إلا برحمة من الله.

ورجل بين بين، جاءه بحسن نية، راغبا فيما ينفعه، لكنه لا يملك نفسه، فتارة تجده في ميادين أهل الخير، وتارة في ميادين أهل الغواية، ولست أدري كيف يُحسم له، ومادام على ما هو عليه، فلا يأمن أن يحشر مع الصنف الثاني، وهو إليه أقرب، لأن جواذب الشهوة أقوى من جواذب الخير.

فالشهوة أشد جذبا من جذب الأرض للجسم الثقيل في السماء.

ولست أزيد على هؤلاء مثقال ذرة، وإلا كنت ممن يتلطف الناس بالباطل على حساب الحق. وإن نظرتَ إلى هذه الأصناف، وجدتَ الشر فيها غالبا على الخير، بل إن الخير فيها يكاد يعدم، فبذاك أسميت عرصات الأنترنت: مملكة الشيطان.

فإن قال قائل: قد ذكرت أحوال الرجال في الأنترنت، فما بالك أغفلت أحوال النساء.

قلت: لست مكلفا باستقراء أحوالهن، وإن كان حالهن أدهى وأمر.

وإن قلتُ شيئا في حقهن، فلا يسعني إلا النصح، وهو قولي: يا هَنتَاه[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)، اعلمي أن الأنترنت صار موضع الشبه، فاربئي بنفسك عن موضع الشبه.

ولتعلم المرأة أنها إذا شوهدت على صفحات الأنترنت، أصبحت موضع شك وريب مهما بلغ بها مقامها في الحسن والحسب والجاه والتقوى.

ولو كنت فقيها، لحرمت ولوج الأنترنت بغير ضوابط، لأنه مملكة الشيطان.



كتبه على عجل حتى لا يطيل المكوت بمملكة الشيطان: الشريف أبو سليمان خالد بن محمد التدغي الإدريسي.


[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)قال ابن الأثير في النهاية: معنى يا هنتاه: يا بلهاء، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم.


النهاية في غريب الحديث والأثر. (1319).