المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة أخرى في دفتر قديم من مجالس العلامة أبي فهر محمود بن محمد شاكر



أهــل الحـديث
02-05-2012, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عند زيارتي لإحدى المكاتب اليوم وقفت على كتاب صدر عن مكتبة الأمل بالكويت وهو "قراءة أخرى في دفتر قديم من مجالس العلامة أبي فهر محمود بن محمد شاكر", تأليف الأديب د. يعقوب بن يوسف الغنيم وفقه الله.
وهو تكملة على كتابه السابق "قراءة في دفتر قديم".

نقلاً عن صحيفة الرأي الكويتية بتاريخ 16/ 2/ 1433هـ, الموافق 10/ 1/ 2012م, العدد (11880) :
يعد الدكتور يعقوب يوسف الغنيم من أعلام الكويت في المجالات الثقافية والبحثية، بفضل ما يتمتع به من ثقافة شاملة، وقلم واع، وقدرة على رصد أفكاره بكثير من التكثيف وبأسلوب شيق جذاب، وحرص على المعلومة وصدق في نقلها إلى الملتقى.
وفي كتابه «قراءة أخرى.. في دفتر قديم من مجالس العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر»، فإن الغنيم قد نجح في نقل ذكرياته الجميلة الممتدة من عام 1957م إلى الأجيال الجديدة، هذه الذكريات استخلصها المؤلف من قربه للعلامة الشيخ محمود محمد شاكر، من خلال دروسه، ولقد سبق هذا الكتاب كتاب آخر كان يتحدث عن الذكريات نفسها ألفه الغنيم وكان عنوانه «قراءة في دفتر قديم» صدر العام الماضي, وبالتالي فقد جاء هذا الكتاب كجزء متكامل مع كتابه الاول، ليضيف إلى المكتبة العربية إصداراً مهماً ومتميزاً، يستفيد منه الشباب في حياتهم الإبداعية والعملية، كما أنه مرجع تاريخي مهم، والكتاب صدر عن مكتبة الأمل في الكويت في السنة الماضية.
يقول الغنيم في مقدمة كتابه: "من نعم الله تعالى عليَّ أنني استطعت بعد طول تردد تقديم الدروس التي تلقيتها أنا وزملائي عن أستاذنا العلامة الشيخ محمود محمد شاكر منذ سنة 1957م، وكنت -بتوفيق من الله- قد كتبت ما كان يمليه علينا من دروس، فكانت كتاباً متكاملاً عندما أعدت نسخها وأضفت إليها بعض ما تذكرته من مجالس الشيخ، وأعددت لها بعض الحواشي التي لابد منها. كان هذا الكتاب هو «قراءة في دفتر قديم» وقد صدر في سنة 2011م.
وكنت قد وعدت بتقديم دروس أخرى من إملاء الشيخ غير ما جاء في ذلك الكتاب، لأن الدروس الأولى كانت عن قصائد عددها تسع وعشرون قصيدة من كتاب الأصمعيات لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي، وكانت الدروس الأخرى التي وعدت بتقديمها هي الدروس الخاصة بكتاب الكامل في اللغة والأدب، لأبي العباس المبرد، وكان الشيخ قد قام بتدريسنا في فترة من فترات التوقف عن قراءة الأصمعيات المقدمة وخمسة أبواب من هذا الكتاب القيّم. وهذا الذي أقوم به اليوم هو الوفاء بما وعدت به، والأداء لواجب عليَّ تجاه شيخي الذي لا يمكن أن أنسى فضله أو علمه".
وحول إعداده للكتاب قال: "كانت البداية صعبة نوعا ما بسبب هذا التناثر في المعلومات المكتوبة نقلاً عن أمالي الشيخ لنا، وذلك وفق ما أشرت إليه آنفا، ولكن قراءتي لهذه الأوراق والحواشي أكثر من مرة هدتني إلى طريق سهل لكي ابدأ بالعمل وانهيه دون صعوبات، وكان هذا الطريق هو العودة إلى نسخة كتاب الكامل، ذلك أنني قد أشرت إلى أننا لم ندرس منه إلا خمسة أبواب مع المقدمة، وجدت أنني لابد وأن أتتبع هذه المقدمة ثم الأبواب الخمسة بادئاً بأوّلها منتهيا بخامسها ... من هنا بدأ العمل، وقد استطعت أن ألمّ بكلّ ما استمعنا إليه حول الأبواب باباً فباباً حتى النهاية، وكان ذلك حصيلة الأوراق المكتوبة والحواشي المستقاة من إملاء الشيخ أثناء ساعة الدرس".
وأضاف: "كانت قد سبقت الفصول الخمسة مقدمة مهمة كتبها المبرد وصدر بها كتابه، وقد استغرق متابعة ما جاء فيها وقتا طويلاً، لأنها في عدد من صفحات الكتاب يصل إلى ما يقارب من ست عشرة صفحة وسنتحدث عنها في ما بعد. ونذكر ما قاله لنا شيخنا في تفصيل يتتبع النص، ويشرحه، ويصل إلى أصول الكلام كما كان المبرّدُ يفعل تماما ... لم يجعل المبرد لكل باب عنواناً يميّزه عن سواه من الأبواب، ولكنه كان يكتفي بالأرقام، ذلك لأن أبواب الكتاب متشابهة، فهي عبارة عن أشعار وأخبار ومعلومات وبعض الإشارات إلى شيء من النحو والصرف وعلم اللغة، وأظن أنه اضطر إلى تقسيم الكتاب إلى سبعة وخمسين باباً لم ينظر فيها إلى ضرورة تسمية كل باب بما يحتويه من علم بسبب ذلك التشابه الذي أشرنا اليه، وذلك واضح في الكتاب من أوله إلى آخره، أما التقسيم الذي نلحظه فسببه هو أنه كان يمليه على تلامذته في جلسات، وقد يكون الباب الكامل هو ما يقدمه في جلسة تلك الجلسات، ومن أجل كل ذلك لم يجد أبو العباس المبرد ما يدعوه إلى وضع اسم يشمل الموضوعات التي ترد في كل باب من أبواب كتابه".
وبالتالي فقد ركز الغنيم في كتابه عن الدروس التي تلقاها من أستاذه الجليل العلامة محمود شاكر وهي الدروس المتعلقة بكتاب «الكامل» للمبرد، ومن ثم فقد تحدث عن مؤلف الكتاب والكتاب نفسه، والذي يتضمن دروساً في اللغة والأدب، والغنيم لديه ثلاث طبعات من الكتاب، كما صدرت له طبعة فاخرة عام 1943م، وذكر ياقوت الحموي في كتابه «معجم الادباء» عن المبرد: "اسمه محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليمان بن سعد وصولا إلى ابن أسلم وولد في البصرة غداة عيد الاضحى سنة عشر ومئتين، وكان حسن المحاضرة فصيحاً بليغاً".
واستطرد الغنيم في كتابه ليتحدث عن الدروس والأمالي, دروس من كتاب الكامل في اللغة والآداب، من خلال مقدمة كتاب الكامل، وفي الباب الأول حديث عن صفات الكلام عند العرب، ونماذج شعرية وشرحها، ونظرة المبرد إلى شعر الفرزدق، وأبيات لنخبة من الشعراء القدامى وغيرها، في حين تضمن الباب الثاني أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين معاوية بن أبي سفيان والأحنف بن قيس وغيرها، وفي الباب الثالث أبيات في الرثاء، وغبطة الوارث، وأبيات لأبي حية النميري وغيرها. في حين أحتوى الباب الرابع على مجموعة من الحكم، وكلمة لبزر جمهور وشرحها، وفي الباب الخامس أشعار في المديح وشرح الشعر وأبيات قد تكون للفرزدق.
إلى جانب باب «بعض ما فات» ثم ختم الغنيم كتابه بقوله: "انتهى ما استطعت الرجوع إليه في الدفاتر وفي الأوراق المتناثرة الأخرى، وما وجدت في زوايا الذاكرة مما مضى عليه زمن طويل يبدأ في سنة 1957م حين بدأ أستاذنا الجليل العلّامة محمود محمد شاكر في إعطائنا دروسه المباركة في الأصمعيات، وفي كتاب «الكامل» للمبرد، ولئن كانت حصيلة دروسنا في الكتاب الأول كنت قد ضمنتها كتابي: «قراءة في دفتر قديم» فإن هذا الذي انتهيت منه الآن هو: «قراءة أخرى في دفتر قديم» وهو يضم دروس الشيخ الفاضل في كتاب «الكامل» مع شرحه له. وقد آثرت أن يكون عنوان الكتاب الثاني مقارباً لعنوان الكتاب الأول، لأنهما من مصدر واحد هو دروس العلّامة محمود محمد شاكر رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء.
وأرجو في الختام أن يغتفر لي من يطلع على هذا الكتاب أي زلل أكون قد وقعت فيه، وأي نقص قد اعترى بعض ما قدمت، وعذري في ذلك طول المدة، والتشاغل الكثير عن هذا المورد العذب من موارد العِلم، وكان العلماء من مشايخنا يقولون: حياة العِلم مُدَارسته. أما الآن فأنا والحمد لله في مرحلة أتدارك فيها ما فات وأرجع إلى ما كنت أسعد به من دروس فأقدمها كما تلقيتها".

الصور المصغرة للصور المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=93270&stc=1&thumb=1&d=1335953528 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=93270&d=1335953528)