المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة..و العـــادة!!



االزعيم الهلالي
01-05-2012, 11:45 AM
العبادة..و العـــادة!!
إن لكل عبادة شرعها الله تعالى آثارها على النفس , وأنوارها في الجوارح , وفوائدها على الفرد و المجتمع , و لها أسرارها الخافية أكثر من الظاهرة . يؤديها المسلم طاعة لله , و تقربا إليه و انقيادا , و رغبة في الأجر و الثواب , و لكن قد تتحول تلك العبادة إلى عادة إذا لم تتحقق النية , و لم يشعر المسلم بأهميتها و أنه يفعلها زلفى إلى الله , فقد يصلي المسلم , و يؤدي السجود و الركوع و القيام بدون نية و طمأنينة و خشوع , و ليس له من قيامه إلا التعب و السهر , أو يؤدي عبادة الصيام فإذا لم يبتغ بها مرضاة الله , و يحس بالجائعين و الفقراء و المحتاجين , و يبتعد عما يؤثر على صيامه , فليس له إلا الجوع , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ) رواهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم . لذلك يجب على المسلم إلا يجعل العبادات عادات في حياته , فالعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ‏بشرط إخلاص النية لله , قال : تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.. ) 5 , القيمة ‎‎ و أن تكون عبادته وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فهو رد , قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه . و العبادة تشريع شرعه الله , ليتقرب بها المسلم إليه خالصة لوجه الله كالصلاة ، و الصيام ، و الزكاة ، و الحج ، و الصدقة ، و بر الوالدين ، و هي حق لله تعالى , وأما العادة فهي ليست وحيًا من الله ، وليست تشريعًا ، و هي ما اعتاده الناس فيما بينهم من المطعم والمشرب و الملبس و المسكن والمعاملات و غيرها , و العبادات الأصل فيها المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنها من العبادات، أما العادات فالأصل فيها الحل إلا ما قام الدليل على منعه، و إن العبادات و العادات في حياتنا كثيرة , فالمسلم الفطن هو الذي يخلص في العبادات , و يتقي الله و يحتسب الأجر في العادات كان رئيسا أو مرؤوسا أو موظفا أو مزارعا أو طالبا أو تاجرا أو عاملا , أو غيرهم , فبالدوام على العادة قد تتحول إلى عبادة إن اقترنت بحسن النية , و لم يكن فيها ما ينافي تعاليم الدين , أو سنة للفرد أو للمجتمع ، سواء كانت حسنة أم سيئة ، قال صلى الله عليه و سلم : ( مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم .
عبد العزيز السلامـــة / اوثـال