المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذرا سليمان .. لم أجد أم سليمان..



أهــل الحـديث
11-03-2012, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد..

الحمد لله الذي خلقني مسلما، فلم أدر ما الخنزير وما طعمهُ..
الحمد لله الذي جعل قلبي يغلي بنار الغيرة فلا يرقدُ..
حمدا لربي حمدا يدوم بدوام الأبدِ..

ثم إن نعمه جل ربنا لا تنقضي.. ومن نعمه الزائدة على نعمة الغيرة، أن رزقني ذهنا متيقظا فأدرك به من الأمور مما يجري حولي ما لا يدركه كثير من الخلق غيري.. وهكذا النعم قد يكون بعضها ابتلاء جالبا للهمِّ والغمِّ..

فقد جعلني تيقظي أدرك أمورا كثيرة أورثتني الهمَّ والنكدَ.. وسلبتني ثقتي فلا أصدق أحدا..

جعلني تيقظي أدرك سبب استراق جارتي للسمع إذا حدَّثُ صديقي على الباب..

وسبب إرسال زوجة صديقي بعلها لأصلح حاسوبها، ثم تفاجئنا بلبسة المتفضل..

وهي التي تعرضت طريقي رافعة صوتها باسمي في الشارع أمام الملأ.. ولولا هذه اللحية العظيمة على وجهي لم أدر ما كان المآل..

أنا أعلم كذلك لما سلكت حليلة جاري أضيق طريق لتشم ريحيَ دون ما حيا..

لكني لا أفهم طِلبة من كشفت لي فخذها في الحافلة أمام الملا..

ولما لوحت الأخرى بهاتفها وأنا أقرأ في الحافلة كتاب المفهمِ..
ولما توسلت الأخرى أن أجلس بجوارها في سيارة الأجرة..

ولما دغدغت تلك التافهة يدي دونما سابق إنذار..

ولما تساقطت الأخرى على ظهري في ذات الحافلة دونما سبب.. والأخرى والأخرى بنفس الفعلة في نفس المحل الشاهد..

وأدركت بهذا التيقظ اللعين لماذا عرضت علي تلك المنقبة قفازين لزوجتي.. ولم تعلم أني أعزب..

ولما تبتسم أستاذتي كلما رأتني من غير سبب..

ولما أظهرت تلك الحقيرة كل بدنها للبقال في الصباح الباكر.. وهي أم ولدين.. بلا عقل ولا دين..

ولما قالت تلك المنقبة لزوج تلميذتها: كيف حالكَ يا حبيبي.. -تعلم الزوجة القرآن.. وتسرق الزوج بصوت الشيطان-..

ولما التفتت إلي أختُ صديقي وأمها تنظر .. ووجهها يكاد يتساقط من شدة الشوق والحزن.. وهي عِرس زوجها..

ثم.. و.. و.. إلى ما لا ينتهي عده ولا حصره من العفن والنتن الذي أورثنا الهم، ونغَّصَ علينا العيش..

هذا كله قد حدث ونحن لا نزيد على النظرة الواحدة والله ربنا الرحمن الشاهد.. فكيف لو استرسلنا في الحديث والنظر..

ثم تقول لي استح..

فأقول لك ذكرت لك هذا لتنتبه.. وهو يسير من كثير.. ولو ذكرت الشطر الآخر، لسجنت زوجتك في غرفة مظلمة لا ترى فيها بشرا.. وزدتها عريا كي لا تخرج.. وجوعا حتى لا تمزح..

وإنْ كان كلامي زفرة مكلوم لم يسطع كبتها.. فقد سترت كثيرا مما لا يحسن قطعا ذكره..

ثم تجيئني تلك المتدينة –وقد سئمتهن بمكرهن العجيب وقليلات الصالحات على أني لم أرهن بعد- فتقول لي رويدك إن الصلاح لم ينقض وهناك الصالحات العابدات الزاهدات القانتات التائبات العابدات السائحات ..

فأقول لها إليكِ عني.. لست ممن يتزلف النساء لكسب ودهن..

ثم أقول: سليمان.. اعذرني.. لم أجد أم سليمان..

ثم أنت يا أخي العازب.. هل ستتزوج؟ إن قلت لك: زوجتك ستعشق غيرك وتصبو إليه وإن كنت أصبح الناس وجها.. وأقواهن بدنا.. وأكملهن أخلاقا ودينا..

لست مشتاقا لجوابك.. عالما أنك ستجده تحت المخدة.. أما أنا فالذي يهمني أني سأخطب علم الحديث غدا.. ثم أثني بعلوم اللغة بعده.. فعلم الأصول والمنطق.. لأختم بالرابعة وهي أجملهن بعلم الفقه في الدين.. فليست هذه العلوم حقيرة ككثيرات من نساء الدنيا..

أما السراري.. فكتبي تسلي عني همي وغمي حتى ألقى ربي.. فالخريدة منهن بمائة حسناء لذي الذوق السليم..

أما شدة شبقي فَعَلَّ ربي يعينني على الصوم..
ولا تقل لي سنة النبي عليه من ربي أفضل الصلاة.. فإني لم أترك الزواج رهبانية.. ولكن خفت أن أسد باب الزنا.. فأفتح باب قتل النساء وشنقهن.. وليس لي من المال ما أطلق به كل شهر امرأة..

ووالله ففي هذه اللحظة وأنا أكتب هذه السطور.. إذ بمحمد وهو رجل كانت زوجته سبب جنونه يبكي بجوار نافذة غرفتي ويصرخ ويلعب مع الصبيان الكرة..

فكأنه أحس بي أبث همه..

كتبته على عجلة من أمري.. كتبته لأريك كيف فكري.. ولأقول أنا هنا.. لا والله ما كتبته لأنفعك.. أعوذ به أن أدعي الإخلاص فيما لم أخلص فيه.. فاحمله على عجره وبجره ولا تكثر من ذكره.. وإن وجدته مما شذ أهله فاطرحه ولا تلتفت إليه.. فليس إلا كلام الضعيف خالد..



تحياتي