المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسد..و المجتمع و الآثــار!!



االزعيم الهلالي
11-03-2012, 12:20 AM
الحسد..و المجتمع و الآثــار!!

إن الحسد: هو تمني الحاسد زوال النعمة عن الغير , و إن لم يصر للحاسد مثلها , و هذا النوع من الحسد حرام , يقول الله تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ) 51 , القلم , و يقول جل جلاله : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما |) 54 النساء , و قال صلى الله عليه وسلم :( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم , و يسمى الحسد ( العين ) أي الإصابة بالعين , و يقال : عائنٌ للحاسد ، وهو مِعيانٌ، وعَيون للمبالغة في العين , و يقال : مَعِينٌ، ومَعْيون للمصاب بالعين . و إن الله تعالى أنعم على عباده كثيرا من النعم التي لا تعد و لا تحصى في كافة ميادين الحياة , و لكن هناك تلك النفوس الرديئة التي لا تحب الخير للمؤمنين , و يسوءها أن ترى نعم الله على عباده , فتحسدها على تلك النعم , فالحسد من أمراض القلوب التي تعالج بالرقية الشرعية السليمة , و للحسد أسباب عديدة , و آثار كثيرة منها : ضعف الوازع الديني عند الحاسد , و نفي الإيمان الكامل عن الحاسد , و انتشار العداوة بين المسلمين , و رفع الخير من المجتمع ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) , أو لا يحتمل و لا يتحمل الحاسد نعمة الله على المحسود , فإن رآه ذا مال أو علم أو جاه أو سلطان , فهو لا يطيق ذلك , و يتمنى زوال النعمة عن أخيه , و لا يرضى بمثلها حسدا من نفسه , بل يطمع بالشيء الكثير , ويسعى جاهدا لاهثا وراء الجاه و الرئاسة و خلف حطام الدنيا و متاعها الزائل بسبب حسده , فيكره الناس الحاسد كرها شديدا و يمقتونه , أو ظهور فضل النعمة , أو الكبر بتلك النعمة على الآخرين , و عدم التواضع مما يسبب انتشار الحسد , أو الخوف من فوات المقاصد وذلك إذا كثر زحام الناس على مقصود واحد ، فإن كل واحد يحسد صاحبه في كل نعمة ينفرد بها , و من أسباب الحسد : خبث النفس و لؤمها وشحها بالخير لعباد الله تعالى ، فإنك تجد بعض النفوس إذا وصف له حال بعض المؤمنين الطيبة ، فإنه يشق ذلك عليه ، و لا يريد الخير للناس , و لو كانت النعم من الله الرزاق , فهو من شدة بخله يريد أن يبخل بما عند الله على عباده المؤمنين . لذلك ينبغي على المسلم أن يتحصن من شياطين الجن و الإنس بالأدعية القرآنية و النبويــــة .

عبد العزيز السلامــة ـ أوثال