المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة غلى الجدِّ وعدم الاستهانة



أهــل الحـديث
10-03-2012, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دعوة إلى الجدِّ وعدم الاستهانة


قال الرفعى رحمه الله : زعموا أنَّ سمكةً في قدر ذراع كانت في غدير ، فلما سال به السيل جرى بها الماء إلى نهر قريب ، فدخلها الغرور فقالت: هذا لعمري ميراث أبي قد كنت عنه غافلةً - وما أكثر ما يضيع التهاون والعجز - ثم إنها لبثت في النهر ما شاء الله حتى خرج بها التيار إلى البحر ، فقالت : يا ويلتا أعجزت كل هذا العمر عن ميراث أعمامي ، ثم مازالت في ميراث أعمامها حتى قذف بها الماء إلى المحيط ، فاتسع لها منه ما يسعها ، فقالت : قبَّح الله العجز ولو من كسلٍ وهوينا ، لقد كدت أسلب ميراث أجدادي لولا أنَّ من دمهم فيَّ ما لم يزل يدفعني ولم يزل يسمو بي ، ثم إنها طفت يوماً على الماء فإذا الاسطول الانجليزي يمخر العبابَ إلى جبل طارقٍ في عشرِ بوارج وعشرين مدرعة ومائة توربيد وخمسين غواصة ، فطار بها الغيظ قطع وقالت : من هذا الوقح المتهجم على ميراث أجدادي، لا يخشى أن يقتحم علىَّ ، لقد حميت هذا الملك من حيث يجري الماء إلى حيث يبلغُ الماء، ثم إنها شدَّت نحو الأسطول وهي تخبطُ بذنبها من الغيظ تريد أن تضرِبَهُ بهذا الذنب ضربة ً تلوي به ولكن الأسطول كان بعيداً ثمَّ إنه كان سريعاً ففاتها فقالت : أولى لك ما نجا بك والله إلا حدة الهرب وسرعة الفرار ثمَّ اضطجعت على الماء تسكنُ من غضبها فنامت واسترخت فمر بها زروقُ صيد فما أحست إلا الشبكةَ وقد أخذتها فغاصت في الماء وجعلت تخطبتُ عاليةً سافلةً لا ترى مذهباً ولا تجد مفراً فلما أعياها ذلك وبلغ منها الجهد ، قالت : أيتها الشبكة دعيني فوالله ما قلت إنَّ المحيط ميراث أجدادي ولا البحرَ ميراث أعمامي ولا النهر ميراث أبي ؛ فندمت ولات حين مندمِ - وكذا الاستهانةُ لا تؤدي إلاَّ إلى الشر وكذا الاستهانة تضيع الموجود ولا تحصل المفقود ، وما دخلت الاستهانةُ على أمةٍ إلا أسرعت بهدم بنيانها وتقويض دعائم مجدها ، وإنما الجدُّ وحده يأخذ بعزائم أبنائها ترتقي به في عزها ، وتسمو به في مجدها وأما الاستهانةُ فامحقةً له - .




تفريغ مقطع للشيخ محمد سعيد رسلان