المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوبة.. و مغفرة الذنــوب !!



االزعيم الهلالي
10-03-2012, 12:50 AM
التوبة.. و مغفرة الذنــوب !!
الحمدَ لله رب العالمين ، الذي نحمدُه و نستعينه ، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، إنه هو الغفور الرحيم , و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و سيد المرسلين , و بعد : إن من صفات بني آدم الخطأ و النسيان , و ارتكاب المعاصي و الذنوب , و ذلك بأسباب الشيطان و وسوسته لبني آدم كي يضلهم , و يعده , و يمنيهم , و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا , و هذه الأمور واقعة و ما زالت منذ أن خلق الله آدم حتى يوم القيامة , و إن المسلم المتبصر بدينه و دنياه هو الذي يبادر إلى التوبة و المغفرة و الإنابة إلى الله تعالى قال تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) 133 , آل عمران , وقال صلى الله عليه و سلم : (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) رواه أحمد، والترمذي ، و يأخذ بأسباب مغفرة الذنوب والمعاصي كالتوبة النصوح إلى الله، وهي الرجوع إلى الله، والإنابة إليه من ذنب ارتكبه , أو واجب قصر فيه ، و أن يحرص المسلم على التمسك بشروطها , و تنفيذها كي يكون صادقا في التوبة , و هي : أن يقلع المسلم من ذلك الذنب الذي اقترفه ، لعلمه أن الله يعلمه , و يغفر له , و الله هو الذي يغفر الذنوب جميعا , و يندم على ما مضى , ويعقد العزم الصادق على أن لا يعود إلى هذا الذنب و المعصية، وإن كانت مظالم تخص الناس في حقوقهم و أموالهم ردها إليهم و طلب منهم الصفح و العفو . فالله ـ جل جلاله ـ يحب التوبة و التوابين , و يفرح بتوبة العبد الصادقة الذي يحس بتقصيره في حق من حقوق الله , أو ارتكاب الأخطاء أو الاعتداء على الآخرين , فيرجع إلى الله تعالى نادما تائبا منكسرا بين يدي الله و رحمته ، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) 222 البقرة . وقد أمر الله نبيه بالاستغفار والتوبة قال تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ) 19 محمد ، وأمر الله ـ تعالى ـ عباده بالتوبة فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 31 النور ، و إن نبينا صلى الله عليه وسلم كان كثير الاستغفار، كثير التوبة إلى الله، وهو المغفور له ما تقدم له من ذنبه و ما تأخر , يقول صلى الله عليه وسلم : ( و الله إني لاستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري . فينبغي على المسلم المبادرة إلى التوبة النصوح , و كثرة الاستغفار , و فعل الطاعات قبل أن تغرغر الروح .

عبد العزيز السلامـة ـ أوثال