المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أهل الكهف بالجزائر



أهــل الحـديث
10-03-2012, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


توفيت زوجة عمي احمد الذي يسكن رفقة عائلته في مغارة بجنوب سطيف شرق الجزائر، الثلاثاء، لتنهي بذلك عمرها في غار على طريقة أهل الكهف، حيث مكثت عشر سنوات و شاءت الأقدار أن تغادرنا عشية الاحتفال بعيد المرأة بعد ما صارعت مرض الروماتيزم الذي فتك بجسدها إثر موجة البرد الأخير.
عائلة احمد لبوخ بسطيف، قصتها تكاد تكون قطعة من الخيال، فالأمر يتعلق بعائلة ابن شهيد تعيش في مغارة منذ عشر سنوات كاملة، ولازالت المأساة متواصلة، لأن عمي احمد لبوخ لازال إلى يومنا هذا يعيش في نفس المغارة رفقة أبنائه السبعة رغم أن المسؤولين يحمّلونه المأساة .
العائلة لازالت تقطن كهفا جبليا لا علاقة له بكوخ أو بيت قصديري، بل مغارة موحشة إذا دخلتها ينتابك الفزع وتتأكد أن هناك أناسا أرغموا على التنازل عن مرتبة البشر. فالكهف يقع في منطقة زديم التابعة لبلدية ڤلال بجنوب سطيف، وهو غار يتموقع بسفح الجبل الذي توجد به فتحة كبيرة بها جحر بحجم الغرفة لا توجد به نافذة ولا تتسلل اليه الشمس، وتنبعث منه روائح كريهة. وهناك جحر مجاور به 3 قارورات غاز وموقد وبعض الأواني تستغله العائلة كمطبخ لتحضير الطعام. وجحر ثالث أصغر مخصص للعنزات والبقرة، مصدر الرزق الوحيد، عمي احمد فقد ابنيه نور الدين وفارس اللذان هربا، ولم يبق معه من الذكور إلا الحاج (15 سنة) ونصر الدين (13 سنوات) وأما قائمة الإناث فتتضمن محجوبة (27 سنة)، نعناعة من فئة الصم البكم (25 سنة)، فريدة (22 سنة)، رفيعة (11 سنوات)، رزيقة (10 سنوات) وأصغرهن سعيدة (8 سنوات) التي ولدت في الغار، ولا تعرف من هذه الدنيا سوى الجحر والصخور والحشائش المحيطة بالمكان. والعالم كله بالنسبة للأبناء يكاد يختصر في الكهف وما جاوره، فلا تمدرس ولا تلفزيون ولا حتى مذياع يكسر الهدوء الرهيب الذي تعيشه العائلة. وأما البرابول والهاتف والانترنيت، فهي أشياء مبهمة بالنسبة لهؤلاء الأبناء، لأن الكهرباء أصلا غير متوفرة.
ولما سألنا عمي احمد إن كان يعلم بأن هناك انتخابات تشريعية يوم 10 ماي المقبل، ضحك رغم حزنه على زوجته وقال: هذا السوق خاطيني. ولما استرسلنا معه في الكلام، أكد انه لم ينتخب في السابق، ولا يرى ضرورة في الانتخاب، وهل سيغير صوتي في الأمر شيئا، نحن لنا عالمنا وهم لهم عالمهم، وغدا سنلتقي جميعا أمام الله.