المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “ضربة الشمس”.. نقمة الصيف >>>



erty
22-07-2005, 06:43 AM
أسبابها... علاجها.. مضاعفاتها .


“ضربة الشمس” حالة مرضية قد تصيب العديد من الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة والشديدة لفترة طويلة خاصة في ظل ارتفاع نسبة الرطوبة صيفاً. ولأن “ضربة الشمس” لا يستهان بأمرها لأنها قد تؤدي الى الوفاة او تسبب مضاعفات عديدة لكافة الأعمار، فقد طرحت “الصحة والطب” القضية على ذوي الاختصاص والمسؤولين والاطباء الذين تحدثوا عن اسبابها ومخاطرها وكيفية اسعاف المصاب اولياً الى حين نقله الى المستشفى، اضافة الى طرق الوقاية منها، حيث أكد كافة المختصين ان سرعة تلقي المصاب ب”ضربة الشمس” للعلاج تعني انقاذه من موت محقق أو مضاعفات قد تصل الى حد الشلل النصفي.


الأسباب

تحدث ضربة الشمس بسبب التعرض لبيئة شديدة الحرارة والرطوبة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة نتيجة فشل المركز المنظم لها في المخ، كما وجد أن للجنس أهميته في نسبة حدوث ضربة الشمس ففي الاجناس ذوي البشرة الملونة، والذين لم يتعودوا التعرض للشمس تكون النسبة عالية، وتقل بين الملونين وقاطني المناطق الاستوائية وشديدة الحرارة، بينما ترتفع نسبة الحدوث بين المسنين، وضعيفي البنية، وذوي السمنة المفرطة، ومن يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والبول السكري، وهبوط القلب، ويتضح جليا أنه كلما أسعف المريض فور إصابته بضربة الشمس، وبسرعة، مع تبريد جسمه تدريجيا، أمكن نجدته من خطر محدق ربما يودي بحياته.

وضربة الشمس أو الحرارة لا تعني انها تحدث للشخص الذي يتعرض لحرارة الشمس فقط، بل إنها تحدث لمن يقفون أمام الأفران المتوهجة، أو من هم في جو مرتفع الحرارة لمدة طويلة، مع وجود رطوبة عالية في الهواء المحيط بهم، ففي هذه الحالة تتوقف أهم عملية للحفاظ على حرارة الجسم في الجو الحار، وهي تبخر العرق الغزير الذي يحدث في مثل هذه الحالة؛ فترتفع تبعًا لذلك حرارة الجسم، وتحدث ضربة الشمس أو الحرارة كذلك عندما يتوقف إفراز العرق، وبالتالي تتجمع الحرارة داخل الجسم وترتفع، وتوقف إفراز العرق في حالات ضربة الشمس لا يعرف سببه حتى الآن، ولعله لوجود اضطراب في الآليات الجسمية المبددة للحرارة . ان العلامات الوصفية او الاعراض التي تظهر على مريض ضربة الشمس تشمل فرط الحرارة إذ إن حرارته ترتفع فجأة إلى مستوى عالٍ، ربما تصل إلى (40-41م) مع جفاف في الجلد واحمرار. وتحت ظروف الكرب الحراري يشكو المصاب من صداع شديد، مع دوار، والشعور بالإغماء، مع اضطرابات في البطن من قيء أو إسهال، وألم بالبطن، وتشمل الملامح الشائعة الأخرى، هبوط التوتر التالي لنقص حجم الدم، أو التوسع الوعائي المحيطي، أو خلل الوظيفة القلبية، اضافة الى تسرع القلب الجيبي، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء، وزيادة إنزيمات المصل، واضطرابات الحامض والقلوي، والشوارد والتخثر ويكون هناك خلل شديد في الجملة العصبية المركزية يتظاهر بهذيان أو ذهان، أو نوب اختلاجية (تشنجات عصبية). وفي الحالات الشديدة يكون المصاب في حالة سبات أو غيبوبة تامة، مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وغالبًا اللاعرقية Anhydrosis؛ وجفاف شديد في الجلد، وعمق في التنفس، وسرعة قوة النبض، وقد تستمر نوبات التشنجات العصبية لفترة طويلة، وفي الحالات الشديدة لا يوقفها أي علاج، وربما تودي بحياة المصاب.

وبعض الحالات يقع فيها العبء الأكبر على الجهاز الهضمي، فبعد ارتفاع الحرارة والهذيان تعتري المريض نوبات شديدة من الإسهال ربما يكون مصحوبًا بالدم، وكذلك قيء شديد متواصل يكون مصحوبًا بالدم أيضًا، وسرعان ما يدخل المريض في صدمة شديدة وخطيرة.

كذلك تشمل الاختلاطات خللا وظيفيا أو قصورا في أي عضو جهازي بسبب التخرب الخلوي الناجم عن الإصابة الحرارية المباشرة، وإلى حد أقل عن عوز الأكسجين الخلوي، مشيرا الى ان أكثر الأعضاء تأثرًا بضربة الشمس أو الحرارة هي الأعضاء المهمة، كالمخ والقلب والكلى والرئة، والكبد والعضلات، ولقد وجد أن هذه الأعضاء تكون ملأى بنزف بين الخلايا المكونة لها، مما يسبب في بعض الحالات مضاعفات بعد زوال الصدمة أو الغيبوبة، ففي بعض الحالات الشديدة يصاب المريض بشلل نصفي، أو عدم القدرة على الاتزان والحركة لوجود مضاعفات في المخيخ الذي يقوم بهذه العملية، وكذلك تصاب خلايا الكلى فيحدث النزف مع وجود زلال في البول، وهبوط في عمل الكبد، وما يتبع ذلك من زيادة النزف إذا حدث بالجسم.

أن الوقاية مهمة جداً لعدم حدوث ضربة الشمس أو الحرارة، فالاحتراس من التعرض للشمس لفترة طويلة مهم، وتثقيف الناس حتى لا يعرضوا أنفسهم للمخاطر بكثرة تعرضهم للشمس والوقوف على الجبال، وإذا كان لا بد أن يتعرض أحد للشمس في الصيف، فإن ذلك يكون على فترات وجيزة يعود بعدها إلى الظل، مع تجنب المجهود الشاق في الأماكن الحارة في الظل، وتناول سوائل وقائية بها نسبة من الأملاح، ووفرة المياه والثلج في الأماكن التي يقل فيها الظل، والاهتمام بالملبس على أن يكون خفيفاً وفضفاضًا، من النوع الفاتح كالأبيض مثلاً. اما بالنسبة لطرق العلاج فأوضح اهمية سرعة إبعاد المصاب عن أماكن الحرارة وخلع ملابسه مع وضعه على الظهر ورفع رأسه قليلاً، وفي حالة كان المصاب وعياً فيجب اعطاؤه ماءً مثلجًا، وإذا كان فاقدًا للوعي، فيجب رش ماء بارد على جسمه ثم تعريضه لمروحة حتى يتبخر الماء بسرعة، كما ينقل المصاب للمستشفى فورًا مع مراعاة استعمال وسائل التبريد أثناء النقل، فإن سرعة هذا الاجراء من أهم العوامل المساعدة على نجاح العلاج وإنقاذ المريض، فكلما تأخر المريض زادت احتمالات الوفاة، أو حدوث المضاعفات بعد الإفاقة حيث توجه المعالجة نحو إزالة فرط الحرارة وتدعيم الأعضاء الجهازية الحيوية مثلا للتبريد حيث يجب تخفيض فرط الحرارة مباشرة. والمعروف أن طرق العلاج في مثل هذه الحالات متعددة، منها أن يوضع المصاب بسرعة في حمام مملوء بالماء المثلج، أو حتى بقطع من الثلج لتهبط درجة الحرارة بسرعة، فيفيق المريض من الغيبوبة، وباستعمال هذه الطريقة وجد أن نسبة الوفيات عالية؛ لأنها تعرض المريض لصدمة شديدة لا يمكنه التغلب عليها. ولقد وجد أن أفضل الطرق في مثل هذه الحالات هو أن يوضع المريض في حجرة مكيفة باردة، وتخلع ملابسه، ويغطى بملاءات خفيفة مبللة توضع فوق الجلد بعد حكه بشاش مبلل بالماء البارد، وتدار مراوح الهواء فوق المريض، ويجب تمسيد الأطراف خلال التبريد إنقاصًا للتقبض الوعائي الجلدي المتحرض بالبرد، وحتى يتم تجنب حدوث انخفاض مفاجئ للحرارة، وبذلك نقلد الطريقة الطبيعية لما يقوم به الجسم، فعندما يتبخر الماء من فوق الجلد يسبب انخفاضًا تدريجيا في درجة الحرارة، وتستمر هذه العملية لفترة طويلة أو قصيرة حسب كل حالة، إلى أن تنخفض درجة الحرارة إلى درجة 38 درجة مئوية.

التشخيص المبكر

ان “ضربة الشمس” تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم الى 41 درجة مئوية ويصاحب ذلك توقف تام في افراز الجسم للعرق حيث تبلغ نسبة الوفاة من 10 - 75% من الحالات التي تتعرض للاصابة، اما نسبة الشفاء الكامل فتصل الى 90% في حالة التشخيص المبكر والتدخل العلاجي الفوري لانقاذ حياة المصاب، كذلك هناك عوامل مساعدة على حدوث “ضربة الشمس” ومضاعفاتها مثل ارتفاع شديد في درجة حرارة الجو مع التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة وازدياد نسبة الرطوبة لأكثر من 90% اضافة الى زيادة الوزن ونقص التعرق في الجسم وارتداء ملابس غير مناسبة لفصل الصيف كالملابس السميكة والألوان التي تمتص الحرارة، “ضربة الشمس” تحدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في ظل ارتفاع شديد في حرارة الجو حيث يتجه دم الانسان الى سطح الجسم واطرافه مثل الجلد واليدين والقدمين الأمر الذي يؤدي الى وصول تدفق الدم بشكل كبير الى الاعضاء الحيوية المسؤولة عن استمرار قيام الجسم بوظائفه الحيوية المختلفة مثل القلب والمخ والكلى والكبد والرئتين، وعند ذلك يحدث فشل في هذه الأعضاء وتكون غير قادرة على القيام بواجباتها الحيوية لاستمرار حياة الانسان.

ان اصابة الشخص ب”ضربة الشمس” تحدث فجأة من دون مقدمات حيث يدخل المصاب في غيبوبة كاملة عندما تكون حرارة الجسم بين 41 - 42 درجة مئوية، الأمر الذي يعني الوفاة في حالة عدم تقديم العلاج الفوري له.

تتوقف حياة المصاب ب”ضربة الشمس” على التشخيص المبكر وسرعة تلقي العلاج المناسب لانقاذ حياته حيث يكون الهدف الرئيسي من العلاج هو العمل على خفض درجة حرارة الجسم بأسرع وقت وذلك بنقل المريض الى غرفة معتدلة الحرارة بعيداً عن أشعة الشمس ونزع الملابس عنه، اضافة الى تغطية جسمه بغطاء مبلل بالماء بالبارد تكون درجة حرارته 15 درجة مئوية ومن ثم تهوية الجسم بهواء تكون درجة حرارته تتراوح بين 30 و35 درجة مئوية، كذلك يعطى المصاب البوتاسيوم، وفي حالة كان يعاني من نزيف دماغي يتم امداده بكمية من الدم.

من وسائل الوقاية من “ضربة الشمس” عدم التعرض لأشعة الشمس الشديدة والحرص على ارتداء الملابس المناسبة الي جانب خوذة على الرأس وتناول كميات كافية من المياه والسوائل التي تحتوي على كافة الاملاح المعدنية.

طرق الوقاية

الاعياء الحراري غالبا ما يحدث عندما يخضع الشخص لجهد ما كالعمل أو الرياضة في مكان حار أو رطب، ويحدث بها خسارة لسوائل البدن عبر التعرق، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، اما ضربة الشمس فهي حالة اسعافية طبية مهددة للحياة، ويحدث فيها توقف للجهاز المسؤول عن تنظيم حرارة الجسم (جهاز التبريد) عن العمل الذي تتم السيطرة عليه من قبل الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم إلى الدرجة التي يمكن أن يحدث بها أذية دماغية أو لأحد الأعضاء الداخلية الحيوية ويحدث الإعياء الحروري عند الأشخاص الذين لا يتأقلمون بشكل جيد مع الحرارة الناجمة عن الجهد في مكان حار أو رطب في درجات الحرارة العالية، يقوم البدن بتبريد نفسه بشكل كبير عن طريق تبخير العرق عندما تكون هنالك رطوبة عالية، يحدث خلل في آلية التبريد هذه، بحيث لاتقوم بالعمل بشكل جيد.

في حالة الاصابة بضربة الشمس يخسر البدن مكوناته من السوائل والأملاح وعندما يترافق ذلك مع تعويض غير كاف من السوائل قد يحصل اضطراب في الدوران، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث حالة مماثلة ومشابهة للشكل المعتدل من الصدمة غالبا ما تحدث ضربة الشمس وتتطور بشكل سريع في الحالات الطبية أو الأدوية التي تعيق مقدرة البدن على التعرق، وهو الأمر الذي يؤهب لحدوثها كما تحدث ضربة الشمس في حالة الشكل الكلاسيكي من الضربة الشمسية عند الأشخاص الذين تكون آلية التبريد لديهم معطلة أو متأذية او حالة الشكل الإجهادي الناجم عن الجهد من الضربة الشمسية عند الأشخاص المتمتعين بصحة جيدة، ويخضعون لنشاط عنيف أو جهد زائد ضمن محيط مناخ حار، حيث يكون الرضع والكهول اكثر عرضة من غيرهم لحدوث هذه الحالة .كما يرتبط الانذار مباشرة بشدة تعرض الشخص للحرارة، وفي حالته الصحية العامة يكون الإنذار أسوأ بحالة الأعمار الصغيرة والمتقدمة جدا وفي حالة ضربة الشمس فقد تحدث مشاكل دائمة عصبية أو قلبية أو كبدية أو كلوية.

اما بالنسبة للوقاية من ضربة الشمس، اهمية تجنب التعرض للحرارة بعدم مزاولة النشاط العنيف أو الزائد في مكان رطب أو حار وعلى الاشخاص غير المعتادين على الحرارة أن يكونوا اكثر حذراً.

كما يجب أخذ فترات متقطعة من الراحة في مكان بارد، مع تناول كمية وافرة من السوائل وغالبا ما تحدث ضربة الشمس عند الأشخاص الذين لا يكونون قادرين على التكيف مع محيطهم كالأطفال أو كبار السن أو الماكثين في السرير اما الاشخاص الذين يتناولون أدوية خاصة بالضغط أو الحساسية أو الكآبة قد يكونون تحت الخطورة بشكل خاص، ويجب عليهم تجنب الأمكنة الحارة.

و العلاج السريري يتمثل في المعالجة بشكل رئيسي لتبريد المصاب بطريقة مستقرة، حتى يتم التأكد من أنه يمكنه البقاء مشبعاً بالسوائل، وأن الجريان الدموي عنده أصبح طبيعيا، اما الاعياء الحراري فإنه عادة ما يتطور بشكل تدريجي، وغالبا ما يكون المصاب متجففا. ويمكن علاجه بتناول أي شراب منعش بحيث يكون نسبة الغلوكوز فيه 6% أو أقل، كما يمكن إجراء تسريب وريدي إذا لم يتحمل المريض إجراء تعويض السوائل عن الطريق الفموي أو إذا لم يتمكن من المحافظة على السوائل في جهازه الهضمي ويتوجب عليه البقاء في مكان بارد وتجنب النشاط العنيف أو الزائد لعدة أيام كما تهدف معالجة ضربة الشمس الى خفض درجة الحرارة المركزية (الشرجية) إلى الوضع الطبيعي بأسرع وقت ممكن وقد يقوم الطبيب باستخدام أية وسيلة للتبريد بالماء أو التبخير في حالة استخدام وسائل التبخير، ويمكن وضع أكياس من الماء البارد او المثلج في الناحية الابطية ويمكن ترطيب الجلد حيث يبقى بحالة رطبة أو ندية باستعمال سوائل باردة، ومن ثم يتم توجيه المراوح باتجاه الجسم. ايضا يعطى المصاب أدوية ليتم السيطرة على الارتعاشات وتتم مراقبة حصيلة البولي اليومي لمدة 24 ساعة ثم تستمر المعالجة حتى تصل درجة الحرارة المركزية إلى (،5 38 درجة) وحينئذ تتوقف المعالجة للحيلولة دون حدوث التبريد الزائد.

و يتوجب على الشخص الذي يشتبه بأن لديه ضربة شمس، الذهاب الى المستشفى عند حدوث فقدان الوعي او التشويش او الهذيان أو الم بطني او صدري، وعدم المقدرة على تناول السوائل والقيء المتكرر، الى جانب ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية على الرغم من المحاولات لتبريد المريض.

اما بالنسبة للعناية المنزلية فهي تعتبر ملائمة للأشكال المعتدلة من الإعياء الحراري، في حين تعتبر الضربة الشمسية حالة طبية اسعافية تستوجب طلب الإسعاف فورا.وعند الحالات المعتدلة من الاعياء الحراري يجب الزام المصاب بالراحة في منطقة باردة تتميز بالظل واعطاؤه سوائل باردة منعشة والتي تقوم بتعويض للأملاح المفقودة والوجبات المالحة تكون مناسبة حسب تحمل المريض لها اضافة الى خلع الملابس عنه وعدم تناوله اي شراب يحتوي على الكحول او الكافيين، وعدم معالجة ضربة الشمس في المنزل إلا أنه يمكن تقديم المساعدة ريثما تصل سيارة الإسعاف وذلك بنقل المريض إلى وسط بارد، أو جعله يغتسل بماء بارد طالما بقي واعيا ويقظا بشكل مستمر، وكاجراء بديل يمكن القيام بترطيب الجلد بماء فاتر ومن ثم تشغيل مروحة وتوجيهها نحو الجلد مباشرة.

مراحل التعرض للحرارة الزائدة

وعن مراحل الاصابة بضربة الشمس والكبد، هناك اربع مقدمات لإصابات التعرض للحرارة الزائدة وهي الإرهاق الذي قد يصل الى حد الاغماء والتشنجات العضلية، والاعياء الحراري كذلك الصدمة الحرارية، مضيفاً ان الله حبا اجسادنا بأجهزة حساسة حتى توازن عملها، فإن حرارة الجسم المولدة يعالجها التخلص من الحرارة الزائدة حيث ينظم هذه العملية جزء من الدماغ يسمى هايبوتالامس الذي يسارع الى زيادة توتر العضلات والأوعية الدموية وعمل الغدد العرقية المنتشرة في الجلد.

كما ان التعرق والتبخر هما العاملان الأكبر في التخلص من الحرارة الزائدة في الجسم، وانتشار الحرارة مباشرة من الجلد الى البيئة المحيطة له ايضاً بعض التأثير بالتلامس المباشر ولكن على درجات اقل عندما تتقارب درجات الحرارة الخارجية والداخلية، وفي الحالات الطبيعية يساعد التبخر في تقليل حرارة الجسم بدرجة 20% في حين عند ارتفاع الحرارة تصبح هذه الطريقة اساسية خاصة ان من يضطر للعمل او ممارسة التمارين الرياضية فإنه يفقد ليتراً في الساعة الواحدة عن طريق التعرق إلا في حالات ارتفاع نسبة الرطوبة التي تحد من عملية التبخر.

الى ان السمنة المفرطة والأمراض الجلدية الواسعة الانتشار في الجسم كالصدفية وضعف الدورة الدموية الجلدية والجفاف، اضافة الى نقص التغذية ونقص هبوط الضغط الدموي وقصور القلب تعتبر عوامل مهمة تتحكم في عمليتي التعرق والتبخر في الجسم، كذلك هناك ادوية مثل مضادات تقلص الامعاء ومضادات الحساسية وبعض ادوية الاكتئاب مثل Tricyclic وMaoi وادوية مدرات البول، الى جانب ادوية تعمل على تقليل الدورة الدموية الجلدية مثل ادوية الضغط B-Blockers والأدوية التي يتناولها المدمنون على الهيروين والكوكائين والامفيتامين (LSD) التي تزيد من تقلصات العضلات.

مراحل الاصابة ب “ضربة الشمس” تبدأ بمرحلة الارهاق الحراري والاغماء الذي قد يحدث فجأة نتيجة هبوط مفاجىء في ضغط الدم بسبب التوسع الوعائي العام في الجلد وعادة ما يسبقه عمل مرهق او رياضة عنيفة تستمر لمدة ساعتين، وعند الاغماء يكون المصاب بارد الجلد رطباً الى جانب ضعف في النبض حيث يكون علاج هذه الحالة عن طريق تمديد المصاب في مكان بارد واعطائه السوائل المحتوية على املاح مثل Iso-Star ونادراً ما يحتاج الى سوائل عن طريق الوريد، أما الثانية فهي التشنجات العضلية التي نادراً ما تحدث بعد مجهود، خاصة في العضلات التي تعرضت لمجهود حيث تظهر الأعراض بتشنجات قد تدوم من دقيقة الى ثلاث دقائق وتكون هذه التشنجات مؤلمة وغالباً ما تشاهد تتقلص تكراراً.

ومع ان المصاب يكون واعياً الا انه يشتكي من آلام في عضلاته حيث يكون العلاج عن طريق وضع المصاب في مكان بارد الى جانب تعويضه بمحلول ملحي، كما قد يحتاج الى راحة من يوم الى ثلاثة أيام.

اما بالنسبة للاعياء الحراري فإن العمل او ممارسة الرياضة العنيفة في حرارة مرتفعة مع قلة تناول الاملاح يسبب جفافاً ونقصاً في الصوديوم اضافة الى متغيرات وعائية، حيث يتم تشخيص هذه المرحلة بطول فترة الاعراض مع حرارة تزيد على 38 درجة مئوية الى جانب تسارع في النبض مع رطوبة في الجلد، وقد يترافق مع هذه الأعراض الاغماء الحراري والتشنج العضلي واعراض عصبية كالصداع والوهن واحياناً هستيريا وتخبط مع تسارع في التنفس قد يؤدي الى مضاعفات اخرى كالتنفس القلوي والتشنج في اليدين، حيث يتم علاج المصاب بهذه الحالة بوضعه في مكان بارد واعطائه نحو ليترين من السوائل خلال مدة تتراوح من ساعتين الى اربع ساعات وتعويض نقص الاملاح لديه عن طريق الفم أو الوريد، كما يحتاج الى راحة لمدة 24 ساعة تحت المراقبة.

و الصدمة الحرارية وهي المرتبة الرابعة أعلى مراحل الاصابة والتي قد تؤدي الى الوفاة حيث ترتفع فيها الحرارة الى اكثر من 41 درجة مئوية وتقسم الى الصدمة الحرارية الكلاسيكية التي تصيب شخصاً سبق له الاصابة بأمراض قلبية او تنفسية او مريض الجهد الحراري الذي كان معافى لكنه عرض نفسه الى حرارة ومجهود شديدين، مشيراً الى ان أخطر اعراض هذه الحالة الاصابة العصبية التي تصل الى خلجات وفقدان الوعي او التركيز، وقد تسبب الوفاة في حالة خفض الحرارة بسرعة عن طريق التبريد بالسوائل او الثلج او الهواء البارد، كما يتم مراقبة وتعويض السوائل مع بعض المهدئات، اما أدوية مخفضات الحرارة كالاسبرين فهي لا تنفع في مثل هذه الحالة، ولكن ما ان تستقر درجة الحرارة الى ما دون 39 درجة مئوية حتى يعود الجسم الى تنظيم قدراته، كما يستمر تعويض نقص الماء والاملاح في الجسم لفترة طويلة في حين انه لا يسمح للمريض بالعودة الى ممارسة نشاطاته الا بعد التأكد من نتائج فحوصاته في عودتها الى طبيعتها.


تمنياتى للجميع الصحه والعافيه .

الحجازية
22-07-2005, 08:56 AM
erty


مشكور اخوي على والنصائح والمعلومات القيّمه


تحياتي لك

أحلى البنات
22-07-2005, 12:30 PM
مشكور على النصائح

سمووره
22-07-2005, 09:06 PM
نصائح رائعه ومفيده

الف شكرلك والله يعافيك ولا يحرمنا من مواضيعك المفيده

erty
23-07-2005, 12:39 PM
الله يبعد الشر عنك ... الحجازية ..

تقبلى تحياتى .

erty
23-07-2005, 12:42 PM
يسلمك ربى ... أحلى البنات ..

تقبلى تحياتى .

erty
23-07-2005, 12:44 PM
الله يعافيك ... سمووره ..

ويبعد الشر عنك ...

تقبلى تحياتى .