المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى كل مبتلى مغموم ...الى الراضين بالقضاء والقدر



ماجدالرقابي
09-03-2012, 07:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم روحمة الله وبركاته

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد

إلى كل مبتلىً مغموم ..
إلى الراضين بالقضاء والقدر ..
إلى المحتسبين عند الله الأجر ..
اسمع كلام الله عز وجل حين قال : { سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
فالأيام والليالي لا تدوم لي ولك على وتيرة واحدة ..
وكما قال الله : { وَ تِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }
أي تتقلب بأهلها صباح مساء ..

والمؤمن في حياته وأطواره لا يخلو من حالتين :
إما أن يحصل له ما يحب ويندفع عنه ما يكره
فوظيفته في هذه الحالة الشكر والاعتراف بأنَّ ذلك من نعم الله عليه
فيعترف بها باطناً ، ويتحدث بها ظاهراً ويستعين بها على طاعة الله وهذا هو الشاكر حقاً.
الحالة الثانية : أن يحصل للعبد مكروه أو يفقد محبوباً فيحدث له هم وغم
فوظيفته هنا الصبر لله فلا تسخّط ولا ضجر ولا شكوى للمخلوق بل الشكوى للخالق جل في علاه
كما قال الله على لسان يعقوب : { إِنَّمَآ أَشْكُو بَثّي وَ حُزْنِي إَلَى اللهِ } .
والبلاء عباد الله الذي يصيب العبد يكون في أربعة أشياء

في نفسه في عرضه ، في أهله ، وماله .. ولا يخرج البلاء عن هذه الأربعة ..
عباد الله ..لأن تعلم أنَّ الذي ابتلاك هو أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ،
وقيّوم السماوات والأراضين ، وأنه ما ابتلاك ليهلكك أو ليعذبك ،
إنما ابتلاك امتحاناً لك ليسمع تضرعك ونجواك وابتهالك ...
فسبحان من ابتلاك لترفع إليه شكواك..
قال أحد المُبتلين في دعائه : ربي كم أدعوك فلا تستجيب دعائي ..
فقال الله : إني أحب أن أسمع صوتك ..
فيا الله.. كم في البلاء من النعم التي تخفى على العبد ..
وتأمل في حال العبد حين البلاء كيف يذل وينكسر ويقر ويعترف ،
كم يلح على الله في الدعاء ، وكم يتضرع إلى ربِّ الأرض والسماء ، وكم ،
وكم يظهر من الذلّة والمسكنة لله ربّ العالمين ..ولولا المصيبة والابتلاء ما عرف العبد هذا..
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كلّه خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن ) .
فالمؤمن عباد الله على خير في كل حال من أحواله إذا عرف كيف يتعامل مع الظروف والأحوال
ونحن عباد الله نحتاج إلى الصبر في كل المجالات وفي كل الأوقات في الشدة وفي الرخاء..
فمن مجالات الصبرعند حبس النفس عند المصائب.. من مجالات الصبر عند حبس النفس عند المصائب ..
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَأَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ ابْنَتِي تُقْبَضُ ،
فَأْتِنَا ، فَأَرْسَلَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : " إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ "
فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّ ، قَالَ : فَقَامَ
فَقُمْنَا ، وَمَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ
قَالَ : فَأَخَذَ الصَّبِيَّةَ وَنَفْسُهَا تَتَقَعْقَعُ فِي صَدْرِهَا
فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا ؟ فَقَالَ :
" هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ " . )
فلا يتنافى ذلك مع الصبر ..
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند فقد إبراهيم :
( إنَّ العين لتدمع وإنَّ القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون
( لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا)
ومن أعظم مجالات الصبر التي نحتاج فيها للصبر الجهاد في سبيل الله ..
وما أدراك ! وما أدراك ما يتحمل المجاهدون في سبيل الله !..
عن عبد الله بن أوفى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان في بعض أيامه التي لقي فيها العدو ينتظر حتى إذا مالت الشمس فقال :
( يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
ثم قام فقال : ( اللهم ُمنزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ).

نحتاج للصبر عند حفظ الأسرار
ونحتاج للصبر لترك الفضول من العيش
ونحتاج إلى الصبر لترك الغضب والعفو عن الناس
نحتاج إلى الصبر لترك الذنوب أن نكرر إذا اعترضتنا الذنوب إننا نخاف الله .
نحتاج للصبر في فعل الطاعات والمداومة عليها
نحتاج إلى الصبر في طلب العلم والدعوة إلى الله
ونحتاج إلى الصبر في كل مجالات الحياة ..
وكل الأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الرجال إنما تدل على صبرهم ..
فالشجاعة صبر ، والحلم صبر ، والزهد صبر ، والعفة صبر.
وذلك مصداق قول النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif:
((المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز،
وإن أصابك شيء فلا تقل:لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل:قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))([5] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn5)).
وأما أثر الإيمان بالقضاء والقدر: فإن الإيمان بالقضاء والقدر له آثار كريمة منها:



االقوه: وذلك سر انتصار المسلمين في معاركهم مع أعداء الله، ومعظمها كانوا فيها قلة ولكنهم أقوياء بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
حيث تربوا على قوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:51]،
وللحديث: ((من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله))([6] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn6)).
يقول أبو بكر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif لخالد بن الوليد http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif: (احرص على الموت توهب لك الحياة).
ويبعث خالد بن الوليد إلى رستم يقول له: (لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة).
العزة: فالمؤمن عزيز بإيمانه بالله وقدره فلا يذل لأحد إلا لله سبحانه لأنه علم وتيقن أن النافع الضار هو الله، وأن الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله.
وأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ألا له الخلق والأمر http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأعراف:54].
فالخلق خلقه، والأمر أمره فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟
الرضى والاطمئنان: فنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته ويقول عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif:
(والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي).
وعندما مات ولد للفضيل بن عياض رحمه الله: ضحك، فقيل له: أتضحك وقد مات ولدك؟ فقال:
ألا أرضى بما رضيه الله لي.وقد ميز الله بين المؤمنين والمنافقين في غزوة أحد، فالاطمئنان علامة، والقلق وسوء الظن بالله علامة النفاق،
قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [آل عمران:154].
التماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التغابن:11].
قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال ابن عباس:
(يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
فلطم الوجوه، وشق الجيوب، وضرب الفخذ، وإهمال العبد لنظافة الجسد، وانصرافه عن الطعام حتى يبلغ حد التلف،
كل هذا منهي عنه ومناف لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر. ولله در الشاعر:
إذا ابتليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لأمرىً حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا بصـاحبه لا تيأسـن فنعـم القـادر الله
اليقين بأن العاقبة للمتقين: وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال،
وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر، لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط
http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [يوسف:87].
http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الطلاق:1].
http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [المجادلة:21].

اذكر الله
09-03-2012, 09:25 PM
الله يجزاك الجنة

طرح قيم

بارك الله جهودك ورفع قدرك

فااائق إحترااامي

medad
03-05-2012, 04:35 AM
" فصبرٌ جميل والله المستعان "

جزاك الله خير ع الموضوع القيم بقيم الصبر وفوائدة العظيمة

لقوله تعالى" وبشر الصابرين"

أبوعبدالرحمن
05-05-2012, 11:47 AM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً

عزوز
05-05-2012, 08:32 PM
جزاك الله خيرا