المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة مهمة ( هدية للخطباء )



أهــل الحـديث
08-03-2012, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خطبة مهمة للشيخ أحمد بن محمد العتيق خطيب الجامع الكبير في حائل

قضية القضايا
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمد عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى, واعلموا أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهي مطلب المؤمنين الصادقين. وحصولها لا يكون بالتحلي ولا بالتمني, وإنما يكون ببذل أسبابها التي متى ما تخلف عنها المسلمون حرموا منها, وابْتُلُوا بنقيضها من الذل والهوان. وأول أسباب العزة: تحقيق التوحيد, فإنه أعظم الأسباب وأساسها. قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }. ومن قرأ القرآن والسنة, وسيرة الأنبياء ودعوتهم, عرف أن الأمم لم تعرف الأمن والعزة إلا بعد تحقيق التوحيد ونبذ الشرك. وعرف أن دعوة الأنبياء مرتكزة على التوحيد والتحذير من الشرك, منذ أن يُبْعَثَ الواحد منهم إلى أن يموت. فهذا نوح عليه السلام, مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً, بدأها بالدعوة إلى تحقيق لا إله إلا الله, وختمها وهو على فراش الموت بذلك, فإنه: ( لما حضرته الوفاة قال لابنه: آمرك ب ( لا إله إلا الله ). وأخبر الله تعالى في كتابه عن شدة خوف إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام من الشرك, ودعائه لنفسه وبنيه بالسلامة منه, بقوله: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ }. وذكر الله تعالى وصية يعقوب لبنيه وهو على فراش الموت وأنها كانت بالتوحيد بقوله: { إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ }. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ). يحذر سادات الموحدين, من شرك القبور!!!. فأين الدعوةَ إلى التوحيد؟ وما يتعلق ببيان معنى لا إله إلا الله؟ وشروطها وأركانها؟ وأين التحذيرَ من الشرك وأنواعه ووسائله؟. فالعالم العربي تهب فيه رياح التغيير, فأين قضيةَ القضايا؟!!!
نعم: إنها قضية القضايا منذ أن خلقت الدنيا إلى قيام الساعة, لقد تغيرت الحال, وضعف الإهتمام بهذا الواجب العظيم, وضعف جانب الولاء والبراء لهذا الدين ولهذه العقيدة لدى كثير من الناس حتى صار البعض منا يُدافع عن العقائد الباطلة بدلاً من أن يتبرأ منها. وأصبحنا نداهن في عقيدتنا باسم حوار الأديان والتسامح مع الآخر, وإقامة الدولة المدنية, ونبذ الطائفية. وأصبح شرك القبور والطواف بها ودعاء أصحابها والذبح والنذر لهم من الأعمال المكروهة فقط, إن لم تكن جائزة. لقد تجرأ الملاحدة على التطاول على الله, وعلى رسوله صلى الله عليه, وسلم. لقد تأثر شبابنا بأعدائنا في لباسهم وشعاراتهم, وساء فهم كثير من المسلمين لمعنى الحرية, حتى أصبح أجهل الناس بها وهم الكفار يلقنون المسلمين معناها الباطل, بدلا من نشر حقيقة معناها للعالم كله. فإن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج العباد بإذن الله من عبادة العباد إلى عبادة الله, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. هذه هي الحرية: هي توحيد الله ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم, والعمل بالإسلام.
من ربك؟ ربي الله.
من نبيك؟ نبيي محمد.
ما دينك؟ ديني الإسلام.
فيا أهل الإسلام تنبهوا لهذا الأمر العظيم, ويا معشر الدعاة والوعاظ والمعلمين, إهتموا بجانب التوحيد وادعوا إليه وبينوه للناس وحَذِّروا من الشرك صغيره وكبيره, وسخروا جهدكم في هذا الباب العظيم. فإن الملاحظ على البرامج الشرعية في الإعلام وكذلك الأنشطة الدعوية في الساحة, ضعف العناية بالتوحيد, وتسخير الجهود في أمورٍ غالبُها في فضائل الأعمال, أو فروض الكفايات, مع العلم أنها ليست بشئ إذا أُهْمِلَت دعوة التوحيد.
بارك الله لي ولكم .................

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
أيها المسلمون: السبب الثاني في الوصول إلى العزة والكرامة: إتباع السنة, والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم, والتحاكم إلى سنته في كل شيء. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }. والحسب هو الكافي, أي أن الله كافيك وكافي أتباعك فلا تحتاجون معه لأحد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ). فمن تمسك بالسنة وعمل بها ودعا إليها, أعزه الله ونصره ومكَّنَه. ومن خالف السنة, أذله الله, وجعله صغيرا حقيرا. بل إن في التمسك بالسنة سراً عظيماً يغفل عنه كثير من المسلمين اليوم, ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ( نُصِرت بالرعب مسيرة شهر ). أي أن العدو يصيبه الرعب بمجرد ما يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم, مهما بعدت المسافة, وهكذا كل من تمسك بالسنة وعمل بها ودعا إليها, لابد وأن يكون له نصيب من ذلك: ألا وهو إخافة العدو وبث الرعب لديه, مهما عظمت قوته وبعدت مسافته. وعلى الضد من ذلك: من خالف السنة هان على العدو ولو كان العدو ضعيفا حقيرا. فيجب على المسلمين حكاما ومحكومين أن يعوا ذلك جيداً, وأن يجعلوه نصب أعينهم, كي يختصروا الطريق في الوصول إلى السعادة والسيادة والنصر والتمكين. وهو أول أبواب الحلول والخروج من الأزمات. وقال تعالى: ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ). وهذه ميزة أخرى, وهي أن من تمسك بالسنة فإن عدوه يحتار فيه ولا يستطيع أن يخدعه مهما بذل من الخطط والمؤامرات.
اللهم تولنا فيمن توليت, وأعز بنا دينك, وأعلِ بنا كلمتك, واجعلنا هداةً مهتدين.