المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم _( 4 )



االزعيم الهلالي
07-03-2012, 02:30 PM
كما عودناكم يااخوان كل يوم قصتيين من قصص شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم
( الجزء الرابع ) ..
7
قتلُ يَهُودِيَّةٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناسأجمعين»
لن يكون المرء مؤمناً حق الإيمان حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه ممن تربطه بهم روابط القرابة والنسب أو روابط الصداقة والمصلحة ، فإذا كان حبه يفوق من أنجبه ورباه من والدة وأب وجد وجدة ويفوق حب أفلاذ كبده، ويفوق حب الزوجة والعشيرة وسائر من تربطه بهم علاقة اجتماعية أو سياسية أو تجارية أو أي رابطة أو مصلحة إذا كان حاله كذلك فإنه حينئذ يكون مؤمناً حقاً وعلامة ذلك أن يقدم طاعة الله ورسوله على كل طاعةٍ غيرها وما يحبه الله ورسوله على ما يحبه جميع الناس قريبهم وبعيدهم ولو أسخط جميع الناس.
ولا يجد حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
سُئل عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه : « كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ »
وها هو عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول وهو في سياق الموت: « ما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أجلّ في عيني منه، وما كنتُ أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عينيّ منه »
وهذه قصة صحابي آخر فقد بصره إلا إنه لم يفقد بصيرته، كان لديه جارية غير مسلمة تخدمه وتقوم بشأنه إلا أنها لم تكن تقلع عن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم تطب نفس هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه إلا بقتلها.
فعن ابنِ عباسٍ..أن أعمى كانت له أمُ ولدٍ تشتم النبي َصلى الله عليه وسلم وتقعُ فيه.. فينهاها فلا تنتهي.. ويزجُرُها فلا تنزجر ..قال فلما كانت ذاتُ ليلةٍ جعلت تقعُ في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمُه فأخذ المغول (سيف قصير).. فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها .. .. فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فجمعَ الناس.. فقال أنشدُ اللهَ رجلا فعل ما فعل لي عليه حقٌ إلا قام.. فقام الأعمى يتخطى رقابَ الناس ..وهو يتزلزل ..حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال يا رسولَ اللهِ أنا صاحبُها ..كانت تشتمك وتقعُ فيك فأنهاها فلا تنتهي.. وأزجُرها فلا تنزجر ..ولي منها ابنانِ مثلُ اللؤلؤتين.. وكانت بي رفيقة.. فلما كانت البارحة ..جعلت تشتمك وتقعُ فيك.. فأخذت المغولَ فوضعته في بطنها واتكأتُ عليها حتى قتلتها ..فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمَها هدر...
هكذا قدم حب رسول الله على حب أم أولاده.

8
هجاه فقتله
كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو رسولَ الله صلى الله عليه و سلم ويحرضُ عليه كفارَ قريش.. وكان النبي صلى الله عليه و سلم قدم المدينة ..وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى ..فأمر اللهُ رسولَه والمسلمين بالصبر.. فلما أبى كعبُ بنُ الأشرفِ أن يتوقف عن أذاه ..وقد كان عاهد النبيَ صلى الله عليه وسلم من قبل, أن لا يعينَ عليه أحدا .. فنقض كعبٌ العهد .. وسبه وسب أصحابَه ..وكان من عداوتِه أنه لما قدم البشير بقتل من قُتل ببدر وأسرِ من أُسر .. قال كعب: أحقٌ هذا.. أترون أن محمدا قتل هؤلاء ؟ .. فهؤلاء أشرافُ العربِ وملوكُ الناس.. والله لئن كان محمدٌ أصاب هؤلاء القوم.. لبَطنُ الأرضِ خيرٌ من ظهرِها ..فلما أيقن الخبر.. ورأى الأسرى مقرنين.. كُبِت وذل وخرج إلى قريشٍ يبكي على قتلاهم.. ويحرضُهم على قتالِه صلى الله عليه و سلم.. ثم رجع إلى المدينة.. فشبَّب بنساء المسلمين حتى آذاهم.. فقال صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري.. من لكعبِ بنِ الأشرف ؟.. فإنه قد آذى اللهَ ورسولَه ..، فقال محمدُ بنُ مسلمة : يا رسول الله ! أتحبُّ أن أقتلَه ؟.. قال : نعم .. قال : ائذن لي فلأقل .. قال: قل .. فأتاه فقال له : إن هذا الرجلَ قد أراد صدقة .. وقد شق علينا .. فلما سمعه قال : وأيضا . والله ! لتَمَلَّنَّه .. قال : إنا قد اتبعناه الآن .. ونكره أن ندعَه حتى ننظرَ إلى أي شيء يصير أمرُه .. قال : وقد أردتُ أن تُسْلِـفَني سلفا .. قال : فما تَرْهُـنَني ؟ قال : ما تريد ... قال : تَرْهُـنَني نساءَكم .. قال :لا ..؟ قال له : تَرْهُـنوني أولادَكم.. قال : يُسَبُّ ابنُ أحدِنا . فيقال : رُهِن في وَسْقينِ من تمر.. . ولكن نَرْهَـنُك اللأمة) يعني السلاح ) .. قال : فنعم . وواعده أن يأتيَه بالحارثِ وأبي عبسِ بنِ جبرٍ وعبادِ بنِ بشر.. . قال : فجاءوا فدعوه ليلا ... فنزل إليهم ... قال محمد بنُ مسلمة : إني إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه .. فإذا استمكنت منه فدونكم .. قال : فلما نزل ..، نزل وهو متوشح .. فقالوا : نجد منك ريحَ الطيب .. قال : نعم .. .. قال : فتأذنُ لي أن أشمَّ منه .. قال : نعم . فشُم .. فتناول فشَم .. ثم قال : أتأذن لي أن أعود ..؟ : فاستمكن من رأسِه... ثم قال : دونكم ... قال : فقتلوه ثم أتوا النبيَ صلى الله عليه وسلم فأخبروه) ...
وهكذا كانت نهاية من يسب رسول الله ويحرض عليه ليكون عبرة لغيره.