سيد سليم
16-07-2005, 08:14 PM
الغبطة مباحة وهى أن تتمنى أن يهبك الله من نعمه الدينية ، والدنيوية كما وهب غيرك من أهل النعمة ؛ وقد تسمى الغبطة بالحسد مجازاً والفرق بينهما أن الغابط يتمني مثل ما للمغبوط مع عدم تمني زوال نعمة المغبوط ، أما الحاسد فإنه يتمنى زوال نعمة المحسود ولو لم تذهب إلى ذلك الحاسد . ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلِمها " ـ أي أن هاتين الخصلتين هما اللتان تستحقان أن يتنافس الناس فيهما ويجب أن يتمنونهما ـ والحسد مرض من أمراض القلوب وهو من شر الأدواء وأخطر البلايا أعاذنا الله منه ومن أهله فهو يحلق دين الإنسان من قلبه ويدفعه إلى التشاحن والتباغض وسفك الدماء يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : " عليكم بإصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين الحالقة لا أعني حالقة الشعر إنما حالقة الدين " ، وسبب فساد ذات البين يوضحه الحديث الذي يختلف مع هذا الحديث في الصدر ويتفق معه في العجز ؛ حيث يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : " دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء إنهما الحالقة لا أعني حالقة الشعر إنما حالقة الدين " وبضم الحديثين ؛ نجد أن الحسد يؤدي إلى البغضاء والبغضاء تؤدي إلى فساد ذات البين ؛ ويترتب على ذلك حلق وإزالة الدين من القلوب ؛ فيتصرف الناس دون رادع من دين ، كما أن الحسد ؛ يدفع إلى الكبر والتعالي والجدال بالباطل قيل : " إن أول حاسد هو إبليس اللعين حيث حسد سيدنا آدم على نعمة سجود الملائكة له ـ رغم علمه أن السجود هذا بأمر الله ـ فدفعه ذلك الحسد إلى الكبر والعصيان وتبرير فعله ؛ فكان جزاؤه الطرد من رحمة الله ، والحرمان من الجنة والمنصب الرفيع فيها حيث كان طاووساً للملائكة الكرام ، ومما قالوه فى هذا المجال : " الحسد أول ذنب عُصِيّ الله به في السماء وأول ذنب عصي الله به في الأرض " ففي السماء حسد إبليس اللعين أبانا آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من فضله ؛ فدفعه الحسد إلى الكبر ، وأول ذنب عصي الله به في الأرض حين حسد قابيل أخاه هابيل على قبول الله قربانه ؛ فحسده على ذلك ؛ فقتله وقيل أيضاً : " ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد ؛ حيث يرى النعمة عليك نقمة عليه " .. وقالوا أيضا : " كل جريمة تكون عقوبتها بعد فعلها إلا جريمة الحسد فإن الحاسد يعاقب قبل جريمته " حيث يصاب قلبه بالألم ، والهم وكفى بهما عقاباً للحاسد ؛ والحاسد جاحد لنعم الله على الناس مستنكر لفضله عليهم حيث يتمنى زوال نعمة الغير ولذلك فهو عدو لنعمة الله وللمنعم ذاته . لأنه بحاله هذا يتهم المنعم فى عطائه وقضائه ويرى أن المولى تبارك وتعالى أعطى النعمة من لا يستحقها كمنطق إبليس اللعين تماماً ، ولذلك قال سيدي الإمام الرفاعي رضي الله عنه فيما نسب إليه :
ألا قل لمن بات لى حاسداً * أتدرى على من أسأت الأدب ؟!
فظنك في خالقي سيئ * لأنك لم ترض لى ما وهب
فكان جزاؤك أن زادني * وسد عليك طريق الطلب
ويكفى الحاسد خيبة أنه ينسى فضل الله عليه ونعمته ويتمنى زوال فضل الله ونعمته من عند غيره فهو فى ألم دائم وصراع مستمر ما بين قلبه وعقله ونفسه وفكره . ويكفيه أن يموت بغيظه ويحاسب يوم القيامة على حسده وأنه كالشيطان أمرنا الله بالاستعاذة من شره : { .. ومن شر حاسدٍ إذا حسد } ( 5 : الفلق ) ، ومما نسب الى الإمام أبي حنيفة قوله :
إن يحسدوني فإني غير لائمهم * غيري من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ما بي وما بهم * ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
وقالوا :" إن كل عدو يمكن أن ترضيه إلا حاسد النعمة فانه لا يرضيه إلا زوالها " . ومن الراحة للمحسود أن يصبر على حسد الحاسد فإن صبره من أشد أنواع العقاب له :
اصبر على كيد الحسود * فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها * إن لم تجد ما تأكله
وكما أن الحسد نقمة على الحاسد فكثيراً ما يكون نعمة للمحسود فكم رأينا وسمعنا عن حاسد أطلق لسانه فيمن حسد فما كان من الناس إلا أن أثنوا على المحسود وذكروا فضله:
إذا ما أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت * ما كان يعرف ريح عرف العود
ومن ناحية حسد العين بالذات فهذا مرض قلبي أيضاً يجعل الحاسد ينفعل عند رؤية النعمة فينطلق من العين ما يؤثر في تلك النعمة بالشر الظاهر للعيان وهذا أمر واقع محسوس ومشاهد ولذلك قلت للمتنطعين في حواري معهم عن تأثير بركات أولياء الله الصالحين : " أتؤمنون بالحسد ؟ قالوا نعم ، فقلت : أليس الحسد قوة شريرة مدمرة موجودة داخل قلوب وأعين الحسدة وتنطلق من تلك القلوب والأعين لتؤثر بالشر ؟! قالوا : بلى ، فقلت: حاشا لله أن يجعل في بعض شرار خلقه قوى شريرة مدمرة ولا يجعل في قلوب أحبابه وأوليائه قوى خيرة معمرة فبهتوا جميعاً .
والعلاج من الحسد يكون بالوقاية والتحصن منه قبل حدوثه فإذا ما حدث فيكون بالعلاج منه ، كما أنه يوجد علاج للحاسد يمنعه من الحسد ، وعلاج للمحسود يمنع عنه الحسد ومن ذلك كله ننصح بحسن اليقين في الله والاعتماد عليه وكثرة ذكره تعالى وقراءة بعض آيات القرآن الكريم للتحصين كسورة الفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين ثم بعض الاستعاذات النبوية التي كان يعوِذ بها أهله الأطهار وأصحابه الكرام وكثرة الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولننظر إلى ما عند الله من فضل وإكرام ورحمة ولنستمع إلى قول الله تعالى موبخاً الحسدة : { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله }(54:النساء) كما يقول عز وجل : { أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمن بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا }(32: الزخرف) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال : العشب "
. وما أجمل أن يكون الإنسان قنوعاً بما أعطاه الله غير ملتفت لما عند الغير وإن كان لابد ناظراً فإن الغبطة هي البديل الحلال فمن يدري أن ما عند الغير نعمة له ومن يدري أن ما فيه بعض الناس من ضيق نقمة عليه فسبحان العليم الحكيم :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت * ويبتلي الله بعض الناس بالنعم
ألا قل لمن بات لى حاسداً * أتدرى على من أسأت الأدب ؟!
فظنك في خالقي سيئ * لأنك لم ترض لى ما وهب
فكان جزاؤك أن زادني * وسد عليك طريق الطلب
ويكفى الحاسد خيبة أنه ينسى فضل الله عليه ونعمته ويتمنى زوال فضل الله ونعمته من عند غيره فهو فى ألم دائم وصراع مستمر ما بين قلبه وعقله ونفسه وفكره . ويكفيه أن يموت بغيظه ويحاسب يوم القيامة على حسده وأنه كالشيطان أمرنا الله بالاستعاذة من شره : { .. ومن شر حاسدٍ إذا حسد } ( 5 : الفلق ) ، ومما نسب الى الإمام أبي حنيفة قوله :
إن يحسدوني فإني غير لائمهم * غيري من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ما بي وما بهم * ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
وقالوا :" إن كل عدو يمكن أن ترضيه إلا حاسد النعمة فانه لا يرضيه إلا زوالها " . ومن الراحة للمحسود أن يصبر على حسد الحاسد فإن صبره من أشد أنواع العقاب له :
اصبر على كيد الحسود * فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها * إن لم تجد ما تأكله
وكما أن الحسد نقمة على الحاسد فكثيراً ما يكون نعمة للمحسود فكم رأينا وسمعنا عن حاسد أطلق لسانه فيمن حسد فما كان من الناس إلا أن أثنوا على المحسود وذكروا فضله:
إذا ما أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت * ما كان يعرف ريح عرف العود
ومن ناحية حسد العين بالذات فهذا مرض قلبي أيضاً يجعل الحاسد ينفعل عند رؤية النعمة فينطلق من العين ما يؤثر في تلك النعمة بالشر الظاهر للعيان وهذا أمر واقع محسوس ومشاهد ولذلك قلت للمتنطعين في حواري معهم عن تأثير بركات أولياء الله الصالحين : " أتؤمنون بالحسد ؟ قالوا نعم ، فقلت : أليس الحسد قوة شريرة مدمرة موجودة داخل قلوب وأعين الحسدة وتنطلق من تلك القلوب والأعين لتؤثر بالشر ؟! قالوا : بلى ، فقلت: حاشا لله أن يجعل في بعض شرار خلقه قوى شريرة مدمرة ولا يجعل في قلوب أحبابه وأوليائه قوى خيرة معمرة فبهتوا جميعاً .
والعلاج من الحسد يكون بالوقاية والتحصن منه قبل حدوثه فإذا ما حدث فيكون بالعلاج منه ، كما أنه يوجد علاج للحاسد يمنعه من الحسد ، وعلاج للمحسود يمنع عنه الحسد ومن ذلك كله ننصح بحسن اليقين في الله والاعتماد عليه وكثرة ذكره تعالى وقراءة بعض آيات القرآن الكريم للتحصين كسورة الفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين ثم بعض الاستعاذات النبوية التي كان يعوِذ بها أهله الأطهار وأصحابه الكرام وكثرة الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولننظر إلى ما عند الله من فضل وإكرام ورحمة ولنستمع إلى قول الله تعالى موبخاً الحسدة : { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله }(54:النساء) كما يقول عز وجل : { أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمن بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا }(32: الزخرف) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال : العشب "
. وما أجمل أن يكون الإنسان قنوعاً بما أعطاه الله غير ملتفت لما عند الغير وإن كان لابد ناظراً فإن الغبطة هي البديل الحلال فمن يدري أن ما عند الغير نعمة له ومن يدري أن ما فيه بعض الناس من ضيق نقمة عليه فسبحان العليم الحكيم :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت * ويبتلي الله بعض الناس بالنعم