المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينتهم تُقْصَف بالقنابل وتُحْرَق، فهرع الأولاد لإخراج كنز أبيهم من البيت، فما كان ذاك الكنز ؟!



أهــل الحـديث
06-03-2012, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




مدينتهم تُقْصَف بالقنابل وتُحْرَق، فهرع الأولاد لإخراج كنز أبيهم من البيت، فما كان ذاك الكنز ؟!



الحمد لله رب العالمين،
والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين،
والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .

أما بعد، يقول صاحب القصة :
إنني منذ أخذت في الإدراك والوعي، كنتُ أسمع في بيتنا أن كنزنا الذي لا يعدله كنز، هو هذا " التفسير " الذي أفنى الوالد عمره في تأليفه، ووقعت لي حادثة أكّدت ذلك،
فقد بتنا ذات ليلة في بيتنا الذي كان يقع في زقاق المكتبي ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق القديمة، وإذا مدافع الفرنسيين تقصف المدينة القديمة وتحرقها بقنابلها، كان ذلك عام 1925 م ، ولم يغمض لنا جفن طوال الليل .
وقبيل الفجر، أحسسنا في الحي ضجيجاً غير معتاد، فخرجنا نتلمّس الخبر، فرأينا الناس يزحفون من بيوتهم كيوم القيامة، فسألنا : إلى أين ؟
قالوا : إلى حي العمارة !
قلنا : ولِمَ ؟
قالوا : لأن قنصل الإنكليز مقيمٌ فيها، ولا تجرؤ فرنسا على ضرب هذا الحي بقنابلها .
وكان الناس يحملون في أيديهم ما غلا من متاعهم .
فعُدْنا إلى البيت، ورأيتُ أَخَوَيَّ رحمهما الله – ضياء الدين ومسلَّم – يحمل كل واحدٍ منهما خمساً من مجلدات التفسير الاثني عشر، ويتفّقان بي فلا أحمل إلا مجلّدين، وننطلق جميعاً إلى حي العمارة، حيث كانت تقيم شقيقة لنا فيه .
إنه كنزنا الوحيد، وليس في البيت ما يستحقّ الإنقاذ إلا هذا التفسير .
وبقيت في ذهني هذه الصورة حتى اليوم، كأروع ما تكون الصُّور، في الحرص على مخلَّفات الآباء للأبناء . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : أما راوي القصة، فهو الأستاذ محمد ظافر ابن العلاّمة جمال الدين القاسمي ( 1331 – 1404 هـ ) رحمهما الله،
وأما الكنز، فهو كتاب " محاسن التأويل " لوالده العلاّمة جمال الدين القاسمي،
وأما مصدر القصة، فكتاب " آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل " ( ص 151 – 152 ) للشيخ محمد بن ناصر العجمي حفظه الله .

والحمد لله رب العالمين .