المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة المحدّث عبد الوهاب الملتاني (ت1351)



أهــل الحـديث
06-03-2012, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عبدالوهاب المُلْتاني الدِّهْلَوي
(1280-1351)

ترجمة الشيخ خالد حنيف الصديقي في تراجم علماء أهل الحديث (1/302-306)، فقال ما معرّبه:
«الشيخ عبدالوهاب الدهلوي بن الحاج محمد بن ميان خوشحال، الأصل: واسو آستانه، بمديرية جنغ بمحافظة البنجاب، في باكستان حاليا.

ولد سنة 1864م الموافقة 1280هـ في قرية واسو آستانه.

أحوال الأسرة: حج والده محمد، وكانت رحلة الحج شاقة جدا ذلك الوقت، ولما بلغ المترجم السابعة انتقل والده منجنغ إلى مبارك آباد قريبا من مدينة ملتان.

دراسته:
درس في المدرسة الابتدائية في مبارك آباد، وقرأ القران فيها، ثم ذهب مع أخيه الأصغر نور محمد لمواصلة الدراسة في لكوكي، والتحق بالمدرسة المحمدية هنا، وقرأ كتب النحو والصرف المقررة، وحفظ القرآن، ثم رحل إلى أمرتسر عند الشيخ عبدالله الغزنوي، وقرأ عليه بلوغ المرام، ورياض الصالحين، وغيرهما من الكتب.

ثم سافرا إلى دهلي، ولازما السيد نذير حسين، وكملا دراستهما في العلوم والفنون هناك، وكان الشيخ يسكن آنذاك في جامع حفيظ الله خان بدهلي القديمة، ويصلي الصلوات الخمس، ويدرس المشكاة، وكانا يأتيان بالماء من البئر للمتوضئين ويأخذان 12 هللة مكافأة شهرية، فكانا ينفقانها في حاجاتهما الأساسية وشراء الكتب، تخرجا وهما في العشرين من عمرهما تقريباً.

أساتذته المعروفين:
1- الشيخ الحافظ محمد لكهوي (ت 1892م).
2- الشيخ السيد عبدالله الغزنوي (ت 1881م).
3- شيخ الكل ميان نذير حسين.
4- الشيخ منصور الرحمن، وهو من خاصة تلامذة الإمام الشوكاني.

التعليم والتدريس:
بعد تخرجه من الدراسة قرر أن يخدم الكتاب والسنة في دهلي، وأسس مدرسة «دار الكتاب والسنة» سنة 1882م في حي كشن غنج بدهلي، وانكب على التعليم والتدريس، ولما احتاج أن ينقل مدرسته من ذاك الحياشترى لذلك الحاج عبدالغني الأرض في حي صدر بازار قريبا من جامع دهلي المعروف، وبنى جامعا كبيرا وعمارة جيدة لسكن الشيخ، فنقل مدرسته إلى الجامع الجديد وواصل التدريس.

وبعد مدة زار الشيخ رانغون [في بورما] للدعوة والإرشاد، وقابل علماء أهل الحديث وعوامهم.

تلاميذه:
درّس وخطب خمسين سنة تقريبا، واستفاد الناس منه كثيرا طوال تلك السنوات، وأذكر بعض مشاهير التلاميذ المعروفين:
الشيخ عبدالجليل السامرودي، والشيخ عبدالجبار الكهنديلوي، والشيخ محمد الجوناغري، وإمام الحرم الشيخ أبو السمح عبدالظاهر المكي، والشيخ عبدالستار الكلانوري، والشيخ عبدالجليل إسلاموي الدهلوي، والشيخ عبدالله أود، والشيخ عبدالعزيز ميمن جوناكري، والشيخ عبدالله لائلفوري، والشيخ عنايت الله الوزير آبادي، والشيخ محمد إسحاق حصاروي، والشيخ محمد السورتي، وغيرهم.

صحيفة أهل الحديث:
أسس الشيخ مدرسة دار الكتاب والسنة في حي صدر بازار سنة 1883م، ونشر الكتاب والسنة عن طريقها، وأصدر صحيفة أهل الحديث الشهرية سنة 1920م التي تصدر منذ 92 سنة حتى الآن،وكانت تصدر أولا في دهلي، ثم انتقلت إلى كراشي ولا تزال، فهذه المجلة من أقدم مجلات أهل الحديث المستمرة حتى الآن.

مصنفاته:
كان معتنياً بالتصنيف والتأليف مع التدريس وإلقاء الخطب، فألف الكتب التالية:
1- هداية النبي المختار إلى يصلي يوم الفرار.

2- الأمر الكلي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «صلّوا كما رأيتموني أصلي».

3- إقامة الحجة على أن لا فرق بين صلاة المرء والمرأة.

4- وكتب حاشية على المشكاة بالعربية.

5- الدلائل الواثقة في مسائل الثلاثة.

وكان الشيخ عالما شجاعا وجريئا، نشر علم الكتاب والسنة، وألقى الخطب دون تردد أو خوف، وأحيا السنن المهجورة في دهلي، وعرفّها للناس:
1- فكان أهل الحديث يصلون العيد في الجوامع الحنفية بست تكبيرات فقط، والشيخ أول عالم أحيا صلاة العيدين في المصلى المفتوح باثني عشر تكبيرة.

2- الذهاب مع النساء لصلاة العيد:بدأ الناس يذهبون مع النساء، وذلك مستمر والحمد لله إلى اليوم.

3- أحيا سنن صلاة الجنازة.

4- عمم وأذاع بين الملأ أن للمرأة أن تخلع من الزوج الظالم وتنكح غيره،وخالفه الناس في البداية ثم عملوا بفتواه بعدئذ.

تأسيس غرباء أهل الحديث:
في سنة 1886م الموافقة 1313 هجري أسس الشيخ جمعية غرباء أهل الحديث، وخالف علماء أهل الحديث هذا دائما، واختلفوا في إمامته، فكان أمير هذه الجمعية حتى توفي رحمه الله، وخلفه بعده ابنه الشيخ عبدالستار الدهلوي.

الأخلاق والعادات:
كان الشيخ على خلق رفيع، وأسلوبه الخطابي جيد، ويرتل القرآن بصوت حسن، وكان يحب البساطة في الحياة، وكان شديدا في اتباع السنة، ولطيفا في الكلام، ويستقبل الناس بطلاقة وجه، وحريصا للدعوة والإرشاد، وإذا سمع عن كتاب نادر يذهب إلى مكانه وينسخه بنفسه ويحفظه في مكتبته الخاصة، ويطبق أحكام أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمليا في حياته، وحج تسع مرات.

وفاته:
توفي مؤسس جمعية غرباء أهل الحديث العالم المعروف والخطيب والمحدث في 7 أو 8 رجب المرجب سنة 1351، بين ليلتي الإثنين والثلاثاء، في الساعة الحادية عشر،يوافقه 1932م، وحضر جنازته عامة الناس من سائر المذاهب، ودفن شرقي قبر السيد نذير حسين الدهلوي، رحمه الله.

الذرية:
رزقه الله تسع أبناء وست بنات:
1- الحافظ عبدالستار.
2- حاجي عبدالخالق.
3- عبدالقهار السلفي.
4- عبدالواحد السلفي.
5- الحاج عبدالحي.
6- عبدالرحمن المكي.
7- عبدالودود.
8- عبدالقدير.
9- عبدالأحد.

توفي بعضهم في صغرهم، والباقون صاروا علماء وخطباء، وبعضهم حفظ القرآن الكريم». انتهى.

قلت: ووصفه العلامة الفوجياني في مقدمة إتحاف النبيه (ص35) بالشيخ الجليل، وقال (ص36):
«هو الشيخ الأستاذ أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الملتاني، المولود بقرية من مضافات ملتان سنة 1284 تقريبا، حفظ القرآن في صباه، وتعلم العلوم في شتى مدارس فنجاب (الهند)، عن أفاضل قطره، كالحافظ محمد بن بارك الله اللكوي الفنجابي، والشيخ العارف عبدالله بن عبدالله الغزنوي ثم الأمرتسري، وصنوه عبد الجبار الغزنوي، وعليهما قرأ بعض كتب الحديث، ثم ارتحل إلى دهلي، فقرأ التفسير والصحاح الست على الشيخ السيد محمد نذير حسين، وعليه تخرج في الحديث، وحصّل الإجازة أيضا عاليا عن الشيخ منصور الرحمن البنجالي الدهلوي، عن الإمام الشوكاني.

ثم توطن الدهلي، واشتغل بالتبليغ والتدريس، فدرّس المشكاة والصحاح الست مراراً كثيرة على طريق السرد غالبا، حتى تخرج عليه فيها خلق لا يُحصى.

توفي سنة 1351 في دهلي، ودفن هناك.

وكان سيفا في بيان التوحيد الخالص، شغوفا بتبليغ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع تساهل وشذوذ في بعض المسائل عن جمهور علماء أهل الحديث ببلادنا، محبا للحديث وأهله، سامحه الله، وجعله مع من أحبهم من المحدّثين في درجات الجنة».

ووصفه الفوجياني في إجازته لمحب الله شاه الراشدي السندي (خ) بأستاذ العلماء، ووصفه في مقدمة التعليقات على سنن النسائي (1/34) بالشيخ الفاضل.

وترجمه شيخنا الفريوائي في جهود مخلصة (144)، وأرّخ مولده سنة 1280، وقال إنه أحد العلماء المشهورين، قضى حياته في الدرس والإفادة والتأليف نحو ستين سنة (كذا) بدهلي، وله مؤلفات ورسائل كثيرة معظمها في الفروع والمسائل الخلافية، وانتقد تشدده في تلك المسائل، وذكر أن له تعليقات على مشكاة المصابيح وعون المعبود.

وأحال في ترجمته على مقدمة تفسير ستاري (سورة الفاتحة)، ومختصر سوانح حياة مولانا عبد الوهاب صاحب (طبعة دهلي).

قلت: وأُراه صاحب: النفحة الدهلوية، وتسهيل دراية الموطأ، المثبتان في مقدمة المسوى شرح الموطا للشاه ولي الله.

ومن كبار أصحاب المترجم العالمان المحدّثان عبد الجبار الجيفوري، وعبد الجبار الشكراوي، قرأ وسمع كل منها الكتب الستة عليه، وحصل على إجازته[1].

رحمه الله رحمة واسعة.
-------------------------------------------

[1] قلت: أما الأول فنص عليه تلميذه الفوجياني في مقدمة إتحاف النبيه (35)، وقرأ عليه الفوجياني الستة، كما في الموضع المذكور، وترجمة الفوجياني لتلميذه فضيلة الشيخ الدكتور عاصم القريوتي.
وأما الثاني فأخبرني بذلك مرارا شيخنا محمد إسرائيل السلفي، وهو قرأ على الشكراوي الستة, وقرأناها عليه.
• تنبيه: اعتمدت في مولد المترجم على نقل الشيخين الصديقي والفريوائي لرجوعهما لأكثر من مصدر لترجمته، مع جزمهما فيه، وأما تأريخ العلامة الفوجياني فنص أنه تقريبي، والله أعلم.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/38893/#ixzz1oKTZqe00