المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (حمص الأبية) قصيدتي إلى أبطالها



أهــل الحـديث
02-03-2012, 02:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
أما بعد فقد جاشت النفس لـ(حمص) بما جاشت فأخرجتُهُ شعرًا أسأل الله أن ينصر به أهلها .


حمصُ الأبيَّة عيشي حُرَّةً أبَدا
سلِمت من كل جبارٍ طغى و عدى

و لا حنى اللهُ منك الدهرَ جيدَ فتًى
و لا أذاق بنيك الهمَّ و النكدا

سلمت يا حرةً من كل مسِّ أذًى
يغشى كرامتك العلياء مُضطهِدا

سلمت يا أُمَّة الأحرار يا بلدًا
غدا لكل فؤادٍ شامخٍ بلدا

يا ربة المجد يا بطن الرجال و يا
أعلى المدائن في عتق الشعوب يدا

يا بنت خالدَ كابرتِ البلاد أبًا
و ها بنوك يفوقون الورى شُهَدا

لا تحزني إن رماكِ الدهرُ نازلةً
تذوب كالثلج مهما صُلبُها صَلَدا

لا تجزعي أن عبدًا خاسئًا صفعَت
يداه وجهك يدري نفسه أسَدا

و لا يسُؤْكِ رصاصٌ نازلٌ مطرًا
على ثراك يُخلي الماء مُتَّقِدا

و لا يرُعْك حصار الأرض مُنتفشًا
ففي السماء حباكِ اللهُ ما وعدا

***

أودى الخبيث بطعم العيش فيك و لم
يعبأ بيوم وقوفٍ للحساب غدا

كم فيك جاريةٍ تسعى بغير أبٍ
في ذيل أرملةٍ تدعو لها ولدا

في ساحةٍ بفيوضات الدم اصطبغت
كأن تُربتها الياقوت قد عُصدا

دماءُ وُلْدِكِ في جنات أرضك قد
جرت بكوثرك الروَّاء من وَرَدا

يسقي الكرامة و الإصرار منهمرًا
في روح من شامَهُ أو شمَّهُ فشَدَا

سقى الشجاعةَ أبناءً ببطنك فاسـ
ـتغنوا عن الماء لا يشكون بعدُ صدى

سقى دمشق سقى دوما سقى حلبًا
سقى الفرات سقى العاصي سقى برَدى

سيف البطولة في كفَّيك منتصبًا
أغناك عن كل سيفٍ عنك قد غُمِدا

إنَّ الدما لبلوغ المرتقى سببٌ
من امتطى ظهرَه نحو العلا صعدا

إن الدما ثمنُ الحرية اشترطت
ألا يُبدَّل بُشراكم لقد نُقِدا

ماذا وراء جهادٍ باسلٍ شهدت
له العِدا من بني الإنسان و البُعَدا

و أكبرته شعوب الأرض قابسةً
من قدس شعلته نورًا لها و هُدى

يكفيك يا حمص فخرًا أن كل يدٍ
في ثورة الشام قد مدت إليك يدا

ماذا ورائك إلا النصر فامتثلي
للصبر يخرج منه النصر مُنجَردا

عزيزةَ المهر ما ضنَّ الرجالُ به
لكنَّ كل فتًى يُهديك ما وجدا

غدًا ترين نفيس المهر مجتمعًا
و الدهر مبتسمًا و الظلم مبتعدا

أيحسب العلجُ أن القتل ناصرُهُ
تالله ضلَّ لقد أرداه ما اعتقدا

ما يُنغص العيش في الأرض البراح سوى
أن يحسب الكلبُ يومًا نفسَهُ أسدا

يعوي و ينهس قومًا غير قاتلهم
حتى إذا ما تلقَّى ضربةً همَدا

لو أنهم ذبحوه قبل لوثتِهِ
لما أدار الأذى في الناس منفردا

الآن يُعمل آلات الردى صلفًا
لسوفَ يقتلُهُ في الصبح ألفُ ردى

اليوم أكرمه قصرٌ و قاعدةٌ
يحيا بها و عليه القبر ضنَّ غدا

غدًا ستؤوينه للطير مأكلةً
تهوي عليه فتلقى لحمَهُ قِددا

غدًا لرأسك تاجُ النصر عامرةً
بالشعب منتصرًا و الشمل متحدا