المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قــص و لصـــق !!



النصرالعالمي
02-03-2012, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يشكو من الضرر إلا المتضرر

العودة إلى الخلف أمر بات مرفوضاً جملةً وتفصيلاً ،
ولا بد من النظر إلى الأمام ، وهذا يستوجب من البعض إفراغ الكأس كاملاً لملأه من جديد
فهذا أفضل بكثير من احتمال أن يكون مليئاً بالعبث ، أو بالفراغ
استحقاقات المرحلة .. لا تقبل التجاهل أو التهاون في وجه كل ما يهدد المستقبل
إنها حتمية عبورنا إلى الغد الذي نتمناه
قيل ، العالم مكان خطير للعيش ليس بسبب وجود أشرار فيه
وإنما بسبب وجود أشخاص لايحركون ساكناً
حين ينأى التنافس والاختلاف ((كضرورة)) عن الصراع والاقتتال
ليؤدي إلى الائتلاف والتناغم
نستطيع بذلك أن ننحت من جبل اليأس حجر الأمل ،
ونتمكن من تحويل الخلافات المجلجلة إلى سيمفونية إخاء ،
عندها نقدر أن نعمل معاً ونقوم الطرق المعوجة معا .

تحول النصر في ضعفه ليكون أخطر منها في قوته ،
فلا يوجد أقوى من النصراويين في فرد واستعراض العضلات فيما بينهم
وأصبحوا في وضع الذي يركض وراء الأحداث ولا يصنعها ..
أو في وضع الذي يحاول ركوب موجه من دون أن يكون الممسك بأعنّتها

إننا نعيش أحلام مؤجلة .. وكأن العالم يقف على ساق واحدة فتختلط الأمور ويصغر الكبير ويكبر الصغير وتضيع (( الطاسة ))
فلا قوة ولا هيبة
وسيبقى الوهم حاضراً ليستيقظ عندما يبدو منها حراك ليس فيه من حول ولا طول
حالة كحال أسد الغابة الذي ملأ قلوب أهل القرية رعباً
و بعد أن استوفى عهد الفتوة وتجاوز عهد الكهولة وبدأ يشيخ
خرجوا عليه وعادوا به محمولاً وقد فارقته الحياة
و شاع الخبر فتراكض البقية لمشاهدته وقد أصبح ميتاً بلا حول وقوة ،
ولكن لسوء الحظ هبت ريح قوية وإذا بشعر غرة الأسد يشرئب كعادته عندما كان يتوثب على الفريسة
فما كان من أهل القرية إلا أن ولّوا هاربين وقد ظنوه عاد حياً مفترساً.

العاقل من وعظته التجارب
فهل نبدأ بالعمل الصحيح لنوقف طوفان الخسائر
أم نوقف طوفان الخسائر لنبدأ بالعمل الصحيح .؟؟
إعلام دور الطرف المأجور سقط ، إعلام التحريض سقط
ومن أخذ حينها صف لم يعرف ((الاعتدال)) ، يمارس فبركة مايجري بطريقة
((القص و اللصق)) .


(( إخفاقات وطـن ))

الطموح الغير المشروع أبرز مظاهره ما يمكن أن نسميه بـ (التسلق)
و جوهرة سعي الإنسان إلى الحصول على ما لا يستحقه.
هذا النوع ينتشر انتشاراً كبيراً مع الأسف. فكثيراً ما نرى شخصاً يسعى بمختلف الوسائل للوصول إلى مركز إداري وهو غير أهل له. وحين يصل يؤدي دوره باتجاهين،
إرضاء من أوصله ثم هو تحجيم العمل ليتفق مع كفاءاته الضعيفة وقدراته المتواضعة.
فتتراجع الدائرة التي يقف على رأس إدارتها ويعود ذلك بالنفع عليه شخصياً، وبالضرر على المصلحة العامة
وتتفاقم المشكلة حين يحدث التفارق بين المؤهلات العملية، والمؤهلات التسلقية ، فيملك الذين يفتقرون إلى المؤهلات العملية والعلمية والإدارية مؤهلات تسلّقية توصلهم إلى ما يريدون لا إلى ما يقدرون على القيام بأعبائه العملية.
عند ذلك يُبعَد أصحاب الكفاءات عن المواقع المؤهلين لتبوئها، ويتبوأ المتسلقون عديمو الكفاءة المواقع التي يفشلون في تنشيطها،
فيموت الموقع بضعف صاحبه .

(( أعتزل ومتهم بملاحقة الألقاب له ))

الدونية التي يحرص الآخرون على رؤيتها في عينيك
تعويضاً عن نقص يشعرون به تجاه إنجازاتك التي تستحيل عليهم.
يحاولون الوصول إلى القمة ، فيموتون ..
وتبقى القمة شامخة تحرص الأجيال المتعاقبة على دراسة سيرته وتمجيد مواقفه .
فمن يركض من أجل نفسه، ضعيف أمام من يركض أمام الآخرين
وحسبنا هنا التذكير، إن كان أحد الضمائر الحية والعقول النيرة والأقلام النظيفة
للنجم الذي تطوع منذ يفاعته لخدمة الوطن ، و بقي مخلصاً حتى اليوم بأقواله وأفعاله.
وبعض الناس يتركون الذهب ، ويحاولون تلميع الزجاج .
إن الأحجار الكريمة ليست بحاجة إلى من يزيل عنها الصدأ، لأنها في الأساس لا تصدأ
أما الزجاج بحاجة إلى مسح وتنظيف في كل وقت لأنه ضعيف ومعرض للكسر من لا شيء
أولئك مثلهم مثل الدخان الذي يعلو ويرتفع لأنه وضيع، وستبقى الجمرة في مكانها
ثقيلة تدفئ من حولها وتحرق من يتطاول عليها
فلا يضر الجوهرة الثمينة وينقص من قدرها سقوطها في الطين .

ختاماً

فيما مضى ، طُرحت في الأسواق المصرية أغنية هابطة باللحن والكلمات و الأداء لمغنٍ متخصص بإحياء أفراح الشوارع العشوائية
ورغم ذلك سارع الإعلام المصري بمختلف وسائله ، إلى تجاهلها واعتبرها كأنها لم تكن وبذلك تم القضاء عليها قبل أن يستفحل مفعولها
إن هذه التجربة إن دلت على شيء، فعلى أن التصدي للعمل الفني الهابط يكون بالإهمال وليس بالإضاءة عليه ، فمن خُلق ليزحف من غير الممكن أن يطير .


دمتم بحفظ الرحمــن ،،