المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الى اسرائيل العظيمة !!



االزعيم الهلالي
01-03-2012, 11:30 PM
بعدما قررنا التوجه لزيارة معلم سياحي بارز شمال الاردن وهو موقع ( ام قيس ) ذو الاثار الرومانية والاعمدة الشاهدة على الحضارة والتاريخ ..

سرنا بسيارتنا رويدا رويدا على الانغام الخليجية بين شوارع اربد لنخرج الى رحاب السهول الخصبة لقرى وارياف الشمال ..

سرح بي الخيال بعيدا حينما رايت لوحة تشير ( الى موقع معركة اليرموك ) فتعجبت ودقتني العبرة من شجاعة اجدادي رغم انهم ساروا البراري والقفار ليصلوا الى هذه البقعة يضاربوا ويواجهوا جيش عرمرم من قوى الروم ومن الامور التى جعلتني استشعر الوضع جيدا هو صورة الجندي الروماني الضخم والحديدي فقد زرنا قبلها بساعات مدينة جرش الرومانية وشاهدنا عرضا روماني للجيش الروماني وقتاله وهالني ما شاهدته من مشاهدة تحاكي اسطورة القوة والسطورة الرومانية العتيدة وكيف واجهها اجدادنا العرب في ارض بعيدة عنهم يحملون هموم الغربة وهم الحرب والقتال فكانت الصورة تضطرب في مخيلتي بشكل عنيف واكاد انفجر منها !! ضعت بين ماضينا الشجاع والمشرف وبين حاضرنا المنحط ! ولتعذروني على التعبير ..!

هدأت السيارة قليلا لتهدى معها عجلة الافكار في خاطري فنظرت السبب فوجدتها نقطة تفتيش ! نعم تفتيش فالموقع يقع بالقرب من الحدود الاسرائيلية !

هوياتكم ياشباب ! هكذا تكلم الجندي الذي حاول اخفاء صرامته بابتسامة باهتة !

تفحص قليلا في هوياتنا وطلب منا فتح شنطة بالسيارة واجرى تفتيش السيارة وسلم الهويات بعد ان استفسر عن سبب مجيئنا ؟!

سرنا صعودا ونزولا حتى وصلنا الى ام قيس فوجدناها تحفة فنية وقلعة حصينة ولكنها تفتقد الى الترتيب والاعداد السياحي ! فور خورجنا من السيارة وكلنا شوق للاطلاع على اسرار المنطقة الاثرية قابلنا شاب اسمر والقى التحية وعرض علينا مصاحبتا في رحلة حافلة على الشريط الحدودي الاسرائيلي اللعين !
وافقنا وصعدنا السيارة على الفور كونها فرصة من المغامرة تبدأ حلقاتها من نقاط التفتيش اللا منتهية على طول الطريق !

اوصلنا الى اقرب نقطة تستطيع ان توصلنا اليها .. هكذا وجهت اليه الكلام فنظر الي نظرة وقال : قل ان شاء الله ..
وبعد المرور على عدة نقاط تفتيشية واسئلة مكررة من الجنود وصلنا الى اعلى هضبة مرتفعة وترجلنا من السيارة بسرعة والشوق يقتلني لارى ( دولة اسرائيل العظيمة المترامية الاطراف والتى يبدو من بعيد مدى الرقي والتنظيم في حياتهم وحدائقهم الغناء !)

اشار بيده الى بحيرة عظيمة كبيرة وقال هذه بحيرة طبريا ! فردينا سريعا : اسرائيل ؟ قال نعم اصبحت تابعة بشكل تام وكامل لاسرائيل ! وهذه الحقول الغناء الممتدة على مدى النظر هي حدود اسرائيل واشار بيدة الى الجهة اليمنى وقال وهذه هضبة الجولان السورية المحتلة !

احسست بالم كبير يعتصرني وقهر يقتلني حينما رايت تلك المناظر من فوق الهضبة فكاني رايت حضرموت محتلة والله !! احسست ان كل تلك الارض ملك لي ! وكأنهم احتلوها !!

قلنا له ممكن نقرب اكثر ! نريد الاقتراب اكثر !

صعدنا السيارة وتوجهنا نزولا نحو الجولان السوري " الحمة السورية " ( المحتلة ) وسرنا بمحاذاتها تماما لا يقرنا سوى الاشواك ونهر اليرموك الصغير وتحيط بنا المعسكرات وابراج المراقبة من كل حدب وصوب !!

نظرت فاذا بمسجد جامع شامخ كالاسد في قلب قرية وسط الجولان فقال دليلينا هذا جامع وقد حوله اليهود الى ديسكو وبامكانكم سماع صوته كل ليلة من هنا فهم يتراقصون فيه كل ليلة !!

اشتطت غضبا وصعقت لهذه المعلومة الصادمة .. ووددت لو ان بيدي كلاشنكوف واقتحمت تلك الاسوار ولا ابالي وليفعلوا ما يفعلوا .. فلا نامت اعين الجبناء ..

لم اخفي غضبي وقلت يوما ما لن نرجع الا من تل ابيب باذن الله .. الله يحرق اليهود !!!!

التقطت صور عديدة للموقع وسرنا بمحاذات المعسكرات ولكن دلينا يحذرني من مغبة التصوير ولكني التقطت بعض الصور للموقع بالسرقة وعندما اقتربنا كثيرا جدا جدا من اسرائيل والله لو حذفت بالحجر لوصلت الى بيوتهم عندها قال لي دليلينا عندما هممت بالتصوير ومنعنا بشدة وقال انهم يراقبوننا وبيأذونننا !!

دوامة من الافكار سارت في مخيلتي وهاجت المشاعر الدفينة وصحت يا معتصماه !! وسرح نظري حسيرا حزينا مع غروب الشمس وراء ابراج المراقبة الاسرائيلية خلف الجبال الشامية الجميلة المحتلة !

كانت الجولة سريعا جدا وكل ثلاث دقايق نقاط تفتيش ! واستفسارات وتشديد اكثر لاننا شكلنا اجانب ( ارهابيين ولنا الشرف ) والسيارة سعودية !

مناظر قاسية جدا وذل وهوان كبير يقبع فيه المسلمين حتى اهل القرى المتاخمة للحدود يتعرضون للتفتيش والتوقيف عند الخروج والدخول !!

هزتني تلك المناظر وجرحت قلبي تلك الاشواق والقبضان التى ترتفع من فوقها الابراج والمعسكرات !

لم اصدق ان حفنة من الجنباء سوف يصنعنوا بامه خالد بن الوليد وعمر هذا الصنيع !!

بعد تلك الجولة السريعة عدنا ادراجنا الى ام قيس اعلى هضبة على تخوم الحدود وصلينا المغرب فيها وجلسنا في قهوة تطل على ثلاث دول فعن يمينك سوريا وتحتك مباشرة اسرائيل وامام ناظريك جنوب لبنان وكلها تشع بالاضواء .. ومع تلألأ اضواء البيوت سرح فكري مرة اخرى ونظرت الى اسفل قدمي مباشرة فاريت اولى قرى اسرائيل ( الحمة السورية المحتلة ) ورايت مسجدها الاسيرة يبكي الم وحرقة فقطع تفكيري صوت الوايتر ( القهوجي ) هذا المنيو ياشباب !

هاه ايش بغيتوا ياجماعة ؟ رددت وانا افتح المنيو فاذا بي اشاهد وفي الصفحة الاولى وبالخط العريض
المشروبات الروحية اشكال والوان !! فادركت حينها لماذا يتراقصون في المسجد على بعد اقل من كيلو مننا ولا نفعل لهم شيئا !!

ادركت حينها اننا بعيييييييييد !! بعيد كثير من النصر !!

فاعتصر قلبي حزن وقلت له واحد شاهي لو سمحت وعاش الشعب العربي ..

عاش الشعب العربي .. ولا تلوموا الشباب اذا ضاق بهم الحال !!



عربـــي مناضـل ..